العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديـــــــــــــات الحوارية > الــــحــــــــــــوار مع الاثني عشرية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-09-11, 11:42 AM   رقم المشاركة : 1
جاسمكو
عضو ماسي






جاسمكو غير متصل

جاسمكو is on a distinguished road


ملف المصلحون في الفكر الشيعي / الاصلاح

محاولات أولية لإصلاح الفكر الشيعي

ان ما يخشى منه على العالِم المسلم هو خطر الانحراف عن العقيدة السليمة, حيث أن خطر هذا الانحراف لا يضره وحسب و إنما سيكون له آثارا ًسلبية على التابعين له أو من يوصفون بالمقلدِين له (حسب المصطلح الشيعي ) . لذلك فان سلامة منهج العالِم تأتي من سلامة عقيدته وما يقدمه هذا العالِم من علوم سواء فقهية كانت تلك العلوم أو أدبية أو ثقافة عامة لا يخشى منها طال ما أنها محكومة بعقيدة سليمة .
ومنها نجد أن سبب انبثاق الفرق والحركات البطانية الهدامة إنما جاء بسبب الانحراف الذي أصاب عقائد مؤسسي هذه الفرق والحركات. فلولا حدوث تلك الانحرافات العقائدية لما ظهرت علينا فرق الخوارج و السبئية و القرامطة و النصيرية والصفوية والبهائية و القاديانية وغيرها . وكما هو معلوم فان هذه الفرق والحركات كانت قد ألحقت وما تزال تلحق الأذى بالمسلمين. وحجم هذه الأذى لا يقل عن حجم الأذى الذي ألحقه ويلحقوه الصليبيون والصهاينة بأمتنا الإسلامية.
ومن هنا فان البحث عن تهذيب العقيدة من الشوائب والادران كانت الهدف الأساس لدى الكثير من الباحثين والعلماء المهتدين في الطائفة ( الشيعية) وقد استطاع هؤلاء المهتدون أن يكتشفوا الخلل الذي أصاب أفكارهم السابقة ويصححوها بتخليهم عنها ونقدها. وقد توصلوا بهداية من الله تعالي ورحلة بحث علمي إلى الخروج من القلق الذي في داخلهم نتيجة للتضارب الفكري والعقائدي الذي كان يصاحبهم . وقائمة هؤلاء المهتدون طويلة وقد عمل بعضهم " وعلى الرغم من تعرضه للأذى والمحاربة من قبل المغالين " على توثيق وكتابة تجربته ورحلته العلمية التي قادته إلى المعرفة الحقيقية التي ضمنت له سلامة الفكر والمنهج . وقد أصبحت تجارب هؤلاء الرجال مرجعا لمن أعقبهم ودليلا لمحاججة من بقي متمسكن بجاهليته الفكرية والعقدية .
وهنا نحاول أن لقي الضوء على بعض الشخصيات الإصلاحية التي بزرت على الساحة الشيعية خلال القرن الميلادي المنصرم والتي تركت أثراً واضحةً في الطائفة ومازال بعضها يواصل مسيرة التصحيح والإصلاح على الرغم مما يتعرض له من اضطهاد ومحاربة من قبل المرجعيات الطائفية المغالية التي تخشى من أي حركة تصحيحة وتعدها خطر يهدم قدسيتها و يهدد وجودها اكثر من خشيتها على العقيدة ذاتها .
و إذا ما راجعنا مسيرة التصحيح الشيعية نجد أن الوجوه البارزة في هذه الحركة قد خرجت من ايران عقر دار الطائفة و من حوزة قم الدينية منبت الغلو تحديداً . فمن بين الذين كسروا الطوق وتحدثوا في الإصلاح العقائدي والفكري في الطائفة (الشيعية) هو الشيخ " شريعت سنغلجي " المتوفى عام 1943م والذي تناول في كتابيه " الإسلام والرجعة/ فارسي " و " مفتاح فهم الإسلام / فارسي " و بشجاعة و جرأة غير مسبوقة رواية خروج المهدي الموعود مفنداً ما تقوله الروايات الشيعية من أن المهدي تصاحب خروجه ثورة مسلحة يضع فيها السيف على رقاب خصومه .( والخصوم دائم حسب الرواية الشيعية هم أهل السنة ) مؤكدا أن خروج المهدي سيأخذ طابعا نهضوي جماعي واجتماعي يلاقي فيه قبولا عالمي . مقدما بذلك تصورا جديداً لمسألة المهدي تتلاءم مع الرؤية الإسلامية العامة ومخالفة للرواية الشيعية التي تظهر المهدي وكأنه سياف لا هم له سوى القتل والانتقام .
و في كتابه " مفتاح فهم الإسلام " والذي هو تفسير للقرآن في مجلدين , فقد قال عنه الكاتب والباحث الإيراني ناصر الدين صاحب زماني في ?تابه "ديباچه اي بررهبري" صفحه 134, أن " الشيخ شريعت " قدم رؤية عصرية للإسلام في ايران استحق أن ينال عليها لقب المصلح الأكبر من قبل اتباعه . كما شبه الكثير من الباحثين الإيرانيين حركة الشيخ " شريعت سنغلجي" التصحيحية بأنها أشبه ما تكون بحركة " لوتر وتوماس منتسروكالون " الذين كانا يريدان العودة بالمسيحية إلى أصولها الأولية وتخليصها مما اُلحق بها من خرافات وبدع .
ويقول هؤلاء الباحثون , أن " شريعت " كان يعمل عن وعي كامل في مواجهة الخرافات التي كان ينتقدها بانتظام في مجالسه وكتاباته ومنها على سبيل المثال خرافة " الرجعة " وظهور " الدجال " و" الشفاعة " وقصة " ظهور المهدي " وغيرها من الخرافات الشيعية الأخرى ,. وبخصوص " الرجعة " فقد جمع " الشيخ شريعت " الروايات و الأخبار والدلائل النقلية و أضاف إليها استدلالات عقلية لدحضها, محذراً الناس من تصديق هذه الخرافة التي تصور الأمر وكأنه فيلم سينمائي لتاريخ الإنسان يظهر عملية إعادة الأنبياء و الأئمة إلى عالم الدنيا من جديد. وكان المستمعون والقراء المتابعون " للشيخ لشريعت " يوافقونه على استدلالاته و آرائه العقلية ولكن أصحاب "البازار- تجار طهران " الذين كانوا يميلون إلى مشايخ الغلو كانوا يشنون حملات تحريضية ضده محاولين ثنيه عن مسيرته التصحيحية.
علما أن العديد من مشايخ الشيعة الكبار لا يعد " الرجعة " من أصول أو فروع الدين لكن عدد الأخبار والروايات التي وضعت بشأن هذه الخرافة جعلت انتقادها خط احمر لا يمكن المساس به وقد تحولت " الرجعة " مع مرور الزمان إلى عقيدة راسخة في المذهب الشيعي لا يسمح لاحد نكرانها.
وعلى الرغم من أن محاولة " شريعت سنغلجي " كانت محاولة أولية في حركة التصحيح الشيعي إلا أنها فتحت آفاقا مستقبلية واسعة ساعدت في ظهور مصلحين آخرين كانوا اكثر جرأة في الطرح واكثر شمولية في التصحيح . ومن بين هؤلاء المصلحين يمكن ذكر أسماء لامعة أمثال " الأستاذ علي اكبر حكمي زادة " و الشيخ نعمة الله صالحي نجف آبادي " و" الأستاذ حيدر علي قلمداران " و الدكتور علي شريعتي وآخرون غيرهم . وقد ترك كل واحد من هؤلاء المصلحين أثراً قيماً في الساحة الشيعية على الرغم من الحرب التي تعرضوا لها من قبل المغالين الذين لم يجدوا سوى كلمة " الوهابية " لأطلاقها عليهم وذلك بعد أن عجزوا عن مناقشتهم بطرق علمية . و" الوهابية " كما هو معروف أصبحت في الأدبيات الشيعية المغالية تهمة توجه لك من يرفض الاعتقاد بالخرافات والبدع التي تلازم الفكر الطائفي .
و من بين الوجوه الإصلاحية التي خلقت هزة مدوية في وسط الحوزة بعد تناوله للأفكار العقدية الشيعية هو الأستاذ " علي اكبر حكمي زاده بن الشيخ مهدي پائين شهري القمي " الذي نقاش في رسالته المسماة " أسرار هزار ساله – أسرار ألف عام والتي جاءت في 38 صفحة و نشرت في عام 1943م", دحض فيها مسألة "عصمة الأئمة " التي تشكل أحد أهم أركان العقيدة الشيعية . كما هاجم بشدة المرجعيات الشيعية وسلطتها على العوام من الناس مما استفز حوزة قم و مرجعيتها التي رأت في مثل هذه الأفكار خطرا يحدق بها. وبعد كيل الاتهامات له قام الخميني الذي كان يتزعم الحركة الدينية المعارضة لشاه آنذاك و من أجل كسب مزيداً من الشهرة قام بوضع كتابه " كشف الأسرار " لرد على حكمي زاده لكنه لم يكن موفقا بالدرجة التي بلغها كتاب " أسرار هزار ساله " الذي خلق هزة حقيقية في الوسط الحوزوي خاصة والشيعي عامة .
لقد فتحت خطوات , الشيخ شريعت و الأستاذ حكمي زاده, الباب أمام أصحاب الأفكار النيرة وشجعتهم على طرح آرائهم في إطار الحركة التصحيحية التي كانوا يأملونها في مذهب التشيع و قد جاء كاتب " التشيع العلوي والتشيع الصفوي " لدكتور علي شريعتي ( توفي عام 1978م) ليكون رافدا جديدا لحركة التصحيح التي هزت المغالين وكشفت خرافاتهم و انزعت عن مرجعياتهم جزء كبيراً من الهالة و القدسية التي هم عليها.
ورغم أن " الدكتور علي شريعتي " هو ابن أحد مراجع الحوزة الشيعية البارزين في مدينة مشهد وكان ذو توجه إسلامي معتدل ومعارض شديد لحكم النظام البهلوي إلا أن ذلك كله لم يشفع له وقد شنت عليه حملة عشواء دفعت به للخروج من ايران تحت ضغط النظام والحوزة الشيعية ليقتل مسموما في العاصمة البريطانية لندن أواخر السبعينيات ويعتقد أنصاره أن مقتله على يد السافاك ( المخابرات الإيرانية آنذاك) جاء إرضاء للزعامات الشيعية التي كانت مؤيدة لحكم الشاه .
لقد اصبح كتاب " التشيع العلوي والتشيع الصفوي " وغيره من كتب وخطابات الدكتور علي شريعتي مرجعا هاما لكل من أراد التعرف على حجم الخرافات والبدع التي أحدثها الصفويون بالإضافة إلى الكم الهائل من الأخبار و الأحاديث المفتعلة التي نسبوها إلى أهل البيت عليهم السلام زورا وبهتانا .
وبالرغم من أن شريعتي يعد الصانع الحقيقي للثورة في وجه الشاه إلا نظام الجمهورية الإيرانية حارب أفكاره ولاحق اتباعه ومازالت اغلب كتب شريعتي ممنوعة الطبع والتداول في ايران كما تعرض الكثير من اتباعه إلى الملاحقة والسجن أو القتل . و ما تعرض له مؤخرا اثنان من ابرز المفكرين الإيرانيين السائرين على خط شريعتي وهم المفكر البارز الدكتور عبد الكريم سروش والدكتور هاشم آغاجري له دليل كافي على حجم الخطر الذي ينتاب زعامات الحوزة ومراجع الغلو من أفكار شريعتي وتيار التصحيح الشيعي عامة .
ولعل في الكلام الذي جاء على لسان أحد مدرسي حوزة قم الدينية وهو " آية الله مرتضى جعفر العاملي " سوف يتبين لنا مدى عمق الكراهية التي يكنها هؤلاء المغالون لعلي شريعتي وكتاباته القيمة .
وهنا نص كلام العاملي : بالنسبة للسؤال عما يقال من تشيع صفوي وتشيع علوي.. أقول:إن التشيع هو حقيقة دين الله تعالى الذي أنزله على رسوله محمد صلى الله عليه وآله.. فمن تمسك به كان من المهتدين، ومن حاد عنه كان من الضالين.. ولا حاجة إلى اللجوء إلى مثل هذه المهاترات التي لا تفيد شيئاً، لا في إحقاق الحق، ولا في إبطال باطل، بل هي سلاح العاجز المهزوم في ساحة البرهان والحجة..على أن اتهام جيل من الناس بأن تشيعه ليس علوياً لهو أمر بعيد عن أخلاقيات الإسلام، وهو يحتاج إلى كثير من الجرأة على الحق وأهله.. كيف وقد نشأ في تلك الحقبة، أعاظم علمائنا، وحفظة الدين، وحملة العلم، ومنهم العلامة المحقق المجلسي، والمحقق الكركي، وغيرهما من أساطين العلم الذين نشروا علوم آل محمد، وساعدوا في حفظ الإيمان وأهله. حينما كانت قوى التعصب المقيت تسعى للقضاء عليهم، واستئصالهم، وتقويض دولتهم، وخضد شوكتهم..نقول هذا، ونحن لا ننكر أن لكل حقبة سلبيات تطفو فيها على السطح لعوامل وأسباب مختلفة، ونحن نعتقد: أن من الذين يتحدثون عن تشيع علوي و صفوي، ويسعون إلى تصنيف أنفسهم في التشيع العلوي، من هو أضر على التشيع، بل على الدين كله، من السباع الضارية، والوحوش الكاسرة.. فإنا لله و إنا إليه راجعون..وفي جميع الأحوال نقول: إن هذه التصنيفات تسهم في تمزيق الأمة، وفي إيجاد العقد المستعصية على الحل فيها.. من خلال ادعاءات ترمي لتسويق ما يعجزون عن تسويقه في ظل الفكر المنفتح، والهيمنة العقلية، وسلطة البرهان والحجة، فيلجأون إلى مثل هذه الأساليب الملتوية لمحاصرة العقل، والفطرة، والوجدان ضمن أسوار الأحقاد والضغائن والإثارات اللاإنسانية.انتهى.
لقد تزامن تحرك شريعتي التصحيحي مع وجود شخصية علمية تسير على نفس الخطى وهو " الشيخ نعمة الله صالحي نجف آبادي " أحد العلماء المجتهدين والمدرسين البارزين في الحوزة الدينية في قم و اصفهان و الذي عرض أفكاره الإصلاحية للمرة الأولى في كتابه " شهيد جاويد – الشهيد الخالد" الذي صدر في عام 1951م و عُـد من أهم الكتب التي تناولت حركة الإمام الحسين بن علي عليهم السلام و واقعة كربلاء بصورة علمية وتحليل استدلالي ناقش فيه ماهية الحركة الحسينية , مراحلها , هدفها , نتائجها, و أثارها . مقدما قراءة جديدة تتعارض كليا مع القراءة التي تقدمها الرواية الشيعية المغالية و القائمة على نظرة عاطفية بحتة.
لقد قدم الشيخ صالحي رأيه في هذه القضية بطريقة اعتمدت البحث العلمي متبعا المنهج الاستدلالي الذي أوصله إلى النتيجة التي تؤكد أن الإمام الحسين لم يخرج بهدف أن يقتل وينال الشهادة و إنما خروج الحسين كان بهدف , إقامة العدالة الإسلامية وتحكيم الإسلام في الأمة ولكنه لم يتمكن من تحقيق ذلك , منتقدا بشدة الرواية الشيعية العاطفية التي تقول بعلم الحسين المسبق بمقتله وانه خرج ليقتل!.
وقد اعتبر اغلب الباحثين الإيرانيين كتاب " شهيد جاويد " أهم الكتب المثيرة للجدل في تاريخ ايران المعاصر ومن أهم الكتب التي ناقشت قضية الحسين عليه السلام ببعديها السياسي والاجتماعي حيث صدر اكثر من ثلاثة عشر كتابا في الرد عليه من قبل الغلاة . وكان من ابرز المنتقدين له هم , آية الله صافي الگلپايگانى, آية الله رفيعى قزوينى, آية الله مرتضى المطهري وغيرهم من آيات الحوزة الكبار. وقد جمع الشيخ صالحي ردوده على منتقديه في كتاب اسماه " عصاي موسي يا درمان بيماري غلو – عصى موسى أو علاج مرض الغلو ". صدر هذا الكتاب في عام 1981م غير أن وزارة الإرشاد والثقافة الإيرانية قامت بعد ذلك بجمعه من الأسواق ومنعت إعادة طبعه وتداوله .
توفي الشيخ صالحي العام الماضي (1427هـ - 2006م ) في مدينة نجف آباد من توابع محافظة اصفهان بعد حصار من الحكومة الإيراني دام اكثر من عشرين عاما وذلك نتيجة لأفكاره الإصلاحية بالإضافة إلى كونه من المحسوبين على خط الشيخ حسين علي منتظري الذي كان خليفة للخميني ثم تم عزله وفرضت عليه الإقامة الجبرية . وعلى غير عادته في نعيه للآيات الذين يموتون فان مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي لم ينعى الشيخ صالحي الذي كان عالما مجتهدا وحاصل على لقب آية الله وكان أستاذا يدرس البحث الخارج وله كتاب في هذا المجال بعنوان " ولايت فقيه , حكومت صالحان- ولاية الفقيه , حكومة الصالحين " . كما أن الإعلام الرسمي الإيراني تجاهل نشر خبر وفاته .
و من الشخصيات اللامعة الأخرى التي برزت في ساحة الإصلاح الشيعي في ايران هو الأستاذ والباحث الإسلامي القدير" حيدر علي بن إسماعيل قلمداران القمي 1409– 1330 هـ " الذي كرس جهدا كبيراً في سبيل اثبت الحقيقة وتصحيح الأفكار ونقد العقائد الخرافية السائدة . و كان "الأستاذ قلمداران " قد تأثر في بادئ أمره بالأفكار الإصلاحية للشيخ محمد الخالصي بن الشيخ محمد مهدي المرجع العراقي المعروف الذي قامت قوات الاحتلال البريطاني في العراق في منتصف عشرينيات القرن الماضي بأبعاده إلى ايران نتيجة جهاده ضد الاحتلال . وقد تطور الوعي الإصلاحي عند "قلمداران " بعد ذلك الأمر الذي جعله يجمع أفكاره الإصلاحية وينشرها في عدد من الكتب التي حملت العناوين التالية .
1- الإمامة والولاية / فارسي .
2- جواب مختصر على سؤالين مهمين حول الإمامة والخلافة / فارسي .
3- طريق النجاة من شر الغلاة/ فارسي .
4- زيارة القبور بين الحقيقة والخرافة / فارسي .
5- الخمس / فارسي . و هو بحث روائي رجالي فقهي ضخم أثبت فيه عدم وجوب أداء خمس أرباح المكاسب، مخالفا للفكر الشيعي .
وغيرها من الكتب الأخرى . كما قام بترجمة كتابين لصديقه الشيخ محمد خالصي الأول " أخلاق محمد " والثاني " المعارف المحمدية – الفلسفة الإسلامية العليا " . و من ابرز كتب الأستاذ " قلمداران" في نقد العقائد الخرافية كتاب " شاهراه اتحاد - طريق الاتحاد أو تمحيص روايات النص على الأئمة " وهو الأثر الوحيد الذي تم تعريبه وطبعه بعد وفاته . وقد قام بهذا العمل الجبار مشكورا الأستاذ " سعد رستم " الذي بذل جهدا كبيرا في إخراج هذا الكتاب إلى النور.
و قد جاء في مقدمة الطبعة المعربة مايلي : ( ترى عقيدة الإمامية أن الأئمة الاثني عشر من آل البيت عليهم السلام، منصوبون و معينون من قِبَلِ الله تعالى لإمامة المسلمين، مفترضو الطاعة على العالمين بأمر الله و رسوله صلى الله عليه وسلم ، و بالتالي فالإيمان بهم و معرفتهم أصل من أصول الدين يساوي أصل الإيمان بالله و باليوم الآخر و بنبوة خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم، مما يعني بالنتيجة الضرورية، و بدون لف و دوران، أنه لن تكون هناك نجاة أخروية لأي مسلم أو لأي إنسان دون معرفة أولئك الأئمة و الإيمان بعصمتهم وإمامتهم!
فأراد ( قلمداران ) أن يمحص صحة هذه العقيدة و يرى سندها، فتبين له أن مستندها مجموعة من الأحاديث الواهية الموضوعة من قبل الغلاة التي لا تقوم بها أي حجة رغم كثرتها، ثم تبين له أن القرائن الخارجية من آيات القرآن و وقائع التاريخ و سير الأئمة أنفسهم تؤكد عدم صحة تلك الأحاديث و الرويات و بالتالي عدم صحة العقيدة التي انبنت عليها، فضمَّن نتيجة بحثه هذا الكتاب، مبتغيا بذلك إزالة السبب الرئيسي لتباعد الشيعة الإمامية عن سائر المسلمين، و سماه: "شـاهراهِ اتحاد": أي طريق الاتحاد الواسع، و لكنه لم يستطع طباعته بشكل رسمي و نشره لحساسية الموضوع البالغة بالنسبة للعلماء التقليديين، بل اكتفى بعض زملائه ومحبيه بأن يطبعوا الكتاب سنة 1978 م. على الآلة الكاتبة اليدوية ثم مرة ثانية على آلة كاتبة إلكترونية I.b.m. ـ (و كلا الطبعتين كانتا مليئتان بالأغلاط المطبعية بالإضافة لعدم التنسيق) ـ و يصوروا منه بضع مئات من النسخ سرعان ما نفدت) .
توفي الأستاذ " حيدر علي قلمداران" في يوم الجمعة 28 من رمضان عام 1409 هـ في مدينة قم عن عمرٍ ناهز 79 عاما قضاه في البحث والتوثيق والتأليف غايته تقديم ما يخدم الإسلام ويصحح الأفكار والعقائد السائدة في مجتمعه. وكان قد تعرض إزاء ذلك شأنه شأن غيره من المصلحين إلى حرب ظالمة شنت عليه من قبل مراجع الحوزة وأرباب الفكر الطائفي المغالي .
الساحة العراقية
إذا كنت الساحة الإيرانية هي الساحة الرئيسية للجدل الذي دار وما يزال يدور بين حركة الإصلاح و تيار الغلو الشيعي لكونها ( ايران ) منبت هذا الفكر والمركز المغذي له, فانه يجب علينا عدم إغفال وجود الأصوات التصحيحية في الساحات الشيعية الأخرى ومنه الساحة العراقية و الاحوازية .
فعلى صعيد الساحة العراقية نجد إن حركة الإصلاح الشيعي ظهرت على يد الشيخ محمد بن الشيخ محمد مهدي الخالصي (1383- 1306 هـ) الذي تمثلت حركته بمحاربته الشعواء للبدع والخرافات التي سادت بين الشيعة والعمل على تنزيه العقيدة الإسلامية من الانحراف، فكانت هذه هي النقطة الأصعب في حركته رحمه الله ، لان تنزيه الدين من البدع والخرافات التي يظنها الجهال إنها من اصل الدين يحتاج إلى شجاعة ونكران للذات في الله، وهو ما ألّب عليه اقرب أصدقائه فضلاً عن مرجعية الحوزة النجفية ومراجع حوزة قم الإيرانية الذين قاما بدفع الرعاع إلى مهاجمته بألسنتهم وأقلامهم وسائر وسائلهم الخبيثة .
وكانت من آثاره القيمة في مجال الإصلاح و نبذ الخرافات و الطائفية هي .
1- أحياء الشريعة في مذهب الشيعة / رسالته العلمية في عدة أجزاء .
2- الوقاية من أخطار الكفاية .
3- النيروز / في بدعة عيد النيروز .
و كتابات قيمة أخرى تركت آثرها في الساحة العراقية والإيرانية . وكان الخالصي الذي أسس مدرسة دينية علمية في مدينة الكاظمة في بغداد باسم " مدينة العلم " أول مرجع شيعي يجرأ على رفع شاهدة " اشهد أن عليا ولي الله من الآذان " وهي الشاهدة التي أمر بوضعها إسماعيل الصفوي يوم استيلائه على مدينة تبريز في إقليم أذربيجان في بداية القرن العاشر الهجري و التي قتل دونها اكثر من مائتي ألف مسلم من أهل السنة لرفضهم " الآذان باشهد أن عليا والله " .
مدرسة الخالصي التصحيحية ماتزال مستمرة ولها اتباع و ان كانوا أقلية إلا انهم يعبرون عن أفكارهم بشكل صريح . ولعل من آثار مدرسة الخالصي , التي يقودها اليوم أبنائه الشيخ جواد والشيخ مهدي , هو تحالف أنصار هذه المدرسة مع أهل السنة في العراق و النأي بأنفسهم عن المليشيات و المرجعيات الطائفية في قم والنجف .
ومن بين الوجوه الإصلاحية العراقية الأخرى التي يمكن ذكرها على سبيل المثال , الشيخ الدكتور " موسى الموسوي" حفيد مرجع الشيعة البارز في منتصف القرن الماضي أبو الحسن الموسوي الأصفهاني .
لقد أدرك " موسى الموسوي " ,الذي عاش في الوسط الحوزوي وفي أسرة المرجعية الشيعية ,عمق التخلف والخلل الفكري والعقائدي الذي تعيشه هذه الحوزة بالإضافة وما يدور فيها من تخطيط وتآمر على الأمة ولذا انتفض على هذا الواقع وقال كلمته التي أفحمت الطائفين . وقد دون أفكاره هذه في اكثر من كتاب اهمها الكتب التالية :
1- يا شيعة العالم استيغضوا / عربي - فارسي .
2- الشيعة والتصحيح / عربي – فارسي .
3- الخميني في الميزان / عربي - فارسي .
وهناك كتب ورسائل ومحاضرات هامة أخرى كشف فيها وهن وضعف الأفكار العقدية للصفويين واتباعهم.
والى جانب موسى الموسوي يمكن ذكر اسم الشيخ حسين الموسوي صاحب كتاب " لله ثم للتاريخ " هذا الكتاب الذي يعد من أهم وانجح ما قدمته المدرسة التصحيحية الشيعية في العراق وذلك لغزارة المعلومات والأدلة التي قدمها الموسوي في كتابه والتي لم تترك شاردة أو واردة في معتقدات الشيعة إلا وذكرها وناقشها بتمعن ومنهجية علمية رائعة.
ومن الشخصيات العراقية الأخرى التي تركت لها اثر في التصحيح وهي ماتزال مستمرة في عطائها فيمكن ذكر" الأستاذ احمد الكاتب " و أثره القيم كتاب " ( تطور الفكر الشيعي ) الذي نقض فيه نظرية الإمامة الشيعية بأدلة قوية غير قابلة للدحض.
أما الشخصية الأخرى التي يمكن ذكرها هنا فهو فضيلة الشيخ " طالب السنجري " صاحب كتاب ( التشيع كما افهمه ) والذي أكد فيه ان الرجوع إلى الخليفة عمربن الخطاب كم الرجوع إلى الإمام علي بن أبى طالب رضي الله عنهما كون الاثنين يستقيان علمهما من منبع واحد وهو القرآن و السنة .
وكانت هذه الكلمة كفيلة لكي يقوم المرجع الشيعي محمد حسين فضل الله بطرده من حوزته الكائنة في منطقة السيدة زينب في سوريا حيث كان الشيخ طالب السنجري أستاذا للفقه فيها . وقد حورب السنجري على رأيه هذا و حوصر من جميع الجهات الأمر لذي دفعه للقيام بفتح محل لبيع الأحذية بعد ان أغلقت جميع الحوزات الشيعية أبوابها في وجهه وقطعت جميع مكاتب المرجعيات الشيعية رواتبها التي كانت تقدمها لطلبة وأساتذة الحوزات عنه . ولكن ذلك لم يثنيه عن مواصلة مشواره الإصلاحي وقد نشر العديد من الكتب في هذا الشأن ومنه كتاب تذكرة المسلم وغيرها. وهو اليوم يعمل إماماً لأحد المراكز الإسلامية في مدينة فلوريدا بالولاية المتحدة الأمريكية يواصل من خلاله الإصلاح في الفكر الشيعي و قد اصبح له مناصرون واتباع كثيرون .
الساحة الأحوازية
في هذا الساحة العربية الإسلامية المغتصبة من قبل الدولة الإيرانية والتي يعاني أهلها من الحرمان التعليمي والاضطهاد بجميع أشكاله فان عملية الإصلاح الفكري والعقائدي قد شقت طريقها في السنوات الأخيرة بشكل واسع متأثرة بالخطابات والندوات التي تبث من خلال القنوات التلفزيونية العربية والخليجية منها تحديدا وذلك بسبب قرب الأحواز من الدول الخليجية . كما ان تردد الأحوازيين على الدول الخليجية ونقلهم للكتب و الأشرطة التي تحتوي على خطب وندوات فكرية إسلامية قد ساهم بشكل كبير في توسع حركة الإصلاح الفكري الأمر الذي رفع من نسبة أهل السنة في الأحواز في السنوات الأخيرة بشكل كبير جدا . علما ان شيعة الأحواز وعلى خلاف شيعة ايران وباقي الشيعة لا يرون التشيع اكثر من مجرد مدرسة فقهية وهم يسمون أنفسهم بالجعفرية ( نسبة للإمام جعفر بن محمد الصادق ) ويقفون من الصحابة وأمهات المؤمنين ذات الموقف الذي يقفه منهم أهل السنة . ولا يؤمنون بالخرافات والطقوس الصفوية التي نشاهدها تمارس في ساحات شيعية مختلفة ولهذا فهم اقرب لاهل السنة منهم للشيعة . وإذا أردنا الحديث عن شخصيات فكرية إصلاحية احوازية فيمكن ذكر أسماء من أمثال الشيخ عبد الحميد النواصري والشيخ عباس البوشوكة الموسوي والشيخ عقيل الهاشمي و لا استبعد نفسي عن هذه الثلة الخيرة .
ختاما ما تقدم أعلاه كان محاولة أولية لالقاء الضوء على مسيرة الإصلاح الفكري التي قام بها أناس أنار الله قلوبهم بالإيمان وكشف عن بصيرتهم الغشاوة فأدركوا ما توصلوا إليه نتيجة للبحث والمطالعة كونهم يمتلكون كفاءة عقلية وعلمية مكنتهم من التوصل إلى الحقيقة و فهمها. يقودهم إلى ذلك أيمانهم بان الإسلام لا يقبل الازدواجية العقائدية .
ومما يجدر ذكره أيضاء ان عدم تطرقنا للساحات الأخرى ( الخليجية أو اللبنانية أو الأفغانية ,,,,) لا يعني خلو تلك الساحات من شخصيات إصلاحية , أو ان الأسماء التي ذكرت في هذه المقدمة لا يوجد غيرها , ولكننا اخترنا هذه النماذج من الشخصيات والساحات على سبيل المثال فقط لنقدمه للقارئ الكريم . متمنين لحركة الإصلاح الشيعي التوسع والتوفيق في عملها لاخراج القوم من ظلالتهم الفكرية التي هم عليها .
كما نأمل ان نقدم في الحلقة القادمة ما هو أوسع وانفع إنشاء الله .

صباح الموسوي
‏18‏/01‏/2007‏
مركز دراسات النهضة الأحوازية للثقافة والإعلام


===========

دعوة لإعادة النظر في شرعية المرجعية الدينية

الأستاذ أحمد الكاتب

بالرغم من تطور نظرية (المرجعية الدينية) إلى مستوى نظرية دولة تحت ظل (ولاية الفقيه) وتقنين عملية انتخاب (الإمام) أو المرشد الأعلى في الجمهورية الإسلامية الإيرانية عبر مجلس من الخبراء (الفقهاء) إلا ان عملية انتخاب (المرجع الأعلى) من بين عدد كبير من المجتهدين ، خارج إطار الدولة الإيرانية ظلت عملية عشوائية وغير مقننة ، إذ يتنافس عادة بعد وفاة كل مرجع عدد من المرشحين هنا وهناك من دون ان يملك أحدهم وسيلة فورية للحسم، مما يؤدي بعملية الانتخاب إلى الامتداد إلى سنوات.
في هذه الأثناء تحتدم المعركة بين المرشحين الذين قد يتبادلون الاتهامات الجارحة بعدم العلم أو بلوغ مرتبة الاجتهاد (كما فعل السيستاني مع السيد فضل الله) أو الجمود والتحجر ، وحتى الفسق والانحراف والتنسيق مع الدوائر السلطوية الظالمة والأجنبية. وهو ما أدى ويؤدي إلى تمزق الساحة الشيعية وتبعثر القوى والجهود الخيرة.
وما يساهم في تعقيد المشكلة اكثر هو عدم وجود قواعد ثابتة لتعريف المجتهد أو الأعلم بين المجتهدين في الأوساط المرجعية ، وذلك لعدم وجود منهج دراسي واضح أو قانون علمي للحصول على مرتبة الاجتهاد في الحوزات الدينية ، إذ يقوم أساتذة الحوزة بمنح صفت الاجتهاد لتلاميذهم بناء على اختبارات شفوية أو معرفة شخصية بدلا من الاعتماد على امتحانات رسمية ، أو تقديم دراسات علمية او التحقيق في مسائل معينة ، الأمر الذي فتح الباب فعلا امام قيام كثير من الناس بادعاء الاجتهاد من دون وجه حق. وساعد هؤلاء المدعين المزيفين انتشار عادة استنساخ الكتب الفقهية السابقة المعروفة ب: (الرسائل العملية) وأجراء بعض التعديلات البسيطة جدا والتي لا تتعدى القول بالاحتياط أو الاحتياط الوجوبي أو الاستحبابي بعد كل فتوى.
وشملت عملية الادعاء للاجتهاد أو (الاجتهاد المزيف) بعض المرشحين الكبار للمرجعية الذين لم يقدموا أية إنجازات علمية حقيقية على أي صعيد،سوى ترديد الفتاوى السابقة ، لكنهم فازوا بمقام المرجعية عن طريق الدعاية والاعلام وانفاق الأموال الطائلة على المحازيب والأنصار واطلاق أيدي الوكلاء في التصرف في الأموال العامة.
وهذا ما دفع ويدفع الكثير من الحريصين على المصلحة العامة إلى الدعوة إلى ترشيد المرجعية الدينية ، وتشكيل مجلس فقهي لانتخاب(المرجع الأعلى) . لكن هذه الدعوة لم تنفذ حتى الآن ، لأنها اصطدمت بعقبة الصراع بين التيارات المختلفة في الحوزة التي يحاول كل منها ان يشكل المجلس من أعضائه فقط ويرفض الآخرين كما حدث في مجلس الخبراء الإيراني الذي تألف من أنصار الثورة الإسلامية والمؤمنين بولاية الفقيه وخط الإمام الخميني.
إلى مشكلة تعريف المجتهد وتمييزه عن المدعي للاجتهاد ، ظلت طريقة انتخاب أو تعيين المجلس الفقهي مشكلة مستعصية على الحل ، إذ يصر كل تيار تمثل في المجلس الفقهي أو لم يتمثل على كسب المعركة الانتخابية واحتكارها لنفسه ، وقد لا يحظى انتخابه لشخص معين بموافقة بقية الأطراف الذين قد يظلون يشككون في سلامة العملية الانتخابية أو كفاءة المرشح ، كما حدث ان رفض الكثير من التيارات الشيعية الاعتراف باجتهاد أو اعلمية السيد علي الخامنائي الذي انتخبه مجلس الخبراء الإيراني كخليفة للإمام الخميني ، ولم ينجح حتى الآن في كسب قاعدة عريضة من المقلدين في داخل إيران أو خارجها.
تلقى الدعوة إلى إنشاء مجلس للفقهاء لانتخاب المرجع الأعلى معرضة قوية من بعض العلماء الذين يرون فيها محاولة لإنشاء مؤسسة بابوية شيعية شبيهة ببابوية الفاتيكان ، وهو ما يعتبرونه بعيدا عن روح الإسلام الذي يفتح باب الاجتهاد للجميع ويرفض الكنسية أو الوصاية على الدين ويقول: ( ان المساجد لله فلا تدعو مع الله أحدا) .
لكن الداعين لمأسسة الاجتهاد وتنصيب مرجع أعلى للطائفة الشيعية في العالم كبابا الفاتيكان يبررون ذلك بوجود نوع من القداسة والهالة الدينية للفقيه باعتباره نائبا عاما عن الإمام المهدي الغائب ، كما ينوب البابا عن السيد المسيح .
إلا ان المعارضين يردون عليهم برفض تأطير الفقهاء بهالة من القدسية ترفعهم عن مستوى النقد والمراقبة الشعبية والمحاسبة ، لعدم ثبوت نظرية (النيابة العامة عن الإمام المهدي) وحدوثها في العصور المتأخرة ، وعدم تمتع الفقهاء بأية ولاية على الأمة إلا بقدر ما تسمح لهم الأمة بها ، إضافة إلى خطورة انشاء " بابوية جديدة" في ظل الإسلام.
وهناك دعوات جادة في صفوف جماهير الشيعة للتحرر من المركزية الفقهية والدينية واطلاق العنان لحركة ثقافية واسعة ترفض التقليد وتمارس الاجتهاد بشكل حر ، وتقوم بادارة الاخماس والزكوات بصورة شعبية من خلال جمعيات اهلية تقوم بجباية الأموال وتوزيعها إلى مستحقيها من دون المرور بالمراجع أو وكلائهم الفاسدين الذين يلتهمون الأموال العامة ويورثونها إلى ابنائهم من دون ان يقدموا كشوفات بحساباتهم السنوية إلى الأمة. ويعتمدون في ذلك على الموقف الشيعي القديم (أيام الشيخ المفيد والشيخ الطوسي) الذي يؤكد عدم وجود أي نص شرعي يحتم تسليم الأموال إلى الفقهاء.
ويتساءل الكثير من مثقفي الشيعة عن شرعية احتكار المرجعية الفقهية والثقافية والسياسية والمالية بيد شخص أو اشخاص معدودين بحجة (الاجتهاد) علما ان الاجتهاد لم يكن معروفا عند الشيعة الامامية ولم يفتح بابه إلا في القرن الخامس الهجري ، وكان التقليد في بداية نشوء الاجتهاد محرما عند الشيعة ، كما يقول الشيخ الطوسي في كتاب (تلخيص الشافي) ان العامي لا يجوز ان يقلد غيره ، بل يلزمه ان يطلب العلم من الجهة التي تؤدي إلى العلم) وكما يقول السيد ابن زهرة في (الغنية) لا يجوز للمستفتي ان يقلد المفتي ، لأن التقليد قبيح ولأن الطائفة الشيعية مجمعة على انه لا يجوز العمل إلا بعلم ، وإنما أمر أهل البيت برجوع العامي إلى المفتي فقط ، فأما العمل بقوله تقليدا فلا . والفائدة في ذلك ان يصير له بفتياه وفتيا غيره من علماء الامامية سبيل إلى العلم بإجماعهم فيعمل بالحكم على يقين) ويقول الفتال النيسابوري في (روضة الواعظين) باب الكلام في فساد التقليد : ( اعلم ان حد التقليد هو قبول قول الغير بلا دليل وحجة ، فإذا ثبت حده فهو باطل ، لأنه قبل النظر لا يعلم المحق من المبطل , وقد قال الله تعالى : ( لئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم انك إذا لمن الظالمين) وقال أمير المؤمنين : (من أخذ دينه منن أفواه الرجال أزالته الرجال ومن اخذ دينه من الكتاب والسنة زالت الرجال ولم يزل)). فكيف يطالب الفقهاء المعاصرون عامة الشيعة بالتقليد والطاعة والتبعية والاستسلام؟ ويحاولون مصادرة حق الأمة في الاجتهاد والحرية الفطرية والسيادة علة نفسها باسم (النيابة العامة عن الإمام المهدي)؟ ان ما يخيف أوساط المثقفين في الشيعة هو محاولة بعض المحافظين انشاء مؤسسة تحتكر تفسير الدين وتأويله والنطق باسمه ، تماما كما فعل ويفعل الباباوات في الدين المسيحي. ويربط المثقفون بين محاولة المحافظين للهيمنة على الحياة الفكرية والسياسية داخل الطائفة وقيام الباباوات في القرون الوسطى الأوربية بالهيمنة على الحياة الفكرية والسياسية وتنصيب الملوك وإلغاء دور الأمة السياسي . وكما كان الباباوات ولا يزالون يدعون التحدث باسمه تعالى فان مثقفي الشيعة يخشون تصدي بعض الفقهاء غير المعصومين والمعرضين للفسق والخطيئة ان يتبوأوا منصب ولاية الفقيه وادعاء العصمة ، وهو ما يحمل معه اسوأ أخطار الديكتاتورية الدينية.
ان نظرة تحليلية لتاريخ المرجعية الشيعية تكشف عن انها كانت في بداية نشوئها نظرية بسيطة جدا تقوم على مبدأ ضرورة استشارة الجاهل للعالم في أمور الدين والحياة ، ولكنها تطورت لاحقا لتنحصر في (تقليد) مرجع معين ، أو تصبح قيادة سياسية ، ثم سياسية كاملة ذات ولاية مطلقة ، كما هو الحال في إيران اليوم ، وتضخمت لتصبح شبه بابوية تحاول احتكار كل شيء من السياسة إلى الفقه والفكر والثقافة ، كما طالب أخيرا رئيس القضاء في إيران الشيخ محمد يزدي ، وهذا ما يستدعي الوقوف واعادة النظر في شرعية (المرجعية الدينية) وصحة انتمائها لخط أهل البيت أو النيابة عن (الإمام المهدي).
يؤسف ان كثيرا من أدعياء الاجتهاد الذين يتصدون للمرجعية يقتصرون في دراساتهم على الفقه والأصول ويهملون دراسة التاريخ الإسلامي والشيعي خصوصا ، ويبنون عقائدهم " التاريخية " على التقليد للسابقين ، أو يتعاملون مع قضايا كقضية (النيابة العامة) بروح أخبارية بعيدة عن منطق الاجتهاد والتحقيق ، فضلا عن بحث موضوع أساسي كموضوع وجود (الإمام الثاني عشر محمد بن الحسن العسكري) الذي كان محل خلاف بين الشيعة الامامية في القرن الثالث الهجري . وهو ما يفسر حالة الصمت والتهرب من الحوار حول الموضوع ورفض الدعوة التي وجهتها قبل عامين إلى علماء الحوزة العلمية لدراسة موضوع وجود الإمام الثاني عشر وولادته.
وإذا لم يكن الداعون للبابوية الشيعية مستعدين لمناقشة موضوع وجود الإمام الثاني عشر لأنهم يستندون في فرض هيمنتهم على الشيعة على أساس ذلك الادعاء ، فان من مصلحة الجماهير المؤمنة ان تعيد النظر في هذه القضية كمقدمة للتحرر من سلطة " الباباوات الجدد".
الأستاذ أحمد الكاتب

موقع المفكر المعروف أحمد الكاتب
http://www.alkatib.co.uk/

==============

دعوة علي شريعتي... تتجدد لتطهير التشيع من الخرافات

علي شريعتي... جدل يتجدد في ايران كعلامة جديدة للمعارضة الشابة

وليد محمود عبدالناصر- الحياة

ان الكلمة التي القاها هاشم اغاجاري في ذكرى مرور ربع قرن على رحيل علي شريعتي في نهاية حزيران (يونيو) الماضي، كانت ايذاناً ببدء جدل في ايران، فقهي وفكري وسياسي واسع حول ما سمّاه الحاجة الى اصلاح ديني REFORMATION اسوة بما مرت به المسيحية، وحول مدى صلة هذه الافكار بعلي شريعتي وما مثله من طرح ايديولوجي متكامل.
وعن شريعتي اقول انني سمعت به للمرة الأولى عام 1977 وتحديداً في الايام الاخيرة من شهر حزيران من ذلك العام، وبعد ايام قليلة من رحيله، وكان ذلك في العاصمة البريطانية لندن. وكانت المفارقة واضحة على جدران لندن، حيث ظهرت ملصقات ترحب بوصول شريعتي الى لندن منفياً من ايران الشاه، واخرى تنعى "الشهيد" شريعتي وتتهم جهاز الاستخبارات الايراني في ذلك الوقت (السافاك) بدس السم له في الطعام ما أدى الى وفاته بعد ايام من وصوله الى لندن. وحملت الملصقات بنوعيها صورة شريعتي الذي رحل وهو في الرابعة والاربعين من العمر. وبدا لي من مقتطفات من كتابات وافكار شريعتي كانت توزعها تنظيمات ايرانية سياسية وطلابية معارضة لحكم الشاه ان هذا المفكر الشاب يقول شيئاً جديداً، متميزاً في شكله ومضمونه، ومختلفا في اطاره ولغته ومرجعياته، كما بدا واضحاً ان ما يقوله كانت له جاذبية خصوصاً للشباب المتعلم في غير المدارس الدينية من ابناء الطبقة الوسطى في الحضر، من دون ان يعني ذلك عدم اتباع بعض رجال الدين من الفئات الوسطى والصغرى وايضاً بعض طلاب الحوزات العلمية لأفكاره.
ولننتقل الآن الى محاولة التحقق من دقة ما ذكره هاشمي اغاجاري بأن شريعتي مثل محاولة للاصلاح الديني، وان دعوته بمثابة بروتستانتية في مسار الدعوة الاسلامية الشيعية، وأنه باختصار كان "مارتن لوثر" الاسلام، وهي كلمات تداعت فوصلت الى حد اصدار حكم بإعدام اغاجاري وردود فعل غاضبة من الشارع الايراني - خصوصاً الشباب والطلاب - وكذلك جدل على مستوى رجال الدين والمثقفين والسياسيين بشأن هذا الحكم.
واتسم موقف شريعتي على الصعيد الفكرى بالانفتاح تجاه روافد الفكر الانساني التقدمي على اطلاقه، بما في ذلك الفكر الغربي بأشكاله المختلفة: الاستشراقي والوجودي والعالم ثالثي وغيرهم. وكان شريعتي جريئاً كعادته عندما اعلن ان المسلمين يجب ان يدركوا انهم لا يحتكرون وحدهم كل الايجابيات، بل عليهم ايضاً دراسة ما هو متاح في العالم من حولهم ليأخذوا منه ما هو نافع ومفيد لهم ومتفق مع المبادئ الاساسية للشريعة الاسلامية. وتأثر شريعتي بكتابات غربيين مثل ماسينيون، وآرنست رينان، وروجيه جارودي (في مرحلته الماركسية)، وجان بول سارتر، وفرانز فانون وغيرهم، وتفاعل مع المستشرقين - في زمن دراسته بفرنسا - كما اشار في كتاباته الى اتفاقه مع آراء غير مسلمين مثل البير كامو، وبوذا وليوبولد سيدار سنغور وغيرهم. ودعا شريعتي المسلمين الى دراسة الغرب وقادته السياسيين والاجتماعيين وتاريخه وتطوره الثقافي والفكري والمجتمعي، خصوصاً عصر النهضة وظهور البروتستانتية ودورها في تقدم اوروبا. ودعا الى مقارنة ذلك بما يشابهه في التاريخ الاسلامي. كما انه توجه في كتاباته الى شعوب العالم الثالث كافة مثله مثل منظرين في اليسار الاسلامي، آية الله طلقاني، بخلاف المفكرين الاسلاميين التقليديين الذين قصروا خطابهم على شعوب المسلمين. وتأكيداً لدعوته للانفتاح على الفكر غير الاسلامي ونزعته التجديدية داخل الاطار الاسلامي. اسس علي شريعتي في "حسينية ارشاد" - وهي قاعة المحاضرات التي كان يلقي فيها دروسه - لجاناً متخصصة في اعادة تفسير القرآن الكريم، وإعادة تفسير التاريخ الاسلامي، وتأكيد تشجيع الاسلام الفنون.
ويجب ان نذكر هنا ان آية الله الخميني ذكر عام 1977 ان علي شريعتي طرح قضايا جديدة وأعاد طرح قضايا قديمة بشكل جديد، وانه تميز بأنه لم يدّع ابداً انه قال الكلمة الاخيرة في أي من هذه القضايا بل ترك الباب مفتوحاً لاجتهادات وحوارات تالية. واقر الخميني ان شريعتي قاد جيلاً من الشباب الايراني المثقف في طريق عودتهم الى الاسلام.
وأرجع شريعتي بداية تحريف المفاهيم الى حكم الاسرة الصفوية لايران (1501 - 1722) وتحول التشيع الى "شعائرية" تحتكرها مؤسسة دينية رسمية ذات طابع بيروقراطي تعزل التشيع عن المسائل السياسية والاجتماعية. وفي هذا الاطار، اعاد تفسير مفاهيم "العدل" و"الحج" و"الغيبة" و"الشهادة" و"الامامة" و"عاشوراء" بانحياز واضح للعدالة والاستنارة والاجتهاد. ورفض ما من شأنه تبرير التسلط السياسي او الاستغلال الاقتصادي او احتكار السلطة الدينية. كما دعا الى تطهير التشيع مما سمّاه "الخرافات" التي تناقض الحقائق العلمية الحديثة، ودعا المسلمين الى ترك العلوم للمتخصصين باعتبار القرآن الكريم رؤية شاملة توجه العلم والعلماء في اتجاه معين وتشجعهم. وقد فرق شريعتي بين الاسلام الشيعي العلوي القائم على اسس العدل والمساواة والنقاء الروحي والاخلاقي والايديولوجي وبين ما سماه الاسلام الشيعي الصفوي القائم على تزييف وعي البشر وتبرير استعبادهم واستغلالهم وتغييب عقولهم.
اما الجزء الآخر مما جاء في كلمة هاشم اغاجاري، واعني نقد شريعتي شرعية وجود المؤسسة الدينية، فإنه اذا كان شريعتي تعـرض للاتهام بالعمل من اجل اسلام من دون رجال دين، فإن في هذا الاتهام قدراً من الصحة، فبينما كسب شريعتي عودة الشباب الايراني للاسلام، كان ذلك اسلاماً آخر غير اسلام رجال الدين. ومحاضرات شريعتي في "حسينية ارشاد" كانت دعوة لبديل اسلامي مختلف عن التعاليم التقليدية لرجال الدين اذ اتهم هؤلاء بتحويل الشباب الايراني بعيداً عن الاسلام بسبب جمودهم. كما ان شريعتي تحدث وكتب في زمن قاوم فيه غالبية رجال الدين في ايران أي دور للمثقفين من خارج المؤسسة الدينية في تناول مسائل فقهية. وقد حظر عدد من كبار رجال الدين في قم تدريس كتابات شريعتي في المدارس الدينية والحوزات العلمية لانهم اعتبروه غير ملم بشكل كامل ومتعمق بالمسائل الدينية.
وقد وجه شريعتي اعمق نقد لدور غالبية رجال الدين حيث اتهمهم باحتكار تفسير القرآن الكريم على رغم ان الاسلام توجه الى المسلمين وعقولهم بشكل مباشر وبسيط لا يحتاج الى وسطاء. واتهم رجال الدين الشيعة بتحويل التشيع الى مؤسسة شكلت جزءاً من النظام الحاكم تسعى للحفاظ عليه وتبرير الاوضاع السياسية والاجتماعية القائمة، واتهمهم بالعداء ليس للحضارة الغربية ولكن لكل اشكال التغيير والابتكار لأنهم يعتبرون التغيير الاجتماعي وحماية حقوق الانسان والمجتمع المدني اشكالاً من الشرك. ولكن شريعتي لم ينكر وجود رجال دين يشاركون في مهام تثقيفية وتنويرية والقيام بتغيير سياسي واجتماعي ثوري او اصلاحي. وتساءل عن شرعية وجود المؤسسة الدينية كحكم رسمي يقرر في شأن المسائل الدينية، وهو الامر الذي كلفه عداء عدد من مراجع التقليد الشيعة، بينما بقي آخرون صامتين تجاهه وتعاطف معه القليل منهم. وهاجم شريعتي ألقاباً مثل "آية الله" و"حجة الاسلام" باعتبارها من بقايا "الحقبة الصفوية"، كما انه اشار الى الملا محمد باقر المجلسي باعتباره ممثلاً للاسلام الشيعي الصفوي، واعتبر كتابه "بحار الانوار" رمزاً للكتب المليئة بالخرافات، وكان عدد من آيات الله يعتبرون المجلسي اطاراً مرجعياً لهم على الصعيد الفقهي.
وعلى رغم ان شريعتي لم يدرس علوم الشريعة والفقه باستفاضة، فإنه اتهم غالبية رجال الدين في ايران بالتخلي عن روح التسامح والحوار والاجتهاد السائدة في ايام الاسلام الاولى، واتهم هؤلاء ايضاً بجمع الاموال باسم الاسلام وانفاقها في غير مصارفها الشرعية وانهم يرمون المختلفين معهم في الرأي بالكفر، وانهم ناضلوا ضد حكم الشاه فقط عندما تعرض لامتيازاتهم ومصالحهم، كما اعتبر انهم يتمسكون بفقه تقليدي لم يعد قادراً على معالجة مشكلات المجتمع المسلم المعاصر. وقد فرق شريعتي بين تعبيري "عالم" و"معمم"، معتبراً المعمم هو من يرتدي زي رجال الدين من دون ان تكون لديه المعرفة الدينية والعملية الكافية او يكون ملتزماً فكرياً ومنخرطاً في العمل الاجتماعي. كما ذهب الى حد تفضيل من سماه "الانسان الثوري" من غير المسلمين على رجال الدين الممتنعين عن ممارسة السياسة للحفاظ على مكاسبهم، وشكك في مدى اتساع افق وتنوع مدارك رجال الدين نظراً لتقليديتهم وجمودهم الفكري، وشبه دورهم بدور كبير الكهنة هامان في زمن فرعون.


============

النظرية الامامية فكرة منقرضة والبديل المعاصر لها هي الديموقراطية الاسلامية

ردا علي ما كتبه الاخ علي الاسدي :هل مازال احمد الكاتب شيعياً ؟
أحمد الكاتب


الاخ العزيز الشيخ علي الأسدى حفظه الله
أرجو ان تثق بأني لا اهدف النيل من اية طائفة وخاصة الطائفة الشيعية الموقرة ، ولا اريد ان ادعي بما ليس في وخاصة الالتزام بمذهب اهل البيت عليهم السلام ، إذ انني اعتبر ذلك دعوى عظيمة قد يحاسب الله عليه الانسان اذا لم يكن بمستواها ، ولكتي احاول ان اقتدي بأئمة اهل البيت العظام وان أتحلى بأخلاقهم الرائعة وان أعمل بفقههم الذي اعتقد انه اقرب الى رسول الله . واذا كنت اخوض في بحث نظرية الامامة الالهية المنسوبة الى اهل البيت ، فذلك لأني اريد ان استخلص منها موقفا سياسيا معاصرا وليس مجرد بحث تاريخي عقيم ، وكما تعرف فقد كنت من دعاة هذه النظرية حوالي عشرين عاما وأسست حركة شيعية امامية في السودان لا تزال تنشط هناك. وألفت في الدعوة اليها عددا من الكتب منذ بداية السبعينات ، ولكني عندما أعدت النظر اليها بعمق تكشفت لي بعض الامور والحقائق التي قد تخفى على من يأخذ النظرية عن طريق التقليد او لا يتأمل فيها بعمق ولا يدرسها بدقة. وهي نظرية لا يمكن لمن يريد اعتناقها ان يكتفي ببعض الاحاديث او بعض التأويلات التعسفية او الافتراضات الوهمية ، وانما يجب ان ينظر اليها بصورة كاملة شاملة وعلمية.
وقد كتبت مراجعتي لنظرية الامامة وتابعتها فرضية وجود الامام الثاني عشر ، في كتاب مستقل يمكنك الرجوع اليه والرد عليه اذا احببت ، ولكني اقول لك باختصار: ان اقوال الأئمة من اهل البيت وافعالهم وسيرتهم تحمل معنى معينا بعيدا عن ادعاء العصمة او النص من الله ، والتزاما بنظرية الشورى في الحكم . وذلك خلافا لما يدعيه الاماميون من دعوى العصمة والنص لهم ، والذين كانوا يصطدمون بنفي الأئمة الدائم لأقوالهم فكانوا يدعون التقية في محاولة منهم لتبرير نفي الأئمة لنظريتهم ورفضها ، وعلى أي حال فقد وصلت تلك النظرية (الامامة الالهية) الى طريق مسدود بعد وفاة الامام الحسن العسكري دون خلف ظاهر ، فتفرق الاماميون الى اربعة عشر فرقة وقالت فرقة منهم بوجود ولد للامام العسكري في السر ، وكان هذا القول منهم خلافا للظاهر ولأقوال الامام العسكري ووصيته القانونية ، وخلافا لقوانين الشريعة الاسلامية التي لا تجيز نسبة ولد الى أي انسان لا يدعيه ، ولا يعرفه اهله.
وقد تخلى الشيعة الامامية عن نظرية الامامة ، عندما تخلوا عن أهم أركانها وهما : العصمة والنص ، فأجازوا ان يكون الامام مجتهدا عادلا أو غير ذلك في بعض الاحيان كأن يكون ملكا فاسقا.
وبعد هذاالتطور والانسلاخ من نظرية الامامة عمليا لست بحاجة ماسة الى البحث في الروايات والـتأكد من صحتها فقد اثبت بطلانها التاريخ والواقع. ولذلك فمن الأجدر بنا ان نبحث عن ملامح النظام السياسي القادم ونسبة الديموقراطية والشورى فيه.
صحيح ان الشيعة اليوم يسمون بالامامية او الاثني عشرية ، ولكن هذه تسميات غير دقيقة أو موروثة من الآباء والأجداد ولكنها غير عملية ولا حقيقية ، ولم يتبق منها الا اسم الشيعة او الجعفرية باعتبارهم يتبعون الفقه الجعفري ، اما اسم الامامية او الاني عشرية فلا ينطبق الا على فريق صغير منهم وهم (الحجتية) الذين يرفضون اقامة الدولة الاسلامية الا بشرط ظهور الامام المعصوم المعين من قبل الله ، كما كان يفعل اسلافهم من قبل.
المشكلة التي نعاني منها اليوم ان البعض يرفض قراءة الواقع او اعادة النظر في مضمون الفكر الامامي ومدى تطابقه مع الواقع ، ويتساءل عن موقف المراجع ؟ ويدعو الى تقليدهم، في حين ان ما يسمى بالمراجع ، لا يجتهدون الا في أمور الفقه والأصول ، ولا يجتهدون عادة في قضايا التاريخ والعقيدة والمذهب ، بدليل كثرة دراساتهم في الطهارة والنجاسة وندرة او فقدان دراساتهم في موضوع الامامة ، واذا تصدى احدهم للكتابة في هذا الموضوع فانه يجمع ويصنف ولا يحلل ولا يدرس ولا يجتهد ، فتصبح الدعوة الى تقلديهم دعوة الى تقليد المقلدين في أمر لا يجوز فيه التقليد اساسا وانما يجب الاجتهاد على كل مكلف.
والاجتهاد كما تعرف يا شيخ على الأسدي ، يحتاج الى اعادة النظر في كل اسس الموضوع ابتداء من الرجال والتحقيق في الروايات وعدم التقليد حتى في التزكية والتضعيف والتوثيق ، وهذا أمر وقع استسهل فيه الكثير من الباحثين العودة الى تقديس مؤسسي المذهب الامامي او الاثني عشري وعدم التوقف عند الشكوك الدائرة حولهم.

===========

الجماعة حاربونى وقاطعونى ومنعوا عنى الأموال ولدى طلبة ومصاريف
--------------

المرجع الهمدانى ماله وما عليه

شاكر الموسوى الحسينى

تكشف لنا الأحداث عبر التاريخ والتجربة اليومية معادن الرجال وصدق أو كذب إدعاءاتهم ، فهذا الصحابى الصنديد الزبير كان بطلا صنديدا ، وطالما دفع الأذى عن وجه رسول الله فى الحروب كما قال عنه الإمام على(ع) عندما وجده مقتولا تحت شجرة فى حرب الجمل ، وقد شرفه الله تعالى بالنسب الرفيع فهو أخ بالرضاعة للإمام على عليه السلام ، وكان له موقف قل نظيره يوم السقيفة عندما شهر سيفه فى وجه الحزب الإنقلابى آنذاك ، إلا أن الأمور بخواتيمها كما قيل.... فقد إنقلب الزبير على خليفة رسول الله وهو الإمام عليا (ع) ... ولينتهى به الأمر إلى أن يجيش الجيوش ضده فى واقعة الجمل مع زميله فى الباطل طلحة وأم المؤمنين عائشه ...ولـُيقتـل فى تلك الحرب معاديا ومبغضا لوصى رسول الله الأعظم حاملا آثام وأوزار تلك الفتنة العمياء معه إلى يوم الدين.
فهكذا يسقط الرجال فى الإبتلاءات لتظهر لنا وجوههم الحقيقية ونياتهم المبيته وإدعاءاتهم الفارغة ، فالدنيا دار بلاء وابتلاء والفطن من إتعظ بغيره ......وحديثنا اليوم عن عالم دينى فشل فى المحافظة على ثباته فى طريق الحق ليسقط صريعا أمام سطوة المال والجاه وحب المظاهر ، فـعسى أن ُيوفق للتوبة وإصلاح ما كسره ، قبل ذلك اليوم الذى لا ينفع فيه مال ولا بنون ولا مرجعية ولا مقام ، إلا من أتى الله بعمل خالص لوجهه وقلب سليم خال من حب الدنيا وزينتها.
فمرجعنا الكبير وقف فى بداية الفتنة فى وجه الظالمين واتخذ موقفا ممتازا ومشرفا ، إلا أنه سرعان ماتراجع بعدما واجه ضغوطا من تيار الإنحراف المتدثر بلباس الدين ، فلم يكن أهلا للثبات والإستقامة ، وليعلن موقفا مغايرا لموقفه المبدئى فى بداية الفتنة ......وكما ذكرت سابقا أنه ذهب إلى سوريا بعدما أعلن ما أعلن لمقابلة السيد فضل الله ، وليقدم إعتذاره الشديد لما بدر منه وما تسبب به من أذى لسماحة السيد وليطلب الصفح والمغفرة معتبرا أن ماقام به كان موقفا تكتيكيا ومسايرة للآخرين نتيجة للضغوط الكبيرة عليه مبررا موقفه للسيد فضل الله ( بأن الجماعة حاربونى وقاطعونى ومنعوا عنى الأموال ولدى طلبة ومصاريف ) ....وليسامحه ويواسيه السيد ويقول له لقد طلبنا منكم منذ البدايه عدم إتخاذ موقف مؤيد لنا حتى لا تتعرضوا لهذه لضغوط ..... ويضيف سماحة السيد وهو يروى هذه الحادثة لأحد الأصدقاء أن حالة الهمدانى صعبت عليه كثيرا من كثرة الإعتذارات حتى صار السيد يدعو له ويشد من أزره.
لذ نهدى هذه الحادثة إلى مستمعى ومروجى الأكاذيب للعبرة والموعظه وحتى لا تنطبق عليهم الآية الكريمة ( سماعون للكذب اكالون للسحت ) .

================

المعمم ماركة من يدفع اكثر وهوسة اسمع يالسيد ضلع الزهرة نطالب بيه


--------------------------------------------------
فقهــــاء الزمن الاغبــــر .....ومعارك النـعل ابن الغــــراف

في السنين الاخيرة اصبحت بلدان الدولار والاسترليني والكرون ، دول عزيزة على قلوب بعض الوعاظ المزيفين ، بعد ان كانت تلك المنزلة تحتلها دول الخليج بجدارة خصوصا الكويت والسعودية ، ولكن الزمن دوار ، فقد افلست وشحت منابعها بفضل صدام "صاحبهم" كما ان الناس هناك ، اصبحوا اكثر وعيا ودرايةً بـ"المخفي" ، فلم يعد يبعثروا اموالهم ذات اليمين والشمال ، وادركوا ان مسؤوليتهم الشرعية والاخلاقية التاكد من "حمال الامانة " قبل تسليمه اموال الله من الصدقات والاخماس والزكوات والنذور......الخ
""تجنن"اولئك " البعض" لهذه الحالة ، خصوصا وان شهرتهم و"رنينهم" يعتمد كليا على رنين الدينار والدرهم و ما يبذلوه من اموال للمريدين والحواشي المنافقين و"الحبَربَشية"وهم السنتهم الناطقة ، وسيوفهم القاطعة ، البارقة ، وبراكينهم الهادرة ....الخ
ولكــــــــن
الاموال عند العروس والعروس عند الحداد والحداد يريد حديد والحديد بـ الكاع والكاع تريد حفار والحفار يلعب قمار والقمار عادة الكفار ...الخ الخ الخ
لذلك عمدوا الى زيادة التنازلات الشرعية عن اموال "الله " واعطاء "صك " للمتبرع ببرائة الذمة والمغفرة ، بعد حسبة " التصــالح " مع الاهبـل "اياه"... فيتنازل فيها الفقيه المزيف عن نصف اموال الزكوات والاخماس مقابل ان يتسلم النصف الاخر نقدا وعدا " كاش مني " ومقابل "ايضا " شبه تعهد من القشمر باذاعة " صيت " هذا الفقيه وكرمه وعدله وعلميته بين الرعاع والغوغاء والخوثان..
وطبعا
هذا اســـلوب تنافسي ظهر مؤخرا في فقهاء اخر زمن ، لجلب المريدين والمقلدين .....وقد ذهب بعض الوعاظ بعيدا في مسالة التنافس ، حتى منحوا الثلث (3و33%) الى الشيخ "جابي الاخماس " بعد ان كانت الحصة فقط 25% (( من الملائم ذكره لاجل نفي التعميم فقد ضرب بهذا العرف ثلة من خيرة علمائنا ومجاهدينا وعلى راسهم الشهيد السعيد محمد باقر الصدر والشهيد الصدر الثاني والسيد بحر العلوم والامام الخميني وعلماء اخرون ليسوا بكثيرين))...
بعض الفقهاء أحرق السوق "تنافسا " فزاد في اجرة "الشيخ جابي الاخماس " كيل بعير ، حتى وصلت الى نصف الاموال التي يسرقها "عفوا " يجبيها "...

المهم
في هذا الجو المشحون ، والصحوة الاجتماعية و "بخل " الناس وووو ... اشرف الكثير من الوعاظ على الافلاس ، فبدأوا حربهم من اجل السيطرة على السـوق ، استخدموا فيها كل الاسلحة الفتاكة والمحرمة اخلاقيا ، من تشهير وتفسيق وتضليل وتكفير ، وكان نصيب العلماء المجاهدين هو الاكبر في هذه الهجمه منذ ان طرح الشهيد محمد باقر الصدر (قدس) لمرجعيته ، ثم تطورت وتخصصت في حوزات قم حتى اصبح تقليدا ضد كل من يطرح مرجعيته من خارج اطارها او اطار القومية الفارسية بعد ان كانت لاتفرق بين عجمي وعربي في زمن الامام الخميني وما قبله ....
كانت من اشد تلك الحملات ضد الشهيد السعيد محمد محمد صادق الصدر الذي اتهموه بالعمالة لصدام ، وحين زار ايران ، رفض الفقهاء هناك مقابتله باعتباره ادنى منزلة منهم قوميا وعلميا .. وكان اعلامهم مستنفرا على قدم وساق خصوصا الاعلام المرتبط بـ"الاطلاعات " الايرانية كاعلام سماحة السيد باقر الحكيم والمجلس الاعلى ومن سار على دربهم ..
العجيب في الامر
ان ثلة التخلف ومص الدماء ، تستخدم الوسائل البدائية في كل شيء الا حركتهم الدعائية ، ومعاركهم التنافسيه ، وفتواهم التكفيرية ، حيث امتطوا كل الة ، واستثمروا كل تطور وصناعة حديثة ، كالانترنيت ، والدسكات ، والسيدي ، والموبايل والفاكس ووسائل الاتصالات الحديثة لاجل اغراضهم الخبيثة ، لاجل توسيع قاعدتهم ، وتسـقيط الوعاظ المجاهدين المخلصين ، وسرقة اموال المستضعفين و "الهبل" باسم الله والنبي وال بيته الكرام .

طبعـــا النرويج هي واحدة من دول الكرون الاسكندنافية التي وصلتها فضائح تلك الزمر ، وسعت الى تخريبها وتفتيت الوحدة الاجتماعية بين ابناء الجالية العراقية المسلمه ...
فالمسجد الواحد شُق الى مسجدين ، ثم انقسم الاثنان الى اربعة ، بفضل فقهاء السوء اللاهثون خلف الكرون والاهثون حول تشكيل مجموعات تؤيدهم ، لتكون عمقا لهم في النرويج ، ويد تحرك سوقهم . ثم انقسم الاربعة الى ثمانية ...والحبل على الجرار ...وطبعا الانشقاقات ، والانشطارات ،ليست بسبب عامل التكاثر الانساني الطبيعي ، انما كل "عشرة " حاولت السيطرة على مسجد ، واصبحت ادارته غاية المنى لهم ، ليس لطلب الثواب طبعا ، انما للجاه ،والوجاهه ، ولينتفخ حين يذهب الى ايران او سوريا ، بانه عضو في لجنة ادارة المسجد ، فيتسابق نحوه "الملالي " تملقا ونفاقا ، طمعا في " مَني " من فئة الكرون ، متصورون ان للجنة صلاحيات سلطوية.
ماعلينا
هذا اذا اهملنا مساعدات الدولة هنا في الدول الاسكندنافية للمساجد ، وتقدر بحوالي خمسين دولار سنويا عن كل عضو ، ماعدا المساعدات عن النشاطات التي تقوم بها هذه المساجد للشباب والاطفال والمدارس "الصورية " والتي لاوجود لها اصلا انما للحصول على مزيد من الدعم ..الخ
يعتبر (في السنوات الاخيرة) من اهم اسباب الانشقاقات في المساجد والحسينيات في النرويج الوفود القادمة من السعودية و ايران ، وبالنسبة للعراقيين ، فتلك التي تاتي من ايران ، والمدعومة من تحالف مرجعية السيد علي الخامنائي بقيادة الاطلاعات الايرانية + مرجعية السيد علي السستاني لصاحبها جواد الشهرستاني ومرتضى الكشميري + جماعة السيد محمد باقر الحكيم بقيادة الموظفين العراقيين عند الاطلاعات الايرانية + تيار من ضمن الاطلاعات الايرانية ويدعوا لمرجعية السيد كاظم الحائري تحت امرة وقيادة ولاية علي الخامنائي .......هؤلاء جميعا لهم هدف واحد ، وهو ، التشهير باي مرجعية عربية خارج اطار قم ...واخيرا وسباقا مع الزمن اخذوا يهاجمون العلماء المجاهدين العرب للنيل من علمهم وعدالتهم وجهادهم وثقلهم السياسي والروحي قبل ان يطرحوا مرجعياتهم ويصبحوا امرا واقعا كما هو حال سماحة السيد محمد حسين فضل الله ..الخ مما خلق انفكاكا وانشقاقا في بنية الجالية العراقية مما قدم خدمات جلية للمجرم صدام حسين والذي "بدوره " تميزت علاقته بصورة ملموسة مع ايران والتعاون المخابراتي معها .....
المهــــم
قبل ايام ، واكمالا للمسيرة ذات المخطط التتقسيمي داخل الشيعة العراقيين العرب ، وصل الى النرويج الشيخ حسين الفقيه ، وهو رجل "معمم" ، معروف في قم بـ"العربنجي" وهو صوت من يدفع اكثر ، ومشهور عنه "هوساته" في كل مناسبه ، وهو صاحب هوسة : نطبر لجل عين علاوي ( ويقصد عنادا لفتوى السيد علي الخامنائي في حرمته للتطبير ) حيث نزل الى العزاء " مطبرا " في محرم الحرام بالضد من الفتوى ...قبل ان "يدهن زردومة" ويغير مواقفة 100% ويصبح داعية للولي الفقيه ..
وهو " ايضا " صاحب هوسة ( يا فضل الله نريد منك ضلع الزهرة ) او هوسة (اسمع يالسيد ضلع الزهرة نطالب بيه ) ...
على كل حال ...
اصبح المذكور وبمعية المجلس ، داعية وعامل في مجمع ال البيت المرتبط ارتباطا مباشرا بمكتب ولي الفقيه ، فكان " صاحبنا " ينزل من طائرة ليركب في اخرى ، لاجل مهمات الدعوة في سبيل ولاية الفقيه وتسقيط العلماء العرب ..
المهـــم
ما ان وصل صاحبنا الى النرويج وتربع على المنبر الحسيني ، حتى شرع يتحدث عن التقليد وشروط الفقيه المؤهل للافتاء والمسؤولية الشرعية المترتبة على المؤمن ان لم يختار الفقيه المناسب والمجتهد وان هذه المسؤولية ستزول اذا شهد شاهدان ويفضلا ان يكونا من حوزة قم ، ولا يهم ان كانا من الحرامية وسراق اخماس او عنصريين ، ثم وبين الحين والحين يستدرك مذكرا ببطلان عمل من لايقلد مجتهدا حسب شروط "قم" الجديدة ...وفي النهاية فتح باب الاسئلة ، وطبيعي سيكون اول سؤال عن مرجعية السيد فضل الله الذي فسقه وضلله وكفره مجموعة لاباس بها من وعاظ قم الايرانيين ....وكان الجواب غير مجتهد ولايجوز تقليده ....اي ان عمل مقلديه باطل ، ولان سماحة السيد فضل الله واقع لايمكن تجاهله ، ويمتلك رصيد من المريدين والمحبين والمقلدين في المجتمع العراقي المغترب ، بدأ الزعيق والاعتراض ، ثم انطلقت صواريخ "النعـــل " في داخل الحسينية ، وليس تائها ذلك الذي اصاب سماحة حسـن الفقيه .... فهرب وهو يردد " ياجماعة انعلوا الشيطان ، آني اسحب كلامي ......
يقول شاهد عيان ، سمعت عن معارك بالخناجر والمكاوير بل وسمعت عن معارك الاحذية والكلشان كما حدث في قم "تلك السنة" ولكن لم ارى في حياتي معركة "نعـل " بهذا العنف والقساوة .
ماعلينا
انتهت المعركة بعد ان اسفرت عن "جروح نعل طفيفة" ، وكدمات جراء مسامير الشحاطات "الغير اصلية" ولكن الحقيقة " عمقت شرخا في داخل المجتمع العراقي المغترب في النرويج في حين انتصر الاخرون علينا ، حين استثمرونا واستغلونا مذهبيا ودينيا وقومينا وقتلوا الوطنية في احلامنا
نرجوا ان لا يقفز احد الينا ليقول بان هذه الخلافات في البيئة الشيعية فقط ....لا ... ، فالسنة العرب ايضا وصلت المعارك فيما بينهم الى حالة يرثى لها بل استخدمت "الاحذية" كسلاح حضاري بين المصلين وفي داخل المسجد ، وتطورت الى التشهير بالاعراض بفضل تدخل الوهابيون .
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم


===========

التشيّع العلوي تشيّع ثورة كربلاء بينما التشيّع الصـــفوي تشيّع مصيبة كربلاء؛ كلمة قالها الشهيد الدكتور علي شريعتي

إن المتأمل والقاريء الواعي لما كتبه الشهيد الدكتورعلي شريعتي يلحظ قوة الهجمة التي تعرض لها الدكتور من جراء وضع يده على التحولات والمتغيرات التي تسللت الى الواقع الأسلامي عبر الأزمنة التي مرّ بها العالم الاسلامي وخاصة الشيعيّ منه وفي العهد الصفوي بالذات؛ كذلك يرى خطورة التحول الجديد في الواقع الشيعيّ من تزوير وتشويه وتحول عميق في مختلف الميادين قد طرأ على هذا المذهب وتفريغا لمحتواه ومضمونه الحقيقي وذلك من أجل هدف كبير ألا وهو أن يعيش الطغاة حالة من الاسقرار والدعة والتي تمكنهم من الاستمرار في طغيانهم واستبدادهم؛ ويذهب الدكتور شريعتي الى أن التشيع الصفوي ليس وليد حقبة زمنية معينة بل ولد مع التشيع العلوي بل ظل ملازما له على طول التأريخ؛ اذن التشيع الصفوي ليست ظاهرة جاء بها الصفويون وإنما تمكن الصفويون من إرساء دعائمها وتشييد بناءها عبر الدس والتزوير بالكتب وإدخال ممارسات وبدع ماأنزل الله بها من سلطان متبرقعين بلباس حب الامام علي ع ومشايعته والانتصار له وكان المؤسس الاول للتشيع الصفوي هو ( أبو سفيان)[لعصبيته ولصلة القرابة بين الامويين والهاشمين كونهم ابناء عمومة ] لان الشعار نفس الشعار والهدف نفس الهدف؛ عندما قال ( ابسط يدك ابايعك فوالله لئن شئت لأملأها عليه خيلا ورجالا ) فأبى أبا الحسن ع ذلك وزجره وقال( له ماأردت الا الفتنة وأنك والله طالما بغيت للأسلام شرا لاحاجة لنا في نصحك) يالها من عبقرية وحكمة وحرص على الاسلام
ومِن المصلحين الذين تعرضوا إلى المضايقة وتشويه السمعة والاتهام بشتى الأوصاف المنفرة من أجل عزله عن الجماهير وعزل الجماهير عنه (علي شريعتي) في إيران الذي انتهت حياته بالاغتيال لا لشيء إلا لأنه دعا بقوة للتمييز بين تشيعين يسمى أحدهما : (التشيع الصفوي) والآخر بـ(التشيع العلوي).

يصف شريعتي التشيع الصفوي بأنه تشيع الشرك والجهل والخرافة وأن ذلك لا يمكن اعتباره نهجا دينيا أو تيارا دينيا بل إنه تحريف مقصود قام به السلاطين الصفويون ، وكأمثلة على المراسم والمعتقدات التي يصل بعضها إلى حد الشرك بالله يذكر :
تحريف فكرة الشفاعة وطرحها بشكل يشبه (الغش في الامتحانات) حيث يسهل بعض القيمين على شئون الدين تمرير بعض الناس للجنة دون أن يستحقوا ذلك ويبث هؤلاء أفكارا ملخصها أن الإنسان مهما عمل من سيئات يمكنه الأمل في الغفران ودخول الجنة إذا شفع له الأئمة في الأرض (أي رجال الدين) والمعلوم أن ذلك يتطلب دفع بعض المبالغ والنذور ويقول أن بعض مراسم الاحترام للقبور والأضرحة المذهبة تشبه مراسم العبادة وإنما يقصد منها إخافة الناس وإذلالهم وإعطاء هيبة مبالغ فيها لرجال الدين والقيمين على أمر هذه المؤسسات هكذا يصبح تراث الأئمة وقبورهم وسيلة لتكوين فئة فوقية مسيطرة على الجماهير بقوة الدين . هذه الفئة تستخدم كل تلك الهيبة الدينية لفرض ما تعتقده حلالا وحراما ولإرهاب كل صاحب فكر ولاحتكار التفكير أصلا .

ويعتبر هؤلاء القائمين على شئون الدين المدعين تمثيل الله رجال دين صفويين لا علاقة لهم بالتشيع العلوي ، ويقول :-وكله أمل بالمستقبل- إنني واثق بأن إسلام الغد لن يكون إسلام رجال الدين ، وإن إسلامنا بدون رجال الدين هؤلاء سيرجع أصيلا سليما [14].
ويذكر شريعتي نقاشات له مع بعض رجال الدين حول النذور والشفاعة وزيارة أضرحة الأئمة ، وكذلك حول مظاهر أخرى تدخل في باب الشرك وتقدم طرحا خرافيا وكاريكاتوريا للإسلام يقول بأن هؤلاء يعترفون ببطلان هذه المراسم ويوافقونك على كل ما تقول ثم يقولون :
ولكن !! ويضيف شريعتي : أن ألـ(لكن) هذه لا تعبر عن العجز بل تعبر عن عدم رغبة هؤلاء في تحطيم قوالب معيقة ومتخلفة هم ليسوا مؤمنين بها لماذا؟ لأن مصلحتهم كفئة ، كطبقة مهيمنة على المجتمع تقضي بالإبقاء على هذه المراسم .

إن رجال الدين عندما يتحولون إلى طبقة وفئة خاصة منظمة ومسلحة بأدوات تأثير قوية في الجماهير فإنهم يتحولون إلى مؤسسة رجعية قمعية تفقد صلتها بمبادئ الرسالة السماوية وأهدافها ويصبح همها هو الحفاظ على مصالح الطبقة وهيمنتها .
إن عددا من علماء الإسلام أنكروا هذه الخرافة وعارضوها أو أظهروا التقية تجاهها ولكنهم في معظمهم لا يتجرؤون على المواجهة الصريحة والدحض الصريح .[15]
وهكذا .....
وهكذا - والقلب ينزف أسى ولوعة- حول هذا الأصل العظيم أصل الدين كله ! التوحيد إلى ...
هذه الصورة الممسوخة من الطقوس الشركية الباطلة القائمة كلها على المال والجنس والمتاع الدنيوي بعيدا عن الدين الصحيح وسنة الرسول (ص) وتراث الائمة ( ع )
منقول
--------------------------------


[1]- فروع الكافى للكلينى 4/580 [2]- بحار الانوار للمجلسى 101/107
[3]- المسألة 9 من كراسة المسائل الدينية و اجوبتها للمرجع الدينى الاعلى السيد محمد صادق الصدر 2/5 [4]- منهاج الصالحين للخوئى 1/147
[5]- منهاج الصالحين للخوئى 1/147
[6]- منهاج الصالحين للخوئى 1/147 [7]- اصول الكافى للكلينى 1/69
[8]- فروع الكافى للكلينى 4/240 [9]- يا شيعة العالم إ ستيقظوا للدكتور موسى الموسوى 55
[10]- يا شيعة العالم إستيقظوا للدكتور موسى الموسوى 56 الحاشية
[11]- فروع الكافى 7/438
[12]- فروع الكافى 7/449
[13]- فروع الكافى 7/451
[14]- هكذا تكلم شريعتى لفاضل رسول 63-65
[15]- المرجع السابق مقتطفات من الصفحات 63-64-65


========

نقد الذات الشيعية الكاتب الشيعي فؤاد ابراهيم

نشير هنا الى أن ما يقرب من ثلاثة أرباع الروايات الشيعية ترجع الى الامامين الباقر والصادق، وبإمكان المرء أن يتصور كم هي عدد الرويات التي تسللت بإسم الامام الصادق الى المصادر الشيعية وانبثت في تراث الشيعة، وبالتالي كم مظلمة وقعت بحق مؤسس المذهب المشهود له بالتقوى والزهد والخوف من خالقه في نقل ما هو متطابق لكتاب ربه وسنة نبيه، فيما كان عدد من المدّعين نسبتهم اليه يضعون الرواية بإسمه ويبثونها بين الناس. وليس غريباً أن يكون الامام الصادق أكثر من وضع الغلاة أحاديث مدموغة بإسمه، فهو على العكس من أئمة المذاهب جميعاً كان يعيش في المدينة فيما كان الرواة عنه يعيشون في الكوفة، الأمر الذي أتاح لهم فرصة دعوى الانتساب اليه وفبركة الحديث بإسمه.

==========

محاضرة الدكتور آغاجاري التي حكم عليه بالإعدام في إيران بسببها

http://www.alsrdaab.com/vb/showthread.php?t=50480

نقد الذات الشيعية الكاتب الشيعي فؤاد ابراهيم

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=55418


النقد الذاتي وسلطة العوام للمفكر الشيعي فؤاد ابراهيم واتهام منتظري بانه عدو الزهراء

http://www.dd-sunnah.net/forum/showt...C7%ED%D1%C7%E4

قراء الحسينية ينشرون الاكاذيب / آية اللّه المطهري

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=59374

ملف المراجع و المرجعية الشيعية

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=55485

لقاء الملاك الطائر في شبكة أنا المسلم (( معلومات مثيرة))

http://www.dd-sunnah.net/forum/showt...E1%D8%C7%C6%D1

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=59390

لو بقى ما تحته خط أو عدلت الكلام ضاعت عقيدة الأخوة الشيعة

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=55911

رسالة المرجع الرستكاري إلى خامنئي من داخل السجن
فضيحة موقع هجر : موضوع تم اغلاقه بعد دقائق بخصوص ايران ونواب الحجة المنتظر !!!!!!!!!!

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=58313

اصول مراجع الدين الشيعة الخوئي الخميني حسن نصرالله

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=54554

http://dd-sunnah.net/forum/showthrea...t=43660&page=3

نموذج من الكذب الذي يمارسه المراجع على المقلدين الشيعة

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=27437
ملف فضائح
مراجع و مشايخ الشيعة

http://www.alsrdaab.com/vb/showthread.php?t=46468

============

ملخصات كتب
في اصلاح الفكر الشيعي من موقع اجتهادات

==========

»محو الموهوم وصحو المعلوم «
أو
السـبيل إلى عودة العزَّة والعَظَمَة والسيادة الإسلامية

للعلامة المجاهد حجة الإسلام السيد أسد الله موسوي ميرإسلامي المعروف بـ «أسد الله خرقاني» (1254-1355هـ / 1839–1936م)
يتضمَّن كتاب «محو الموهوم وصحو المعلوم أو السـبيل إلى عودة العزَّة والعَظَمَة والسيادة الإسلامية»، أبحاثاً دعويّةً وعقائديّةً وتاريخيّةً وروائيّةً قيِّمةً وقويّةَ الحجّة وجريئة، تضمنت من جملة ما تضمَّنَتْهُ نقداً جريئاً - ربما لأول مرة في تاريخ الشيعة - من عالم ومجتهد شيعي كبير لنظرية الإمامة الاثني عشرية القائمة على فكرة النص، ودافع بدلاً منها عن مبدأ البيعة والاختيار (وهو المبدأ الذي يذهب إليه أهل السنة في نظام الحكم)، وربما أمكن اعتبار كتاب محو الموهوم أول نقد ذاتي جريء لنظرية الإمامة الشيعية الإثني عشرية، وونقد للأدلة التي يسوقها الشيعة عادة على عقيدة النصّ خاصة واقعة غدير خم، وقد فتح «أسد الله خرقاني» بهذا الباب لعديد من المصلحين ممن خلفه في انتقاد أكثر جذريّةً لهذه النظرية فيما بعد.
- وجَّه العلامة السيد «أسد الله خرقاني» في كتابه هذا انتقادات شديدة للعلماء الساكتين في عصره الذين يلزمون الصمت أمام تغيير أحكام الشرع وإقصاء الإسلام عن الحكم كما وجه انتقادات لبعض الآراء والأفكار الشيعية الإمامية التقليدية السائدة في عصره، واعتبر أن أفضل فترة في تاريخ الإسلام التي ينبغي على المسلمين الرجوع إليها والاستلهام منها هي فترة الخلفاء الراشدين التي دامت أربعين سنة بعد رحيل النبيّ وكان الإسلام فيها في أوج نقائه وعظمته، واعتبر أن سبب انحطاط المسلمين تركهم العمل بأحكام الإسلام وشريعة القرآن وأن السبيل إلى عودة العزة والسيادة للمسلمين هو استلهامهم من فترة الخلفاء الراشدين واتخاذها أسوةً وأن هذا كفيلٌ بنهوض المسلمين من هذا الانحطاط الذي وقعوا فيه.
ودافع «أسد الله خرقاني» في هذا السياق عن النظام الجمهوري الإسلامي الذي ميَّزه تماماً عن النظام الجمهوري لدى سائر الشعوب والملل غير الإسلامية حيث أن النظام الجمهوري الإسلامي أساسه الدين وعبادة الله والمساواة الدينية والأخوَّة الإسلامية أما الجمهورية لدى الآخرين فهي انتخاب رئيس جمهور بهدف الرقي بالبلاد فقط مع الحفاظ على العقيدة المادية الدهرية، أي أن الهدف مادي محض.
وضمن دفاعه عن صحة الجمهورية طرح خرقاني نظرية الانتخاب والاختيار للإمامة مخالفاً بذلك نظرية النص الإمامية الاثني عشرية وشكك في هذا السياق في دلالة واقعة الغدير وفي دلالة الآيات التي يستند إليها الإمامية لإثبات نظريتهم في الإمامة القائمة على النص والتعيين الإلهي لأولي الأمر. من هنا كان كتاب «محو الموهوم وصحو المعلوم» من الكتب التي أحدث دوياً في عصره وأثَّرت كثيراً في الأفكار الإصلاحية التجديدية اللاحقة. هذا وكان «أسد الله خرقاني» أيضا من أوائل الداعين بجدِّيَّة وصدق إلى وحدة المسلمين واتفاقهم وإنهاء عهد الفرقة والنزاع بين فريقي الإسلام الكبيرين.
ومن الجهة أخرى كان «أسد الله خرقاني» أيضاً الإرهاصة الأولى لحركات الإسلام السياسي ذات المنحى التجديدي في الفكر الديني الذي أثمر فيما بعد تنامي التيارات المطالبة بالحكم الجمهوري الإسلامي وإنهاء الحكم الملكي، تلك الحركات التي تحقق لها النجاح بعد قرابة نصف قرن من خلال انتصار الثورة الإيرانية عام 1979، التي أقامت النظام الجمهوري و أنها 25 قرناً من الحكم الملكي الاستبدادي المطلق في بلاد فارس.


=====

طريق الاتحاد»

للأستاذ الفاضل/ حيدر علي قلمداران

- الكتاب نقد علمي مدلَّل لعقيدة الشيعة الإمامية في أن النبي صلى الله عليه وسلم نصَّ بأمر الله تعالى بالوصية على خلافة عليٍّ بعده، وعلى خلافة الأئمة الاثني عشر كذلك، وتفنيد لعقيدة أن الأئمة مفترضو الطاعة على العالمين مِن قبل الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم.
- أثبت المؤلف عدم صحة عقيدة النصّ وعدم صحة الأحاديث والأخبار الواردة من طرق الشيعة والمنسوبة للأئمة بهذا الصدد.
- كما أثبت المؤلف عدم إمكانية وجود النص والوصية قرآنيا لأن القرآن يؤكد عظمة وعلو مقام الصحابة مما يبين استحالة تواطئهم ضد أمر النبي صلى الله عليه وسلم.
- وردّ المؤلف عقيدة النص عقلاً و شرعاً وبدلائل تاريخية عديدة من أقوال وسيرة وأفعال الأئمة من آل البيت ذاتهم التي لا تنسجم مع وجود مثل هذا النص السابق المدَّعى.
- كما بين المؤلف في الفصل الأخير من كتابه تفرق الشيعة بعد وفاة كل إمام إلى عدة فرق و اختلافهم حول الإمام الجديد الذي خلف الإمام المتوفى و بيَّن أن هذا بحد ذاته أكبر دليل على عدم وجود النص السابق من النبي صلى الله عليه وسلم على الأئمة و إلا لأخبر به الأئمة أتباعهم ولما حصلت كل تلك الاختلافات والفرق!.

=====

بحث في زيارة المزارات وأدعية الزيارات»

للأستاذ الفاضل/ حيدر علي قملداران

- يدرس المؤلف في هذا الكتاب موضوع عادة التردد في مواسم مختلفة إلى زيارة قبور الأئمة الصالحين من آل الرسول صلى الله عليه وسلم أو ما يطلق عليه اسم العتبات المقدسة؛ (وهو أحد الشعائر الهامة التي يمارسها الشيعة الإمامية و غيرهم و يولونها أهمية بالغة) التماساً للثواب وللبركة من أصحابها و لطلب تفريج الكروب و تلبية الحوائج منهم.
فيبيِّن أن لا أساس لهذه العبادة في الإسلام بل قد تم النهي عن زيارة القبور في صدر الإسلام ثم سمح بها لتذكر الآخرة فقط كما ورد المنع عن اتخاذ القبور مساجد وعن اتخاذ قبر النبي صلى الله عليه وسلم عيداً.
- يبدأ المؤلف بذكر الدلائل العقلية والتاريخية على نفي استحباب زيارات المراقد في الإسلام وأن مثل هذه العبادة لم يكن لها وجود في صدر الإسلام بل بقي قبر النبي صلى الله عليه وسلم قرابة قرن دون أن يأتي المسلمون خصيصا إلى زيارته من بلدانهم.
- ثم يشرح المؤلف علة اهتمام الشيعة الإمامية المفرط بالزيارات ووضع الأحاديث في فضائلها ويرى أن هذا أثر من آثار الأحاديث الباقية من الفرق الضالّة المغالية القديمة التي تسربت أخبارها المدسوسة للأسف إلى كتب الحديث الإمامية،
- ثم يبين المؤلف أضرار أحاديث الزيارة وخصومتها لآيات القرآن، وضعف روايات فضائل زيارات قبور الأئمة في ضوء علم الرجال.
- ثم يمحّص دعاء «الزيارة الجامعة الكبيرة» وينقدها سندا ومتنا ويبين العبارات الشركية التي فيها.
- وأخيرا يدرس المؤلف أصل ومنشأ تعظيم القبور والغلوّ في الأموات و الآثار السيئة للبناء على القبور في بلاد المؤلف (إيران) ويذكر الأحاديث الواردة في النهي عن تعمير القبور والنهي عن الغلوّ في الإسلام.

========

«فتح البيان فيما روي عن علي من تفسير القرآن»

للعلامة المجتهد المحقق حجة الإسلام السيد/ مصطفى الحسيني الطباطبائي

من المعروف أن أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب رضوان الله عليه كان من أكثر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اهتماماً بالقرآن الكريم كتابةً وتدويناً وحفظاً، وأعلمهم قاطبةً بتفسيره، وأعرفهم بمحكمه ومتشابهه وتأويله.. إلا أنه لم تصل إلينا جميع آثار علي بن أبي طالب في التفسير، ولم يبق منها إلا القليل المتفرق في الكتب كالدرر المنثورة... لذا أراد مؤلف هذا الكتاب أن يجمع ما روي عن علي بن أبي طالب عليه السلام من بدائع التفسير لآيات الذكر الحكيم، ولطائف الاستنباط من نصوص الكتاب المبين، من جميع المصادر الموثوقة الشيعية الزيدية أوالإمامية أو السنية؛ هذا وقد اشترط المؤلف على نفسه أن لا يذكر من الأحاديث والآثار إلا ما وافق منطوق القرآن ومفهومه تاركاً ما رواه الوضاعون والغلاة.
- بدأ المؤلف بمقدمة ممتازة و فصول يبين فيها منـزلة القرآن الرفيعة والعظيمة والأساسية، ومدى اهتمام الإمام البالغ بالقرآن كتابةً وحفظاً وتفسيراً وتأويلاً ومدى حثه المسلمين على تلاوته وتدبّره والعودة إليه عند كل فتنة ولحل كل خلاف فهو حبل الله المتين و المرشد من الضلال المبين والهادي إلى الصراط المستقيم ...
- ثم عقد فصلاً حول تفسير علي بن أبي طالب لبعض آيات القرآن في مجال العقيدة و فصلاً بعده حول تفسيرات الإمام علي لبعض آيات الأحكام والمسائل الفقهية.
- ثم فصلاً ذكر فه نماذج لتفسيرات الإمام علي لكثير من الآيات المتفرقة التي لا يجمعها جامع.
- وأخيراً ذكر فصلاً بين فيه شذرات من استشهادات الإمام الكثيرة بآيات التنـزيل العزيز في خطبه ومواعظه وجهاده ومواقفه...
(ملاحظة: وقد قام الأستاذ سعد رستم كذلك بإعادة ترتيب الكتاب وتنظيمه، وأضاف إليه يسيراً مما فات المؤلف ذكره مما يفي بشرطه من دواعي الصحة والقبول من روائع تفاسير الإمام، فجاء هذا السفر جامعا مانعاً بفضل الله).

========

«طريق النجاة من شر الغلاة»
بحث حول الشفاعة وحقيقتها وبحث حول الغلاة

للأستاذ الفاضل/ حيدر علي قملداران

يتضمن الكتاب بحثان:

الأول: بحث في حقيقة الشفاعة الصحيحة ومفهومها في الكتاب والسنة وفيه:
- يردّ المؤلف على التصور المغالي بشأن شفاعة الأئمة لجميع شيعتهم ممن يتوسل بهم ويزور قبورهم ويذرف الدموع في مآتمهم وأنهم يدخلن المستشفعين بهم الجنة ولو لم يكن لهم نصيب من الأعمال الصالحة وماتوا مصرين على كبائر كالجبال الرواسي.
- ثم يثبت المؤلف أن مثل ذلك المفهوم الخاطئ للشفاعة يناقض القرآن الكريم بل ويناقض ما ورد من الراويات الصحيحة عن آل الرسول الذين نفوا بكل صراحة و وضوح شفاعتهم وإنقاذهم للعصاة وأكدوا أنهم لا يغنون عن أحد شيئاً وأن النجاة يوم القيامة لا تكون إلا بالتقوى والورع والعمل الصالح،
- وأخيرا يمحص المؤلف أحاديث الشفاعة المروية من طرق الشيعة ويبيِّن ضعفها جميعاً وأنها من وضع الغلاة الكذابين كما تشهد بذلك كتب الرجال الشيعية ذاتها.

والبحث الثاني: حول الغلو و الغلاة و فيه:
- يدرس المؤلف مبدأ نشأة الغلوّ في الإسلام وبين الشيعة بشكل خاص، و يبين مخاطر الغلو ومفاسده و مناقضته لتعاليم الإسلام لا سيما للتوحيد الخالص الذي هو ركن الإسلام الأساس.
- ثم يوضِّح كيفية تسرُّب بعض عقائد الغلاة القدماء إلى المتأخرين من الشيعة رغم براءة أئمة أهل البيت من الغلو ولعنهم الغلاة و تحذيرهم أتباعهم منهم وأنهم أشد خطراً على الإسلام من اليهود والنصارى،
ويبين المؤلف كيف تمكُّن الغلاة من دسّ كثير من أخبار الغلوّ بين الآثار الصحيحة المروية عن الأئمة من آل البيت مما جعل كتب حديث الشيعية ممتلئة من أحاديث الغلو المنسوبة إلى الأئمة وهم منها براء.

========

«الإسلام والرجعة»

للأستاذ الفاضل/ عبد الوهاب فريد التنكابني

- تدور فكرة الكتاب الأساسية حول نفي عقيدة «الرجعة» التي أصبحت من العقائد المغالية المقبولة لدى الشيعة الإمامية و بيان بطلانها من أساسها، وبيان وضع جميع الأحاديث التي تتحدث عنها، ومن خلال ذلك يقدم المؤلف دراسة جريئة و سبَّاقة حول حركة وضع الحديث لدى المسلمين بشكل عام والشيعة بشكل خاص ويبين أن العودة إلى القرآن الكريم هي السبيل الأمثل لتنقية التراث الحديثي الإمامي المليء بالموضوعات والأكاذيب والخرافات:
- يبدأ المؤلف كتابه بمقدمة عن أن الإسلام دين العقل والتفكير والحكمة والعلم والمنطق ودين الوسطية.
- ثم يبين ضرورة نبذ الخرافات الدخيلة إلى الإسلام ونبذ كل أشكال التعصّب، ثم العودة إلى القرآن الكريم، وحكم العقل الصريح.
- وينتقل بعدها إلى توضيح ضرورة عدم قبول كل عقيدة عن الآباء والأجداد إلا بعد تمحيصها لأن الأمور الاعتقادية مبناها على العلم وليس على الظن.
- ثم يبدأ بشرح ظاهرة «وضع الحديث» وأسبابها ودواعي وضع الحديث بشكل مفصَّل على نحو لم تعرفه الثقافة الشيعية من قبل ثم يبيِّن معايير كشف الحديث الموضوع.
- بعد ذلك يناقش المؤلف موضوع «الرجعة» مناقشة علمية تفسيرية روائية حيث يفنِّد الاعتقاد بها ويبين أنها من وضع الغلاة ويعرج على جميع أحاديث الرجعة التي جمعها المجلسي في بحار الأنوار ويفندها واحدا واحدا سندا ومتنا ليصل إلى أن هذه العقيدة دخيلة وتخالف القرآن الكريم.
- وفي الختام يرد المؤلف على من يستدل ببعض آيات القرآن الكريم لإثبات الرجعة ويبين أن الآيات التي يتمسكون بها لا تفيد دعواهم، و يدعو في النهاية إلى نبذ كل أشكال الغلو و التعصب وتقليد الآباء والأجداد تقليدا أعمى حتى لا يقع المسلمون فيما وقع فيه اليهود والنصارى من قبل و يقول أن هذا قد حصل للأسف لكنه يدعو للإصلاح والعودة إلى منابع الإسلام و أخلاقه الأصيلة والتوحيد الخالص.

=======

«الخرافات الوافرة في زيارات القبور»

لآية الله العظمى العلامة السيد/ أبو الفضل بن الرضا البرقعي القمي
يثبت المؤلف في هذا الكتاب أن ما يقوم به عوام قومه من الشيعة الإمامية من كثرة التردد إلى زيارة مراقد الآئمة من آل الرسول و قبور ذراريهم لطلب الحوائج منهم بحجة الاستشفاع بهم إلى الله، عمل بدعي شركي، وعمل لا طائل تحته ولا ينفع أصحابه القائمين به بل يضرهم، لأن من يناديه هؤلاء الزوار من العباد الصالحين الأموات قد انتقلوا بعد موتهم إلى عالم آخر هو عالم البرزخ، وانقطعت صلتهم بالدنيا، فهم لا يسمعون من يناديهم و لا يستجيبون لمن يستغيث بهم ويستصرخهم.
وقد قام المؤلف بدراسة شاملة وتمحيص لمتون جميع الروايات و الأحاديث الواردة في كتب الشيعة الإمامية المنسوبة إلى أئمة أهل البيت حول فضائل زيارات القبور وما أعد للزائرين من عظيم الأجر والثواب، لا سيما التي ذكرها المجلسي في كتابه بحار الأنوار، فنقدها حديثا حديثا، و وَزَنَهَا بميزان القرآن الكريم ثم التاريخ والعقل، وَخَرَجَ بنتيجة مفادها أن جميع ما رُوِيَ في فضائل وأجور زيارات القبور لا يوجد فيها حديثٌ صحيحٌ واحدٌ! وأنها مما وضعه الغلاة والوضاّعون في العصور اللاحقة على زمن الأئمة من آل الرسول. كما درس المؤلف متون الزيارات المروية دراسة ناقدة فبين أن أغلبها باطل موضوع إذ يتضمن عبارات تخالف القرآن ومبالغات في تعظيم الأئمة لا يقرها الشرع و تنافي روح التوحيد.
وأجمل ما في كتابه أنه قارن هذه الروايات الموضوعة المغالية بما صح عن أئمة العترة النبوية بدءاً من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ثم سائر الأئمة الكرام من وُلْدِهِ من أدعية توحيديّة خالصة ومن روايات يرفضون فيها المغالاة بحقهم والتجاوز في إطرائهم وتعظيمهم، ومن تأكيدهم على أن الله قريبٌ من الداعين لا يحتاج إلى الاستشفاع لديه بشفعاء ولا التوسل إليه بوسطاء بل هو قريب مجيب بابه مفتوح للسائلين حتى من العصاة والمذنبين، وهو أكرم مسؤول و خير مأمول..الخ، كما جاء في نصوص ذكرها من أدعية «الصحيفة العلوية» المروية عن علي بن أبي طالب، أو «الصحيفة السجادية» الشهيرة المروية عن الإمام زين العابدين السجاد، أو نصوص ممتازة اقتبسها من «نهج البلاغة» مما جمع الشريف الرضي من كلام أمير المؤمنين علي، أو غيرها من الأدعية الصحيحة الأخرى الموجودة في الموروث الروائي الشيعي الصحيح.







 
قديم 07-09-11, 12:13 PM   رقم المشاركة : 2
جاسمكو
عضو ماسي






جاسمكو غير متصل

جاسمكو is on a distinguished road


»أسرار ألف عام«

تأليف/ علي أكبر حكمي زاده

كتاب «أسرار ألف عام» تأليف علي أكبر حكمي زاده عبارة عن نقد ذاتي لاذع، ديني واجتماعي، وجَّهه مؤلِّفه إلى كثير من الأعمال والعقائد الشيعية السائدة في إيران في عصره في النصف الأول من القرن العشرين الميلادي (انتشر الكتاب عام 1944م)؛ فقد انتقد مثلاً تشييد القباب والأضرحة على القبور والتردد لزياراتها وطلب الحوائج والشفاء من أهلها، واعتبر ذلك وثنيةً تناقض «التوحيد» الذي هو أساس الإسلام وركنه الركين. كما انتقد بسخرية الاعتقادات المغالية في قدرات أئمة أهل البيت عليهم السلام، والخرافات السائدة بشأنهم في المجتمع، وموضوع الاستخارة والاستشفاء بالتربة وما إلى ذلك. كما نقد فكرة «الإمامة» في التصور الشيعي مبينا أنها صارت من الناحية العملية أهم من النبوة رغم أن المفروض أن تكون أدنى درجة منها بكثير، وأنها - أي الإمامة- أُخْرِجت في الفكر الشيعي (الإمامي) عن سياقها الأصلي البسيط في الإسلام. كما نقد المؤلف أيضاً بعض أحكام الفقه الشيعي لا سيما تلك المتعلقة بالطهارة والنجاسة، وبالزكاة والخُمس. والأهم من كل ذلك نقده الصريح للموروث الحديثي وكتب الرواية والأخبار لدى الشيعة إلى درجة أنه دعا إلى نبذ الحديث كلَّه جملةً وتفصيلاً، وأتى بنماذج لبعض الروايات المخالفة للعقل والعلم والحس والموجودة في كتب الحديث الشيعية الإمامية.
ولم يقتصر «حكمي زاده» على طرحه النقدي الديني فحسب بل تعرَّض أيضاً في قسم جيِّد من كُتَيِّبه أو رسالته هذه إلى مناقشة موضوعات سياسية واجتماعية تتعلّق بالحكومة والدولة والقوانين الوضعيّة، حيث انتقد بشدة الدعوة إلى ولاية الفقيه وإلى تحكيم الشريعة بصورتها الحالية معتبراً القول بصلاحية هذه الشريعة الإسلامية لكل زمان ومكان شعاراً لا أساس واقعيَّ له! واعتبر أن تطبيق هذه الشريعة بصورتها الحالية هو بمثابة قراءة الفاتحة على البلاد والعباد! على حد قوله. ودعا بدلاً من ذلك إلى اتّباع العقل والعقلانية والأخذ بقانون الطبيعة، مكرِّراً في رسالته القول بأن العقلَ رسولَ الله القريب للإنسان، مبدياً إعجابه بدولة وحكومة الملك «رضاه شاه» وسياساته في العصرنة، فدافع عنها أمام هجمات علماء الدين عليها التي لا مُسوِّغ لها سوى المصالح والأغراض الشخصية في نظره.
لا عجب إذن أن نجد هذا الكُتَيِّب على صغره قد أثار غضب الأوساط الدينية وسخطها، حيث رأت في كتابه هجوماً على الدِّين والتشيُّع، وتحدّيّاً لمشروعها الداعي إلى العودة إلى الإسلام (ضمن إطار المذهب الشيعي الإمامي السائد في البلاد)، و وجوب تحكيم الشريعة والفقه الإسلامي في الدولة والمجتمع، ورفض ومناهضة الاتجاه التغريبي الذي كان الحُكْم المَلَكِي سائراً فيه.
وباختصار فإن كُتَيِّب «حكمي زاده» على صغره حفل بالكثير من الموضوعات الحساسة، وطرح أفكاراً كثيرةً، فيها الغث والسمين والصالح وما يقبل النقاش وما تجاوزه الزمن، والملفت أن كثيراً مما طرحه ترك آثاره المستمرّة لاحقاً، ولا يزال موضع نقاش وجدل وأخذ و ردّ في الأوساط الثقافية والدينية في إيران بشكل خاص، وفي أوساط الشيعة بشكل عام حتى اليوم!
ولد «علي أكبر حكمي زاده» في مدينة «قم» وسط إيران لعائلة متديّنة، إذْ كان والده حجة الإسلام والمسلمين الشيخ مهدي قُمِّي پايين شهري، أحد أبرز علماء مدينة «قم» في وقته، إلى درجة أنه كان هو الذي استقبل واستضاف المرجع الكبير آية الله الشيخ عبد الكريم الحائري حين انتقل من أراك ليستقر في قم ويؤسس فيها الحوزة العلمية (أي مركز الدراسات الدينية) عام 1340 هـ. ق.، كما كان الشيخ مهدي قُمِّي پايين شهري صهراً لآية الله أبي الحسن الطالقاني والد مرجع التقليد الإيراني المناضل الشهير آية الله السيد محمود طالقاني، مما يعني أن «حكمي زاده» كان ابن أخت المرجع المجاهد آية الله طالقاني.
نشأ «علي أكبر حكمي زاده» في هذا الجو العلمي الديني في قم فبدأ حياته طالباً للعلوم الشرعية وقطع في دراستها شوطاً جيِّداً حتى كتب حاشيةً على كتاب «الكفاية في أصول الفقه» للآخوند الخراساني، الذي يُعَدّ آخر كتاب أصوليٍّ يُدَرَّس في مرحلة السطح. وبهذا صار «حكمي زاده» في سلك علماء الدين الشيعة التقليديين، ولبس العمَّة ولباس علماء الدين التقليدي، بل أصبح من قرَّاء المراثي في منابر مجالس العزاء الحسيني ومآتم آل البيت، وقد ذكر المؤرخ «رسول جعفريان» عنه أنه كان من خطباء المنابر المُفَوَّهين وقُرَّاء المراثي الجيِّدين.
يظهر أن «علي أكبر حكمي زاده» كان منذ بدايات تعلمه ذا نفسية ناقدة ثائرة على ما حولها، وقد تأثر بفكر العلماني الملحد «أحمد كسروي» وبدأ يتحول شيئاً فشيئاً عن اتجاهه الديني التقليدي نحو اتجاه عقلاني عصـراني رغم أنه لم يصل إلى حد الإلحاد وإنكار أساس الدين بل بقي يظهر إيمانه بأساس الإسلام، لكنه أخذ ينتقد معظم العقائد والأعمال الشيعية الرائجة في بلاده باسم الدين، ويدافع عن سياسات الملك «رضا خان» التغريبية. وخلع «حكمي زاده» عن نفسه لباس المشيخة ثم ألف كُتَيِّبَه أو رسالته التي اشتهر بها أعني رسالة «أسرار ألف عام» ونشرها كملحق في مجلة «پرچم» عام 1322 هجرية شمسية، (الموافق لعام 1363 هـ. ق. أو 1944م) وهاجم فيها، بنقد لاذع وساخر، كثيراً من العقائد والأعمال الرائجة بين الشيعة الإمامية في بلاده، ورفض فكرة صلاحية الشرع لكل زمان ومكان، وإمكانية تطبيق الشريعة الإسلامية بالوضع التي هي عليه في المجتمع، ودعا إلى اتباع قانون العقل وقانون الطبيعة، والتأقلم مع العصر الحديث.
وأحدث برسالته هذه هزة في الأوساط الدينية، حَدَتْ باثنين من أكابر مجتهدي الشيعة الأعلام في عصره لكتابة ردٍّ عليه، هما آية الله الخالصي، وآية الله الخميني.
اتجه «حكمي زاده» بعد ذلك للعمل التجاري (تربية الدواجن) وتخصص وبرع فيه، وخفت ضوؤه ولم يعد أحد يسمع به، حيث بقي بعيداً تماماً عن الساحة العلمية والدينية، حتى أدركته الوفاة في طهران سنة 1407 هـ. ق. أي 1987م.

====

»توحيد العبادة «

للعلامة المصلح آية الله الشيخ شريعت سنكلجي

يعالج المؤلف في كتابه هذا ما انتشر واستشرى لدى عوام المسلمين من أعمال شركية يرى أنها تتناقض تناقضاً صارخاً مع توحيد العبادة الذي يقرون به بألسنتهم، فينتقد كثيراً من العقائد والممارسات التي أصبحت رائجة بين المسلمين لا سيما بين عوام الشيعة الإمامية عند مراقد أئمة أهل البيت عليهم السلام وذراريهم من حجٍّ إلى مشاهدهم والسجود عند عتباتهم والصلاة إلى قبورهم والطواف حول أضرحتهم داعين أصحابها لكشف الكُرَب وتلبية الحاجات ناذرين لهم النذور أو ذابحين باسمهم القرابين، متذرعين بأنهم إنما يفعلون ذلك ليشفع لهم صاحب القبر عند الله، بل إن بعضهم يرى أن للولي والصالح قدرة على فعل الخوارق والتصرف في الكون بذاته بعد وفاته، كما ينقد توسل العوام بالأحجار والأشجار واعتقادهم بالتنجيم والخرافات وتطيرهم وتعليقهم التمائم التي يتوكلون ليها ويعتقدون التأثير فيها، فيعقد لكل من هذه الأعمال فصلاً يبين فيه أنها أعمال شركية تتنافى مع توحيد العبادة الذي هو أساس الإسلام، ويأتي على ذلك بالأدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية.
يبدأ المؤلف كتابه بحديث بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ، فيشرح الحديث مبينا دلالته على غربة الإسلام في هذا العصر بسبب بعد الناس عن جوهر تعاليمه لا سيما «توحيد العبادة» الذي يبين أنه قطب رحى القرآن
ثم يبين المؤلف أن التوحيد قسمان: توحيد الربوبيَّة وتوحيد الألوهيَّة والعبادة ويشرحهما ثم يعقد فصلاً لبيان حقيقة العبادة ومعناها وأهميتها وأفضل العبادة.
ثم يبين المؤلف في فصل آخر أن الشرك على قسمين: شركٌ أكبر وشركٌ أصغر.
ثم يبدأ بشرح نماذج وأنواع من الشرك الذي وقع فيه العوام مثل لبس الخاتم أو الخيط وأمثالها لرفع البلاء أو دفعه، ومثل التبرُّك بشجرةٍ أو حَجَرٍ ونحوها.
ثم يعقد فصلاً لبيان أن أحد أنواع الشرك: الذَّبح وتقديم القرابين لِغَـيْرِ الله، وفصلاً لبيان أن من الشرك أيضاً النذر لغـير الله والاستغاثة بغـير الله ودعاء غيره. ويستدل على كل ذلك بآيات من القرآن الكريم وبأحاديث مروية في كتب الفريقين عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ثم يعقد فصلاً لبيان أن من الأنواع الأخرى للشرك: «التنجيم» ويفصل في معنى التنجيم ومصدره وما يتضمنه من اعتقادات فاسدة تخالف التوحيد
ثم يعقد فصلاً في بيان أن من أنواع الشرك الأصغر: التطيُّر والتشاؤم، ويشرح أمثلة على ذلك.
ثم يعقد فصلاً آخر في بيان أن سبب كفر بني آدم وتركهم دينهم الغلوّ في الأنبياء والصالحين، فيشرح حقيقة الواسطة بين الحقِّ والخَلْقِ التي زل في فهمهما كثير من الخَلْق
وهكذا يمضي المؤلف في بيان كل مظاهر الشرك والخرافات التي ابتلي بها العوام ويوضِّح معنى السببية وحقيقتها وخطأ الناس في الأسباب وعدم انتباه المشركين إلى مسبب الأسباب، لينتهي بعد ذلك إلى فصل يبين فيه بدء عبادة الأصنام بين البشر، وأن ذلك كان بسبب عبادة الأموات وأنه لهذا السبب وضع الإسلام أحكاماً لحفظ التوحيد وسد باب عبادة القبور لأنها كانت السبب في نشأة الشرك من عبادة الأحجار والأشجار.
وأخيراً يعقد المؤلف فصلاً يبين فيه أن التوحيد مبدأ الفضائل كلها، وفصلاً يبين فيه سبب نشأة الشرك والخرافات بين المسلمين، ويبين أن المسلمين اليوم ابتعدوا كثيراً عن جوهر التوحيد ولم يعد بينهم وبين سائر الملل فرق كبير، ويدعو للعودة للتوحيد الناصع والنقي من خلال نبذ الخرافات وترك تقليد الآباء والعودة إلى التمسك بحبل الله المتين القرآن المبين، وسنة خاتم النبيين.

=====

«طريق النجاة من شرّ الغلاة»

للأستاذ الفاضل/ حيدر علي قلمداران القمي

الجزء الأول: بحث حول «الولاية» وحقيقتها

في الستينات من القرن الماضي (الميلادي) ظهر في قم/إيران، شيخٌ من المنتسبين إلى العلم يُدْعى «أبو الفضل النبويّ»، ولقَّبه من نشـر كتابه بلقب آية الله العظمى زوراً وبهتاناً، وألف كتاباً (بالفارسية) سمَّاه «اُمرايِ هستي» (أي أمراء الكون) نحى فيه منحىً مفرطاً في الغلوِّ بـزَّ فيه كلَّ من سبقه من الغلاة!! إذْ جعل فيه المعصومين الأربعة عشـر -على حد قوله- (أي النبيّ وفاطمة الزهراء والأئمة الاثني عشر) حُكّاماً وأمراء على عالم الوجود يُسَيِّرون جميع الكائنات ويدبِّرون جميع شؤون المخلوقات، فيحيون ويميتون ويرزقون ويشفون، ويقسمون أرزاق العباد ويقومون على شؤونهم... وأن إياب الخلق إليهم وحسابهم عليهم.. واعتبر أن لا شركَ في ذلك لأن كل ذلك يتم بإذن الله لا استقلالاً منهم عن الله!! وَزَعَمَ أن هذه هي الولاية التكوينية المطلقة التي بيَّنها الله تعالى في كتابه بقوله: ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا﴾[المائدة/55]!!، كما فسّـَر الشفاعة على نحو يجعل النبيَّ والأئمّة أصحاب حق مطلق وكلمة لا تُردّ في إنقاذ جميع من انتسب إليهم ووالاهم من عذاب يوم القيامة ولو أتوا بأعمال شركية وبذنوب كالجبال الرواسي.... إلى غير ذلك من أصناف الغلوّ التي لا يقرِّها قرآن ولا شرع وتتنافى تماماً مع التوحيد الذي هو أساس الإسلام.
فقام الأستاذ الفاضل «حيدر علي قلمداران القُمِّيّ» - الذي يُعَدُّ من أبرز أعلام الاعتدال والتصحيح من الشيعة الجعفرية في إيران في القرن المنصـرم - فردّ عليه ردَّاً شاملاً مبيِّناً مخالفة أقواله للقرآن الكريم والسنة المطهرة الصحيحة وتعاليم أئمة العترة النبوية، فألف كتاباً بالفارسية من خمسة مباحث أسماه «راه نجات از شرِّ غلاة» (أي طريق النجاة من شر الغُلاة) ضمَّنه المباحث التالية:
1- «بحث در ولايت و حقيقت آن» أي بحث في الولاية وحقيقتها.
2- «بحث در اختصاص علم غيب به خدا» أي بحث في اختصاص علم الغيب بالله.
3- «بحث در شفاعت وحقيقت آن» أي بحث في الشفاعة وحقيقتها.
4- «بحث در باره غلاة» أي بحث حول الغلاة.
5- «بحث در باره زيارت» أي بحث حول زيارة المراقد.
وهذا الكتاب الحالي ترجمة للعربية للبحثين الأولين أي بحث في الولاية وحقيقتها وبحث في اختصاص علم الغيب بالله.
- في بحث الولاية وحقيقتها بدأ المؤلف قلمداران بنقد العبارات الشركية في افتتاحية كتاب «أمراء الكون» وأتبع ذلك بنقد علمي لتفسير صاحب كتاب «أمراء الكون» لمعنى «الولاية» مبيِّناً تخبُّطات هذا المُتسمّى بآية الله العظمى في محاولاته لحل الإشكالات العقلية المترتبة على تفسيره للولاية.
- وبين قلمداران معنى الولاية الصحيح وأوضح الدلائل على بطلان ادعاءات صاحب كتاب أمراء الكون، وجادل في أن مجرد وجود قصص وأخبار عن معجزات و خوارق عديدة وغريبة للأئمة لا يكفي دليلاً على حصولها وعلى إثبات تلك الولاية المدَّعاة لهم، كيف وبعض الصوفية يروون مثل تلك الخوارق وأعظم منها في بعض كتبهم عن مرشديهم وأقطابهم.
- وأخيراً بيَّن قلمداران اعتراف أبي الفضل النبوي بعدم ادّعاء الأئمّة لمقام الإمارة على الكون! وبيَّن محاولته الفاشلة للإجابة عن هذا الإشكال، وهكذا أتى المرحوم قلمداران على أقاويل أبي الفضل النبوي وأبطلها من جميع الجهات.
الجزء الثاني: بحث حول اختصاص علم الغيب بالله
ثم في بحثه الثاني حول اختصاص علم الغيب بالله، بيَّن الأستاذ قلمداران موقف القرآن والأئمَّة من دعوى علم الأئمَّة بالغيب، وأثبت بالكتاب والسنة أن النبيُّ لا يعلم من الغيب سوى الوحي! كما أثبت بروايات صحيحة عن أئمة أهل البيت أن الأئمة الأطهار عَليهِمُ السَّلام يبرؤون من القول بهذه العقيدة.
ثم بين قلمداران كيف كانت عقيدة أصحاب الأئمَّة أنفسهم فيهم عَليهِمُ السَّلام وأنهم ما كانوا يرونهم عالمين بالغيب مطلقاً لا بل كان بعض خُلَّص أصحاب الأئمّة لا يرى الأئمة عالمين بالفقه الإسلامي بشكل كامل، ويجيز عليهم الخطأ في ذلك.
ثم عرَّج قلمداران على بيان سيرة الأئمة (ع) وما تقوله بشأن علمهم بالغيب! فبيَّن كيف أن سيرتهم بحد ذاتها تثبت بما لا يدع مجالا للشكل لدى أي منصف متحرر من التقليد الأعمى والتعصب أنهم - أعني الرسول والأئمة - ما كانوا يعلمون الغيب أبداً.
ثم نقل قلمداران أقوال كبار علماء الشيعة المحققين القدماء في نفي علم الأئمَّة بالغيب.
بعد ذلك عقد قلمدارن فصولاً شرح فيها الدافع لهذا النمط من التفكير المُغَالي المعاند للدليل. وبين أن علم الغيب غير مفيد للإنسان وأوضح أخيراً المفهوم الصحيح لـ«الإمام» و«الإمامة» والمعـنى الحقيقي للتوسُّل و«الوسيلة» وحقيقة مفهوم الشفاعة وما أصابه من تحريف.
وتم إلحاق الكتاب برسالة «سهو النبيّ» وبيان آراء العلامة المحقِّق آية الله الحاجّ الشيخ محمد تقي الشوشتري بشأنها. لأن هذا أيضا يصب في نفي علم الأئمة المطلق وعلمهم بالغيب.

========

»بحث عميق في مسألة الخمس في الكتاب والسنة «

للأستاذ الفاضل/ حيدر علي قلمداران القمي

يعالج المؤلف في كتابه هذا مسألة القول بوجوب دفع خمس أرباح المكاسب والتجارات والصناعات والزراعات وغيرها من المكاسب في الفقه الإمامي الاثني عشري والتي فارَقَ بها فقه سائر المذاهب الإسلامية حتى الشيعية منها كالزيدية والإسماعيلية الذين لم يروا وجوب مثل هذا الخمس، فيبيِّن بدايةً أهمية هذه المسألة وآثارها، ثم يبيِّن مصدر هذه الفتوى فيتتبَّع نشأتها ويدرس مستنداتها دراسة نقدية تأصيلية ويصل من خلالها إلى أنه لا أساس من الصحة لهذه الفتوى ولا دليل عليها من القرآن، مبيِّناً أن آية ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِـلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ ...﴾ [الأنفال/41] التي هي المستند الأساسي للقائلين بخمس المكاسب والأرباح، خاصَّةٌ بغنائم الحرب فقط، فأصل الخمس في بداية الأمر كان ذلك الخمس الذي يؤخذ من غنائم دار الحرب ويوزَّع على ذوي القربى واليتامى والمساكين وأبناء السبيل، وكان لفقراء بني هشام سهم منه أيضاً تحت إشراف النبيّ -صلى الله عليه وآله وسلم- يعطي منه من شاء منهم. ثم أضيف إلى ذلك خمسُ المعادن والركاز (الكنوز الدفينة المكتشفة)، بوصفه مقداراً من مقادير الزكاة الواجبة في ذلك النوع من أموال الزكاة ليس أكثر، وأما الأحاديث التي عممت خمس الغنائم لتشمل كل ما يكسبه الإنسان فهي جميعاً أحاديث مخدوشة سنداً أو متناً ولا تتسق مع تعاليم الإسلام والقرآن التي تساوي بين جميع البشر ولا تميِّز طائفة أو قبيلة أو عشيرة على أخرى، بل تقرر أن أكرم الناس عند الله أتقاهم وأن الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- لم يسأل على رسالته أي أجر مادي.
ويصل المؤلف من خلال بحثه إلى أن إيجاب هذا الخمس المدعى (من جميع المكاسب والأرباح) بدعة ليس لها ما يسندها فلا النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- ولا أمير المؤمنين علي عليه السلام ولا سائر الأئمة من آل الرسول كانوا يأخذون مثل هذا الخمس أو يعطونه لأقربائهم من بني هاشم.
ثم يبين المؤلف أنه حتى لو فرضنا جدلاً وعلى سبيل المماشاة ثبوت ذلك الخمس الشامل فثمة روايات عديدة في كتب الإمامية تثبت أن الأئمة من آل الرسول وهبوا هذا الخمس في عصر الغيبة إلى شيعتهم، وبناء عليه لم يعد لهذا الخمس وجوب في هذا العصر.
ثم يناقش المؤلف الأدلة التي استند إليها الفقيه الهمداني لإثبات الخمس ويفندها واحداً واحداً سنداً ومتناً أيضاً
ثم يأتي المؤلف بشواهد على أن الأموال التي كان الناس يدفعونها إلى الأئمة عليهم السلام في زمنهم كانت تقتصر على ثلاثة أنواع: (1) الزكاة (2) الأوقاف و(3) الوصية فقط لا غير، وليس منها خمس جميع المكاسب والأرباح.
وأخيراً يدعم المؤلف النتيجة التي توصل إليها بنقل أقوال بعض كبار علماء الإمامية ومشاهيرهم الذين ذهبوا أيضاً إلى عدم وجوب دفع خمس جميع الكاسب والأرباح زمن الغيبة.

====

»مفتاح فهم القرآن «

للعلامة المصلح آية الله الشيخ شريعت سنكلجي

يُعْتَبَر آية الله الشيخ شريعت سنگلجي مؤسّس ما يمكن تسميته بـ«المدرسة السلفية القرآنية الشيعية الحديثة» التي انطلقت في النصف الأول من القرن الميلادي العشرين.
نحت هذه المدرسة إلى ترسيخ المرجعية القرآنية، ولاسيما فكرة إمكان فهم النص القرآني البيِّن والواضح بذاته، دون الحاجة للروايات والأخبار لفهمه، كما عملت -من جهة أخرى- على غربلة التراث الروائي الشيعي الذي امتلأ عبر الزمن بالأخبار الدخيلة، فنادى أصحاب هذه المدرسة بنبذ كل الأحاديث التي تخالف كتاب الله تبعاً للقاعدة التي وضعها أئمة أهل البيت عليهم السلام في عرض كل ما ورد عنهم على كتاب الله فما وافقه قُبلَ وما خالفه وجب تركه.
وَيُعَدُّ كتاب «مفتاح فهم القرآن» من أهم ما ألَّفه المرحوم ســنگلجي في هذا الإطار، وقد كتبه بعد تأليفه لكتابه الشهير «توحيد العبادة»، وكان من آخر ما ألفه قبل أن ينتقل إلى جوار ربه.
في هذا الكتاب يظهر بوضوح منهج الشيخ سنگلجي الإصلاحي حين يـصرِّح فيه أن المسلمين هجروا القرآن، فكان نصيبهم الفشل والخسران، وأن الحّل الوحيد يكمن في الرجوع إلى الكتاب الكريم. إلاّ أنّ السؤال كيف يمكن فهم القرآن؟ هذا ما يجيب عنه «شريعت سنگلجي» بأخذ الدين عن السلف لا عن الخلف، أولئك ـ أي الخلف ـ الذين جاؤوا مع الفلسفة والتصوّف والاعتزال. ولكي يؤسّس لمرجعية القرآن ودور السنّة الشـريفة طرح في كتابه أفكاراً أساسيةً هامَّةً حول القرآن الكريم وحجيّة ظواهره والطريق الصحيح لتفسيره وفهمه، بعيداً عن تأويلات أصحاب الفرق والمذاهب والأهواء وتحريفات الغالين.
وأول ما افتتح به سنگلجي كتابه إثبات أن النص القرآني غير محرّف، فذكر أدلّته القاطعة على ذلك، ثم بيَّن أن القرآن قابلٌ للفهم تماماً، لا يحتاج إلى غيره، وأنه لا يجوز تفسير القرآن بالرأي أي بالعقائد والآراء المأخوذة من غير القرآن، أو بالاستناد إلى أخبار تصرف الآيات عن معناها اللغوي الظاهر، وأن هذا من قبيل التفسير الباطني الباطل، وبين شروط التفسير حتى يكون صحيحاً، وبين أهمية معرفة أسباب النزول ومعرفة أحوال العرب في الجاهلية لفهم القرآن فهماً صحيحاً. ثم عقد فصولاً ممتازة في بيان المعنى الصحيح المراد من «البطن» في مقولة إن للقرآن ظهراً وبطناً، وشَرَحَ كيف أن شرط فهم باطن القرآن أن يوافق لغة العرب ويشهد له الشرع، وبيَّن بطلان تأويلات فرق الباطنية وكيف أنهم حرّفوا معاني القرآن توصُّلاً إلى مقاصدهم. وذكر بحثا مفصلا في معنى المحكم والمتشابه، وردَّ كذلك على الصوفية وتأويلاتهم لآيات القرآن.
ثم بيَّن سنگلجي أن القرآن مستوعبٌ لتمام قضايا الدين الأساسية، وهو أفضل دليل على عقائد الدين وأصوله، وأن براهين القرآن تمتاز وتعلو على ما تذكره كتب المتكلمين أو الفلاسفة في الاحتجاج على أصول الدين، وبين في عدة فصول من كتابه دلائل القرآن على التوحيد - توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية- وعلى النبوة العامة ونبوة نبي آخر الزمان سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ثم دلائل القرآن الرائعة على البعث ويوم القيامة وبقاء النفس بعد الموت. ورأى سنگلجي أن السنة دورها تفصيل ما أجمل الكتاب ذكره من أمور الشرعيات والفروع، أما العقائد الأساسية التي عليها مدار النجاة والهلاك فالقرآن هو الذي تكفَّل ببيانها وبيانه في ذلك واضح وكاف. وختم كتابه بنص خطبة حجة الوداع.

=====

»نظرية الإمامة في ميزان النقـد «

للأستاذ الفاضل/ حجت الله ************وئي

الكتاب بحث عقائدي كلامي تاريخي روائي فذّ وقوي الحجة ربما أمكن اعتباره من أقوى وأصرح ما أُلِّف حتى اليوم في النقد الذاتي الجريء لنظرية الإمامة الشيعية الإثني عشرية من قبل عالم إيراني شيعي صاحب فكر حر غير تقليدي.
يمهد المؤلف لكتابه بمقدمة تمهيدية يطرح فيها ضرورة التمييز بين الدين ذاته الذي هو وحي الله المعصوم، وبين «المعرفة الدينية» التي هي الاجتهاد البشري والجُهد الإنساني في فهم الدين وتفسيره والتي من الطبيعي أن تتضمن حقاً وباطلاً نظراً إلى حدود القدرة البشرية، ويقول إن مذهبي التشيُّع والتسنُّن فهمان وقراءتان للدين, وأنهما «معرفة دينية» وليسا عين الدين ذاته، وبالتالي فمن الطبيعي أن تكون هذه المعرفة مشوبة بالنقص وعدم الكمال وقابلية الخطأ, ومن الطبيعي أن تحتاج هذه المعرفة مع الزمن إلى الإصلاح والتكميل وإعادة البناء. ومن هذا المنطلق يرى أن نظرية الإمامة الاثني عشرية نظرية كلامية لا أكثر ولا أقل، لذا لا يمكن اعتبارها فوق النقد والبحث والسؤال.
يتضمن الكتاب أربعة أقسام:
القسم الأول: عنوانه نظرية الإمامة في ميزان النقد: ويشكِّل هذا القسم الموضوع الأساسي للكتاب حيث يستعرض المؤلف فيه ما يسوقه علماء الإمامية ومتكلموهم، عادةً، من أدلة عقلية ونقلية على نظرية الإمامة الاثني عشرية القائمة على النص والاختيار الإلـهي للأئمة وأن الإمامة منصب إلـهيٌّ مكمِّل للنبوَّة، وأن الأئمة بالتالي معصومون كالأنبياء لأن بهم تمام الدين وكماله، فيبيِّن تناقض الأدلة العلية - مثل قاعدة اللطف - وعدم استقامتها ومعارضة موضوع غيبة الإمام الثاني عشر لها، ثم يعرِّج المؤلف على أهم الأدلة النقلية التي يسوقها متكلِّمو الإمامية عادة لإثبات نظرية الإمامة تلك مثل قضية الغدير وحديث الثقلين والاستشهاد ببعض الآيات التي يتم تأويلها لإثبات قضية النص والعصمة ونحو ذلك، فيبين ما في كل تلك الأدلة من ضعف وعيوب وعدم استقامة، ليصل بالنتيجة وفي الختام إلى ضرورة إعادة النظر كليَّة في هذه النظرية من أساسها.
القسم الثاني: حوار نقدي حول نظرية الإمامة وما يورده المخالفون لها من انتقادات صائبة لا يمكن الإجابة عنها، وفي هذا القسم يدرج المؤلف النص الكامل للحوار الذي أجراه مع أحد كبار علماء الحوزة العلمية في قم حجة الإسلام والمسلمين «محسن غرويان» حول نظرية الإمامة وانتقادات المخالفين لها والذي طرح عليه فيه الإشكالات الواردة على تلك النظرية طالبا منه الإجابة، وقد حاول الشيخ «غرويان» أن يحل تلك الإشكالات وحاول التملص من نقاط ضعفها وتناقضها الواضح مع فكرة غيبة الإمام الثاني عشر لكنه رغم كل اللف والدوران لم يتمكن من تقديم إجابة مقنعة عن تلك الإشكالية التي بقيت مطروحة بلا إجابة حاسمة.
القسم الثالث: الرسائل و الردود، ويتضمن هذا القسم ثلاثة رسائل جوابية لبعض المراجع وكبار علماء الحوزة العلمية في قم هم آية الله جعفر سبحاني، وحجة الإسلام محسن غرويان وآية الله المرجع ناصر مكارم الشيرازي، حول ما طرحه عليهم المؤلف من إشكالات حول نظرية الإمامة الاثني عشرية، وبماذا أجابوه وتعقيب المؤلف على ردودهم وبيان ما فيها من نقص وضعف وتناقض.
القسم الرابع: تأمُّلات في أدلَّة عصمة الأنبياء والأئمّة حيث أثبت المؤلف بأدلة واضحة من القرآن الكريم عدم صحة نظرية العصمة المطلقة من كل صغيرة وهفوة وسهو قبل النبوة وبعدها للأنبياء، ورأى أن عصمة الأنبياء مقتصرة على عصمتهم فيما يبلغونه عن الله عز وجل من تعاليم الدين ولا تشمل كل تصرفاتهم الشخصية. وإنما ساق المؤلف هذا المبحث ليقول إذا كانت عصمة الأنبياء المطلقة غير ثابتة فمن باب أولى أن لا تثبت مثل تلك العصمة لغيرهم من الأئمة، طارحاً بذلك دليلاً آخر على خطأ وتهافت نظرية الإمامة الاثني عشرية القائمة على العصمة المطلقة واللامحدودة للأئمة الاثني عشر.

=====

نقد وتمحيص روايات المهدي (الشيعية)

للأستاذ الفاضل/ م. عبد اللهي

قام مؤلف هذه الرسالة الأستاذ «م. عبد اللهي» -[وهو أستاذ فاضل معاصر من أهالي طهران ومن الشيعة المستبصرين للحق المنادين بتصحيح العقائد الذين يطلق عليهم البعض اسم «القرآنيين الشيعة» ومن رفقاء الأستاذ قلمداران وآية الله البرقعي والسيد الطباطبائي، المنتمين إلى مدرستهم الإصلاحية الداعية إلى إعادة النظر في بعض العقائد الشيعية الإمامية الموروثة]- قام بدراسة مركَّزة لمستندات ووثائق ولادة المهدي المنتظر في كتب الشيعة الإمامية، فوجد أن هذه العقيدة الهامة جداً في الفكر الإمامي والتي كان من المفترض أن تكون أدلتها قوية وقاطعة بما يتناسب مع حجم أهميتها، لا تستند إلا إلى أخبار وقصص متناقضة ومتضاربة يكذِّبُ بعضها بعضهاً، وإلى تأويلات لبعض الآيات القرآنية بادعاء أنها تتكلم عن المهدي المنتظر رغم أنه ليس في ألفاظها أي دلالة صريحة على ذلك. ولاحظ المؤلِّف أن فكرة المهدي الغائب المنتظر كانت قديمة لدى فرق الشيعة، ثم بعد وفاة الإمام الحادي عشر أي الإمام الحسن العسكري، انقسم شيعته إلى فرق عديدة معظمها كان يؤكد أنه لم يخلِّف أي ولد. وبالتالي رأى المؤلف أن هذه العقيدة الشيعية رغم شهرتها البالغة لا تستند إلى أساس محكم ودليل موثوق، بل هي عقيدة مصطنعة.
وقد نقد المؤلف خلال بحثه أيضاً بعض العقائد الشيعية المغالية الأخرى مثل عقيدة الرجعة، والطعن بالشيخين والخليفتين الراشدين أبي بكر وعمر، ففنَّدها وبين بطلانها بأدلة محكمة من القرآن الكريم ومن أحاديث العترة الطاهرة.
ويمكن تلخيص الأدلة التي اعتمدها المؤلف في تفنيد فكرة المهدي الغائب بالنقاط الثلاث التالية:
الأولى: استعراض الروايات التي تتحدث عن ولادته ونموه وغيبته وبيان تضاربها وتناقضها.
الثانية: تفنيد الاستدلال على المهدي المنتظر بآياتٍ من القرآن، ببيان المعنى الصحيح الواضح لهذه الآيات وأنها لا تتضمن أي دلالة على المهدي.
الثالثة: النقد التاريخي حيث استدل بتشعب وتفرق شيعة الإمام الحادي عشـر (ع) بعد وفاته إلى فرق عديدة أغلبها ينكر وجود خلف له.

=====

»تحقيق علمي في أحاديث المهدي «

لآية الله العلامة/ السيد أبو الفضل بن الرضا البرقعي القمي

قام آية الله البرقعي في كتابه هذا، بدراسة فاحصة وناقدة لجميع الروايات المتعلقة بموضوع المهدي المنتظر، التي جمعها محمد باقر المجلسـي (1037- 1110 ﻫ) في كتابه الروائي الموسوعي «بحار الأنوار» الذي جمع فيه كل ما تفرق في كتب حديث الشيعة الإمامية حول موضوع المهدي أو القائم المنتظر، فاستعرض البرقعي كل هذه الأخبار واحداً واحداً و وَزَنَهَا بميزان القرآن الكريم ثم السنة النبوية والعقل والمنطق الصريح، و رأى أن جميع ما رُوِيَ في القائم المنتظر لا يوجد منه حديثٌ صحيحٌ واحدٌ! وأن كثيراً من هذه الأخبار يناقض بعضها بعضاً ويكذِّب بعضها بعضاً فاستنتج أن كل ما روي في هذا الصدد إنما وضعه الغلاة والوضّاعون في العصور اللاحقة على زمن الأئمّة.
يبدأ البرقعي كتابه بأبحاث تمهيدية ينطلق فيها من آيات القرآن الكريم ومن صريح العقل ليثبت من خلالهما بعض القواعد الأساسية وأهمها عدم إمكانية حصر إمامة المسلمين - أي رئاستهم العامة - بعدد محدد من الأئمة على مر الزمان والعصور، ويتساءل كيف يمكن للأمة الإسلامية التي تحتاج إلى قائدين ومنفِّذين لأحكام الله خلال مئات آلاف الأعوام اثنا عشر رئيساً وقائداً فقط!! فهل يمكن أن يقول رسولٌ لأمته – خلافاً للحس وخلافاً للعقل - إن أئمتكم [أي حكَّامكم] حتى يوم القيامة هم اثنا عشـر شخصاً فقط؟!
ثم يأتي بأدلة من القرآن الكريم أيضاً تنفي إمكانية وجود مهدي بتلك الأوصاف التي تذكرها الأخبار الشيعية حوله مثل أن جميع من في الأرض سيسلمون ونحو ذلك. ثم يأتي بأدلة قرآنية على أن الدين الكامل لا يحتاج إلى مهدي ليكمله.
وينقل- مؤيّداً - في هذه المقدمات التمهيدية أيضاً بعض عبارات الشيخ «عبد الله بن زيد آل محمود» رئيس المحاكم الشرعية في إمارة قَطَر سابقاً في كتابه «لا مهدي يُنتظر بعد سيد البشر»، التي ينفي فيها فكرة المهدي من أساسها ويعتبرها منبعا للفتن ذاكراً بعض من ادعوا المهدوية وأدوا بذلك إلى فتن وإراقة دماء آلاف المسلمين.
بعد هذه المقدمات يبدأ البرقعي بدراسة فاحصة وناقدة لجميع الروايات المتعلقة بموضوع المهدي المنتظر، التي جمعها محمد باقر المجلسـي (1037- 1110 ﻫ) في كتابه الروائي الموسوعي «بحار الأنوار» - حيث جمع كل ما تفرق في كتب الشيعة الإمامية حول موضوع المهدي أو القائم المنتظر-، فيستعرض البرقعي هذه الأخبار واحداً واحداً و يزنها بميزان القرآن الكريم ثم السنة النبوية والعقل والمنطق الصريح، ويبين كيف أن كثيراً من هذه الأخبار التي تتعلَّق بتاريخ وكيفية ولادة الإمام القائم وباسم والدته يناقض بعضها بعضاً ويكذِّب بعضها بعضاً فضلاً عن تضمنها لمعلومات لا يقرُّها عقلٌ ولا شرعٌ، ويواصل استعراضه للروايات المتعلقة بالمهدي متناً في الغالب وأحياناً سنداً فيبين كيف أن كثيراً منها يفسر آيات القرآن الكريم بتفسيرات ما أنزل الله بها من سلطان ولا تدل عليها ألفاظ الآيات من قريب ولا من بعيد، ويصل إلى نتيجة مفادها أن جميع ما رُوِيَ في القائم المنتظر لا يوجد منه حديثٌ صحيحٌ واحدٌ! وأن كل ما روي في هذا الصدد إنما وضعه الغلاة والوضّاعون في العصور اللاحقة على زمن الأئمّة.
ومما يجدر ذكره في هذا المقام أن منهج البرقعي في تقويم النصوص الحديثيّة اعتمد بشكل أساسي على نقد المتن، وأن معياره في معرفة الصحيح من السقيم كان القرآن الكريم ثم السنة النبوية ثم العقل ثم الواقع والتاريخ، فكل رواية تخالف القرآن أو السنة القطعية أو تتنافى مع صريح العقل أو تناقض التواريخ المتواترة، تعتبر باطلةً وموضوعةً ومكذوبةً، وعندما يثبت بطلان المتن لا تبقى حاجة في نظره للبحث في السند فصحّته وبطلانه سيّان، إذ ليس من الضروري أن يصح متن كل حديث صحيح السند بل قد يكون السند مقبولاً ويكون المتن مرفوضاً في نظره رفضاً تاماً للأسباب المذكورة.


موقغ اجتهادات


http://www.ijtehadat.com/index.html


===============

أحمد الكاتب يصدر البيان الشيعي الجديد

الكاتب العراق للجميع

الخميس, 29 أبريل 2010

الخلاف الشيعي - السني سياسي تاريخي... وآن الأوان للتحرر من الماضي

أحمد الكاتب يصدر البيان الشيعي الجديد

البيان الشيعي الجديد ليس نقدا وانما محاولة لتطوير الفكر السياسي

حاوره موسى عساف - الوطن

- ما هو السبب من إصدار هذا البيان، وفي هذا الوقت بالتحديد، وهل لذلك دلالات خاصة؟
- البيان تعبير عن تيار شيعي إصلاحي يتنامى منذ فترة.. ربما منذ عقود وأجيال، وهو يرفض القبول بكل ما يحمله التاريخ والتراث، خصوصا من أفكار ميتة وسلبية تفرق بين المسلمين. وقد جاء هذا البيان تلبية لعدد من الاخوة الذين رحبوا بالبيان السابق الذي أصدره بعض الاخوة المثقفين الشيعة قبل ثلاثة أشهر، ولكن كان لديهم بعض الملاحظات فطلبوا مني إعادة كتابة البيان بشكل أفضل يعبر عن شريحة أوسع من الشيعة الإصلاحيين. وكنت في هذه الأثناء أعد الصياغة الأخيرة من كتابي الأخير "التشيع السياسي والتشيع الديني" فقمت بتلخيص أهم أفكار الكتاب وإيجازها في بيان يتجنب بعض السلبيات التي وردت في البيان السابق، وكان يفترض أن يصدر هذا البيان في أول السنة الهجرية الحالية، ولكن حرب غزة حالت دون ذلك، فجاء إصداره هذه الأيام متأخرا بعض الشيء عن موعده السابق.
- هل تم عرض البيان على مثقفين ورجال دين شيعة قبل إصداره، وماذا كانت رد فعلهم عليه؟
- نعم قمت بمناقشة البيان مع عدد من الاخوة المثقفين من الذين وقعوا ولم يوقعوا على البيان السابق، وخاصة من أعضاء جمعية الحوار الحضاري التي تأسست العام الماضي في لندن وضمت كوكبة من المثقفين السنة والشيعة.
- أنتم كأحد رموز المفكرين الشيعة، وصاحب جدلية بين الأطراف المختلفة، ماذا تتوقعون رد فعل المؤسسات الدينية الشيعية والشارع الشيعي بوجه عام؟
- لا أتوقع ردا مفاجئا جديدا، لأن البنود الرئيسية في البيان عرضة للحوار والنقاش منذ سنوات، واعتقد أنه سيحظى بتأييد واسع من الجماهير الشيعية، وحتى من بعض علماء الشيعة الذين أعرب بعضهم عن تأييده سرا أو علانية، كما أتوقع أن يقوم بعض "رجال الدين" بحملة إعلامية وثقافية للرد على البيان أو الأفكار الرئيسية التي وردت فيه، وهم يقومون بذلك فعلا منذ سنوات، ونحن نرحب بعملهم هذا لأنه سوف يفجر ثورة ثقافية في صفوف الشيعة سوف تسفر عن وعي أكبر بحقيقة فكر أهل البيت، وتسلط الضوء على الخرافات والأساطير والبدع التي تسربت إلى التراث الشيعي، وتمهد لانتفاضة جديدة تصب في خانة الإصلاح.
- هل تم عرض البيان على رجال دين سنة، وماذا كان رد فعلهم؟
- لقد تم توزيع البيان في دوائر محدودة للمناقشة ، وربما تسرب إلى بعض الاخوة السنة، ولكنه أساسا محاولة لصياغة فكر شيعي جديد معتدل وإصلاحي وأقرب إلى فكر أهل البيت الحقيقي، ولذلك لم نهتم كثيرا بعرضه على رجال دين سنة، وان كنا نتوقع ردا إيجابيا منهم باعتبار البيان محاولة جادة لتوحيد المسلمين وبناء الجسور بينهم، والتخلي عن العادات والطقوس السلبية.
- هل تتوقعون رد فعل إيجابي من الجانب السني على البيان؟
- ان شاء الله
- اعتمدتم في كثير من نقاط طرحكم على مراجع شيعية صرفة، فأين كانت هذه المراجع طيلة أكثر من ألف عام، ولماذا كان البعض يتجاهل هذه المراجع التي اعتمدتم عليها؟
- أجل فنحن لم نأت بشيء جديد أو بعيد عن فكر أهل البيت، وانما استقينا كل أفكارنا من تراثهم الموجود في طيات التراث الشيعي، ولكن المشكلة التي حالت في نظرنا دون وصول الأجيال السابقة إلى ما وصلنا إليه، هو قيامنا بالاجتهاد والتحقيق في الأحاديث المنسوبة لأئمة أهل البيت وعرضها على القرآن الكريم وسيرة أهل البيت الظاهرية، حيث وجدنا في التراث الشيعي المنسوب إلى أهل البيت أحاديث كثيرة متناقضة تشوش الرؤية، وتتآمر على أئمة أهل البيت، حتى في حياتهم في القرون الثلاثة الأولى، بصورة كانت تدفع الأئمة إلى التبرؤ من كثير من الأفكار والمقولات التي كانت تنسب إليهم زورا، والتبرؤ من بعض الرجال المغالين والمتطرفين الذين كانوا يقلبون أقوال أهل البيت وينسبون إليهم ما يشاءون من أفكار، تحت غطاء التقية. وقد تعرض مذهب أهل البيت للتصفية والغربلة والتشذيب، في القرن الرابع الهجري أو القرن الخامس، وتم التخلص من كثير من أفكار الغلاة الموجودة في كتاب "الكافي" و"بصائر الدرجات" وغيرهما، ولكن لم يتم الاجتهاد والتحقيق في بعض الأفكار الأخرى التي استمرت في التسرب إلى أذهان الناس وهم يحسبون أنها من بنات أهل البيت، وهي ليست كذلك. وما قمنا به هو في الحقيقة محاولة للاجتهاد في العقائد والأصول كنظرية الإمامة الإلهية ووجود الإمام الثاني عشر وولادته وغيبته، والتي لها أهمية كبرى في صياغة الفكر الشيعي.
- هل من المتوقع أن يصدر من قبلكم أو من قبل مفكرين سنة مثلا بيان مماثل يعمل على تقريب الهوة بين المذهبين؟
- نأمل ذلك، وهناك بالفعل محاولات لنقد التراث السني والتخلص من الأفكار الاستبدادية المتطرفة.
- الدعوة إلى عدم سب الصحابة وترك بعض الممارسات في موسم عاشوراء، وجدت منذ زمن، ولكنها لم تلق أصداء كبيرة، هل تتوقعون أن يكون بيانكم بداية على الطريق؟
- بالعكس أعتقد انها لقيت أصداء كبيرة، وتم التخلي عن تلك العادات السيئة من قبل جماهير واسعة من الشيعة، وخاصة بالنسبة للخليفتين أبي بكر وعمر، وأما نقد بعض الصحابة كمعاوية بن أبي سفيان وتحميله المسؤولية عن القضاء على نظام الخلافة وتحويلها إلى ملك وراثي، فهذا نقد يمارسه حتى بعض المثقفين من أهل السنة الذين يجادلون بعدالة جميع الصحابة. ولا نتوقع من الشيعة أو السنة الاتفاق مائة بالمائة على كل قضية أو كل رجل في التاريخ.
- فندتم بعض الأمور التي تعتبر عند البعض من صلب المذهب الجعفري، مثل عصمة آل البيت، وولاية الفقيه، وبعض المراجع المعتمدة في الحديث.. الخ، هل تتوقعون أي قبول حتى من الشارع على ذلك؟
- نعتقد أن الشارع الشيعي تجاوزنا في ذلك، أو في كثير من تلك النقاط، وذلك لأن بعضها قد تجاوزه الزمن، فماذا يهم أن نعتقد بأن رجالا في التاريخ كانوا معصومين أو لم يكونوا معصومين؟ خصوصا إذا لم نكن نستطيع أن نبني على هذا القول أي أثر سياسي أو فقهي لأن كل ما ورد الينا منهم هو محل شك ونقاش، وان بعض تلك الأمور مثل "ولاية الفقيه" هو محل نقاش لدى الشيعة الآن وحتى في داخل إيران، ولم يحصل عليه إجماع. كما أننا لسنا أول من تعرض لنقد كتاب "الكافي" الجامع للحديث، الذي رد العلماء الشيعة السابقون معظم أحاديثه وضعفوها. ولذلك أعتقد أن الشارع الشيعي سوف يتفاعل مع أطروحاتنا بقوة وهو في حال تفاعل مستمر.
- في زمن أصبح من السهولة بمكان اتهام شخص أو أشخاص بكثير من التهم الباطلة (وقد حدث هذا معكم سابقا)، ومن المتوقع أن تنهال كثير من التهم عليكم، هل درستهم ما هو متوقع من اتهامات قبل قراركم نشر البيان؟
- كيل الاتهامات الباطلة أمر طبيعي واجه ويواجه أي شخص يقوم بأية حركة تخالف السائد والمألوف، حيث يحتار بعض الناس الذين يجهلون الدوافع الحقيقية لتلك الحركة، في تفسيرها، ويحاولون تخويف الناس منها، والوقوف في طريقها. وكنت أتوقع قبل أن أقوم بأية خطوة ردود فعل كثيرة، ولكني فوجئت بأنها كانت أقل من المتوقع، مما يعبر عن تفهم أوسع وأكبر من الآخرين، والحمد لله.
- كلمة أخيرة للشارع الشيعي، وربما حتى قبل قراءة البيان؟
- كلمتي باختصار هي: عدم الخوف من الجديد، وعدم الاعتقاد بأن كل ما ورثناه من آبائنا وأجدادنا هو من تأليف أئمة أهل البيت، إذ قد يكون من صنع واجتهاد العلماء السابقين. وان الهدف من هذا البيان ليس انتقاد الشيعة أو الاصطفاف إلى جانب خصومهم السياسيين أو الطائفيين، وانما هو خدمة للشيعة قبل الآخرين، ومحاولة لتطوير فكرهم السياسي نحو مزيد من الحرية والعدالة والديموقراطية، وتعزيز العلاقة الأخوية مع محيطهم الإسلامي.
جريدة الوطن البحرينية 8/3/2009

البيان الشيعي الجديد

بقلم أحمد الكاتب

بسم الله الرحمن الرحيم

"إِنْ أُرِيدُ إِلّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ" هود 88
صدق الله العلي العظيم
مقدمة
لقد آن للمسلمين أن يتحدوا ويتحرروا من خلافات الماضي، وأن ينهضوا جميعا لبناء حاضرهم ومستقبلهم على أسس جديدة من العدل والشورى والعلم والإيمان. فإن الصراعات التاريخية المشحونة بالظلم والاستبداد والجهل، قد مزقت المسلمين الى طوائف متناحرة وولدت نظريات ما أنزل الله بها من سلطان. ورغم أن المسلمين قد تجاوزوا كثيرا من صراعات الماضي إلا أنهم - مع الأسف الشديد - لا يزالون يعيشون بعض آثارها السلبية الى اليوم. وهذا ما دفع مجموعة من الشباب المؤمن الى إعادة النظر في التراث الطائفي، وقراءة مذهب أهل البيت قراءة جديدة بعيدة عن النظريات الدخيلة المغالية والمتطرفة، أملا ببدء عهد جديد من الأخوة والوحدة الاسلامية القائمة على التمسك بالقرآن الكريم الذي يقول : "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا" آل عمران 103 ويقول : "وان هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون" الأنبياء 92
إن الخلاف الطائفي (الشيعي السني) خلاف سياسي تاريخي كان يدور حول شكل النظام الدستوري للمسلمين، وفيما إذا كان شوريا؟ أم ملكيا وراثيا؟ أم عسكريا؟ ودينيا؟ أم مدنيا؟، وفي هذه العائلة أو تلك؟ وقد تطور ذلك الخلاف في العصور الوسطى وفي ظل الأنظمة الديكتاتورية المستبدة إلى خلاف فقهي ديني وعاطفي.. وقد تجاوزه الزمن، وفَقَدَ مبرر وجوده اليوم بعد حدوث تطورات هائلة في حياة المسلمين. ولم يبق منه سوى بعض الرواسب والمخلفات البسيطة التي لا تشكل مادة جدية للخلاف فضلا عن التناحر بين المسلمين. وهو على أية حال ليس خلافا عقديا جذريا ولا خالدا إلى يوم القيامة. بل آن له ان يدفن في مقابر التاريخ.
إن الخلافات الطائفية لا تتعلق بمبادئ الدين الثابتة، أو ضروريات الإسلام، وذلك لأن الإنسان المسلم ملزم بالعقيدة الإسلامية الواردة في القرآن الكريم، وفيما عدا ذلك فان كل شيء ظني واجتهادي ومختلف فيه. وفي الوقت الذي توجد في الدين قواعد لا يجوز أن يختلف عليها إثنان؛ توجد اجتهادات ظنية لا يجوز أن تكون سببا للاختلاف بين أثنين، وإنما هي مدعاة للحوار والنقاش. ومن تلك الأمور الخلاف بين الشيعة والسنة الذي لا يدور حول القواعد الثابتة، وإنما يتعلق بالقضايا الاجتهادية القائمة على أساس التأويلات والروايات الظنية.
ومن هنا لا نعتقد بوجود ثوابت أو ضرورات في المذاهب. إذ لا توجد نسخة واحدة رسمية متكاملة لكل مذهب. وقد كانت بعض المذاهب عرضة للزيادة والنقصان والآراء الفردية والاجتهادات الظنية وتسرب الخرافات والأساطير، ولا يوجد أحد ملزم بتبني جميع الآراء التي كتبها الرجال السابقون بالجملة في مختلف الأبواب العقدية والفقهية والتاريخية، وإنما هو حر بانتقاء ما يريد.
وتؤكد ذلك مسيرة النقد والإصلاح المتواصلة منذ القرون الأولى، ووجود تيارات عديدة للتشيع والتسنن تتراوح بين الاعتدال والتطرف والغلو، وادعاء كل تيار أنه يمثل التشيع أو مذهب أهل البيت أو السنة الصحيحة. ومن هنا كان أئمة أهل البيت يدعون إلى عدم قبول كل ما يروى عنهم أو ينسب إليهم، وعرضه على كتاب الله والنظر فيه، ورفضه إذا كان مخالفا للكتاب. وبناء على ذلك نعتقد أن مذهب أهل البيت لم يكن يختلف عن الإسلام في شيء، وأن الاختلاف طارىء وحادث بسبب الغلاة الذين أدخلوا كثيرا من أفكارهم في تراث أهل البيت، حتى خُيِّل لبعض الناس أن ما أدخلوه من نظريات باطلة هي من صلب مذهب أهل البيت، وأنها أصبحت من الثوابت والضرورات والمسلمات، وهي ليست كذلك.
وقد انعكست تلك النظريات المغالية الباطلة على علاقة الشيعة الداخلية والخارجية، فأدت الى نشوء الاستبداد الداخلي باسم الدين، والى حدوث التوتر والصراع مع أهل السنة، كما انعكست بعض النظريات السياسية السنية (الاستبدادية) سلبا على علاقتهم ببقية المسلمين. وهذا ما دفعنا الى مراجعة تراث أهل البيت والتحقيق فيه، فوجدناه فكرا إسلاميا حرا صافيا وحدويا معقولا، ووجدنا إلى جانبه أو تحت طياته فكرا أسطوريا مشوبا سلبيا، منسوبا لهم بصورة تعسفية تحت دعوى "التقية" رغم تناقضه مع أقوال الأئمة وسيرتهم.
ولدى دراستنا لتطور الفكر السياسي الشيعي عبر التاريخ، وجدنا أنه تخلص من الكثير من الأفكار الدخيلة المغالية، وتحرر منها حتى كاد يسبق بعض "أهل السنة" في ممارسة الاجتهاد واستعمال العقل، والالتزام بالحرية والشورى. بحيث لم يبق من الخلافات التاريخية إلا اسمها وبعض الرواسب البسيطة من الأفكار الدخيلة.
وفي الوقت الذي نهيب فيه بجميع المسلمين من كل المذاهب بمراجعة تراثهم والقيام بنقده وتهذيبه وتشذيبه، والعودة للقرآن الكريم والسنة النبوية والعقل السليم، فانه يسرنا التعبير عن خلاصة أفكارنا المبنية على قراءتنا المعمقة لتراث أهل البيت بعيدا عن نظريات الغلاة والمتطرفين، والتي ربما تشكل ملامح جيل جديد من المسلمين الذين خرجوا من قوقعة الطائفية الى رحاب الإسلام الواسعة، واكتفوا باسم "المسلمين" الذي سماهم به أبونا إبراهيم (عليه السلام) (كما في آية 78 من سورة الحج) وتخلوا عن الهويات الطائفية "السنية" و "الشيعية".
ونوجز عقيدتنا بما يلي:
1- نشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله.
2- نؤمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين جميعا.
3- نلتزم بالإسلام عقيدة ومنهاجا وقيما وعبادات وأحكاما وأخلاقا.
4- نؤمن بخاتمية نبوة النبي محمد (ص) كما جاء في القرآن الكريم:" مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا" الأحزاب 30 وأن الرسالة الإسلامية قد ختمت بمحمد (ص)، كما أن الوحي قد انقطع من بعده، وأن الناس مكلفون باتباع القرآن والسنة الصحيحة والعقل السليم.
5- نؤكد على سلامة القرآن الكريم من التحريف والتلاعب والزيادة والنقصان. وأن الله تعالى قد تكفل بحفظه حيث قال:" إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ " الحجر 9. وأن كل ما قيل أو ورد في الكتب الغابرة هي أحاديث ضعيفة وضعها الغلاة في تراث أهل البيت. وقد قام علماء الشيعة عبر التاريخ بنقد تلك الأحاديث والتبرؤ منها. ونأسف لاستمرار بعض خصوم الشيعة بترديد أسطورة تحريف القرآن، واتهامهم بها عبر التاريخ، واستعمالها أداة لضربهم واتهامهم بالكفر وانحراف العقيدة.
6- نجل صحابة رسول الله الطيبين من المهاجرين والأنصار، وأهل البيت، ونترضى على الصالحين منهم، ولكن لا نعتقد بعصمتهم. ونحرم الإساءة إليهم أو سبهم، وخصوصا الإساءة إلى السيدة عائشة أم المؤمنين، ونؤمن ببراءتها من قضية الإفك لأن الله برأها في ذلك.
7- نعتقد أن الإسلام دين يوجه الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، على أسس أخلاقية سليمة، ولكنه لا ينص على نظام سياسي معين، فقد أوصى بمبدأ الشورى، وترك للمسلمين حرية اختيار نظامهم السياسي حسب الظروف الزمانية والمكانية. ولذلك لم ينص الرسول الأعظم (ص) على خليفة من بعده. فاجتهد الصحابة الكرام واختاروا الخلفاء الراشدين الخمسة (أبا بكر وعمر وعثمان وعلي والحسن) رضي الله عنهم.
8- لا نعتقد بأن الإمامة جزء ملحق بالنبوة أو أنها تشكل امتدادا لها. ولا نعتبرها أصلا من أصول الدين، ولا ركنا من أركانه، لأن القرآن الكريم لم يتحدث عنها، ولكنها مسألة فرعية قد تدخل في باب الفقه السياسي. إذ أنها تقوم على أساس بعض الروايات القابلة للنقاش، والتأويلات الظنية البعيدة للقرآن الكريم.
9- كما لا نعتقد بضرورة وجوب كون الإمام (أي رئيس الدولة) معصوما كالأنبياء، أو أنه يتلقى الوحي من الله مثلهم، أو أن له الحق بالتصرف في الناس. أو أن أوامره كأوامر الرسول ونواهيه. ولا نعتقد بأن الأمة الإسلامية بحاجة دائمة إلى رئيس معين من الله تعالى، أو أن الأرض لا يمكن أن تخلو من حجة، وإلا لساخت.
10- نعتقد أن أهل البيت كانوا يؤمنون بنظام الشورى، ولم يعرفوا نظرية "الإمامة الإلهية" القائمة على الوراثة العمودية في سلالة معينة، ولم يدعوا العصمة لأنفسهم، ولا العلم بالغيب. وأنهم كانوا علماء ورواة للحديث النبوي، وليسوا معينين ولا منصوبين من الله تعالى، ولا يعلمون الغيب، وليست لهم أية ولاية تشريعية أو تكوينية، كما يدعي الغلاة.
11- وأن القول بوجود النص الجلي على الإمام علي بالخلافة من رسول الله (ص) نشأ في القرن الثاني الهجري، ولم يكن له وجود سابقا، وأن الجدل حوله عقيم لا يقدم ولا يؤخر، ولا يعيد عقارب الساعة إلى الوراء. وأما فضل الإمام علي فهو أمر لا ينكر، ولا يكمن في النص عليه، وإنما يتمثل في منهج الإمام وعمله وسيرته وأخلاقه المتمثلة في الإيمان بالله وبرسوله والتضحية من أجل الدين، والتزام الحق والعدل والمساواة بين المسلمين، والزهد في الدنيا والتواضع والشورى واحترام إرادة الأمة. وأنه أصبح إماما وأميراً للمؤمنين عندما بايعه المسلمون طواعية بعد مقتل الخليفة عثمان بن عفان.
12- وأن الإمام علي ترك الأمر شورى بعده، كما فعل رسول الله (ص)، ولم يعين ابنه الحسن وليا للعهد، وإنما اختاره المسلمون طواعية إماماً لهم. وهكذا فعل أهل الكوفة مع الإمام الحسين، الذي لم يعين أحدا من بعده ولم يفرضه على الشيعة. وأن بقية الأئمة من أبناء الحسين لم يوصوا ولم يعينوا أحدا من أبنائهم أو يفرضوه على المسلمين.
13- نؤمن بأن الإمام الحسن العسكري توفي سنة 260 للهجرة دون ولد، ودون أن يوصي إلى أحد من بعده بالإمامة، أو يشير إلى وجود ولد مخفي لديه، كما هو الظاهر من حياته.
14- ومن هنا: لا نعتقد بوجود "إمام ثاني عشر" غائب اسمه (محمد بن الحسن العسكري) وعمره اليوم أكثر من ألف ومائة وخمسين عاما، لأن هذا قول وهمي لم يقم عليه دليل شرعي أو تاريخي.. وإنما هو أمر افترضه فريق من الإماميين الذين وصلوا إلى طريق مسدود بوفاة العسكري دون ولد.
15- ولا نؤمن بالحكومة العالمية للمؤمنين، فالدنيا دار عينها الله تعالى مستقرا ومتاعا للمؤمنين والكفار على سواء، ولا دليلَ قطعياً على ظهور "إمام مهدي" في المستقبل.
16- وتبعا لذلك : لا نؤمن بالنيابة الخاصة (للسفراء الأربعة) ولا النيابة العامة (للفقهاء) عن "الإمام المهدي الغائب" الذي لم يولد أبدا حتى يغيب. ونعتقد أنها فرضيات ظنية ادعاها بعض الناس بلا دليل شرعي، وفي محاولة من أجل حل بعض الإشكاليات التي كانوا يعيشونها نتيجة الفراغ القيادي، بسبب إيمانهم بوجود الإمام الثاني عشر وغيبته.
17- لا نؤمن أن في الإسلام مؤسسات دينية "مرجعية" تشبه الكنيسة، بل علماء يرجع إليهم عند الضرورة، ولذلك لا نؤمن بوجوب التقليد للفقهاء مدى الحياة، أو الاقتصار على فقيه واحد في كل شيء. بل نعتقد بحرمة التقليد ونعتقد بأنه بدعة ما أنزل الله بها من سلطان، وندعو جميع المكلفين القادرين، للاجتهاد والتفكير والنظر في الأصول والفروع، كما كان يقول بعض العلماء مثل الشيخ الطوسي الذي كان يحض على دراسة الآراء المختلفة واختيار الرأي الصائب من بينها.
18- كما ندعو "المجتهدين" الى عدم الاقتصار في دراساتهم على الفقه والأصول، بل دراسة العقيدة الإسلامية والتاريخ وخاصة نظرية "الإمامة الإلهية". وما تفرع منها من كفرضية وجود "الإمام الثاني عشر".
19- نعتقد بضرورة مراقبة "العلماء" ومحاسبتهم ونقدهم، فليس كل ما يفتون به صحيح ومطابق للشرع دائما. فكثيرا ما يقع "العلماء" في الشبهات والأهواء فيحلون ما حرم الله ويحرمون ما أحل (كقولهم بوجوب الخمس، وعدم وجوب صلاة الجمعة عينا).
20- ومن هنا نرى أن فتاوى "العلماء" غير ملزمة شرعا ولا قانونا، إلا إذا اتخذت صبغة دستورية مجمع عليها في مجالس الشورى المنتخبة من الأمة.
21- نقدر "المدرسة الأصولية" التي فتحت باب الاجتهاد، وأعادت إلى التشيع توازنه واعتداله، ورفضت الكثير من خرافات الأخباريين وأساطيرهم، ونطالب الفقهاء بممارسة مزيد من الاجتهاد في الأصول والفروع والرجال والحديث، ومكافحة الغلاة "المفوضة" الذين ينسبون إلى أئمة أهل البيت صفات الربوبية ويغالون فيهم ويدعون لهم مقامات عليا، وأدوارا فوق مستوى البشر، ومهمات من أعمال الله تعالى، كإدارة الكون أو الخلق والرزق وما إلى ذلك، تحت غطاء نظرية (الولاية التكوينية).
22- وفي الوقت الذي نحيي جهود علماء الشيعة، وخاصة الأصوليين، الذين قاموا بدراسة الحديث وعلم الرجال، وتضعيف أربعة أخماس "الكافي" ندعوهم الى مواصلة البحث والتحقيق فيما تبقى منه من أحاديث، وإعادة النظر في كثير ممن يوثقهم السابقون، فإن مشكلة الحديث عند الأخباريين تنبع من توثيق بعض الغلاة الذين نجحوا في دس أنفسهم في صفوف الرواة، وتقبل رواياتهم بالتصديق. وهذا ما يدفعنا الى التشكيك بصحة تسعة وتسعين بالمائة من أحاديث الكليني في "الكافي". واعتبارها سببا من أسباب استمرار الخلاف بين المسلمين.
23- لا نؤمن بحكومة "رجال الدين" ولا بنظرية "ولاية الفقيه" القائمة على فرضية "النيابة العامة عن الإمام المهدي الغائب" والتي تعطي الفقيه صلاحيات مطلقة وتجعله فوق الأمة والقانون، وتسمح له بتجاوز الدستور وإلغاء أية اتفاقية شرعية يعقدها مع الأمة. وفي الوقت الذي نعتبر نظرية "ولاية الفقيه" تطورا إيجابيا كبيرا في الفكر السياسي الشيعي، بالنسبة لفكر الانتظار السلبي للإمام الغائب، نحو التحرر من نظرية "الإمامة الإلهية" القائمة على اشتراط العصمة والنص والسلالة العلوية الحسينية في الإمام، والإيمان بشرعية الشورى والانتخاب؛ نعتقد أن نظرية "ولاية الفقيه" نظرية حادثة، ولا دليل عليها من الشرع، ولم يؤمن بها محققو الفقهاء، ولأنها تكرس الصفة الدينية للحاكم (الفقيه)، وتضفي عليه هالة مقدسة تحول دون محاسبته ومراقبته ونقده وتغييره، وتجعل منه ديكتاتورا مستبدا. ومن هنا ندعو إلى تطوير النظرية نحو الأفضل وقيامها على أساس الانتخاب والتقيد بحدود الصلاحيات التي يمنحها الشعب.
24- نؤمن بالانفتاح على المذاهب الإسلامية الأخرى، واحترام اجتهاداتها، وندعو الى مزيد من عمليات الاجتهاد المشتركة بين السنة والشيعة، والعودة إلى القرآن الكريم، واعتباره المصدر التشريعي الأول والأعلى من جميع المصادر التشريعية الأخرى.
25- نحترم جميع المصادر الحديثية للشيعة والسنة، ولكن نطالب بتنقية المصادر من الأحاديث الضعيفة المنسوبة للنبي الأكرم وخاصة المخالفة للقرآن والعقل والعلم.
26- ندعو إلى دمج المعاهد الدينية والحوزات العلمية السنية والشيعية، من ناحية البرامج والطلاب والأساتذة، وخلق بيئة وحدوية للحوار والمقارنة والتفكير الحر.
27- كما ندعو إلى الانفتاح الثقافي على الآخر وتوفير الحرية الإعلامية للجميع، وعدم فرض الرقابة على أي منتج ثقافي مخالف.
28- نؤمن بوحدة العالم الإسلامي، ونرفض التمييز الطائفي، ونعمل من أجل تعزيز الوحدة الوطنية الداخلية في كل بلد، والمشاركة السياسية بين جميع الطوائف، على أساس المواطنة والحرية والعدالة والمساواة.
29- نؤمن بأن حل المشكلة الطائفية جذريا يكمن في قيام المؤسسات الدستورية والأنظمة الديموقراطية والتداول السلمي للسلطة، والتي نعتقد أنها تحول دون انفجار الصراع بشكل عنيف، ولا تسمح باستيلاء العسكريين على السلطة بالقوة.
30- ندعو إلى وقف الجدل الطائفي العقيم، والامتناع عن القيام باستفزاز الآخرين من خلال التهجم على رموزهم ، وخاصة من الصحابة وأهل البيت، وأئمة المذاهب.
31- ونحيي في هذه المناسبة "مؤتمر النجف الأشرف" التاريخي الذي عقد في شوال من عام 1156هـ الموافق لكانون الأول عام 1743م، وضم مجموعة من كبار العلماء الشيعة والسنة من العرب والفرس والترك والأفغان، وكان على رأسهم مفتي العراق السني الشيخ عبد الله السويدي، ومفتي الأفغان الملاّ حمزة القلنجاني، ومفتي إيران الملا باشي علي أكبر والمرجع الكربلائي السيد نصر الله الحائري، والذي أصدر بيانا موحدا من علماء السنة والشيعة يرفض فيه سب الصحابة. واعترف فيه علماء أهل السنة بالشيعة، وعبر فيه الجميع عن تسامحهم والتزامهم بحرية الاختلاف في بعض الفروع، وتحريم دماء الفريقين المسلمين من أمة محمد.
32- نعتقد: أن النقد والسب واللعن والتكفير والاتهام بالردة والنفاق، كان - مع الأسف الشديد - إفرازا من إفرازات الفتنة الكبرى التي عصفت بالمسلمين. ولا بد من إغلاق ذلك الملف، إذ لا يعقل أن يبقى ذلك التاريخ السيئ جرحا مفتوحا إلى يوم القيامة.
33- ولا بد من طي صفحة الماضي، وعدم الغوص كثيراً في أحداث التاريخ السحيق إلا من أجل أخذ العبرة فقط....
34- نعتقد أن التشيع يحمل مبادئ إيجابية كثيرة كمبدأ العدل، وروح الدفاع عن الإسلام والعمل في سبيل الله والثورة على الظالمين، وهي أمور يحتاجها المسلمون اليوم للنهوض بأنفسهم والتحرر من الطغاة والمحتلين الأجانب، ولكنا نرفض الجدل حول نظرية "الإمامة الإلهية" ودعوى النص على الأئمة من الله، لأنه بحث عقيم وبلا فائدة عملية، ويضر أكثر مما ينفع، ويجر إلى ما لا تحمد عقباه، وقد يثير مشاعر الآخرين ويؤلب المسلمين بعضهم ضد بعض.
35- نعتقد بوجوب الزكاة، وندعو إلى العمل بها، وإلى عدم التفريق بين السني والشيعي في دفع الزكاة لأن الله تعالى لم يحدد دفعها لأهل دين معين بل فرضها لصالح الفقراء من البشر.
36- ولا نعتقد بوجوب الخمس الذي لم يرد إلا في غنائم الحرب، ولم يعمل به الإمام علي بن أبي طالب خلال حكمه. بل إن روايات الشيعة الصحيحة وفتاوى العلماء السابقين تؤكد على إباحته في ما يسمى بـ "عصر الغيبة". وبالطبع لا نؤمن بوجوب إعطاء الخمس للفقهاء أو وكلائهم. فهذا أيضا رأي جديد لم يكن يعرفه مشايخ الشيعة السابقون كالمفيد والمرتضى والطوسي، الذين كانوا يعبرون عن حيرتهم حوله أو يفتون بدفنه في الأرض أو تخزينه إلى يوم ظهور المهدي. وندعو "العلماء" إلى الاشتغال بطلب العلم والدعوة والإرشاد، بدل الانغماس بجمع الأموال وتعريض أنفسهم للشبهات والأقاويل.
37- ندعو إلى تنظيم التبرعات المالية في جمعيات خيرية، تغطي المشاريع الاجتماعية والثقافية ومنها رعاية المساجد والمدارس الدينية وعلماء الدين، وتخضع للمحاسبة والرقابة وتلتزم بالشفافية ونشر كشوف تفصيلية بحساباتها وميزانياتها.
38- نؤمن بوجوب صلاة الجمعة عينا على كل قادر تتوفر فيه الشروط، ونقدر قيام الشيعة بأداء صلاة الجمعة بعد انتصار الثورة الإسلامية، في إيران والعراق ولبنان وسائر المناطق، ونحث الجميع على أدائها بصورة عامة والالتزام بها بدقة وانتظام. ونعتبر صلاة الجمعة مناسبة عظيمة للحث على التقوى ومعرفة الله تعالى وليست مناسبة سياسية للدعاء للظالمين وتبرير أفعالهم.
39- نرفض زيادة ما يسمى بالشهادة الثالثة في الأذان، وهي: "أشهد أن عليا ولي الله". ونعتقد أن هذه الزيادة من فعل الغلاة "المفوضة"، كما يقول الشيخ الصدوق في كتابه:"من لا يحضره الفقيه" وأنها بدعة وسبب للتفرقة بين المسلمين.
40- نرفض ممارسة التقية بتلك الصورة المشوهة، كما نرفض التصديق بما اشتهر عن الإمام الصادق من أن : "التقية ديني ودين آبائي، ولا دين لمن لا تقية له". حيث نعتقد أنه حديث مكذوب على الإمام، ولا مبرر عقلي أو تاريخي له، فكيف تصبح التقية جزءا من الدين؟ ومتى كان الأئمة يمارسون التقية؟ وممن كانوا يخافون؟ ومن هنا نحسب أن هذا الحديث موضوع من قبل الغلاة كغطاء لتمرير نظرياتهم المنحرفة باسم أهل البيت الذين كانوا يتبرءون منها علنا. وهذا ما يدعونا لقراءة فكر أهل البيت وتراثهم على أساس الظاهر من حياتهم، وعدم قبول أي تأويل باطني معاكس لأقوالهم وأفعالهم. وفي الوقت الذي نطالب بتوفير الحرية والأمن لكل إنسان للتعبير عن رأيه، نعتقد أن عهد التقية قد مضى وولى، وأنه لم يعد عند الشيعة ما يعيب لكي يخفوه أو يتقوا الآخرين منه، ولا يوجد ما يمنعهم من التعبير عن آرائهم. خصوصا بعد أن أصبح للشيعة حكومات قوية ويعيشون في بلاد ديموقراطية حرة كثيرة، ولذلك فإنهم يعبرون عن آرائهم بحرية وشجاعة وصدق. وليس كل من أنكر فكرة معينة يمارس التقية بالضرورة، فليس كل الشيعة يؤمنون بكل ما ورد في الكتب الغابرة. وهؤلاء هم "العلماء" يقومون بنقد الكثير الكثير مما جاء في كتب الأولين ويتبرءون منها.
41- لا نؤمن بكثير من الأدعية والزيارات الموضوعة من قبل الغلاة والمتطرفين، وندعو "العلماء" إلى تنقيحها وتهذيبها. ونرفض "الزيارات" المنسوبة لأئمة أهل البيت، مثل "الزيارة الجامعة" و"زيارة عاشوراء" و"حديث الكساء" وغيرها من الزيارات والأدعية التي تحتوي على مواقف سلبية من الصحابة، وأفكارا مغالية بعيدة عن روح الإسلام ومذهب أهل البيت، والتي اختلقها الغلاة كذبا ونسبوها للأئمة.
42- لا نؤمن بشفاعة الأئمة يوم القيامة، التي تقف وراء الكثير من الطقوس والعادات الدخيلة، كزيارة قبور الأئمة، والبكاء على الحسين والتطبير واللطم على الصدور، بل نعتقد بما كان يقول الإمام جعفر الصادق عن الأئمة:" أنهم موقوفون ومحاسبون ومسئولون".
43- نرفض الاستغاثة بالأئمة أو دعاءهم، أو النذر لهم، ونعتبر ذلك نوعا من الشرك بالله تعالى. وهو على أي حال عمل لا يقوم به إلا الجهلة والبسطاء من الناس، وأما عامة الشيعة فهم يزورون قبور الأئمة والأولياء ليستغفروا الله لهم ويترحموا عليهم أو يستلهموا العبر من حياتهم وكفاحهم في سبيل الدعوة إلى الله.
44- ندعو إخواننا إلى عدم التطرف في مراسم عاشوراء وتجنب الطقوس المبتدعة التي تشوه صورة الشيعة في العالم والتي لم ينزل بها من الله سلطان.
45- ونرفض بشدة أقوال الغلاة الذين زعموا بأن الله تعالى خلق الكون من أجل الخمسة "أصحاب الكساء". وإنما خلق الخلق ليرحمهم ويبلوهم.
46- ندعو الجميع إلى عدم تضخيم الخلافات الجزئية التي حدثت في التاريخ بين الصحابة، مثل موضوع الخلاف بين السيدة فاطمة الزهراء والخليفة أبي بكر حول "فدك" التي استرجعها منها باعتبارها من الأموال العامة، وقالت الزهراء أن النبي أعطاها لها منحة، فقد كان خلافا شخصيا جزئيا محدودا، ولا نستطيع أن نفعل نحن إزاء ذلك شيئا.
47- كما ندعو إخواننا إلى رفض أسطورة الهجوم على بيت السيدة فاطمة الزهراء، وما يقال عن "كبس بيت الإمام علي من قبل عمر من أجل إجباره على بيعة أبي بكر، وما رافق ذلك من تهديد بحرق بيت فاطمة على من فيه، أو قيامه بحرق باب البيت وضرب الزهراء وعصرها وراء الباب، وإسقاط جنينها (محسن) والتسبب في وفاتها" أو إثارة تلك القصة كل عام، وإقامة مجالس العزاء واللطم والبكاء، وما يرافقها من اللعن والسب والانفعالات العاطفية. إذ أنها قصة أسطورية لم تثبت في التاريخ، ولا يعقل حدوثها، وهي تسيء إلى شخصية الإمام علي قبل أن تسيء إلى الخليفة عمر بن الخطاب.
48- وندعو إلى رفع الصبغة الطائفية عن مساجد الله، وجعلها مفتوحة لجميع المسلمين، وذلك بأداء الصلاة المشتركة وراء الأئمة من السنة والشيعة، والصلاة في جميع المساجد دون استثناء، ورفض الفتاوى الطائفية الضيقة التي تحرم الصلاة خلف المذاهب الأخرى.
49- ندعو إلى كسر الطائفية والتفرقة بين المسلمين بإشاعة الزواج المختلط بين الطوائف، وإلغاء الفتاوى غير الشرعية القاضية بتحريم الزواج المختلط بين المسلمين.
50- كما ندعو إخواننا من أهل السنة وسائر الطوائف الإسلامية إلى الانفتاح على إخوانهم الشيعة، والتعرف عليهم أكثر، والتمييز بين المعتدلين منهم (وهم عامة الشيعة) والغلاة والمتطرفين، وعدم الحكم عليهم بناء على أقوال الشواذ والسابقين، والنظر إلى واقعهم الجديد، وملاحظة التطورات الجذرية الفكرية والسياسية التي حصلت وتحصل في صفوفهم، وتأييد النشاطات الإيجابية والتضحيات الجسيمة التي قدموها ويقدمونها في سبيل تحرير بلدانهم من نير المستعمرين والمحتلين.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، ونسأله أن يوفقنا لخدمة دينه، وأن يوحد المسلمين ويعزهم ويحررهم من الطغاة والمحتلين. إنه سميع مجيب.







 
قديم 07-09-11, 12:17 PM   رقم المشاركة : 3
جاسمكو
عضو ماسي






جاسمكو غير متصل

جاسمكو is on a distinguished road


الشيخ الشيعي علي الأمين يرفض تكفير السيستاني اهل السنة

------------------------------

كتاب "زبدة التفكير في رفض السبّ والتكفير" ، الشيخ علي الأمين ، مفتي منطقة صور اللبنانية
يرفض كفير السيستاني لمن لا يؤمن بالامامة كاهل السنة

يرى صاحب كتاب "زبدة التفكير في رفض السبّ والتكفير" ، وهو الشيخ علي الأمين ، مفتي منطقة صور اللبنانية أن ما يقول به السيد "علي السيستاني والخميني بأن من لا يؤمن بإمامة علي رضي الله عنه بعد الرسول صلى الله عليه وسلم كافر ، هو قول يجب ألا نسير عليه: لأن الأصل أن من وُجد فيه الإيمان بالله وبالرسول وبالآخرة فهو مسلم ومؤمن ، أما الإيمان بالإمامة - وإن كان يُعد أصلا بمذهب - لكنه لا يجوز أن يكون طريقا لتكفير الآخرين".
ويذهب الشيخ الأمين إلى أنه لا ينبغي للشيعي أن يقلد مرجعية شيعية كالسيستاني في أن الصحابة مرتدون: لأنهم أنكروا بيعة "علي" بعد الرسول صلى الله عليه وسلم ، مضيفا أن قول السيستاني بأن الصحابة قد ارتدوا لأنهم لم يبايعوا عليا هو رأيه في موضوع من الموضوعات التي يجب عدم رجوع المقلدين إلى مقلدهم فيها ، ويمكن أن تكون لهم وجهات نظرهم المغايرة فيها.
المعضلة إذن هي أن الإيمان بالإمامة يُعد من أركان الإيمان والإسلام عند السيستاني ومراجع آخرين ، ما يعني أن من لا يؤمنون بها ، وهم عموم السنّة كفار ، الأمر الذي يسير عليه المقلدون ، سواء قالوا ذلك علنا أم آمنوا به وكتموه "تقية".
من كنا ننقل عنه هو شيخ شيعي ، كما أن السيد فضل الله ، وهو مرجع تقليد أيضا ، يرى أن الإيمان بالإمامة هو من أركان المذهب وليس من أركان الإسلام ، بمعنى أن من لا يؤمن بها لا يكفر ، وإن لم يكن "جعفريا".
ما هو مطلوب من السيد السيستاني هو كلام واضح في رفض تكفير الصحابة (مصطلح البغي الذي استخدمه النبي عليه الصلاة والسلام بحق من وقفوا مع معاوية يكفي في السياق) ، إضافة إلى تبني رأي فضل الله في أن الإيمان بالإمامة ليس من أركان الإيمان والإسلام ، وإلا فإن المتشددين في الطرف الآخر سيجدون ما يبررون به تكفيرهم للشيعة ، وإن كنا لا نتمنى أن يكفر أي أحد من يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله.

========

مع المهندس عالم سبيط النيلي في كتابه:

(الشهاب الثاقب للمحتج بكتاب الله في الرد على الناصب أحمد الكاتب)

التنظير للمنهج الحشوي، والتحريف بدعوى الإصلاح

ترددت كثيرا في الرد على النيلي، الذي درس الهندسة في موسكو، ولم يسبق له أن درس في الحوزة العلمية، ولكنه يختزن ثقافة شيعية شعبية تقليدية، وقد هاله إقبال الناس في العراق على كتابي عند صدوره، فانبرى للرد على الكتاب، ولم يجد ما يرد به سوى مفردات الجدل الشعبي الذي لا يستند على أي منهج علمي، ولا أقول أكثر من ذلك لأني أربا بنفسي النزول الى مستوى المفردات السوقية والغوغائية التي استخدمها في كتابه. واذا كان المكتوب يقرأ من عنوانه، فان اتهام أحمد الكاتب بالنصب والعداء لأهل البيت، بهذه السهولة والجرأة، يؤكد طبيعة الردود التي قدمها المؤلف.
ولولا وجود أشخاص، أو لجنة ، أو تيار يروج الى الكاتب النيلي، وكتبه المشابهة وادعاؤهم برد النيلي على الكاتب، لما تشجعت في الرد عليه، لأن كتابه يرد على نفسه بنفسه لكثرة ما فيه من تناقض وحشوية وسطحية ورفض مباديء البحث العلمي التي لم يدرسها بالطبع في موسكو الشيوعية.
ولأنه كان يعتقد بأن الامامة من الله وتثبت عن طريق النص، فقد اعتقد بأنها جزء أساس من الدين، ولذا فقد وجد في قراءتي المخالفة لنظريته والتي تقول بأن الشورى هي نظرية أهل البيت السياسية تناقضا كبيرا مع الصورة التقليدية التي يحملها عن التشيع، وانطلق من هنا ليرد على كتابي (تطور الفكر السياسي الشيعي) حتى قبل أن يقرأ الكتاب. حيث يقول:" من أوَّلَِ سطورٍ قرأتها وأنا أدركُ كلَّ الكشوفاتِ اللاحقةِ للكاتبِ، وبدأتُ الردَّ ولمْ أقرأ سوى سبع صفحاتٍ.. لِماذَا؟ لأنني أعلمُ إلى أيِّ موضعٍ يريدُ الوصولَ . وأقسِمُ باللهِ وملائكته وكتبه ورسلِهِ أنّي علمتُ من أوَّلِ خمسةِ أسطرٍ أنَّه في الطريقِ لإنْكَارِ الوصيّةِ والإمامةِ، وأنَّ هذه كلَّها مقدِّماتٌ نفسيَّةٌ لهذا الهدف!!".
ولكنه لم يتوقف عند تطور الفكر الشيعي عبر التاريخ، ولم يتأمل في التحديات التي واجهته، ولم يبحث بالطبع موضوع وجود الامام الثاني عشر أو عدم وجوده ، واعتبر ذلك أمرا مسلما لا يحتاج الى نقاش، ولم يتوقف الا عند النظريات المختلفة في تفسير سبب الغيبة، وهو أمر متأخر على مسألة بحث وجود الامام الغائب وولادته.
ولما كان بحث هكذا أمور تاريخية وعقائدية يحتاج الى عدة علمية يفتقدها النيلي، فقد اختصر الطريق برفض البحث العلمي من الأساس، والإعلان عن كفره بعلم الرجال، والتمسك بدلا من ذلك بالمنهج الاخباري الفج الذي ينظر الى الروايات نظرة ذوقية ومزاجية. ولم يبحث ولم يجب عن كثير من الأسئلة التي طرحتها في الكتاب حول مصير نظرية الامامة ومصداقها الخارجي، أو هوية الامام الثاني عشر، واعتبر ذلك محاولة استخباراتية لكشف ستر الامام الغائب!!!
ان مشكلة النيلي الكبرى تكمن في أنه يعتقد أن ما ورثه من آبائه وأجداده هو عين الحق والصواب، رغم أن الكثير منه قائم على أحاديث ضعيفة أو مختلقة، أو تأويلات تعسفية للقرآن الكريم، وبدلا من أن يفترض في البداية احتمال الخطأ أو يمارس الشك المنهجي الذي يقود الى البحث العلمي، ثم التوصل الى اليقين، فانه يتشبث بما ورثه حرفيا دون نظر أو تفكير، ولا يسمح حتى للعلماء باحترام الآراء الأخرى، أو توفير أي قدر من الحرية في البحث والتفكير، فهو يقول مثلا:"وَمَا نريدُ أنْ نقولَهُ في هَذا الكتابِ هُوَ أنَّ الناسَ دأبوا عَلَى الجدالِ حَوْلَ الحَقِّ والباطِلِ والصحيحِ والخاطئ، وتَمَادُوا في ذَلِكَ إلى درجةِ أنَّ عُلَمَاءَ الدِّينِ أصْبَحوا يأخذونَ بفكرةِ احترامِ الآراءِ جميعاً ولو فيما بينهم، ويبرِّرون الاجتهادَ ويزعمون أنَّ الاختلافَ في الدِّينِ رحمَةٌ وأنَّهُ ضرورةٌ لإغناءِ الفكرِ والبحثِ.
لكنَّ هُنَاكَ فَرَقاً بَيْنَ البَحْثِ عَن الحَقِّ والباطِلِ وبَيْنَ الاختلافِ في الحَقِّ والباطِلِ هُوَ عيْنُهُ الفَرَق بَيْنَ الكُفْرِ والإيمانِ. إنَّ كُلَّ الَّذينَ يبرِّرون الاختلافَ ويَسْمَحونَ بتعدُّدِ الوجوهِ في تأويلِ النصّ الإلهيِّ هُمْ ظَلَمَةٌ وكفَرَةٌ، بَلْ هُمْ أَظْلَمُ الخَلْقِ طُرّاً وإنْ لَبَسوا العمائِمَ وتجلببوا بجُلبابِ الدِّينِ، لأنَّهُمْ يؤمنون بِعَدَمِ وضوحِ الفَرَقِ بَيْنَ الحَقّ والباطِلِ ابتداءً، ويجعلون النصَّ الإلهيَّ الَّذي جَاءَ لإزالةِ الاختلاف ـ يجعلونهُ مَصْدَرَاً للاختلافِ".
وهذا ما يثير التعجب والشفقة حول مدى انغلاق النيلي وجموده الفكري وتطرفه، حينما يعتبر العلماء المجتهدين الذين يسمحون بتعدد وجهات النظر في تأويل القرآن: "ظلمة وكفرة بل أظلم الخلق طراً".
ورغم وجود تفاسير عديدة للدين ومذاهب ومدارس مختلفة في داخل الدين، مما يعني وجود الاحتمال بخطأ بعض التفاسير أو التأويلات، فان النيلي يعتبر نقد التفسير السائد للدين، طبعا حسب وجهة نظره، محاولة لإبطال أسس الدين، ويقول:"نَرَى بوضوحٍ كافٍ أنَّ الهجماتِ الموجَّهَةِ إلى الدِّينِ السماويِّ وَعَلَى كافَّةِ المستوياتِ هِيَ هَجَمَاتٌ عَلَى التفسيرِ السائِدِ للدِّينِ وَلَيْسَتْ عَلَى الدِّينِ نَفْسِهِ، وَلكِنَّهَا تُحاوِلُ إبطالَ أسُسِ الدِّينِ من خلالِ التناقُضَاتِ في أقوالِ علماءِ الدِّينِ والمفسِّرين، فيحسِبُ البعضُ بَلْ أكثرُ الناسِ أنَّ الدِّينَ أصبَحَ في خَطَرٍ من هَذِهِ الهَجَمَاتِ".
والغريب انه يعترف بـ:"إنَّ مَا حَصَلَ في عقائِدِ المسلمينَ مُنْذُ قرونٍ طويلةٍ هُوَ انقلابٌ شاملٌ لمبادئ الدِّينِ وانعكاسٌ للمفاهيمِ بِحَيثُ أنَّ الدراسَةَ الجّادَّةَ للنصِّ القرآنيِّ ومحاولةَ فهْمِهِ مُستَقِلاً عَن آراءِ الرِّجَالِ تبيِّنُ بوضوحٍ كافٍ أنَّ الدِّينَ الَّذي بَيْنَ يدينا اليوم هُوَ نقيضُ الدِّينِ الَّذي جَاءَ بِهِ مُحَمَّدٌ (ص)، وَلِذَلِكَ يتمكَّنُ دعاةُ الإلحادِ والكُفْرِ من توجيهِ الضرباتِ القويَّةِ إلى هَذا الدِّينِ المزيَّفِ فيحسِبُ الناسُ أنَّ الدِّين في خَطَرٍ. وَلكنَّ الحقيقةَ كَمَا قُلْنَا مِنْ قبل أنَّ الخَطَرَ هُوَ عَلَى الباطِلِ مِنَ الباطِلِ لا غَيْرَ.!
وَلكنْ يَبْقَى علينا أنْ نوضِّحَ للقارئِ الفَرَقَ بَيْنَ دِينِ اللهِ ودينِ الناسِ!، إِذْ هُنَا تكْمُنُ المشكلَةُ بِكُلِّ أَبْعَادِهَا!
فإنَّ هَذا التوضيحَ يستلزِمُ إجراءَ سلسلةٍ مِنَ الأعمالِ سَتَكونُ المفاجأةُ فِيْهَا عَلَى رجالِ الدِّينِ من كافَّةِ المذاهبِ أشدُّ وقعاً مِمَّا هِيَ عَلَى القارئ العادي. ومن المتوقَّعِ أنْ يَقِفَ أكثرُهُم ضِدَّ عمليةِ التصحيحِ وفي صفِّ العدوِّ إذا أحسُّوا بالخَطَرِ الدَّاهمِ عَلَى مسلَّماتِهِم ومبادِئِهِم ـ وسوف يَحْسبونَ أنَّ الخَطَرَ في التصحيحِ أعظَمُ عليهم من الخَطَرِ الآتي من هجماتِ الملاحِدَةِ والكفّارِ.
ذَلِكَ لأنَّنا لَو قُلْنَا أنَّ مَا تَنْتَقِدُونَهُ هُوَ آراءُ الرِّجَالِ وأعمالُ الرِّجَالِ، وبيَّنا فِيهِ حقيقةَ الدِّينِ ظَهَرَ مِنْ خلالِ ذَلِكَ كُفْرُ هَؤُلاءِ الرِّجَالِ وانحرافُهُم عَن الدِّينِ، وهُم أسماءٌ لامعَةٌ مشهورَةٌ في الأمَّةِ ومعروفَةٌ بالـ (التقوى والصلاح)، بَلْ أسماءٌ مقَدَّسَةٌ جِدَّاً. ذَلِكَ لأنَّ الدِّينَ الَّذي يؤمِنُ بِهِ الناسُ اليوم هُوَ في الواقِعِ أسماءُ رجالٍ، فَلا يَفْصِلونَ ولا يُفَرِّقونَ بَيْنَ الدِّينِ وَمَا يسمّى بـرجالِ الدِّين".
إذن فان النيلي يعترف بوجود تحريف وتأويلات باطلة في الدين، بل وانقلاب شامل لمفاهيم الدين الصحيحة، ويدعي العمل من أجل اصلاح ذلك التحريف، أو يعطي لنفسه الحق بالقيام بذلك، ولكنه يرفض أن يقوم الآخرون بهذا الدور، كما يرفض انتهاج الطرق العلمية الصحيحة للتصحيح. وأولها الشك بما ورثه من آبائه وأجداده، وعدم اعتبار كل ذلك من الحق المطلق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
ولو كان النيلي قد اتبع المنهج العلمي في البحث والتحقيق والتفكير، لربما كان قد وصل الى نتائج طيبة، ولكنه مع الأسف أضاع الطريق، وأغلق على نفسه الباب رافضا أدنى اختلاف.
ولست أدري كيف سارع النيلي الى اعتبار نقد نظرية الامامة، أو وجود الامام الثاني عشر، بمثابة إنكار النبوة والرسالة، مع ان نظرية الامامة هي واحدة من النظريات المختلف عليها داخل المذهب الشيعي الذي ضم أكثر من سبعين فرقة.
ولست أدري كيف توصل الى أن " كتاب (تَطَوُّر الفكرِ الشيعيِّ من الشُّورَى إلى ولايةِ الفقيه) يمثِّلُ أبرزَ عمَلٍ من أعمالِ التحريفِ والزَّيفِ". مع أن الكاتب يدعو الى العودة الى القرآن الكريم، وسنة النبي (ص) ومذهب أهل البيت، ورفض أقوال الرجال الذين دسوا أقوالهم في تراث أهل البيت.
والفرق الرئيس بين النيلي والكاتب، هو ان الأول يرفض البحث والتحقيق، والكاتب يدعو الى ذلك قبل التمسك بأية عقيدة. وكنا ننتظر من الاستاذ النيلي ان يقوم بمناقشة الروايات المتناقضة والضعيفة التي ذكرها الكاتب، وبنى على ضوئها القول بأسطورية وجود الامام الثاني عشر، وبطلان نظرية الامامة. وأن يقدم بدلا منها ما يعتقد انها روايات صحيحة تثبت أولاً ولادة (محمد بن الحسن العسكري) حتى يسوغ القول بوجود اثني عشر شخصا هم أئمة معينون من قبل الله، ضمن ما يعرف بنظرية الامامة الاثني عشرية. إذ لا يجوز أن يقفز عن بحث موضوع ولادة ووجود الامام الثاني عشر، ليبحث فقط في بعض الروايات التي تتحدث عن نظرية الامامة الالهية، من دون تقديم مصداق خارجي لها، وكذلك من دون بحث سند أية رواية.
وهذا هو جوهر الخلاف بين النيلي والكاتب، والمفرق الرئيس بين الحقائق والأساطير، والحق والباطل. وبدلا من أن يختار النيلي المنهج العلمي والطبيعي في الاجتهاد والبحث والتحقيق ليصل الى الحقيقة، اختار أن يغمض عينيه ويصم أذنيه ويغلق عقله، ويطلق للسانه العنان في كيل السباب والشتائم والاتهامات والافتراءات على الآخرين.
انه يدعي بأنه يبني عقيدة الامامة على القرآن والسنة، فيقول:" كَذَبَ كُلُّ قَائِلٍ لأيِّ فِكْرَةٍ فِيْهَا حُكْمٌ عَقَائِديٌّ أو تاريخِيٌّ أو مُسْتَقْبَليٌّ أو شَرْعيٌّ أو فِقْهيٌّ أو بَلاغِيٌّ أو كَلاميٌّ أو فَلْسَفيٌِّ لا يَدِلُّ عَلَيْهِ القُرْآنُ بوضوحٍ تامٍّ كوضوحِ المُعَادَلاتِ الرِّيَاضيَّةِ الَّتي لا تَقْبَلُ خَطَئَاً مَا". ولكنه لا يأتي بآية واحدة صريحة تثبت الامامة لأهل البيت، وانما يعتمد التأويل التعسفي واللف والدوران. كما يفعل مع هذه الآية التي تتحدث عن خلافة النبي داود (عليه السلام): (يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُم عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ) . سورة ص 26 ليستنتج منها إمامة الأئمة من أهل البيت، مما يدل على أن النيلي يخلط بين خلافة الأنبياء وبين الامامة السياسية المطلوبة في المجتمعات الاسلامية الى يوم القيامة، رغم ختم الله للنبوة بنبينا محمد (صلى الله عليه وآله) ويحاول ان يقيس على هذه الآية قياسا باطلا، ويأولها تأويلا تعسفيا حتى يستخرج منها ما يريد.
وفي مقابل ذلك يقوم النيلي بتأويل آية الشورى: (وأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُم)، فيقول:"أَنْتُم تَقُولُونَ أنَّ (الأَمْرَ) شُورَى لِقَولِهِ تَعَالَى (وأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُم) ثُمَّ تَقُولُونَ: إنَّ (أُولي الأَمْرِ) بِهَذِهِ الشُّورَى.. فَكَيفَ يَكونُ وَليُّ الأمْرِ بَيْنَهُم بالشُّورَى؟ يالِلْفَضِيحَةِ المَنْطِقيَّةِ!!أَفَهَـَذا مَا تَعلَّمْتِمُوهُ مِنْ أرسطو طاليس؟!! وَمَعَ ذَلِكَ فإنَّ (أمْرَهُم) هُوَ غَيْرُ (الأمْرِ) قَطْعَاً ـ الأمْرُ المُعَرَّفُ بألِّ التَعْريفِ.أَمْ هُنَا فَقَط تَنْسُونَ أصولَكُم والفَرَقَ بَيْنَ المُعَرَّفِ بالإضَافَةِ والمُعَرَّفِ بأَلِفْ لام العَهْدِ؟".
ومن الواضح ان هذا التفسير للقرآن ليس واضحا كوضوح المعادلات الرياضية المتفق عليها، وانما فيها قدر كبير من التأويل والقلب واللف والدوران.
وبعد أن يتلاعب القرآن الكريم كما يشاء، يأتي النيلي للأحاديث فيعطي لنفسه الحق بأن يغرف منها ما يشاء، ويرفض أن يستوقفه أحد أو أن يسائله أحد عن صحة تلك الأحاديث، فيشن هجوما عنيفا على علم الأصول والرجال، اللذين تطورا لدى المدرسة الأصولية منذ مئات السنين، ويصر على العودة الى طريقة الاخباريين الحشوية، فيقول:
"الكاتِبُ سيقولُ: هَذا الحَديثُ ضعيف! نعم.. صحيحٌ فَإنَّهُ ضعيفٌ جِدَّاً، وكلُّ الأحاديثِ ضعيفةٌ جِدَّاً!!.
.. ألَم أَقُلْ لك لا تكلّمني بالرجالِ فإنِّي لا أحتجُّ بالرجالِ!. والذي يحتجُّ بالرجالِ ضالٌّ مضِّلٌّ.. أَمْ تَحْسبُ أنَّ الشيعةَ هُمْ الأصوليون؟ ألا تدري أنَّ سهْمَكَ قَدْ عَادَ إلى نحرك؟. ذَلِكَ لأنَّ عِلْمَ الرِّجَالِ والحُكْمَ عَلَى النصوصِ من خلالِهِ لَيْسَ من أعمالِ شيعةِ عليٍّ!. بَلْ هُوَ من أفكارِ وأعمالِ أهلِ الشُّورَى! وانتقالُهُ إلى الطائفةِ الَّتي تسمَّى اصطلاحاً بـ (الشيعة) لا علاقةَ لَهُ بالموضوعِ الَّذي بيننا الآنَ". ويضيف:"إنَّ العقائِدَ لا تَثْبِتُ بِأَقْوَالِ وأحاديثَ تبعاً لوثاقَةِ الرِّجَالِ أو عَدَمِ وثاقَتِهم، لأنَّ الرِّجَال يختلفونَ أَيْضَاً في هَذِهِ الوثاقةِ ! إنَّ العَمَلَ لَهُوَ بالمعكوسِ .. حَتَّى لَو تَبَنَّى طريقَتَكَ كُلُّ مَنْ تسمِّيهم شيعةً فَلا حُجَّةَ في ذَلِكَ. فَمَا أَدْرَاكَ أنْ يَكُونَ أَكْثَرُ طائفَةِ الشيعَةِ عَلَى ضَلالٍ في هَذا وَمَعَ ذَلِكَ تَبْقَى الإمامَةُ هِيَ الدِّينَ؟.!!
ويحَكَ إنَّ الحقَّ لا يُعْرَفُ بالرِّجالِ.. أعرفْ الحقَّ تَعْرِفْ أهْلَهُ، وأعرِفْ البَاطِلَ تَعْرِفُ أهلَه.
وَهَذِهِ الكَلِمَةُ مشهورةٌ وَلكنَّ العَمَلَ الجارِيَ ضدُّها تَمَامَاًَ، والقانونُ الأصوليُّ والكلاميُّ عكْسُها ولا غرابَةَ!! فَكَمْ مِنْ آيَةٍ في القرآنِ مشهورةٍ والعَمَلُ عَكْسُهَا تَمَامَاًَ؟!!
إنَّ مَنْ يُثْبِتُ الإمامَةَ بعليٍّ والأئِمَّةِ لَهُوَ كافِرٌ!
وَآَنْتَ تفْهَمُ وكُلُّ الناسِ يفهمُونَ أنَّ الإمامَةَ والعِصْمَةَ أُثْبِتَتْ عَن طريقِ الأئمَّةِ.!!
فَكَيفَ تعرِفُ الحقيقيَّ من المزَيَّفِ إذا كُنْتَ تَرْجَعُ لأقوالِ الرِّجَالِ مَرَّةً أُخْرَى؟
إذا كُنْتَ لا تَعْلَمُ أنَّ عِلْمَ الرِّجَالِ وُضِعَ أَصْلاً لجَعْلِ المُزَيَّفِ عَلَى قَدَمِ المساواةِ مَعَ الحقيقيِّ فاعْلَمْ هَذا الآن.! وإذا كُنْتَ تَبْحَثُ عَن الحَقِّ بِمَا هُوَ حقّ فَمَا شأْنُكَ بِمَا يقولُهُ النَّاسُ قَلُّوا أو كَثَروا؟ …بَلْ أعرِفْ الحَقَّ أولاً، وعندئذ سَتَعْلَمُ موقعَ كُلِّ واحدٍ من الناسِ مِنَ الحَقِّ ".
ثم يؤكد:" أن عِلْمُ الرِّجَالِ لا قيمة لَهُ بالمرَّةِ، لأنَّ الأَمْرَ النبويَّ هُوَ في عَرْضِ الحديثِ عَلَى القُرآنِ. وَإنَّمَا خالفوهُ لأنَّهُمْ لَو فَعَلَوا لاضطرُّوا إلى تحديدِ معانيَ القرآنِ، إِذْ لا يُعْقَلُ أنْ يُحْكَمَ بِهِ عَلَى الحديثِ مَعَ الاختلافِ في التفسيرِ. وهم لا يريدونَ الحصولَ عَلَى التفسيرِ الصحيحِ، بَلْ يريدونَ المَنْعَ من ظهورِ التفسيرِ الحَقِّ للقرآنِ، لأنَّهُ سيكشِفُ المؤامرَةَ كلَّها عَلَى قرينِهِ (العترة).!
فافْهَمْ ذَلِكَ فَهَذَا هُوَ السببُ الوحيدُ والأوَّلُ والأخيرُ لظهورِ عِلْمِ الرِّجَال والتضعيفِ للأحاديثِ.. وخاصَّةً أخبار أهلِ البيتِ عليهم السَّلام لأنَّها جميعاً أَخْبَاُر آحادٍ بِسَبَبِ الاضطهاد!
وَهَذا الكاتبُ ... يستخدِمُ هَذِهِ الطرائقَ عينَهَا لتضعيفِ الأحاديثِ الَّتي لا تعجبُهُ وتقويَةَ الَّتي يُريدُها.
وعمَلُهُ هَذا وإنْ فَعَلَهُ أقوامٌ من طائفةِ الشيعةِ فَإنَّهُ لا يَمِتُ إلى الدِّينِ بِصَلَةٍ، وَهْوَ خلافُ الأوامِرِ النبويَّةِ والمنطقِ والعَقْلِ! فَلا حُجَّةَ فِيهِ، إِذْ أَكْثَرُ السُنَّةِ والشيعَةِ خلافُهُ ذَلِكَ لأنَّ الرِّجَالَ هُمْ الَّذينَ يحْكمونَ عَلَى وثاقَةِ الرِّجَالِ فيبقى الاختلافُ قائماً بَيْنَ الرِّجَالِ!
والطريقُ الوحيدُ لتصحيحِ الأحاديثِ هُوَ قانونٌ لا يأتيه الباطِلُ مِنْ بَيْنِ يديهِ ولا مِنْ خلْفِهِ.
وَلَيْسَ هُنَاكَ سِوَى القرآن أو الإمام المنصوص عَلَيْهِ من الرسولِ. أمّا الإمامُ فَقَتَلُوهُ بالسيفِ، وَأمَّا القرآنُ فَقَتَلُوه بِتَعَدُّدِ التأويلِ وابتداعِ المرادَفاتِ والمجازِ لتوجيهِ النصوصِ بحَسَبِ الشهيَّةِ !.
وجَعَلوا مكانَهُما أنفسَهُم من خلالِ عِِْلم الرِّجَالِ فَحَلُّوا مَحَلَّ الثقلين كليهما. فلعنَةُ اللهِ عَلَى الظالمين. ثُمَّ وَضَعُوا شروطاً قاسيَّةً جِدَّاً للرجالِ، قاسيَةً ضِدَّ الخصوم ِلا ضِدَّ الانتحالِ والوَضْعِ، فَمَرَّتْ مِنْهَا الموضوعاتُ وَلَمْ تَمُرْ مِنْهَا الصِحَاحُ، لأنَّها تَتَحَدَّثُ عَن كُلّ مَا يُدَمِّرُ المؤامرةَ وأصحابَها مشمولين كأسانيدٍ بشروطِ الاستبعادِ.
وَمَعَ ذَلِكَ فقَدْ تَحَامَلوا أَكْثَرَ مِمَّا هُوَ مذكورٌ في الشروطِ ومَنَعَوا من تسجيلِ الأحاديثِ بأقسى مِمَّا هُوَ مشروطٌ، فانبرى بَعْضٌ من بَقِيَ عندهم ضَمِيرٌ حيٌّ واستَدْرَكوا عَلَى الأحاديثِ المارَّةِ بِنَفسِ الشروطِ. وَكَأنَّ لسانَ حالِهِم يقولُ: اظلموا وَلكنْ بالقانونِ الموضوعِ عِنْدكُم للظُلْمِ!
وَعَلَى هَذا فالكاتبُ يستخدِمُ الأسلوبَ الانتقائيَّ للحديثِ. فللمِرْءِ أنْ يقولَ لَهُ: إنَّ كُلَّ مَا تَسْتَشْهِدُ بِهِ موضوعٌ ومزيَّفٌ!. فيبقى كُلُّ واحِدٍ عَلَى مَا أَرَاد".
ويقول:"َلِذَلِكَ قُلْنَا مِرَارَاً أنَّ تحليلَ النصِّ هُوَ الدَّلِيلُ الوحيدُ عَلَى صِحَّةِ صدورِهِ مِنَ المَعْصُومِ أو مِنْ سِواه، فَلا يمكنُ تضعيفُ نصٍّ أو تقويتُهُ تَبْعَاً لوثاقَةِ الرِّجَالِ. فَكَمْ مِنْ موثوقٍ وَهْوَ عِنْدَ اللهِ فاسِقٌ؟ وَكَمْ مِنْ شرّيرٍ وَهْوَ عِنْدَ اللهِ مِنَ الأخيارِ؟. بَلْ كَمْ مِنْ شرّيرٍ يَجْعَلُ اللهُ عَلَى لِسَانِهِ الحَقَّ؟ وَكَمْ مِنْ عَالِمٍ نِحريرٍ نَسَى اللَّفْظَ فَيَنْقُل المَعْنَى بأَلفَاظِهِ هُوَ فَيَقَعُ في التباسٍ ويُوقِعُ الخَلْقَ مَعَه.
وقَدْ اعْتَمَدَ الكاَتِبُ عَلَى تَضْعيفِ الرُّوَاةِ فَقَط للخلاصِ مِنَ النِّصوصِ الدَّامِغَةِ لباطِلِهِ وكأنَّنَا مُغَفَّلونَ لا نَدْرِي أنَّ عِلْمَ الرِّجَالِ ظَهَرَ أَصْلاً مِنْ جِهَةِ أعْدَاءِ الدِّينِ وخصومِ الأئَمَّةِ الأطْهَارِ وإنْ عَمَلَ بِهِ بَعْضُ النَّاسِ مِنْ طَوَائِفِ الشِّيْعَةِ".
وهنا ينسى النيلي أن الكاتب لا يحاول إثبات نظرية معينة، وانما يشكك بما تقدمه النظرية الامامية الاثني عشرية من أدلة، وبالتالي فاذا لم تصح الأحاديث والقصص والروايات التي تبني عليها مقولتها، فان العودة الى نقطة الصفر تعني عدم ثبوت نظرية الامامة، وليس بقاء كل طرف على ما عنده. واذا لم تثبت نظرية الامامة، أو فرضية وجود الامام الثاني عشر، فان الأمر يعود بصورة آلية الى نظرية الشورى التي لا يوجد غيرها في الساحة.
ولست أعرف ما هو سبب تهجمه على علماء الأصول والمجتهدين من الامامية، مع انهم لم يستخدموا قواعدهم النقدية الأصولية في قراءة أحاديث الامامة والاثني عشرية ووجود الامام الثاني عشر، وانما ساروا على الطريقة الأخبارية القديمة، ولذلك لم ينقضوها. في حين أن مهاجمة الأصوليين لن ينفع الاخباريين شيئا، إذ ان القواعد الأصولية والرجالية هي قواعد فرضت نفسها على الشيعة لتصفية الركام الهائل من الخرافات والأساطير التي تسربت الى تراث أهل البيت، وكانت سببا لحدوث انحرافات عقائدية كبرى في صفوفهم، وليس التزامهم بها تقليدا للسنة الذين سبقوهم اليها بقرن أو قرنين عندما واجهوا حالة مشابهة من الروايات المختلقة التي بلغت حوالي نصف مليون رواية، مما دفع المحققين منهم الى تصفيتها واختيار بضعة آلاف رواية صحيحة منها. ولكن الاستاذ النيلي يحاول من خلال ضربه للمنهج الأصولي والرجالي، وتبني المنهج الأخباري الحشوي، ان يحافظ على نظرياته من الانهيار. فيهاجم الشيعة وعلماء الأصول قبل أن يهاجم الكاتب.
كان يمكنه الاجتهاد في علم الرجال وتضعيف من يريد او توثيق من يريد، ولكنه رفض علم الرجال كله وخشي من الاقتراب منه ، وادعى انه قادر على معرفة النص الصحيح الصادر عن المعصوم من غيره، بواسطة التحليل. ولم يشرح لنا كيفية ممارسة التحليل وأسسه وقواعده، مع الأسف الشديد. وربما كان يقصد الاشارة الى دراسة المتن في نقد الأحاديث، وهي عملية يمكن أن تساعد على معرفة النص، خاصة أثناء التعرف على عناصر التضاد والمخالفة مع القرآن الكريم أو العلم أو العقل، مما يؤدي الى إسقاط الحديث، ولكن عملية التحليل لا تستطيع أن توثق رواية وتثبت صدورها عن المعصوم الا بعد تأكد صدورها عبر رجال ثقاة معروفين وسند متصل، وأما اذا تخلل الرواية رجال مجهولون أو ضعاف، أو انقطع سندها فان الرواية تفقد قيمتها الشرعية ولا يمكن الاعتماد عليها. وهذه مسائل بديهية يعتمدها كل الناس من كل الاديان والمذاهب في عملية التثبت من الاخبار، ولكن الاستاذ النيلي يحاول أن يتجاوز الشروط العلمية البديهية في النفي والإثبات، ويحتج بعملية التحليل للروايات، وهو باب واسع يمكن ان يدخل الانسان عبره ما يشاء، وينسب ما يشاء الى من يريد.
والطريف أنه رغم كل ذلك يدعي أنه يتبع منهجا علميا في البحث، ويهاجم الآخرين على عدم اتباعهم للمنهج العلمي ويقول عني "انه يأتي بالقصصِ لإثباتِ بطلانِ القضايا الدينيةِ أو يحشر الثوابتَ الواردةَ في السنَّةِ المقدَّسةِ من جُملةِ القضايا المشكوكِ فِيْهَا.. وأينما تصفَّحتَ في الكتابِ فَإِنَّكَ تجدُ نفسَ الطريقةِ الَّتي لا تمتُ إلى البحثِ العلمي بأيَّةِ صلةٍ تُذكرُ".
ان عملية التحريف التي حدثت في الدين، والتي يعترف النيلي بوجودها حتى داخل المذهب الشيعي، لم تتم الا عبر المناهج غير العلمية وغير الشرعية في أخذ الدين، والقيام بتأويل القرآن الكريم بصورة تعسفية، إضافة الى اختلاق الروايات والأساطير ونسبتها الى الاسلام أو الى مذهب أهل البيت، ولا يمكن التخلص من التحريف والأساطير الا بتنقيتها عبر منخل علم الرجال. وهو بالضبط ما يرفضه النيلي.
إذن فهو يرفع شعار الإصلاح، في الوقت الذي يسير في طريق التحريف. ولا يزيد الطين الا بلة.
__________________

==========

نظرية الامامة فقد عانت في مراحلها الأولى من تحديات كبيرة ووصلت الى طريق مسدود بوفاة الامام العسكري دون ولد ظاهر، مما أدى الى تفرق الشيعة الى سبعين فرقة خلال القرنين الثاني والثالث ، ثم قول فريق منهم بوجود امام مستور غائب هو الامام الثاني عشر محمد بن الحسن العسكري، وغيبته وانتظاره وتحريم اقامة أية دولة في عصر غيبته لعدم توفر شرط العصمة والنص والسلالة العلوية الحسينية، ومحاربة نظرية ولاية الفقيه في القرن الرابع الهجري، مما أوقع الشيعة طوال ألف عام في غيبة قاتلة وأبعدهم عن مسرح الحياة الى أن طور بعض فقهاء الشيعة من جديد نظرية ولاية الفقيه وتبنوها فأقاموا الجمهورية الاسلامية الايرانية ، وطور فقهاء شيعة آخرون نظرية الشورى ، وقبل فقهاء آخرون بالنظام الديموقراطي كبديل عملي عن فكر الامامة المثالي الذي لا يمكن تطبيقه اليوم بأية صورة من الصور.
وهذا ما كنت أعنيه عندما قلت أن فكر الامامة فكر مثالي غير قابل للتطبيق
فهل تعتقد انه فكر عملي؟ وهل يقبل أحد من الشيعة اليوم باشتراط العصمة في رئيس الجمهورية أو رئيس الوزراء والا فلا يجوز اقامة الحكومة والدولة؟
ان المسألة ليست مسألة انكار الامامة، وانما كيف يمكن تطبيقها؟ وهل يوجد اليوم امام معصوم معين من قبل الله ظاهر معروف حتى نلتف حوله ونتبعه ونساعده على اقامة الدولة الاسلامية؟ أم ان كل هذا الحديث بعيد عن الواقع؟
وشكرا

======

رد شيعي على مشاركة احمد الكاتب

اعتقد ان هناك خلط بين مفهوم الامامه والخلافة عند كثير من الشيعة وان هذا الخلط مقصود حيث ان الامامه منصب الهي نصي على الامام وهو الامام من هذا الباب مشرع ومبين للرسالة الاسلامية اما الخلافة اي الحكم والذي يتصل حسب فهمي من خلال التأريخ والاحداث وتصرفات الائمة عليهم السلام براي المسلمين أو الناس اي ان الامام حين اقصي عن الخلافة من خلال ما وردنا من التأريخ بايع بعد ستة اشهر ابو بكر وبعده بايع عمر وحين جعل مع الستة بايع ايضا وقال لاسالمن ما سلمت امور المسلمين وان كان بها جور علي خاصة وان الامام الحسن (ع) وبعد صلحه مع معاوية اقره الامام خليفة ومن بعد معاوية فالحسن هو الخليفة وان مات الامام الحسن فبعده للحسين (ع)فمع خروع الخلافة عنهم عليهم السلام لم تسقط عنهم الامامه وليس شرط الامامة بالخلافة
__________________
محمد باقر


========

كيف يتسنن شيعي أو يتشيع سني..حوار العقل والمنطق
-------------------------------------------

والصلاة والسلام على أشرف الانبياء والمرسلين سيدنا محمد
وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين
والتابعين بالاحسان الى يوم الدين..

عندما يتحدث العقل والمنطق الى النفس ويصدق بكلام الله المنزل وبسنة الحبيب المطهره
وتسمو روحه بحب الله ونبيه وصحابته الاطهار..ويشهد على الاعجاز العلمي في آيات الله وسنتة نبيه
المكتشفه يوم بعد يوم.. ثم يتنزه بنفسه عن المحرمات ولا يأكل أموال الناس بالباطل ويعتقد يقينا بوحدانيه رب الوجود وبصحه كتابه الموعود بالحفظ من التحريف لا يجد أحدنا نفسه الا سنيا طاهر القلب والسريره
ولكن أن تلخبطت النفس بين زوبعه هذه الايام وحار فكر البعض بين حقيفه وصحه مذهبين الشيعه والسنه
وكنفس حياديه اطلع على خبايا كل منهما وتدبر وقرأ عن علمائهم
ثم قال ان كنت سنيا واردت التشيع ماذا علي أن افعل وبماذا أعتقد وان كنت شيعيا كيف اتسنن؟؟؟
هنا الفارق
كي يتشيع السني عليه
أن يطعن بعرض النبي في عائشه ويكذب كلام الله في برائتها في سوره النور ويقرأ ايضا وصف الخميني لعائشه في كتاب من كتبه ويصدقه
وان لم يعجبه هذا السب والوصف من الخميني فليعصي أمره و ماعليه سوى ان يتسنن...
أن يعطي خمس ماله لمعمميهم بداعي الصدقه للفقراء أو يمسك عليه ماله ويتصدق كيف يشاء..وبذلك يخالف النهج
أن يعرض محارمه لما حرمه الله ونبيه بداعي زواج المتعه ..
أن يشتمت أبا بكر وصحابه رسول الله الذين رضى الله عنهم آيه 18 سور الفتح وأيه التي نزلت في الغار..
أن يتوصل بقبور الصالحين( ومنهم الحسين) ويتقرب فيهم الى الله وهو شرك والعياذ بالله
أن يتدعي ان فاطمه الزهراء مخلوق نوراني متصل بالغيب
أن يكفر من يخالف هذا النهج

ولكن أن يتسنن شيعي

عليه أن يوحد الله ولايؤمن بمزارات القبور للدعاء والتوصل والعلاج والنفع
عليه أن يترفع عن ماحرم الله مما يقال له التمتع ولا يرضاه لزوجته قبل الدخول بها بداعي التبرك من المعمم ولا لأخواته
وان يطهر نفسه
أن يحفظ عليه ماله ويتصدق للفقراء ولو لم تعلم يساره ماأنفقت يمينه لكان أفضل
أن يحفظ لسانه عن شتم الصحابه وسبهم ولايطعن عرض النبي بعائشه
أن يحب آل البيت ويعتقد بأنهم بشر لا مخلوقات نورانيه انظروا كتب الخميني عن الزهراء
أن يؤمن بما جاء به القراءن المنزل المنزه عن التحريف..ولا يؤمن بقراءن المهدي ..او المسردب

المقارنه أيهما ينطبق عليه قول الرسول(انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق)) بما في معنى الحديث
أيهما يسمو بالنفس ويطهرها من دنس الشرك والعياذ بالله
عندما تعود النفس من حياديتها وتعود لحوار العقل والمنطق ستقول صدق الله العظيم عندما((اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا))
وكمال الدين القراءن العظيم والسنه المطهره

من موقع انصار السنة
==========
صدر عن دار الجديد: نظريات الحكم في الفقه الشيعي
الشيخ محسن كديوار.. هل الاجتهاد جريمة؟
ان أية محاولة للتحرر من قبضة الاستبداد الديني وإرساء نظام الجمهورية الاسلامية على قاعدة الشورى و الشرعية الشعبية لا يمكن ان تتحقق الا بمناقشة وبحث وتحليل الجذور الرئيسية للفكر الاستبدادي
كتاب الشيخ الإيراني السجين محسن كديوار (نظريات الحكم في الفقه الشيعي) الذي اعتقل بسببه في السابع والعشرين من شباط العام الماضي ، وحوكم أمام محكمة رجال الدين الخاصة في الشهر التالي وحكم عليه بالسجن ، لا يدعو الى الثورة ضد النظام الاسلامي في ايران ولا ينطوي على أي نقد جريء للثورة او للفكر السياسي الشيعي ، وانما يقدم فقط تصنيفا لنظريات الدولة المختلفة في الفقه الشيعي ويقارن بينها ، ولكنه يقول شيئا واحدا هو ان نظرية ولاية الفقيه الحاكمة اليوم في ايران ليست الاولى ولا الأخيرة.. " وان أول شرط لتطور فكرنا السياسي هو القبول بهذه المقولة البسيطة التي مفادها: ( ان النظريات المختلفة حول الموضوع الواحد ممكنة) كما ان أي نظرية يمكن ان تكون غير نهائية ايضا".
ومع ان الشيخ كديوار الأستاذ السابق في الحوزة العلمية (المدرسة الفيضية) في قم وجامعة الامام الصادق الدينية الحديثة في طهران ، يستعين بنصوص من الامام الخميني يؤكد فيها على ضرورة فتح باب الاجتهاد وتعريف الشعب الإيراني بنظريات الفقهاء السابقين المختلفة السياسية والاقتصادية والثقافية والعبادية ، المكتوبة باللغة العربية ، ويطالب أصحاب الرأي بعرض أفكارهم بحرية في أمور مثل حدود الحريات العامة والفردية ومدى حاكمية ولاية الفقيه " واذا كانت بعض القضايا لم تعالج او لم تبحث في الماضي فان على الفقهاء اليوم ان يبحثوا فيها ، وعليه فان باب الاجتهاد في الحكومة الاسلامية يجب ان يبقى مفتوحا ، كما ان طبيعة الثورة والنظام تقتضي بأن تبقى وجهات النظر الاجتهادية الفقهية في المجالات المختلفة معروضة بحرية وان تضاربت ، وليس لأحد الحق في ان يحول دون ذلك".. مع ذلك فان الشيخ كديوار تعرض الى مضايقات كثيرة من جهات تدعي حماية الثورة والنظام في ايران تمثلت تلك المضايقات بفصله من التدريس في الحوزة والجامعة بمجرد نشر أبحاثه في عدد من المجلات الإيرانية ومحاكمته بصورة سريعة بتهمة الإساءة الى الاسلام واقتياده الى السجن.
ولم يكن السر خافيا في ظل الصراع المحتدم بين المحافظين والإصلاحيين في الجمهورية الاسلامية ، حيث كان البعض ولا يزال يعتبر نظام ولاية الفقيه خطا أحمر لا يجوز الاقتراب منه ، ولا يسمح بأية مناقشة له فضلا عن رفضه او الرد عليه ، ويحاول تصوير الأمر وكأنه من المسلمات الثابت المطلقة التي تضاهي العقائد الأساسية في الدين.
ومن هنا فان كتاب الشيخ كديوار وان كان لا يتعرض بالنقد لنظرية ولاية الفقيه ويقوم فقط باستعراض النظريات السياسية الشيعية المختلفة التي يقول انها بلغت تسعا ، الا انه يفتح نافذة للحوار على إمكانية تطوير النظرية الحاكمة او إلغائها في المستقبل.
ولعل أجرأ عبارة وردت في الكتاب الذي أزعج المحافظين هو قول الشيخ:" ان قيام الحكومة الدينية في ايران وتصدر علماء الدين والفقهاء سدة الحكم ، جعلا من الفقه الشيعي ملازما لنظرية واحدة في الحكم ، حتى أضحى الاعتقاد راسخا بأن النظرية السياسية الوحيدة في الفقه الشيعي هي نظرية (ولاية الفقيه التعيينية المطلقة)".
ان الشيخ كديوار يكتفي باستخراج النظريات السياسية الشيعية الأخرى وتصنيفها ووصفها وتحليلها تحليلا إجماليا ، وغايته من ذلك هو ان يؤدي عمله هذا الى إثارة سؤال في منتهى البساطة مفاده التالي: أي واحدة من تلك النظريات تستجيب لمفهوم الجمهورية الاسلامية. ولكن ذلك الحذر الشديد في الكتابة لم يشفع للشيخ كديوار أمام المحكمة الخاصة برجال الدين التي وجدته " مذنبا ومتآمرا خطيرا" فأودعته سجن أوين الشهير مع اللصوص وتجار المخدرات والمجرمين ، ليكتب في مقدمة الطبعة العربية من كتابه : أنه لم يحد قيد أنملة عن رأيه الداعي الى رفع مكانة فكر الجمهورية الاسلامية وتطهير هذا الفكر من آفة الاستبداد الديني ،ويعلن بأن سلامة السلطة السياسية وخصوصا عندما تصطبغ بصبغة الدين رهن ببقائها قيد الرقابة والمساءلة وعرضة للنقد والحوار.
وهذا بالضبط ما يرفضه المحافظون في ايران الذين يريدون ان يبقى رجال الدين وخاصة المرشد (الولي الفقيه) فوق النقد والمحاسبة وفوق ارادة الامة ، ولذلك فقد سعوا الى اعتقال عدد آخر من الكتاب والمفكرين والمثقفين ، بالإضافة الى الشيخ كديوار ، وإرهابهم وتهديدهم بالقتل وتحطيم أقلامهم ، ولكن ذلك لم ينفعهم في تضليل الشعب الذي اختار الإصلاحيين ليمثلوه في مجلس الشورى الجديد ، ويدعموا الرئيس الإصلاحي السيد محمد خاتمي ، ويقاموا الاتجاه الاستبدادي الذي يختفي وراء برقع المحافظة على القيم الدينية.
ان الحرية والعدالة والأمانة والصدق والشفافية واحترام ارادة الأمة هو جوهر الدين وهدفه الأساسي ، ولا يمكن لأية حكومة تدعي الاسلام ان تسحق تلك الشعارات وتحافظ على هويتها الدينية ، إذ ان الحكم الاسلامي ليس شعارا مجردا وانما ممارسة عملية وتطبيق ، وان أي حاكم يتجاوز القانون الأساسي ويصادر حريات الناس المشروعة ويستبد بالأمر ويطغى فانه لا يستحق حتى لقب المحافظة على الدين ، ومن هنا كان اعتقال الشيخ محسن كديوار لمجرد نشره لأفكار قد تفتح باب الاجتهاد لمراجعة نظرية ولاية الفقيه الحاكمة ، يعتبر تعديا غير مشروع من قبل المحكمة الخاصة برجال الدين على حرية الفكر والاجتهاد ، ويكشف عن لا مشروعية المحكمة المخالفة للدستور وللشريعة الاسلامية.
وفي الحقيقة ان نفس وجود المحكمة الخاصة برجال الدين ، يشكل دليلا على الحاجة لتطوير ومراجعة نظام ولاية الفقيه ، وهو ما يحاول الشيخ كديوار ان يصل الى مناقشته من خلال فتح الباب أمام مناقشة النظام وحدود ولاية الفقيه ومدى صلاحيات المرشد. وهذا ما يفسر رفض التيار المحافظ لفتح هذا الباب ، والتشدد مع المفكر الإصلاحي الشاب الشيخ محسن كديوار.
يتعرف الشيخ كديوار في البدء بأن الفكر السياسي الاسلامي عانى من فترة ركود نسبي لقرون طويلة كان طوالها محروما من النمو والتقدم ، وان الفقه الشيعي لم يتطرق الى موضوع الولاية والإمارة والسياسة بشكل مستقل قبل القرن الثالث عشر الهجري ، وانه لا يزال يشكو من الضعف على صعيد الاهتمام بالقضايا الاجتماعية والأحكام المتعلقة بالحقوق العامة ولا سيما الحقوق الأساسية ، وان نظرة الفقهاء الى القضايا العامة غالبا ما تنطلق من زاوية الأمور الفردية ، وقلما تتطرق الى المؤسسات الاجتماعية ، ويلاحظ الكاتب ان قضايا الحكم والدولة غالبا ما كانت تأتي في سياق الحديث عن شروط الحاكم ووظائفه ومن يجب ان يحكم ، وليس عن كيفية نظام الحكم وبناء الدولة ، ويقول: " من المثير حقا ان يتوجه الفقه الشيعي الى بحث المسائل الجزئية الدقيقة في حين يهمل موضوعات الدولة ووظائفها ، وغالبا ما يعزو الباحثون هذا الأمر الى عوامل عديدة مثل ان الشيعة أقلية او الى أجواء الإرهاب التي كانوا يتعرضون اليها او الى ابتعادهم عن السلطة ومؤامرات الاستعمار ، وهي عوامل محتملة وقابلة للنقاش". ولكن كديوار يعيد السبب الأول في جمود الفكر السياسي الشيعي الى نظرية الامامة الالهية ومفهوم الغيبة ، ويقول:" ان من نافلة القول ان اشتراط العصمة في الامام واعتبار أي قيام في عصر غيبة الامام المهدي ، نوعا من الضلالة ، من العوامل التي أدت الى جمود الفكر السياسي الشيعي ، ولقد أدى التزام الفقهاء الشيعة بنظرية الانتظار الى الابتعاد عمليا عن ساحة الحكم والإدارة الاجتماعية طوال القرون الماضية ، ومن هنا فان الفقهاء لم يجدوا أنفسهم مطالبين بتغيير هذا الوضع".
وقبل ان يستعرض الشيخ كديوار النظريات السياسية الشيعية التسع يقدم لمحة عن تاريخ تطور الفكر السياسي الشيعي ، فيقول:: ان الفقه الشيعي اتخذ من الدولة موقفين سلبي وإيجابي ، ونعنى بالأول: الموقف من الحكومات والأنظمة المفتقدة الى الشرعية ، وقد رسم الفقهاء الشيعة بعناية ودقة بالغتين ، شتى الأبعاد الحقوقية للنضال السلبي ضد الحكومات الجائرة ، ووضعوا الحدود الفقهية الفاصلة تجاهها حيث كانت وجهة نظرهم حاسمة وقاطعة من قضايا من قبيل جوائز السلطان والولاية من قبل الجائر وإعانة الظالمين أراضي الخراج ، ولعل هذا الموقف هو من الأسباب التي حفظت استقلال الهوية الشيعية طوال قرون. واذا كان الفقهاء الشيعة يتفقون على الموقف السلبي المعارض للأنظمة الجائرة عموما بالرغم من اختلافهم في بعض الجزئيات فانهم يختلفون بصورة كبيرة في موقفهم الإيجابي ، ونعني بالموقف الإيجابي إجاباتهم على الاسئلة التالية: هل يجب على المسلمين في عصر غيبة الامام الثاني عشر اقامة الدولة وادارة شؤون المجتمع؟ وهل حدد الشارع المقدس نوعا خاصا من انظمة الحكم؟ أم ان المطلوب هو النموذج العقلائي؟ وهل عين الشارع صنفا أو أفرادا معينين لتولي شؤون الحكم؟ وما هي الضوابط السياسية؟ وما الى ذلك".
ثم يقسم الكاتب الفقهاء الشيعة في موقفهم من قضايا الدولة الى مجموعتين: الأولى: مجموعة الفقهاء الذين لم يؤمنوا بضرورة اقامة الدولة في عصر الغيبة ، والثانية: مجموعة الفقهاء الذين اقترحوا نظرية إيجابية في المجال السياسي واستنبطوا شكلا خاصا لنظام الحكم في (عصر الغيبة) .
ويستعرض في المقدمة المراحل التي مر بها تطور الفكر السياسي عند الشيعة منذ غيبة الامام الثاني عشر (محمد بن الحسن العسكري) ووفاة النائب الخاص الرابع علي بن محمد الصيمري سنة 329 فيجعلها أربع مراحل:
الأولى: مرحلة ازدهار الفقه الفردي التي يقول انها امتدت من بداية القرن الرابع الهجري حتى بداية القرن العاشر ، واتسمت هذه المرحلة بعدم الاهتمام بالفقه العمومي والقضايا السياسية والحقوق الأساسية. وان الآثار المتبقية من فقهاء تلك المرحلة لا توحي بوجود اية نظرية سياسية متكاملة ، بل يمكننا القول ان هذا الباب من أبواب البحث كان بعيدا جدا عن أذهان فقهاء ذلك العصر.
الثانية: مرحلة السلطة والولاية ، وهي تمتد من القرن العاشر الهجري حتى القرن الثالث عشر ، وتبدأ مع جلوس السلالة الصفوية على العرش في فارس الى بداية الحركة الدستورية (المشروطة).
ولم تكن ولاية الفقيه في تلك الفترة تعنى حسب الفقه الشيعي نظرية مستقلة للدولة او نظاما للحكم ، بل لم يدع أحد من العلماء حتى ذلك الحين شيئا من ذلك ، وعندما كان الفقهاء يتصدون لمهام مثل القضاء واقامة الحدود وصلاة الجمعة او يقومون بالأمور الحسبية فانهم كانوا يمارسون كل ذلك من باب الولاية او القدر المتيقن الجائز للفقهاء ليس الا ، أي دونما تعرض لموضوعات مثل تشكيل مؤسسة الدولة او نظام الحكم. ومن هنا فان أبعد شيء عن قصدهم من عبارة ولاية الفقيه معنى الولاية السياسية وحكومة الفقهاء".
ويقول: ان ما يمكن تسجيله لبعض الفقهاء في تلك المرحلة هو تفكيكهم الأمور العرفية عن الأمور الشرعية ، ففي حين اعتبروا القضاء وتطبيق الحدود والأمور الحسبية من مسؤولية الفقهاء اعتبروا السياسة والأمن من جملة الأمور العرفية ومن واجبات المسلمين من ذوي الشوكة أي السلاطين.
وفي هذه المرحلة تطور الفكر السياسي الشيعي من ولاية الفقهاء على الأيتام والسفهاء والمجانين الى ولايتهم على الحكام باعتبارهم نوابا عامين عن الامام الغائب المهدي المنتظر ، وكان ذلك على يدي الشيخ علي عبد العالي الكركي (توفي سنة 940هـ) الذي كان أول من طبق هذه النظرية بإعطاء إجازة للشاه الصفوي طهماسب بن إسماعيل لكي يحكم بالوكالة عنه.
الثالثة: مرحلة المشروطة ، وهي تبدأ مع بداية القرن الرابع عشر الهجري ، حيث قامت في ايران حركة المشروطة التي نجحت في إقرار الدستور وتقييد سلطة الملوك وصلاحياتهم المطلقة.
وقد انقسم الفقهاء خلال تلك المرحلة الى فريقين عبر أحدهما عن رفض التطور الديموقراطي بصورة مطلقة ، ودافع عن المسار السياسي التقليدي السابق الذي يقوم على الفصل بين السلطة الدينية في الأمور الحسبية والسلطة السياسية في الأمور العرفية ، وهو ما تبلور تحت عنوان (الحكومة الشرعية) فيما ذهب الفريق الآخر الى الدعوة للتطور والتغيير والتوفيق بين المشروطة والمشروعة مع المحافظة على نظرية الدولة الملكية القائمة على الإذن العام الصادر عن الفقهاء.
وبالرغم من تقدم الفكر السياسي الشيعي في هذه المرحلة وخصوصا على يدي الشيخ محمد حسين النائيني صاحب كتاب (تنزيه الامة وتنزيه الملة) وقطعه لشوط كبير باتجاه التوفيق بين الواجبات الشرعية والحقوق الشعبية فانه أصيب بانتكاسة كبرى مع تعثر التجربة الدستورية وسقوطها حيث تنامت من جديد الآراء التي تنكر على الفقهاء حقهم في الولاية السياسية.
وامتدت هذه المرحلة الى أواخر القرن الرابع عشر الهجري ، وبداية المرحلة الرابعة التي شهدت تبلور نظرية ولاية الفقيه التي قال بها الامام الخميني وأقام على ضوئها الجمهورية الاسلامية.
وكانت نظرية الامام الخميني في الحكومة الاسلامية تقوم على أربعة أركان :
أولا: حاجة الاسلام الى قيام الدولة من أجل تطبيق قسم كبير من أحكامه.
ثانيا: ان اقامة الحكومة الاسلامية وإعداد مقدماتها ومن بينها المعارضة العلنية للظالمين من واجبات الفقهاء العدول ، وان اتباع الناس لهم من الأمور الواجبة.
ثالثا: ان الحكومة الاسلامية تعني ممارسة الفقهاء العدول لولايتهم في كل الجوانب الحكومية التي كانت للنبي والإمام المعصوم.
رابعا" ان الحكومة الاسلامية والقوانين الصادرة عنها تعتبر من الأحكام الأولية وتتمتع بالأولوية على جميع الأحكام الفرعية.
ولقد كان لهذه النظرية وخاصة الركن الثاني دور مهم في نجاح الثورة الاسلامية الإيرانية ،ويعتبر الركن الثاني منها أهم الأركان وهو الذي يحمل سر الانتصار ، ويشكل فارقا جوهريا بين الامام الخميني وسائر الفقهاء الذين كانوا يشترطون لممارسة السلطة تهيؤ الظروف المناسبة ويعتبرون التمهيد لمقدمات الحكومة بمثابة شرط وجوب ، كالاستطاعة بالنسبة الى الحج او النصاب بالنسبة الى وجوب الزكاة ، بينما كان الخميني يعتبر حكم الشرط (الوجوب) من قبيل الوضوء للصلاة ، أي وجوب تمهيد المقدمات وتهيئة شروط الثورة من أجل اقامة الحكم الاسلامي.
وكان الامام الخميني ، بحسب كديوار ، أول فقيه شيعي يستخدم مصطلح (الحكومة الاسلامية) واذا كان المبدأ الذي تقوم عليه نظرية ولاية الفقيه قد قال به فقهاء سابقون كالشيخ أحمد النراقي والشيخ محمد حسن صاحب الجواهر والبروجردي فان توسيع صلاحيات الفقيه من الولاية العامة الى الولاية المطلقة هو مما اختص به الامام الخميني.
والى جانب النظرية المحورية للامام الخميني (ولاية الفقيه التعيينية المطلقة) يقول الشيخ كديوار ان المرحلة الرابعة شهدت طرح عدد آخر من النظريات السياسية من قبل الفقهاء الشيعة في العراق وإيران ولبنان . وهي تختلف عن نظرية الامام الخميني في انها تعتمد على مبدأ الشرعية الالهية الشعبية. كنظرية (خلافة الامة تحت إشراف الفقهاء) التي قدمها السيد محمد باقر الصدر في كتابه (الاسلام يقود الحياة) ونظرية (شورى الفقهاء) التي قدمها السيد محمد الشيرازي ، ونظرية (الحكومة الاسلامية المنتخبة) التي قدمها كل من الشيخ محمد جواد مغنية والشيخ محمد مهدي شمس الدين ، ونظرية (ولاية الفقيه المنتخبة المحدودة) التي تبناها الشيخ حسين علي المنتظري ، ونظرية (وكالة الملاك الشخصية المشاعة) التي اقترحها الشيخ الدكتور مهدي الحائري اليزدي في كتابه (الحكمة والحكومة).
بعد ان يستعرض الشيخ محسن كديوار تلك النظريات السياسية المختلفة يطرح هذا السؤال: هل يمتلك الفقه الشيعي نظرية سياسية واحدة؟ أم ان هناك عدة نظريات؟ وهل نستطيع ان نستنبط من هذا الفقه نظريات مختلفة؟ ويجيب: ان دراسة آراء الفقهاء تبين لنا بوضوح بأن المائة سنة الأخيرة شهدت نشوء نظريات متعددة حول الدولة من جانب الفقهاء في الحوزات العلمية الدينية ، وان تعدد هذه النظريات دليل على انه ليس من اجماع على نظرية واحدة للدولة تكون بمثابة الضرورة التي لا بد منها للدين او للمذهب ، بحيث يستوجب إنكارها العقوبة ، بل انه لا اتفاق او اجماع في الرأي بين الفقهاء في هذا المجال.
ويعتبر جواب الشيخ كديوار هذا خطوة متقدمة في ظل النظام الحاكم في ايران ، وهو وان لم يشكك في صحة نظرية ولاية الفقيه ، الا انه سلب منها صفة الضرورة والوحدانية ، كما تحاول بعض الجهات في ايران ان توحي بذلك ، وفتح نافذة أمام باب الاجتهاد والنظر ، وربما قبول نظريات اخرى ، مما يعتبر بحد ذاته جريمة يستحق كاتبها العقاب حسب أعراف نظام رجال الدين في ايران ، او التيار المحافظ على الأقل.
واذا كانت هذه الخطوة البسيطة الحذرة غير الجريئة والتي لا تغوص في جذور الفكر السياسي الشيعي ولا توجه أي انتقاد لنظرية ولاية الفقيه قد قادت الشيخ محسن كديوار الى سجن أوين ، فلنا ان نتصور الى أين كان يمكن ان تقوده خطوات اخرى أجرأ لو كان قد قام مثلا بنقد نظرية ولاية الفقيه نقدا حادا ، أو مزق الهالة الدينية المقدسة والمزيفة التي تتلفع بها باعتبارها نيابة عامة عن الامام المهدي الغائب ، ولو كان قد قام بمراجعة نظرية الامامة الالهية نفسها او نفى وجود وولادة الامام الثاني عشر (محمد بن الحسن العسكري) الذي يستمد النظام شرعيته الالهية منه ، او أنكر غيبته الصغرى والكبرى.
… … …
ان هذا ما يدفعنا لتفهم قصر الشيخ محسن كديوار لبحثه على العرض والتصنيف وعدم الغوص في جذور الفكر السياسي الإمامي او مناقشة مصدر الشرعية الالهية التي يستمدها النظام الإيراني الراهن من الفكر الشيعي القديم ، ولكننا ينبغي ان نسجل هنا ان أية محاولة جذرية للتحرر من قبضة المحافظين وسياسة الاستبداد الديني وإرساء نظام الجمهورية الاسلامية على قاعدة الشرعية الشعبية والشورى لا يمكن ان تتحقق الا بمناقشة وبحث وتحليل الجذور الرئيسية للفكر الاستبدادي ، حيث لا يكفي إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية لاقامة المجتمع المدني الديموقراطي الاسلامي ما دامت السلطة الحقيقية بيد رجال يشبهون الباباوات في القرون الأوربية الوسطى.
أحمد الكاتب
http://www.alkatib.co.uk/m41.htm

=======
منتظري: الجمهورية الإسلامية

ليست إسلامية

وخامنئي فقد شرعيته


التاريخ: 5/12/1430



المختصر / ينتقد آية الله العظمى حسين علي منتظري منذ سنوات عدة مرشد إيران الأعلى علي خامنئي،


ويقول إن البلاد ليست ديموقراطية إسلامية

كما يزعم النظام،

ويبدو أن أقوال منتظري هذه كانت تقع دوما على آذان صماء، لكن الآن هناك إيرانيون كثيرون، منهم زعماء سابقون، بدأوا يصغون إليه.


فقد برز منتظري اخيراً كزعيم روحي للمعارضة، وكخصم لا تستطيع الدولة إسكاته أو الزج به في السجن لما له من مؤهلات دينية مميزة بالإضافة للدور الذي لعبه في تأسيس الجمهورية،


فهو أبرز عالم ديني يحظى بالاعتراف على نطاق واسع في إيران، وكان من المتوقع أن يصبح زعيم البلاد الروحي لو لم يختلف مع آية الله روح الله الخميني زعيم ثورة 1979 وقائد إيران الأعلى حتى موته في 1989.


لكن بعد أن شنت الحكومة الايرانية حملة قمع ضد المحتجين على نتائج انتخابات الرئاسة في يونيو الماضي وضد حركة الاصلاح، بدأ منتظري يستخدم موقعه الديني لمهاجمة شرعية الحكومة.


يقول مهدي خلجي، الذي كان سابقا طالباً في معهد قم وهو اليوم من كبار أعضاء معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى:


هناك مفكرون ايرانيون كثيرون ينتقدون النظام من الناحية الديموقراطية،

لكن منتظري ينتقده من ناحية دينية محضة،

وهو أمر مؤذٍ جدا لان النظام يجادل بالقول:

ليس هناك ما يهم اذا لم أكن ديموقراطياً بما يكفي

وذلك لأني اسلامي على الاقل،

وعلى الرغم من هذا،

يقول منتظري ان الحكومة غير اسلامية.


لا لنظام القمع


فمن بيته الواقع في مدينة قم التي هي مركز التعليم الديني في ايران، يصدر منتظري المريض والضعيف - 80 سنة - بيانا رسمياً سياسياً اثر آخر ويساعد ذلك في ابقاء حركة المعارضة مستمرة على الرغم مما انتابها من تعثر.


فهذا الرجل الذي وصفه اية الله الخميني مرة بأنه «ثمرة حياتي»، يدين الآن الدولة التي ساهم في تأسيسها.


يقول منتظري في واحدة من اعنف تعليقاته

الموجودة على مواقع الانترنت:

«إن النظام السياسي المستند إلى القوة والقمع

والذي يغير أصوات الناخبين ويقتل ويعتقل،

ويستخدم أساليب التعذيب الستالينية،

ويراقب الصحف

ويزج الناس ونخبة المجتمع في السجون لأسباب زائفة،

ويرغمهم على الإدلاء باعترافات غير صحيحة

هو نظام مُدان وغير شرعي.


جدير بالذكر ان المرشد الاعلى الراهن في ايران آية الله علي خامنئي يمتلك مؤهلات دينية محدودة بالمقارنة مع آية الله منتظري


الذي يعتبر «مرجعا» والذي بلغ أعلى مكانة يستطيع رجل الدين الوصول اليها في مذهب الشيعة.

وهو ايضا مهندس مبدأ «ولاية الفقيه» الذي يشكل اساس النظام الديني الحاكم في طهران ومصدر شرعية المرشد الاعلى،

بل وعندما كان خامنئي طالبا، كان منتظري احد اساتذته.


لذا هو يستطيع ان يجرد خامنئي من شرعيته اكثر من اي شخص آخر على سطح الارض، وفقا لما يقوله خلجي.


مصداقية


بعض الخبراء في ايران يقول ان انغماس منتظري في السياسة اساء لمصداقيته الدينية هذا ان لم يكن قد قوضها، وانه لا يمتلك اتباعاً كثيرين مثل ما لدى آيات الله الآخرين.

لكن ثمة دليلاً يشير، برأي خبراء آخرين، الى ان الصراع الأخير زاد شعبية منتظري بين الايرانيين الشباب كما تحظى بياناته الدينية باهتمام لدى المتدينين.

وعلى الرغم من اعتقال آلاف المحتجين ودعاة الاصلاح الذي اشتكى الكثيرون منهم من التعذيب بل وحتى الاغتصاب، فشلت الحكومة في اسكات المعارضة التي قادها عدد كبير من رجال الدين الذين بنوا الجمهورية الاسلامية منذ آيامها الأولى ومنهم: مير حسين موسوي مرشح الرئاسة ورئيس للحكومة سابقا، مهدي كروبي مرشح الرئاسة ايضا ورئيس البرلمان سابقا ومحمد خاتمي الذي كان رئيساً لايران.


لقد تبنى هؤلاء جميعاً مواقف جديدة كان منتظري قد اعلنها منذ سنوات، فهم يقولون اليوم ان الشرعية تأتي من الشعب حتى في الدولة الدينية،

وان الحكومة لا تستطيع تحقيق مشروعيتها الا من خلال تأييد الشعب لها، كما ان شعبية الحاكم ورضا الناس عنه هما شرطان ضروريان لتمتعه بالشرعية.


وكان منتظري قد اكد على كل هذه النقاط الشهر الماضي رداً على اسئلة طرحتها عليه هيئة الاذاعة والتلفزيون البريطاني خلال لقاء معه.
والواقع ان الخلاف مع آية الله الخميني اصبح متعذرا اصلاحه في يناير 1988 عندما عارض اية الله منتطري اعدام السجناء السياسيين، وتحدي القيادة حينما طالبها بنشر الثورة من خلال القدوة وليس العنف،


ومن الواضح ان هذا ما دعا الخميني بعد ذلك لانتقاد منتظري في رسالة بعثها اليه ثم ضغط عليه لتقديم استقالته من منصبه كنائب له وخليفة محتمل.


ويعلق على هذا البروفيسور محمد ساهيمي المحاضر بجامعة «ساذرن كاليفورنيا» قائلاً: يتبين لنا مما حدث اي منتظري لم يكن راغبا ببيع نفسه من اجل البقاء في السلطة.


والآن، سعى منتظري لابقاء الضغط مستمرا على السلطة، وذلك باتخاذه خطوة لا سابق لها باعتذاره عن تأييده لعملية الاستيلاء على السفارة الأمريكية بطهران عام 1979،


بل وذهب اخيرا الى حد القول ان

«الجمهورية الإسلامية ليست إسلامية

ولا جمهورية،

وأن المرشد الأعلى فقد شرعيته».
==============


رسالة المرجع الرستكاري المسجون في ايران الي خامنئي
يتهم خامنئي بانه يقول انه له الحق لتعطيل التوحيد و يحلل الحرام
إن الحكومة و الرئاسة تتطلب سعة الصدر و التي للأسف هي ليست عندكم حتى بمقداره الأدنى، من هنا فإنكم لا تتحملون أحدا، و حتى الله سبحانه أيضا لا تتحملوه، ذلك لأنكم قلتم مرارا: "إن ولي الفقيه يستطيع أن يعطل التوحيد و يحل أي حرام، و يحرم أي حلال، و أن حضرة ولي العصر عليه السلام أيضا يجب أن يفدي نفسه للجمهورية الإسلامية".



فتوى صادرة عن منتظري حول سقوط الولاية بالضرورة والحكم الجائر

إثر تصاعد الانتفاضة العارمة للشعب الإيراني ضد نظام حكم الملالي الغاشم في يوم 9 تموز (يوليو)، أصدر السيد منتظري فتوى من مدينة قم (جنوبي العاصمة طهران) يوم 10 تموز تم نشرها اليوم (11 تموز) وتقضي بعزل خامنئي من منصبه كـ «الولي الفقيه» من دون ذكر اسمه معتبرًا أن ولايته «ساقطة بالضرورة وتلقائيًا» بسبب افتقارها للعدالة والأمانة وصوت غالبية أبناء الشعب، ووصف حكم خامنئي بأنه «جائر» و«ولايته» بأنها «جائرة».
وفي ما يلي موجز للأسئلة الموجهة إلى السيد منتظري وأجوبته عليها وفتواه ردًا على الأسئلة الخمسة التي وجهها إليه «محسن كديور» ونشرها موقع مكتب السيد منتظري وهي الآن في متناول أيدي الجميع:
السؤال الأول- ما هو الحكم في تولي مناصب تشترط بشروط ملزمة ومنها العدالة والأمانة والتدبير والكون مدعومًا بصوت غالبية أبناء الشعب، بعد سقوط هذه الشروط أكيدًا؟
الجواب - سقوط كل من الشروط المذكور يوجب بالضرورة سقوط الولاية وتولي الأمر الاجتماعي تلقائيًا ودون الحاجة للعزل والإقصاء، كما يفقد متولي المنصب نفاذ الأحكام الصادرة عنه...
السؤال الثاني- ما هو الواجب الشرعي على الناس تجاه هكذا متولين للمناصب؟
الجواب - إن متولي المناصب الذين فقدوا الأهلية شرعًا وعقلاً لتولي الأمر الاجتماعي هم معزولون ومقالون تلقائيًا عن مناصبهم وفقدوا تمامًا شرعية توليهم المناصب، وإذا بقوا على مناصبهم باللجوء إلى القوة أو الخدعة والتزوير فعلى الناس أن يعلنوا عدم شرعيتهم وعدم مقبوليتهم لديهم وأن يطالبوا بتنحيهم عن مناصبهم وذلك باختيار أفعل الطرق الممكنة وأقلها كلفة. ومن الواضح أن هذا واجب عام أي على الجميع سواء من الخواص وعامة الناس بقدر وعيهم واستطاعتهم ولا يجوز لأحد أن يتنصل من أداء هذا الواجب بأية حجة كانت. أما خواص المجتمع الذين هم أكثر الناس استطاعة وعلمًا بالشريعة والقانون ولهم مزيد من نفاذ الكلمة والوزن والمصداقية فعليهم مسؤولية أخطر وأكثر جسامة وعليهم أن يوحّدوا صفوفهم ويتواءموا ويتلاحموا في الفكر وإنشاء أحزاب وتنظيمات وتجمعات خاصة وعامة لتوعية وتبصير الآخرين وتزويدهم بالمعلومات ودلالتهم إلى الحل والطريق الأمثل.
السؤال الثالث- هل إن ارتكاب الذنوب الكبيرة التالية والإصرار عليها يؤدي إلى سلب «ملكة العدالة» وتحقق «ملكة الجور» أم لا؟:
الأمر بقتل النفوس والترهيب والتخويف المسلح وضرب وجرح الناس الأبرياء في الشوارع وسلب الحرية ومنع الإعلام والإخبار وفرض الرقابة على الأخبار وقذف المحتجين والمعترضين بتهم واهية والقول بأن «كل من يعارض المسؤولين والمتولين لإدارة الأمور هو عميل الأجنبي وجاسوس الأجانب»، وخيانة الأمانة الوطنية والاستبداد بالرأي والكذب والشهادة بالكذب...
الجواب - إن ارتكاب كل الذنوب المذكورة أو الإصرار على بعض منها هو من أبرز وأدل الشواهد والدلائل على فقد ملكة العدالة ويوجب الفسق والخروج الواضح عن العدالة وتترتب عليه أشد العقوبات في الدنيا والآخرة وهو المثال على الفساد وتشويه سمعة الدين والعدالة والقانون.
السؤال الرابع- هل التمسك بعبارات مثل: «حفظ النظام من أوجب الواجبات» يسوغ ويبرر الاعتداء والتطاول على الحقوق الشرعية للناس وهل يجوز التنصل من تنفيذ مبدأ «العدالة» بحجة رعاية «مصلحة النظام»؟ وفي هذه الحالة إذا خلط بعض المسؤولين (متولي المناصب) بين مصلحة النظام ومصلحتهم الشخصية، فما هو الواجب الشرعي على المؤمنين؟
الجواب - إن حفظ النظام ليس واردًا في حد ذاته وليس وجوبه وجوبًا نفسيًا. إن التمسك والتذرع بعبارة «حفظ النظام من أوجب الواجبات» ليس إلا الهروب إلى الأمام واستفراد القاضي أو دعوى أحادي الجانب.. إن السلطة القائمة على القمع والظلم والاعتداء على حقوق الآخرين والتصرف الغاصب أو الاستيلاء والاستحواذ بالغصب على أصوات الناخبين وتغييرها وحملات القتل والاعتقال والسجن وعمليات التعذيب العائدة إلى العصور الوسطى وإلى الحكم الإستاليني وخلق حالة من احتقان الأجواء وفرض الرقابة على الصحافة والإخلال في وسائل الاتصال أو عرقلة الاتصالات واعتقال وسجن المثقفين والنخب في المجتمع بحجج وذرائع واهية وفرض الإقرار بما لا وجود له في أرض الواقع خاصة في السجن أمر مدان رخيص لدى الشرع والعقل والعقلاء في العالم.
وجاء في الروايات والأحاديث الموثوق بها والمنقولة عن أهل بيت العصمة والطهارة أن الإقرار والاعتراف في السجن لا مصداقية له ولا نفاذ له شرعيًا وقانونيًا ولا يجوز الاستناد‌ إليه في إصدار الحكم.
إن الشعب الإيراني الأبي الواعي يعرف تمامًا حقيقة هذه الاعترافات المنتزعة التي قد سجّل تاريخ الحكومات الفاشية والشيوعية أمثلة ونماذج منها، كما يعرف أن هذه الاعترافات والمقابلات التلفازية المفبركة يتم انتزاعها بالقوة وبفعل التعذيب والتهديد بهدف التستر والتعتيم على حالات الظلم والجور والاضطهاد.
إن الآمرين بانتزاع مثل هذه الاعترافات والمقابلات الزائفة والمسؤولين عنه والمباشرين به هم مذنبون ومجرمون ويستحقون العقوبة الشرعية والقانونية.
إن الشاه قال إنه «سمع صوت ثورة الشعب» ولكن في وقت متأخر.. آمل أن لا يسمح المسؤولون ومتولو إدارة الأمور بأن تصل الأمور إلى حيث وصل الأمر للشاه، وإنما أن يتصرفوا بمرونة وتسامح وينزلوا في أسرع وقت عند رغبة شعبهم لأن منع الضرر هو الربح.
السؤال الخامس- ما هي العلائم الشرعية لـ «ولاية الجائر» وما هو واجب العلماء الأعلام وكذلك من بلغ سنّ الرشد من المؤمنين عند ظهور تلك العلائم؟
الجواب - إن الذي يتولى إدارة شؤون المجتمع ولكنه يرتكب هكذا مخالفات فهو جائر وولايته جائرة. كما ويجب على الناس جميعًا أن يلمسوا مخالفة الحكام المتعمدة للشريعة والقانون وأن يشعروا بها.. كما يجب توعية الآخرين أيضًا وعلى كل شخص أن يتحمل المسؤولية بقدر وعيه وقدرته تجاه حالات الظلم والاضطهاد وسلب حقوق الناس.. لا يمكن القناعة بأن ينادي إنسان بالعدالة ولكن لا يتخذ خطوة ملموسة وفعلية من أجل تحقيقها وتطبيقها أو أن يساوره الخوف أو يشغل الآخرين بالتسويف والتماطل أو بالتذرع بعدم القدرة وعدم الاستطاعة.. إن الخوف من المخلوق هو الشرك بالخالق العظيم.


حول الحكم الصادر عن منتظري بإقصاء خامنئي عن منصبه

مسعود رجوي – 10 تموز (يوليو) 2009

إن الحكم الصادر عن آية الله منتظري بأن ولاية خامنئي الظالمة وضرورة إقصائه عن منصبه وتأكيده على أن «الخوف من المخلوق شرك للخالق» وإنكار حق الشعب الإيراني المكبل في السيادة، يستحق التقدير.
إن أغلى ثروة للسيد منتظري في الدنيا و الآخرة أمام الله والشعب هي إقصاؤه من قبل خميني الدجال عن منصب النائب والخليفة له بسبب احتجاجه على مجزرة السجناء المجاهدين. إن الكف عن التعاون مع الظالمين وحكام الجور والظلم هو من واجب كل مسلم ومؤمن طبقًا للتعاليم والأحكام الصريحة للشيعة الجعفرية ونص الحديث المأثور عن الإمام جعفر الصادق (ع). فلذلك إن الإقصاء عن منصب الخلافة والنيابة لخلف حجاج بن يوسف في تاريخ الإسلام وإيران الحديث والذي هو خميني السفاح مصاص الدماء، يؤدي إلى الابتعاد عن العذاب ونار الجحيم في الآخرة. فما قال الله سبحانه وتعالى: «إِنَّ كَثِيرًا مِّنَ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَ....... فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ».. نعم إن كثيرًا من الملالي والمدعين بأنهم رجال الدين يصدون عن سبيل الله ويسلبون وينهبون ويأكلون أموال الناس.
من المستحسن والمسوغ أن يقوم السيد منتظري البالغ من العمر حاليًا 87 عامًا ومن أجل نيله خير الدنيا والآخرة وتلافي ما فاته، أن يقوم قبل وفاته بمفاتحة الشعب الإيراني في الحقائق مخلصًا ولوجه الله، والحقيقة إنما هي غصب سيادة وحقوق الشعب الإيراني وسرقة الثورة المناهضة للملكية تحت عنوان ”ولاية الفقيه” التي هي وصمة عار ونظام يجب إزالته وطمسه تمامًا وبرمته عن صفحات التاريخ الإيراني وعن السمعة الطاهرة للدين الإسلامي الحنيف.. فإنه كما لم تكن نهاية للديكتاتورية الملكية إلا الزوال والسقوط، فإن مملكة الملالي المطلقة هي الأخرى محكومة بالزوال والفناء والسقوط واللعن الأبدي، كما قال السيد منتظري نفسه إن هذا النظام قد بيّض وجه سافاك الشاه في التعذيب والقتل والجريمة.
وفي هذا الإطار نأمل أن ينبذ السيد منتظري أي خوف في هذا المجال من المخلوق ومن الكفار والمشركين المعادين للحرية وسالبي حقوق الشعب الإيراني من أمثال خامنئي وأحمدي نجاد ليؤدي ويوفي بذلك ما عليه من الديون لإيران وللإسلام خاصة لأئمة الشيعة. ومن أجل أداء هذا الواجب أتمنى له دوام الصحة والعافية والنجاح وطول العمر.

مسعود رجوي

10 تموز (يوليو) 2009

السجن بسبب تأليف كتاب
خاص - منظمة إيشرو
فهرس إشرو المُرقم: iran03022006anews (عام)

صورة بلا تاريخ لآية الله العظمى
الشيخ يعسوب الدين الرستكاري
(طهران- ٣ محرم الحرام ١٤٢٧ - ٠٣/٠٢/٢٠٠٦) ــــ في يوم ٢٧ أبريل لعام ٢٠٠٤تم إعتقال آية الله العظمى الشيخ يعسوب الدين الرستكاري، الذي يُعد من علماء الدين المؤيدين للديمقراطية. والذي كان بعد الثورة عام ١٩٧٩ و بسبب معارضته لما خالف الشرع والقانون الصادر من النظام الإيراني، كتضييعه لحقوق المواطنين، ومساعدته للتنظيمات المسلحة في الداخل والخارج والتي تُعد ممارسات غير ديمقراطية، قد اعتقل عدة مرات بسبب إبدائه رأيه حولها، لذلك يعتبر الشيخ سجين رأي. وخلال فترة حبسه تعرض للتعذيب، في سجن إنفرادي ممنوعا من الاتصال باقربائه وذويه.
وقد جاء اعتقال آية الله العظمى الرستكاري الأخير؛ بعد تأليفه لكتاب تحت عنوان "حقيقة الوحدة في الدين"، كان قد أبدى فيه انتقاداته للنشاطات الحالية للحكومة الإيرانية تحت قيادة علي خامنئي. وكذلك إنتقادات أخرى عما كان يجري في الحكومة تحت قيادة روح الله الخميني من قبل. كما أنه أشار فيه إلى المظالم التي حدثت في تاريخ الإسلام تحت قيادة الخليفة الأول و الثاني و الثالث. و منذ إعتقال آية الله العظمى الشيخ الرستكاري لم يُوجه له أي إتهام رسمي، و لا توجد أية معلومات عن محل اعتقاله (لكن يُتوقع أنه قد وُضع في سجن إيفين بطهران)، و قد وُضع في سجن إنفرادي و لم يُسمح له بالإتصال أو اللقاء مع ذويه و معارفه. كما لاتوجد أية معلومات حول إمكانية إقامة محاكمة عادلة، أو وجود محامين للدفاع تحت إختياره.بالطبع لاتوجد ضرورة لذكر أن آية الله العظمى الرستكاري هو سجين رأي، و جاء إعتقاله بسبب نشاطاته السلمية المبنية على اللاعنف و البحوث التحقيقية و العلمية، و هذه الأمور لاتستدعي أن يُعتقل و أو أن يوضع في السجن.
هذا العالم الجليل في الثامنة والسبعين (٧٨) من عمره، و هو في وضع صحي سيء، و يحتاج إلى مراقبة دائمة بسبب إبتلائه بمرضي القلب و السكر، و بما أنه لا توجد أية طريقة للتحقيق المستقل من أجل الحصول على أخبار وضعه الصحي، فلايُعرف هل يتلقى العلاج اللازم و الضروري أو لا.
إن حبس آية الله العظمى الرستكاري يعتبر معارضا للمادة ١٩ من قانون المجمع المدني، و الحقوق السياسية المصوبة من قبل الأمم المتحدة، و التي تعتبر إيران إحدى الدول الموافقة و الموقّعة عليها.
المنظمة الدولية الشيعية للثقافة و حقوق الإنسان "ISCHRO"، أعلنت عن بالغ قلقها و ألمها عن الانتهاكات، والتجاوزات المتواصلة بحقوق العلماء و المحققين الشيعة، و طالبت بإطلاق سراح آية الله العظمى الرستكاري بأسرع وقت و من دون أي قيد أو شرط، كما طالبت الحكومة الإيرانية أن تُعوِّض جميع الأضرار و الأذى التي تلقاها آية الله العظمى الرستكاري و عائلته نتيجة إعتقاله، و أن تضمن عودته إلى نشاطاته التحقيقية و العلمية دون تعرضه إلى أي أذى في المستقبل.

======
--------------------------------------------------------------------------------
ظلامات المراجع العظام في ظل حكومة الخامنئي
-------------------------------------------------------

أعوذ بالله السميع العليم من الشيطن الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل و سلم على محمد و آل محمد و عجل فرجهم و العن عدوهم

أقدم لكم بعض الظلامات الواقعة على مراجعنا العظام في دولة تدعي الإسلام: في دولة نظام ديانة وحدة الموجود- عجل الله في هلاك هذا النظام- إنما أشكو بثي و حزني لله
و فليتمعن القارئ الكريم و يراجع المصادر التي سنذكرها في الموضوع
سماحة آية الله العظمى السيد كاظم الشريعتمداري، الذي سجن هو وعائلته في بيته والذي لم يعمل بوصيته ومنع تشييعه وفواتحه ودفن عند المراحيض وأخفي مرقده لفترة من الزمن وثم منع من زيارته لفترة أخرى...
سماحة آية الله العظمى الشيخ محمد طاهر آل شبير الخاقاني، الذي ربطت يداه ونقل هو وعائلته من خوزستان إلى قم في ليلة واحدة على متن شاحنة عسكرية حيث سجنوا في بيته، وحوصر تشييعه بمدافع رشاشة ثقيلة العيار مثبتة على عجلات عسكرية...
سماحة آية الله العظمى السيد حسن القمي، الذي هاجمه في مسجد كوهر شاد في حرم الإمام الرضا عليه السلام أنصار النظام في تظاهرة صاخبة، وصفعوه وأحرقوا عمامته الشريفة في المسجد، وسحبوه إلى بيته حيث سجنوه هو وعائلته أكثر من عشر سنوات...
سماحة آية الله العظمى السيد محمد صادق الروحاني، الذي سجن هو أيضا في بيته الشريف في قم لسنوات عديدة...
سماحة آية الله العظمى الشيخ يعسوب الدين الرستكاري، الذي قضى سنوات عديدة خلال هذه العقود الثلاثة في السجون...
سماحة آية الله العظمى السيد محمد الشيرازي، الذي سجن أكثر من ثمانين فردا من عائلته خلال الثلاثة عقود، وأحرق أجزاء من بدن ولده الثاني السيد مرتضى، وأسقط جنين إحدى بناته نتيجة التعذيب...
سماحة آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي، الذي سجن مع ابنه وابني أخيه السيد محمد رضا والسيد مرتضى...
سماحة آية الله العظمى السيد محمد علي الأبطحي، الذي دفن سرا بعد منتصف الليل كأمه سيدة نساء العالمين عليها السلام!!...

فاقرأ بشان السيد الشريعتمداري كتيب (في سجن ولاية الفقيه) للسيد رضا الصدر، الأخ الأكبر للسيد موسى الصدر، وترى فيه العجب العجاب. أو اقرأ مذكرات المنتظري في هذا الخصوص. أو زر قبره بجنب المراحيض في قم المقدسة.
وبشأن الشيخ الخاقاني اسأل ولده الأول الذي يتردد على الكويت، أو ولده الثاني المقيم في لندن حاليا.
وبشأن السيد القمي اسألوا أخيه الأصغر المرجع السيد تقي القمي في قم المقدسة، أو الشيخ الأميني المقيم في لندن، وهو من تلاميذ السيد محمود الشاهرودي وكان من مدرسي كفاية الأصول المعروفين بُعيد نجاح الثورة عندما هاجر من إيران.
وبشأن السيد محمد صادق الروحاني فاسأله عبر موقعه، لعلك تجد إشارات تساعدك على الوصول إلى مبتغاك,
وبشأن الشيخ الرستكاري وهو مؤلف أكبر تفسير للقرآن على الإطلاق باسم (البصائر)، فابحث عن مكتبه في قم المقدسة واسأله بنفسك.
وبشأن السيد محمد الشيرازي فاقرأ كتابيه (مطاردة قرن ونصف) و(المنامات) لتجد فيهما بعض ما تعرض له خلال هذه العقود الثلاثة. أو شاهد رقبة وأذن السيد المرتضى المحروقة في السيدة زينب. أو اسأل عن الشيخ علي الكوراني عما جرى في تشييعه.
وقد نشر مكتب السيد محمد علي الأبطحي كتابا حول سيرته، يذكرون فيه أنه كان قد أوصى بأن يدفن سرا في الليل لتم دفنه في المكان المقرر!! والسيد توفي بعد رحيل السيد محمد الشيرازي بحوالي سنة واحدة، وكان يريد أن لا يجري على جثمانه ما جرى على جثمان المرجع الشيرازي الراحل.

====


أعلام تركوا مذهب الشيعة و أصبحوا من أهل السنة و الجماعة


http://alsrdaab.com/vb/showthread.php?p=369399


نقد المصادر الشيعية / حمزة قبلان المزيني


http://www.alsrdaab.com/vb/showthrea...575#post386575

زيارة عاشوراء في الميزان / الشيخ الشيعي الراضي


http://www.alsrdaab.com/vb/showthread.php?t=54780

كتاب الكليني مزور / و الكشي غير موثق

http://alsrdaab.com/vb/showthread.php?t=54987


التشيع الصفوي أدلة تحريف الصفويين للتشيع الجعفري عبدالله محمد احمد

http://alsrdaab.com/vb/showthread.ph...579#post387579







 
قديم 07-09-11, 12:21 PM   رقم المشاركة : 4
جاسمكو
عضو ماسي






جاسمكو غير متصل

جاسمكو is on a distinguished road


إبراهيم الحيدري / خرافات و طقوس و اكاذيب الشيخ عبدالحميد المهاجر و اللطم في عاشوراء

--------------------------------------------------------
هل باللطم والتطبير يستطيع المرء تجسيد عاشوراء؟!


2009 السبت 19 ديسمبر

إبراهيم الحيدري


يعتبر مقتل الامام الحسين في كربلاء في اليوم العاشر من شهر محرم عام 61 هجرية، المصادف العاشر من شهرتشرين الاول عام 680 ميلادية أول تراجيديا في الاسلام، التي بقيت في الذاكرة رمزا لصدق العقيدة والمبدأ ومثلا للتضحية والفذاء. لقد مارس الحسين قدره في الشهادة في ثورته ضد يزيد ابن معاوية فانتصر يزيد بالقتل وانتصر الحسين بالشهادة. وهذا هو معنى الصراع بين الخير والشر.
لقد ارتبطت ثورة الحسين بالتضحية والشهادة وكذلك بالحزن المستديم ولذلك بقيت حية في ذاكرة المسلمين حتى هذه الايام وانعكست في أدب وشعر وشعائر وطقوس ورموز عديدة كزيارة الامام الحسين يوم عاشوراء ومجالس العزاء والمواكب الحسينية ومسرح عاشوراء (الشبيه) وغيرها من الشعائر والطقوس.
واذا كانت طقوس العزاء الحسيني، كرؤية دينية اساسا، ربطت الشيعة بتراجيديا كربلاء ومثلت قيما ورموزا للتعبير عن الذات والحفاظ عليها وحمايتها من التراخي والضياع امام ضربات موجعة عبر التاريخ، خصوصا عندما تكون الذات ضعيفة ومهددة ولا تريد التنازل عن هويتها فانها تحتمي بعاشوراء وتعبر عنها بطقوس ومراسيم ورموز للمحافظة على ذاتها واستمرارها وتتحول الى شكل من اشكال الرفض والاحتجاج وضرب من ضروب المقاومة الخفية او الملجومة التي اضطر البعض على كبتها بسبب المنع والمراقبة المستمرة عليها ضد الرؤية الآيديولوجية-الدينية- الرسمية التي كانت سببا في تكوينها وانتشارها، وهي بهذا" ثقافة تحتية" لا يمكن التقليل من شأنها ومن نتائجها لكونها آلية دفاع سايكولوجية للتخفيف عن ثقل المعاناة التي تثقل كاهل الانسان المحاصر حين تتحول الى عزاء وسلوى ووعد وأمل بالشفاعة والانقاذ.

غير ان المشكلة لاتقف عند هذا الحد، فعندما تطرح هذه الشعائر والطقوس اليوم مفرغة من مضامينها الثورية و ترفع الى مستوى العقيدة والتقديس التي لا يمكن المساس بها او نقدها، وعندما يستمر البعض في استخدامها كوسائل للجلد الذاتي ويتعدى ذلك الى ابتداع وسائل جديدة من التعذيب الجسدي مع قصص واساطير وخرافات مبالغ فيها او استغلالها لاغرض اقتصادية واهداف سياسية، فان ذلك يتعدى اهدافها الدينية والاجتماعية والسياسية وكذلك الذوق والعقل والمنطق السليم، وخاصة بعد ان تغيرت المعادلة لصالح الشيعة في العراق اليوم ولم تعد هناك رؤية آيديولوجية- دينية- رسمية ضدها.
لقد لاحظ الجميع انه خلال السنوات التي تلت سقوط النظام السابق في العراق عام 2003 بدأت ملايين من الشيعة تزحف سنويا نحو كربلاء للمشاركة في طقوس العزاء الحسيني في عاشوراء، ومن الممكن تبرير ذلك بحرمانهم من ممارسة تلك الطقوس سنين طويلة وهو ما ساعد على انتعاشها، غير ان استفحال الظواهر السلبية الضارة والمقززة، كالتطبير بالقامات والسيوف وادماء الرؤوس والضرب بالزناجيل على الظهور وما يرتبط بهما من بدع واساطير وخرافات لا تلتزم بالحقائق التاريخية ولا بالوقائع العلمية والمنطقية التزاما دقيقا، بل تعتمد على احاديث تاريخية غير موثقة وقصصا واساطير مملوءة بالبدع والخرافات والاباطيل. ينقلها "قراء" و"وعاظ سلاطين" يدعون التفقه بالدين ومعرفة التاريخ والحديث الاسلامي ولكنهم اميون حضاريا لا يبالون باقوال الفقهاء المنورين ولا بكتب التاريخ المعتبرة ويسردون قصصا واساطير وترهات مملوؤة بالقصص والخرافات الخيالية ويبررون ذلك بكونها تخدم الشعائر الحسينية وبالتالي خدمة أهل بيت الرسول ونشر افكارهم ومبادئهم وتقديم الولاء لهم وكذلك مواساتهم لما لاقوه من ظلم وجور.
ومن الضروري الانتباه الى ما يقومون به من تشويه للنصوص التاريخية الموثقة والاحاديث الشريفة عند قيام قراء المراثي الحسينية بتحريف بعض القصص والاساطير والحوادث التاريخية ونقلها من كتب "شعبية"،مثل كتاب "ينابيع المودة" للقندوسي وكتاب "الصواعق المحرقة" لابن حجر الهيثمي وغيرها التي تتناقض مع المنطق العلمي الحديث. والأمثلة على ذلك كثيرة منها ان بعض قراء التعزية يربطون بين ظهورحمرة الشفق في السماء وبين يوم مقتل الامام الحسين في كربلاء. فحمرة الشفق التي تظهر في السماء بعد كل غروب وقبل كل شروق للشمس لم تكن موجودة قبل مقتل الامام الحسين. وهذه الاسطورة، في الحقيقة، محرفة عن رواية ذكرها العلامة القمي تقول:" في كل يوم يرى المرء فيها السماء حمراء مثل الدم القاني او الشمس في الأفق مثل العباءة الحمراء ينبغي علينا ان نتذكر الامام الحسين".
(انظرA.Mez,Die Renasissance des Islsm,Heidelberg 1968

وهناك خرافات خيالية كثيرة ينقلها القراء عن مشاركة الحيوانات في العزاء الحسيني منها ان اسدا كان يحضر عزاء الحسين يوم عاشوراء وكان يبكي ويلطم وتنهمر الدموع من عينيه وينثر التراب على رأسه من الحزن والاسى مواساة لأهل بيت الرسول وغيرها من القصص والخرافات.( انظر عبد الحسين دست غيب، القصص العجيبة، بيروت 1990 ص 18 ومابعدها).
ومن الخرافات والاباطيل التي تنطلي على العامة من الناس ما يسرده عبد الحميد المهاجر من قصص وخرافات واحلام وهمية. ففي خطب له مسجلة صوتيا يقول فيها: "يوم مقتل الحسين مطرت السماء دما ثلاثة ايام". وفي خطبة اخرى يقول بأنه " كلم السيدة زينب عندما كان في مقامها في دمشق وقال لها وباللغة الانكليزية: من أنت، فاجابته: كربلاء..كربلاء..! وفي خطبة ثالثة يقول فيها " لا تسمعوا من يقول لكم ان التطبير حرام لانه ليس فيه ضرر". والمصيبة أنهم يصدقوه بوعي أو بدونه.

وبالرغم من ان التطبير بالقامات والسيوف والضرب بالزناجيل وغيرها من وسائل التعذيب الذاتي التي تجلب الضرر والأذى والألم جسديا ونفسيا واجتماعيا، فانها بدع دخيلة ولم تكن معروفة في العراق والعالم العربي حتى نهاية القرن التاسع عشر. وهناك وثائق تايخية عديدة تؤكد على ان أول استخدام للضرب بالقامات حدث في النجف عام 1919 وكانت تمارس من قبل بعض الحجاج الذين يقدمون من أذربيجان التركية لزيارة الامام الحسين في كربلاء وزيارة الامام على في النجف عند عودتهم من الحج من مكة المكرمة. وكانت تلك الطقوس تجري على نطاق ضيق جدا وتشمل زيارة كربلاء يوم عاشوراء وترافقها مجالس ومواكب عزاء حسينية و"تشابيه" تمثل فيها واقعة الطف بكربلاء. أما طقوس الزناجيل فتعود في أصولها الى الهند وانتقلت الى العراق مع الجالية الهندية التي استقرت في البصرة وكربلاء والكاظمية في النصف الاول من القرن التاسع عشر.
(انظر: ابراهيم الحيدري، تراجيديا كربلاء-سوسيولوجيا الخطاب الشيعي، بيروت 1999، ص 456 وما بعدها)

والحال اثار ضرب الرؤوس بالقامات والسيوف والظهور بالسلاسل الحديدية وكذلك القصص والاساطير والخرافات المبتدعة انتباه علماء الدين المنورين والمصلحين الاجتماعيين والمثقفين العقلانيين وانتقاداتهم لما فيها من اضرار مادية ومعنوية واجتماعية ونفسية واستسلاما للتيار الشعبي وعدم اتخاذ موقف موحد وصارم من قبل المرجعيات الدينية والوقوف ضدها، مما أدى الى تطورها واستفحالها بشكل غير سليم.
وكان عدد من العلماء والمجتهدين امثال السيد هبة الدين الشهرستاني واليد محسن الأمين والسيد محمد باقر الصدر والسيد محمد حسين فضل الله وغيرهم قد اصدروا فتاوى تحرم او تنتقد بشدة مثل هذه الممارسات الضارة كالتطبير وضرب الزناجيل وغيرها في محاولة لتنقية طقوس عاشوراء مما حل بها من ممارسات شائنة.كما انتقدها مفكرون وعلماء اجتماع امثال جعفر الخليلي وعلى الوردي وهادي العلوي وغيرهم. وبالرغم من كل ذلك لم يصدر حتى اليوم اجماع على تحريمها ولا على جوازها من قبل المجتهدين، وربما يعود ذلك الى عدم الوعي باضرارها وعيا عميقا، أو التخوف من اثارة العامة ضدهم او استغلالها لاغراض خاصة. ولذلك على المرجعيات الدينية اليوم ان تتصدى لمثل هذه الطقوس الضارة وان تتخذ موقفا واضحا منها.
(انظر ابراهيم الحيدري، عاشوراء في العراق: دراسة لطقس العزاء الحسيني، كتاب المسبار،" شيعة العراق"،الامارات العربية المتحدة 2007، ص 206 وما بعدها)

سوسيولوجيا من الممكن ان تتعرض أية ممارسة طقوسية للاستغلال والتشويه، رغم ما تمتلك من صمامات أمان داخلية احيانا، وخاصة في فترات المحن والقلق والاضطراب الاجتماعي والاقتصادي والسياسي وان تتحول الى وسائل سيطرة على الجمهور واثارة عواطفه الأكثر بدائية وابعاده عن قضاياه المصيرية. لان هذه الطقوس تحيط نفسها دوما بطابع عقائدي يجعلها ضمن المقدسات التي يجب الايمان بها دون مناقشة، حتى لو كان بعضها بعيد عن روح الاسلام، وحيث يتحول التساؤل عنها والتشكيك بها ومناقشتها أو نقدها الى تشكيك في العقيدة نفسها. وهو ما يؤدي الى تعطيل الفكر الاجتهادي النقدي الفاحص واصطناع اساليب دفاعية واهية للتصدي لمن يقف ضدها ويوجه اي نقد اليها.
ومن الملاحظ اليوم ان هناك حماس ووجد كبير يبديه بعض السياسيين الشيعة نحو الطقوس الدينية كزيارة العتبات المقدسة والمشاركة في العزاء والمواكب الحسينية والتسابق لزيارة المراجع الدينية وغيرها. ومن الواضح ان هناك دوافع سياسية وراء هذا الوجد والحماس الجديد، الهدف منه واضح ايضا وهو تعبئة الجمهور"الشيعي" قبل الانتخابات وجعله "طائفيا" وبما يخدم اهدافهم ومصالحم واجنداتهم السياسية.
ومن هذا المنطلق السوسيولوجي نحاول توضيح حقيقة اجتماعية هامة هي ان "خطاب" العزاء الحسيني، أو جزء منه على أقل تقدير، ما زال موجها حتى اليوم نحو"الذات" و"النحن" في آن، للدفاع عنها أو معاقبتها وجلدها او الهروب منها. لذا يكون من الضروري ان يقف المرء وقفة ترو من حقيقة ومغزى ثورة الامام الحسين وفلسفتها الدينية والاجتماعية، وكذلك من ابعادها الفكرية والسياسية، وليس كما تطرح اليوم في بعض اشكالها الطقوسية مفرغة من كثير من مضامينها الاجتماعية ذات الومضات الثورية وخالية من أية رؤية نقدية فاحصة لما يطرح من ممارسات طقوسية بعيدة عن روح الاسلام وتسامحه، من اهدافها اثارة العواطف الملتهبة بالحماس أكثر من تحريك النفوس والعقول والافكار وتنويرها، وتنقية" عاشوراء" مما حل به من شوائب وما دخل اليه من ترهات بعيدة عن روحه واهدافه.
والمسؤولية تقع بالدرجة الأولى على علماء الدين، وخاصة المرجعيات الدينية، في تحويل طقوس العزاء الحسيني الى تظاهرات فنية وثقافية ومهرجانات حضارية تعكس المباديء الرفيعة التي استشهد من اجلها الامام الحسين، خصوصا بعد تزايد "التظاهر" اوالمظاهر الشعبية "المفتعلة" الزائدة عن اللزوم من الزيارات المليونية في عاشوراء ويوم الاربعين وغيرها، التي تتوقف فيها الدوائر والمؤسسات عن العمل اياما عديدة وتهدر فيها أيام عمل وانتاج وتبذر فيها مئات الملايين التي من المفروض ان توظف في مجالات نافعة اخرى، في وقت تزيد فيه نسبة البطالة والبطالة المقنعة الى اكثر من 35%، ويحتاج العراق الى مدارس ومستشفيات وأدوية ودور رعاية للكبار والصغار والمعوقين، مثلما يحتاج الى ماء وكهرباء واحذية لآلاف الاطفال الحفاة، وفيه حوالي اربعة ملايين مهجر ومهاجر وملايين من الاطفال المشردين واليتامى والارامل والمقعدين وغيرهم من البؤوساء والمساكين والمشردين.
اقول.. ان نظرة موضوعية عقلانية ونقدية الى ما يجري اليوم من مبالغات واستغلال للشعائر والطقوس الحسينية تضع امام الجميع، وبخاصة المرجعيات الدينية، مسؤولية كبيرة في الوقوف بحزم امام محاولات انحراف مراسيم العزاء الحسيني عن اهدافها النبيلة، واستغلالها من قبل الجهلاء ووعاظ السلاطين والمرتزقة و"السوارية" ومحاولات تشويهها والانجراف وراء المد الشعبي(العامي)، الذي يريد توظيفها وفق المصالح والاهداف بوعي او بدونه، وتنقيتها مما دخل اليها وتحويلها الى تظاهرات ثقافية ومهرجانات فنية ومسارح شعبية متقدمة تعكس المبادىء الحضارية والثورية الرفيعة التي ضحى الامام الحسين حياته من أجلها.

واذا كانت فلسفة الشهادة التي ضحى من اجلها الامام الحسين هي تجسيد للصراع بين الخير والشر وبين الحق والباطل وبين العدالة والظلم وتوكيد كرامة الانسان، فعلينا ان نأخذ دروسا وعبرا من مواقف الامام الحسين التي ترفض كل شر وباطل وظلم وقبح واستغلال، وان نبذل جهودنا الى العمل والانتاج واعادة بناء العراق ومسيرة التنمية والتحديث التي خربتها الانظمة الاستبدادية الشمولية والحروب والحصار وغزو قوات الاحتلال المشؤوم وميليشيات الارهاب بجميع اشكالها واعادة بناء الانسان العراقي المكسور والنسيج الاجتماعي والثقافي والاخلاقي الممزق.
ولذلك نجد من الضروري، ونحن في زمن المحنة والامتحان وفي زمن العجز والنكوص والردة الحضارية، التي اعادت العراق الى ما قبل تأسيس الدولة العراقية الحديثة، ان نقف أمام مرآة عاكسة نتأمل ذاتنا بمنظار عقلاني نقدي ذي أبعاد متعددة وان نعي واقعنا ونتعرف على ذاتنا لنقدها وتغييرها وليس جلدها وتبريرها وان ننظر الى مستقبلنا نظرة تفاؤلية وليس تشاؤمية.
ومرة اخرى أقول: بالعمل والانتاج وليس باللطم والبكاء والتطبير يستطيع المرء تجسيد قيم عاشوراء النبيلة.







 
قديم 07-09-11, 12:24 PM   رقم المشاركة : 5
جاسمكو
عضو ماسي






جاسمكو غير متصل

جاسمكو is on a distinguished road


ان الخرافات و الاساطير التي تلف دين الشيعة الاثناعشرية دفعت الكثير من الشيعة الي مراجعة دينهم بل حتى مراجع مثل محمد حسين فضل الله خالف ببعض اطروحاتهم اقوال مراجع الشيعة مثل كسر ضلع فاطمة و عبس وتولى و غيرها من المواضيع و تم اتهامه بالضلال

و منها الاستاذ احمد الكاتب و هو شيخ دارس في الحوزة و منهم أغا جاري الذي عارض ما في كتب المجلسي وحكم عليه بالاعدام في ايران وهناك والدكتور شريعتي والذي الف كتاب التشيع الصفوي و التشيع العلوي ومنهم ابراهيم الحيدري الذي كتب مقال عن خرافات الشيخ عبدالحميد مهاجر وكذلك مقالات الباحث نبيل الحيدري







 
قديم 18-09-11, 12:34 AM   رقم المشاركة : 6
جاسمكو
عضو ماسي






جاسمكو غير متصل

جاسمكو is on a distinguished road


صالح الورداني يعلن ترك التشيع !

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=74487

موسى الموسوي الشيعة و التصحيح


ضربة مزلزلة لجهود نشر دين ابن سبا في باكستان آية الله أمير علي قمي يعلت تركه للتشيع

شاهدوا الفيديو المثير
http://www.youtube.com/watch?v=tMRFCZr-KPc&NR=1
الله اكبر
وأمام الحشود وفي مناظرة علنية مع أهل السنة في باكستان

أعلن هدايته ومن لايعرفه هو العلامة السيد آية الله أمير علي قمي من كبار علماء الرافضة في باكستان و الذي ارسله الخميني الى باكستان لنشر التشيع فيها بعدما تتلمذ على ايدي علماء ايران الفرس الروافض في ايران







 
قديم 20-09-11, 03:55 AM   رقم المشاركة : 7
جاسمكو
عضو ماسي






جاسمكو غير متصل

جاسمكو is on a distinguished road


السيد محمد حسين فضل الله

يقود ثورة ثقافية ويشكو من الإرهاب الفكري

تشهد الساحة الشيعية من ايران الى العراق والخليج والى سوريا ولبنان جدلا ثقافيا واسعا محوره الأفكار الإصلاحية الجديدة التي طرحها السيد محمد حسين فضل الله ، وقد صدرت حتى الآن مجموعة كتب من مراجع دينية في قم كالشيخ جواد التبريزي الذي كتب (اعتقاداتنا) والشيخ الوحيد الخراساني الذي كتب (مقتطفات ولائية) والشيخ محمد تقي بهجت الذي كتب ( البرهان القاطع) والسيد جعفر مرتضى العاملي الذي كتب (مأساة الزهراء) ثم أعقبه بكتاب آخر (لماذا مأساة الزهراء؟) وكتاب آخر ( خلفيات مأساة الزهراء) والسيد محمد علي الهاشمي المشهدي الذي أصدر (الحوزة العلمية تدين الانحراف) والسيد ياسين المسوي الذي كتب (ملاحظات). وقد تصدى لهؤلاء السيد نجيب نور الدين الذي كتب ( مأساة كتاب المأساة) والسيد محمد الحسيني الذي كتب (هوامش نقدية) دفاعا عن السيد فضل الله ، كما كتب الشيخ محمد أبو السعود القطيفي (جاء الحق – دراسة نقدية لأفكار المطروحة في كتاب مأساة الزهراء) وشارك الشيخ جعفر البحريني الشاخوري بكتاب (مرجعية المرحلة وغبار التغيير) ورد على هؤلاء كل من الشيخ نجيب مروة الذي كتب (حتى لا تكون فتنة) والسيد محمد محمود مرتضى الذي كتب (الفضيحة.. محاكمة كتاب هوامش نقدية).
وقد أصدرت مجموعة من أساتذة الحوزة العلمية في قم : حسين الشاهرودي وأحمد المودي ومصطفى الهرندي وعلي رضا الحاضري ومحمد هادي آل راضي وحسين النجاتي وباقر الأيرواني وحسن الجواهري ، بيانا ينددون فيه بأفكار السيد فضل الله وآرائه التي وصفوها بأنها تتعارض مع الضرورات المسلمة عند الطائفة الامامية ، وطالبوا المؤمنين باليقظة والتنبه والابتعاد عما يستوجب من الضرورة الثابتة عند الطائفة ، والتصدي لما سموه بالشبهات والتشكيكات.
ويقول بيان آخر صادر باسم الحوزة العلمية في قم : ان الحوزة أعلنت أخيرا موقفها من فضل الله ، وذلك على اثر انتشار الأفكار المنحرفة له ومخالفته لمباني العقيدة والمذهب الشيعي ، كي لا تكون أفكاره سببا في تضليل الناس او تنسب أضاليله للشخصيات العلمية الشيعية وتحسب عليها.
وقد وصف الحاج الميرزا جواد التبريزي والوحيد الخراساني في دروسهم الحاشدة في المسجد الأعظم في مدينة قم ، الشخص المذكور بالمنحرف المضل ، وحذروا الناس من الوقوع في شبهاته وانحرافاته.
ورفض التبريزي دعوة السيد فضل الله او استقباله في قم ، خوفا من سريان أفكاره في أوساط الناس ، واصدر المرجع السيستاني من النجف ، كذلك بيانا ضد السيد فضل الله ، وعلى رغم كل هذه الحملة الإعلامية الواسعة التي قام ويقوم بها الجناح التقليدي المحافظ في الحوزة سواء في قم او في النجف فان شعبية السيد فضل الله امتدت واتسعت ولم تتأثر ، وكثر المقلدون له في السنوات الأخيرة خصوصا بعد رحيل المراجع الكبار كالإمام الخميني والخوئي الكلبايكاني السبزواري ، ولم يستطع المراجع المعاصرون كالسيستاني والشيرازي والروحاني والتبريزي والخراساني ان يقفوا امتداده في الساحة الشيعية خصوصا في لبنان والعراق والخليج ، ولم يستطع حتى مرشد الجمهورية الاسلامية السيد الخامنئي ، الذي طرح نفسه مرجعا للتقليد في خارج ايران ، ان ينافس السيد فضل الله او ان يحتويه. وعلى رغم وجود عناصر في حزب الله تؤيد مرجعية الخامنئي فان معظم أفراد وقيادات حزب الله توالي السيد فضل الله وترجع اليه في الأمور الدينية والسياسية ، وقد اضطر الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله قبل عامين الى التنازل عن إمامة صلاة الجمعة في الضاحية الجنوبية في بيروت بأمر من السيد الخامنئي.

صعود فضل الله

ويعود سر نجاح السيد فضل الله وصعوده في مواجهة المراجع التقليديين وصموده ضد الحملة الإعلامية الواسعة العنيفة ، الى عدة عوامل هي:
1- أفكاره الإصلاحية الجريئة ، ونقده وتشكيكه بالروايات الضعيفة التي سربها الغلاة الى الفكر الشيعي ، وفي هذا المجال يقول:" ان التراث الفقهي والكلامي والفلسفي نتاج المجتهدين والفقهاء والمفكرين ، وهو لا يمثل الحقيقة الا بمقدار ما نقتنع به من تجسيده للحقيقة ، على أساس ما نملكه من مقاييس الحقيقة ، وبالتالي فان الفكر الاسلامي ما عدا البديهيات هو فكر بشري قد يخطئ فيه البشر وقد يصيبونه" ويقول: " لا بد من الخروج من أقبية الذات والخصوصيات والحسابات الضيقة ، وعلينا ان نواجه قضايانا وأفكارنا وحتى عقيدتنا بالنقد والشجاعة والجرأة قبل ان ينقدها الآخرون ، لأننا نملك كما غير قليل من الموروث الذي تركه لنا الأقدمون ، والذي ينبغي النظر اليه بعين النقد والتحليل حتى لا نكون مصداقا للآية الكريمة : ( انا وجدنا آباءنا على أمة وانا على آثارهم مقتدون)" ويقول: " ان الحرية المطروحة هنا وهناك هي حرية مناقشة الآخر . أما ان نناقش في فكرنا في عملية نقد علمي فهذا ليس واردا ، بل قد نجد هنا وهناك إرهابا فكريا ، ولذا فاني اعتقد ان علينا ان ندرس ما عندهم وان عليهم ان يدرسوا ما عندنا ، بطريقة علمية موضوعية بعيدا عما اذا كانت هذه المفردات الفكرية او الفقهية او المفهومية مما التزم به المتقدمون ، او مما لم يلتزموا به".
ومن هنا فقد قام السيد فضل الله بعملية مراجعة للتراث الشيعي ، وشكك بالرواية التي تتحدث عن ضرب الخليفة الثاني عمر بن الخطاب (رض) للسيدة فاطمة الزهراء (رض) او إسقاطها لجنينها وإحراق دارها ، كما حذف الشهادة الثالثة (أشهد ان عليا ولي الله) من الأذان والإقامة ، وهي عادة أدخلها الصفويون في الصلاة ، واعتبر الفكر الشيعي وجهة نظر في خط الاسلام ، ورفض موضوع العصمة والرجعة والبداء ، وقال عن موضوع الامامة : انها من المتحول الذي يتحرك في عالم النصوص الخاضعة في توثيقها ومدلولها للاجتهاد مما لم يكن صريحا بالمستوى الذي لا مجال لاحتمال الخلاف فيه ، ولم يكن موثقا بالدرجة التي لا يمكن الشك فيه". وانتقد السيد فضل الله التسليم للعقائد الموروثة باعتبارها " مسلّمات" وقال: " ان المسلّمات قد تكون ناتجة عن حالة ذهنية ، وقد تصير مسلّمات ليست هي كذلك".
2- النشاط الفكري والإعلامي الكبير ، الذي امتد حوالي ثلاثة عقود عبر الخطب والمحاظرات والكتب والمجلات والصحف ، وامتلاكه لإذاعة خاصة.
3- النشاط السياسي ومناصرة الثورة الاسلامية ومقاومة الاحتلال الصهيوني للبنان.
4- بنا قاعدة حزبية عريضة ، وتربية كوادر قيادية في (حزب الدعوة الاسلامية) و (حزب الله).
5- الموقع الاستراتيجي في لبنان ، والذي كفل له التحرر من هيمنة النظام الإيراني او النظام العراقي وأعطاه القدرة على الحركة والعمل والامتداد الى مناطق الثروة الشيعية كالخليج .
6- القدرة على جمع المال (الخمس والزكاة ) من المريدين ، وتمويل المشاريع الخيرية والمؤسسات الثقافية ، وما الى ذلك.
كل هذه العناصر تفاعلت وساهمت في بناء مرجعية السيد فضل الله على أسس ثابتة وساعدت على استقطاب الشارع الشيعي ، خصوصا الشباب الحركي الاسلامي الذي يتطلع الى التجديد والمعاصرة والخروج من العزلة والعيش في الماضي السحيق ، ويأمل بتحقيق الوحدة الاسلامية والتخلص من الأفكار الدخيلة والخرافات والأساطير التي مزقت المسلمين وباعدت بينهم ، لذا فان الحملة الإعلامية التي قامت بها المرجعيات التقليدية المحافظة لم تلق آذانا صاغية ، وذهبت أدراج الرياح ، لأنها عزفت على أوتار بالية وقضايا تاريخية ميتة .
ويقول بعض المراقبين ان الذي أشعل المعركة الإعلامية ودفع المحافظين للهجوم على السيد فضل الله واتهامه بالانحراف والضلال والخروج على ضرورات التشيع هو خبر تقديم تاجر كويتي مبلغ 120 مليون دينار كخمس وزكاة ، في حين يعاني المراجع التقليديون أزمة مالية خانقة بسبب إحجام الناس عن إخراج الخمس واعطائها لهم ، أو مطالبتهم بموارد صرفه.
ولا يستبعد البعض الآخر وجود أصابع إيرانية وراء الحملة على فضل الله ، في محاولة للضغط عليه والهيمنة على قراراته .
وعلى رغم وجود فتاوى أو آراء خاصة لفضل الله قابلة للنقاش والرفض أو التأييد ، فان الملاحظ ان الحملة الإعلامية المضادة له الصادرة من الحوزة في قم ، تحاول سد باب الاجتهاد والحيلولة دون الاقتراب من مناقشة القضايا الموروثة حتى اذا كانت هامشية في مجال التاريخ كقضية كسر ضلع الزهراء ، والاحتماء بسلاح الفتاوى خوفا من فتح ملفات أخرى أساسية في الفكر الشيعي كملف ( الامام الغائب) الذي تتخذ منه الحوزة والمرجعية التقليدية أساسا لهيمنتها المالية والسياسية والتشريعية على الأمة.
واذا كان السيد فضل الله يحجم حتى الآن في فتح كهذا ملفات او الحديث عن موضوع (الامام المهدي الغائب) مثلا ، فليس الا بسبب الحملة الإعلامية الشرسة التي تنطوي على الإرهاب والخوف من المضاعفات السلبية ، والا فان الساحة الثقافية الشيعية اليوم تشهد على رغم كل ذلك ، حوارات مفتوحة ومراجعات جذرية تحاول إعادة بناء الهوية الفكرية والسياسية بما يستجيب للتطلعات العصرية كالشورى ، ويلبي حاجة الامة ويسد ثغراتها ويعالج أزماتها ومشاكلها.
أحمد الكاتب
*نشرت في جريدة الحياة بتاريخ 25/1/1999

رد مكتب السيد محمد حسين فضل الله على الكاتب

مغالطات الكاتب
السيد المحرر
تحية طيبة وبعد ، نشرت الحياة بتاريخ 25 كانون الثاني 1999 العدد 13107 مقالا للأستاذ احمد الكاتب ، تحت عنوان ( فضل الله يقود ثورة ثقافية ويشكو من الإرهاب الفكري).
وبعيدا عن البحث في غاية المقال ومؤداه ، فان ما ورد فيه من بعض المغالطات ينم عن عدم معرفة ودراية أكيدة بفكر سماحة السيد فضل الله ، ولا سيما حول بعض القضايا التي جرى تحريفها للرأي العام الاسلامي من قبل البعض الذين أساءوا لسماحته ، من خلال ترويجهم فهما مغلوطا فيه الكثير من الدس ، ونسبة أمور ومقالات له لم يقلها على الإطلاق ، ويبدو ان ثمة من تأثر بذلك. كما يبدو ان الكاتب أخذ عددا من هذه المقالات من المصادر التي هدفت لتشويه وتحريف أفكار ومواقف سماحة السيد بطريقة وبأخرى.
ومن المغالطات الأساسية التي وردت في مقالة الكاتب الآتي:
أولا : قوله بأن سماحة السيد حذف الشهادة الثالثة (أشهد ان عليا ولي الله) من الأذان والإقامة ، والصحيح ان سماحته لم يحذف الشهادة الثالثة مطلقا ، فالحذف فرع الإثبات ، والشهادة الثالثة ، وهي وان كانت من حقائق الايمان والتشيع ، الا انه لم يقل أحد من علماء الشيعة بوجوبها في الأذان والإقامة ، كما قد يوحي كلام الكاتب.
ثانيا – نسب الكاتب لسماحة السيد رفضه للعصمة والبداء والرجعة ، والصحيح ان سماحة السيد فضل الله يعتبر ان العصمة ثابتة ولا نقاش فيها ، واما الرجعة فالكلام حولها في التفاصيل وليس في المبدأ ، اما مسألة البداء فسماحته يعترض على التسمية لأن كلمة (البداء) توحي بأن الله قد يبدو له شيئا ، وهذا يستلزم نسبة الجهل - والعياذ بالله – لله عز وجل ، وهو محال.
اما بمعنى الإبداء بأن الله تعالى يخفي شيئا ثم يبديه فلا نقاش في صحة ذلك ، وهذا هو الرأي الذي يتبناه الشيعة الامامية.
ثالثا – اما في موضوع الامامة والحديث عن الثابت والمتحول ، فسماحته كان في مورد تحديد نقاط الخلاف واللقاء بين السنة والشيعة في الدائرة الاسلامية العامة ، إذ عبر عن موارد اللقاء بـ" الثابت" وعبر عن موارد الخلاف بـ " المتحول" ولم يكن سماحته يتحدث عما هو ثابت ومتحول عنده بل الحديث هو في (تحرير محل النزاع) كما هو التعبير الفقهي.
رابعا _ اما بالنسبة لموضوع الامام المهدي (عج) فان رأي سماحة السيد لا يختلف عن آراء ومواقف علماء الشيعة الامامية ، وهو من المسلمات التي لا نقاش فيها ، ومن الممكن مراجعة كتب محاضرات وخطب سماحته حول هذا الموضوع بالذات ، فضلا عن المواضيع الأخرى.

منقول من موقع أحمد الكاتب







 
قديم 20-09-11, 03:59 AM   رقم المشاركة : 8
جاسمكو
عضو ماسي






جاسمكو غير متصل

جاسمكو is on a distinguished road


حوار صريح مع أحد المعممين يتهم السيستاني بالمجوسية!!

مادة متنوعة

أضيفت في: 9 - 8 - 2008
عدد الزيارات: 4205
المصدر: موقع شيخهم إبراهيم أبوالمكارم

كلمة حق


هذا حوار صريح مع شيوخ الشيعة إبراهيم أبوالمكارم على موقعه على الإنترنت أجاب فيها بكل صراحة وأطلق _ صيحات نذير _ لعموم الشيعة العرب ، وبين كيف استطاع الفرس استغلالهم في نشر التشيع الصفوي بين الشيعة العرب ، ونظراً لإهمية الموضوع قمنا بانتقاء الأسئلة الهامة حرصاً منه على عدم الإطالة ، والبعد عن المواضيع التي لا تعنينا .

هل يمكن اعتبار موقعكم معاديا للشيعة ؟
اولا نحن نعتبر انفسنا منبرا حرا لأهل البيت(ع) ولكننا نميز بين مذهب اهل البيت وبين التشيع الصفوي المعاصر الذي مسخ مذهب اهل البيت وحوله من مذهب اسلامي الى دين جديد وندعوك يا اخ علي ان تطلع على كتب السيره الفارسية وكتب الفقه وكتب الحديث التي دسوا فيها اساطيرهم ونسبوا الى الأئمة الاف الاحاديث الغير صحيحة والتي تحمل غاية واحدة هي تسخير مذهب اهل البيت لخدمة الاهداف القومية الفارسية وتسهيل استخدام الشيعة العرب في تحقيق المشروع الفارسي والذي لاعلاقة له بالاسلام , على اية حال نشكر لك استفسارك ونتمنى لك ولكل الغيارى على اهل البيت كل الخير .
::::::::::
بعد فتوى سماحتكم بعدم لزوم دفع الخمس , هل يجوز ان اعطي ما يعادل الخمس في اطار المصارف الشرعية للمستحقين مباشرة بدون مرجعية من قبيل الاحتياط ؟
الجواب : لايجوز ذلك اذا كان على نية انه خمس , نعم يجوز ذلك على اساس الصدقات وهو من المستحبات الاكيدة والله اعلم
::::::::::
هل السيد علي السيتاني اعلم الاحياء ؟ وهل تجوز الصلاة خلفة في النجف الاشرف , ارجوا اجابتي على ذلك
الجواب : لا ليس هو اعلم الاحياء , ولاتجوز امامة العجم على العرب في بلاد العرب, نعم تجوز امامة العجم على العجم في بلاد العجم والله اعلم .
::::::::::
البعض عندما يصلون على محمد وال محمد يقلدون اللهجة الفارسية باطالة المقاطع هل يؤيدون ذلك؟
نؤيد ذلك اذا كانوا عجما , اما اذا كانوا عربا فلا يجوز ذلك والله اعلم.
::::::::::
لماذا تتجاهل المرجعيات الشيعية ما يجري للمسجد الاقصى؟
اذا كنت تقصد المرجعيات الصفوية المجوسية فلا جواب عندي لأن هذة المرجعيات لايعني لها لا المسجد الاقصى ولا غيرة اي شئ . هم معنيون بمقام ابو لؤلؤة الفارسي قاتل خليفة رسول الله الذي صنعوا له مقاما في ايران اكبر من قبة الصخرة .
::::::::::
لماذا تبالغون بمهاجمة السيد السيستاني . هل لأنه سحب وكالته منك ؟ ام لأسباب اخرى وما هي هذة الاسباب
اولا : انا لم اكن يوما من الايام ولن اكون وكيلا للفارسي المجوسي علي السيستاتي اما الاسباب فهي كثيرة تتعلق اولا وقبل اي شئ بالعقيدة ثم ان السيستاني هذا يقيم في العراق منذ عشرات السنين ولا زال لايجيد اللغه العربية لانه يقرف منها فتصور يأخ عقيل مدى عنصرية هذا الرجل وهل تعتقد ان عنصريا كهذا يمكن للانسان احترامه ثم ان الرجل له تأثير سئ على العراقيين سنة وشيعة وهو واحد من اقطاب المشروع الفارسي تم زرعه بالنجف الاشرف لتضليل الشيعة في العراق وغيره بهدف تسهيل تحقيق الحلم الفارسي باعادة امجاد امبراطورية المجوس تحت عباءة لاسلام والتستر بأطهر المذاهب .
::::::::::
السيد علي الخامنئي هدد بالرد على اي اعتداء امريكي على الجمهورية الاسلامية بضرب مصالح امريكا في كل انحاء العالم . فلوا نفذت امريكا ضرب ايران واصدر السيد الخامنئي فتوى بالجهاد و بالرد على امريكا فهل هذة الفتوى ملزمة للشيعة ؟
اولا لايوجد شئ اسمه جمهورية اسلامية فكلمة جمهورية هي ليست اسلامية وفي ايران يوجد جمهورية ايرانية وليست اسلامية واما من حيث جوهر السؤال فاستنادا الى القاعدة الشرعية الثابته وهي ( لاطاعة لمخلوق في معصية الخالق) لاينبغي لأي مسلم الامتثال لعلي الخامنئي لو كان المذكور مرجعا دينيا فعلا والسبب هو ان كل المسلمين الموجودين في امريكا تحديدا وفي العالم عموما هم معاهدون والقران الكريم واضح في هذا المجال ,( واللذين يوفون بالعهد ان العهد كان مسؤلا ). اي ان الله سبحانه وتعالى سيسألك يوم القيامة لماذا عاهدت واخلفت ؟ وانت تعلم يا عبدي انني حرمت النكث بالعهد , فماذا ستجيب ؟ والعهد هو القسم الذي اقسمه كل واحد منا بأن نكون اوفياء لهذا البلد ونحترم قانونة وندافع عن مصالحه العليا وعن اسمه وكرامته واقسمنا اننا نحارب من اجل هذة الامة وان الله سبحانه وتعالى اراد للمسلم ان يكون مثالا للصدق والوفاء , ولذلك لايجوز الامتثال لأية فتوى تطلب من المسلم ان ينكث عهدة ويقع في غضب الله هذا بالواقع الشرعي اما الواقع العقلي فيقول ان ايران هذة التى اسموها جمهورية اسلامية هي اشد عداوة وحقدا وطمعا على امة محمد من امريكا وليشرح لنا علي الخامنئي بماذا هو افضل من امريكا , هل امريكا هي التي تظلم المسلمين في ايران وغيرها على اساس طائفي بغيظ ؟ وهل امريكا هي التي تحتل الجزر العربية الثلاث = طمب الكبرى والصغرى وابو موسى , وهل امريكا هي التي تحتل عربستان , وهل امريكا هي التي تمارس التطهير العرقي والقتل الطائفي , هل يمكن للخامنئي ان يقول لنا ماذا يريد من لبنان ومن اليمن ؟ قبل اصدار فتاوي باطلة ان التامر او الخيانة او الكذب او النكث بالعهد هي ليست من الدين ومرتكبها هو مرتكب للحرام والله اعلم .
::::::::::
انا انسان سني ولم اسمع قبل قرائتي لهذة الصفحة المباركة ان الشيعة يحرمون شتم إبي بكر وعمر فهل انت تعتقد ان المذهب السني على صواب ؟
اولا يا ابني انت مسلم هذا ما يجب ان تفتخر به , ثم بالنسبة لتحريم الشيعة الشتم واللعن وخاصة لكبار صحابة رسول الله هو من اساسيات عقيدة اهل البيت ولكنني اقول ان مذهب اهل البيت تعرض للتشويه على ايدي علماء الضلالة في اخر الزمان وهم العلماء الفرس بشكل عام وان كان هناك علماء منصفين من الفرس ولكن سيرة الائئمة ليست باطنية بل معروفة ومدونة وحاشا لآهل البيت ان يتطاولوا على من رضي الله عنهم ورضوا عنه اما بالنسبة لصوابية التعبد وفق المذاهب الاسلامية الاربعة فهذة مسألة لاجدال فيها وان عبادة الله وفق هذة المذاهب هي صحيحة تماما ومبرئة للذمة والله اعلم.
::::::::::
هل هناك تبعة شرعية تترتب على مهاجمة قناة الجزيرة للمرجع السيد علي السيستاني ؟
حسب من تابع الحلقة ان مذيع الجزيرة لم يختلق شيئا قبيحا بحق السيستاني بل قال بعضا مما مارسه ويمارسه السيد السيستاني وبذلك لا تبعة شرعية على ذلك والله اعلم.
::::::::::
هناك من يفتي بكفرك ويقول انك لست عالما شيعيا بل خارج من الملة حتى أن البعض ذهب ابعد من ذلك , نرجوا منك ياسيد أن تدافع عن نفسك
أولا جزاك الله خيرا يا حسن , ثانيا أن الرسول الاعظم عليه وعلى اله افضل الصلاة والسلام قد قال فيما قال من كفر مسلما فقد كفر , وكفي برسول الله شهيدا اما انني خارج من الملة فأنا فعلا خارجا من الملة الصفوية المجوسية الفارسية , متبعا ملة جدي رسول الله وإمام المتقين علي ابن ابي طالب , ومسألة دفاعي عن نفسي يا حسن فإن الله وحدة هو القادر على كل شئ وانا اوكلت أمري له تبارك وتعالى , حسبي الله ونعم الوكيل.
::::::::::
قرأنا في تحليلاتكم دعوات وتهجمات على العلامة السيد محمد حسين فضل الله وانه ليس عالما وهذا كلام مرفوض لايمكننا القبول به لأن اعلمية السيد واضحة ومعروفة ، كما مكانته العلمية ارجو التكرم بتوضيح السبب الذي يجعلكم تهاجمونه بهذالشكل ؟
الاخ باقر ..... اولا انا لااتحدث عن موضوع الاعلمية منفصلا , فأنت تعلم ان هناك شرائط ينبغي توافرها بالفقيه حتى يكون مرجعا يقتدى به ويجوز تقليدة بالعبادات والمعاملاتومن هذة الشرائط اولا النزاهة والعدالة والزهد والورع والتقوى وطهارة المولد وما الى ذلك وأنا عندما انفي صفة مرجع عن محمد حسين فضل الله فإنني لمست اولا عدم النزاهة والطمع والارتباط بالمخابرات السورية وانهم يسألونه عن علماء معيننين ويأخذون برأيه فيهم وهو سبق كما لمسنا اثناء عملنا في منطقة السيدة زينب ان أمن الدولة السوري سألوه عن العديد من العلماء فوشى بكل من يخالفه الرأي ثم ان كل علماء الحوزة في العراق وايران اقروا بعدم صلاحية مرجعيته ولذك ولأن الاعلمية ليست هي الشرط الوحيد للمرجعية طرحت واطرح على كل الشيعة اينما كانوا وبحكم موقعي الشرعي ان لايمتثلوا له ولا لفتاواه وخاصة في ما يتعلق بالعبادات لأنها تتعلق ببراءة الذمة بين يدي الله يوم القيامة . اما من حيث الاعلمية فهو عالم وذكي وفاهم ومثقف ثقافة واسعة جدا والله اعلم .
::::::::::
يفاجئنا خطباء المنابر في لبنان بأن التطاول او انتقاد السيد حسن نصر الله حرام فهل ذلك جائز؟
يا اخ محمود اللقيس التطاول على اي مسلم بغير وجهه حق غير جائز اما مسألة الانتقاد فهناك كيفية متعارف عليها للانتقاد وفق المعايير الادبية والاخلاقية والشرعية وهي مباحة بهذا الاطار فقط هذا بالنسبة للمواضيه الدينية او الشرعية , اما مسألة الانتقاد بالسياسة فالسياسة مسأله مختلفة وفي لبنان فقدت المعايير والسيد قبل على نفسه العمل السياسي فهو مثله مثل غيرة بالمواضيع السياسية ولا يجوز التذرع بالعمامة بالمسائل السياسية والله اعلم .
::::::::::
هل يعتبر المتشيع شيعيا اذا كان لايتورع عن شتم صحابة الرسول (ص) واحد زوجاته ؟
الامام جعفر الصادق وفق ما ورد عنه في الاخبار قال = نحن ملة لسنا باللعانة ولا بالشتامة قولوا فعل كذا ، الامام زين العابدين فيما هو متفق عليه بالسيرة طرد من شتم ابي بكر وعمر وعثمان من مجلسه وقال اؤلئك اللذين رضي الله عنهم ورضوا عنه ، اما التطاول على عرض النبي الاكرم صلى الله عليه واله وسلم فهو درجة من درجات الكفر والله اعلم .
::::::::::
دائما تركزون على عدم استغلال مناسبة العاشوراء سياسيا , الا ترون ان ذلك يتناقض مع جوهر الثورة الحسينية

ج= جوهر الثورة الحسينية حددة الامام الحسين (ع) عندما قال والله ما خرجت اشرا ولا بطرا , والله ما خرجت الا لطلب الاصلاح في امة جدي, فاصلاح الامة هو اولوية الوعظ والارشاد في المجالس العاشورائية, والاصلاح يبدأ بالنفس اولا ثم حال الامة , وحال الامة كما هو معلوم متهتك وفاسد ومرير , فالقفز الى التسويق السياسي لجهة بعينها فيه خروج كبير على المناسبة , لانه حتى الان ثبت ان كل الحركات السياسية ليست اصلاحية , واذا كنت تقصد الثورة الاسلامية في ايران , فإيران يا اخي بعد ثورة الخميني ازداد بها الفقر والجهل والمرض وادمان المخدرات ورواج الدعارة واحتل رجالات الثورة الاسلامية امكنة رجالات الشاة دون اي تغيير ايجابي ولذلك يا اخي نحن نرى ان الترويج السياسي لجهة بعينها فيه خروج عن جوهر عاشوراء والله اعلم .







 
قديم 20-09-11, 04:01 AM   رقم المشاركة : 9
جاسمكو
عضو ماسي






جاسمكو غير متصل

جاسمكو is on a distinguished road


هام بيان شيعي جديد عودة التشيّع الى اصوله العربيّة ونبذ التحريف الصفوي المجوسي
--------------------------------------------------------

جريدة الوطن البحرينية 8/3/2009
البيان الشيعي الجديد
بقلم أحمد الكاتب
بسم الله الرحمن الرحيم
"إِنْ أُرِيدُ إِلّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ" هود 88
صدق الله العلي العظيم
مقدمة
لقد آن للمسلمين أن يتحدوا ويتحرروا من خلافات الماضي، وأن ينهضوا جميعا لبناء حاضرهم ومستقبلهم على أسس جديدة من العدل والشورى والعلم والإيمان. فإن الصراعات التاريخية المشحونة بالظلم والاستبداد والجهل، قد مزقت المسلمين الى طوائف متناحرة وولدت نظريات ما أنزل الله بها من سلطان. ورغم أن المسلمين قد تجاوزوا كثيرا من صراعات الماضي إلا أنهم - مع الأسف الشديد - لا يزالون يعيشون بعض آثارها السلبية الى اليوم. وهذا ما دفع مجموعة من الشباب المؤمن الى إعادة النظر في التراث الطائفي، وقراءة مذهب أهل البيت قراءة جديدة بعيدة عن النظريات الدخيلة المغالية والمتطرفة، أملا ببدء عهد جديد من الأخوة والوحدة الاسلامية القائمة على التمسك بالقرآن الكريم الذي يقول : "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا" آل عمران 103 ويقول : "وان هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون" الأنبياء 92
إن الخلاف الطائفي (الشيعي السني) خلاف سياسي تاريخي كان يدور حول شكل النظام الدستوري للمسلمين، وفيما إذا كان شوريا؟ أم ملكيا وراثيا؟ أم عسكريا؟ ودينيا؟ أم مدنيا؟، وفي هذه العائلة أو تلك؟ وقد تطور ذلك الخلاف في العصور الوسطى وفي ظل الأنظمة الديكتاتورية المستبدة إلى خلاف فقهي ديني وعاطفي.. وقد تجاوزه الزمن، وفَقَدَ مبرر وجوده اليوم بعد حدوث تطورات هائلة في حياة المسلمين. ولم يبق منه سوى بعض الرواسب والمخلفات البسيطة التي لا تشكل مادة جدية للخلاف فضلا عن التناحر بين المسلمين. وهو على أية حال ليس خلافا عقديا جذريا ولا خالدا إلى يوم القيامة. بل آن له ان يدفن في مقابر التاريخ.
إن الخلافات الطائفية لا تتعلق بمبادئ الدين الثابتة، أو ضروريات الإسلام، وذلك لأن الإنسان المسلم ملزم بالعقيدة الإسلامية الواردة في القرآن الكريم، وفيما عدا ذلك فان كل شيء ظني واجتهادي ومختلف فيه. وفي الوقت الذي توجد في الدين قواعد لا يجوز أن يختلف عليها إثنان؛ توجد اجتهادات ظنية لا يجوز أن تكون سببا للاختلاف بين أثنين، وإنما هي مدعاة للحوار والنقاش. ومن تلك الأمور الخلاف بين الشيعة والسنة الذي لا يدور حول القواعد الثابتة، وإنما يتعلق بالقضايا الاجتهادية القائمة على أساس التأويلات والروايات الظنية.
ومن هنا لا نعتقد بوجود ثوابت أو ضرورات في المذاهب. إذ لا توجد نسخة واحدة رسمية متكاملة لكل مذهب. وقد كانت بعض المذاهب عرضة للزيادة والنقصان والآراء الفردية والاجتهادات الظنية وتسرب الخرافات والأساطير، ولا يوجد أحد ملزم بتبني جميع الآراء التي كتبها الرجال السابقون بالجملة في مختلف الأبواب العقدية والفقهية والتاريخية، وإنما هو حر بانتقاء ما يريد.
وتؤكد ذلك مسيرة النقد والإصلاح المتواصلة منذ القرون الأولى، ووجود تيارات عديدة للتشيع والتسنن تتراوح بين الاعتدال والتطرف والغلو، وادعاء كل تيار أنه يمثل التشيع أو مذهب أهل البيت أو السنة الصحيحة. ومن هنا كان أئمة أهل البيت يدعون إلى عدم قبول كل ما يروى عنهم أو ينسب إليهم، وعرضه على كتاب الله والنظر فيه، ورفضه إذا كان مخالفا للكتاب. وبناء على ذلك نعتقد أن مذهب أهل البيت لم يكن يختلف عن الإسلام في شيء، وأن الاختلاف طارىء وحادث بسبب الغلاة الذين أدخلوا كثيرا من أفكارهم في تراث أهل البيت، حتى خُيِّل لبعض الناس أن ما أدخلوه من نظريات باطلة هي من صلب مذهب أهل البيت، وأنها أصبحت من الثوابت والضرورات والمسلمات، وهي ليست كذلك.
وقد انعكست تلك النظريات المغالية الباطلة على علاقة الشيعة الداخلية والخارجية، فأدت الى نشوء الاستبداد الداخلي باسم الدين، والى حدوث التوتر والصراع مع أهل السنة، كما انعكست بعض النظريات السياسية السنية (الاستبدادية) سلبا على علاقتهم ببقية المسلمين. وهذا ما دفعنا الى مراجعة تراث أهل البيت والتحقيق فيه، فوجدناه فكرا إسلاميا حرا صافيا وحدويا معقولا، ووجدنا إلى جانبه أو تحت طياته فكرا أسطوريا مشوبا سلبيا، منسوبا لهم بصورة تعسفية تحت دعوى "التقية" رغم تناقضه مع أقوال الأئمة وسيرتهم.
ولدى دراستنا لتطور الفكر السياسي الشيعي عبر التاريخ، وجدنا أنه تخلص من الكثير من الأفكار الدخيلة المغالية، وتحرر منها حتى كاد يسبق بعض "أهل السنة" في ممارسة الاجتهاد واستعمال العقل، والالتزام بالحرية والشورى. بحيث لم يبق من الخلافات التاريخية إلا اسمها وبعض الرواسب البسيطة من الأفكار الدخيلة.
وفي الوقت الذي نهيب فيه بجميع المسلمين من كل المذاهب بمراجعة تراثهم والقيام بنقده وتهذيبه وتشذيبه، والعودة للقرآن الكريم والسنة النبوية والعقل السليم، فانه يسرنا التعبير عن خلاصة أفكارنا المبنية على قراءتنا المعمقة لتراث أهل البيت بعيدا عن نظريات الغلاة والمتطرفين، والتي ربما تشكل ملامح جيل جديد من المسلمين الذين خرجوا من قوقعة الطائفية الى رحاب الإسلام الواسعة، واكتفوا باسم "المسلمين" الذي سماهم به أبونا إبراهيم (عليه السلام) (كما في آية 78 من سورة الحج) وتخلوا عن الهويات الطائفية "السنية" و "الشيعية".
ونوجز عقيدتنا بما يلي:
1- نشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله.
2- نؤمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين جميعا.
3- نلتزم بالإسلام عقيدة ومنهاجا وقيما وعبادات وأحكاما وأخلاقا.
4- نؤمن بخاتمية نبوة النبي محمد (ص) كما جاء في القرآن الكريم:" مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا" الأحزاب 30 وأن الرسالة الإسلامية قد ختمت بمحمد (ص)، كما أن الوحي قد انقطع من بعده، وأن الناس مكلفون باتباع القرآن والسنة الصحيحة والعقل السليم.
5- نؤكد على سلامة القرآن الكريم من التحريف والتلاعب والزيادة والنقصان. وأن الله تعالى قد تكفل بحفظه حيث قال:" إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ " الحجر 9. وأن كل ما قيل أو ورد في الكتب الغابرة هي أحاديث ضعيفة وضعها الغلاة في تراث أهل البيت. وقد قام علماء الشيعة عبر التاريخ بنقد تلك الأحاديث والتبرؤ منها. ونأسف لاستمرار بعض خصوم الشيعة بترديد أسطورة تحريف القرآن، واتهامهم بها عبر التاريخ، واستعمالها أداة لضربهم واتهامهم بالكفر وانحراف العقيدة.
6- نجل صحابة رسول الله الطيبين من المهاجرين والأنصار، وأهل البيت، ونترضى على الصالحين منهم، ولكن لا نعتقد بعصمتهم. ونحرم الإساءة إليهم أو سبهم، وخصوصا الإساءة إلى السيدة عائشة أم المؤمنين، ونؤمن ببراءتها من قضية الإفك لأن الله برأها في ذلك.
7- نعتقد أن الإسلام دين يوجه الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، على أسس أخلاقية سليمة، ولكنه لا ينص على نظام سياسي معين، فقد أوصى بمبدأ الشورى، وترك للمسلمين حرية اختيار نظامهم السياسي حسب الظروف الزمانية والمكانية. ولذلك لم ينص الرسول الأعظم (ص) على خليفة من بعده. فاجتهد الصحابة الكرام واختاروا الخلفاء الراشدين الخمسة (أبا بكر وعمر وعثمان وعلي والحسن) رضي الله عنهم.
8- لا نعتقد بأن الإمامة جزء ملحق بالنبوة أو أنها تشكل امتدادا لها. ولا نعتبرها أصلا من أصول الدين، ولا ركنا من أركانه، لأن القرآن الكريم لم يتحدث عنها، ولكنها مسألة فرعية قد تدخل في باب الفقه السياسي. إذ أنها تقوم على أساس بعض الروايات القابلة للنقاش، والتأويلات الظنية البعيدة للقرآن الكريم.
9- كما لا نعتقد بضرورة وجوب كون الإمام (أي رئيس الدولة) معصوما كالأنبياء، أو أنه يتلقى الوحي من الله مثلهم، أو أن له الحق بالتصرف في الناس. أو أن أوامره كأوامر الرسول ونواهيه. ولا نعتقد بأن الأمة الإسلامية بحاجة دائمة إلى رئيس معين من الله تعالى، أو أن الأرض لا يمكن أن تخلو من حجة، وإلا لساخت.
10- نعتقد أن أهل البيت كانوا يؤمنون بنظام الشورى، ولم يعرفوا نظرية "الإمامة الإلهية" القائمة على الوراثة العمودية في سلالة معينة، ولم يدعوا العصمة لأنفسهم، ولا العلم بالغيب. وأنهم كانوا علماء ورواة للحديث النبوي، وليسوا معينين ولا منصوبين من الله تعالى، ولا يعلمون الغيب، وليست لهم أية ولاية تشريعية أو تكوينية، كما يدعي الغلاة.
11- وأن القول بوجود النص الجلي على الإمام علي بالخلافة من رسول الله (ص) نشأ في القرن الثاني الهجري، ولم يكن له وجود سابقا، وأن الجدل حوله عقيم لا يقدم ولا يؤخر، ولا يعيد عقارب الساعة إلى الوراء. وأما فضل الإمام علي فهو أمر لا ينكر، ولا يكمن في النص عليه، وإنما يتمثل في منهج الإمام وعمله وسيرته وأخلاقه المتمثلة في الإيمان بالله وبرسوله والتضحية من أجل الدين، والتزام الحق والعدل والمساواة بين المسلمين، والزهد في الدنيا والتواضع والشورى واحترام إرادة الأمة. وأنه أصبح إماما وأميراً للمؤمنين عندما بايعه المسلمون طواعية بعد مقتل الخليفة عثمان بن عفان.
12- وأن الإمام علي ترك الأمر شورى بعده، كما فعل رسول الله (ص)، ولم يعين ابنه الحسن وليا للعهد، وإنما اختاره المسلمون طواعية إماماً لهم. وهكذا فعل أهل الكوفة مع الإمام الحسين، الذي لم يعين أحدا من بعده ولم يفرضه على الشيعة. وأن بقية الأئمة من أبناء الحسين لم يوصوا ولم يعينوا أحدا من أبنائهم أو يفرضوه على المسلمين.
13- نؤمن بأن الإمام الحسن العسكري توفي سنة 260 للهجرة دون ولد، ودون أن يوصي إلى أحد من بعده بالإمامة، أو يشير إلى وجود ولد مخفي لديه، كما هو الظاهر من حياته.
14- ومن هنا: لا نعتقد بوجود "إمام ثاني عشر" غائب اسمه (محمد بن الحسن العسكري) وعمره اليوم أكثر من ألف ومائة وخمسين عاما، لأن هذا قول وهمي لم يقم عليه دليل شرعي أو تاريخي.. وإنما هو أمر افترضه فريق من الإماميين الذين وصلوا إلى طريق مسدود بوفاة العسكري دون ولد.
15- ولا نؤمن بالحكومة العالمية للمؤمنين، فالدنيا دار عينها الله تعالى مستقرا ومتاعا للمؤمنين والكفار على سواء، ولا دليلَ قطعياً على ظهور "إمام مهدي" في المستقبل.
16- وتبعا لذلك : لا نؤمن بالنيابة الخاصة (للسفراء الأربعة) ولا النيابة العامة (للفقهاء) عن "الإمام المهدي الغائب" الذي لم يولد أبدا حتى يغيب. ونعتقد أنها فرضيات ظنية ادعاها بعض الناس بلا دليل شرعي، وفي محاولة من أجل حل بعض الإشكاليات التي كانوا يعيشونها نتيجة الفراغ القيادي، بسبب إيمانهم بوجود الإمام الثاني عشر وغيبته.
17- لا نؤمن أن في الإسلام مؤسسات دينية "مرجعية" تشبه الكنيسة، بل علماء يرجع إليهم عند الضرورة، ولذلك لا نؤمن بوجوب التقليد للفقهاء مدى الحياة، أو الاقتصار على فقيه واحد في كل شيء. بل نعتقد بحرمة التقليد ونعتقد بأنه بدعة ما أنزل الله بها من سلطان، وندعو جميع المكلفين القادرين، للاجتهاد والتفكير والنظر في الأصول والفروع، كما كان يقول بعض العلماء مثل الشيخ الطوسي الذي كان يحض على دراسة الآراء المختلفة واختيار الرأي الصائب من بينها.
18- كما ندعو "المجتهدين" الى عدم الاقتصار في دراساتهم على الفقه والأصول، بل دراسة العقيدة الإسلامية والتاريخ وخاصة نظرية "الإمامة الإلهية". وما تفرع منها من كفرضية وجود "الإمام الثاني عشر".
19- نعتقد بضرورة مراقبة "العلماء" ومحاسبتهم ونقدهم، فليس كل ما يفتون به صحيح ومطابق للشرع دائما. فكثيرا ما يقع "العلماء" في الشبهات والأهواء فيحلون ما حرم الله ويحرمون ما أحل (كقولهم بوجوب الخمس، وعدم وجوب صلاة الجمعة عينا).
20- ومن هنا نرى أن فتاوى "العلماء" غير ملزمة شرعا ولا قانونا، إلا إذا اتخذت صبغة دستورية مجمع عليها في مجالس الشورى المنتخبة من الأمة.
21- نقدر "المدرسة الأصولية" التي فتحت باب الاجتهاد، وأعادت إلى التشيع توازنه واعتداله، ورفضت الكثير من خرافات الأخباريين وأساطيرهم، ونطالب الفقهاء بممارسة مزيد من الاجتهاد في الأصول والفروع والرجال والحديث، ومكافحة الغلاة "المفوضة" الذين ينسبون إلى أئمة أهل البيت صفات الربوبية ويغالون فيهم ويدعون لهم مقامات عليا، وأدوارا فوق مستوى البشر، ومهمات من أعمال الله تعالى، كإدارة الكون أو الخلق والرزق وما إلى ذلك، تحت غطاء نظرية (الولاية التكوينية).
22- وفي الوقت الذي نحيي جهود علماء الشيعة، وخاصة الأصوليين، الذين قاموا بدراسة الحديث وعلم الرجال، وتضعيف أربعة أخماس "الكافي" ندعوهم الى مواصلة البحث والتحقيق فيما تبقى منه من أحاديث، وإعادة النظر في كثير ممن يوثقهم السابقون، فإن مشكلة الحديث عند الأخباريين تنبع من توثيق بعض الغلاة الذين نجحوا في دس أنفسهم في صفوف الرواة، وتقبل رواياتهم بالتصديق. وهذا ما يدفعنا الى التشكيك بصحة تسعة وتسعين بالمائة من أحاديث الكليني في "الكافي". واعتبارها سببا من أسباب استمرار الخلاف بين المسلمين.
23- لا نؤمن بحكومة "رجال الدين" ولا بنظرية "ولاية الفقيه" القائمة على فرضية "النيابة العامة عن الإمام المهدي الغائب" والتي تعطي الفقيه صلاحيات مطلقة وتجعله فوق الأمة والقانون، وتسمح له بتجاوز الدستور وإلغاء أية اتفاقية شرعية يعقدها مع الأمة. وفي الوقت الذي نعتبر نظرية "ولاية الفقيه" تطورا إيجابيا كبيرا في الفكر السياسي الشيعي، بالنسبة لفكر الانتظار السلبي للإمام الغائب، نحو التحرر من نظرية "الإمامة الإلهية" القائمة على اشتراط العصمة والنص والسلالة العلوية الحسينية في الإمام، والإيمان بشرعية الشورى والانتخاب؛ نعتقد أن نظرية "ولاية الفقيه" نظرية حادثة، ولا دليل عليها من الشرع، ولم يؤمن بها محققو الفقهاء، ولأنها تكرس الصفة الدينية للحاكم (الفقيه)، وتضفي عليه هالة مقدسة تحول دون محاسبته ومراقبته ونقده وتغييره، وتجعل منه ديكتاتورا مستبدا. ومن هنا ندعو إلى تطوير النظرية نحو الأفضل وقيامها على أساس الانتخاب والتقيد بحدود الصلاحيات التي يمنحها الشعب.
24- نؤمن بالانفتاح على المذاهب الإسلامية الأخرى، واحترام اجتهاداتها، وندعو الى مزيد من عمليات الاجتهاد المشتركة بين السنة والشيعة، والعودة إلى القرآن الكريم، واعتباره المصدر التشريعي الأول والأعلى من جميع المصادر التشريعية الأخرى.
25- نحترم جميع المصادر الحديثية للشيعة والسنة، ولكن نطالب بتنقية المصادر من الأحاديث الضعيفة المنسوبة للنبي الأكرم وخاصة المخالفة للقرآن والعقل والعلم.
26- ندعو إلى دمج المعاهد الدينية والحوزات العلمية السنية والشيعية، من ناحية البرامج والطلاب والأساتذة، وخلق بيئة وحدوية للحوار والمقارنة والتفكير الحر.
27- كما ندعو إلى الانفتاح الثقافي على الآخر وتوفير الحرية الإعلامية للجميع، وعدم فرض الرقابة على أي منتج ثقافي مخالف.
28- نؤمن بوحدة العالم الإسلامي، ونرفض التمييز الطائفي، ونعمل من أجل تعزيز الوحدة الوطنية الداخلية في كل بلد، والمشاركة السياسية بين جميع الطوائف، على أساس المواطنة والحرية والعدالة والمساواة.
29- نؤمن بأن حل المشكلة الطائفية جذريا يكمن في قيام المؤسسات الدستورية والأنظمة الديموقراطية والتداول السلمي للسلطة، والتي نعتقد أنها تحول دون انفجار الصراع بشكل عنيف، ولا تسمح باستيلاء العسكريين على السلطة بالقوة.


تكملة



30- ندعو إلى وقف الجدل الطائفي العقيم، والامتناع عن القيام باستفزاز الآخرين من خلال التهجم على رموزهم ، وخاصة من الصحابة وأهل البيت، وأئمة المذاهب.


31- ونحيي في هذه المناسبة "مؤتمر النجف الأشرف" التاريخي الذي عقد في شوال من عام 1156هـ الموافق لكانون الأول عام 1743م، وضم مجموعة من كبار العلماء الشيعة والسنة من العرب والفرس والترك والأفغان، وكان على رأسهم مفتي العراق السني الشيخ عبد الله السويدي، ومفتي الأفغان الملاّ حمزة القلنجاني، ومفتي إيران الملا باشي علي أكبر والمرجع الكربلائي السيد نصر الله الحائري، والذي أصدر بيانا موحدا من علماء السنة والشيعة يرفض فيه سب الصحابة. واعترف فيه علماء أهل السنة بالشيعة، وعبر فيه الجميع عن تسامحهم والتزامهم بحرية الاختلاف في بعض الفروع، وتحريم دماء الفريقين المسلمين من أمة محمد.


32- نعتقد: أن النقد والسب واللعن والتكفير والاتهام بالردة والنفاق، كان - مع الأسف الشديد - إفرازا من إفرازات الفتنة الكبرى التي عصفت بالمسلمين. ولا بد من إغلاق ذلك الملف، إذ لا يعقل أن يبقى ذلك التاريخ السيئ جرحا مفتوحا إلى يوم القيامة.


33- ولا بد من طي صفحة الماضي، وعدم الغوص كثيراً في أحداث التاريخ السحيق إلا من أجل أخذ العبرة فقط....


34- نعتقد أن التشيع يحمل مبادئ إيجابية كثيرة كمبدأ العدل، وروح الدفاع عن الإسلام والعمل في سبيل الله والثورة على الظالمين، وهي أمور يحتاجها المسلمون اليوم للنهوض بأنفسهم والتحرر من الطغاة والمحتلين الأجانب، ولكنا نرفض الجدل حول نظرية "الإمامة الإلهية" ودعوى النص على الأئمة من الله، لأنه بحث عقيم وبلا فائدة عملية، ويضر أكثر مما ينفع، ويجر إلى ما لا تحمد عقباه، وقد يثير مشاعر الآخرين ويؤلب المسلمين بعضهم ضد بعض.


35- نعتقد بوجوب الزكاة، وندعو إلى العمل بها، وإلى عدم التفريق بين السني والشيعي في دفع الزكاة لأن الله تعالى لم يحدد دفعها لأهل دين معين بل فرضها لصالح الفقراء من البشر.


36- ولا نعتقد بوجوب الخمس الذي لم يرد إلا في غنائم الحرب، ولم يعمل به الإمام علي بن أبي طالب خلال حكمه. بل إن روايات الشيعة الصحيحة وفتاوى العلماء السابقين تؤكد على إباحته في ما يسمى بـ "عصر الغيبة". وبالطبع لا نؤمن بوجوب إعطاء الخمس للفقهاء أو وكلائهم. فهذا أيضا رأي جديد لم يكن يعرفه مشايخ الشيعة السابقون كالمفيد والمرتضى والطوسي، الذين كانوا يعبرون عن حيرتهم حوله أو يفتون بدفنه في الأرض أو تخزينه إلى يوم ظهور المهدي. وندعو "العلماء" إلى الاشتغال بطلب العلم والدعوة والإرشاد، بدل الانغماس بجمع الأموال وتعريض أنفسهم للشبهات والأقاويل.


37- ندعو إلى تنظيم التبرعات المالية في جمعيات خيرية، تغطي المشاريع الاجتماعية والثقافية ومنها رعاية المساجد والمدارس الدينية وعلماء الدين، وتخضع للمحاسبة والرقابة وتلتزم بالشفافية ونشر كشوف تفصيلية بحساباتها وميزانياتها.


38- نؤمن بوجوب صلاة الجمعة عينا على كل قادر تتوفر فيه الشروط، ونقدر قيام الشيعة بأداء صلاة الجمعة بعد انتصار الثورة الإسلامية، في إيران والعراق ولبنان وسائر المناطق، ونحث الجميع على أدائها بصورة عامة والالتزام بها بدقة وانتظام. ونعتبر صلاة الجمعة مناسبة عظيمة للحث على التقوى ومعرفة الله تعالى وليست مناسبة سياسية للدعاء للظالمين وتبرير أفعالهم.


39- نرفض زيادة ما يسمى بالشهادة الثالثة في الأذان، وهي: "أشهد أن عليا ولي الله". ونعتقد أن هذه الزيادة من فعل الغلاة "المفوضة"، كما يقول الشيخ الصدوق في كتابه:"من لا يحضره الفقيه" وأنها بدعة وسبب للتفرقة بين المسلمين.


40- نرفض ممارسة التقية بتلك الصورة المشوهة، كما نرفض التصديق بما اشتهر عن الإمام الصادق من أن : "التقية ديني ودين آبائي، ولا دين لمن لا تقية له". حيث نعتقد أنه حديث مكذوب على الإمام، ولا مبرر عقلي أو تاريخي له، فكيف تصبح التقية جزءا من الدين؟ ومتى كان الأئمة يمارسون التقية؟ وممن كانوا يخافون؟ ومن هنا نحسب أن هذا الحديث موضوع من قبل الغلاة كغطاء لتمرير نظرياتهم المنحرفة باسم أهل البيت الذين كانوا يتبرءون منها علنا. وهذا ما يدعونا لقراءة فكر أهل البيت وتراثهم على أساس الظاهر من حياتهم، وعدم قبول أي تأويل باطني معاكس لأقوالهم وأفعالهم. وفي الوقت الذي نطالب بتوفير الحرية والأمن لكل إنسان للتعبير عن رأيه، نعتقد أن عهد التقية قد مضى وولى، وأنه لم يعد عند الشيعة ما يعيب لكي يخفوه أو يتقوا الآخرين منه، ولا يوجد ما يمنعهم من التعبير عن آرائهم. خصوصا بعد أن أصبح للشيعة حكومات قوية ويعيشون في بلاد ديموقراطية حرة كثيرة، ولذلك فإنهم يعبرون عن آرائهم بحرية وشجاعة وصدق. وليس كل من أنكر فكرة معينة يمارس التقية بالضرورة، فليس كل الشيعة يؤمنون بكل ما ورد في الكتب الغابرة. وهؤلاء هم "العلماء" يقومون بنقد الكثير الكثير مما جاء في كتب الأولين ويتبرءون منها.


41- لا نؤمن بكثير من الأدعية والزيارات الموضوعة من قبل الغلاة والمتطرفين، وندعو "العلماء" إلى تنقيحها وتهذيبها. ونرفض "الزيارات" المنسوبة لأئمة أهل البيت، مثل "الزيارة الجامعة" و"زيارة عاشوراء" و"حديث الكساء" وغيرها من الزيارات والأدعية التي تحتوي على مواقف سلبية من الصحابة، وأفكارا مغالية بعيدة عن روح الإسلام ومذهب أهل البيت، والتي اختلقها الغلاة كذبا ونسبوها للأئمة.


42- لا نؤمن بشفاعة الأئمة يوم القيامة، التي تقف وراء الكثير من الطقوس والعادات الدخيلة، كزيارة قبور الأئمة، والبكاء على الحسين والتطبير واللطم على الصدور، بل نعتقد بما كان يقول الإمام جعفر الصادق عن الأئمة:" أنهم موقوفون ومحاسبون ومسئولون".


43- نرفض الاستغاثة بالأئمة أو دعاءهم، أو النذر لهم، ونعتبر ذلك نوعا من الشرك بالله تعالى. وهو على أي حال عمل لا يقوم به إلا الجهلة والبسطاء من الناس، وأما عامة الشيعة فهم يزورون قبور الأئمة والأولياء ليستغفروا الله لهم ويترحموا عليهم أو يستلهموا العبر من حياتهم وكفاحهم في سبيل الدعوة إلى الله.


44- ندعو إخواننا إلى عدم التطرف في مراسم عاشوراء وتجنب الطقوس المبتدعة التي تشوه صورة الشيعة في العالم والتي لم ينزل بها من الله سلطان.


45- ونرفض بشدة أقوال الغلاة الذين زعموا بأن الله تعالى خلق الكون من أجل الخمسة "أصحاب الكساء". وإنما خلق الخلق ليرحمهم ويبلوهم.


46- ندعو الجميع إلى عدم تضخيم الخلافات الجزئية التي حدثت في التاريخ بين الصحابة، مثل موضوع الخلاف بين السيدة فاطمة الزهراء والخليفة أبي بكر حول "فدك" التي استرجعها منها باعتبارها من الأموال العامة، وقالت الزهراء أن النبي أعطاها لها منحة، فقد كان خلافا شخصيا جزئيا محدودا، ولا نستطيع أن نفعل نحن إزاء ذلك شيئا.


47- كما ندعو إخواننا إلى رفض أسطورة الهجوم على بيت السيدة فاطمة الزهراء، وما يقال عن "كبس بيت الإمام علي من قبل عمر من أجل إجباره على بيعة أبي بكر، وما رافق ذلك من تهديد بحرق بيت فاطمة على من فيه، أو قيامه بحرق باب البيت وضرب الزهراء وعصرها وراء الباب، وإسقاط جنينها (محسن) والتسبب في وفاتها" أو إثارة تلك القصة كل عام، وإقامة مجالس العزاء واللطم والبكاء، وما يرافقها من اللعن والسب والانفعالات العاطفية. إذ أنها قصة أسطورية لم تثبت في التاريخ، ولا يعقل حدوثها، وهي تسيء إلى شخصية الإمام علي قبل أن تسيء إلى الخليفة عمر بن الخطاب.


48- وندعو إلى رفع الصبغة الطائفية عن مساجد الله، وجعلها مفتوحة لجميع المسلمين، وذلك بأداء الصلاة المشتركة وراء الأئمة من السنة والشيعة، والصلاة في جميع المساجد دون استثناء، ورفض الفتاوى الطائفية الضيقة التي تحرم الصلاة خلف المذاهب الأخرى.


49- ندعو إلى كسر الطائفية والتفرقة بين المسلمين بإشاعة الزواج المختلط بين الطوائف، وإلغاء الفتاوى غير الشرعية القاضية بتحريم الزواج المختلط بين المسلمين.


50- كما ندعو إخواننا من أهل السنة وسائر الطوائف الإسلامية إلى الانفتاح على إخوانهم الشيعة، والتعرف عليهم أكثر، والتمييز بين المعتدلين منهم (وهم عامة الشيعة) والغلاة والمتطرفين، وعدم الحكم عليهم بناء على أقوال الشواذ والسابقين، والنظر إلى واقعهم الجديد، وملاحظة التطورات الجذرية الفكرية والسياسية التي حصلت وتحصل في صفوفهم، وتأييد النشاطات الإيجابية والتضحيات الجسيمة التي قدموها ويقدمونها في سبيل تحرير بلدانهم من نير المستعمرين والمحتلين.


وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، ونسأله أن يوفقنا لخدمة دينه، وأن يوحد المسلمين ويعزهم ويحررهم من الطغاة والمحتلين. إنه سميع مجيب.







 
قديم 20-09-11, 04:02 AM   رقم المشاركة : 10
جاسمكو
عضو ماسي






جاسمكو غير متصل

جاسمكو is on a distinguished road


مقابلة الشيخ الشيعي علي الامين في جريدة اللواء عن الامامة وغيره

http://www.alsrdaab.com/vb/showthread.php?t=57971







 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:47 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "