تم يوم امس السبت، القاء القبض في محافظة بابل على ثلاثة متسللين ايرانيين وبحوزتهم ملابس وتجهيزات عسكرية عراقية!!
• ايران تلوح ولاول مرة منذ الاحتلال الاميركي للعراق انها ستتجاوز الحدود العراقية للضرب داخل العراق اذا ما هوجمت!!! ...والمستشار العسكري للنظام الايراني يحيى صفوي، يعلن من الجانب الايراني في منطقة الشلامجة الحدودية العراقية الايرانية، ان قوات ايران، لن تمنعها الحدود من ملاحقة العدو الى داخل العراق لتاديبه؟؟
والخبران على علاقة وثيقة ببعضهما، فالخبر الذي اوردناه في مطلع الافتتاحية، متعلق بالنشاطات العسكرية السرية للقوات الايرانية (والمرتزقة والمخابرات والحرس الثوري وقوة القدس والميليشيات والاحزاب ذات الميل والهوى والولاء الايراني)، وهو يشير بقوة في هذا التوقيت، الى التخطيط لعمليات ارهابية سيستهدف بها المتظاهرون العراقيون، والملابس العسكرية العراقية .. الغرض منها ابعاد اية تهمة بتفجير الاوضاع في العراق عن نظام بدعة ولاية الفقيه في ايران، عبر الايقاع بين الجيش والمتظاهرين، بارتكاب جرائم تنسب الى الجيش العراقي.
بنية حرق الوضع في العراق ووضع حد لتهديد (استمرار التظاهرات) فيه باتساعها واستمرارها كذلك في ايران.
وان تحرق ايران الوضع في العراق، في عملية استباقية فانما لضمان السيطرة، والتهيؤ لحريق حتمي لابد من اشتعاله بين شرائح الشعب الثائرة، وعملاء الاحتلال والنظام الحاكم بالنيابة وكل ركائزه وبناه وادواته وليس الحكومة وحسب، وهذا الحريق تعد احتمالات فلتانه عن السيطرة على درجة عالية من الواقعية بسبب شدة المعاناة العراقية وتعدد ويلاتها وجوانبها وعمقها وعدم وجود الامل بانقشاع غمتها على يد النظام القائم.
اما التلويح او التهديد بأجتياز الحدود العراقية والضرب داخل العراق (اذا ما شعرت ايران بالخطر) فمن المؤكد انه ليس موجها لضباط الاركان ألاميركان المصطفين خلف خرائط الرمل التي تحوي تفاصيل خطط الهجوم على ايران والقفز عليها من العراق، كما يهيء لسامع التصريح او يراد له ان يتخيل ويصدق، ذلك ان القوات الاميركية منذ ثمان سنوات في العراق، ولم نسمع اي تصريح بهذه الفحوى من جنرالات ايران، وانما كانوا يلوحون دائما باستهداف دول الخليج!! فما الذي حدا مما بدا؟؟ ليتغير اتجاه تصريحات جنرالات ايران قافزا من الجنوب الغربي الى الشمال الغربي للخليج؟؟ ومن مياه الخليج .. الى صحارى وسهوب ووديان وسهول وجبال العراق وحواضره؟؟
عودة الى كتاباتنا القديمة حول مشروع ام القرى الاممية الخمينية، ومشروع المشرق الجديد، الذي وضعته ايران بازاء مشروع الشرق الكبير الذي وضعته اميركا؟؟ ومشروع بلقنة الشرق الاوسط الايراني (ويشمل دول الخليج) ومن ثم اغتنامه كعكة قابلة للقسمة مع اسرائيل واميركا .. ازاء مشروع نشر الحرائق في الشرق الاوسط وفي العالم كله ايضًا واعادة احتوائها واطفائها بثمن الاميركي!! وقراءة لمحاولات ايران تغيير بوصلة رياح التغيير في شمال افريقيا العربي والشرق الاوسط العربي، واضفاء سمة الصحوة الاسلامية عليها، كما صرح الدجال خامنئي، كخطوة اولى لسرقتها، تمامًا كما سرق الخميني الدجال ثورة الشعوب الايرانية، وتهيئة كل ما يلزم لهذه السرقة، بالتزامن مع قمع انتفاضات شعوب ايران التي تحمل نفس سمات ثورات العرب .. وتتزامن معها، لان اسبابها واحدة وهي الانظمة الدكتاتورية القمعية الفاسدة، وهذا هو سر قبول هذه الثورات في كل الوطن العربي، ورفضها في العراق .. ذلك ان دكتاتورية العراق .. او ديمقراطيته الاصطناعية الاليفة ايرانيا (او المدجنة)!!!؟؟ (ولو لم تكن كذلك لاحرقت ايران الارض تحت اقدامها كما صرح الملا رفسنجاني في الايام الاولى لاحتلال العراق) .. النظام في العراق اذن ..حالة من (سخت ايران) بالتوافق مع اميركا، او من استثمار ايران للجهد الاحتلالي الاميركي للعراق، الذي تهدد التظاهرات التي من المتوقع بعد ثبات استمراريتها، وبغض النظر عن كل الماخذ عليها،.. او من المخوف (ولو احتمالا ايرانيا..) ان تستحيل ثورة تقلع النفوذ الايراني في العراق بعد ان ثبت انها قلصته فعلا، وقلصت اعتبار النظام والحكومة، وهي يمكن ان تستحيل عاصفة تخرج العراق من الجيب الايراني .. وهو الخط الاحمر الذي ترفضه ولاية الفقيه في ايران .. وما تصريح الصفوي يحيى صفوي .. الا رد فعل استباقي لهذا الاحتمال، وهو بماثبة اعلان حرب والتهديد بضربة استباقية، بنفس قيمة وتفاصيل ضربة هتلر لبولندا، واشهاره تهديداته لاوربا، بذريعة انها تخطط لاحتلال او لغزو او للحرب على المانيا او حرمانها من استحقاقاتها في مجالها الحيوي، ونفس قيمة، ادعاء اسرائيل ان اغلاق عبد الناصر لمضايق تيران بمثابة اعلان حرب عليها لانها تخنقها اقتصاديا، واسرئيل بالمناسبة صاحبة عقيدة الضربة العسكرية الاستباقية، بحكم ان عمقها الاستراتيجي، لايسمح بقبول اعتناق عقيدة امتصاص الضربة الاولى وردها، كما فعل الروس مع نابليون وهتلر، فالروس يملكون عمقا استراتيجيا كفيلا بانهاك العدو، ومد مسافات خطوط تموينه واستخدام سياسة الارض المحروقة وما الى ذلك من تكتيكات، لا تصلح لاسرائيل ولا اسرائيل تصلح لها، ومع ذلك استعارتها اميركا منها لاسبابها الخاصة هي الاخرى، واستعارتها ايران لتضمها الى نظرية المجال الحيوي الهتلرية، والمجال القريب الستالينية التي انشأت الاتحاد السوفيتي، فتكاملت صفحات عقيدتها العسكرية، اذ انها تنظر الى دول الخليج ليس باعتبارها كيانات أو جزر معزولة، على استهانتها الظاهرية بها، وانما كأراض يمتد عمقها الى جغرافيا الوطن العربي كله، وهذا ما دفعها الى محاربة النزعة القومية العربية، وابعاد العراق ودول الخليج بشتى الطرق عن الاشقاء العرب، ومع الاسف لم يفطن العرب الى هذا المخطط الخبيث ..
ايران اذن .. تتوقع او تتخوف .. او تتحسب من امكانية اخراج العراق من جيبها .. لذلك ارسلت عملاءها وعناصر مخابراتها الى الداخل العراقي ... ومن قال او من يضمن ان هؤلاء الثلاثة الذين سقطوا في قبضة الشرطة العراقية .. هم كل متسللي قوات الجيش والحرس الخميني وقوة القدس .. ومن قال انهم بلا علاقات محلية، مع مرتزقة وقوى نافذة داخل العراق وحلقاته السياسية الحاكمة الموالية او العميلة لايران ... ولم تكتف بهذا .. بل وجهت رسالتها العدائية .. وهي كما قلنا لا تستهدف اسرائيل ولا الاميركان .. وانما الشعب العراقي .. والحكومة العراقية وكل ركائز النظام الاحتلالي في العراق وادواته، الشعب العراقي ليكف ويرتدع عن تطوير تظاهراته باتجاه تدمير النفوذ الايراني في العراق، ومشروع جعل العراق ولاية ايرانية تابعه، او نسخة من ولاية الفقيه، كما اثبت توجه متظاهري جمعة الحق في مطالبتهم باستقالة محافظ ورئيس مجلس محافظة بغداد، ذلك لانهم من ابرز الساعين الى استنساخ ولاية الفقيه في البلد، وهذا هو سر رفع المتظاهرين شعار (بغداد ليست قندهار) والمغزى واضح فهو استهداف للاسلام السياسي الحاكم، ومشاريعه في استنساخ ولاية الفقيه، وارى ان على المتظاهرين الان يرفعوا شعارا بديلاً، هو (بغداد ليست طهران)
اما الحكومة؟؟ فالتهديد موجه لها كي تقدم المزيد من الخضوع وحماية النفوذ الايراني، والا فان اقل ما سيحدث هو جرها الى مواجهة دموية مع الشعب، عبر تحريك مخابراتها وخلاياها النائمة والمستيقظة، بعد الباسها ثياب الجيش العراقي وتزويدها بتجهيزاته، ما يحرق الاخضر واليابس، وعلى الحكومة ان تدرك وكذلك كل اركان النظام .. انه لا عاصم لهم ولا منقذ ... الا النزول من السفينة الغارقة باسرع ما يمكنهم .. اذ لم يتبق الكثير من الوقت المتاح والامور تنحدر نحو الهاوية باسرع مما يظنون .. وعلى الاميركان ان يسلموا قيادة العراق الى الامم المتحدة وولاية المجتمع الدولي، لاعادة بناء دولة العراق على وفق نظام ديمقراطي حر مستقل الارادة، بعيد عن تدخل الاجانب ايا كانت هويتهم وجغرافيتهم، وثمة بعد آخر للتهديد الايراني، يتعلق باللاجئين الايرانيين من المعارضة الايرانية اللاجئين الى العراق، والمحميين بموجب القوانين الدولية ... اذ انه يحمل وعيدا جلي الوضوح بالعقاب .. وهو يكشف ايضا ان ثمة خططا عسكرية لنظام ولاية الفقيه لتجاوز الحدود العراقية ومعاقبة المعارضة الايرانية في داخل العراق .. وهو ما نحذر الحكومة العراقية والاميركان والمجتمع الدولي من مغبة اغماض العين عنه وتمريره او التقليل من شانه، ومن يحسب اني ابالغ ... فليصبر قليلا .. حتى يفيق من غفوته او غفلته، على وقع اقدام الجندي الخميني في بغداد .. ولات الساعة ساعة مندم.
المصدر: العراق للجميع