بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه وبعد :-
حين يخالف المعصومين في دين الرافضه اتجاهات واهواء وآراء علماء الشيعه وساداتهم وكبارائهم
فلابد من نحر أخبارهم ومروياتهم بسكين التقيه وجعل المعصومين الذين بعثهم الله لصيانة الدين كما يقولون يستخدمون التقيه لاضلال الناس خشية على أنفسهم التي عصمها الله عز وجل ليبلغ دينه
أيضا حين يخالف كتاب الله عز وجل الذي أنزله سبحانه {بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ} اتجاهاتهم وآراءهم واستدلالاتهم فلابد من نحر كتاب الله والتشكيك به والطعن به (حاشا كلام ربنا) بسكين التقيه وجعل كلام الله الذي قال عنه سبحانه {لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ} مخالف لما قال سبحانه بحجة أن الله استخدم التقيه وجامل الصحابه ....سبحان الله كيف كذبوا كلام الله (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلاً)
فهذا آيتهم وعلامتهم جعفر السبحاني يبرر اختطافهم ونزعهم شطر آية التطهير عن سياق الايات التي تخاطب أمهات المؤمنين بحجة " أن الله وضعها هنا تقية ومجاملة للصحابه ولنساء النبي حتى لا يؤذوا أهل البيت لعلهم يضلون ويظنونها في نساء النبي حفظا لأهل البيت " ..!!
كتاب أهل البيت - جعفر محمد السبحاني _ص 51
ما هو السر في جعلها جزءاً من آية أُخرى

قد اتضح مما ذكرنا أن القرآن الكريم إنّما انتقل إلى موضوع أهل البيت
وخطابهم لاَجل إعلام نساء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بأنّهن في جوار هوَلاء المطهرين فيجب عليهن القيام بأداء حقوق هوَلاء العظماء، الذين ميّزهم اللّه تعالى عن غيرهم من هذه الامّة بالتطهير والعصمة و الاقتداء بهم في القول والسلوك.
ولكن يبقى هنا سوَال آخر، وهو أنّه إذا كانت الآية ، آية مستقلة فلماذا جاءت في المصحف جزءاً من آية أُخرى، ولم تكتب بصورة آية تامّة في جنب الآيات الأخرى ؟
الجواب: التاريخ يطلعنا بصفحات طويلة على موقف قريش وغيرهم من أهل البيت (عليهم السلام) ، فإنّ مرجل الحسد ما زال يغلي والاتجاهات السلبية ضدهم كانت كالشمس في رابعة النهار، فاقتضت الحكمة الاِلهية أن تجعل الآية في ثنايا الآيات المتعلّقة بنساء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من أجل تخفيف الحساسية ضد أهل البيت ، وان كانت الحقيقة لا تخفى على من نظر إليها بعين صحيحة، وأنّ الآية تهدف إلى جماعة أُخرى غير نساء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كما بيّناه قبل قليل.
ثم أراد ان يفصل قوله ويزيده توضيحا فنقل عن صاحب كتاب المراجعات الذي وجد أن لغة العرب خالفته فأراد أن يبرر قولهم بأن الله يخاطب مفرد بصيغة الجمع بحجة " أن الله العظيم يعظم أحدا من خلقه بجمع التعظيم وأيضا تقية من الصحابه ومجاملة لهم " ..!!
كتاب أهل البيت - جعفر محمد السبحاني _ص 52
وللسيد عبد الحسين شرف الدين هنا كلام ربّما يفصل ما أجملناه فإنّه ـ قدّس اللّه سرّه ـ بعد ما أثبت أنّ قوله سبحانه : (إنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصلاةَ وَيُوَْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ) (1) منزل في حق الاِمام أمير الموَمنين (عليه السلام) طرح سوَالاً ، وهو أنّه إذا كان أمير الموَمنين «عليه السلام» هو المراد من الآية فلماذا عبر عن المفرد بلفظ الجمع؟
فقال: إنّ العرب قد تعبّـر عن المفرد بلفظ الجمع لنكتة التعظيم حيث يستوجب، ثم قال: وعندي في ذلك نكتة ألطف وأدق، وهي أنّه إنّما أُتي بعبارة الجمع دون عبارة المفرد بُقياً منه تعالى على كثير من الناس، فإنّ شانئي علي وأعداء بني هاشم وسائر المنافقين وأهل الحسد والتنافس لا يطيقون أن يسمعوها بصيغة المفرد إذ لا يبقى لهم حينئذ مطمع في التمويه ولا ملتمس في التضليل فيكون منهم بسبب يأسهم حينئذ ما تخشى عواقبه على الاِسلام فجاءت الآية بصيغة الجمع مع كونها للمفرد اتقاء من معرتهم، ثم كانت النصوص بعدها تترى بعبارات مختلفة ومقامات متعددة وبث فيهم أمر الولاية تدريجاً حتى أكمل اللّه الدين وأتمَّ النعمة جرياً منه ص على عادة الحكماء في تبليغ الناس ما يشق عليهم، ولو كانت الآية بالعبارة المختصة بالمفرد لجعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم وأصرّوا واستكبروا استكباراً، وهذه الحكمة مطردة في كل ما جاء في القرآن الحكيم من آيات فضل أمير الموَمنين وأهل بيته الطاهرين كما لا يخفى، وقد أوضحنا هذه الجمل وأقمنا عليها الشواهد القاطعة والبراهين الساطعة في كتابينا «سبيل الموَمنين» و «تنزيل الآيات» والحمد للّه على الهداية والتوفيق والسلام المراجعات:المراجعة: 42 ص 166.
مختصر الكلام هو أن الله خالف قوله بأنه أنزل كتابه (بلسان عربي مبين) تقية من الصحابه ومجاملة لهم ولكي لا يكفرون ويستكبرون ... عجبا والله يزعمون أن الله لا يريد ان يشق على الصحابة في البلاغ لكي لا يكفرون ويستكبرون ثم يزعمون بعد ذلك بأن الصحابة قد انقلبوا على أعقابهم بعد وفاة رسول الله واصبحوا كفار مرتدين الا ثلاثة أو سبعة على أحسن حال ..!!
والله عز وجل قادرا على أن يذهبهم ويأتي بخلق جديد بدلا من مجاملتهم
" إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ وَيَأْتِ بِآَخَرِينَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى ذَلِكَ قَدِيرًا " النساء 133
" وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِنْ بَعْدِكُمْ مَا يَشَاءُ كَمَا أَنْشَأَكُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آَخَرِينَ " الأنعام 133
" أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ " ابراهيم 19
وهو سبحانه عز وجل قادر على أن يهلكهم كما أهلك الكفار الذين كفروا بأنبياء الله ودعوتهم
"أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ
مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ
وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِمْ مِدْرَارًا وَجَعَلْنَا الْأَنْهَارَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ
فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ(6)"
الأنعام
وقال تعالى:
" كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ
فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَكُلٌّ كَانُوا ظَالِمِينَ(54)"
الأنفال
وقال تعالى:
" فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ
فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا
وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ
وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ
وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا
وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ(40)"
العنكبوت
وقال تعالى:
" وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الْأُولَى
(50)
وَثَمُودَ فَمَا أَبْقَى(51)
وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغَى
(52)"
النجم
وهو سبحانه لو اراد ان يعطي الملك والحكم لعلي وأراد أن ينزعه من غيره لفعل ذلك سبحانه دون مجاملة او تقيه والعياذ بالله
( قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) آل عمران 26
يا شيعه ألم يعلمون علماءكم أن زعمهم بأن الله يبلغ تقيه يؤدي الى الطعن والتشكيك في كتاب الله كم ان التقيه لو جازت على الأنبياء لادى ذلك الى التشكيك في أخبارهم
المجلسي بحار الانوار( ج28 ص400 )
(فأما الرسول (صلى الله عليه وآله) فانما لم تجز التقية عليه لان الشريعة لا تعرف إلا من جهته ولا يوصل إليها إلا بقوله )
الطبرسي كتاب تفسير مجمع البيان (7/97 )
" فقد دلت الأدلة العقلية التي لاتحتمل التأويل على أن الانبياء لايجوز عليهم الكذب وان لم يقصدوا به غروراً ولاضرراً كما لايجوز عليهم التعمية في الاخبار ولا التقيّة لأن ذلك يؤدي الى التشكيك في أخبارهم "
شيخ الطائفه الطوسي كتاب التبيان 7/ 259 و260..
"وعلى كل حال فلا يجوز على الانبياء القبائح ولايجوز ايضاً عليهم التعمية في الاخبار ولا التقية في اخبارهم لأنه يؤدي الى التشكيك في اخبارهم فلا يجوز ذلك عليهم على وجه"
اذا كيف أجازوها على الله وعلى الطريق الحصري (الامام) الذي تؤخذ منه سنة النبي !!
فان لم يقولوا بأن الله استخدم التقيه بوضع شطر آية التطهير في سياق الآيات التي تخاطب أمهات المؤمنين قالوا بتحريف الكتاب وزعموا أن الصحابة هم من وضعوها كما قال علامتهم المجلسي
"لعل آية التطهير وضعوها في موضع زعموا أنها تناسبه، أو أدخلوها في سياق مخاطبة الزوجات لبعض مصالحهم الدنيوية،
وقد ظهر من الأخبار عدم ارتباطها بقصتهن، فالاعتماد في هذا الباب على النظم والترتيب ظاهر البطلان، ولو سلم عدم التغيير في الترتيب، فنقول:
" ستأتي أخبار مستفيضة بأنه سقط من القرآن آيات كثيرة، فلعله سقط مما قبل الآية وما بعدها آيات لو ثبتت لم يفت الربط الظاهري بينها 1_
] [1بحار: (35/234)، محجة العلماء: (163)، فصل الخطاب 320)، الحدآئق الناظرة 2/290).
عجبا والله لولا السياق لقلنا أن الويل للمصلين لقوله تعالى ( فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ ) ولما علمنا أن الويل للمتساهلين في الصلاه لقوله تعالى ( الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ ) لكن هذا كتاب الله الذي أعجزهم بسياق وتراكيبه اللغويه البليغه فلم يكن الحل الا
زعمهم بأن الله استخدم التقيه أو زعمهم بأن الصحابة حرفوا الكلم عن مواضعه وحرفوا كتاب الله الذي بين أيدينا
وهذه رساله بسيطه للشيعي المنصف الذي أخبره علماءه بأن التقيه تجوز على الله وعلى المعصومين ..........ولكن (لا تجوز عليهم) حتى لا تشكك في أخبارهم ولكي تضرب بكلام الله وسنة نبيه وكلام أئمتكم وتأخذ بكلامهم وتصدقهم يقول لك ذلك من زعم ان الله استخدم التقيه وزعم ان المعصومين استخدم التقيه ووافق من قال بذلك (علامتكم جعفر السبحاني)
(كتاب العقيدة الاسلامية في ضوء مدرسة اهل البيت , ص 277) :
( ولكن لا تجوز التقيّة مطلقاً في بيان معارف الدين وتعليم أحكام الاِسلام مثل أن يكتُبَ عالمٌ شيعيٌ كتاباً على أساس التقيّة، ويذكرَ فيه عقائدَ فاسدة، وأحكاماً منحرفة على أنّها عقائدُ الشيعة وأحكامُهم.
ولهذا فإننّا نرى علماءَ الشيعة أظهروا في أشدّ الظروف والاَحوال، عقائِدَهُمُ الحقَّة، ولم يحدُثْ طيلةَ التاريخ الشيعيّ ولا مرة واحدةً أن أقدَمَ علماءُ الشيعة على تأليف رسالةٍ أو كتابٍ على خلافِ عقائدِ مذهبهِم، بحجّة التقيّة، وبعبارة أُخرى: أن يقولوا شيئاً في الظاهر، ويقولُوا في الباطن شيئاً ) .
أيها الشيعي اتق الله فلقد أكرمك بالعقل وستحاسب على هذه النعمه فابحث وتجرد وكن منصفا واخلص النيه لرب العالمين كي لا تكون من من قال عنهم سبحانه
"يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا *وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا *
رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا "