العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-06-11, 08:14 PM   رقم المشاركة : 1
لماذا
مشترك جديد






لماذا غير متصل

لماذا is on a distinguished road


Question هذا مقتحم حزبي .. فمن أقحم الأستاذ علي الظفيري ؟!

بسم الله الرحمن الرحيم



هذا مقتحم حزبي .. فمن أقحم الأستاذ علي الظفيري ؟!



على خلفية الغيرة التنويرية التي هبّت بكل إخلاص دفاعاً عن عزمي بشارة : قام حوار بين فضيلة الشيخ د. يوسف الأحمد ، وبين الأستاذ علي الظفيري مذيع البرنامج الذي تحدث فيه عزمي من قناة الجزيرة .

ليس الجديد في المسألة تواضع الشيخ يوسف ، وإعطائه من وقته ليحاور منتقديه ، فمن يعرف الشيخ عن قرب يعلم أن سمته التواضع ، جبلة لا تصنع ، وأنه من أحرص الناس على السماع من المخالف والجلوس معه .

ما جدّ في هذا الحوار هو التصعيد من طرف الأستاذ علي الظفيري .. التصعيد الذي خرج بالحوار عن مساره إلى مسار آخر !

انتقل الحوار من نقطة ( عزمي بشارة ) إلى نقطة أخرى .. نقطة لا تعني علي الظفيري وليس من عادته التعاطي معها .. ليس من عادة الظفيري الدخول في صراع التيارات في المشهد السعودي .. ليس من عادته ممارسة المماحكات الهادفة لإسقاط الرموز من ( رجال العلم والدعوة ) بطريقة بريئة جداً .. وبطريقة : أريد أن أستفيد منك يا شيخ يوسف !



تأملوا معي موقف الأستاذ علي الظفيري قبل وبعد الغيرة التنويرية :
قبل الغيرة التنويرية

/ ينادي الأستاذ علي من يصفهم بـ ( الأحبة ) الذين انتقدوا بشارة ، بأنهم يحتاجون إلى مشاهدة الحلقة مرة أخرى ، ويطالبهم بتقديم (برهان) على تغير موقف عزمي بشارة من الثورة ! ويدخل معه الشيخ د.يوسف الأحمد بصفته ممن انتقد عزمي بشارة ، لأن الأخير يريد ثني الثورة عن مطلب (إسقاط النظام ) إلى مطلب الإصلاح ، ويتساءل الشيخ عن موافقة الظفيري له في هذه النقطة !
وكان جواب الأستاذ علي أن قال : ( اهلا شيخ يوسف، اسمح لي ان احييك علي مواقفك من قضية المعتقلين اولا، اما عزمي فإن كان قد طالب بعدم اسقاط النظام فسأنتقده قبلك )
إلى هنا كان موضع الخلاف واضحاً وطبيعياً ، الشيخ يوسف يرى أن عزمي يطالب بالإصلاح ومن ثم فهو يلتف على مطالب الثوار بإسقاط النظام ، والأستاذ علي لا يرى أنه قدم الإصلاح كبديل لإسقاط النظام ، وهو يطلب البراهين على أن هذا هو موقف بشارة ، فلو ثبت فإنه سينقد عزمي بشارة قبل أن ينقده الشيخ يوسف الأحمد !
طبعاً الشيخ يوسف لم يقصر ، وأتى بنصوص كثيرة وصريحة في أن عزمي هدفه الإصلاح ( بقيادة النظام ) وهي موجودة في صفحته على التويتر .
بعد الغيرة التنويرية / اختلف مسار الحوار بعد الغيرة التنويرية المخلصة ، التي وجدت في انتقاد عزمي فرصة لتصفية الحسابات مع التيار السلفي ، تلك الغيرة التي استصحبت أجندتها الحزبية وقد لفعتها بمصطلح ( الغيرة على الأعراض ) وقد علقت عليها سابقاً في تدوينة ( عزمي بشارة .. والغيرة التنويرية ! ) على هذا الرابط :http://twitemail.com/8KH
الملاحظ أن الحديث في الغيرة التنويرية انتقل من ( موقف عزمي ) إلى موقف السلفيين من الثورات ، وكان حديثاً متجنياً واضح أنه قفز على الأخوة الإسلامية ورابطة العقيدة فصار يشعر بقرب حميمي مع النصراني عزمي بشارة ، يقابله شعور متأزم تجاه ( الإخوة السلفيين ) ومشايخهم ودعاتهم !
ما الذي فعله علي الظفيري بعد هذه الغيرة ؟ الخطوة الأولى : عمل لها ( ريتويت ) وطار بها جذلاً ، الخطوة الثانية :انتقل موقفه في حواره مع الشيخ يوسف من موقف ( المنكر أن عزمي لا يطالب بإسقاط النظام الذي يريد براهين على موقف عزمي ، والمستعد لانتقاد عزمي إذا ثبت عليه ما يقوله منتقدوه! ) .. انتقل الظفيري من هذا الموقف إلى موقف ( هل كنت ستنتقد الملا عمر يا شيخ يوسف لو أنه مكان القائد السوري ؟ وهل أنت ترى الخروج على بشار الأسد لأنه ظالم أم لأنه كافر ؟ ولماذا تسكت عن موقف هيئة كبار العلماء وموقف الشيخ السعيدي … ) إلى آخر الأسئلة .
انتقلنا من البحث ( حول موقف بشارة ) إلى البحث حول ( دوافع الشيخ يوسف من تأييد الثورة .. ومواقفه السابقة من العلماء والمشايخ ) وغير ذلك .
بالطبع سأقف في الجزء المتبقي من هذه المقالة مع الإشكالات التي أثارها علي الظفيري ، لكني قبل هذا سأوجه له نصيحة : ألا يلطخ شخصيته بمثل هذه المماحكات الهادفة لإسقاط الآخرين .. المماحاكات ذات الأجندة الحزبية .. التي لم يعهدها الناس من علي الظفيري المذيع المثقف والناشط الإصلاحي الذي لم تكن قضيته الوقوف في وجه التيار السلفي أو خدمة تيارات أخرى في موقفها منه .
من الأفضل للأستاذ علي أن يظل كما هو ، على مسافة واحدة من الجميع ، مشتغلاً بقضايا تهم الجميع ، ويعبر عن هموم الجميع ، بعيداً عن الانجرار إلى ( أتون ) الصراعات الحزبية .. أقولها صادقاً للأستاذ علي – وقد سمعت عنه خيراً كثيراً ممن قابله والتقى به – : والله ما أراد بك خيراً من يجرك إلى خندقهِ ضد السلفيين !


ولننتقل الآن إلى نقاش ما أثاره الأستاذ الظفيري (باختصار) :
علماً بأنني سأدلي بتعليقي من وجهة نظري ، فطبيعة القضايا التي أثارها الظفيري لا تخص الشيخ د.يوسف الأحمد بل هي تساؤلات تتعلق بالموقف الشرعي بعموم ، وما شجعني على الدخول في الإجابة : أن الأستاذ علي انصرف من نقطة الحوار إلى نقاط أخرى ، فأفسد بذلك نظام الحوار ، وكان من حقي كمتابع التعليق على ما يطرح ، وإن حصل في جواباتي خلل أو قصور فأرحب بتسديد شيخنا د. يوسف ، وغيره من المتابعين .
يكاد يكون مرجع تساؤلات الأستاذ علي إلى سؤالين : الأول متعلق بالموقف من الحاكم الظالم وماذا لو كان الحاكم الظالم هو غير بشار هل سيفتى بالخروج عليه ؟ الثاني متعلق بموقف بعض المشايخ السلبي من الثورات وموقف مناصري الثورات منهم .
الأول : الموقف من الخروج على الحاكم الظالم إذا كان مسلما
اختلف السلف على مذهبين في هذه المسألة ، فمنهم من رأى الخروج على الحاكم الظالم الغاصب ، ومنهم من نهى عنه ورأى الاقتصار على الإنكار اللساني والقلبي ، وكان منطلق الأخيرين : توجيهات الرسول صلى الله عليه وسلم بالصبر مع بذل النصيحة ، وما يترتب على الخروج من سفك الدماء والبطش بالخارجين وفرقة الأمة .
واستقر رأي أهل السنة والجماعة على القول الثاني ، وهو النهي عن الخروج عن الحاكم المسلم ما دام لم يأتي بمكفر أو يناقض قاعدة من قواعد الإسلام .
أما الحاكم الكافر : فيجوز الخروج عليه ، بل يجب ، إلا أن كثيراً من العلماء المعاصرين نهو عن الخروج على كثير من الأنظمة التي يرونها كافرة نظراً ( لتخلف شرط القدرة ) ولأن من يسأل عن الخروج هم مجموعة من الشباب السلفي الذي لا يملك قدرة على مواجهة الأنظمة ، ونظراً لما ترتب على خروج كثير منهم من بطش بهم وبالدعوة وانصراف الأذى من كونه لاحقاً بالأنظمة إلى كونه لاحقاً بالشعوب الإسلامية .
ولذا لما ثار الناس في ليبيا كان من أوائل من وجه لهم خطاباً الشيخ العلامة عبد الرحمن البراك ، وكان مما نص عليه فيه : أننا إنما نهيناكم عن الخروج لعدم قدرتكم ، أما وقد خرجتم وتحصل لكم الجمع فاستمروا .. وكلاماً من نحو هذا .
السؤال الآن : ما الفرق بين الموقف الشرعي التنظيري هذا وبين موقف دعاة الديمقراطية و الحرية ؟
حينما نتلمس الفروق فهذا أمر مهم يفسر لنا حالة النقمة على الموقف السلفي ودوافعها ، لكن الذي سيفاجئ المتابع : أن مبدأ عدم الخروج والاكتفاء بالنصيحة والإنكار هو بذاته مبدأ ( السلمية في التغيير ) الذي يلقى الترحيب من قبل الحريين ويقابلونه باحتفاء وإكبار كونه ( ثقافة ديمقراطية ) !
فهذه الثقافة إذا جاءت من الغرب فهي مرحب بها ، وإذا نادى بها سلفي فهي موضع استهجان في تجلٍ من تجليات الهزيمة النفسية أمام الغرب .
أمر آخر لا أنكر أن له دور في حالة النقمة على هذا المفهوم الشرعي : استغلال هذا المفهوم من قبل بعض الانتهازيين من امتدادات النظم السياسية في مجال الفكر والدعوة والإعلام ، الذين حولوه من مفهوم ( سلمية التغيير ) إلى منع التغيير بدعوى السمع والطاعة ، وهي دعوى بريء منها شرع الله ، فالذي أمر بالسمع والطاعة هو الذي نهى عن الطاعة في المعصية وبيّن أن الطاعة بالمعروف ، وأن الإنكار واجب ، وأن الدين النصيحة لله ورسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم .
هذا الاستغلال الانتهازي للمفهوم الشرعي أمر طبيعي جداً ، ولن تكون اللائمة لا على المفهوم ولا على من يقول به إلا عند من لا يعرف ، ألا ترى أن ذات المفاهيم الديمقراطية لما شكلت ثقلاً صارت تستغل من قبل المستبدين ويرتكبون باسمها أصنافا من الفساد والإفساد ؟ فهل تتحمل الديمقراطية وزر الاستبداد الذي هو نتيجة تصويت منح المستبد 99% من الأصوات ؟ !
بل إنه من الواضح والمكشوف أن كل النظم المستبدة تستبق المطالبات الإصلاحية وتلتف عليها ببرامج إصلاح شعاراتية ومختزلة ، فهل أضر هذا الاستخدام الدنيء ( مفهوم الإصلاح ) أو قلل من أهميته ؟!


بالطبع لا يقتصر الخلاف بين الديمقراطيين والسلفيين على مفهوم السلمية ، هناك نقطة من نقاط الاختلاف لا ينتبه لها كثير من الناس ، وهي من تجليات العلمانية الغربية :
ذلك أن كثيراً من الناس لا يرى مبرراً لإناطة الخروج بوصف ( الكفر ) لأنه لا يرى في الكفر ( الذي يمثل جريمة وانتهاكا لإسلامية الدولة ) أي خطر أو مناقض لدولته العلمانية ذات الهوية ( اللادينية ) .
نعم .. الخلاف في مسألة إناطة الخروج على ( الكفر ) هو خلاف بين الإسلام والعلمانية ، وإن تمظهر بشعار الحرية ، فإن ذات الشعار هو ما رفعه الملحدون للتخلص من ربقة العبودية لله والاستسلام لأوامره وشرائعه جل في علاه .
الثاني : الموقف السلبي من الثورات عند بعض المشايخ
الحقيقة أن استحضار هذه المسألة في الحوار حول موقف عزمي بشارة يمكننا معالجته من خلال النقاط التالية :
· بغض النظر عن بعض الانتهازيين الذين يمنعون الثورات تملقاً للحكام – وهم قلة – فإن معارضة بعض المشايخ السعوديين للثورات كانت امتداداً للرؤية المتعلقة ( بعدم المقدرة على التغيير ) ومؤدى هذه التحركات الذي هو وفق توقعاتهم ( سفك الدماء وتفريق الأمة ) ، ولذلك فإنّ كثيراً منهم تطور موقفه مع تطور الثورات ونتائجها الإيجابية .
· بخصوص الشيخ د.يوسف الأحمد : فإنني لا أبالغ إن قلت إنه أول من تفاعل مع مواقف هؤلاء المشايخ باتصالاته معهم وحوارته المطولة ، حتى إنه في أحد اتصالاته قضى قرابة الساعة يحاور شيخاً في ثورة مصر ويقنعه بأن مساندتها من الواجبات ، وقد أثمر هذا الحوار ثمرة إيجابية لصالح الثورة ، أذكر ذلك من باب الشهادة بالحق للشيخ الجليل الذي يبذل من الجهود في نصرة قضايا الأمة ما لا يعرفه كثير من البعيدين عنه ، وتتحتم هذه الشهادة حينما نرى المزايدات على موقف الشيخ حفظه الله إما بحسن نية أو بسوءها.
· لكل مقام مقال ، بناء عليه : ليس من المنطق أن يطالب الشيخ يوسف الأحمد باتخاذ ذات الموقف من كل من يقف بسلبية من الثورات ، فالمشايخ الفضلاء الذين لا تنقصهم ديانة ، والذين يمكن أن تغير مواقفهم بالحوار ، وأن تسثمر المشتركات في خطاباتهم لصالح الثورة ، ليسوا كمحلل سياسي لصيق بالواقع السياسي ويوصف بأنه ( مهندس الثورات ) وله علاقات بالأنظمة التي يُثار عليها ، إن القدرة السياسية والوعي السياسي إن خان بعض الأشياخ فلن يخون المتخصص عزمي بشارة ، وإن كان للمشايخ أعذار يتعلقون بها من خوف الفتنة وسفك الدماء فليس لبشارة عذر إلا علاقته بالنظام السوري .
· خطاب المشايخ كان بالإمكان مواجهته بخطاب مشايخ آخرين أقوى حجة ، وكان – كما هو الواقع – بالإمكان تغييره مع ظهور بوادر إيجابية للثورات ، بالتالي فإن آثاره السلبية شبه معطلة ، وهذا ما لا يستدعي مزيد إنكار عليهم ، كالذي يستدعيه على المختص السياسي الذي يوصف بأنه مهندس الثورات .
وبالجملة : فليس لازماً أن يكون الإنكار على عزمي بشارة هو ذات أسلوب الإنكار على غيره ، فلكل مقام مقال ، والخطاب الشرعي ليس متوقفا على أفراد وقفوا من الثورات موقفا سلبيا ، بل غيرهم وقف بإيجابية وبيّن دين الله فلم تعد ثمة عقبة أمام الثورات من هذه الناحية ، بخلاف من يرمز وكأنه المرجع السياسي والمهندس الذي يصدر عنه ، والرمز الذي لا يبارى ..



أكتفي بهذا القدر ، وأجزم أن ثمة أمور أخرى وأبعاد ربما يتيسر الكلام عنها في مناسبات أخر . والله أعلم .
عبد الوهاب آل غظيف







 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:58 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "