يا شعب سوريا الحر نقدم لكم الاعتذار، فقد شاغلتنا عنكم الصفوية،
تغلغلت بيننا وأحرقت أحياءنا وقتلت رجالنا بكل همجية، الصفوية نفسها عندكم وعندنا هي الشر والبلية،
هاجمونا، أغلقوا علينا الطرقات وهددونا بالحرق إذا لم يتمكنوا من سدة الحكم في البحرين الخليفية، أرادوا البحرين أن تكون تبعاً لدولة الفقيه الإيرانية،
استباحوا أرضنا حرقوا أبناءنا هاجموا بناتنا ولم تردعهم نخوة ولا غيرة إسلامية، جرائمهم هي كجرائم شبيحة الأسد الظلامية،
لكن عندنا الأمر يختلف وذلك لأن جيش البحرين لم يبطش ولم يضرب حتى ببندقية، بل وقف وقفة تاريخية فيها حفظ الشعب، أكد فيها قيمة الجيوش العربية عندما تكون تحت قيادة حكيمة رشيدة عادلة مثل القيادة الخليفية، التي قابلت الشر بالخير وأطفأت نار الفتنة المذهبية، حفاظاً على أرواح الشعب، واعتذرت عندما سقط أول قتيل بين فوضى أشعلتها يد أجنبية، فأشاعوا الكذب وأنتجوا قصصاً خيالية ظناً بأن باطلهم سيغلب خير الأغلبية، ولكن الله خيب ظنهم ونجا البحرين من مؤامرة انقلابية صفوية.
فها هي معركتكم يا شعب سوريا أشبه بمعركة القادسية، التي سقطت فيها نيران المجوسية، فقد كسر أسلافكم شوكة الغطرسة الفارسية،
فتواجه الجيشان في تلك المعركة التاريخية، وإذا بنواصي الخيل قادمة من شامكم التي فتحت دمشق عاصمتكم يا رجال سوريا،
وكانت الخنساء كنسائكم اليوم تدفع بأبنائها للذود عن حياض الدول الإسلامية، ففي ليلة الحرب جمعت أبناءها وقالت لهم “أن الدار الباقية خير من الدار الفانية، فإذا رأيتم الحرب قد شمرت عن ساقها واضطرمت لظى على سياقها، وجللت ناراً على أوراقها فتيمموا وطيسها وجالدوا رئيسها”،
وهذا ابن أم مكتوم رضي الله وكان عجوزاً أعمى الذي عنه قال أنس “رأيت يوم القادسية عبدالله ابن أم مكتوم وعليه درع يجر أطرافها وبيده راية سوداء فقيل له: أليس قد أنزل الله عذرك ؟
قال: بلى، ولكني أكثر سواد المسلمين بنفسي، وقال: ادفعوا إلي اللواء فإني أعمى لا أستطيع أن أفر، فأقيموني بين الصفين: حيث أستشهد”، وبعد أن انتصر المسلمون في هذه المعركة دخل سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- إيوان كسرى واتخذ منه مصلى ودخله
وهو يقرأ قوله وتعالى{كَمْ تَرَكُوا مِن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ * وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ* كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ}.
وها أنتم يا شعب سوريا تعودون بالأمة إلى معركة العزة معركة القادسية التي فتح أجدادكم فيها مدائن كسرى وكذلك -إن شاء الله- أنتم فاعلون.
ولا يسعنا ألا نقول لشعب سوريا الحر إلا ما قال أحدهم: يا أمتي إنّ هذا الليل يعقبه فجر وأنـواره في الأرض تـنـتـشـرُ والخير مرتقب والفتح منتظر والخير رغم جهود الشر ينتصرُ بصحوةٍ بارك الباري مسيرتَها نقية ما بها شَوْبٌ ولا كَـدَر ما دام منهاجُها نهجَ الأُولى سَلفوا بمثلها يرتجى التأييد والـظَّـفَـرُ ونقول لكم من البحرين يا شعب سوريا الأبي إننا معكم على الشر إن شاء الله لغالبون.
براعة سعد بن أبي وقاص قائد معركة القادسية.. لقد تفهم هذا القائد البطل النفس الإنسانية، فقد تأكد لديه أن هيبة الفرس مازالت يحسب حسابها عند العرب، فكان يستهتر بالفرس، ويعمل على انتزاع صورتها العالقة في صدور العرب، حتى تم له ما أراد، وزالت هيبة الفرس من نفوس العرب، فكان العربي لا يهاب منازلة واحد بل اثنين وخمسة من الفرس،
فهل لنا أن نخلع هيبة الفرس مرة أخرى من بعض النفوس
نجاة المضحكي
11-02-12, 09:09 AM
العرض العادي
