هل يجب الصلاة و التسليم على آل البيت؟ (موضوع ختامي)

[المهند المسلول]

يرى الرافضة النصب في أهل السنة لسببين


ـ الأول : ترك إلحاق ( الآل ) في صيغة الصلاة و التسليم على النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ.
ـ الثاني : الإنكار على من يقول : (علي عليه السلام)، و (فاطمة عليها السلام).

أهل السنة لا يمنعون من الصلاة على الآل بإطلاق كما يوهم كلام الرافضة.

وإنما يمنعون تخصيص أحد بالصلاة والتسليم بحيث يكون هذا شعاراً على اسمه، كما هو شعارٌ على اسم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ. وحجتهم في هذا القرآن، حيث أخذوا هذا من عموم قول الله ـ تعالى ـ : "لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضاً".

ومعهم قول ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ : "لا تنبغي الصلاة إلا على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ".

فهذا سبب المنع، وسواء وافقنا الرافضة على هذا ، أو لم يوافقونا، فليس للقضية تعلق بالانحراف عن آل البيت.

===========

ثم إن كلام أهل السنة هذا ليس خاصاً بأهل البيت دون غيرهم، بل حتى لو جُعلت الصلاة شعاراً لصحابي من غير أهل البيت كأبي بكر، أو عمر ، أو عثمان، فإن أهل السنة يمنعون من ذلك.

فهل لأحد أن يقول ـ أيضاً ـ إن أهل السنة منحرفون عن أبي بكر وعمر ؟!

هذه المسألة التي تحاول استثمارها لتقرير رأيك تتعلق بتعظيم مقام النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، بحيث لا يشاركه أحد فيما هو من خصائصه.

وهذا مثل اختصاص الله ـ سبحانه ـ بقولنا عند ذكره (عز و جل) :

فلو التزم أحد قول : (عز وجل) بعد اسم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، لكان هذا مما ينكر، حتى وإن كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عندنا عزيزاً جليلاً، لكن هذه الكلمة أصبحت شعاراً عند ذكر اسم الله ـ سبحانه ـ .

فلو قال قائل : (قال النبي ـ عز وجل ـ )، أو (قال أبو بكر ـ عز وجل ـ )، أو (قال علي ـ عز وجل ) لكان هذا المسلك مما ينكر، وإن كان المعنى صحيحاً ؟

فهل يمكن أن يتهم من يمنع مثل هذا بأنه منحرف عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أو عن هؤلاء الصحب الأخيار ؟

كذلك قضية التزام الصلاة والتسليم على (علي) أو (فاطمة) أو (الحسين)، فليس في السنة ما يدل مشروعية التزام الصلاة والتسليم على أحد منهم ، فلا يصح أن يخصص أحد من هؤلاء بهذا عند ذكر اسمه، لأن هذا من خصائص النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ دون غيره.

هذا ملخص المسألة، ومن الواضح لأهل الإنصاف أنه لا يمكن أن يكون لها تعلق بالانحراف عن أهل البيت، إلا بنوع من التحامل الظاهر، والغلو المرفوض.


و من العجيب أنكم تقولون : إنكم لا تدعون للغلو في أهل البيت.
وكلامكم هذا غلو ظاهر.

فأنتم تريد الإلزام بشيء تروه حقاً لأهل البيت، مع أن نصوص الشرع لم تلزم به.

واعتبرتم من يترك التسليم على الآل واقعاً في النصب ، مع أنه لا يمكنكم الزعم بأن التسليم على الآل أمر واجب يأثم فاعله.

أفلا يكون هذا غلواً ؟

هذا من مقال فضيلة الشيخ بندر الشويقي رداً على الزيدي المترفض حسن المالكي (بتصرف)

أستودعكم الله ونراكم على خير

[الحجاج]

كلام طيب وجيد، جزاك الله خيرا.

وأضيف أنه من المقرر عندنا أهل السنة والجماعة، أن الترضي يكون للصحابة، والترحم عمن سواهم من التابعين وأتباع التابعين وسائر الصالحين.

وأما التسييد كقولنا (سيدنا محمد) وهو وإن كان كذلك، بل سيد ولد آدم، إلا أنه لا ينفرد بها، فكل صحابي هو سيدنا، ولذا نجل النبي صلى الله عليه وسلم بإثبات النبوة التي لا يشاركه فيها أحد بعده، فنقول: (اللهم صل على نبينا محمد) وهذا من باب التبجيل له صلى الله عليه وسلم. والله أعلم.