بسم الله الرحمن الرحيم
عرف عن الشيعة الامامية دعوتهم للتقريب بين السنة والشيعة، والحرص على اذابة الخلاف في زعمهم ، فهذا المرجع جعفر السبحاني دعا الى ذلك، بل ألف كتاباً جعل عنوانه (إضاءات في طريق الوحدة والتعايش)، صفحة (8ـ9)، حيث يقول : " ... ويقول عزّ اسمه: (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَ أَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ)، فإذا كان الجميع أُمّة واحدة يعبدون رباً واحداً، ويستظلون تحت خيمة واحدة، ويتبنون أُصولاً مشتركة على نحو ما يجمعهم من الأُصول والفروع أكثر ممّا يفرقهم في الفروع. فإذا كانت الحال كذلك يجب عليهم أن يتعايشوا ويتّحدوا ويعتصموا بحبل الله جميعاً، ويتركوا الخلافات إلى المدارس الكلامية والفقهية دون أن تسبب تلك الخلافات صدعاً في بناء الوحدة الإسلامية " .
وبناء على هذه المقولات، فهم اهل السنة هذا المغزى، فاخرج شيخ الازهر في وقته الشيخ شلتوت فتوى بجواز التعبد بالمذهب الشيعي الامامي قائلا : " إن مذهب الجعفرية المعروف بمذهب الشيعة الامامية الاثنا عشرية مذهب يجوز التعبد به شرعاً کساير مذاهب اهل السنة " .
وبناء على هكذا فتوى، فهم بعض علماء اهل السنة، بجواز تحول السني الى التشيع، أمثال :
1ـ الشيخ الجزائري عباس مدني مؤسس زعيم الجبهة الاسلامية للانقاذ حيث يقول في كتاب (التقارب السني الشيعي بين حق الاختلاف ودعوى امتلاك الحقيقة، حوارات وحيد تاجا، صفحة (196) : " إن كان قد تشيع بعض السنة، أو إن كان قد تسنن بعض الشيعة، فأين المشكلة في هذا؟ " .
2ـ الشيخ اللبناني فتحي يكن حيث سئل في كتاب التقارب السني الشيعي بين حق الاختلاف ودعوى امتلاك الحقيقة، حوارات وحيد تاجا، صفحة (201): " س: أخذ موضوع التشيع يبرز مؤخراً في عدد من الدول العربية، كما برز موضوع التسنن في عدد من الدول الأخرى. كيف تنظرون إلى موضوع (التبشير) المتبادل بين السنة والشيعة ؟
ج : إذا لم يكن لذلك خلفية معينة ولا تتحرك من خلال ضغوطات أو آليات معينة، ففي الإسلام لا إكراه في الدين، ومن ثم إذا كان لا إكراه في الدين والإنسان يترك لأن يتخير وأن يختار الدين الذي يريد فكيف بالمذهب "
وهنا اسال الشيعة الامامية
قدم اهل السنة فتوى تجيز التعبد بالمذهب الشيعي الامامي، وقولان يجيزان التحول لمذهب التشيع!
ونجد المرجع محمد حسين فضل الله طار فرحا بفتوى الشيخ شلتوت اذ قال عنها في كتاب (احاديث في قضايا الاختلاف والوحدة) لنجيب نور الدين صفحة (341) : " لهذا فان السنين الخمس عشرة التي تلت تاسيس دارالتقريب، استطاعت ان توجد اجواء وحدوية رائعة، كان في قمتها خطوة شيخ الجامع الازهر الشيخ محمود شلتوت، بتاكيد شرعية المذهب الشيعي " .
وكون فتوى شلتوت اوجدت اجواء وحدوية رائعة بنظر المرجع محمد حسين فضل الله، فكان حريا به من باب المقابلة، ان يصنع هو ايضا جوا وحدويا رائعا، ويفتي بمثل فتوى شلتوت، بان يجيز هو ايضا جواز التعبد بالمذهب السني، كما اجاز شلتوت التعبد بالمذهب الشيعي.
لكن المرجع فضل الله ـ وهو من دعاة التقريب ـ وقف مكانه، وافتى بعدم جواز التعبد بغير المذهب الشيعي، اذ سئل في كتاب (مسائل عقائدية) صفحة (110) : " هل يجوز التعبد في فروع الدين بالمذاهب السنية الأربعة، وكذلك بقية المذاهب غير الشيعية؟
ـ لا يجوز التعبد بأي مذهب إسلامي غير مذهب أهل البيت عليهم السلام، لأنه المذهب الذي قامت عليه الحجة القاطعة " . مما اوجد بفتواه هذه جوا من الفرقة رائعا !
وختاما اسال الشيعة الامامية، نحن اهل السنة قدمنا فتوى شلتوت وقول عباس مدني و فتحي يكن.
فهل قدمتم ياشيعة اهل البيت فتوى مقابلة وممثالة تثبت صدق نيتكم في التقريب مع اهل السنة؟
ملاحظة : ردي سيكون على من يجيب على سؤالي هذا واعيده مرة اخرى :
وختاما اسال الشيعة الامامية، نحن اهل السنة قدمنا فتوى شلتوت وقول عباس مدني و فتحي يكن.
فهل قدمتم ياشيعة اهل البيت فتوى مقابلة وممثالة تثبت صدق نيتكم في التقريب مع اهل السنة؟