بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله ومن وآلاه ثم أما بعد :
وقعت قديما على بعض المواقع الإثني عشرية التي حددت أقساما خاصة تجمع فيها أخبار وروايات من كتب السنة زعموا أنها تطعن في رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم , وكنت حينها أستغرب كثيرا وأبتسم و اقول في نفسي : أن هذه الدعاوى خاصة ببعض المخالفين ممن يسئ الظن ويتحامل كثيرا على أهل السنة . . لكني صدمت حين رأيت من كنت أحترمهم واحسن الظن فيهم من المخالفين يرددون أمثال هذه الإشكالات الوهمية الطريفة !!
مثال صغيرون :
يقول المخالف : السنة يطعنون برسول الله ص لأنهم قالوا أن ( عبس و تولى ) نزلت فيه ص !! بينما لو حققنا في المسألة لوجدنا أن القائل بهذا جمع من محققي الإمامية الإثني عشرية !! . . . وقس على هذا . . وإن شاء الله تعالى سنخصص موضوعا لكل إشكال إن يسر الله ,
والآن مع الموضوع ( ^_^ يعني الى الان ما بديت ) :
في احد الجلسات الحوارية الهادئة , طرح احد المخالفين الدعوى السابقة وحدد مصداقها بقضية رسول الله ص مع زينب , وادعى على إثرها أن كتب السنة يجب أن تحرق وتباد و . . الخ لأنها تطعن برسول الله وعرضه وشرفه و . . الخ , والجواب على الإشكال قديم مشهور ومعروف ومنشور ومكرر لا حاجة إلى تكراره والإطناب في ذكره , لكن نكتفي هنا بجواب نقضي إبتداءا ثم نتسلسل بسلسلة خاصة بهذا الأمر .
الوثيقة :

المكتوب :
الحدائق الناضرة - المحقق البحراني - ج 23 - ص 96 - 97
وبهذا المضمون روايات مختلفة ، زيادة ونقصانا ، فروى في الكافي عن أبي بكر الحضرمي ( 4 ) عن أبي جعفر عليه السلام مثله بأدنى تفاوت إلا أنه ليس فيه حديث الارجاء ، ورواه بطريق آخر عن أبي بصير ( 5 ) عن أبي عبد الله عليه السلام مثله إلا أنه ليس فيه حديث الإرجاء ولا الهبة ، وزاد أحاديث آل محمد عليهم السلام خلاف أحاديث الناس . وروى في الكافي والتهذيب عن أبي بصير ( 6 ) عنه عليه السلام مثله من دون الزيادة المذكورة ، إلا أنه قال فيه : " أراكم وأنتم تزعمون لكم ما لا يحل لرسول الله صلى الله عليه وآله " ولا يخفى على من تأمل سياق الآيات هنا ما في هذه الأخبار من الاشكال ، بل الداء العضال ، وأشكل وأعضل من ذلك ما ذكره الثقة الجليل علي بن إبراهيم في تفسيره حيث قال : " لا يحل لك النساء " من بعد ما حرم عليه في سورة النساء قوله " ولا أن تبدل بهن من أزواج " معطوف على قصة امرأة زيد " ولو أعجبك حسنهن " أي لا يحل لك امرأة رجل أن تتعرض لها حتى يطلقها وتزوجها أنت ، فلا تفعل هذا الفعل بعد هذا . إنتهى . ولا مسرح للفكر هنا ولا كلام غير غض الطرف ، ورد هذه الأخبار إلى قائلها عليه السلام ، ولهذا قال المحدث الكاشاني في كتاب الصافي - بعد ذكر نحو ما قلناه - : أقول : وهذه الأخبار كما ترى ، وكذا ما ذكره القمي رزقنا الله فهمها ، وقيل : هذه الآية منسوخة بقوله " ترجي من تشاء منهن ، وتؤوي إليك من تشاء " فإنه وإن تقدمها قراءة ، فهو مسبوق بها نزولا . . . أ.هـ
# أقول :
1- الإشكال .
2- الداء العضال .
3- وأشكل وأعضل .
4- ما ذكره الثقة الجليل القمي .
5- فلا تفعل هذا بعد هذا .
6- ولا مسرح للفكر هنا .
7- غض الطرف .
8- رد الأخبار إليهم ع .
9 - الأخبار كما ترى .
10 - رزقنا الله فهمها .
وللأمانة العلمية النص مستفاد من الأخ الجمال وفقه الله , و ليس الكلام هنا مناقشة الآية وما جاء في تفسيرها والآراء فيها , بل الكلام في تعامل المخالف مع المرويات وما يلزم منها , وتوضيح للمخالف الإمامي المحترم بطلان طريقة وخطأ منهجية بغض المتحمسين والمتشنجين الصارخيبن بقولهم ( السنة يطعنون في رسول الله ص أو أن كتب السنة باطلة لأنها أحتوت مثل هذه الأخبار ) فهذه السخرية وهذا الإستهزاء لا يليق بالمخالف العاقل المنصف , ولهذا أوردنا هذه الوثيقة لكي يتضح أننا لو أردنا أن نعامل المخالف بنفس منهجهم لما عجزنا , فافهم واغتنم عافاك الله .