نص الخطاب الذي أرسله أبو المنذر عبد السلام ابن محمد المغربي ( الداعية الإسلامي ببلجيكا)، للدكتور الهاشمي (مدير قناة المستقلة)
بمناسبة تخصيص حلقة يتكلم فيها الإمامية الاثنى عشرية عن شخصية الحسين رضي الله عنه.
ملحوظة: أهل السنة والجماعة على الشبكة والبالتوك يتبنون الخطاب، لأنه مطلب جماهيري عام.
من السيد: أبي المنذر عبد السلام بن محمد المغربي الداعية الإسلامي في بلجيكا.
إلى السيد: الدكتور الهاشمي مدير قناة المستقلة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه، ومن اهتدى بهداه.
وبعد:
سيدي الكريم:
إنه لا يسع أي طالب للحق، وداعية إلى البحث العلمي الجاد، خصوصا في قضايا الخلاف الكبرى بين أمة الإسلام، إلا أن يشد على يدكم فيما تقومون به من عقد هذه المناظرات القيمة، والتي من شأنها أن تثمر ثمارا عظيمة، بدأنا والحمد لله نتذوق بعضها، وتورفَ أشجارا باسقة، قد أخذنا والحمد لله نتفيأ ظلالها، مع ملاحظة أن كمالَ هذه النتائج مشروط بمراعاة آداب الخلاف، وقوانين الاستدلال، وشروط الحجاج، من:
إخلاص لله عز وجل
واتباع للدليل العلمي
وإنصاف للمخالف
ومراعاة للآداب الشرعية في الحوار.
ومن خلال مشاركتنا في بعض حلقات هذه المناظرات، رأينا أنه ـ ومع الالتفات إلى أن القصور عن الكمال من ذاتيات البشر التي لا ينفكون عنها ـ فإن ما قد يبدو من الأخطاء في هذه المناظرات الحامية، لا يمنع العاقل من أن يثمن مجهودكم الطيب، وعملكم النفيس، خصوصا إذا أخذنا بعيم الاعتبار أن محاولتكم هذه تعد رائدة في بابها، وأنكم ترتادون مجاهل خطرة، ومسالكَ وعرة، وطريقا محفوفة بما تَـأثَـلَ عبر قرون طويلة من تراث ضخم يضم بين ركامه التبر والتراب، والخالص والمبهرج، والأصيل والدخيل.
سيدي الكريم:
علمنا من خلال قناتكم، أنكم عازمون على تخصيص حلقة يعرض فيها الشيعة الإمامية الاثنى عشرية شخصية الحسين، سيدِ شباب أهل الجنة، وهي خطوة طيبة على طريق ما أنتم عليه من عرض للنظريات الإسلامية المختلفة.
إلا أني أجد نفسي ملزما بأن ألفت انتباهكم، سيدي الكريم، إلى مسألة غاية في الأهمية:
ألا وهي أن هذه الحلقة لا يليق بحال من الأحوال أن تذاع عل أنها تحليل لشخصية الحسين رضي الله عنه بإطلاق، بل الضوابط الشرعية، والأعراف العلمية تحتم أن تذاع على أنها عرض لشخصية الحسين رضي الله عنه من وجهة النظر الشيعية الاثنى عشرية، لأن في خلاف ذلك إيهاما شديدا، وتغريرا بالمشاهدين.
ومن ثم يبقى عليكم، سيدي الكريم، أن تفتحوا المجال في حلقة مستقلة أمام مشايخ أهل السنة المتخصصين في هذا المضمار، ليعرضوا شخصية الحسين، بأبي هو وأمي، من وجهة النظر السنية، ولا أظنكم تغفلون، سيدي الكريم، عن أن هذه المسألة من الأهمية بالمكان الأقصى، وأنها مطلب تكفله الشرائع الربانية، كما تنص عليه الأعراف البشرية، وتلح عليه قوانين البحث العلمي، وضوابط الحوار المثمر.
وأهل السنة حريصون أيما حرص على هذا المطلب النفيس لأسباب كثيرة:
1ـ فمن هذه الأسباب أن ذلك حق الملايين الذين يشاهدون مجريات هذه الناقشات المتأججة:
فملايين المشاهدين من اهل السنة يسوؤهم والله غاية الإساءة، ويؤلمهم أشد الأم، ويحزنهم أبلغ الحزن، أن يروا الطائفة المقابلة لهم تعرض تصورها في هذه القضية الخطيرة، بينما تُغيّب نظرتها عن قصد أو غير قصد، مما يوحي باللامبالات، والإهمال، والاحتقار، والازدراء، والظلم.
وملايين المشاهدين في العالم، شيعة كانوا أو غيرهم من أهل الأديان والمذاهب والملل والنحل، لهم الحق في أن يسمعوا وجهة نظر أهل السنة، ليتم التصور الواضح، والمقارنة الصحيحة، والحكم الصائب، وحتى لا تتحول (المستقلة) في عرضها لشخصية الحسين، رضي الله عنه، إلى حلبة سباق يجري فيه فرس واحد، ودورة انتخابية يفوز فيها المرشح اليتيم بنسبة 99 في المائة من الأصوات.
2ـ ومن تلك الأسباب: أن أهل السنة لهم في شخصية الحسين رضي الله عنه تصورا خاصا، وتحليلا مستقلا، ونظرية متكاملة، وحقائق تاريخية مهمة، ومنهجا علميا رصينا، إلى غير ذلك من القضايا التي يولون بيانَها للسادة المشاهدين أهمية فائقة، خصوصا بعد أن يُـفتح المجال أمام الطرف المقابل لهم لإبداء وجهة نظره في الموضوع، ليحيى من حي عن بينة، ويهلك من هلك عن بينة.
أما الاقتصار على عرض وجهة نظر طائفة دون أخرى، وإفساحُ المجال أمام فرقة وإيصادُه في وجه الفرقة المقابلة لها، فشيء لا تقره شريعة، ولا يقبله عرف، ولا يستسيغه ذوق، ولا يجوزه عقل، فنحن قوم لا نرضى بالعدل بديلا لنا ولغيرنا، وإن كان هذا الغير ممن يخالفنا في الديانة فضلا عن المذهب، فإن العدل قيمة ربانية نبوية لا تقبل التغير بتغير الخصم، قال تعالى: (ولا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا، اعدلوا هو أقرب للتقوى)، وقد ضرب لنا النبي صلى اله عليه وسلم، وآل بيته المطهرون، وصحابته المكرمون أروع الأمثلة في الالتزام بخلق العدل مع الموالف والمخالف، وبسط ذلك يطول.
وثقةً منا بما أنتم عليه، سيدي الكيم، من الحرص على بيان الحق، والانضباط بأصول البحث العلمي، والتقيد بالأحكام الشرعية، والرغبة في إيصال عقيدة كل طائفة إلى أسماع المشاهدين بعيدا عن مقص الرقابة، فإنه بإمكاننا أن نتصور قبولكم مسبقا بهذا الطلب الشرعي الإنساني العلمي العادل.
وإذا كنتم، سيدي الكريم، قد أخذتم مسبقا هذا الأمر بعين الاعتبار والملاحظة، وهذا ليس بغريب على من هو في مثل مستواكم العلمي والأخلاقي، فاعتبروا هذه الرسالة بمثابة تشجيع أخوي لكم، وشد على أيديكم، وإعلان عن دعمنا لكم، وشكرنا المسبق لسلوككم على المنهج القويم الذي لا يترك المجال للتأويل بأن (المستقلة) تجامل طرفا على حساب طرف، وتفتح أبوابها أمام جهة وتغلقها في وجه جهة، وتطلق عنان الدعاية لمذهب دون آخر، مما قد يوغر الصدور، ويوقظ الأحقاد، ويسقط المصداقية عند المشاهد البسيط، فضلا عن المثقف الواعي.
وفي ختام هذه الرسالة التي دفعني إلى كتابتها إليكم أداء الأمانة التي حملنيها جم غفير من الناس، مثقفين وعاديين، ليس لي إلا أن أكرر شكري الخالص لكم، ولطاقم (المستقلة) على ما تبذلون من مجهود تغبطون عليه في ميدان بيان الحقائق العلمية.
رزقكم الله الإخلاص في القول والعمل، وحفظكم من كل مكروه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وكتبه:
أبو المنذر، عبد السلام بن محمد المغربي
الداعية الإسلامي في بلجيكا
فاكس المستقلة
00442088382997
هاتف المستقلة
00442089630912
البريد الالكتروني
[email protected]
[email protected]
[ALIGN=CENTER]فسارع ولا تبخل بكل ما تملك للذود عن حياض السنة[/ALIGN]
13-03-03, 02:37 AM
العرض العادي
