دفعت المعاملة الحسنة والأجواء الإيمانية رجل الأعمال الأمريكي الطيار ريتشارد باترسون إلى اعتناق الدين الإسلامي بعد قضائه أكثر من شهر في السعودية بحسب ما نشرته الاقتصادية في عددها اليوم الجمعة .
ريتشارد الذي سمى نفسه "عبد العزيز" يمتلك شركة في السوق الأمريكية تدعى "كريتكال كير كونسبت" برأسمال 50 مليون ريال، متخصصة في الإسعاف الجوي، ولديها أسطول مكون من طائرتين مدنيتين، وطائرتي هيلكوبتر، قدم إلى السعودية متعاقداً مع الهلال الأحمر السعودي لتدريب طلاب الطوارئ على حالات الإسعاف الجوي.
وبعد شهر من إقامته في الرياض لم يجد ثلاثة من الدعاة في توعية الجاليات ممن يعملون في مشروع "ادعوني للإسلام" أكثر من دعوته للعشاء في مطعمٍ فاخر لإقناعه بالدين الإسلامي ونطقه الشهادة.
قال ريتشارد، أول ما تحدث حين استضافه فرع توعية الجاليات في الشفا، وهو يلبس الثوب السعودي "زيكم جميل ومريح، أتمنى أن ألبسه في أمريكا. وأحمد الله أن جئت للسعودية بعقد تجاري لأعقد أكبر صفقةٍ مع الله وأعتنق الدين الإسلامي".
وأخذ يروي قصة إسلامه قائلاً: كُنتُ في بلدي أسمع عن الإسلام أنه دينٌ متطرف، كانت رسالة سلبية تبعثها وسائل إعلام أمريكية تشوه صورة الإسلام والمسلمين بشكلٍ مستمر، ونظراً للهجمة الإعلامية على الإسلام فإن القراءة وحدها ليست كافية للاقتناع به، لا بد من معاشرة المسلمين لفهم الإسلام بشكل أفضل، وهذا ما حصل معي تماماً، فبعد قدومي للسعودية اكتشفت أن الحقيقة ليست كذلك، وأن الدين الإسلامي دين السماحة ودين الحق، وأن المسلمين منفتحون على الآخرين ومتواضعون وأنهم شعبٌ طيب، أحسست وأنا حولهم بأنهم جزء من عائلتي، لم أشعر معهم بغربة أبداً، ولم أسمع كلمةً سيئة.
وفي أثناء حديثه امتدح تدين المجتمع السعودي بقوله: هنا في السعودية أجواء تعينك على العبادة، ففي كل زاوية مسجد، وفي كل مكان تجد من يساعدك على تعلم الدين وعلى المحافظة على إسلامك، أتمنى فعلاً أن أصطحب زملائي إلى السعودية ليعيشوا الأجواء التي عشتها هنا ويغيروا نظرتهم حول الدين الإسلامي، ويشعروا بحب المجتمع السعودي وفرحتهم بهدايتي.
وطالب رجال الأعمال السعوديين والمسلمين أن يتكفلوا بدعوة نظرائهم من رجال الأعمال الغربيين للإسلام، متهماً إياهم بالتكاسل عن دعوة أمثاله من رجال الأعمال، فحين تعقد الصفقات والمباحثات التجارية لا تقدم في نهاية اللقاء كتب تعريفية عن الدين الإسلامي على شكل هدايا، مؤكداً أنها لن تؤثر على سير الأعمال التجارية.
من جهته قال الداعية عصام متولي عبد الرازق الذي شارك في هداية رجل الأعمال ريتشارد وقام بدور الترجمة في اللقاء، إن المشاهير يمثلون مصداقية أكبر في مجتمعهم، وهم ناجحون في حياتهم واختيارهم الدين يعني نجاحا في اختيارهم المعتقد، ولأنهم يعدون رموزا في مجتمعهم فإن إسلامهم يؤدي إلى إثارة الفضول لدى غيرهم لتعلم الإسلام وهداية أكبر عدد من الناس، وأكثرها دلالة على ذلك بعد إسلام لورين بود، يعتنق 12 شخصا يومياً الإسلام في بريطانيا.