العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديـــــــــــــات الحوارية > الــــحــــــــــــوار مع الاثني عشرية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-10-11, 01:13 AM   رقم المشاركة : 1
جاسمكو
عضو ماسي






جاسمكو غير متصل

جاسمكو is on a distinguished road


معنى مظاهرة البراءة من المشركين يقصد بهم أبوبكر و عمر

يقيم ملالي ايران مظاهرات بدعية في موسم الحج يسمونها مظاهرة البراءة من المشركين


والكثير لا يعلم ان المقصود بالمشركين الذين يبرؤ منهم الشيعة الاثناعشرية ( سادتنا أبوبكر و عمر رضي الله عنهم ) يسميهم الرافضة صنمي قريش


و ذلك من عقائد الشيعة


أما عن عقيدة الشيعة في البراءة من الشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما:


فإن البراءة منهما ومن عثمان ومعاوية رضي الله عنهم تعد من ضروريات مذهبهم، فمن لم يتبرأ منهم، فليس من مذهب الشيعة في شيء.
قال المجلسي - مرجع الشيعة المعاصرين-:«ومن ضروريات دين الإمامية البراءة من أبي بكر وعمر وعثمان ومعاوية...»( الاعتقادات للمجلسي (ق:17.) بل والبراءة منهم تعتبر عند الشيعة من أسباب ذهاب الأسقام وشفاء الأبدان(إلزام الناصب للحائري (2/9)).
ومن تبرأ منهم ومات في ليلته دخل الجنة: روى الكليني في كتابه الكافي (2/389)-الذي يعد أحد الأصول الأربعة المعتبرة عند الشيعة - بسنده عن أحدهما( مصطلح يستعمله الشيعة ويريدون به أحد الإمامين: جعفر الصادق أو أباه الباقر.)، قال: «من قال: اللَّهم إني أشهدك وأشهد ملائكتك المقرّبين، وحملة عرشك المصطفين أنك أنت الله لا إله إلا أنت الرحمن الرحيم، وأن محمدًا عبدك ورسولك، وأن فلانًا إمامي ووليي(ويسمى إمام زمانه.) وأن أباه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعلي والحسن والحسين وفلانًا وفلانًا حتى ينتهي إليه(أي: إلى إمام زمانه.) أوليائي، على ذلك أحيا، وعليه أموت، وعليه أبعث يوم القيامة، وأبرأ من فلان وفلان وفلان. فإن مات من ليلته دخل الجنة».
وفلان وفلان وفلان هم أبو بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم./ الشيخ الطاهر بن عاشور صاحب تفسير التحرير و التنوير







 
قديم 20-10-11, 01:14 AM   رقم المشاركة : 2
جاسمكو
عضو ماسي






جاسمكو غير متصل

جاسمكو is on a distinguished road


موقف الشّيخ العلاّمة ابن عاشور من الشّيعة: الحلقة الأولى



الأستاذ/ خالد بن أحمد الشامي

الموضع الأوّل الذي تعرّض فيه العلاّمة ابن عاشور إلى الشّيعة في كتابه التّحرير والتّنوير:

قال رحمه الله في المجلد الأول (ص:61) من تفسيره، عند كلامه على القراءات في المقدمة السادسة:
«...وقرأ بعض الرافضة: ((وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً)) [الكهف:51] بصيغة التثنية وفسروها بأبي بكر وعمر حاشاهما، وقاتلهم الله».
أقول: وهذا مذهب وعقيدة الشيعة الإثني عشرية اليوم، فهم يكفرون أبا بكر وعمر رضي الله عنهما، وذلك لأن أسياد الشيعة علموا أن الطعن فيهما طعن في الإسلام. وإليك ما يشيب منه مفرق الغراب وناصية الوِلْدان من أقوالهم في الشيخين رضي الله عنهما، موثّقة من مصادرهم الأصلية ومراجعهم المعتمدة:


زَعْم الشيعة الاثني عشرية وجوب لعن الشيخين والبراءة منهما
يوجب الشيعة الاثنا عشرية لعن الشيخين: أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، ويزعمون أن بعض أئمتهم قد لعنهما:
فقد نسبوا إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه - زورًا وبهتانًا - أنه لما قام إليه أحد الناس، وطلب منه أن يبايعه على ما عمل أبو بكر وعمر، قال: «فمد يده، وقال له: اصفق، لعن الله الاثنين»([1]).
وزعم سليم بن قيس -من الشيعة- أن عليًّا كان يلعن الشيخين دائمًا([2]).
وذكر بعض الشيعة أن الإمام جعفر الصادق رحمه الله كان يلعنهما رضي الله عنهما في دبر كل مكتوبة([3]).
وقد أنشأ الشيعة أدعية عديدة في لعن الشيخين رضي الله عنهما، ذكروها في كتبهم، ووضعوا في فضلها أحاديث كثيرة، ترغيبًا لشيعتهم في قراءتها، والإكثار من ترديدها والدعاء بها.
وسأذكر منها:

الدعاء المسمى بـ«دعاء صنمي قريش»:

هذا الدعاء اعتبره الشيعة من الأدعية الخاصة في لعن الشيخين: أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، وابنتيهما عائشة وحفصة زوجتي رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والشيعة قد زعموا أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه -وحاشاه مما نسبه إليه الشيعة- كان يقنت في صلاة الوتر بهذا الدعاء([4]). ونسبوا إليه -زورًا وبهتانًا- أنه قال عنه: «إن الداعي به كالرامي مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم في بدر وحنين بألف ألف سهم»، ونسبوا إليه كذلك قوله عنه: «إنه من غوامض الأسرار وكرائم الأذكار»([5]).
وقد زعم الشيعة أنه -حاشاه عما نسبوا إليه- كان يواظب عليه في ليله ونهاره وأوقات أسحاره([6]).
ونسبوا إلى بعض أئمتهم -زورًا وبهتانًا أيضًا- في فضل هذا الدعاء: أن من قرأه مرة واحدة «كتب الله له سبعين ألف حسنة، ومحا عنه سبعين ألف سيئة، ورفع له سبعين ألف درجة، ويقضى له سبعون ألف ألف حاجة»([7]) وأن من يلعن أبا بكر وعمر رضي الله عنهما في الصباح لم يكتب عليه ذنب حتى يمسي، ومن لعنهما في المساء لم يكتب عليه ذنب حتى يصبح([8]).
واهتم الشيعة بهذا الدعاء اهتمامًا كبيرًا، واعتبروه من الأدعية المشروعة([9]).
وعمدوا إلى شرحه، فبلغت شروحه أكثر من عشرة شروح([10]).
وقد ذكر مصنفو الشيعة هذا الدعاء -بعضه أو كله- في مصنفاتهم، فممن ذكره كله: الكفعمي في البلد الأمين (ص:511-514)، وفي المصباح (الجنة الواقية ص:548- 557)، والكاشاني في علم اليقين: (2/701-703)، والنوري الطبرسي في فصل الخطاب (ص:9-10)، وأسد الله الطهراني الحائري في مفتاح الجنان (ص:113-114)، وسيد مرتضى حسين في صحيفة علوية (ص:200-202)، ومنظور بن حسين وغيرهم (في تحفة العوام مقبول ص:213-214).
وممن ذكر مقتطفات من هذا الدعاء أو أشار إليه من مصنفي الشيعة:
الكركي في نفحات اللاهوت في لعن الجبت والطاغوت (ق:6/أ:74/ب)، والكاشاني في قرة العيون (ص:426)، والداماد الحسيني في شرعة التسمية في زمن الغيبة (ق:26/أ)، والمجلسي في مرآة العقول (4/356)، والتستري في إحقاق الحق (ص: 58، 133-134)، وأبو الحسن العاملي في مقدمته على تفسير البرهان(ص:113-174-226-250-290-294-313-339)، والحائري في إلزام الناصب (2/95)، والنوري الطبرسي في فصل الخطاب (221-222)، وعبدالله شبر في حق اليقين (1/219)، وغيرهم.
وقد سمّى الشيعة هذا الدعاء بـ«دعاء صنمي قريش» كما تقدم، لأنّ أوله: «اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، والعن صنمي قريش وجبتيها وطاغوتيها وإفكيها، وابنتيهما...إلخ».
ومرادهم بصنمي قريش: أبو بكر وعمر -رضي الله عنهما وعامل بعدله من يبغضهما- كما صرح الشيعة بذلك في العديد من مصنفاتهم، منهم: الكفعمي في شرحه لهذا الدعاء([11])، والكركي في نفحات اللاهوت([12])، والمجلسي في مرآة العقول: (4/356)، والداماد الحسيني الذي أشار إلى دعاء صنمي قريش، وقال: إن المراد بـ(صنمي قريش) الرجلان المدفونان مع رسول الله([13])، والتستري في إحقاق الحق (ص:133-134)، والحائري في إلزام الناصب (2/95) ومما قاله: «صنما قريش هما: أبو بكر وعمر... غصبا الخلافة بعد رسول الله...»، والنوري الطبرسي في فصل الخطاب (ص:9-10) وقال نحوًا من قول الحائري.
وبعض الشيعة لم يصرحوا بأن المراد بهما أبو بكر وعمر -وهذا من باب التقية التي يتعاملون بها مع أهل السنة- واكتفوا بالإشارة إلى ألقابهما، بحيث يدرك الشيعي الذي يعرف ألقابهما أنهما المرادان بهذا الدعاء، فالكاشاني: ذكر أن المراد بهما: فرعون وهامان، فقال: «أرذل المخلوقات صنما قريش عليهما لعائن الله.. وهما فرعون وهامان» وفرعون وهامان من الألقاب التي يطلقها الشيعة على الشيخين رضي الله عنهما كما سيأتي([14]).
وأشار أبو الحسن العاملي إلى أن المراد بهما: فلان وفلان، أو الجبت والطاغوت([15])، وكلها من الألقاب التي يطلقها الشيعة على الشيخين.
والدعاء الذي وسمه الشيعة بـ«دعاء صنمي قريش» مليء باللعن والسب والشتم، والدعاء بالويل والنار على الشيخين رضي الله عنهما، وقد ختموا هذا الدعاء بقولهم: «ثم قل أربع مرات: اللَّهم عذّبهم عذابًا يستغيث منه أهل النار..».
وهو مليء أيضًا بالافتراءات المكذوبة، والإفك الواضح، والبهتان المبين، والاتهامات الباطلة الموجّهة لأفضل الناس بعد النبيين، الشيخين الجليلين أبي بكر وعمر، مثل: دعواهم أنهما أنكرا الوحي، وحرفا القرآن، وخالفا الشرع، وعطلا الأحكام، وخرّبا البلاد، وأفسدا العباد، وأخربا بيت النبوة، و...، و...، إلى آخر هذا الهذيان الكاذب، والإفك المفترى الذي لا يسعفه برهان، ولا تؤيده حجة ولا دليل. وهو يكشف بوضوح عما يعتمل في صدور الشيعة من حقد دفين، وبغض شديد، وكراهية شنيعة لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل ولأفضلهم على الإطلاق: اللذين أمرنا رسولنا صلى الله عليه وسلم أن نقتدي بهما بعد موته.

·أما عن عقيدة الشيعة في البراءة من الشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما:

فإن البراءة منهما ومن عثمان ومعاوية رضي الله عنهم تعد من ضروريات مذهبهم، فمن لم يتبرأ منهم، فليس من مذهب الشيعة في شيء.
قال المجلسي -مرجع الشيعة المعاصرين-:«ومن ضروريات دين الإمامية البراءة من أبي بكر وعمر وعثمان ومعاوية...»([16]).
بل والبراءة منهم تعتبر عند الشيعة من أسباب ذهاب الأسقام وشفاء الأبدان([17]).
ومن تبرأ منهم ومات في ليلته دخل الجنة: روى الكليني في كتابه الكافي (2/389) -الذي يعد أحد الأصول الأربعة المعتبرة عند الشيعة- بسنده عن أحدهما([18])، قال: «من قال: اللَّهم إني أشهدك وأشهد ملائكتك المقرّبين، وحملة عرشك المصطفين أنك أنت الله لا إله إلا أنت الرحمن الرحيم، وأن محمدًا عبدك ورسولك، وأن فلانًا إمامي ووليي([19]) وأن أباه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعلي والحسن والحسين وفلانًا وفلانًا حتى ينتهي إليه([20]) أوليائي، على ذلك أحيا، وعليه أموت، وعليه أبعث يوم القيامة، وأبرأ من فلان وفلان وفلان. فإن مات من ليلته دخل الجنة».
وفلان وفلان وفلان هم أبو بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم.
وليس الشيعة وحدهم الذين يلعنون الشيخين الجليلين: أبا بكر وعمر رضي الله عنهما ويتبرءون منهما، بل هناك خلق آخر -على حد زعم الشيعة- خلقهم الله للعن الشيخين والتبرؤ منهما فقط.
فقد نسب الشيعة زورًا وبهتانًا إلى جعفر الصادق رحمه الله أنه قال: «إن من وراء عين شمسكم هذه أربعين عين شمس فيها خلق كثير، وإن من وراء قمركم أربعين قمرًا فيها خلق كثير، لا يدرون أن الله خلق آدم أم لم يخلقه، ألهموا إلهامًا لعنة فلان وفلان».
وفي رواية الكليني صاحب الكافي: «لم يعصوا الله طرفة عين، يبرءون من فلان وفلان»([21]). وقد أورد رجب البرسي هذه الرواية وزاد على الشيخين عثمان بن عفان([22]).
وقد علّق المجلسي على هذه الرواية بقوله: «من فلان وفلان، أي: من أبي بكر وعمر»([23]).
· وخلاصة القول: أن الشيعة الاثني عشرية مجمعون على لعن الشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما والتبرؤ منهما، بل ويوجبون ذلك كما تقدم آنفًا.
ولا ريب في مخالفة هذه الأقوال لما يعتقده أئمتهم في الشيخين رضي الله عنهما خصوصًا وفي الصحابة عمومًا، ولا شك أن ما نسبوه إلى أئمتهم من لعن الشيخين رضي الله عنهما وغيرهما من الصحابة والتبرؤ منهم؛ مكذوب على أولئك الأئمة رحمهم الله.
(انظر كتاب: أوجز الخطاب في بيان موقف الشيعة من الأصحاب للحسني).
ونحن نقول هنا كما قال إمامنا المفسر الكبير شيخ الإسلام الطاهر ابن عاشور رحمه الله: «قاتل الله الرافضة وقتلهم».
ــــــــــــــــــــــــــــــ
([1]) رواه الصفار في بصائر الدرجات الكبرى (ص:412) والمفيد في الاختصاص (ص:312).
([2]) السقيفة لسليم بن قيس.
([3]) نفحات اللاهوت للكركي (ق:6/أ:74/ب).
([4]) البلد الأمين للكفعمي (ص:511)، والمصباح له (ص:511)، ونفحات اللاهوت للكركي (ق:74/ب)، وعلم اليقين للكاشاني (2/701)، وفصل الخطاب للنوري الطبرسي (ص:221-222).
([5]) المصادر السابقة نفسها.
([6]) المصادر السابقة نفسها.
([7]) ضياء الصالحين (ص:513).
([8]) المصدر السابق (ص:513).
([9]) الذريعة لآغا بزرك الطهراني (8/192).
([10]) راجع المصادر الشيعية التالية: البلد الأمين للكفعمي (ص:511)، والمصباح له (ص:551)، ونفحات اللاهوت للكركي (ق:74/ب)، وعلم اليقين للكاشاني (2/701)، وفصل الخطاب للنوري الطبرسي (ص:221-222) والذريعة إلى تصانيف الشيعة لآغا بزرك الطهراني (8/192) وأمل الآمال للحر العاملي (2/32).
([11]) المصباح للكفعمي (ص:552-554).
([12]) وكتابه نفحات اللاهوت في لعن الجبت والطاغوت، صنفه خصيصًا في لعن الشيخين الجليلين صاحبي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهما اللذان عناهما بقوله: الجبت والطاغوت، وقد ذكر في هذا الكتاب أن عليًا رضي الله عنه وحاشاه مما ينسبه إليه الشيعة -كان يقنت في الوتر يلعن صنمي قريش، ثم قال: يريد بهما أبا بكر وعمر، وقد ورد استحباب الدعاء على أعداء الله في الوتر، نفحات اللاهوت للكركي (ق:74/ب).
([13]) شرعة التسمية في زمن الغيبة (ق:26/أ).
([14]) قرة العيون للكاشاني (ص:432-433).
([15]) مقدمة البرهان للعاملي (ص:133).
([16]) الاعتقادات للمجلسي (ق:17).
([17]) إلزام الناصب للحائري (2/9).
([18]) مصطلح يستعمله الشيعة ويريدون به أحد الإمامين: جعفر الصادق أو أباه الباقر.
([19]) ويسمى إمام زمانه.
([20]) أي: إلى إمام زمانه.
([21]) رواه الصفار والكليني بسنديهما: بصائر الدرجات الكبرى للصفار (ص:510-513)، والروضة من الكافي للكليني (ص:347). وانظر الخرايج والجرايح للراوندي (ص:127)، ومختصر بصائر الدرجات لحسن الحلي (ص:12)، وقرة العيون للكاشاني (ص:433)، والبرهان للبحراني (1/48) (4/216)، ومرآة العقول شرح الروضة - للمجلسي (4/347).
([22]) انظر: مشارق الأنوار لرجب البرسي (ص:42).
([23]) مرآة العقول - شرح الروضة - للمجلسي (4/347).

http://www.tunisalmoslima.com/module...article&sid=31






 
قديم 20-10-11, 01:21 AM   رقم المشاركة : 3
جاسمكو
عضو ماسي






جاسمكو غير متصل

جاسمكو is on a distinguished road


كيف يعلن البراءة من الشرك من يقع في الشرك ألا إن كان يتبرأ من نفسه كما تبرأ إبليس ممن أطاعه فقال "إني بريء منك إني أخاف الله رب العالمين" فكيف يتبرأ منه وهو من أمره بطاعته وأغواه؟!

هذا الموضوع ينقض شعار البراءه من المشركين عند الرافضه

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=89932

دلائل التعاون بين ايران و اميركا و اسرائيل

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=135709







 
قديم 20-10-11, 01:37 AM   رقم المشاركة : 4
جاسمكو
عضو ماسي






جاسمكو غير متصل

جاسمكو is on a distinguished road


مسؤول إيراني: موسم الحج هذا العام سيشهد مظاهرات واسعة جدًا للبراءة من المشركين

أضيف في :17 - 10 - 2011
نقل موقع العربية نت، تصريحات نشرتها وكالة أنباء 'فارس الإيرانية' على لسان عضو اللجنة البرلمانية لشئون الأمن القومي والسياسة الخارجية محمد كريم عابدى، قال فيها إن بإمكان إيران احتلال السعودية بكل يسر، إذا ما أرادت ذلك.
وفى أول تهديد من نوعه، نقلت وكالة أنباء فارس عن عضو مجلس خبراء القيادة آية الله عباس الكعبى، قوله بأن موسم الحج هذا العام سيشهد مظاهرات واسعة جدًا لإعلان ما سماه 'البراءة من المشركين والتضامن مع الثورات العربية'.
وقال الكعبي إن أمريكا والصهيونية يخشون موسم الحج الحالى، ولهذا أثاروا الاتهامات الأخيرة لإيران فى شأن محاولة اغتيال السفير السعودى فى واشنطن.
وتأتي هذه التصريحات جاءت ردًا على حديث الأمير تركى الفيصل الذى شدد على ضرورة معاقبة طهران، والرد عليها لضلوعها فى محاولة اغتيال السفير السعودى فى واشنطن عادل الجبير، بحسب ما قال موقع قناة العربية.
وكان مكتب الـFBI قد أعلن عن نجاحه في احباط مخططًا لاغتيال السفير السعودى لدى الولايات المتحدة الأمريكية 'عادل الجبير'، ونقلت شبكة CNN عن مسئولين أمريكيين، لم تكشف عن هويتهم، أن عملاء إيرانيين اشتركوا مع عصابة مخدرات مكسيكية لتنفيذ الهجوم.
وحدّدت الشكوى الجنائية، التى كشف النقاب عنها فى المحكمة الاتحادية فى نيويورك، اسمى الشخصين الضالعين فى المؤامرة، وهما منصور أربابسيار وغلام شكورى. وقالت المستندات إن الرجلين من أصل إيرانى، فى حين يحمل أربابسيار الجنسية الأمريكية.
ووجه الرئيس أوباما إدارته بدعم التحقيق فى هذه المؤامرة، فيما أكّد وزير العدل الأمريكى أن إيرانيًا محتجزًا اعترف بالضلوع فى مؤامرة لاغتيال السفير.
وأضاف عابدى: 'السؤال الذى أتوجه به هو: هل يرى أن لديهم قدرة الرد على إيران؟ ألا يعرف أن فى وسع إيران، متى ما عزمت، أن تسلب الأمن فى السعودية؟'. وأضاف: 'يجب على المسئولين السعوديين تحمل ضريبة الاتهامات التى ساقوها ضد إيران'.
وشدد النائب على 'أن القوات العسكرية الإيرانية قادرة، فى حال عزمت طهران على اتخاذ أى خطوة ضد السعودية، على احتلال أراضى المملكة بكل يسر'.
يشار إلى أن هذا النائب كان أعلن أواخر الأسبوع الماضى أن أجهزة الاستخبارات الإيرانية تمكنت من التغلغل فى إسرائيل من خلال استخدام عناصر جنّدتها، حيث حصلت على معلومات مهمة يمكن الاستفادة منها فى حالة وقوع مواجهة عسكرية.
وجاءت تصريحات النائب محمد كريم عبادى ردًا على معلومات مفادها أن إسرائيل سترسل أقمارًا اصطناعية للتجسس إلى سماء إيران للحصول على معلومات.
وأكد أن بلاده تملك القدرة على ضرب تلك الأقمار أو التشويش على معطياتها الاستخباراتية. وذكر أن البحرية الإيرانية نجحت فى إرسال طائرة من دون طيار إلى هدف بحرى أمريكى فى الخليج، وحصلت على معلومات عسكرية.







 
قديم 01-11-11, 07:40 PM   رقم المشاركة : 5
جاسمكو
عضو ماسي






جاسمكو غير متصل

جاسمكو is on a distinguished road


فتوى المرجع الروحاني لا عداوة بين اليهود و المهدي انما مع العرب

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=138230

الإرهابي هادي المدرسي للأمريكيين: مذهب (السيستاني - بول بريمر) أفضل صديق لكم

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=137512

اليهود النصارى الشيعة ـ الصوفية ـ الأحمدية ـ الأحباش وتحالف ضد الاسلام
فهمي هويدي

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=39777

دلائل التعاون بين ايران و اميركا و اسرائيل

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?p=1420388#post1420388

خامنئي حاكم بدرحة اله / و صلاحية الغاء الصلاة و اباحة اللواط في الرجال

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=135231

اميركا و انقلابها على الشاه و تنصيب الخميني لمواجهة الاتحاد السوفيتي سابقا

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=135935

استعانة الخميني بالكفار الخميني في فرنسا / السيستاني

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=139021

مجموع فضيحة الروافض الكبرى في خيانتهم للعراق(حتما سيذكركم التاريخ) ‏

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=13276

السيستاني يعارض قتال الأمريكان / الوطن الكويتية

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=53461

من جملة جرائم الرافضة

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=66868

=============

يا رافضة ما هي أكبر المعارك التي خضتوها لنصرة الدين

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=106994&page=2

ملف رجال الدين الشيعة من الجهاد ضد اليهود وأمريكا

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=54347


=====

لماذالا ندعم حزب الله هذه هي الاسباب
----------------------------------------------------

كيف ندعم حزب يتاجر بالمخدرات و غسيل الاموال و يرتكب الجرائم ضد الكويت و لبنان و البحرين و السعودية و مصر و سوريا في دعمه للطاغية النصيري بشار الاسد
حسن نصرالله الشيعي الذي يكفر الصحابة و امهات المؤمنين عليهم السلام الذي يقول ان القرآن مجمد حتى ظهور المهدي
الذي قتل اهل السنة في مايو 2008 في بيروت حزبه ملطخة بدماء اهل السنة في لبنان و الكويت و اختطاف الطائرة الكويتية و محاولة اغتيال امير الكويت
الحزب الذي يتاجر بالمخدرات وغسل الاموال نذكر حين طالب حزب الله الحكومة اللبنانية شراء المخدرات التي يزرعها الشيعة في لبنان بدل اتلافها
التعدي على الاوقاف السنية في بيروت و منع بث اذاعة القرآن الكريم
قال تعالى "لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود و الذين أشركو ..." فما قول إخوتنا الذين يقولون أن الشيعة أخطر من اليهود؟
===

هذه عقيدة حزب الله

- حزب عقيدته الشيعية الاثنا عشرية قائمة على تكفير اهل السنة و لعن الصحابة و امهات المؤمنين عليهم السلام
- حزب يقتل اهل السنة في لبنان كما حدث في بيروت 2008 كذلك الاعمال الاجرامية ضد الكويت من خطف الطائرات و قتل ابناء الكويت و يفجير موكب الامير جابر رحمه الله
- حزب الله هو حزب ايراني ينفذ اجندة ايران كون مرشده الاعلى خامنئي و ياتمر بامره
- حزب ليس من اهدافه جهاد اليهود
و تحرير القدس فعقيدة الاثنا عشرية ليس فها جهاد حتى قيام المهدي و في عقيدة الشيعة لا يعترفون بان المسجد الاقصى موجود في قلسطين فعلى اي اساس يدعمونه
اكتب الاشياء التي عملها ضد اسرائيل لمصلحة لبنان و العرب وليس لمصلحة ايران حتى ندعمها
( نريد فتوى من خامنئي مرشد الحزب باعلان الجهاد ضد اسرئيل او فتوى من السيستاني لجهاد اليهود لتحرير فلسطين)
قال الامام علي بن ابي طالب عليه السلام الذليل من نصرتموه.
==

علاقة ايران واسرائيل واميركا

الم تحالف ايران مع اميركا لغزو العراق و افغانستان
و من الذي يعقد صفقات الاسلحة مع اسرئيل كفضيحة ايران كونترا
و من الذي يقول اننا اصدقاء شعب اسرائيل و اميركا اليس مشائي مساعد الرئيس الايراني
و من الذي يؤجر السفن من اسرائيل شركة عوفير الاسرائيلية
ومن الذي دعى اسرائيل للاستثمار في ايران اليس عضو البعثة الايرانية في الامم المتحدة سيد كريمي
و اعتراف المسؤلان الايرانيان محمد رضائي ومهدي صفري حقيقة دعمه للفصائل المقاومة في الدول العربية، وأن هذا الدعم لا يُقصد منه مناوأة الغرب أو الرغبة التي يدندن بها الرئيسُ الإيراني دائماً في تدمير إسرائيل، التي أكد المسؤولان الإيرانيان تعاطفهما معها واحترامهما لها بعكس العرب الذين يكرهون اليهود منذ القدم، بحسب قولهما. وأماط المسؤولان اللثام عن حقيقة التصريحات المعادية لإسرائيل والغرب من قبل المسؤولين الإيرانيين

=============

الذي فعله الحريري هو امتداد لما فعله والده من اجل لبنان
1- تعمير بيروت
2-انشاء مؤسسة لارسال الطلبة اللبنانيين من جميع الطوائف للدراسة على حسابه الخاص
3-كسب دعم الدولة العربية لتعزيز الاستثمار في لبنان
4-بداية تشكل الدولة اللبنانية المستقلة
5-ازدياد عدد السياح و اثره في الاقتصاد اللبناني
6-محاربة المخدرات
7-كسب الدعم الدولي حيث كان مقررا قيام مشاريع استثمارية بين لبنان و ماليزيا
8-مؤسسات الحريري يعمل بها اللبنانيين من كل الطوائف شركات الحريري العديدة ومنها تلفزيون المستقبل الذي الطوائف كلها مقارنة مع المنار الذي يعمل به فقط الشيعة
الذي فعله حزب الله ضد لبنان
1- اغتيال الحريري و اسقاط طائرة للجيش اللبناني وقتل قائدها سامر حنا
2-اختطاف طائرة الجابرية و قتل مواطنين كويتين ابرياء
3- تفجيرات في الكويت ومحاولة اعتيال امير الكويت الشيخ جابر رحمه الله
4-قتل اهل السنة في بيروت 2008
5-تسبب بمقتل الف قتيل شيعي و 3 الف جريج و مليون نازح شيعي
6- المتاجرة بالمخدرات و غسيل الاموال
7-قيام المستثمر صلاح عماد الدين( المشهور بوزير مالية حزب الله ) بسرقة 180 مليون دولار من اموال الشيعة
8- طرد حزب الله الي ما بعد نهر الليطاني و يمنع تواجد افراد حزب الله في الجنوب و صدر قرار دولي لوضع قوات اليونيفل في الجنوب خدمة لاسرائيل
9-العمالة لدولة اجنبية والعمل على تنفيذ اجندة ايرانية ضد مصالح لبنان

=================

حرب تموز هي مؤامرة ايرانية قام بها حزب الله الايراني فرع لبنان لغرض اجندة ايرانية ليس فيها مصلحة للبنان
حزب تموز اسبابها متعلقة بالملف النووي الايراني
في سنة 2006 كانت الامم المتحدة قد امهلت ايران حتى نهاية شهر آب للايفاء بتعهداتها فيما يخص الكشف عن حقيقة برنامجها النووي, في شهر تموز – أي قبل الموعدين بشهرين- قام حزب الله باسر جنديين درزيين من الذين يخدمون كمرتزقة في الجيش الصهيوني,
لخلط الاوراق في المنطقة و توجيه الاهتمام الي لبنان بدل ايران
نذكر في شهادة الامين العام السابق الشيخ الطفيلي الذي يعلم خبايا الحزب بصفته كان امين عام له ان حزب الله هو اداة بيد ايران و حرس حدودلاسرائيل
وقد اكد ذلك ان الجبهة مع اسرائيل هادئة و يتم تحريك فقط ادا استجد امر يخص ايران
و نذكر في تفاهم نيسان بين حزب الله و اسرائيل
و قد يقول قائل ان حزب الله يحارب اسرائيل
صبحي الطفيلي
ومما قاله في لقاء تلفزيوني مع قناة "الآن" بهذا الخصوص: (حقيقة حرب تموز غير مشرفة)، (ما في حدا بيشن حرب من أجل أسير)، (هل حررنا القدس في تموز؟). وفي مقابلة أخرى قال حرفيا: (من يقول في لبنان أنّ إيران لا تتدخل كاذب، القرار ليس في بيروت وإنما في إيران).

لماذالا ندعم حزب الله هذه هي الاسباب

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=134635







 
قديم 02-11-11, 08:05 AM   رقم المشاركة : 6
ابوالوليد المهاجر
مشرف سابق








ابوالوليد المهاجر غير متصل

ابوالوليد المهاجر is on a distinguished road


جزاك الله خيرا اخي الحبيب.







التوقيع :
تابعونا دوما فور كل جديد نقدمه في قسم الانتاج ..
من مواضيعي في المنتدى
»» في كُلّ يَومٍ فائدَةٌ / متجدد بعون الله
»» مــــــن أنــــا ؟؟!!
»» حقيقة الائتلاف الوطني السوري .. أفضل تحليل على الأطلاق
»» الإصدار المميز النوعي .. فيلم ( بشائر النصر ) للجيش الحر
»» إثر مداهمة مسجدهم السلطات الإيرانية تعتقل العشرات من عرب الأحواز
 
قديم 02-11-11, 10:27 PM   رقم المشاركة : 7
جاسمكو
عضو ماسي






جاسمكو غير متصل

جاسمكو is on a distinguished road


ملف الطريقة العزمية المدعومة من ايران

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=86653

ملف اهل السنة في ايران ‏

http://dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=74648

ايران لها سجل سوابق اسود في قتل السفراء و التفجير و هنا قائمة ببعضها

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=138061

ملف أكاذيب الشيعة الاثناعشرية على / مشايخ شيوخ / الأزهر

http://dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=138962







 
قديم 05-11-11, 12:53 AM   رقم المشاركة : 8
جاسمكو
عضو ماسي






جاسمكو غير متصل

جاسمكو is on a distinguished road


وجه الاعتراض على هذه المظاهرات

الاربعاء 26 اكتوبر 2011


- علاقتها بالإلحاد في الحرم، وبيان حكم الإلحاد في الحرم:


حرم الله في كتابه الإلحاد في حرمة مكة، وتوعَّد من فعل ذلك بالعذاب الأليم والخزي العظيم، فقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} [الحج: 25].
قال ابن جرير: (هو أن يميل في البيت الحرام بظلم)، وقد فسره بعض العلماء بالشرك، وفسره آخرون باستحلال الحرام فيه أو ركوبه، وفسره بعضهم باحتكار الطعام بمكة، ذكر ذلك كله ابن جرير الطبري في تفسيره.
والإلحاد يشمل هذه المنكرات وغيرها، وهو من باب التفسير بالمثل، والأظهر والله تعالى أعلم أن الإلحاد يعم كل معصية لله عز وجل، قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله: وكلمة (إلحاد) تعم كل ميل إلى باطل سواء كان في العقيدة أو غيرها لأن الله تعالى قال: {وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ}، فنكر الجميع، فإذا ألحد أحد أي إلحاد فإنه متوعد بهذا الوعيد.
وقد أكد النبي عليه الصلاة والسلام هذا التحريم للإلحاد في حرم الله تعالى، وبين أن فاعله من أبغض الناس عند الله تعالى، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال الني صلى الله عيه وسلم: (أبغض الناس إلى الله ثلاثة، ملحد في الحرم، ومبتغٍ في الإسلام سنة الجاهلية، ومطلب دم امرئ بغير حق ليريق دمه).
وقد عَدَّ الصحابي الجليل ابن عمر رضي الله عنهما الإلحاد في الحرم من كبائر الذنوب والآثام، فروى الإمام الطبري في تفسيره عن طيسلة بن علي قال: (أتيت ابن عمر عشية عرفة وهو تحت ظل أراك فسألته عن الكبائر فقال: هن: الإشراك بالله، وقذف المحصنة، وقتل النفس المؤمنة، والفرار من الزحف، والسحر، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، وعقوق الوالدين المسلمين، والإلحاد في البيت الحرام قبلتكم أحياءً وأمواتًا).
ثم من الملاحظ أن المتوعد عليه بالعذاب الأليم في الآية الهمُّ وإن لم يفعل ما أراد، فيكف بمن فعل، ولذا قال ابن مسعود رضي الله عنه: (لو أن رجلًا همَّ فيه بإلحاد وهو بعدن أبْين لأذاقه الله عز وجل عذابًا أليمًا)، قال ابن كثير: (قال بعض أهل العلم: من همَّ أن يعمل سيئة في مكة أذاقه الله العذاب الأليم بسبب همه بذلك وإن لم يفعلها، بخلاف غير الحرم المكي من البقاع فلا يعاقب فيه بالهم).
وقال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله: (ومما يدل على شدة الوعيد في سيئات الحرم، وأن سيئة الحرم عظمية وشديدة قول الله تعالى: {وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ}.
فهذا يدل على أن السيئة في الحرم عظيمة حتى إن الهم بالسيئة فيه هذا الوعيد، وإذا كان من هم بالإلحاد في الحرم متوعدًا بالعذاب الأليم فكيف بحال من فعل في الحرم الإلحاد بالسيئات والمنكرات، فإن إثمه يكون أكبر من مجرد الهم، وهذا كله يدلنا على أن السيئة في الحرم لها شأن خطير.
وقد اعتبر كثير من العلماء تلك التظاهرات من الإلحاد لما فيها من ترويع الآمنين، وسفك الدماء وإثارة الفوضى، وإفساد الممتلكات.
وحين دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم البلد الأمين فاتحًا معظّمًا لشعائر الله ودينه؛ أحلّ الله له بطاح مكّة ساعةً من النهار لتعودَ حرمتها أبديّة بعد ذلك، لا يخفرها إلا ظالم لنفسه منتهك لحرم الله، قال صلى الله عليه وسلم: (إنّ مكّة حرّمها الله ولم يحرّمها النّاس، فلا يحلّ لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك بها دمًا ولا يعضد بها شجرةً، فإن أحدٌ ترخّص لقتال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقولوا له: إنّ الله أذن لرسوله صلى الله عليه وسلم ولم يأذن لكم، وإنّما أذن لي ساعةً من نهار، وقد عادت حرمتها اليوم كحرمتها بالأمس، وليبلّغ الشّاهد الغائب) [رواه البخاري ومسلم].
وكيفَ يستبيح أحدٌ لنفسِه ما قد حرّمه الله ورسوله مِن ترويع المسلم وإخافته، فضلًا عن قتله وسفك دمِه؟! ألم يطرقْ سمعَه قولُ رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يحلّ لمسلم أن يروِّع مسلمًا) [أخرجه أحمد (5/362)، وأبو داود في الأدب (5004)، وصححه الألباني في غاية المرام (447)].
وإذا كانَ هذا التّرويع محرَّمًا على المسلم اقترافُه في كلِّ مكان أفيحِلُّ ذلك التّرويع في بلدِ الله الحرام، أو في بلد رسوله عليه الصلاة والسلام؟!

- ما يتعلق بتعارضها مع تعظيم المشاعر والمناسك:

وللشيعة مواقف تدل على استهانتهم بالكعبة وقلة تعظيمهم لها، خاصة غلاتهم، وقد بلغ الأمر أشده فيما اقترفه الشيعة القرامطة في الحرم المكي، فقد زحف القرامطة الشيعة على الحرمين، فنهبوا حجاج البيت الحرام يوم التروية عام 317هـ، وقتَّلوهم، ودفنوهم في المسجد الحرام وبئر زمزم، بعد أن نزعوا قبته، ونزعوا كسوة الكعبة، وقلعوا الحجر الأسود من مكانه، وحملوه معهم إلى بلادهم في الأحساء من أرض البحرين، ورفضوا إعادته، فظل في حوزتهم إلى أن ردوه في عام 339هـ، أي بعد 22عامًا، وكانوا ممالئين للفاطميين.
وقد حرم الله تعالى مكة وحرم أشهر الحج، فاجتمع تحريم المكان والزمان، وإن تعظيم حرمات الله من خصال المتقين الأبرار، وهنيئًا لمن توفاه الله وهو معظم لحرمات الله، ليس في عنقه مظلمة لأحد، ولم يعن على سفك الدم الحرام ولو بكلمة، يقول الله جل وعلا: {ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ} [الحج: 30]، قال الإمام الحافظ ابن كثير: (أي: ومن يجتنب معاصيه ومحارمه، ويكون ارتكابها عظيمًا في نفسه، {فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ} أي فله على ذلك خير كثير وأجر جزيل)، وقال مجاهد في قوله {ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ}: (الحرمة مكة والحج والعمرة، وما نهى الله عنه من معاصيه كلها) وكذا قال ابن زيد.
ومما عظَّمه الله وحرَّمه: المسجد الحرام الذي ببكة، قال الله جل وعلا: {وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْنًا} [البقرة: 125]، قال الحافظ ابن كثير بعد أن نقل أقوال السلف في الآية: (... ويصفه تعالى بأنه جعله آمنًا، من دخله أمن، ولو كان قد فعل ما فعل ثم دخله كان آمنًا)، وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: (كان الرجل يلقى قاتل أخيه أو أبيه فيه فلا يعرض له، كما وَصف في سورة المائدة بقوله تعالى: {جَعَلَ اللّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِّلنَّاسِ} [المائدة: 97] أي: يُدفع عنهم بسبب تعظيمها السوء).
وبين تعالى ما امتن به على أهل الحرم من الأمن والاطمئنان فقال: {وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا} يعني: حرم مكة، إذا دخله الخائف يأمن من كل سوء، وكذلك كان الأمر في الجاهلية، كما قال الحسن البصري وغيره: (كان الرجل يقتل فيضع في عنقه صوفة ويدخل الحرم، فيلقاه ابن المقتول فلا يهيجه حتى يخرج)، وقد قال ربنا جل جلاله: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ} [العنكبوت: 67]، وقال ربنا جل وعلا: {فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ (3) الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ} [قريش: 3-4].
وبيَّن تعالى حرمة بعض الأشهر فقال: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ} [التوبة: 36]، سميت هذه الأشهر الأربعة حرمًا، لزيادة حرمتها وتحريم القتال فيها.
عن أبي بكرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب في حجته فقال: (ألا إن الزمان قد استدار كهيأته يوم خلق الله السماوات والأرض، السنة اثنا عشر شهرًا، منها أربعة حرم، ثلاث متواليات، ذو القعدة وذو الحجة ومحرم، ورجب مضر، الذي بين جمادى وشعبان، ثم قال: أي يوم هذا؟ قلنا: الله ورسوله أعلم، فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه، قال: أليس يوم النحر؟ قلنا: بلنا، ثم قال: أي شهر هذا؟ قلنا: الله ورسوله أعلم، فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه، قال: أليس ذا الحجة؟ قلنا: بلى، ثم قال: أي بلد هذا؟ قلنا: الله ورسوله أعلم، فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه، قال: أليست البلدة؟ قلنا: بلى، قال صلى الله عليه وسلم: فإن دماءكم وأموالكم وأحسبه قال: وأعراضكم عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا، وستلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم، ألا لا ترجعوا بعدي ضلالًا يضرب بعضكم رقاب بعض، ألا هل بلغت؟ ألا ليبلغ الشاهد منكم الغائب، فلعل من يُبلَّغه يكون أوعى له من بعض من سمعه) رواه الإمام أحمد والشيخان.
وحرم الله قبل الحج شهرًا وهو ذو القعدة، وحرم شهر ذي الحجة لأنهم يوقعون فيه الحج، ويشتغلون بأداء المناسك، وحرم بعده شهرًا آخر وهو المحرم، ليرجعوا فيه بعد الحج إلى أقصى بلادهم آمنين، وحرم شهر رجب في وسط الحول لأجل زيارة البيت والاعتمار به، لمن يقدم إليه من أقصى جزيرة العرب، فيزوره ثم يعود إلى وطنه فيه آمنا، {ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ} [التوبة: 36] أي: في هذه الأشهر الأربعة المحرمة، لأنها آكد وأبلغ في الإثم من غيرها.
ومن جملة تحريمها: حرمة اصطياد صيدها وتنفيره من أوكاره، وحرمة قطع شجرها وقلع حشيشها، كما ثبتت بذلك الأحاديث والآثار عن جماعة من الصحابة مرفوعًا وموقوفًا، ففي الصحيحين واللفظ لمسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم الفتح ـ فتح مكة ـ: (إن هذا البلد حرَّمه الله يوم خلق السماوات والأرض، فهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة، فإذا كان هذا التحريم يشمل الحيوان والنبات والطير فكيف بالإنسان؟!
ومما يدل على أهمية الأمن لقاصدي البيت الحرام: قوله جل وعلا: {فَإِذَا أَمِنتُمْ فَمَن تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ} [البقرة: 196]، وامتن الله على رسوله والمؤمنين بالأمن حال أداء نسكهم فقال: {لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاء اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا} [الفتح: 27]، قال الإمام ابن كثير: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد رأى في المنام أنه دخل مكة وطاف بالبيت، فأخبر أصحابه بذلك وهو بالمدينة، فلما ساروا عام الحديبية، لم يشك جماعة منهم أن هذه الرؤيا تتفسر هذا العام).
وبيّن تعالى تحريم التعدي على قاصدي البيت الحرام فقال: {وَلا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّن رَّبِّهِمْ وَرِضْوَانًا} [المائدة: 2]، وهذا من تعظيم حرم الله، أي: ولا تستحلوا قتال القاصدين إلى بيت الله الحرام، الذي من دخله كان آمنًا.
وكذا من قصده طالبًا فضل الله، وراغبًا في رضوانه، فلا تصدوه ولا تمنعوه ولا تهيجوه، ثم نزل قوله جل وعلا: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلاَ يَقْرَبُواْ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَـذَا} [التوبة: 28]، ولذلك بعث النبي صلى الله عليه وسلم عام تسع لما أمَّر الصديق على الحجيج، بعث عليًّا وأمره أن ينادي على سبيل النيابة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بسورة براءة، وألا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عُريان، قال ابن كثير: (وما ذاك إلا لتشريف أكناف المسجد الحرام، وتطهير البقعة التي بَعث الله فيها رسوله إلى الناس كافة بشيرًا ونذيرًا، صلوات الله وسلامه عليه، وهذا هو الخزي لهم في الدنيا، لأن الجزاء من جنس العمل، فكما صدوا المؤمنين عن المسجد الحرام صُدوا عنه، وكما أجلوهم من مكة أجلوا عنها).
ولقد توعد الله من آذى قاصدي البيت الحرام ومنع من ذكره هناك فقال: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَـئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [البقرة: 114]، قال ابن زيد: (هؤلاء المشركون الذين حالوا بين رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية وبين أن يدخلوها، حتى نحر هديه بذي طوى وهادنهم، وقال لهم: (ما كان أحد يُصد عن هذا البيت) ، وقوله: {وَسَعَى فِي خَرَابِهَا} قال: (إذا قطعوا من يعمرها بذكره ويأتيها للحج والعمرة) واختاره الحافظ ابن كثير.
وتوعدهم أيضًا في آية أخرى فقال: {وَمَا لَهُمْ أَلاَّ يُعَذِّبَهُمُ اللّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُواْ أَوْلِيَاءهُ إِنْ أَوْلِيَآؤُهُ إِلاَّ الْمُتَّقُونَ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ} [الأنفال: 34].
ومن الأمور المخلة بالأمن في البلد الحرام: القيام بالمسيرات والمظاهرات في مكة باسم البراءة من المشركين، ألا فاعلموا معاشر المؤمنين أن الله أوجب على عباده البراءة من المشركين في كل حين، وأنزل قوله: {بَرَاءةٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ} [التوبة: 1] الآيات، لكن هذه المظاهرات والمسيرات بدعوى البراءة، هي من المحدثات في الدين.
[موقع السكينة
http://www.assakina.com/hajj/10305.html#ixzz1bqC77qrL].
وقال إمام وخطيب المسجد الحرام في مكة المكرمة الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد: (إن المسيرات والمظاهرات والحشود والتجمعات والنداءات ليست من الدين وأنها ابتداع مما لم يأذن به الله، والمسلمون يحجون طوال تاريخهم من شتى مذاهبهم وطوائفهم لم يتكلم أحد منهم بمثل هذا، وأن استغلال جمع الحجيج وتجمعه لمثل هذه الأغراض لا صلة له بالإسلام بل هو عبث بمشاعر العبادة ومناسك الحج).
وأضاف: (أن من حق أخوة الإسلام اجتناب أية صورة من صور الفوضى والبلبلة تحت أية دعوى واستنكار أية محاولات للتشويش والمهاترات، إن أهل الإسلام عمومًا وحجاج بيت الله خصوصًا يعلمون أن هذا التشويش والبلبلة يقودان إلى الانشقاق والفرقة بين المسلمين ولا يمكن أن يحول الحج إلى منابر سياسية تتصارع فيها الأفكار والأحزاب والطوائف والمذاهب وأنظمة الحكم مما يعني الانحراف الخطير والانجراف المدمر عن أهداف الحج وغايته).
وبين ابن حميد (أن الحج والديار المقدسة ليست ديدنا لنقل الخلافات وتصفية الخصومات إنها فوق الخلافات السياسية والعصبيات المذهبية، وإن الإقدام على مثل هذا يقود إلى الفتنة والعبث بأمن الحج والحجيج وشق لصف المسلمين وفتح لساحات الجدل العظيم) [شبكة الحرمين الشريفين].

-مظاهرات البراءة وإلحاق الأذى:

إن المقلب لصفحات التاريخ يجد أن "مظاهرات البراءة من المشركين" التي يقودها الشيعة في بلاد الحرمين قد تسببت في ضرر بالغ لحق بحجاج بيت الله، ولعل سقوط مئات الموتى من الحجاج في اليوم السادس من شهر ذي الحجة عام (1407هـ) بسبب الزحام في هذه التجمعات أكبر شاهد، حيث التحم الحجاج بعضهم ببعض ووطئ بعضهم بعضًا، وقد مرت هذه التجربة التي حصل فيها هذه المأساة العظيمة، ومضى بعدها سنوات عديدة سلم فيها الحجاج من مثل هذه التجمعات، ثم ها هي الدعوة من جديد لإعلان البراءة من المشركين بمثل هذه التجمعات.
واللائق بكل من لنفسه عنده قيمة من هذه الفئة من الحجاج وزعيمهم ألا يكونوا سببًا في إلحاق الضرر بحجاج بيت الله الحرام، وقد قال الله عز وجل: {وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} [الحج: 25] وقال: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا} [الأحزاب: 58]، وقال: {وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ} [إبراهيم: 42]، وقال: {وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (21) تَرَى الظَّالِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا كَسَبُوا وَهُوَ وَاقِعٌ بِهِمْ} [الشورى: 21-22].
وقال في الحديث القدسي: (يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا) [رواه مسلم (6572)]، وقال صلى الله عليه وسلم: (اتقوا الظلم؛ فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، الحديث) [رواه مسلم (6576)]، وقال صلى الله عليه وسلم: (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده) [رواه البخاري (10)، ومسلم (161)]، وزاد البخاري: (والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه)، وقال صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع: (ألا أخبركم بالمؤمن؟ من أمنه الناس على أموالهم وأنفسهم، والمسلم من سلم الناس من لسانه ويده، والمجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله، والمهاجر من هجر الخطايا والذنوب) [رواه أحمد (23958) بإسناد صحيح].
وقال صلى الله عليه وسلم: (أتدرون ما المفلس؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، فقال: إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار) [رواه مسلم (6579)]، وجواب الصحابة رضي الله عنهم بناء على ظنهم أنه صلى الله عليه وسلم أراد مفلس الدنيا وهو إنما أراد مفلس الآخرة الذي أوضح صلى الله عليه وسلم كيفية إفلاسه في هذا الحديث، وقال صلى الله عليه وسلم: (كل المسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعرضه) [رواه مسلم (6541)].
ولما خطب صلى الله عليه وسلم الناس يوم النحر في حجة الوداع لم يأمرهم بإعلان البراءة من المشركين والتجمع لها، وإنما قرر حرمة البلد والشهر واليوم ثم قال: (فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا) [رواه البخاري (67) ومسلم (4384)].
وبعد إيراد هذه الأدلة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم في التحذير من إلحاق أي ضرر أو أذى بأحد من المسلمين، نورد بعض الآثار السيئة التي تترتب على هذه التجمعات لهذه البراءة المزعومة:
(1) أن فيه إلحاق الضرر بالحجاج في أجسادهم وحركة سيرهم.
(2) أن فيه ظلمًا للحجاج يترتب عليه دعاء المظلوم على ظالمه، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (واتق دعوة المظلوم؛ فإنه ليس بينها وبين الله حجاب) [رواه البخاري (1496) ومسلم (121)].
(3) أن التجمع لهذه البراءة من الأمور المحدثة في الحج منذ ثلاثين عامًا فقط، ولم تحصل في حجة الوداع ولا بعدها.
(4) أن الفئة التي تقوم بهذا التجمع شاذة في هذا التصرف المشين عن الحجاج من جميع الآفاق.
(5) أن الصيد آمن في الحرم لا يجوز التعرض له بأي ضرر حتى تنفيره، والحجاج ومن في الحرم أولى منه بالأمن والسلامة من الأذى، بل إن الحجاج والمعتمرين إذا دخلوا في الإحرام لم يجز لهم التعرض لصيد الحل، والمعنى أن الواجب على أي حاج أن يكون نصيب الحجاج وغيرهم منه الأمن والسلامة من شره.
(6) أن الحجاج من جميع الآفاق يمقتون هذا التجمع المؤذي ويفضحون في بلادهم القائمين به.
(7) أن الأذى للحجاج لا يقتصر عليهم، بل يتعداهم إلى أهليهم وذويهم في بلادهم؛ فإنهم يتأذون بالأذى الذي حصل لحجاجهم.
(8) أن حصول الأذى لمسلم واحد خطير، فكيف بإيذاء الحجاج من جميع الآفاق الذين جاؤوا لأداء عبادة عظيمة يحبون أدائها براحة وطمأنينة.
(9) أن في هذا التجمع ترويعًا للحجاج، وكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسيرون مع النبي صلى الله عليه وسلم فنام رجل منهم، فأنطلق بعضهم إلى حبل معه فأخذه ففزع، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يحل لمسلم أن يروع مسلمًا) [رواه أحمد (23064) وأبو داود (5004) بإسناد صحيح].
(10) أن فيه إشغال الكثيرين من رجال الأمن بهذه التجمعات في الوقت الذي ينبغي أن تكون الجهود كلها مبذولة لخدمة الحجاج [عبد المحسن بن حمد العباد البدر، صيد الفوائد، بتصرف].

-مايتعلق بتحويل المشاعر والمناسك الدينية إلى مهاترات سياسية:

ما أقدس الحرمين الشريفين، وما أوجب رعاية المسلمين قدسيتهما على المسلمين، فلا يجوز أبدًا أن تحول تلك البقاع الآمنة إلى أماكن تجمعات ومظاهرات، وتنظيم تحركات ومسيرات، ورفع لافتات وشعارات وصورٍ ومجسمات، لزعامات وكيانات، ويأبى الله ثم يأبى المؤمنون أن تجرح قدسية البيت الحرام، والشهر الحرام، بالتهريج السياسي والشغب الغوغاء.
ولا يرضى الله ولا عباد الله أن يدخل على الدين الحق ما ليس منه؛ من المهاترات الكلامية، والمزايدات السياسية، والشعارات الجاهلية، فأي دينٍ عند هؤلاء، بل أي إسلامٍ عند من يساعد على تعكير أمن بلاد الحرمين الشريفين، بجلب أسلحةٍ ومتفجرات، أو ترويج مسكراتٍ ومخدرات، أو ما إلى ذلك من الجرائم المنكرة.
وشتان شتان بين عمل أهل الإيمان والإسلام، وعمل أهل التخريب والإجرام، وإن بدعة المسيرات بدعةٌ منكرة لا سند لها من المعقول والمنقول، وليست أقل سوآت القوم، مما كشفه التاريخ في قديم الزمان وحديثه، والله دون حَرمه ودون كل من أراد الإلحاد فيه أو الظلم، فهو سبحانه سيكشف سترهم، ويفضح سرهم: {وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ} [فاطر:43].
وإن جموع الحجيج الذين يجدون في هذه الأيام فرصةً عظيمة، ومناسبةً كبيرة، لغسل القلوب مما علق بها من أدران الذنوب والمعاصي ليتطلعون إلى كل ما من شأنه شيوع الأمن وعموم السلامة لهم، في أديانهم وأبدانهم مما تشرف بلاد الحرمين حكومةً وشعبًا بتحقيقه ولله الفضل والمنة.
وقد أكدا إماما الحرمين الشريفين أن المسيرات والمظاهرات والحشود والتجمعات والنداءات ليست من الدين، وبينا أن الفئة الضالة والشرذمة المعتدية التي حاولت وتحاول النيل من أهل حرم الله بالاعتداء على ديارهم ردت على أعقابها خاسرة خاسئة بفضل الله، وأشارا إلى أن المملكة بفضل الله وعونه لديها من القوة والقدرة ما تردع به الأعداء وما تحفظ به أمنها وحماية مقدساتها وشعبها والمقيمين على أراضيها وقاصدي الحرمين الشريفين، وهي لا تتوانى أو تتردد في ردع العدوان وحماية المقدسات بحزم وقوة.
وقال إمام وخطيب المسجد الحرام في مكة المكرمة الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد: (إن المسيرات والمظاهرات والحشود والتجمعات والنداءات ليست من الدين وأنها ابتداع مما لم يأذن به الله، والمسلمون يحجون طوال تاريخهم من شتى مذاهبهم وطوائفهم لم يتكلم أحد منهم بمثل هذا، وأن استغلال جمع الحجيج وتجمعه لمثل هذه الأغراض لا صلة له بالإسلام بل هو عبث بمشاعر العبادة ومناسك الحج).
وأضاف: (أن من حق أخوة الإسلام اجتناب أية صورة من صور الفوضى والبلبلة تحت أية دعوى واستنكار أية محاولات للتشويش والمهاترات، إن أهل الإسلام عمومًا وحجاج بيت الله خصوصًا يعلمون أن هذا التشويش والبلبلة يقودان إلى الانشقاق والفرقة بين المسلمين ولا يمكن أن يحول الحج إلى منابر سياسية تتصارع فيها الأفكار والأحزاب والطوائف والمذاهب وأنظمة الحكم مما يعني الانحراف الخطير والانجراف المدمر عن أهداف الحج وغايته).
وبين ابن حميد (أن الحج والديار المقدسة ليست ديدنًا لنقل الخلافات وتصفية الخصومات، إنها فوق الخلافات السياسية والعصبيات المذهبية، وإن الإقدام على مثل هذا يقود إلى الفتنة والعبث بأمن الحج والحجيج وشق لصف المسلمين وفتح لساحات الجدل العظيم).
ومن ثم (فلا يجوز استغلال الدين ومواسم العبادة وتجمعات المسلمين من مشاهد مقدسة إلى أغراض مسيسة وصرف الأنظار عن معاناة يعيشها من يعيشها ومشكلات واقع فيها صاحبها، بل يجب إبعاد الفريضة المقدسة عن مثل هذه الأغراض حيث إن الخوض في هذا والاشتغال فيه إفساد لمقاصد الحج الإيمانية وحرمان لضيوف الرحمن من الأمن والأمان والتفرغ للعبادة واستشعار قدسية الزمان والمكان، وافتعال لقضايا خلافية تزيد من فرقة الأمة).







 
قديم 05-11-11, 12:55 AM   رقم المشاركة : 9
جاسمكو
عضو ماسي






جاسمكو غير متصل

جاسمكو is on a distinguished road


الأحداث الدامية التاريخية لهذه المظاهرات وأثرها في ترويع الحجيج وسفك دمائهم
الاربعاء 26 اكتوبر 2011


قصة البداية:

(أنا بالله وبالله أنا يخلق الخلق وأفنيهم أنا...)، هكذا وقف المجرم الطاغية أبو طاهر القرمطي ينشد على باب الكعبة يوم الثامن من ذي الحجة سنة 317 هجرية، وسيوف أتباعه الملاحدة تحصد حجاج بيت الله قتلًا ونهبًا وسفكًا، وأبو طاهر يشرف من على باب الكعبة على هذه المجزرة المروعة وينادي أصحابه (أجهزوا على الكفار وعبدة الأحجار، ودكوا أركان الكعبة، واقلعوا الحجر الأسود).
وتعلق الحجاج بأستار الكعبة واستغاثوا بالله، فاختطفتهم السيوف من كل جانب واختلطت دماؤهم الطاهرة بأجسادهم المحرمة، بأستار الكعبة المشرفة، حتى زاد عدد من قتل في هذه المجزرة التي لم تعرفها الكعبة من قبل عن ثلاثين ألفًا، دفنوا في مواضعهم بلا غسل ولا كفن ولا صلاة، هذا في الصفا وذاك في المروة وثالث في جوف الكعبة، وقام الملاحدة بعد ذلك بجمع ثلاثة آلاف جثة حاج وطمروا بها بئر زمزم وردموه بالكلية، ثم قاموا بعد ذلك بقلع الحجر الأسود من مكانه وحملوه معهم إلى مدينة "هجر" بالبحرين وهي مركز دعوتهم وعاصمة دولتهم.
وكان أبو طاهر قد بنى بها دارًا سماها دار الهجرة، فوضع فيها الحجر الأسود ليتعطل الحج إلى الكعبة ويرتحل الناس إلى مدينة "هجر"، وقد تعطل الحج في هذا العام 317 هجرية حيث لم يقف أحد بعرفة ولم تؤد المناسك وذلك لأول مرة منذ العام التاسع للهجرة وهو العام الذي فرض فيه الحج على الناس، ولما خرج القرامطة من مكة بعد جريمتهم أخذوا ينشدون:

فلو كان هذا البيـــت لله ربنــــــا لصب علينا النار من فوقنـا صبًا


لأنـــــــا حججنا حجة جاهليــة محللة لم تبــــــق شــــرقًا ولا غربًا


وإنا تركنا بين زمــزم والصفــــا جنائز لا تبغي سوى ربهـــا ربـــا

والقرامطة هي فرقة باطنية مرتدة عن الإسلام خرجت من عباءة التشيع والرفض، وتنسب لحمدان قرمط وهو من أهل الكوفة، وكان يعمل أكارًا [وهي مهنة وضيعة عند الناس]، وقد تأثر بأفكار التشيع المعروفة واعتنق المذهب الشيعي الإسماعيلي على يد الحسين الأهوازي، ومما ساعد على نمو حركة القرامطة تواكبها مع ثورة الزنج الشهيرة في أواسط القرن الثالث الهجري، ولقد تشعبت فرق الشيعة الرافضية إلى ثلاث شعب وفق مخطط مدروس وذلك لإحداث فوضى اجتماعية وأخلاقية ودينية، في الأمة الإسلامية ككل.
وكان قرامطة البحرين بزعامة أبي سعيد الجنابي وولده أبي طاهر من أشد فرق الشيعة الباطنية على الإسلام والمسلمين، وكانوا بمثابة الجناح العسكري للشيعة، وقد أسسوا قاعدة حربية في "هجر" و"الإحساء" هددت الخلافة العباسية في جنوب العراق، فلما تولى أبو طاهر زعامة القرامطة جعل كل همه مهاجمة قوافل الحجيج وذلك لهدفين:
أولهما: تعطيل شعيرة الحج ذلك لأن القرامطة كانوا يعتقدون بأن شعائر الحج، من شعائر الجاهلية ومن قبيل عبادة الأصنام [وهو نفس الكلام الذي يردده غلاة العلمانيين الآن أمثال نوال السعداوي وغيرها].
وثانيها: سرقة أموال الحجاج ونهب قوافلهم المحملة بالأموال الطائلة.
وقد كشفت هذه المجزرة المروعة التي قام بها القرامطة عن مستور عقائدهم وأهدافهم، ولقد أرسل أول خلفاء الفاطميين عبيد الله المهدي برسالة توبيخ وتسفيه وسب لأبي طاهر يلومه فيها على هذه الجريمة لأنها كشفت أسرارهم الباطنية، مما يدل على العلاقة الوثيقة التي تجمع كل هؤلاء الملاحدة، وهي علاقة التشيع والرفض.
ولقد ظل الحجر الأسود "بهجر" طيلة اثنين وعشرين سنة، ولم يرده القرامطة لمكانه إلا بعد أن أمرهم بذلك الخليفة الفاطمي المنصور.
بعد هذه الحادثة الشنعاء أصبح طريق الحج محفوفًا بالمخاطر، وأصبح حجاج العراق ومن وراءهم من خراسان وما وراء النهر لا يذهبون للحج إلا تحت حراسة مشددة وجيش كثيف لرد عادية القرامطة المجرمين، حتى أن قائد الجيوش العباسية [مؤنس الخادم] خرج بنفسه على رأس الحامية التي ستحرس قوافل الحج 319 هجرية، وفي كثير من مواسم الحج المتتابعة خلت المناسك من حجاج العراق وخراسان بسبب عدم توافر الحماية اللازمة، واستمرت فتنة القرامطة لفترة طويلة عائقًا عن شعور الحجاج بالأمان ثم توالت بعد ذلك الحوادث المدبرة والمخططة والتي كان يقف وراءها دائمًا الشيعة بفرقهم الكثيرة والمختلفة والذي يجمعهم الرفض تحت رايته.

محاولة كسر الحجر الأسود:

ففي سنة 414 هجرية قام رجل مصري شيعي بضرب الحجر الأسود بسيف في يده محاولًا تكسيره وأخذ بالتهديد بأنه سيهدم الكعبة، فأخذه الناس وقتلوه وأحرقوه، ثم اتضح بعد ذلك أنه كان ضمن مجموعة مكونة من مائة رجل جاءت بهدف إحداث فتنة داخل مكة وقد أخذ معظمهم وقتلوا وثار الناس وقتها على سائر الحجاج المصريين والمغاربة ولم يكن لهم ذنب سوى أن الجناة كانوا مصريين وسالت الدماء مرة أخرى على أستار الكعبة وأيضًا بسبب الشيعة وجرائمهم لبيت الله الحرام.
ولقد ظلت شعائر الرفض مثل الأذان بـ"حي على خير العمل" وغيرها ظاهرة دائرة ببلد الله الحرام منذ سنة 335 هجرية، قام خلالها الشيعة بالتضييق على الحجاج وفرض المكوس الجائرة والمرهقة، وفي أحيان كثيرة كان أمير مكة التابع للفاطميين يغير على مخيمات الحجيج ويسلبهم وينهبهم لأتفه الأسباب.
وابتداءً من سنة 598 هجرية خضعت مكة لحكم أسرة قتادة بن إدريس الحسني والتي عرفت باسم الأشراف، وظلت تحكم مكة حتى سنة 922 هجرية، وخلال هذه الفترة الطويلة جدًّا لم ينقطع الصراع بين أفراد أسرة قتادة الحسني على الحكم والسلطة وحاول بعضهم الاستعانة بالروافض وهو [حميضة بن أبي نمى] وذلك سنة 716 هجرية، عندما استنجد بزعيم الدولة الإيلخانية التتارية في خراسان "خرابنده" الرافضي والذي أمده بجيش كبير لاحتلال مكة والفتك بأهلها، ولكن المشروع فشل بسبب هلاك "خرابنده" المفاجئ، وكان وفد الحجيج دائمًا هو ضحية هذا الصراعات التي كان يذكيها في الغالب الأطماع الشيعية الرافضية بالحرمين.

الصفويون الروافض ومكة:

وقد وصل ذروة التآمر الشيعي الرافضي على بلاد الحرمين حيث أغلى مقدسات الأمة المسلمة في أوائل القرن العاشر الهجري، وذلك عندما تعاون الصفويون الروافض حكام إيران مع البرتغاليين الصليبيين ضد الدولة العثمانية في جنوب الجزيرة العربية وتحديدًا في بلاد اليمن وعمان، والروافض يعلمون علم اليقين ما كان يخطط له البرتغاليون من احتلال مكة والمدينة ونبش قبر الرسول صلى الله عليه وسلم وسرقة جثمانه الشريف ومساومة المسلمين به على بيت المقدس، ولا بأس بذلك عندهم طالما سينبش مع قبر الرسول قبري أبي بكر وعمر شريطة أن تحرق جثتيهما، ولكن الله عز وجل حمى رسوله وعبادة الصالحين من كيد الكافرين وهذا هو نص الرسالة التي أرسل بها "البوكيرك" ـ قائد الجيوش البرتغالية ـ إلى الشاه إسماعيل الصفوي مؤسس الدولة الصفوية الرافضية والتي توضح الهدف المشترك للصليبيين والرافضة.
(إني أقدر لك احترامك للمسيحيين في بلادك، وأعرض عليك الأسطول والجند والأسلحة لاستخدامها ضد قلاع الترك في الهند، وإذا أردت أن تنقض على بلاد العرب أو تهاجم مكة فستجدني بجانبك في البحر الأحمر أمام جدة أو في عدن أو في البحرين أو القطيف أو البصرة وسيجدني الشاه بجانبه على امتداد الساحل الفارسي وسأنفذ له كل ما يريد).
ولقد فشل هذا المخطط بهلاك الطاغية البوكيرك وهزيمة الشاه إسماعيل الصفوي أمام سليم الأول العثماني في معركة جالديران سنة 920 هجرية.
بعد ذلك اهتم العثمانيون بالحرمين وشددوا الحراسة عليها ووضعت الحاميات القوية برًّا وبحرًا في جدة والشام والعراق واليمن لغلق كل المسالك لبلد الله الحرام أمام كيد الأعداء من الصليبيين والرافضة.
ولما قامت الدعوة السلفية المباركة على يد الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله وانتشرت في نجد ووسط الجزيرة والحجاز، أولت الدعوة السلفية والدولة السعودية الأولى عناية خاصة بالحرمين، وعملت على تأمين سبيل الحج والقضاء على مظاهر الشرك والخرافة التي ما كان يحج الرافضة إلا من أجلها، ومع اندلاع الحرب العالمية الأولى ثم الثانية وتتابع الأحداث العالمية وتأجج الصراع العربي الإسرائيلي، عاشت بلاد الحرمين ومواسم الحجاج فترة من الهدوء، بل قلت أعداد الحجاج بسبب الكساد العالمي وضعف الاقتصاديات في الدول الإسلامية.

الخوميني والكعبة:

مرت فترة طويلة منذ آخر محاولة قام بها الروافض وغيرهم من أجل العدوان على الحجيج حتى قامت الثورة الخومينية في إيران وأسقطت حكم الشاه، وذلك سنة 1979 ميلادية، وأقام الخوميني حكومة جعفرية رافضية على أسس عقائدية بحتة تقوم على إقصاء أهل السنة الذين يمثلون حوالي 35 % من إجمالي السكان، وأخذ الخوميني وشيعته في إنزال شتى العقوبات والجرائم المروعة ضد أهل السنة، من أجل إجبارهم على التشيع، فأبيدت قرى بأكملها، وتعرضت منطقة الأهواز أو الأحواز السنية لحملة شرسة أشد وحشية من الحملات الصليبية والمغولية من أجل تهجير سكانها وإجبارهم على التشيع.
وكان من أهم الأسس التي قامت عليها الثورة الخومينية فكرة تصدير مبادئ الثورة ونقل التشيع لخارج إيران خاصة في دول الخليج وبأخص الخصوص السعودية وذلك من خلال إثارة الأقليات الشيعية في دول الخليج، وإنشاء العديد من المنظمات الشيعية مثل: (منظمة الدعوة في العراق والكويت، الثورة الإسلامية، جبهة التحرير الإسلامي، حزب الله وحركة أمل في لبنان).
وأدت هذه السياسة لخلق حالة شديدة من التوتر والاضطراب داخل دول الخليج، إذ تحولت الأقليات الشيعية فيها لطابور خامس للثورة الخومينية الرافضية، تثور مرة بعد مرة، وتحدث اضطرابات هنا ومظاهرات هناك بدعوى المطالبة بحقوقهم في ممارسة الشعائر ويقصدون بالقطع الشركيات والضلالات والبدع المغلظة، ليس الصلاة أو الصوم أو الحج إلى آخر شعائر الإسلام.
وكان الروافض ينتهزون مناسبة الحج السنوية لإبراز دعوتهم وثورتهم ومبادئهم في الرفض والتشيع في أعظم اجتماع للمسلمين من شتى أنحاء العالم، وقد ابتدع الخوميني لشيعته ما يسمى بمظاهرة البراءة، حيث يقوم الحجاج الشيعة الروافض بالتظاهر أثناء موسم الحج ضد أمريكا وإسرائيل كنوع من أنواع الدعاية الكاذبة لاستقطاب عامة المسلمين لمذهبهم وعقيدتهم، وكانت السعودية بادئ الأمر تتغاضى عن مثل هذه المظاهرات من باب تأليف النفوس وتحسين العلاقات أملًا في كف الخوميني عن غلوه وطموحاته.
ولكن الطموحات الخومينية بلغت به لأن يستدعي ثوب أبي طاهر القرمطي من ذاكرة التاريخ، وفي موسم الحج سنة 1407 هجرية ـ 1987 ميلادية وفي مظاهرة البراءة المعهودة، حمل الروافض صور الطاغية الخوميني ومجسمًا كبيرًا للمسجد الأقصى كنوع من الخداع للتعمية على الهدف الأصلي، وبدلًا من أن يهتفوا ضد أمريكا وإسرائيل، هتفوا باسم الخوميني ونادوا به زعيمًا للعالم الإسلامي.
وكان الروافض قد أخفوا تحت ملابس الإحرام سكاكين وخناجر استعدادًا لاقتحام الحرم، ومبايعة الخوميني في قلب الكعبة زعيمًا لعموم المسلمين، وحدث ما كان يخشى عقباه، ووقع الصدام بين قوات الأمن التي أدركت المخطط وبين الروافض وسالت الدماء مرة أخرى بأرض الله الحرام، وقتل في هذا الصدام المروع 402 حاج، بينهم 275 إيرانيًّا و42 غير إيراني و85 سعوديًّا.
وقد أعلنت إيران على لسان هاشمي رفسنجاني أنها ستحرر الأماكن المقدسة من الوهابيين [وهي التسمية التي يطلقها الروافض على أهل السنة والجماعة والسلف الصالح] الأشرار مما يوضح طبيعة العداوة والبغضاء والكراهية الرافضية.

مسيرات البراءة وتفجيرات مكة:

لم تتوقف المؤامرات الشيعية عند هذه الكارثة السابقة، إذ أصر الخوميني على أن يثأر لنفسه، فقامت مجموعة شيعية جعفرية تنتمي لمنظمة الدعوة الكويتية بتفجير عبوات ناسفة بمكة سنة 1409 هجرية ـ 1989 ميلادية أدت لمقتل بعض الحجاج الباكستانيين، وقد تم القبض على هذه المجموعة وتنفيذ شرع الله عز وجل فيهم.
وبهلاك الخوميني أمنت أستار الكعبة من أن تتخضب بدماء الحجاج الذكية حتى الآن وإن كانت الأطماع الرافضية مازالت قائمة ولم تنقطع، فهم كانوا وما زالوا يطمعون في سرقة الحجر الأسود ونقله إلى الكوفة "النجف" ليوضع في أضرحتهم ومشاهدهم لتكتمل مناسك الحج عندهم، ولكن بكة بلد الله الحرام آمنة مطمئنة تبكي أعناق الظالمين والملحدين وكل ما يريدها بسوء إلى آخر الزمان) [شريف عبد العزيز].

أعمال أخرى:

في عام 1404 هجري: توجهت طائرتان حربيتان من إيران إلى مدينة الجبيل الصناعية لقصف وضرب المنشآت الحيوية فيها (مصنع بترو كيماويات) وبحمد الله أسقطت القوات الجوية طائرة واحده فيما لاذت الأخرى بالفرار.
في عام 1406 هجري: حاول الشيعة تفجير الكعبة والحرم المكي، حيث حطت طائرة حجاج إيرانية وعندما تم تفتيش العفش لديهم من قبل رجال الجمارك تبين أن جميع ركابها يخبئون في قاعدة حقائبهم مادة متفجرة شديدة الانفجار، وبعد التحقيق معهم اعترفوا أنهم كانوا يريدون تفجير الكعبة والحرم بكامله.
في عام 1410 هجري: في حج عيد الأضحى عام 1410هـ قام أفراد من حزب الله السعودي الشيعي بالتعاون مع أفراد من حزب الله الكويتي الشيعي بإطلاق الغاز السام في نفق المعيصم وكان فيه الآلاف من الحجاج؛ مما أدى إلى مقتل خمسة ألاف حاج وجرح وإصابة العديد من الحجاج.
في عام 1417 هجري: قام أفراد من شيعة القطيف من تنظيم حزب الله السعودي بتفجير صهريج ضخم في مجمع سكني في مدينة الخبر، وذلك بإيقاف شاحنة عند المجمع، ثم الهروب في سيارة مرافقة، وبعد أربع دقائق انفجر الصهريج، وكان وراء العملية العديد من شيعة القطيف.
في عام 1430 هجري: قام أعداء الله ورسوله شيعة القطيف بنبش قبور الصحابة في مقبرة البقيع وتدنيسها واشتباكهم مع رجال هيئة الأمر بالمعروف ثم أخذوا بعدها يهتفون بسب ولعن الصحابي عمر بن الخطاب رضي الله عنه جهارًا في ساحات المسجد النبوي.
في عام 1430 هجري: وبعد أن فعل الشيعة جرمهم في المدينة راحوا وأسقطوا جرمهم على الضحية وقاموا بمظاهرات حاشدة في لندن مطالبين بانفصال المنطقة الشرقية وقيام دولة شيعية فيها، كما طالبوا بأن تشرف الأمم المتحدة على الأماكن المقدسة في بلاد الحرمين، يطلبون من النصارى والكفار الذين لهم أي صلة بالإسلام، حماية أطهر البقاع على الكرة الأرضية حيث أنهم يأتمنونهم ويخونون أهل السنة؛ وهذا يدل على فسادهم وموالاتهم لليهود والنصارى.
كما طالبوا ببناء القبب على قبور أئمتهم، والحرية الكاملة في ممارسة طقوسهم الدينية، ويريدون إقامة دولة شيعية لهم في المنطقة الشرقية وضمها إلى العراق، حيث الحكومة الشيعية هناك والتي هي تابعة لإيران فهذه هي غاية مخططاتهم ألا وهو الانقضاض على بلاد الحرمين معقل أهل السنة وتخليصها منهم.
شعار حجاج الشيعة:

وهكذا أصبحت بدعة البراءة من المشركين وما تشتمل عليه شعارًا لحجاج الشيعة، وشعارًا للحوثيين يظهرونه في الإعلام بين الفينة والأخرى، يمررون من خلاله أغراضهم المسمومة، وقد يصل هذا الشعار إلى أنه منسكٌ من مناسك الحج وواجبٌ من واجباته، ولا يقصدون بذلك البراءة من أمريكا وإسرائيل كما تبين؛ إنما هي البراءة من أهل السنة ومن أبي بكر وعمر وعثمان وسائر الصحابة والتابعين، وهذا القصد معروف في اعتقاد أولئك القوم.






 
قديم 05-11-11, 12:59 AM   رقم المشاركة : 10
جاسمكو
عضو ماسي






جاسمكو غير متصل

جاسمكو is on a distinguished road


بيان أقوال أهل العلم والمجامع الفقهية ومجالس الإفتاء في التحذير منها وتحريمها
الاربعاء 26 اكتوبر 2011



من خطبة المدينة:

في المدينة المنورة أكد فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ حسين آل الشيخ أهمية التزام المسلمين بالمنهج الشرعي في أداء فريضة الحج والسير على الهدي النبوي وأداء الحج بمعانيه السامية وغاياته العظيمة ومقاصده الكبيرة وتحقيق السجايا الحميدة والشمائل النبيلة والمثل العالية.
وقال في خطبة الجمعة: (إن المسلمين يعيشون مواسم عظيمة وأشهرًا جليلة ألا وهي أشهر الحج الذي فرضه الله جل وعلا على عباده ليرفع لهم به الدرجات ويكفر به السيئات).
وحذر إمام وخطيب المسجد النبوي من أذية ضيوف الرحمن والإضرار بهم بقول أو بفعل في بدن أو مال أو عرض، فالله جل وعلا يقول {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا} [الأحزاب: 58].
فتاوى الشيخ ابن باز:
قال رحمه الله: (القيام بالمسيرات في مواسم الحج في مكة المكرمة باسم البراءة من المشركين: بدعة لا أصل لها، فإن الله أوجب على عباده المؤمنين البراءة من المشركين في كل وقت.
وأنزل في ذلك قولَه سبحانه: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ} [الممتحنة: 4].
وأنزل في ذلك سبحانه في آخر حياة النبي صلى الله عليه وسلم: قوله عز وجل: {بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ...} [التوبة: 1] الآيات.
وَصَحَّت الأحاديثُ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنه بعث الصِّدِّيقَ رضي الله عنه عام تسع من الهجرة يقيمَ للناس حجهم ويعلن البراءة من المشركين، ثم أتبعه بعلي رضي الله عنه؛ ليبلغ الناس ذلك.
وبعثَ الصديقُ رضي اللَّهُ عنه مؤذنين مع علي رضي الله عنه ينادون في الناس بكلمات أربع: لا يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة، ولا يحج بعد هذا العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان، ومن كان له عند رسول الله عهد فأجله إلى مدته، ومن لم يكن له عهد فله أربعة أشهر يسيح في الأرض؛ كما قال عز وجل: {فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ...} [التوبة: 2] الآية.
وبعدها أُمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتال المشركين إذا لم يُسلموا؛ كما قال الله عز وجل في سورة التوبة: {فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ} [التوبة: 5] (يعني: الأربعة التي أَجَّلها لهم عليه الصلاة والسلام ـ في أصح قولي أهل العلم في تفسير الأشهر المذكورة في هذه الآية ـ)؛ {فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [التوبة: 5].
هذا هو المشروع في أمر البراءة، وهو الذي أوضحته الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، وبَيَّنه علماء التفسير في أول تفسير سورة براءة (التوبة).
أما القيام بالمسيرات والمظاهرات في مواسم الحج في مكة المكرمة أو غيرها؛ لإعلان البراءة من المشركين: فذلك بدعة، لا أصل لها، ويترتب عليه فساد كبير وشر عظيم.
فالواجب على كُل مَن كَان يفعله تركُه.
والواجب على الدولة ـ وفقها الله ـ مَنْعُه; لكونه بدعة لا أساس لها في الشرع المطهر، ولما يترتب على ذلك من أنواع الفساد والشر والأذى للحجيج وغيرهم.
واللهُ سبحانه يقول في كتابه الكريم: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ...} [آل عمران: 31] الآية، ولم يكن هذا العمل من سيرته عليه الصلاة والسلام، ولا من سيرة أصحابه رضي الله عنهم، ولو كان خيرًا لسبقونا إليه.
وقال سبحانه: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ} [الشورى: 21]، وقال عز وجل: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} [الحشر: 7]، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه: فهو رد) [متفق عليه].
وقال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: عن جابر رضي الله عنه في خطبة الجمعة: (أما بعد، فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة) [أخرجه مسلم في صحيحه].
وقال عليه الصلاة والسلام: (من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رد) [أخرجه مسلم]، وقال صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع: (خذوا عني مناسككم)، ولم يفعل صلى الله عليه وسلم مسيرات ولا مظاهرات في حجة الوداع.
وهكذا أصحابه بعده رضي الله عنهم؛ فيكون إحداث ذلك في موسم الحج: من البدع في الدين التي حذر منها النبيُّ صلى الله عليه وسلم، وإنما الذي فعله عليه الصلاة والسلام بعد نزول سورة التوبة: هو بَعثُ الـمُنَادِين في عام تسعة من الهجرة؛ ليبلغوا الناس أنه لا يحج بعد هذا العام (يعني عام تسع): مشركٌ، ولا يطوف بالبيت عريان، وأنه لا يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة، مع نبذ العهود التي للمشركين بعد أربعة أشهر؛ إلا من كان له عهد أكثر من ذلك؛ فهو إلى مدته.
ولم يفعل صلى الله عليه وسلم هذا التأذين في حجة الوداع؛ لحصول المقصود بما أمر به من التأذين في عام تسع، والخيرُ كلُّه، والسعادة في الدنيا والآخرة: في اتباعِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، والسيرِ على سنته، وسلوكِ مسلك أصحابِه رضي الله عنهم; لأنهم الفرقة الناجية والطائفة المنصورة، هُم وأتباعهم بإحسان، كما قال الله عز وجل: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [التوبة: 100].
واللَّه المسئول أن يوفقنا وجميع المسلمين للعلم النافع، والعملِ الصالح، والفقهِ في الدين، والسيرِ على منهج سيد المرسلين وأصحابِه المرضيين وأتباعهم بإحسان إلى يوم الدين، وأن يُعيذنا وجميع المسلمين من مضلات الفتن ونزغات الشيطان ومِن البدع في الدين، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وآله وصحبه) [مجموع فتاوى ومقالات متنوعة للشيخ ابن باز (8/ 166-170)، جمع د. الشويعر].
وفي محاضرة لسماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله ابن باز رحمه الله، بعنوان: (بيان حرمة مكة، ومكانةِ البيت العتيق، وما ورد في ذلك من آيات وأحاديث وآثار)، قال ـ بعد أن استفاض في ذكر الأدلة من الكتاب والسنة ـ: (فالواجب على كل مسلم من هذه الأُمة أن يتأَسَّى بنبيِّه صلى الله عليه وسلم في أداء الواجبات، وترك المحرمات، وكف الأذى عن الناس، وإيصال الخير إليهم.
فمِن الواجب على ولاة الأمور من العلماء: أن يبينوا وأن يرشدوا، والواجب على ولاة الأمور من الأمراء والمسئولين: أن يُنَفِّذُوا حُكْم الله، وينصحوا، وأن يمنعوا كل من أراد إيذاء المسلمين في مكة من الحجاج والعمار وغيرهم، كائنا مَن كان، مِن الْحُجَّاج أو من غير الحجاج، مِن السُكّان أو من غير السكان ... مِن جميع أجناس الناس، يَجب على ولاة الأمور تجاه هذا الحرم الشريف: أن يصونوه، وأن يحفظوه، وأن يَحمُوه مِن كل أذى؛ كما أوجب الله ذلك، وأوجب نبيُّه ورسوله محمدٌ صلى الله عليه وسلم.
ومِن ذلك يُعلم: أن ما حدث في العام الماضي، عام 1407ﻫ، مِن بعض حُجَّاجِ إيران مِن الأذى: أَمْرٌ منكر، وأمرٌ شَنِيع، لا تُقِرُّه شريعةٌ ولا يُقِرُّه ذُو عقل سليم.
بل شريعة الله تحرم ذلك، وكتاب الله يحرم ذلك، وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم تحرم ذلك، وهذا ما بينه أهل العلم وأجمعوا عليه: مِن وجوب احترام هذا البيت، وتطهيرِه من كل أذى، وحمايتِه من كل معصية، ومِن كل ظلم، ووجوبِ تسهيل أمر الحجيج والعُمّار، وإعانتِهم على الخير، وكفِّ الأذى عنهم.
وأنه لا يجوز لأحد أبدًا، لا من إيران ولا من غير إيران: أن يُؤذوا أحدًا من الناس: لا بكلام، ولا بفعال، ولا بمظاهرات، ولا بمسيرات جماعية؛ تؤذي الناس وتصدُّهم عن مناسك حجِهم وعمرَتِهم.
بل يجب على الحاج: أن يكون كإخوانه المسلمين: في العناية بالهدوء، والإحسان إلى إخوانه الحجاج وغيرهم، والرفق بهم وإعانتهم على الخير، والبعد عن كل أذى.
هكذا يجب على الحجيج: مِن كل جنس، ومِن كل مكان؛ طاعةً لله عز وجل، وتعظيمًا لبيتِه العتيق، وإظهارًا لحرمة هذا المكان العظيم: مكة المكرمة، وتنفيذًا لأمر الله وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم، وسيرًا على منهج رسوله، ومنهج أصحابِه رضي الله عنهم.
هذا هو الواجب على الجميع، وهذا الأمر ـ بحمد الله ـ واضح لا يخفى على أحد، وإنما يؤذي الناس في هذا البيت العتيق: مَن لا يؤمن بالله واليوم الآخر، أو مَن يَجهل أحكام الله، أو يقصد ظلم العباد؛ فيكون عليه من الوزر ما يستحقُ بسبب إيذائه وظلمه.
وأمَّا مَن آمن بالله واليوم الآخر، إيمانًا صحيحًا؛ فإن إيمانه يردعُه عن كل ما حرم الله في هذا المكان وغيره؛ فإن الإيمان يردع أهله عن التعدي على حدود الله وارتكاب محارمه سبحانه، وإنما يقدم العبد على المعصية لضعف إيمانه.
والواجب على ولاة الأمور إزاء المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة: العناية بحمايتهما، ودفع الأذى عنهما وعن سكانِهما، وعَمَّن يقصدهما مِن العُمَّارِ والحجَّاج والزوار؛ طاعةً لله ولرسوله، وتعظيمًا لأمر الله عز وجل وأمرِ رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم، وعونًا للجميع على طاعة الله ورسولِه، وتأمينًا لقلوبهم حتى لا يذهلوا عن بعض ما أوجبه اللَّهُ عليهم، أو يَقعوا في شيء مما حرمه الله عليهم.
والله يقول سبحانه وتعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [المائدة: 2]، ويقول سبحانه: {وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} [العصر: 1-3].
فلابد من التواصي بالحق والصبر، والتعاون علي البر والتقوى، في هذا المكان وغيره، بل إن هذا المكان أعظمُ من غيره، وأفضلُ من غيره.
فإن مكة المكرمة: هي أفضل البقاع، وهي أحب البلاد إلى الله، وأفضلُ مكانِ وأعظمُ مكان.
ثم يليها المدينة المنورة، ثم المسجد الأقصى، هذه هي المساجد الثلاثة التي خصها الله بمزيد التشريف على غيرها، وهي أعظم مساجد الله، وأفضل مساجد الله، وأولى مساجد الله بالاحترام والعناية، وأعظم ذلك: هذا البيت العتيق؛ الذي جعله الله مثابة للناس وأمنًا.
وواجب على أهله والوافدين إليه: أن يعرفوا قَدْره، وأن يعرفوا فضله؛ حتى لا يقعوا فيما حرم الله، وهذا واجب الجميع: من المقيم، والوارد، ويجب على المقيمين فيه والساكنين فيه: أن يعرفوا قدره، وأن يُعَظّمُوه، وأن يَحذروا مَا حرمَ اللَّهُ فيه.
فإذا كان المريد فيه بذنب: له عذاب أليم؛ فكيف بالفاعل؟! وليس الوارد إليه: هو المخاطب بهذا الأمر؛ إذ المقيم أولى وأولى؛ لأنه دائم فيه، والواجب عليه أن يَعلمَ ما حرم الله، وأن يبتعد عن معصية الله، وأن يجتهد في طاعة الله ورسوله، وأن يكون عونًا لإخوانه في مكة، وإخوانه الوافدين إليها في حج وعمرة، وأن يكون مرشدًا لهم في الخير.
وهكذا على سكان مكة أن يعينوهم، ويُوجهوهم إلى الخير، ويُرشدوهم إلى أسباب النجاة، وأن يحذروا إيذاءهم بأي أذى من قَول أو فعل، وأن يكونوا دعاةً للحق، هكذا يجب في هذين المسجدين، وفي هاتين البلدتين.
ويجب على المسلم في كل زمان ومكان أن يتقيَ الله، وأن يُعظِّمَ حُرُماتِه، وأن يتعاون مع إخوانه على البر والتقوى، وأن يبتعد عن كل ما حرم الله عز وجل.
ويجب على ولاة الأمور: الضرب بيد من حديد على كل من خالف أمرَ الله، أو أراد أن يتعدى حدوده، أو يؤذي عباده؛ طاعة لله سبحانه وتعالى، وطاعة لرسوله عليه الصلاة والسلام، وحماية للمسلمين مِن الحجاج والعمار والزوار وغيرِهم، واحترامًا لهذا البلد العظيم وهذا البلد الأمين؛ أن تُنتهَك فيه حرمات الله، أو يُتعدى فيه على حدود الله، أو يُؤمن فيه مَن لا يَخاف اللَّهَ ويُراقِبُه على إيذاء عبادِه وتعكيِر صفوِ حَجِّهم وأمنِهم بفعلٍ سَيّئ أو بقول سيئ.
ونسأل الله عز وجل بأسمائه الحسنى، وصفاته العلا، أن يوفق المسلمين في كل مكان لكل ما فيه رضاه، وأن يُصلح قلوبهم وأعمالهم، وأن يرزقهم أداءَ حقه، والبعدَ عن محارمه أينما كانوا، وأن يمنحهم الفقه في الدين، وأن يُوفِّق ولاةَ أمرِنَا لما فيه صلاح البلاد والعباد، وأن يُعينَهم على أداء الواجب، وعلى حماية بيته العتيق، ومدينةِ رسوله الأمين عليه الصلاة والسلام من كل أذى ومِن كل سوء.
وأن يكبتَ أعداءَ الإسلامِ أينما كانوا، وأن يَشغلهم بأنفسهم عن إيذاء عبادِه، وأن يَجعل تدمَيرهم في تدبِيرهم أينما كانوا، وأن يكفي المسلمين شَرَّهم؛ إنه جل وعلا جواد كريم، وسميع قريب، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين [مجموع فتاوى ومقالات متنوعة للشيخ ابن باز (3/ 383- 387)، جمع د.الشويعر، ضمن محاضرة ألقاها في النادي الثقافي الأدبي، في مكة المكرمة، مساء الأحد 26/11/1408ﻫ].
وفي محاضرة لسماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله ابن باز رحمه الله، بعنوان: (من أهداف الحج توحيد كلمة المسلمين)، قال في ختام المحاضرة: (ولا شك أن الواجب على الـحُجاج أن يبتعدوا عن كل ما يُسبب الأذى والتشويش من سائر الأعمال: كالمظاهرات، والهتافات، والدعوات المضللة، والمسيرات التي تضايق الحجاج وتؤذيهم ... إلى غير ذلك من أنواع الأذى التي يجب أن يَحذَرها الحجاج.
وسبق أن أوضحنا الواجب على الحاج: بأن يكون كل واحد منهم حريصًا على نفع أخيه، وتيسير أدائِه مناسِكَه، وأن لا يؤذيَه: لا في طريق، ولا في غيره.
كما أسأله أن يوفق الحكومة وأن يُعينها على كل ما فيه نفع الحجيج وتسهيل أداء مناسكِهم، وأن يبارك في جهودِها وأعمالِها، وأن يوفق القائمين على شئون الحجِ لِكل ما فيه تيسير أمور الحجيج، ولكل ما فيه إعانتهم على أداء مناسكِهم على خير حال.
كما أسأله عز وجل أن يوفق جميع ولاة أمر المسلمين في كل مكان لما فيه رضاه، وأن يصلح قلوبهم وأعمالهم وأن يصلح لهم البطانة، وأن يُعينَهم على تحكيم شريعة الله في عباد الله، وأن يُعيذَنا وإياهم من اتّبَاع الهوى ومن مضلات الفتن، إنه جل وعلا جواد كريم.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان).

أبو عمر أسامة بن عطايا بن عثمان العتيبي:

تحريم الخروج في المظاهرات في مكة البلد الحرام بدعوى البراءة من أهل الكفر والإجرام، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد: (فالواجب على كل مسلم أن يحرص على ما ينفعه في دينه ودنياه، وأن يعمل الصالحات التي ترضي ربَّه عزَّ وجلَّ، وأن يبتعد عما يغضب الله.
فإن الخير لا يرجى إلا من الله، والرزق لا يطلب إلا من الله {فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ} [العنكبوت: 17].
ولا يجوز لعاقل أن يطلب ما عند الله بما حرمه الله، وأغلظ عقوبة فاعله، وإن مما يغضب الله، ويعرض فاعله للمقت واللعنة ما ابتدعه بعض من ينتسب إلى التشيع من عمل المظاهرات في البلد الأمين مكة المكرمة بدعوى إعلان البراءة من الأمريكان وجميع الكفار، منتهكين بذلك حرمة مكة المكرمة انتهاكًا صارخًا لا يقبله من في قلبه ذرة إيمان.
يقول الله عزَّ وجلَّ: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ (96) فِيهِ آَيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آَمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} [آل عمران: 96-97]، فقد أمرَ الله عزَّ وجلَّ بتأمين بيته الحرام.
وهي خبر بمعنى الأمر أي: أمِّنوا من دخَلَهُ.
وقال الإمام ابن كثير رحمهُ اللهُ في تفسيره (1/385): (وقوله تعالى: {وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آَمِنًا} يعني: حرم مكة، إذا دخله الخائف يأمنُ مِنْ كل سوء، وكذلك كان الأمر في حال الجاهلية كما قال الحسن البصري وغيره: كان الرجل يقتل فيضع في عنقه صوفة، ويدخل الحرم فيلقاه ابن المقتول فلا يُهَيِّجُهُ، حتى يخرج).
وقال تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آَمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ} [العنكبوت: 67]، وقال تعالى: {فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ (3) الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآَمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ} [قريش: 2-3].
قال ابن كثير رحمه الله: (وحتى إنه من جملة تحريمها حرمة اصطياد صيدها، وتنفيره عن أوكاره، وحرمة قطع شجرها، وقلع حشيشها كما ثبتت الأحاديث والآثار في ذلك عن جماعة من الصحابة مرفوعًا وموقوفًا) ثُمَّ ذكر بعض تلك الأحاديث منها:
عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة: (لا هجرة ولكن جهاد ونية وإذا استنفرتم فانفروا).
وقال يوم فتح مكة: (إن هذا البلد حرمه الله يوم خلق السماوات والأرض فهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة، وإنه لم يحل القتال فيه لأحد قبلي ولم يحل لي إلا في ساعة من نهار فهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة لا يعضد شوكه ولا ينفر صيده ولا يلتقط لقطته إلا من عرفها، ولا يختلى خلاها) فقال العباس: يا رسول الله، إلا الإذخر، فإنه لقينهم ولبيوتهم. فقال: (إلا الإذخر) [متفق عليه واللفظ لمسلم].
عن أبي شريح العدوي أنه قال لعمرو بن سعيد وهو يبعث البعوث إلى مكة: ائذن لي أيها الأمير أن أحدثك قولًا قام به رسول الله صلى الله عليه وسلم الغد من يوم الفتح، سمعته أذناي ووعاه قلبي، وأبصرته عيناي حين تكلم به أنه: (حمد الله وأثنى عليه، ثم قال: إن مكة حرمها الله ولم يحرمها الناس، فلا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك بها دمًا، أو يعضد بها شجرة، فإن أحد ترخص بقتال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها، فقولوا له: إن الله أذن لنبيه ولم يأذن لكم، وإنما أذن لي فيها ساعة من نهار، وقد عادت حرمتها اليوم كحرمتها بالأمس، فليبلغ الشاهد الغائب) فقيل لأبي شريح: ما قال لك عمرو؟ قال: أنا أعلم بذلك منك يا أبا شريح، إن الحرم لا يعيذ عاصيًا، ولا فارًّا بدم، ولا فارًّا بخربة. [متفق عليه واللفظ لمسلم].
وعن جابر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (لا يحل لأحد أن يحمل السلاح بمكة) [رواه مسلم].
هذا ما يتعلق بمكة، وأما ما يتعلق بالمدينة النبويَّة:
عن زيدِ بنِ أسلمَ رحمه الله عن جابرِ بن عبد الله رضي اللهُ عنهما: أن أميرًا من أمراء الفتنةِ قدِمَ المدينةَ، وكان قد ذهب بصرُ جابر، فقيلَ لجابرٍ: لو تَنَحَّيْتَ عنهُ، فخرجَ يمشي بينَ ابنَيْهِ، فنُكِبَ [أي: أصابته حجارة]، فقال: تَعِسَ منْ أخافَ رسولَ الله صلى اللهُ عليهِ وسلَّم، فقال ابناه ـ أو أحدُهما ـ: يا أبتِ، وكيف أخافَ رسولَ الله صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وقد ماتَ؟
قال: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ: (مَنْ أخافَ أهلَ المدينةِ فقدْ أخافَ ما بين جَنْبَيَّ) رواه الإمام أحمد في المسند (23/121ـ الرسالة) والطيالسي (1760)، والبزار في مسنده(3805 ـ كشف الأستار) وغيرهم. وصححه الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة (3433).
والتَّعاسة ضد السعادة، وفي ذلك دعاء على من أراد أهل المدينة بسوء بالتَّعاسة والشقاء؛ لأن إخافتهم كإخافة رسول الله صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، ومعلوم أن الرسول صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أفضل الخلق وأكرمهم فحرمته أعظم الحرمات، وفي ذلك فضل عظيم لأهل المدينة، وتعظيم لحرمتهم.
وقال صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (من أراد أهل المدينة بسوء أذابه الله كما يذوب الملح في الماء) [رواه مسلم في صحيحه]، وفي رواية (ولا يريد أحد أهل المدينة بسوء إلا أذابه الله في النبر ذوب الرصاص أو ذوب الملح في الماء)، هذا هو ما أمر به دين الإسلام.
والعجب أن يدعو شيعة إيران أتباعهم لمظاهرة لإعلان البراءة من الكفار في الوقت الذي يعلنون فيه على منابرهم في إيران بكفر معظم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتكفير الشيخين الجليلين، والوزيرين الكبيرين لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم، واللذين تمنى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن يلقى الله بمثل عملهم: الصديق أبي بكر، وعمر الفاروق.
ويدعون إعلان البراءة من الكفار في الوقت الذي يتولى فيه شيعة إيران أبا لؤلؤة المجوسي الكافر الذي قتل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وقد سموه "بابا شجاع الدين" وبنوا على قبره مقامًا لعبادته وزيارته!
ولا ينقضي العجب من هؤلاء الروافض حين يعلم أنهم يقررون في كتبهم دعوة الأئمة والاستغاثة بهم في الشدائد والملمات، ويعطونهم من أخص خصائص الربوبية والألوهية الشيء الكثير، فأئمتهم ـ بزعمهم ـ يعلمون الغيب! وبيدهم الغلبة والنصر! وبيدهم الجنة والنار! وهم يسيرون الأفلاك! ويديرون الأملاك!
فإذا كانت كتبهم تنضح بالكفر، وشيخهم النوري الطبرسي يكتب كتابًا يدعي فيه تحريف كتاب رب الأرباب، ويقولون في أم المؤمنين عائشة وأم المؤمنين حفصة رضي الله عنهما قولًا عظيمًا، وإمامهم الخميني يجعل رتبة الأئمة فوق رتبة الأنبياء ونحو ذلك مما عندهم من الكفر الصراح، والعقيدة التي زادت على كفر اليهود والنصارى فالواجب عليهم البراءة مما اشتمل عليه مذهب الرافضة من الكفر الصريح، والشرك القبيح لا إشغال العامة والسفهاء بأذية المسلمين، وانتهاك حرمة البلد الأمين الذي جعله الله مفاءة للناس وأمنًا.
قال تعالى: {وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آَمِنًا} أي: أمِّنوا من دخله، فالواجب على جميع العقلاء أن يعرفوا حرمة البيت الحرام، ومكة البلد الحرام، وأن ينتبهوا إلى مكر المجوس، وما يريده من ينتسب إلى التشيع من إشاعة للفتنة والفوضى.
وعجبًا لأناس يتركون متابعة أهل الذكر والعلم والهدى، ويتركون ما عليه مجتمعهم المسلم من المحافظة وحب الخير والمسارعة في طلب مرضاة الله، ثم يتابعون أناسًا معظمهم من الفرس أو من تشبه بهم قد ظهرت عليهم آثار غضب الله ومقته بدعوتهم للإثم والعدوان، وتلبسهم بكثير من عقائد المشركين، وتفضيل معتقد الروافض على معتقد أعل الإسلام الذي بعث به رسول الله صلى الله عليه وسلم بمبررات واهية، تشبه ما قاله المنافق اللعين عبد الله بن أبي بن سلول لَمَّا شفع عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في بني قينقاع ليبقى له يد عندهم يستنصر بهم عند شدائده.
هذا وقد دعا الخميني ومن سلك سبيله من شيوخ الرافضة الحجاج للقيام بما يسمونه البراءة، وجعله تلك البراءة من أعمال الحج الهامة التي ابتدعها الخميني ومن ثم خليفته خامنئي واستحسن تلك البدعة رغم ما ظهر من فسادها، وما حصل بسببها من سفك الدماء، وترويع الآمنين، وحمل السلاح في البلد الأمين في أوجه حجاج بيت الله الحرام وقتلهم وطعنهم بالسكاكين.
فتلك البراءة الكاذبة، والمظاهرات الفاسدة مما يجلب لهم غضب الله وسخطه، وهو بيع دينهم بدنيا خامنئي وأشباهه ممن أضلهم الله وأشقاهم.
فالمظاهرات والخروج في مسيرات في مكة المكرمة أو المدينة النبوية استجابة لخامنئي من بيع الدين بالدنيا من وجوه شتى منها:
أولًا: أن في المظاهرات والمسيرات موالاة للمشركين، ومشابهة لأهل الكفر والشرك في أفعالهم، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ومن تشبه بقوم فهو منهم).
ودعوة من ينتسب إلى التشيع إلى مظاهرات لإعلان البراءة من المشركين تناقض ظاهر إذ كيف يتبرءون من الكفار بمشابهتهم والقيام بأفعالهم المحرمة؟!
ثانيًا: أن المظاهرات والمسيرات من البدع والمحدثات التي تخالف الشريعة، ومرتكبها يدعي أن الدين ناقص وأن الرسالة غير كاملة! والله يقول: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3].
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردٌّ)، وفي رواية: (من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رد).
وقال الإمام مالك رحمَهُ اللهُ: (من ابتدع في الدين بدعة فقد اتهم محمدًا صلى الله عليه وسلم بأنه قد خان الرسالة)، فمن يخرج في المظاهرات والمسيرات وخاصة في البلاد السعودية ـ حَرَسَهَا اللهُ ـ فهو مبتدع ضال.
ثالثًا: أن الخروج في مظاهرات ومسيرات في المملكة العربية السعودية ـ حَرَسَهَا اللهُ ـ فيه فساد في الأرض، وإهلاك للحرث والنسل، لما عرف من مفاسد هذه المظاهرات مما لا يخفى على كل ذي عينين.
قال الله تعالى عن قارون: {وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ} [القصص: 77]، وقال تعالى: {وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ (205) وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ} [البقرة: 205].
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمَهُ اللهُ في تفسيره: ({وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ} وإذا كان لا يحب الفساد فهو يبغض العبد المفسد في الأرض غاية البغض، وإن قال بلسانه قولًا حسنًا.
ففي هذه الآية دليل على أن الأقوال التي تصدر من الأشخاص ليست دليلًا على صدق ولا كذب، ولا بر ولا فجور، حتى يوجد العمل المصدق لها المزكي لها، وأنه ينبغي اختبار أحوال الشهود، والمحق والمبطل من الناس بسبر أعمالهم، والنظر لقرائن أحوالهم، وأن لا يغتر بتمويههم وتزكيتهم أنفسهم.
ثم ذكر أن هذا المفسد في الأرض بمعاصي الله إذا أُمر بتقوى الله تكبَّر وأنِفَ و{أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ} فيجمع بين العمل بالمعاصي والتكبر على الناصحين) انتهى كلامه رحمَهُ اللهُ.
سئل شيخنا العلامة محمد بن صالح بن عثيمين رحمَهُ اللهُ: (ما مدى شرعية ما يسمّونه بالاعتصام في المسـاجــد وهم ـ كما يزعمون ـ يعتمدون على فتوى لكم في أحوال الجزائر سابقًا أنها تجوز إن لم يكن فيها شغب ولا معارضة بسلاح أو شِبهِه، فما الحكم في نظركم؟ وما توجيهكم لنا؟
فأجاب رحمَهُ اللهُ: أما أنا، فما أكثر ما يُكْذَب عليَّ! وأسأل الله أن يهدي من كذب عليَّ وألاّ يعود لمثلها، والعجب من قوم يفعلون هذا ولم يتفطَّنوا لما حصل في البلاد الأخرى التي سار شبابها على مثل هذا المنوال! ماذا حصل؟ هل أنتجوا شيئًا؟ بالأمس تقول إذاعة لندن: إن الذين قُتلوا من الجزائريين في خلال ثلاث سنوات بلغوا أربعين ألفًا! أربعون ألفًا! عدد كبير خسرهم المسلمون من أجل إحداث مثل هذه الفوضى!
والنار ـ كما تعلمون ـ أوّلها شرارة ثم تكون جحيمًا؛ لأن الناس إذا كره بعضُهم بعضًا وكرهوا ولاة أمورهم حملوا السلاح، فيحصل الشرّ والفوضى، وقد أمر النبيّ عليه الصلاة والسلام من رأى من أميره شيئا يكرهه أن يصبر، وقال: (من مات على غير إمام مات ميتة جاهلية).
الواجب علينا أن ننصح بقدر المستطاع، أما أن نظهر المبارزة والاحتجاجات عَلَنًا فهذا خلاف هَدي السلف، وقد علمتم الآن أن هذه الأمور لا تَمُتّ إلى الشريعة بصلة ولا إلى الإصلاح بصلة، ما هي إلا مضرّة.
الخليفة المأمون قَتل من العلماء الذين لم يقولوا بقوله في خَلْق القرآن، قتل جمعًا من العلماء وأجبر الناس على أن يقولوا بهذا القول الباطل، ما سمعنا عن الإمام أحمد وغيره من الأئمة أن أحدًا منهم اعتصم في أي مسجد أبدًا، ولا سمعنا أنهم كانوا ينشرون معايبه من أجل أن يَحمل الناسُ عليه الحقد والبغضاء والكراهية، ولا نؤيِّد المظاهرات أو الاعتصامات أو ما أشبه ذلك، لا نؤيِّدها إطلاقًا، ويمكن الإصلاح بدونها، لكن لا بدّ أن هناك أصابع خفيّة داخلية أو خارجية تحاول بثّ مثل هذه الأمور) [انظر: جريدة "المسلمون" عدد (540) ص(10)].
رابعًا: أن الواجب الحفاظ على الأمن والسكينة وخاصة في مكة البلد الحرام حيث البيت الحرام الذي جعله الله للناس قيامًا وأمنًا، قال الله عزَّ وجلَّ: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ (96) فِيهِ آَيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آَمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} [البقرة: 96-97].
وعن عَلِيٍّ رضي الله عنه قال: ما عِنْدَنَا شَيْءٌ إلا كِتَابُ اللَّهِ، وَهَذِهِ الصَّحِيفَةُ عن النبي صلى الله عليه وسلم: (الْمَدِينَةُ حَرَمٌ ما بين عَائِرٍ إلى كَذَا من أَحْدَثَ فيها حَدَثًا أو آوَى مُحْدِثًا فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ لَا يُقْبَلُ منه صَرْفٌ ولا عَدْلٌ)، وقال: (ذِمَّةُ الْمُسْلِمِينَ وَاحِدَةٌ فَمَنْ أَخْفَرَ مُسْلِمًا فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ لَا يُقْبَلُ منه صَرْفٌ ولا عَدْلٌ، وَمَنْ تَوَلَّى قَوْمًا بِغَيْرِ إِذْنِ مَوَالِيهِ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ لَا يُقْبَلُ منه صَرْفٌ ولا عَدْلٌ).
خامسًا: أن الله قد افترض على المسلمين طاعة ولاة أمورهم بالمعروف، وحرم مخالفتهم ومعصيتهم، وأوجب توقيرهم واحترامهم وعدم خرم هيبتهم ومكانتهم.
وشيعة إيران من أعظم الناس مشاقة لأمر الله وأمر رسوله فيما يتعلق بهذا الأمر، فهم يلزمون أتباعهم من الشيعة في المملكة العربية السعودية بالطاعة المطلقة والولاء المطلق لمراجعهم حتى لو كانت أوامرهم مخالفة لولي أمرهم وولي أمر جميع السعوديين في المملكة العربية السعودية خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ورعاه.
وإن مشايخ الشيعة في المملكة يزعمون أن طاعتهم لمراجعهم إنما هي في الأمور الفقهية دون السياسية وهذا الزعم مخالف للواقع، فمشايخ الشيعة يدَّعون أن مسألة البراءة دينية وليست سياسية، فحينئذ ينبذون طاعة ولي أمرهم ويطيعون مراجعهم الذين يلقون بأتباعهم إلى التهلكة، ويفتون بما فيه تفريق الأمة، وإشاعة الفوضى، ونشر الفرقة والفتنة.
بل من شدة مشاقة بعض شيوخ الرافضة ومعاندتهم دعوتهم الناس إلى تكفير الوهابية والبراءة منهم ووصف ولي أمرهم في المملكة بأنه وهابي ويجعلون ذلك سبيلًا لتكفيره والنيل من دعوة أهل السنة والجماعة، كل هذه المنكرات والمصائب باسم البراءة من الأمريكان!
يقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} الآية.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (من خلع يدًا من طاعة لقي الله يوم القيامة لا حجة له، ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية) [رواه مسلم].
عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (اسمع وأطع، في عُسرك ويسرك، ومنشطك ومكرهك، وأثرة عليك، وإن أكلوا مالك وضربوا ظهرك) رواه الإمام أحمد في المسند وابن حبان في صحيحه وابن أبي عاصم في السنة والديلمي في مسنده وسنده صحيح.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (سيكون بعدي سلطان فأعزوه، من التمس ذُلَّهُ ثَغَرَ ثَغْرَةً في الإسلام، ولم يقبل منه توبة حتى يعيدها كما كانت) [رواه ابن أبي عاصم في السنة وسنده صحيح].
فالواجب الحذر من هذا غاية الحذر، والواجب على ولاة الأمور إن عرفوا من يدعو إلى هذا أن يأخذوا على يديه بالقوة حتى لا تقع الفتنة بين المسلمين) انتهى كلام الشيخ الإمام ابن باز رحمَهُ اللهُ.
ومن يخرج في هذه المظاهرات ويستجيب لداعي الشر والضلال فقد باع دينه بدنيا غيره،
وقد قيل لعبد الله بن المبارك رحمَهُ اللهُ: (من السفل؟) فقال رحمَهُ اللهُ: (من باع دينه بدنيا غيره).
قال العلامة شيخ المالكية سحنون رحمَهُ اللهُ: (أشقى الناس من باع آخرته بدنياه، وأشقى منه من باع آخرته بدنيا غيره)، ويروى هذا الكلام عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
فيا من يخاف الله ويرجوه، ويا أيها المسلم الذي سلَّم أمره لله، ويا أيها العاقل الحصيف، ويا أيها الفطن الأريب احرص على ما ينفعك في دينك ودنياك، وابذل الطرق الشرعية في النصيحة، وعليك بلزوم الجماعة ونبذ الفرقة، والحذر من دعاة السوء الذين يزينون الباطل ويحثون الناس على فعله.
إن هذه المظاهرات لن تغني عنك من الله شيئًا، ولن تحصل بها دنيا ولا دينًا بل هو إمداد للمجرمين في غيهم، ومساعدة لهم على البقاء في خزيهم وضلالهم.
فاتق الله وتمسك بكتاب الله، وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعليك بالعقل السليم المبني على القواعد والأصول الصحيحة.
أسأل الله أن يرد كيد الكائدين في نحورهم، وأن يكفي المسلمين شرورهم.
وأسأل الله أن يديم على البلاد السعودية ـ حَرَسَهَا اللهُ ـ نعمة الأمن والأمان والإيمان.
وأسأله تعالى أن يوفق قادتها لما فيه خير الإسلام والمسلمين.
والله الموفق لا رب سواه.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد).

هيئة كبار العلماء:

بيان هيئة كبار العلماء حول أعمال الشغب التي قام بها بعض الحجاج الإيرانيين في موسم حج عام 1407هـ.
(الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه، ومن اهتدى بهديه، واتَّبع سنته إلى يوم الدين، وبعد:
فقد اطلع مجلس هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية على الأحداث المؤسفة التي قام بها بعض الحجاج الإيرانيين بعد صلاة العصر من يوم الجمعة السادس من شهر ذي الحجة لعام 1407هـ من تجمُّعات ومسيرة صاخبة، تعطَّل بسببها خروج المصلين إلى منازلهم ومصالحهم، وتعرقلت حركة المرور، وتوقَّف السير فجأة في الشوارع والطرقات.
مما أدى إلى تدخل الحجاج والمواطنين المحتجزين عن الحركة مع الحجاج الإيرانيين في محاولة لإقناعهم بإخلاء الشوارع، ورفض المسيرة إلا أنَّ الحجاج الإيرانيين أصروا على استكمال مسيرتهم الغوغائية رغم جميع المحاولات السلمية الهادئة التي بذلها الحجاج الآخرون على مختلف جنسياتهم وكذا المواطنون سقط خلالها المئات من القتلى والجرحى من النساء والرجال حجاجًا ومواطنين.
وإن المجلس ليستنكر هذا العمل ويشجبه، لِما فيه من إيذاء المسلمين من الحجاج وغيرهم في هذا البلد الحرام في الشهر الحرام، ولكونه وسيلة إلى ما لا تحمد عقباه من قتل النفوس، ومضايقة الناس وغير ذلك من أنواع الأذى والظلم، كما يُحَمَّل الإيرانيين مسئولية ما نشأ عن عملهم هذا من مفاسد وفتن.
ولاشك أن هذا العمل مخالف لأمر الله سبحانه لمن أراد الحج بقوله: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ} والواجب على المسلم أن يلتزم بما أمر الله به، ورسوله صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم من الأخلاق الكريمة، والمعاملة الطيبة لإخوانه المسلمين.
ولقد عظَّم الله سبحانه وتعالى بيته الكريم، وجعل له من الخصائص ما ليس لغيره من الأمكنة والبقاع، فقال سبحانه: {وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْنًا}، وتوعَّد من أراد الإلحاد فيه بالعذاب الأليم بقوله سبحانه: {وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ}
قال ابن عباس رضي الله عنهما: الظلم هو أن تستحل من الحرم ما حرم الله عليك من إساءة أو قتل، فتظلم من لا يظلمك، وتقتل من لا يقتلك.اهـ.
وقد حرم الله سبحانه إيذاء المؤمنين والمؤمنات في كتابه الكريم في كل مكان وفي كل زمان، فكيف بإيذائهم في البلد الأمين، وفي وقت أداء المناسك، لاشك أن هذا يكون أشد إثمًا، وأعظم جرمًا، قال سبحانه: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا}.
وقد بيَّن الله سبحانه وتعالى مشروعية الحج ومنافعه بقوله: {وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (27) لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ (28) ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ (29) ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ إلى قوله سبحانه- فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ ـ إلى قوله سبحانه ـ ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ} [الحج: 27-30]).
فهذه هي أوامر الله سبحانه وتعالى وتوجيهاته لحجاج بيت الله الحرام: لا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج، ولا استهانة بحرمات الله، ولا تلفظًا بقول الزور، بل ذكر الله وتعظيم لحرماته وشعائره.
وبذلك يعلم أن ما فعله بعض الحجاج الإيرانيين بأعمالهم الاستفزازية مخالف لأوامر الله وتوجيهاته التي وردت في كتابه الكريم، وعلى لسان رسوله الأمين.
فالواجب على جميع علماء المسلمين وحكامهم وقادتهم إنكار ذلك وشجبه ليعلم كل أحد تحريم هذا العمل وبشاعته ومخالفته لشرع الله، وسوء ما يترتب عليه من العواقب الضارة بالمسلمين من الحجاج وغيرهم وعلى المتظاهرين أنفسهم.
وبذلك يعلم حكام إيران أن الواجب عليهم منع حجاجهم من هذا العمل السيئ، وعدم تشجيعهم عليه لما تقدم من الأدلة الشرعية، والمعاني المرعية، والعواقب السيئة المترتبة على ذلك.
كما يعلم أن الواجب على حكومة هذه البلاد وفقها الله منع مثل هذا العمل، وعدم التمكين منه بالطرق التي تراها كفيلة بذلك حماية لحجاج المسلمين وغيرهم من المواطنين من الأذى والظلم وغير ذلك مما يترتب على هذه الأعمال المخالفة للشرع ممن العواقب الوخيمة.
وبهذه المناسبة فإن المجلس حين يستنكر هذا الحادث ويشجبه يوصي جميع حجاج بيت الله الحرام بتقوى الله وتعظيم حرماته، والتعاون على البر والتقوى، وعطف بعضهم على بعض، وإحسان بعضهم إلى البعض الآخر، والحذر من كل ما يضرهم في دينهم ودنياهم، أو يشغلهم عن أداء مناسكهم على الوجه الذي شرعه الله، والله المسئول أن ينصر دينه، ويعلي كلمته، ويصلح أحوال المسلمين في كل مكان، ويصلح قادتهم، ويمنح الجميع الفقه في دينه والثبات عليه، وأن يوفق ولاة أمر هذه البلاد لكل ما فيه صلاح الأمة وسعادتها، وتسهيل أمور الحج للمسلمين، وأن يضاعف مثوبتهم على ما قدموه من إحسان وتسهيل وأن يزيدهم من فضله، وينصر بهم الحق، إنه جواد كريم.
وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وآله وصحبه).

هيئة كبار العلماء:

عبد الله خياط، عبد العزيز بن صالح، عبد الرزاق عفيفي، عبد العزيز بن عبد الله بن باز، سليمان عبيد، عبد المجيد حسن، إبراهيم بن محمد آل الشيخ، صالح بن غصون، محمد جبير، صالح بن محمد اللحيدان، عبد الله بن غديان راشد بن خنين، عبد الله بن مني، حسن بن جعفر العتمي، عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ محمد الصالح العثيمين، عبد الله البسام، صالح الفوزان.

قرار مجلس هيئة كبار العلماء حول حادث التخريب

(الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وصلى الله وسلم وبارك على خير خلقه أجمعين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين، وبعد:
فإن مجلس هيئة كبار العلماء في دورته الثانية والثلاثين المنعقدة في مدينة الطائف ابتداء من 18/1/1409 إلى 12/1/1409بناءً على ما ثبت لديه من وقوع عدة حوادث تخريب ذهب ضحيتها الكثير من الناس الأبرياء، وتلف بسببها كثير من الأموال والممتلكات والمنشآت العامة في كثير من البلاد الإسلامية وغيرها، قام بها بعض ضعاف الإيمان أو فاقديه من ذوي النفوس المريضة والحاقدة، ومن ذلك:
نسف المساكن، وإشعال الحرائق في الممتلكات العامة، ونسف الجسور والأنفاق، وتفجير الطائرات أو خطفها، وحيث لو حظ كثرة وقوع مثل هذه الجرائم في عدد من البلاد القريبة والبعيدة، وبما إن المملكة العربية السعودية كغيرها من البلدان عرضة لوقوع مثل هذه الأعمال التخريبية، فقد رأى مجلس هيئة كبار العلماء ضرورة النظر في تقرير عقوبة رادعة لمن يرتكب عملًا تخريبيًّا، سواء كان موجهًا ضد المنشآت العامة والمصالح الحكومية، أو كان موجهًا لغيرها بقصد الإفساد والإخلال بالأمن.
وقد اطلع المجلس على ما ذكره أهل العلم من أن الأحكام الشرعية تدور من حيث الجملة على وجوب حماية الضروريات الخمس، والعناية بأسباب بقائها مصونة سالمة وهي: الدين والنفس والعرض والعقل والمال.
وقد تصور المجلس الأخطار العظيمة التي تنشأ عن جرائم الاعتداء على حرمات المسلمين في نفوسهم وأعراضهم وأموالهم، وما تسببه الأعمال التخريبية من الإخلال بالأمن العام في البلاد، ونشوء حالة الفوضى والاضطراب، وإخافة المسلمين وممتلكاتهم.
والله سبحانه وتعالى قد حفظ للناس أديانهم وأبدانهم وأرواحهم وأعراضهم وعقولهم وأموالهم بما شرعه من الحدود والعقوبات التي تحقق الأمن العام والخاص، ومما يوضح ذلك قوله سبحانه وتعالى: {مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأرض فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا} [المائدة: 32] الآية، وقوله سبحانه وتعالى: {إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأرض فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأرض ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [المائدة: 33].
وتطبيق ذلك كفيل بإشاعة الأمن والاطمئنان، وردع من تسول له نفسه الإجرام والاعتداء على المسلمين في أنفسهم وممتلكاتهم، وقد ذهب جمهور العلماء إلى أن حكم المحاربة في الأمصار وغيرها على السواء، لقوله سبحانه: {وَيَسْعوْنً فِي الْأَرْضِ فَسَادًا}، والله تعالى يقول: { وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (204) وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأرض لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ}، وقال تعالى: {وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأرض بَعْدَ إِصْلاَحِهَا}.
قال ابن كثير رحمه الله تعالى: (ينهى تعالى عن الإفساد في الأرض وما أضر بعد الإصلاح، فإنه إذا كانت الأمور ماشية على السداد ثم وقع الإفساد بعد ذلك كان أضر ما يكون على العباد، فنهى تعالى عن ذلك) أ. هـ [تفسير ابن كثير(2/223)].
وقال القرطبي: (نهى سبحانه وتعالى عن كل فساد قل أو كثر بعد صلاح قل أو كثر فهو على العموم على الصحيح من الأقوال) أ. هـ. [تفسير القرطبي(7/226)].
وبناء على ما تقدم ولأن ما سبق إيضاحه يفوق أعمال المحاربين الذين لهم أهداف خاصة يطلبون حصولهم عليها من مال أو عرض، وهؤلاء هدفهم زعزعة الأمن وتقويض بناء الأمة، واجتثات عقيدتها، وتحويلها عن المنهج الرباني، فإن المجلس يقرر بالإجماع ما يلي:
أولًا: من ثبت شرعًا أنه قام بعمل من أعمال التخريب والإفساد في الأرض التي تزعزع الأمن، بالاعتداء على النفس والممتلكات الخاصة أو العامة، كنسف المساكن أو المساجد أو المدارس أو المستشفيات والمصانع والجسور، ومخازن الأسلحة والمياه والموارد العامة لبيت المال كأنابيب البترول، ونسف الطائرات أو خطفها ونحو ذلك فإن عقوبته القتل، لدلالة الآيات المتقدمة على أن مثل هذا الإفساد في الأرض يقتضي إهدار دم المفسد، ولأن خطر هؤلاء الذين يقومون بالأعمال التخريبية وضررهم أشد من خطر وضرر الذي يقطع الطريق فيعتدي على شخص فيقتله أو يأخذ ماله، وقد حكم الله عليه بما ذكر في آية الحرابة.
ثانيًا: أنَّه لابد قبل إيقاع العقوبة المشار إليها في الفقرة السابقة من استكمال الإجراءات قبل إيقاع العقوبة المشار إليها في الفقرة السابقة من استكمال الإجراءات الثبوتية اللازمة من جهة المحاكم الشرعية وهيئات التمييز ومجلس القضاء الأعلى، براءة للذمة واحتياطًا للأنفس، وإشعارًا بما عليه هذه البلاد من التَّقَيُّدِ بكافة الإجراءات اللازمة شرعًا لثبوت الجرائم وتقرير عقابها.
ثالثًا: يرى المجلس إعلان هذه العقوبة عن طريق وسائل الأعلام.
وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وآله وصحبه) [مجلس هيئة كبار العلماء، قرار رقم(148) الصادر في الدورة الثانية والثلاثين بتاريخ 12/1/1409 "مجلة مجمع الفقه الإسلامي العدد الثاني ص(181)].






 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:53 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "