العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-04-11, 12:59 PM   رقم المشاركة : 1
مشاري المجلي
عضو







مشاري المجلي غير متصل

مشاري المجلي is on a distinguished road


العريفي .. الذي عرفت

العريفي .. الذي عرفت


دخل النبي صلى الله عليه وسلم فزعاً خائفاً على زوجه خديجة رضي الله عنها بعد حادثة غار حراء مع جبريل فهدئت من روعه وسكّنته وأخذت بيده إلى ورقة بننوفل فلما سمع منه خبره قال له : ليتني أكون حيا إذ يخرجك قومك ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أو مخرجي هم ؟ قال: نعم ، لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي !!
نعم ... إنهم العلماء ورثة الأنبياء يقتفون الأثر ولهم نصيب من الأذى وبعض القذر!
إن ظاهرة أذى العلماء والمصلحين والنيل منهم تتكرر في كل زمان ومكان مادامأن هناك خير وشر .. إيمان ونفاق .. إسلام وكفر ! ولكنها تختلف ألوانها وأساليبها وطرقها وشعراتها !
وقد حكى لنا الرب سبحانه في كتابه شيئا من أخبار المنافقين الذين في قلوبهم مرض يحسبون كل صيحة عليهم فإذا قام داعية أو مصلح لتذكيرهم بالله وتخويفهم بعقابهوتحذيرهم من مغبة إفسادهم في الأرض ! إرتفعت عقيرتهم وعلى صوتهم وكتبت
أقلامهم بأنهم مصلحون فيأتيهم الرد من الخبير المطلع على أعمال القلوب (أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ) بل انظر إلى هذا الوصف الإلهي العجيب في توصيف حالهم (وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ)
إن من العلماء الأعلام والدعاة المبرّزين والمصلحين الصادقين -نحسبه والله حسيبه- العلَم فضيلة الشيخ الدكتور محمد العريفي .. عرفته عن كثب واطلعت على حاله عن قرب .. لم تجمعنا مصالح دنيوية ولا علائق مصلحية وإنما العِلم والدعوة .
الشيخ محمد ما حاله إلا كما قال الأول دعونا نعد خصال ابن المبارك في أبواب الخير .. ، ومن هنا فإن الشيخ محمد العريفي فيه من الخصال والسجايا الحميدة التي وهبه الله إياها الشيء الكثير ونحن شهود الله في أرضه .
عرفت العريفي.. متعلما ومعلماً :
إن العلماء الكبار الذين تتلمذ عليهم الشيخ محمد وإجازاته العلمية المسندة المتصلة في الفنون المختلفة ونتاجه العلمي الزاخر .. فيه دلالة واضحة وإشارة بينة على عنايته بالعلم وقوة ملكته ؛ فمن موقف ابن تيمية من الصوفية إلى تحقيق الكافية الشافية لابن قيم الجوزية ومن الدرر البهية إلى نهاية العالم وأذكار المسلم اليومية والعشرات من المؤلفات والرسائل والمطويات التي طبعت بالآلاف بل بعضها تجاوز المليون ونصف نسخة ، فضلا عن ملايين الأشرطة المنسوخة ومئات الساعات من الحلقات الفضائية .
عرفت العريفي .. محبوباً من الخَلق :
رافقت العريفي في بعض محاضراته في الداخل والخارج فكان الحضور بالآلاف والذين يتجمهرون حوله بالمئات بل في بعض البلدان كان رجال الأمن من الشرطة يحيطون بالشيخ حماية له كي لا يحطمه الناس ! ذكرني هذا الموقف بما روى الإمام الذهبي في السير أن الخليفة هارون الرشيد قدم الرِّقة ، فانجفل الناس خلف عبد الله المبارك وتقطعت النعال وارتفعت الغبرة ، فأشرفت أم ولد للخليفة من برج في قصر الخشب ، فقالت : ما هذا ؟ قالوا : عالم من أهل خراسان ، قدم ، قالت : هذا ولله الملك ، لا ملك هارون الذي لا يجمع الناس إلا بشُرَطٍ وأعوان !!
نعم إنهم العلماء ورثة الأنبياء الذين لهم المكانة العلية والصورة البهية والمنزلة الرفيعة في قلوب الخلق ، لم ينالوها بمناصب إدارية أو رتب وظيفية أو مراكز اجتماعية ، وإنما بما وهبهم الله من فضل وعلم وقبول !
عرفت العريفي .. باذلا لوقته وجاهه :
فمن محاضرة في الجوف وبعدها في جيزان ، وأخرى في جدة وبعدها في الدمام ، ومن قطر إلى تركيا ومن اليمن إلى ألمانيا ، في رحلات دعوية تعليمية دائمة متتالية ، يبدأ جدول محاضراته في كل زياراته من بعد صلاة الفجر بكلمة في حصة صباحية في كتيبة عسكرية ، وبعدها ثمان محاضرات في مدارس للبنين والبنات ، وبعد الظهر لقاء مع الأطباء وبعد العصر زيارة للسجن العام وبعد المغرب محاضرة عامة في أكبر جامع في المنطقة ، وبعد العشاء ندوة مع بعض النخب المثقفة !!
يصل إلى جواله يوميا من الرسائل أكثر من 800 رسالة فيها السؤال عن حكم شرعي أو طلب صلح بين زوجين أو شفاعة في عتق رقبة أو فتاة تطلب المساعدة في النجاة من مبتز غادر أو فقير ضاقت عليه الأرض بما رحبت وعاطل يطلب العمل والوظيفة ! ولا تسأل عن عدد الأعراض التي حميت بفضل من الله ثم بجهد من الشيخ في التواصل مع رجال الأمن والقضاة !! من جلس مع الشيخ ساعة واحدة فقط فإنه سيشعر بمعاناته وكبير قصده من العامة ومع هذا تجده مبتسما فرحاً يسعد بالتواصل ويفرح بإزالة معاناة المهمومين !
عرفت العريفي .. خلوقاً :
إذا نزل في مطار ، أو ذهب لقضاء حاجة في مكان عام ، تجد الصغار قبل الكبار والشباب قبل الكهول يقبلون ويسلمون ويدعون ويباركون .. وما هذا إلا لابتسامة دائمة ولين معهود وأخلاق كبيرة تملك القلوب .
عرفت العريفي .. غيوراً على محارم الله :
روى مسلم في صحيحة عن عائشة رضي الله عنها، قالت: « ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا قط بيده، ولا امرأة، ولا خادما، إلا أن يجاهد في سبيل الله، وما نيل منه شيء قط، فينتقم من صاحبه، إلا أن ينتهك شيء من محارم الله، فينتقم لله عز وجل»
هذه هي خلق المسلم عموما فضلا عن العلماء والدعاة ، إن الغيرة على محارم الله وعلى دين الله دين نتعبد الله به ، ومن لا يغار على دين الله فيه خصلة من خصال النفاق ، وليست الغيرة نوع من الحماس المتهور ولا من العجلة المذمومة بل من الإيمان والتقوى .
وبعد هذا كله أقول :
إن مما ابتلينا به في هذه الأيام : التطاول على العلماء ، والنيل منهم ، والقدح فيهم ، وتخطئيهم بغير علم ، وعدم احترامهم وتقديرهم ورعاية منزلتهم من قبل فئام من الناس بدعوى حرية الرأي ، أو بحجة الرأي والرأي الآخر ، أو كل يؤخذ من قوله ويرد وغير ذلك من الشعارات والدعاوى .
إن النيل من العلماء والقدح فيهم سبيل من سبل أهل الزيغ والضلال والنفاق ، لأن الطعن فيهم ليس طعنا في ذواتهم ؛ وإنما هو طعن فيما يحملونه من دين وعلم ينتسبون إليه .
ولما فقه السلف هذا المعنى جعلوا منتقص الصحابة زنديقاً وذلك لما يؤول إليه قوله من الطعن في الدين قال أبو زرعه رحمه الله : " إذا رأيت الرجل يتنقص أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعلم أنه زنديق " ، وكذلك قالوا فمن طعن في علماء التابعين ومن بعدهم ؛ قال الإمام أحمد رحمة الله : " إذا رأيت الرجل يغمز حماد بن سلمه فاتهمه على الإسلام فإنه كان شديداً على المبتدعة " ، وقال يحي بن معين رحمه الله : " إذا رأيت الرجل يتكلم في حماد بن سلمه وعكرمة مولى ابن عباس فاتهمه على الإسلام " . وهذا محمول على الكلام في العالم بهوى وجهل .
نعم نحن لا ندعي العصمة لهم ولكن العالم لا يحمل فلسفات نظرية أو مقالات فكرية قابلة للأخذ العطاء وإنما يحمل نصوصاً شرعية ذات دلالات ومعاني لا يفقهها إلا من وهبه الله نعمة العلم (فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ) النحل :43 ، فإن كان ثمة استدراك أو تعقيب عليهم ، أو بيان لمسلك خاطئ وقعوا فيه فإنما يكون من الكفء لهم والأهل لمثلهم قال الشاطبي رحمه الله - في معرض حديثه عن من يميز الأقوال – " إنه من وظائف المجتهدين ، فهم العارفون بما وافق أو خالف ، وأما غيرهم ، فلا تمييز لهم في هذا المقام " .
قال الإمام عبد الله بن المبارك رحمه الله " حق على العاقل أن لا يستخف بثلاثة : العلماء ، والسلاطين ، والإخوان ، فإنه من استخف بالعلماء ذهبت آخرته ، ومن استخف بالسلطان ذهبت دنياه ، ومن استخف بالإخوان ذهبت مرؤته " .
إن ظاهرة التطاول على العلماء ظاهرة خطيرة تستحق الوقوف ضدها بكل حزم وعقل ، وذلك لأن مآلاتها قدح في الدين ونيل منه وتقليل من هيبته وهيمنته ، وإذا فسد الدين فسدت مصالح الناس ومعاشاتهم ، وتجرأ أعداء الملة وتسلطوا وهم الذين وصفهم الرب بقوله: (لاَ يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ) التوبة : 10 .
إن الذين اتخذوا من أقلامهم ومنابرهم وسيلة للنيل والقدح والتجريح للعلماء ، ليقومون بعمل مشين فيه خيانة للأمة وإعانة على انحدارها وسقوطها ، وجرها لصراعات وويلات ، وإعاقة لتحقيق مقصد العبودية في الأرض والاستخلاف فيها .
فالواجب عليهم وعلى كل مسلم هو احترام العلماء وتقديرهم وموالاتهم والصدور عن رأيهم ونصرتهم ليس لذواتهم ولكن لعلمهم وفضلهم فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن من إجلال الله تعالى : إكرام ذي الشيبة المسلم ، وحامل القرآن غير الغالي فيه ولا الجافي عنه ، وإكرام ذي السلطان المقسط) رواه أبو داود ، قال طاووس بن كيسان رحمه الله : " من السنة أن يوقر أربعة : العالم ، وذو الشيبة ، والسلطان ، والوالد " .
وأخيرا ..
أقول لأخي الشيخ محمد العريفي ولغيره من العلماء الفضلاء ما قاله الكرابيسي رحمه الله عن الإمام أحمد : " مثل الذين يذكرون الإمام أحمد بن حنبل ؛ مثل قوم يجيئون إلى أبي قبيس يريدون أن يهدموه بنعالهم" .
وأقول لعامة إخواني من المسلمين ما قاله الحافظ بن عساكر رحمه الله : " اعلم أن لحوم العلماء رحمهم الله مسمومة ، وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة ؛ لأن الوقيعة فيهم بما هم منه براء أمره عظيم ، والتناول لأعراضهم بالزور والافتراء مرتع وخيم ، والاختلاف على من اختاره الله منهم لنشر العلم خلق ذميم " ، وبمقالة الآخر : " من تكلم في العلماء بالثلب ؛ ابتلاه الله قبل .

بقلم


د. عبد العزيز بن سعود عرب


عضو رابطة علماء المسلمين

منقول






التوقيع :
وردت عدة أحاديث في أنه من أهل الجنة ومنها :
عن عبد الرحمن بن عوف أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " أبو بكر في الجنة وعمر في الجنة وعثمان في الجنة وعلي في الجنة وطلحة في الجنة والزبير في الجنة وعبد الرحمن بن عوف في الجنة وسعد بن أبي وقاص في الجنة وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل في الجنة وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة " أخرجه أحمد والترمذي

اللهم عليك بالفجرة المنافقين , والخونة الليبراليين , والرجس العلمانيين , والرافضة المفسدين
من مواضيعي في المنتدى
»» أمير الرياض (وصفونا بأبشع الألفاظ وأطلقوا مصطلح الوهابية)
»» الوحدة الوطنية البحريني على الرئيس الإيراني أحمدي نجاد إلى التوقف
»» أسئلة عن المهدي الشيعة
»» الوزارة الغائبة (وزارة الشؤون الإسلامية)
»» الامام المهدى المنتظر يقتل العرب / وثيقة
 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:27 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "