خبر خروج الحسين بن علي من مكة إلى الكوفة ثم مقتله رضي الله عنه

[رهين الفكر]

هذه مختصرة من كتاب الكامل في التأريخ لقصة خروج
الحسين ومقتله رضي الله عنه وهي جهد مقل ومختصرة
من صفحات عديدة مع محاولة ان يكون الإختصار غير
مخل بالقصة وإن كانت جاءت طويلة بعض الشيء

بعث مسلم بن عقيل مندوبا عن الحسين لأهل الكوفة

جاءت رسائل كثيرة من اهل الكوفة بالطاعة والولاء للحسين رضي الله عنه فبعث لهم إبن عمه مسلم بن عقيل يستوثق من الخبر ويأخذ البيعة له

وسار مسلم بن عقيل ونزل الكوفة واجتمع له من الانصار والشيعة وعظم امره وكان في بداية امره عند المختار

احس بعض الموالين ليزيد ان عامله على الكوفة وهو النعمان بن بشير فيه ضعف واشاروا عليه بأن يستبدله فإستبدله بعبيد الله بن زياد

وبعد استبدال عامل يزيد خطب فيهم إبن زياد اخذ العرفاء والناس اخذا شديدا وقال لهم اكتبوا إلى الغرباء ومن فيكم من طلبة امير المؤمنين (المطلوبين من قبل يزيد بن معاوية) ومن فيكم من الحرورية واهل الريب .. إلخ ثم تهدد من خالف او كان من امره شيئا يخالف فإنه سيصلبه على باب بيته ويفعل به ويفعل

خرج مسلم بن عقيل من دار المختار ودخل عن هانئ بن عروه المرادي على كره من هانئ ولكنه استضافه وحماه

ارسل عبيدالله بن زياد مولى له ومعه ثلاثة آلاف درهم وقال له اطلب مسلم بن عقيل واصحابه واعطهم هذا المال واخبرهم انك منهم واعلم اخبارهم فحصل له ما اراد واختلف لهم مدة من الزمن حتى قابل مسلم بن عقيل وبايعه واعطاه المال وجعل يختلف إليهم ويعلم اسرارهم وينقلها إلى عبيدالله بن زياد

وكان هانئ إنقطع عن عبيدالله بعذر المرض فدعا عبيد الله بن زياد وهو يعلم ان هانئ قد برئ ولكنه لا يأتيه اقول دعا اناسا من اصحابه وقال وامرهم ان يستقدموا هانئ إليه فذهب هانئ إليه مع من ارسلهم عبيدالله بن زياد فأحس بالشر وهو في الطريق وأمنه احدهم وهو لا لم يكن ان شيئا سيحصل لهانئ

انكر هانئ ان مسلم بن عقيل عنده ولكن عبيدالله بن زياد هانئ اصر على انه عند ثم كشف له انه يعرف امرهم واستدعى مولاه الذي جعله عين عليهم فلما وقف عنده علم هانئ بأن امره مكشوف فجعل عبيدالله بن زياد يضرب هاني حتى آذاه ثم القاه في بيت وغلق عليه

بلغ عمرو بن الحجاج ان هانئا قد قتل فأقبل في مذحج حتى أحاطوا بالقصر ، ونادى : أنا عمرو بن الحجاج ، هذه فرسان مذحج ووجوهها ، لم نخلع طاعة ولم نفارق جماعة . فقال عبيد الله شريح القاضي ان يدخل على صاحبهم ويرى انه حي فيخرج إليهم ويعلمهم فأعلمهم وكان قد جعل معه عينا

فإنصرفوا

ووصل الخبر لمسلم بن عقيل فنادى في اصحابة "يا منصور أمت" وكانت كلمة سر فإجتمع إليه ناس كثير وسار وحاصر عبيدالله بن زياد في قصره والذي تحرزّ فيه واغلق الباب وضاق بعبيد الله امره فلم يكن معه الا ثلاثين رجلا من الشرط وعشرين رجلا من الاشراف غير اهل بيته ومواليه

فأمر إبن زياد بعض الاشراف ان يخرجوا وكل واحد منهم يخذّل من اطاعه من قومه امر من بقي منهم ان يشرفوا على الناس من قصره فيمنوا اهل طاعتهم ويخوّفوا اهل معصيتهم حتى لم يبقى مع إبن عقيل الا ثلاثين رجلا ثم إنتهى إلى ان بقي مسلم بن عقيل وحده

وتمكن عبيدالله بن زياد من مسلم بن عقيل بعد ان صار يقاتل واحده حتى اعياه التعب وكان يشغل باله ان الحسين خرج يريد الكوفة بعد ان ابلغه مسلم ان ثمانية عشر الف بايعوه والآن هو يريد ان يبعث بخبره إلى الحسين حتى يرجع فلا يقدم

فقتل إبن زياد مسلم بن عقيل ثم قتل هاني إبن عروه كل ذلك والحسين لا يعلم بما حصل لتخاذل انصاره عن بيعتهم وتخليهم عن نائبه مسلم بن عقيل مقتل مسلم وهانئ

ذكر مسيرة الحسين إلى الكوفة

وقد نصح الحسين بعض من الصحابة منهم عبدالله بن عباس بعدم الخروج ومنهم إبن الزبير والذي قال له اقم في مكة وانا اتولى امرك هناك فتطاع و لا تعصى فرفض الحسين رضي الله عنه ثم اعاد عليه إبن عباس النصيحة مشفقا عليه فلم يسمع له فنصحه إبن عباس الا يسير معه بنساءه وصبيته

خرج الحسين وصادف مع خروجه ان اقبلت عير من اليمن بعث بها عامل يزيد على اليمن ليزيد عليها الورس والحلل فأخذها الحسين رضي الله عنه وصادف الفرزدق (الشاعر) فقال له الحسين اخبرني عمن وارءك قال قلوب الناس معك وسيوفهم مع بني امية والقضاء ينزل من السماء والله يفعل ما يشاء ،، كما جاءه كتاب عبدالله بن جعفر ينصحه بالعدول عن الخروج

ولما بلغ عبيدالله بن زياد مسير الحسين بعث الحصين صاحب شرطته فنزل القادسية ونظم الخيل ما بين القادسية إلى خفان وكذلك بين القادسية إلى القطقطانة وإلى جبل لعلع فلما بلغ الحسين الحاجز (يظهر انه اسم مكان) كتب إلى اهل الكوفة مع رجل من شيعته يعرّفهم قدومه ويأمرهم بالجد ،، فلما إنتهى إلى القادسية أخذه الحصين فبعث به إلى إبن زياد فقتله

وصول خبر مقتل مسلم بن عقيل للحسين

وقد اتاه خبر مقتل مسلم وهو بالثعلبية فقال له بعض اصحابه : ننشدك الا رجعت من مكانك فإنه ليس لك بالكوفة ناصر فوثب بنو عقيل وقالوا لا نبرح حتى ندرك ثأرنا او نذوق كما ذاق مسلم ،، وقال بعض اصحابة إنك لست مثل مسلم بن عقيل ولو قدمت الكوفة لكان الناس إليك اسرع

فأرتحلوا حتى إنتهوا إلى زبالة فأتاه خبر مقتل عبدالله بن بقطر (اخاه من الرضاعة) وكان سرّحه إلى مسلم بن عقيل من الطريق وهو لا يعلم بقتله فأخذته خيل الحصين فأرسله إلى إبن زياد فقتله إبن زياد

فلما بلغه خبر قتل اخيه من الرضاعة ومسلم بن عقيل اخبر الناس وقال من احب ان ينصرف فلينصرف فتفرّق من تجمع معه في الطريق ولم يبقى معه الا الذين جاءوا معه من مكة

وقد نصحه كثير قبل ان يخرج من مكه وكذلك بعد خروجه من مكة وكلهم يشير عليه بالا يخرج وبعد خروجه يشيرون عليه بالرجوع رضي الله عنه وارضاه

وبعضهم كان يقول له لو انك تقدم بلدا استقامت لك وكفوك مؤنة القتال ووطئوا لك الاشياء وطردوا عمال بني امية فقدمت عليهم لكان ذلك رأي فأما على هذه الحال فليس قدومك عليهم برأي

احداث حصلت قبل مقتل الحسين

سار الحسين رضي الله عنه حتى فلما إنتصف النهار تراءت لهم الخيل الذين جعلهم عبيدالله بن زياد ومال الحسين جهة "حسم" يجعله في ظهره ويستقبل القوم من وجه واحد فسبق خيل اصحاب بن زياد إليه وهؤلاء الخيل ارسلهم الحصين من القادسية يستقبل بها الحسين وعليهم الحر بن يزيد التميمي وعندما حضرت صلاة الظهر فامر الحسين مؤذنه فأذن وقال الحسين للحر : اتريد ان تصلي انت بأصحابك ؟ فقال بل نصلي معك فصلى بهم الحسين ثم دخل وإجتمع إليه اصحابة وانصر الحر إلى مكانة

وصلى بهم الحسين العصر ثم قال قال للحر واصحابه انتم دعوتمونا بكتبكم فإن انتم كرهتمونا انصرفت عنكم

فقال الحر : إنا والله ما ندري ما هذه الكتب والرسل التي تذكر

فأخرج الحسين خرجين من الكتب والرسائل

فقال الحر : فإنا لسنا من هؤلاء الذين كتبوا إليك وقد أمرنا أنا إذا نحن لقيناك أن لا نفارقك حتى نقدمك الكوفة على عبيدالله بن زياد

فقال الحسين : الموت أدنى إليك من ذلك ثم امر الحسين اصحابة فركبوا لينصرفوا فمنعهم الحر من ذلك

وابى عليه الحر الا ان ينطلق به إلى إبن زياد ورفض الحسين واصر الحر وانه لن يدعه

فترادا في الكلام وبين الحر انه لم يؤمر بقتاله وإنما امر بأن لا يفارقه حتى يقدمه الكوفة فإن أبى الحسين فعليه ان يأخذ طريقا لا يدخله الكوفة ولا يرده إلى المدينة فيكتب الحر إلى إبن زياد ويكتب الحسين إلى يزيد او إلى إبن زياد فلعله يأتي امر يكون فيه عافية الحر من ان يبتلى بشيء من امر الحسين

سار الحسين والحر يسايره ثم ان الحسين حتى إنتهى إلى "عذيب الهجانات" وإذا هو بأربعة نفر قد أقبلوا من الكوفة حتى إنتهوا إلى الحسين فأراد الحر حبسهم او ردّهم فقال الحسين ان هؤلاء انصاري وهم بمنزلة من معي فإن تركتهم والا ناجزتك فكف الحر عنهم ثم ان الحسين سألهم عن الناس خلفهم

فقال احدهم : اشراف الناس عظمت رشوتهم وملئت غرائرهم فهم الب واحد عليك واما سائر الناس بعدهم فإن قلوبهم تهوي إليك وسيوفهم غدا مشهورة عليك

وسألهم عن رسوله قيس بن مسهر فأخبروه بقتله

ثم تكلم الطرماح بن عدي وقال : ما ارى معك كثير عدد ولو قاتلك هؤلاء الملازمين لك لكان كفى بهم ولقد رأيت قبل خروجي من الكوفة بيوم ظهر الكوفة وفيه من الناس ما لم ترى عيناي جمعا في صعيد واحد اكثر منه قط ليسيروا إليك ، فأنشدك الله إلا تقدم عليهم وإن اردت ان تنزل بلدا يمنعك الله به حتى ترى رأيك ويستبين لك ما انت صانع فسر حتى انزلك جبلنا أجأ فهو والله جبل إمتنعنا به عن ملوك غسان وحمير والنعمان بن المنذر ومن الاحمر والابيض ، والله ما دخل علينا ذل قط ، فأسير معك حتى انزلك القرية ثم تبعث إلى الرجال ممن بأجا وسلمى من طيء فوالله لا يأتي عليك عشرة ايام حتى يأتيك طيء رجلا وركبانا ثم اقم فينا ما بدا لك فإن هاجك هيج فأنا زعيم لك بعشرين الف طائي يضربون بين يديك بأسيافهم ، فوالله لا يوصل إليك ابدا وفيهم عين تطرف

فشكره الحسين واخبره انه لا يقدر على الانصراف

فودّعه وسار إلى اهله ووعده ان يوصل الميرة إلى اهله ويعود إلى نصرته ،، وانصرف إلى اهله ثم عاد إلى الحسين فلما بلغ عذيب الهجانات لقيه خبر قتله فرجع إلى اهله هذا من خبره اما من خبر الحسين فإنه سار حتى بلغ قصر مقاتل فرأى فسطاطا مضروبا فقال : لمن هذا ؟ فقيل لعبيد الله بن الحر الجعفي فقال الحسين ادعوه لي

فلما اتاه رسول الحسين قال : إنا لله وإنا إليه راجعون ، والله ما خرجت من الكوفة إلا كراهية أن يدخلها الحسين وأنا بها ، والله ما أريد أن أراه ولا يراني

فذهب الحسين وسلم عليه ودعاه لنصرته ، فأعاد عليه إبن الحر تلك المقالة فقال الحسين فإن لم تنصرني فلا تكن ممن يقاتلنا ،، فقال إبن الحر اما هذه فلا يكون ابدا إن شاء الله تعالى

خرج الحسين إلى رحله ثم سار ليلا ساعة فخفق برأسه خفقة ثم إنتبه وهو يقول : إنا لله وإنا إليه راجعون ، والحمد لله رب العالمين

فجاء إليه إبنه علي يستوضحه فقال إني خفقت برأسي خفقة فعن لي فارس على فرس يقول القوم يسيرون والمنايا تسير إليهم فعلمت أن انفسنا نعيت إلينا

وبعد صلاة الصبح عجل الحسين رضي الله عنه بالمسير والحر يريدهم نحو الكوفة والحسين ومن معه يمتنعون حتى انتهوا إلى نينوى فإذا راكب مقبل من الكوفة ودفع كتابا إلى الحر من إبن زياد يأمره ان يجعله ينزل بالعراء في غير حصن وعلى غير ماء

والحسين يرفض أن يبدأهم بقتال

ومن الغد قدم عليهم عمر بن سعد بن ابي وقاص من الكوفة في اربعة آلاف وكان رفض ان يأتمر بأمر إبن زياد في شأن الحسين ولكن وضعه بين خيارين فاضطر إلى هذا الخيار

وخلال هذه الايام حيل بين الحسين وبين الماء

ودار بين الحسين وبين عمر بن سعد بن ابي وقاص لقاءات يظهر منها الحرص على تجنب ما يغضب الله

وفي هذا الاحداث عرض الحسين إحدى ثلاث فإما ان يتركونه يعود من حيث اتي واما ان يذهبوا به إلى يزيد فيضع يده في يد يزيد واما ان يذهب إلى احد الثغور فيكون رجلا من المسلمين ،، وقيل انه لم يقل ذلك

واما إبن زياد فإنه عندما رأى رأي الحسين اعجبه ولكن شمر بن ذي الجوشن قال إن هذا لا يزيده الا قوه ولا يزيدك (يقصد إبن زياد) الا ضعفا فكتب عند ذاك كتابا إلى عمر بن سعد بن ابي وقاص وارسله مع شمر يأمره فيه ان يعرض على الحسين ان ينزل على حكم إبن زياد فإن قبل الحسين امره ان يبعث بهم إليه سلما وان ابوا ان يقاتلهم

ثم ركب عمر والناس معه بعد العصر والحسين جالس أمام بيته محتبيا بسيفه إذ خفق برأسه على ركبته ، وسمعت أخته زينب الضجة فدنت منه فأيقظته ، فرفع رأسه فقال : إني رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المنام ، فقال : إنك تروح إلينا

وركب العباس اخو الحسين للقوم يسألهم عن شأنهم فأخبروه بأمر الامير إبن زياد

فطلب الحسين حين اخبره بالخبر ان ينظره إلى الغد

جمع الحسين أصحابه بعد رجوع عمر فحمد الله واثنى عليه وتكلم بما هو حق ودعا لأصحابه ثم قال لهم اني قد اذنت لكم جميعا فإنطلقوا في حل ليس عليكم مني ذمام وهذا الليل قد غشيكم فإتخذوه جملا وليأخذ كل رجل منكم بيد رجل من أهل بيتي فجزاكم الله جميعا ثم تفرقوا في البلاد في سوادكم ومدائنكم حتى يفرج الله فإن القوم يطلبونني ولو اصابوني لهوا عن طلب غيري

رضي الله عن الحسين وارضاه

فرفض اقاربه واصحابة التخلي عنه فكانوا كراما مع كريم

وجعل يتمثل في الليل بأبيات يبين انه هالك وسمعته اخته زينب وحصل بينهم كلام وخرت مغشيا عليها فصب عليها الماء وخفف عنها واخبرها بعزاءها بمن سبقه وقال لها :

يا أخية إني أقسم عليك لا تشقي علي جيبا ، ولا تخمشي علي وجها ، ولا تدعي علي بالويل والثبور إن أنا هلكت

وامسوا تلك الليلة يصلون ويستغفرون ويتضرّعون ويدعون

وقام الحسين بتعبئة اصحابه وتحصن ببيوته وجعل من خلفه حطبا اشعل فيها النار حتى لا يؤتى من خلفه

وقام عمر بن سعد بتعبئة اصحابه وإن الحر بن يزيد انقلب وصار مع الحسين وقاتل معه

ثم ركب الحسين دابته وإقتتل اصحابه بين يديه فرفع يديه ودعا ربه

ودار بين القوم كلام ومما قاله الحسين ان نادى بعض من هم مع عمر بن سعد بأسماءهم قائلا الم تكتبوا إلي في القدوم عليكم ،، فقالوا لم نفعل

فقال بل فعلتم

ثم قال أيها الناس إذ كرهتموني فدعوني أنصرف إلى مأمني من الارض

وخرج زهير بن القين على فرس فخوّف اهل الكوفة الله وانذرهم وقال لهم فإن لم تنصروا ولد فاطمة فإعيذكم بالله ان تقتلوهم ثم قال خلوا بن الرجل وبين إبن عمه يزيد بن معاوية واقل إن يزيد لعمري ليرضى من طاعتكم بدون قتل الحسين

فرماه شمر بسهم وقال له اسكت اسكت الله نأمتك ثم ترادا ثم امره الحسين فرجع

توبة الحر

وقال الحر : بن يزيد لعمر بن سعد امقاتل انت الرجل

قال : نعم

قال الحر : افما لكم في واحدة من الخصال التي عرضها عليكم رضى

قال عمر بن سعد : والله لو الامر إلى لفعلت والكنه اميرك قد ابى ذلك

فجعل الحر يدنو نحو الحسين قليلا قليلا واخذته رعدة فاستغرب رجلا امره فقال الحر : إني والله اخير نفسي بين الجنة والنار ولا اختار على الجنة شيئا ولو قطعت وحرقت

ثم ضرب فرسه ولحق بالحسين وهنا نقل كلامه كما جاء في كتب التأريخ :

فقال له : جعلني الله فداك يا ابن رسول الله ! أنا صاحبك الذي حبستك عن الرجوع وسايرتك في الطريق وجعجعت بك في هذا المكان ، ووالله ما ظننت أن القوم يردون عليك ما عرضت عليهم أبدا ، ولا يبلغون منك هذه المنزلة أبدا فقلت في نفسي : لا أبالي أن أطيع القوم في بعض أمرهم ولا يرون أني خرجت من طاعتهم ، وأما هم فيقبلون بعض ما تدعوهم إليه ، ووالله لو ظننت أنهم لا يقبلونها منك ما ركبتها منك ، وإني قد جئتك تائبا مما كان مني إلى ربي مؤاسيا لك بنفسي حتى أموت بين يديك ، أفترى ذلك توبة ؟ قال : نعم ، يتوب الله عليك ويغفر لك

ثم توجه الحر نحو اصحابه قائلا وهنا انقله كما جاء في كتب التأريخ :

أيها القوم ألا تقبلون من الحسين خصلة من هذه الخصال التي عرض عليكم فيعافيكم الله من حربه وقتاله ؟ فقال عمر : لقد حرصت لو وجدت إلى ذلك سبيلا فقال : يا أهل الكوفة لأمكم الهبل والعبر ! أدعوتموه حتى إذا أتاكم أسلمتموه وزعمتم أنكم قاتلوا أنفسكم دونه ثم عدوتم لتقتلوه ؟ أمسكتم بنفسه وأحطتم به ومنعتموه من التوجه في بلاد الله العريضة حتى يأمن ويأمن أهل بيته ، فأصبح كالأسير لا يملك لنفسه نفعا ولا يدفع عنها ضرا ، ومنعتموه ومن معه عن ماء الفرات الجاري يشربه اليهودي والنصراني والمجوسي ويتمرغ فيه خنازير السواد وكلابه وها هو وأهله قد صرعهم العطش ! بئسما خلفتم محمدا في ذريته ! لا سقاكم الله يوم الظمأ إن لم تتوبوا وتنزعوا عما أنتم عليه ! فرموه بالنبل ، فرجع حتى وقف أمام الحسين

وقعت المعركة

وهنا بدأت اول بواكير الحرب ومبارزة ونشبت مبارزة هنا او هناك واصحاب الحسين متحصنون خلفهم بيوتهم وحصل لهم من المبارزة قتل بعض اعداءهم والحر يقاتل مع الحسين قتالا شديدا رحمه الله

ورأى اصحاب عمر بن سعد ان المبارزة ليست في صالحهم فوطلبوا ان يبعث إليهم الرماه فقال عمر بن سعد لشبث بن ربعي الا تقدم إليهم فتعذر شبث قائلا سبحان الله شيخ مضر واهل المصر عامة تبعثه في الرماة فكانوا لا يرون منه الا كراهة القتال ، فأرسل عمر بن سعد إلى الحصين فبعث إليه برماة ورشقوا اصحاب الحسين بالنبل فقعروا خيولهم وقاتل الحر بن يزيد راجلا وتقاتلوا إلى أن إنتصف النهار

وكان اصحاب الحسين يظهر فيهم اثر من يقتل منهم لانهم قليل في حين ان خصومهم لا يظهر فيهم لكثرتهم

ولما حضر الصلاة فسأل اصحاب الحسين خصومهم ان يكفوا عنهم حتى تقام الصلاة فلم يقبلوا منهم

وقتل بين يدي الحسين رضي الله عنه العديد من اصحابة ،، قتلوا ابطالا في ساحة الوغى مقبلين غير مدبرين فرضي الله عن الحسين ورضي الله عنهم

ومكث الحسين طويلا من النهار ، ولو شاء الناس أن يقتلوه لقتلوه ولكنهم كان يتقي بعضهم ببعض ويحب هؤلاء أن يكفيهم هؤلاء ، فنادى شمر في الناس : ويحكم ماذا تنتظرون بالرجل ؟ اقتلوه ثكلتكم أمهاتكم ! فحملوا عليه من كل جانب ، فضرب زرعة بن شريك التميمي على كفه اليسرى وضرب أيضا على عاتقه ثم انصرفوا عنه وهو يقوم ويكبو ، وحمل عليه في تلك الحال سنان بن أنس النخعي فطعنه بالرمح فوقع ، وقال لخولي بن يزيد الأصبحي : احتز رأسه ، فأراد أن يفعل فضعف وأرعد ، فقال له سنان ، فت الله عضدك ! ونزل إليه فذبحه واحتز رأسه فدفعه إلى خولي ، ( وسلب الحسين ما كان عليه ، فأخذ سراويله ) بحر بن كعب ( وأخذ قيس بن الأشعث قطيفته ، وهي من خز ، فكان يسمى بعد قيس قطيفة ) ، وأخذ نعليه الأودي ، وأخذ سيفه رجل من دارم ، ومال الناس على الورس والحلل والإبل فانتهبوها ونهبوا ثقله ومتاعه وما على النساء حتى إن كانت المرأة لتنزع ثوبها من ظهرها فيؤخذ منها

رحم الله الحسين ورضي الله عنه وجازى قتلته بما يستحقون

[رهين الفكر]

ما هو هدفي من إيراد قصة الحسين رضي الله عنه وارضاه

لي هدف وهو ان يثبت من خلال قصته انه غير معصوم

فلا يغتّر اولئك الاقوام الذي غلو فيه رضي الله عنه بغير

سلطان ولا بيّنة عندهم من الله

[Bent-Al_khttab]

جزاك الله خير وبارك بك
ماقصرت جزيت خير الجزاء
رضي الله عن الحسين بن علي ,, لا شك في انه شهيد وسيد شباب اهل الجنة هو واخيه ..

[غامدي القادسية]

بابي هما وامي سيدا شباب الجنه الحسن والحسين رضي الله عنهم اجمعين وجمعنا بهم في جنات الفروس الاعلى. اللهم امين

[رهين الفكر]

رفع الله قدرك بنت الخطاب على كريم المرور والمشاركة

غامدي القادسية اشكر لك كريم مرورك والمشاركة رفع الله قدرك

[سليلة الموحدين]

رضي الله عن الحسين وأرضاه وجمعنا به في الجنة

[رهين الفكر]

اشكرك اختي الفاضلة سليلة الموحدين

اللهم آمين اللهم آمين اللهم آمين

[احمد العرقي]

اقتباس: اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رهين الفكر     ما هو هدفي من إيراد قصة الحسين رضي الله عنه وارضاه لي هدف وهو ان يثبت من خلال قصته انه غير معصوم عزيزي الغالي انت تقولون ان ياسر الحبيب كافر لانه كذب القران الذي برا امهات المؤمنين وانا اقول لكم صحيح لكني اراك الان تفعل ما فعله ياسر الحبيب (إنما يريد الله أن يُذهب عنكم الرجس أهل البيت ويُطهّركم تطهيراً ) واذا رجعتم للتلاعب بالألفاظ وتعقيد الدين اليسير الذي انزله الله هداية والذي تريدون منه ان يكون ظلاله فما رأيك بحديث الرسول (اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي اهل بيتي ما نن تمسكتم بهما لم تظلوا بعدي ابدا) فكيف تمسك بمن هو غير المعصوم وهو ممكن ان يخطا وبخطاه قد يظلنا ؟؟؟؟؟؟؟ اقتباس: فلا يغتّر اولئك الاقوام الذي غلو فيه رضي الله عنه بغير سلطان ولا بيّنة عندهم من الله

ورجعت ايضا لتكذيبك القران (قل لا اسالكم عليه اجرا الا المودة في القربى) فحب اهل البيت فرض وعبادة فلا يوجد هناك ما هو مغالاة في عبادة فانت عندما كنت تصلي التراويح في المسجد وتعود للبيت لتصلي صلاة الليل وتكثر من الصلاة لا يوجد احد يقول انك تغالي بالصلاة فالمغالاة بالعبادة غير معرفة بالاسلام

[فتى الشرقيه]

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد العرقي     ورجعت ايضا لتكذيبك القران فحب اهل البيت فرض وعبادة فلا يوجد هناك ما هو مغالاة في عبادة فانت عندما كنت تصلي التراويح في المسجد وتعود للبيت لتصلي صلاة الليل وتكثر من الصلاة لا يوجد احد يقول انك تغالي بالصلاة فالمغالاة بالعبادة غير معرفة بالاسلام

أيها الشيعي
المحبه لآل البيت ليست مثل الغلو فيهم
فمودتهم لا تتطلب الإيمان بعصمتهم ,, أليس كذلك
لأنه فرق بين المودة والمحبه
وبين الإيمان بشيء لهم لم يثبت أنهم أنفسهم إدعوه من دون الله

أيها الشيعي
هل أنتم أشد حبا لآل البيت من آل البيت بعضهم لبعض
هل عمل آل البيت أو أبنائهم ممن هم ليسوا معصومين مثل طقوسكم هذه للحسين رضي الله عنه أو لغيره
هل المودة لآل البيت عندكم تتجزاء أو هي درجات متفاوته
فحب الحسين رضي الله عنه ليس كحب أخيه الحسن او حتى أبيه علي رضي الله عنهم أجمعين
وحب أبناء الحسين ليس كحب أبناء الحسن رضي الله عنهم

أي مودة هذه التي تتفاوت فيها المحبه
هل أمركم الله في ذلك
أليسوا كلهم في درجات متساويه من حيث القربى وأنتم تستدلون بقول الله تعالى
{{{{ قل لا اسالكم عليه اجرا الا المودة في القربى }}}}

[احمد العرقي]

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فتى الشرقيه     أيها الشيعي المحبه لآل البيت ليست مثل الغلو فيهم فمودتهم لا تتطلب الإيمان بعصمتهم ,, أليس كذلك لأنه فرق بين المودة والمحبه وبين الإيمان بشيء لهم لم يثبت أنهم أنفسهم إدعوه من دون الله أيها الشيعي هل أنتم أشد حبا لآل البيت من آل البيت بعضهم لبعض هل عمل آل البيت أو أبنائهم ممن هم ليسوا معصومين مثل طقوسكم هذه للحسين رضي الله عنه أو لغيره هل المودة لآل البيت عندكم تتجزاء أو هي درجات متفاوته فحب الحسين رضي الله عنه ليس كحب أخيه الحسن او حتى أبيه علي رضي الله عنهم أجمعين وحب أبناء الحسين ليس كحب أبناء الحسن رضي الله عنهم أي مودة هذه التي تتفاوت فيها المحبه هل أمركم الله في ذلك أليسوا كلهم في درجات متساويه من حيث القربى وأنتم تستدلون بقول الله تعالى {{{{ قل لا اسالكم عليه اجرا الا المودة في القربى }}}}

انا ما انكر اكو بعض العادات لا يجوز ان تحدث وقد حرمها بعض العلماء لكن الذي اعلمه ليس الحب فقط في القلب كما تقولون فعلينا ان نجاهر بحبنا ونقيم الاحتفالات والتجمعات فالدين تجمع فلماذا صلاة الجماعة افضل يجب علينا ان نعرف العالم ان هناك صلاة وان هنالك حسين ضحى من اجل الدين الحب اكيد متساوي للحسن والحسين وعلي لكن مقتل الحسين ليس كمقتل علي بن ابي طالب فلذلك انت تعتقد اننا نحب الحسين اكثر من غيره