البناء على القبور عند آل البيت / د. فهد عامر العازب
البناء على القبور عند آل البيت
د. فهد عامر العازب
2011/09/16
التلاعب بأمن واستقرار البلاد والمواطن خط أحمر
قبل عدة ايام قرأت تصريحاً لاحد النواب يقول فيه [آن الأوان للعمل على اعادة بناء المراقد المشرفة في البقيع….] وبحسب اطلاعي على موروث آل البيت وجدت الامر خلاف ماذكره النائب فقد وجدت بين يدي اقوال بعض أئمة ال البيت تدل دلالة واضحة على حقيقة البناء على القبور فمن هذه الاقوال:-
أولا: عن سماحة بن مهران انه سأل ابا عبدالله – جعفر الصادق عليه السلام عن زيارة القبور وبناء المساجد فيها؟ فقال: أما زيارة القبور فلا بأس بها ولا يبنى عندها المساجد.
[الكافي للكليني 228/3 من لا يحضره الفقيه 114/1]
ثانياً: عن النبي صلى الله عليه وسلم انه نهى ان يجصص القبر او يبني عليه او ان يقعد عليه [تهذيب الاحكام للطوسي 461/1، مستدرك الوسائل للطبرسي 127/1].
ثالثاً: عن ابي عبدالله جعفر الصادق عليه السلام انه قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وآله ان يصلى على القبر او يقعد عليه او يبنى عليه [تهذيب الاحكام للطوسي 461/1 ووسائل الشيعة للحر العاملي 869/2].
رابعاً: وعن علي بن جعفر، قال سألت ابا الحسين موسى عليه السلام عن البناء على القبر والجلوس عليه هل يصلح؟ فقال: لا يصلح البناء عليه ولا الجلوس ولا تجصيصه ولا تطيينه [تهذيب الاحكام للطوسي 461/1].
خامساً: قال ابن مطهر المحلي [يكره البناء على القبر اجماعاً لما تقدم من رواية الكاظم عليه السلام ونهى النبي صلى الله عليه وآله ان يجصص القبر وان يبنى عليه وان يقعد عليه وان يكتب عليه، ولانه من زينة الدنيا فلا حاجة للميت إليهّ] أ. هـ [تذكرة الفقهاء لابن مطهر الحلي 56/1 – ط – حجرية من منشورات المكتبة؟ لإحياء الآثار الجعفرية].
سادساً: عن ابي عبدالله عليه السلام انه قال: من أكل السحت سبعة! الرشوة في الحكم، ومهر البغي، واجر الكاهن، وثمن الكلب، والذين يبنون البنيان على القبور [مستدرك الوسائل لحسين النوري الطبرسي 347/2].
< الإسلام يرفض فكرة الواسطة بين الله وعباده:
قال تعالى على لسان نبيه محمد صلى الله عليه وسلم {قل إني لن يجيرني من الله أحد ولن أجد من دونه ملتحداً} (سورة الجن: 22).
قال محمد جواد مغنية (وهذه آية من عشرات الآيات التي تدل بصراحة ووضوح على ان الاسلام يرفض فكرة الواسطة بين الله وعباده، ويضع الانسان امام خالقه مباشرة ويخاطبه ويناجيه بما شاء ويتقرب اليه بفعل الخيرات من غير شفيع ولا وسيط) أ. هـ [تفسير الكاشف، محمد جواد مغنية 441/7 – ط – الثالثة – دار العلم للملايين.
< عدم الغلو في القبور:
< قال النبي صلى الله عليه وسلم [لاتتخذوا قبري قبلة ولا مسجداً، فإن الله عز وجل لعن اليهود حين اتخذوا قبور انبيائهم مساجد] [بحار الأنوار للمجلسي 20/79].
< وعن علي بن ابي طالب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول «لاتتخذوا قبوركم مساجد ولا بيوتكم قبوراً» (مستدرك السوائل للطبرسي 379/2).
< وعن علي بن جعفر، قال: سألت ابا الحسن موسى عليه السلام عن البناء على القبر والجلوس عليه هل يصلح؟ قال: لا يصلح البناء عليه ولا الجلوس ولا تجصيصه ولا تطيينه أ. هـ [الاستبصار، لأبي جعفر الطوسي 217/1].
فهذه جملة من الروايات والآثار تحكى من آداب الزيارة وحقيقة مسألة البناء على القبور.
< ثوابت الشيعة واستقباله للمظالم
دعا تجمع ثوابت الشيعة [كل من له مظلمة وظيفية من اتباع المذهب الجعفري الى مراسلته على البريد الالكتروني حتى يدافعوا عنهم!! حيث ان هناك الكثير من ابناء الطائفة يعانون من الاضطهاد والتمييز الطائفي...].
ولي مع هذا التصريح عدة وقفات:-
اولا: هذا التصريح فيه إساءة لدولة الكويت حيث ان مضمون هذا التصريح ان الدولة قائمة على الطائفية وان هناك طائفة مظلومة امام مسمع ومرأى الحكومة، والحكومة لم تنصر هذه الطائفة بل ان الحكومة راضية بهذا الظلم والاضطهاد، وهذا خلاف الواقع!!
ثانياً: كما ان هذا التصريح فيه إساءة للمواطنين من الطائفة الشيعية حيث وصفهم هذا البيان بانهم مضطهدون وان حقوقهم كمواطنين مسلوبة وان ابناء الطائفة لا يستطيعون اخذ حقوقهم الا عن طريق هذا التجمع وهذا الوصف خلاف للواقع.
ثالثا: هذا التصريح فيه افتئات على ولي الامر، لان منصب استقبال مظالم المواطنين والحكم فيها ليس من اختصاص اي تجمع بل هو لولي الامر، فولي الامر هو من يعين من يستقبل المظالم ويعين من يحكم فيها دون سواه.
رابعاً: بيان هذا التجمع قائم على الطائفية والتي قطعاً ستمزق وحدتنا الوطنية، فلو كان مواطناً سنياً مظلوماً فلن يستقبله هذا التجمع ولو كان مواطنا نصرانياً مظلوما فلن يستقبله هذا التجمع لانه خاص بطائفته. فهذه وقفات على عجالة تبين ان التجمع ليس في مصلحة البلاد والمحافظة عليها وعلى وحدتها الوطنية بل لامور اخرى الله اعلم بها، فلابد من الحكومة التعامل بحزم مع هذا التجمع وغيره من التجمعات التي تثير الطائفية والعنصرية بين افراد المجتمع حتى يكونوا عبرة ومنعا للتلاعب بأمن واستقرار البلاد والمواطن الكويتي.
د. فهد عامر العازب
17-09-11, 04:34 AM
العرض العادي
