كتاب السر هذا يُعد من الكتب الأشهر في عالم مساعدة النفس، وتحقيق الإنجازات، وتطوير الذات، وقد بيع منه ملايين النسخ، وترجم لأكثر من ثلاثين لغة، وأحسب أن الجميع هنا قد سمعوا عنه أو اطلعوا عليه
.السر ( قانون الجذب ) وهذا مقام عليه الكتاب
يزعم أنصار هذا القانون أنه قانون كوني يُمكِّن الإنسان من اجتذاب كل ما يريده من الحياة ( الصحة ، السعادة ، الثروة ، الحب .. ) إلى نفسه ....
** يعتمد هذا القانون على الاعتقاد بأن التركيز على شيء ما يبعث إليه ذبذبات من طاقة الإنسان ، ومن ثم فهو الذي يحصل عليه بغض النظر عن إرادته له ، ولذلك يتم التدريب على كيفية التركيز على ما يريده الإنسان من لتوجه إليها الطاقة/الذبذبات –المزعومة- فتجذبها...
** وهذا الأمر ليس له دليل علمي بل يتعارض مع الحقائق العلمية فضلاً على أنه بناءً على هذا القول الفاسد يكون الله i - للمؤمنين به - ليس سوى وسيلة ذهنية يحصل الإنسان به على ما يريد، ليس له إرادة ولا اختيار ولا حكمة يعطي على أساسها ويمنع - تعالى الله عن هذا القول وتقدس- ..
** يقول مؤلف الكتاب موضحا فلسفته :
" إن الكون ليس ذكيا ولكنه مطيع ، فهو لا يميز إن كانت الذبذبات التي ترسلها نافعة لك أو مضرة ، أو إن كنت تريد الأمر أو لا ، أو إذا كان نافعا لصحتك أو مضرا لها ، إنه مطيع ، ولذلك سمي القانون "
** وخلاصة القول أن هذا السر المزعوم أو قانون الجذب هو ترجمة عملية لعقيدة وحدة الوجود ، وتحمّل هذه العقيدة الإنسان المسؤولية الكاملة عن ما يحدث له ، فهو مسؤول عن كل ما يعانيه في الحاضر ، وهو مسؤول عن كل ما سيحصل له في المستقبل ويمكنه التحكم التام بالمستقبل وما سيحدث فيه ، وهذا التعظيم للقدرات البشرية راجع للاعتقاد بالطبيعة الإلهية للإنسان ، وأنه ليس سوى تجسيدا للإله ..
** وقد أنتج عن هذا الفكر الضال في أحسن صوره - بعد أن تبناه بعض أبناء المسلمين وحاولوا التوفيق بينه وبين المعتقد الحق - ضلالة أخرى هي عين ضلالة فرقة المعتزلة نفاة القدر.
** ومما تجدر الإشارة إليه أن هناك منتدى خاص لهذا القانون يقوم عليه عدد من منظري هذا القانون في الوطن العربي .. وفيه من الطوام مالا يعلمه إلا الله ..
اللهم اعصمنا من مضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن ..
***