=بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وأفضل الصلاة والسلام على محمد وعلى آل محمد الطيبين الطاهرين عجل فرجهم ياكريم واجعلهم شفعاءنا يوم الدين واهد بهم التائهين
=
قال تعالى:-
وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا مُّبِينًا (36)سورة الأحزاب
- و قضاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو التصرف في شأن من شئون الناس بالولاية التي جعلها الله تعالى له بمثل قوله: «النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم».
فقضاؤه (صلى الله عليه وآله وسلم) قضاء منه بولايته و قضاء من الله سبحانه لأنه الجاعل لولايته المنفذ أمره،
و المعنى: ليس لأحد من المؤمنين و المؤمنات إذا قضى الله و رسوله بالتصرف في أمر من أمورهم أن يثبت لهم الاختيار من جهته لانتسابه إليهم و كونه أمرا من أمورهم فيختاروا منه غير ما قضى الله و رسوله بل عليهم أن يتبعوا إرادة الله و رسوله.-
- أخرج أحمد في مسنده (ج32 ص55-56 ح19302) :
حدثنا حُسين بن محمد وأبو نعيم، المعنى، قالا: حدثنا فِطْرٌ، عن أبي الطُّفيل قال:
جمع عليٌّ رضي الله عنه الناسَ في الرَّحْبة، ثم قال لهم: أنْشُدُ اللهَ كلَّ امرىءٍ مسلمٍ سَمِعَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يوم غَديرِ خُمٍّ ما سمع، لَمَّا قام، فقام ثلاثون من الناس، وقال أبو نعيم: فقام ناسٌ كثير، فشهدوا حين أخذه بيده، فقال للناس: "أتَعْلَمُونَ أنِّي أوْلَى بالمؤمنينَ مِنْ أنْفُسِهِمْ؟" قالوا: نعم يا رسولَ الله. قال: "مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ، فَهذَا مولاهُ، اللّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاهُ وَعَادِ مَنْ عادَاهُ" قال: فخرجتُ وكأنَّ في نفسي شيئاً، فلَقِيتُ زيدَ بنَ أرقم، فقلتُ له: إني سمعتُ علياً رضي الله عنه يقول كذا وكذا. قال: فما تُنكر؟ قد سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك له.
قال شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح.
خرج ابن حبان في صحيحه (ج15 ص375-376 ح6931) :
أخبرنا عبدُ الله بنُ محمد الأزديُّ، حدثنا إسحاقُ بنُ إبراهيم، أخبرنا أبو نعيم، ويحيى بنُ آدم، قالا: حدثنا فِطْرُ بنُ خليفة
عن أبي الطُّفَيل قال: قال عليٌّ: أَنشُدُ الله كُلَّ امرىءٍ سَمِعَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ في غَدِيرِ خُمٍّ لَمَا قامَ، فقامَ أُناسٌ فشَهِدوا أَنَّهمْ سَمِعوه يقولُ: "أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أنِّي أَوْلَى النَّاسِ بالمُؤمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهمْ؟" قالوا: بَلى يا رَسُولَ الله، قالَ: "مَنْ كُنتُ مَوْلاهُ فإنَّ هذا مَولاَهُ، اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاَهُ، وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ"، فخرجتُ وفي نفسي من ذلك شيءٌ ، فلقيتُ زيدَ بنَ أرقم ، فذكرتُ ذلك له، فقالَ: قَدْ سمِعناهُ من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولُ ذلكَ لهُ.
قال أبو نُعيم: فقلتُ لِفِطر: كم بينَ هذا القول وبينَ موتِهِ؟ قال: مئة يوم.
قال شعيب الأرنؤوط: إسناده حسن.
قال ابن كثير في (البداية والنهاية ج7 ص676) :
"وقال الإمامُ أحمدُ: حدثنا عفانُ ، ثنا أبو عَوانةَ ، عن المغيرةِ ، عن أبي عُبَيدٍ ، عن ميمونٍ أبي عبدِ اللهِ قال : قال زيدُ بنُ أرْقَمَ وأنا أسْمَعُ: نزَلْنا مع رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم منزلاً يقالُ له : وادي خُمٍّ. فأمَر بالصلاةِ فصلاَّها بهَجِيرٍ. قال : فخطَبَنا وظُلِّل لرسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بثوبٍ على شجرةِ سَمُرٍ مِن الشمسِ، فقال : "ألسْتُم تعلَمون - أو: ألسْتُم تشْهَدون - أني أوْلَى بكلِّ مؤمنٍ مِن نفسِه ؟" قالوا : بلى. قال : "فمَن كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه". قال ميمونٌ : حدثني بعضُ القومِ عن زيدٍ أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال : "اللهم والِ مَن والاه ، وعادِ مَن عاداه". وهذا إسنادٌ جيدٌ رجالُه ثقاتٌ على شرطِ السننِ -
=قال تعالى:-
وَأَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَاحْذَرُواْ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ (92)سورة المائدة
--
-وصل اللهم على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد-