هل يتساوى الله مع الشيطان في إدراك الخليلي ؟

[مهذب]

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم أحبتي في الله ورحمة الله تعالى وبركاته ... وبعد ..

في مبحث آخر من مباحث الرؤية الموعودة لعباد الله الصالحين في جنات النعيم أعود إليكم أحبتي مجدداً بهذا المبحث البسيط في الرد على ترهات وأباطيل شيخ النحلة الإباضية أحمد الخليلي في كتابه المليء بالشبهات والنظريات العقلية الفاسدة والمسمى ظلماً ( الحق الدامغ ) .. !!!

يتعلق الخليلي في المقام الأول في نفيه لرؤية المولى جل وعلا في الآخرة بالآية الكريمة (( لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير )) ..

وهي أقوى ما يستدل وتستدل به من قبله ومن بعده نفاة الرؤية من الأدلة والبراهين لباطلهم المدموغ .. !

وقد سبق وأن نوقش الخليلي وأتباعه حول مفهوم ومنطوق هذه الآية الكريمة التي هي إلى إثبات الرؤية أقرب منها إلى نفيها .. ! وتم ردهم من خلال ذلك إلى الحق المبين .. ولكن لا حياة لمن تنادي .. !

وأحب أن أضيف اليوم إلى كل ما قيل وكتب حول تفسير هذه الآية الكريمة المباركة أسطراً بسيطة علني أصيب من خلالها الحق بإذنه تعالى ..

يتفق شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وشيخ الإباضية الخليلي حول أمر واحد معين بخصوص هذه الآية المباركة وهو أنها جاءت في سياق التمدح لذات الله تعالى ..

ولكن أيا تمدح ذاك الذي يتفقان عليه ...؟!

هنا الفرق ... !! ....... فكلا الرأيين بينهما بون شاسع .. !!!

شيخ الإسلام رحمه الله تعالى يرى أنها في سياق التمدح بعدم الادراك والاحاطة به سبحانه لا في عدم الرؤية ..

أما الخليلي فإنه يرى أنها في سياق التمدح بعدم الرؤية أصلاً .. !!!

وللأمانة العلمية ننقل لكم كلام الخليلي نفسه من كتابه الحق الدامغ ص 68 .. حيث يقول ..

(( .. ووجه الاستدلال بالآية أنه تعالى مدح نفسه فيها بأن الأبصار لا تدركه .. وإدراكها الرؤية .. فتبين منها أن عدم رؤيته بالأبصار صفة ذاتية لازمة له تعالى .. فإنه لو رؤى للزم زوال مدحه .. وإذا زال انقلب إلى ضده .. وهو الذم تعالى الله عنه .. )) ... !!!!!

وبلا أدنى شك فإن رأي شيخ الإسلام رحمه الله تعالى والذي يمثل رأي أهل السنة قاطبة هو الأصوب والأقرب إلى الحق بإذن الله .. ويعضد ذلك الأدلة الساطعة والقرائن الناصعة بحمد الله وتوفيقه ..

ومثالاً على ذلك نبدأ في ردنا على كلام الخليلي الفاسد بالتساؤل التالي ..

هل ذكر الله تعالى الشيطان الرجيم في الآية التالية في سياق التمدح (( إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم )) .. ؟!

بناء على رأي الخليلي المتقدم حول مفهوم كلمة الادراك في آية الأنعام فإنه يلزمه هنا أن يحمل الرؤية الواردة في حق الشيطان في هذه الآية على سبيل التمدح لا على التحذير .. ؟!

فإن أثبت الخليلي أن الرؤية إنما ذكرت هنا للمدح فإنه يكون قد ساوى رب العزة في التمدح بالصفات الثبوتية بالشيطان الرجيم والعياذ بالله ... !!!

فقوله تعالى (( لا تدركه الأبصار )) يقابله قوله تعالى (( من حيث لا ترونهم ))
وقوله تعالى (( وهو يدرك الأبصار )) يقابله قوله تعالى (( إنه يراكم هو وقبيله ))

فهل يقول مسلم ذلك .... ؟!

وإن أنكر الخليلي ذلك وحمل الرؤية المذكورة في الآية هنا على وجه التحذير وهو الصحيح يكون قد هدم فلسفته العقلية في تأويل آية الادراك .. !! .. ويلزمه من ثم التفرقة بين الرؤية والادراك ..!!

لماذا ......... ؟!

لأن كلا الآيتين تتناولان رؤية شيء لشيء آخر وعدمه .. مع فارق هام وخطير يمتحن فيه إيمان القلوب وتقوى النفوس .. !

فحينما امتدح الله عز وجل نفسه في آية الأنعام ذكر كلمة الادراك ولم يذكر كلمة الرؤية .. !

وحينما حذر الله عز وجل بني آدم من كيد الشيطان وهتكه لعورات الناس ذكر كلمة الرؤية ولم يذكر كلمة الادراك .. !

وهذه هي معجزة القرآن الكريم .. ! .. فكل كلمة في مكانها الصحيح وعلى مرادها السليم .. !

فالله عز وجل يرانا الآن ونحن لا نراه ... وكذلك الشيطان يرانا الآن ونحن لا نراه .. !

ولكن الله عز وجل يدرك الأبصار جميعها ويحيط بها علما ... أما الشيطان الرجيم فإنه يرى بقدرة الله عز وجل آفاقاً واسعة ولكنه لا يدرك ببصره إلا القدر اليسير من ملكوت الله .. !

ومن هنا جاءت كلمة الادراك في الآية القرآنية الكريمة بدلاً من كلمة الرؤية لتبين لذوي الألباب أن رؤية الله عز وجل ممكنة في الدنيا وواقعة في الآخرة بمشيئة الله وعزته لعباده المؤمنين ولكن بلا إحاطة أو إدراك ... أما الشيطان فنحن حتماً سنراه يوم القيامة إن شاء الله عز وجل وبادراك تام .. !

إذاً اتضحت الآن الرؤية .. ! .. وبان لنا الحق الدامغ .. ! الادراك ليس بمعنى الرؤية والرؤية ليست بمعنى الادراك .. !

ولو كان الادراك بمعنى الرؤية لما كان فيه أي مدح .. !!! .. لأن الله عز وجل ذكر لنا كذلك في كتابه المبين أن الشيطان يرانا ولا نراه .. !!!

وأما الإباضية وعلى رأسهم شيخهم الخليلي فإنهم يحملون الادراك على الرؤية فيكون رب العزة – تعالى عن ذلك - والشيطان سواء بسواء .. !

وإليكم المعادلة التالية بناء رأيهم الفاسد والمضحك في تفسير آية الادراك بالرؤية ..

أ- الله عز وجل ... (( لا تدركه الأبصار )) .... أي : لا تراه الأبصار ... !

ب- الله عز وجل ... (( وهو يدرك الأبصار )) ... أي : يرى الأبصار .. !

أ- الشيطان عليه لعائن الجبار ... (( إنه يراكم )) ... أي : يرى الأبصار .. !

ب- الشيطان عليه لعائن الجبار ... (( من حيث لا ترونهم )) ... أي : لا تراه الأبصار .. !

أي مدح هذا يا معشر الإباضية ..................... ؟؟!

إن كان الادراك هنا بمعنى الرؤية لزم منكم في المقابل مدح الشيطان الرجيم بمثل ما امتدحتم به ربكم .. !!!

وإن كان الادراك هنا بمعنى الاحاطة وهو الصحيح الذي عليه أهل السنة والحمد لله لزم منكم التفرقة بين الادراك والرؤية .. !!!

وآية الأنعام وآية الأعراف تلزمانكم إلزاماً قطعياً بالتفرقة .. !!!

فما أنتم فاعلون .. !

هذا والحمد لله رب العالمين ..


========
منقــول

http://www.alabadyah.com/showthread1.html.102

[تيمي]

متابعٌ
وفقكم الله وهدى بكم الإباضية إلى الحق

[سني من السلطنة]

دائماً أستفيد من مواضيعك أخي الفاضل ..
بارك الله فيك ... ولله درك ...

[سيف عمان]

بارك الله فيك

[الحق أحق أن يُتَبع]

أحسن الله إليك

كلام جميل لا [ يدركه ] إلا أهل الفقه ؛ أما من يحفظ و يعطل الفقه فلا يرى إلا الهوى

الخليلي و أتباعه دائما ما يتشبثون بالغة العربية و هذا الموضوع فيه اختبار و امتحان لعروبتهم :

تأخر شخصان عن القافلة حتى أضاعوها

فلما وصلت القافلة سأل شخص هذين الرجلين عن قصتهما ؟؟

فقال أحد الرجلين : أما أنا فقد أدركت القافلة !!!!

و قال الثاني : أما أنا فقد أبصرت القافلة !!!!

فبناء على هذا الكلام و الجواب الرجلين العربي :

مَن مِن الرجلين الذي لحق بالقافلة و وصل إليها و رافقها و مشى معها و من منهما الذي شاهدها و أبصرها فقط و لم يلحق بها ؟؟؟؟؟؟؟؟؟

إن كانت عند الخليلي عربية فليجيب بناء على لغة و فهم العرب الذي جاء القرآن عليها ؟؟؟

الأمر الآخر : لا أدري لماذا الخليلي يركز و يكرر و يرسخ الاعتقاد بعقيدة { أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ }البقرة85

لماذا يأخذ بآية [ لا تدركه الأبصار ] و يأولها بجهل و يضرب بالآيات الأخرى عرض الحائط : قال تعالى : {لَهُم مَّا يَشَاؤُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ }ق35 ماذا قال المفسرون في [ مزيد ] ؟؟؟؟؟

{لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلاَ يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلاَ ذِلَّةٌ أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }يونس26

و ما هي الزيادة ؟؟

أم الخليلي أعلم و أفقه و أنزه من كل المفسرين ؟؟؟؟

و النتاقض الذي ورط الخليلي نفسه فيه أنه يؤمن بهذه الآية و يكفر بآيات العلو !!!!!

فهل يُقبل من أحد كلام و رأي و هو يأخذ بآية من قرآن الله و يكذب آيات جاءت أكثر صراحة من الآية التي يقر بها !!!!!

لا يقع هذا الأمر إلا من إنسان لا يتبع إلا هواه و بعيد كل البعد عن الحق

فالله تعالى أثبت بصريح القرآن أنه في السماء فمن يكفر بهذه الآيات الصريحة فـ قطعاً سيكون احتجاجه بأي آية أخرى هو اتباع محض للهوى و الشيطان

[ذو_الفقار]

ما شاء الله
والله لا يسلم المبتدعة من قذائف الحق، تأتيهم كل يوم وكل ساعة


رفع الله قدر صاحب الموضوع

[مهذب]

إخواني وأساتذتي :

تيمي

باشعيب

سيف عمان

الحق أحق أن يُتَبع

ذو_الفقار

أشكر لكم مروركم وإضافاتكم المميزة ، وبارك الله فيكم جميعاً .

وجزى الله كاتب الموضوع خير الجزاء على ما تجشمه من عناء في كتابته .

أين الإباضية .. ؟!!!

لعلهم أدركوا بأن شيخهم لا يدرِك .. !

[امير بأخلاقي]

حياك أخي مهذب..

نتمنى أن يكون النقاش علمي حول موضوع الرؤية..

كم طرحنا من أسئلة وشبهات فلا نجد إلا عبارة عفى عليها الزمن وهي (نأخذ الكلام على ظاهرة) وهذه عبارة بعيدة كل البعد عن فلسفة من عضوا بنواجذهم على موضوع رؤية الله وكأنها الدين..

ولكن قبل أن أبدأ معك لي تعليق بسيط على قولك .

(وبلا أدنى شك فإن رأي شيخ الإسلام رحمه الله تعالى والذي يمثل رأي أهل السنة قاطبة هو الأصوب والأقرب إلى الحق بإذن الله .. ويعضد ذلك الأدلة الساطعة والقرائن الناصعة بحمد الله وتوفيقه .. )

فمن هم أهل السنة الذين قصدهم سابقاً؟؟

ثانيا::

ما حكم من أعتقد بمعتقد عدم رؤية الله لا في الدنيا ولا في الآخرة؟

نلتقي...

[امير بأخلاقي]

أخيرا ...
اتمنى أن تصف مشائخ العلم بمسمياتهم ...

مثلا الشيخ ..

العالم...

العلامة..

سماحة الشيخ..

حيث أعتقد أن احترام الطرف المقابل مهم جدا للحوار الواقعي

أما قولك (ترهات وأباطيل ...)

فليس لدي مانع أن سوق لك جميع الألفاظ السوقية لشيخ نحلتك ابن تيميه

وهو في الأساس لا قيمة له عندي

ولكن من باب "أنزلوا الناس منازلهم"

ولأني اعرف كيف اتعامل مع العلماء

فلابد من احترامه ولو خالفني..

حيث أجدكم هذه الأيام تجرحون في الشيخ الخليلي ولا أدري ما الداعي لذلك؟؟

هل هذا التجريح سيغير من الواقع شيئاً؟؟

مرة في اللغة ومرة في كتاب الحق الدامغ ومرة في تقيته...

والمثل يقول "إللي ما يعرف الصقر يشويه"

فخلوكم من سماحته فأنتم أقزام بجانبه

وخلونا في النقاش العلمي البحت حتى نستفيد

وفي حالة تحدث أي شخص عن سماحته سترون من "أمير بأخلاقي " ما لا يخطر ببالكم

ولا مانع عندي من شد السكين من أبا شعيب والحذف والطرد

فمن لا يعرف قدره نعلمه

وعلى قولة الأمير سلطان على الصحفيين في قناة السعودية سبورت "إللي ما مرباي نربيه"


وسلامتكم...

[العبري]

الله يعينك على نفسك اذا هذا تفكيرك يا امير باخلاقي