العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-12-10, 09:29 PM   رقم المشاركة : 1
من كل قلب
عضو فضي






من كل قلب غير متصل

من كل قلب is on a distinguished road


Thumbs down نصيجة من الخميني

الخميني(رض) إلى العلماء


إلى الحضرات علماء جميع أرجاء البلاد ومراجع الإسلام العظام ومدّرسي وطلبة الحوزات العلمية الكرام والأعزاء، وأئمة الجمعة والجماعات المحترمين، دامت بركاتهم:
صلوات الله وسلامه وصلوات رسول الله وسلامه على أرواح الشهداء الطيبين، خاصةً شهداء الحوزات والعلماء الأعزاء، تحيةً لحملة أمانة الوحي والرسالة، الحرس الذين حملوا على عاتق الالتزام القاني والدامي، أُسس عظمة وفخر الثورة الإسلامية. السلام على صانعي الملاحم من العلماء الخالدين الذين كتبوا بدم الشهادة ومداد الدم رسالتهم العلمية والعملية، وصنعوا من على منبر الهداية والوعظ والخطابة ومن شمع حياتهم جوهر أنوار الليل.
هنيئاً لشهداء الحوزة والعلماء الذين قطعوا أثناء الحرب سلسلة الدرس والمباحثة والمدارسة، وسحبوا وثاق الأماني الدنيوية من تحت أقدام حقيقة العلم، وذهبوا بِحملٍ خفيف إلى ضيافة أهل العرش، وأنشدوا في مجمع أهل الملكوت أُنشودة الحضور.
السلام على الذين تقدّموا إلى الإمام حتى انكشاف حقيقة التفقه، وأصبحوا منذرين صادقين لقومهم وأمتهم، وشهدت قطرات دمائهم وأشلاؤهم المقطّعة إرباً إرباً على حديث صداقتهم. ولا يمكن التوقع غير هذا من علماء الإسلام والشيعة الصادقين وبأن يكونوا في الدعوة إلى الحق وطريق الجهاد الدامي أوّل من يقدِّمون الضحايا وأن تكون الشهادة خاتمة كتابهم.
العلم والعلماء
إنّ من أدرك حلقة ذكر أهل الحوزة والعلماء العرفانية، وسمع مناجاتهم في دعاء السحر، لم يشاهد في أُمنياتهم الخفية والعلنية غير الشهادة، ولم يطلبوا من عطاءات الله في ضيافة الخلوص والتقرب غير عطاء الشهادة.
وبطبيعة الحال، فإنّ جميع المشتاقين والطالبين لم ينالوا كلهم الشهادة، فهناك من بقي، مثلي أنا، عمراً في الظلمات والحجب، ولا يجد في دار العمل والحياة منيّة غير الورقة والكتاب. وهناك من اقتلع صدر الأهواء الأسود في أول ليلة من بدء الحياة وشدّه بالشهادة والعشق والعقد والوصال. وكيف أستطيع أنا الذي لم أخرج بعد من ظلمة العدم إلى حيث الوجود أن أصف قافلة سادة الوجود؟ إنّني وأمثالي نسمع من هذه القافلة رنين الجرس فقط... فلنترك ولنمضِ.
لا شك أنّ الحوزات العلمية والعلماء الملتزمين كانوا على طول تاريخ الإسلام والتشيّع أهم قاعدة ثابتة للإسلام ضدّ حملات المنحرفين وانحرافاتهم. وقد سعى علماء الإسلام العظام وطيلة أعمارهم إلى نشر قضايا الحلال والحرام الإلهيين من دون تدخّل وتصرّف.
فلو لم يكن الفقهاء الأعزّاء، لم يكن معلوماً اليوم أي العلوم كانوا يغذون الناس بها باعتبارها علوم القرآن والإسلام وأهل البيت (عليهم السلام)، ولم يكن أمراً سهلاً في ظروف كانت فيها الإمكانات قليلة جداً، ووظف فيها السلاطين والظلمة جميع طاقاتهم في إزالة آثار الرسالة.. لم يكن سهلاً جمع وحفظ علوم القرآن وأحاديث الرسول الأعظم وسنّة وسيرة المعصومين (عليهم السلام) وتبويبها وتنقيحها. ولكنّنا اليوم نرى _ ولله الحمد _ نتيجة تلك الألقاب في الآثار والكتب المباركة، كالكتب الأربعة وكتب بقيّة المتقدّمين والمتأخّرين في الفقه والفلسفة والرياضيات والنجوم وأُصول الكلام والحديث والرجال والتفسير والأدب والعرفان واللّغة وجميع فروع العلم المختلفة. فلو لم نطلق على هذه الأتعاب والمرارات اسم الجهاد في سبيل الله، فماذا كان يجب أن نطلق عليها؟
إنّ الحديث في مجال الخدمات العلمية للحوزات كثير لا يسع هذا المجال القصير لذكر ذلك. ولله الحمد، فإنّ الحوزات العلمية غنية ومبتكرة من حيث المصادر وأساليب البحث والاجتهاد. ولا نعتقد أنّ هناك طريقاً أنسب من أسلوب العلماء السالفين لدراسة العلوم الإسلامية دراسةً عميقةً وشاملة. ويشهد تاريخ ألف عام من التحقيق ومتابعة علماء الإسلام الصادقين على ادعائنا في سبيل جعل شجرة الإسلام المقدَّسة مثمرةً.
ومنذ مئات السنين، حيث كان علماء الإسلام ملجأ المحرومين، ارتوى المستضعفون دائماً من نبع زلال علم الفقهاء العظام. وبغضِّ النظر عن جهادهم العملي والثقافي الذي هو أفضل من عدة جوانب من دماء الشهداء، فإنهم تحمَّلوا أيضاً المرارات في كل العصور في الدفاع عن المقدّسات الدينية والوطنية، وإلى جانب تحملهم النفي والسجن والأذى وطعنات اللّسان، فقد قدّموا شهداء إلى الله الحق.
العلماء مداد الثورة
ولا يقتصر شهداء العلماء على شهداء الكفاح والحرب في إيران، فبالقطع واليقين، فإنّ عدد شهداء الحوزات والعلماء المجهولين الذين استشهدوا في سبيل نشر العلوم والأحكام الإلهية على يد العملاء واللئام الأجانب هو أكبر.
وفي كل حركة وثورة إلهية وشعبية، كان علماء الإسلام أول من ارتسمت على جبينهم صورة الدم والشهادة. وهل هناك ثورة شعبية إسلامية لم تكن فيها الحوزات والعلماء روّاد الشهادة، ولم يصعدوا أعواد المشانق ولم تقف أجسادهم الطاهرة على أرضية الأحداث الدامية للشهادة؟ ومن أيّة طبقة كان الشهداء الأوائل في الخامس عشر من خرداد وفي الأحداث التي وقعت قبل الانتصار وبعده؟ ونشكر الله على أن دم شهداء الحوزة والعلماء الطاهر قد لَوَّنَ أفق التفقّه بلون الورد الأحمر، ابتداءً من جدران الفيضية والزنزانات الانفرادية المرعبة لنظام الشاه، ومن الزقاق والشارع، إلى المسجد ومحراب إمامة الجمعة والجماعة، ومن مكاتب العمل والخدمة وحتى الخطوط الأمامية للجبهات وحقول الألغام، وفي الختام، كان عدد شهداء ومعوّقي ومفقودي الحوزات في الحرب المفروضة أعلى قياساً إلى بقية الفئات.
لقد استشهد أكثر من 2500 (ألفين وخمسمائة) شخص من طلبة العلوم الدينية في جميع أرجاء إيران في الحرب المفروضة. ويشير هذا العدد إلى أي حدّ استعد العلماء من أجل الدفاع عن الإسلام والبلد الإسلامي الإيراني. واليوم، وكما في السابق، فقد اتجهت عيون الاستعمار في جميع أنحاء العالم من مصر وباكستان وأفغانستان ولبنان والعراق والحجاز وإيران والأراضي المحتلة، إلى أبطال الطبقة العلمائية المعادية للشرق والغرب، والمعتمدة على أصول الإسلام المحمّدي الأصيل. ومن الآن فصاعداً، سيشهد العالم الإسلامي في كل فترة انفجار غضب مصّاصي العالم ضدّ كل عالم طاهر عاشق.
إنّ علماء الإسلام الأصيل لم يرضخوا أبداً لأصحاب الثروات وعبّاد المال والرؤساء، واحتفظوا بهذا الشرف العظيم لأنفسهم دائماً، ومن الظلم الفاحش أن يقول أحد إنّ العلماء الأصيلين أتباع الإسلامي المحمدي الأصيل كانوا يداً واحدة مع أصحاب الثروات. وأدعو أن لا يغفر الله لمن يبثون مثل هذه الدعاية، أو يحملون مثل هذه الفكرة. فالعلماء الملتزمون هم عطشى لدماء أصحاب الثروات، ولم يفكروا في المصالحة معهم ولا يفكرون... إنّهم درسوا في ظلّ حياة الزهد والتقوى وترويض النفس، وبعد نيل الدرجات العلمية والمعنوية عاشوا بالأسلوب الزاهد نفسه، وبالفقر والفاقة وعدم التعلق بملذات الدنيا، ولم يخضعوا أبداً للمنّ والذلّة.
موقف العلماء من التمدن
إنّ التحقيق والدراسة في حياة العلماء السلف تتحدّث عن فقرهم وروحيتهم اليافعة لنيل المعارف وكيف إنّهم درسوا في ضوء نور الشمع وأشعة القمر وعاشوا بقناعة وعظمة، ولم تتم الدعوة إلى العلماء وترويج الفقه بقوة الحراب ولا بثروة عباد المال والأثرياء، بل كانت طهارتهم وصدقهم والتزامهم هو الذي جعل الناس يختارونهم. وإن خشية بعض العلماء من مظاهر التمدن في السابق كانت ناجمةً بالأصل عن خشيتهم من نفوذ الأجانب. فكان الإحساس بخطر انتشار الثقافة الأجنبية، ولا سيما ثقافة الغرب الخليعة، سبباً لأن يتعامل هؤلاء بحذر مع المخترعات والظواهر الأخرى. فبعد أن لمس العلماء الصادقون الكذب والمكر من ناهبي العالم، لم يعودوا يثقون بأي شيء، وكانوا يعتبرون وجود أجهزة كالراديو والتلفزيون مقدمة لمجيء الاستعمار. لذلك فقد كانوا يحكمون أحياناً بحرمة استخدامهما. ألم يكن الراديو والتلفزيون في بلدان مثل إيران وسائل روّجت ثقافة الغرب؟ وألم يستخدم النظام السابق الراديو والتلفزيون لإسقاط اعتبار المعتقدات الدينية والاستخفاف بالآداب والتقاليد الوطنية؟!
وعلى كل حال، فإن خصوصيات عظيمة، كالقناعة والشجاعة والصبر والزهد وطلب العلم وعدم الارتباط بالقوى، والأهم من كل هذا الإحساس بالمسؤولية أمام الشعوب.. هذه الخصوصيات هي التي أحيت العلماء وجعلتهم صامدين ومحبوبين. وأيّة عزّة أسمى من أن ينشر العلماء، بإمكانات قليلة، فكر الإسلام الأصيل بين عالم الأفكار، ويجعل المحققون الآن شجرة الفقه المقدّسة تزدهر في بستان الحياة والمعنويات؟
ثمّ، أليس من الجهل أن يرى البعض بأنّ الاستعمار لم يلاحق العلماء مع ما كانت لهم من العظمة والمجد والنفوذ؟ إنّ مسألة كتاب «الآيات الشيطانية» هي عمل محسوب من أجل ضرب أساس الدين والتديّن، وفي مقدّمته الإسلام والعلماء. وباليقين، لو استطاع مصاصو العالم لأحرقوا جذور واسم العلماء، إلاّ أنّ الله تعالى كان دائماً حامي هذا المشعل المقدّس، وسيكون من الآن وما بعد، شرط أن ندرك حيلة ومكر مصّاصي العالم. وبطبيعة الحال، لا يعني هذا بأن ننهض للدفاع عن جميع العلماء، إذ إن علماء البلاط والمزيّفين والمتحجّرين ليسوا قليلين ولن يكونوا قليلين.
الاستكبار يحارب العلماء
إنّ في الحوزات العلمية أشخاصاً يعملون ضد الثورة والإسلام المحمّدي الأصيل. ويوجّه اليوم عدد من المزيّفين السهام إلى الدين والثورة والنظام إلى الحدّ الذي يظهر وكأن لا وظيفة لهم غير هذا. وليس قليلاً إذاً خطر المتحجرين والمزيفين الحمقى في الحوزات العلمية. وعلى الطلبة الأعزاء أن لا يتقاعسوا لحظةً واحدة في معرفة أمر هؤلاء الثعابين التي يبدو ظاهرها ليّناً جداً. فإنّهم مروّجو الإسلام الأميركي، وإنّهم أعداء رسول الله. أليس من الواجب إذاً على الطلبة الأعزاء أن يحفظوا تكاتفهم مقابل هذه الثعابين؟!
وعندما يئس الاستكبار من إزالة العلماء وتدمير الحوزات بشكل كامل، اختار أسلوبين لتنفيذ ضربته: الأوّل أسلوب الإرهاب والقوة، والثاني أسلوب الخدعة والنفوذ. ولمّا لم تكن حربة الإرهاب والتهديد فاعلة جدّاً، سعى الاستكبار إلى تغذية وتقوية أسلوب النفوذ. وكان أوّل وأهم التحركات في هذا المجال هو تلقين شعار فصل الدين عن السياسة، حيث كانت هذه الحربة _ ومع الأسف _ فاعلة إلى حد ما في الحوزة وصفوف العلماء، حتى أصبح التدخل في السياسة دون شأن الفقيه، ودخول معركة السياسيين تهمة للارتباط بالأجنبي.
وباليقين، فقد أصاب العلماء المجاهدين جرح أكبر بسبب النفوذ. ولا تعتقدوا أن تهمة الارتباط والافتراء باللاّدينية توجّهت إلى العلماء من الأجانب فقط، إذ كانت طعنات العلماء المطلعين المرتبطين وغير المطلعين أشد أضعافاً كثيرة من ضربات الأجانب، فلو أردت في بداية التحركات الإسلامية أن تقول إنّ الشاه خائن، لكنت تسمع الجواب فوراً بأنّ الشاه شيعي. وقد كان عدد من المزيّفين يعتبرون كل شيء حراماً، فلم يكن هناك من يستطيع أن يعلن عن وجوده في مقابلهم. وقد كانت الطعنة التي تلقّاها أبوكم العجوز من هؤلاء المتحجّرين طعنة لم يتلق مثلها من ضغط وقساوة الآخرين.
وعندما قام شعار فصل الدين عن السياسة، وأصبح الفقيه في منطق الجهلة غارقاً في الأحكام الفردية والعبادية، ولم يكن يسمح للفقيه أن يخرج عن هذا الإطار ويتدخّل في السياسة وشؤون الحكم، عند ذاك، أصبحت حماقة العالم في معاشرة الناس فضيلةً، وعلى زعم بعضهم يصبح العلماء موضع احترام وتكريم الناس حين تأخذ الحماقة كافة وجوده. بينما كان العالم السياسي والعالم العامل النشط يعتبر إنساناً مدسوساً. ومن القضايا التي كانت منتشرة في الحوزات، اعتبار كل من يسير منحرفاً أكثر تديناً، فيما أصبح تعلّم اللّغات الأجنبية كفراً وتعلّم الفلسفة والعرفان ذنباً وشركاً. وعندما شرب ابني الصغير المرحوم مصطفى الماء من شربة في المدرسة الفيضية أخذوا تلك الشربة وطهّروها بالماء لأنني كنت أُدرِّس الفلسفة.
ولا يخفى أنّه لو استمرت هذه السياسة لأصبح وضع العلماء والحوزات كوضع كنائس القرون الوسطى، ولكن الله تفضَّل على المسلمين والعلماء وحفظ الكيان الحقيقي والمجد الواقعي للحوزات. وقد تربى في نفس هذه الحوزات أيضاً العلماء المعتقدون بالدين وفصلوا أنفسهم عن الآخرين، وقد نجمت عن هذه المشاعل الثورة الإسلامية الكبرى. وبطبيعة الحال، فإن الحوزات هي مزيج من نظرتين، فيجب الانتباه والحذر حتى لا تسري فكرة فصل الدين عن السياسة من أصحاب الفكر الجامد إلى الطلبة الشباب. ومن الأمور التي يجب إلفات نظر الطلبة الشباب إليها، هي كيف أنّ عدّةً شمّروا عن سواعدهم ووظفوا أرواحهم وحيثيتهم من أجل إنقاذ الإسلام والحوزة والعلماء في فترة نفوذ المزيفين الجهلة والسذج الأميين. فالأوضاع السابقة لم تكن كما هي اليوم. ولم يكن كل واحد معتقداً بالكفاح مائة بالمائة، إذ كان المعتقد بالكفاح يطرد خارج الساحة تحت ضغط وتهديد المزيفين. وكان من المشاكل الكبرى والقاتلة ترويج أفكار مثل «الشاه ظلّ الله»، أو «لا يمكن مواجهة المدفع والدبّابة بالجلد واللّحم»، أو «لسنا مكلّفين بالجهاد والكفاح»، أو «من سيتحمل دماء المقتولين»... والأقسى من ذلك كلّه، هذا الشعار المضلّل «إنّ الحكومة قبل ظهور إمام الزمان (عليه السّلام) باطلة»، والآلاف من «إن قلت» الأخرى. إذ لم يكن بالإمكان الحيلولة دون ذلك بالكفاح السلبي.
إنّ السبيل الوحيد كان سبيل الجهاد والإيثار والدم التي هيّأ الله أسبابها، وفتح العلماء الملتزمون الصدور لمواجهة كل سهم مسموم يطلق نحو الإسلام، وجاءوا إلى مسلخ العشق.
إنّ أوّل وأهمّ فصل دامٍ كان في الخامس عشر من خرداد العاشورائي في قم. ففي الخامس عشر من خرداد 1342 هـ.ش _ المصادف 5 حزيران 1963م _ لم تكن المواجهة فقط مع رصاص الشاه وبنادقه، إذ لو كانت هذه هي المواجهة فقط لكانت سهلة، وإنّما بالإضافة إلى ذلك، كان هناك رصاص الحيلة التي أطلقها المزيفون والمتحجّرون من الداخل، وقد مزّقت رصاصات الطعن بالألسن والنفاق والازدواجية التي كانت أشد أثراً ألف مرّة من البارود والرصاص.. مزّقت وأحرقت القلوب، إذ إنه في ذلك الوقت لم يكن هناك يوم خالٍ من الأحداث، ولجأت الأيادي الخفية والعلنية لأميركا والشاه إلى بث الشائعات وإلصاق التهم، حتى اتهموا أفراداً بترك الصلاة والشيوعية والعمالة للإنجليز، لأنّهم أخذوا على عاتقهم توجيه وترشيد الكفاح.
وفي الحقيقة، كانت الطبقة العلمائية الأصيلة تبكي دماً في الوحدة والأسر، وتبكي كيف أنّ أميركا وخادمها بهلوي يريدون قلع جذور الدين والإسلام، وأنّ عدداً من العلماء المزيفين الجهلة أو المخدوعين وعدداً من المرتبطين الذين انكشفت وجوههم بعد الانتصار يتعاونون في طريق الخيانة الكبرى هذه. وهكذا تلقى الإسلام من هؤلاء المزيفين من الضربات ما لم يتلقها من أية جماعة أخرى، والمثال الشاخص على ذلك مظلومية وغربة أمير المؤمنين (عليه السلام)، حيث إنّ ذلك في التاريخ واضح. فلنترك ولنمضِ، ولا نجعل المذاقات أكثر مرارةً من هذا. ولكن يبقى على الطلبة الشباب أن يعلموا أنّ أفكار هذه الجماعة ما زالت قائمة، وهي تبدّل أسلوب الزيف وأسلوب بيع الدين بأساليب أخرى. فالذين هُزِموا بالأمس أصبحوا اليوم لاعبي السياسة، والذين لم يكونوا يسمحون لأنفسهم بالتدخّل بالسياسة أصبحوا اليوم حماة الذين خطّطوا لقلب النظام عبر انقلاب عسكري، وتعتبر محنة قم وتبريز التي قامت بتنسيق اليساريين ودعاة الملكية ودعاة انفصال كردستان، نموذجاً واحداً يمكننا الإشارة إليه، حيث إنّهم لم يتخلّوا عن مؤامراتهم رغم إخفاقهم في ذلك وظهروا في مؤامرة نوژه ففضحهم الله مرة أخرى.
العلماء المزيّفون
وهناك جماعة أخرى من العلماء المزيَّفين الذين كانوا يعتبرون الدين مفصولاً عن السياسة قبل الثورة، وينكسون رؤوسهم في عتبة البلاط، ولكنّهم يصبحون متدينين فجأة ويلصقون تهمة الوهابية وأسوأ من الوهابية بالعلماء الأعزاء والشرفاء الذين تحملوا دائماً الأذى من أجل الإسلام والتشريد والسجن والنفي. فبالأمس قال المزيّفون الفاقدين للشعور إنّ الدين مفصول عن السياسة، وإنّ الكفاح ضدّ الشاه حرام، واليوم يقولون «لقد أصبح مسؤولو النظام شيوعيين». حتى الأمس اعتبروا بيع المشروبات والدعارة والفسق وحكومة الظلمة نافعاً وممهداً للطريق أمام ظهور إمام الزمان (أرواحنا فداه)، واليوم حيث تقع مخالفة للشرع في زاوية ما _ ورغم أنّ المسؤولين لا يريدون ذلك _ ينادون وا إسلاماه. أمس كان الحجّتيّة قد حرّموا الكفاح، وفي خضم الجهاد بذلوا جهودهم لتجيير إضراب التنوير في النصف من شعبان لصالح الشاه، فأصبحوا اليوم أشدّ ثورية من الثوار... إن دعاة الولاية هؤلاء هم الذين أهدروا أمس بسكوتهم وتحجّرهم شرف الإسلام والمسلمين، وقصموا بالعمل ظهر الرسول وأهل بيت العصمة والطهارة، ولم تكن عنوان الولاية لهم إلاّ التكسّب والعيش، اعتبروا اليوم أنفسهم مؤسّسي ووارثي الولاية، وأخذوا يتحسّرون على ولاية حكومة الشاه.
وفي الواقع، من هو الذي يصدر اتهامات الميل نحو أميركا وروسيا، واتهام تحليل المحرمات وتحريم المحللات، واتهام قتل النساء الحوامل واتهام حلية القمار والموسيقى؟ ممن تصدر هذه الاتهامات؟ من الناس اللاّدينييّن أم من المزيّفين المتحجّرين وعديمي الشعور؟ يا ترى من الذي ينادي بتحريم القتال مع أعداء الله ويستهزئ بثقافة الشهادة والشهداء ويظهر الطعن حول مشروعية النظام؟ هل إنّ هذا هو فعل الخواص أم العوام؟ ومن أيّة جماعة من الخواص؟ من المعمّمين الظاهريين أم من غيرهم؟ لنترك فالحديث طويل.
إنّ هذه الأمور كلّها هي نتيجة نفوذ الأجانب في مركز الحوزات وثقافتها. وإنّ المواجهة الحقيقية مع هذه المخاطر صعبة جداً. فمن جهة، ليس عملاً سهلاً بيانُ الحقائق والواقعيات وتطبيق الحق والعدالة قدر الإمكان، ومن جهة أخرى، يجب الحذر حتى لا يقطف الأعداء الثمار. وربّما لا يوجد في بلدنا في ما يتعلّق بتطبيق العدالة فرق بين العالم وغيره، إلاّ أنّه عندما يتعاملون شرعياً وقانونياً وبشكل جادّ مع عالمٍ حسن السابقة كان أو سيّئ السابقة، تعلو الصرخات فجأة أن «لماذا قعدتم فالجمهورية الإسلامية تريد إهدار حيثية العلماء». أو إذا تمَّ العفو أحياناً عن شخص استحقَّ العفو يدعون أن «النظام أعطى امتيازاً غير مبرّر للعلماء».
إنّ على الشعب الإيراني العزيز أن يكون يقظاً، حتى لا يستغل الأعداء تعامل النظام الحازم مع المتخلفين الذين يسمون بالعلماءـ حتى لا يشوّهوا سمعة العلماء الملتزمين في الأذهان. وعليهم أن يعتبروا عدم منح امتياز لأحد دليلاً على عدالة النظام. والله يعلم إنّي لم أجد لنفسي شخصياً ذرّةً من الحصانة والامتياز والحق. وإذا ما صدر مني تخلف فإني مستعد للمحاسبة. إنّ البحث حالياً يدور حول ماذا يجب عمله للحيلولة دون تكرار الأحداث المرة وحصول الاطمئنان من قطع نفوذ الأجانب من الحوزات؟ ورغم أن هذا العمل صعب، إلاّ إنّه لا خيار منه، فيجب القيام بعمل ما.
إنّ أُولى الوظائف الشرعية والإلهية هي المحافظة على اتحاد ووحدة الطلبة والعلماء الثوريين، وإلاّ فإن الليل الحالك ينتظرنا.
ولا يوجد اليوم أي مبرّر شرعي وعقلي على أن يكون اختلاف الأذواق والاستنتاجات وحتى ضعف الإدارة سبباً لزوال الألفة ووحدة الطلبة والعلماء الملتزمين، إذ يمكن أن يكون لكل أحد في مجال تفكيره وذهنه انتقاد لعمل وإدارة وأذواق الآخرين والمسؤولين، ولكن يجب أن لا يحرف الأسلوب في العمل أفكار المجتمع والأجيال القادمة، عن طريق معرفة الأعداء الحقيقيين والقوى العظمى الذين تنبع منهم جميع المشاكل والاضطرابات بما فيها المسائل الفرعية، وأن تلقى _ لا سمح الله _ مسؤولية جميع الضعف والمشاكل على عاتق الإدارة ومركز المسؤولية، إذ إن هذا لا يعتبر عملاً منصفاً، ويسقط اعتبار مسؤولي النظام، ويهيّئ الأرضية لدخول اللاّأباليين واللاّمعذّبين إلى مسرح الثورة.
إنّني أعتقد اليوم أنّه ليس معلوماً أن يكون أقوى الأشخاص في مواجهة جميع المؤامرات والخصومات وإثارة الحروب التي تجري ضدّ الثورة الإسلامية في العالم، أكثر موفقية من الأشخاص الموجودين في المسؤولية بالفعل. ومن خلال تحليل منصف لأحداث الثورة، خاصةً لأحداث السنوات العشر منذ الانتصار، يجب أن أقول إنّ ثورة إيران الإسلامية كانت موفَّقة في معظم أهدافها وأبعادها ولسنا مهزومين بعناية الله العظيم في أيِّ مجال، حتى في الحرب، حيث يكون النصر من نصيب أُمّتنا، ولم يحقّق الأعداء شيئاً في فرض وتحميل كل هذه الأضرار علينا. وبطبيعة الحال، لو كنا نملك جميع المستلزمات لاتجهنا إلى أهداف عليا ووصلنا إليها، إلاّ أنّ هذا لا يعني هزيمتنا أمام العدو في هدف الحرب الأساسي، والذي هو رد العدوان وإثبات صلابة الإسلام. وقد كان كل يوم بركة من الحرب استفدنا منها في جميع الحالات، ولقد صدّرنا ثورتنا إلى العالم في الحرب، وأثبتنا مظلوميتنا وجور المعتدين في الحرب، وفي الحرب رفعنا القناع عن الوجوه الزائفة لمصّاصي العالم، وإننا في الحرب عرفنا أصدقاءنا وأعداءنا، وإنّنا في الحرب وصلنا إلى هذه النتيجة وهي أن نقف على أقدامنا ونعتمد على أنفسنا، إنّنا في الحرب حطّمنا عظمة قوتي الشرق والغرب العظميين، وإنّنا في الحرب رسخنا جذور ثورتنا الإسلامية المثمرة، وإنّنا في الحرب زرعنا الشعور بالأخوّة وحبّ الوطن في وجدان أفراد الشعب. إنّنا في الحرب أثبتنا لشعوب العالم ولشعوب المنطقة بالذات إمكانية الكفاح ضد جميع القوى العظمى ولسنوات طويلة.
إنّ حربنا ساعدت على انتصار أفغانستان، وإن حربنا ستكون سبباً لانتصار فلسطين، إنّ حربنا كانت سبباً لأن يشعر حكام جميع الأنظمة الفاسدة بالذل مقابل الإسلام، إنّ حربنا سببّت يقظة باكستان والهند، وفي حربنا فقط تطوّرت صناعاتنا العسكرية كثيراً، والأهم من كل ذلك، هو استمرار الروح الثورية الإسلامية في ظل الحرب.
لقد كانت هذه كلّها من بركة دماء الشهداء الأعزّاء الطاهرة في حرب الثمان سنوات، ونشأت كلها من جهود الأمهات والآباء وشعب إيران العزيز في عشر سنوات من الكفاح ضدّ أميركا والغرب والاتحاد السوفييتي والشرق. إنّ حربنا كانت حرب الحق والباطل التي لا نهاية لها. إنّ حربنا كانت حرب الفقر والثراء. إنّ حربنا كانت حرب الإيمان والرذيلة، وإنّ هذه الحرب قائمة منذ آدم وحتى نهاية الحياة. فكم قصيرو النظر أولئك الذين يظنون بما أننا لم نصل في جبهة القتال إلى هدفنا النهائي.. يظنّون أنّ الشهادة والبطولة والتضحية والإيثار والصلابة لا فائدة فيها، في حين أن نداء الإسلام في أفريقيا هو من نتائج حربنا. إنّ رغبة معرفة الإسلام لدى شعوب أميركا وأوروبا وآسيا وأفريقيا، أي في كل العالم، هي من حرب الثمان سنوات.
إنّني هنا أعتذر بشكل رسمي من الأُمّهات والآباء والأخوات والأُخوان ونساء وأبناء الشهداء والمعوّقين بسبب التحليلات الخاطئة الجارية هذه الأيام، وأدعو الله أن يقبلنا إلى جانب شهداء الحرب المفروضة، وإنّنا لسنا نادمين لحظة واحدة من موقفنا في الحرب.
نعم، وهل نسينا بأنّنا حاربنا من أجل أداء التكليف وأنّ النتيجة هي فرع ذلك؟ وعندما أحسّ شعبنا في نفسه القدرة على أداء تكليف الحرب عمل بوظيفته، وطوبى للذين لم يتردّدوا حتى اللحظة الأخيرةس. وفي الوقت الذي رأى فيه مصلحة بقاء الإسلام في قبول القرار خضع ليعمل بوظيفته مرة أخرى، فهل يجب أن يقلق الإنسان عندما يعمل بوظيفته؟ إنّنا يجب أن لا نقع في الخطأ في إبداء الرأي من أجل إرضاء عدد من الليبراليين الذين باعوا أنفسهم، الأمر الذي يغضب حزب الله العزيز ويجعله يشعر بأن الجمهورية الإسلامية أخذت تعدل عن مواقفها الأصولية. وهل يؤدي التحليل القائل بأن الجمهورية الإسلامية لم تحقق شيئاً وفشلت إلاّ إلى ضعف النظام وسلب ثقة الشعب بالنظام؟
إنّ التأخّر في تحقيق جميع الأهداف لا يكون دليلاً على أنّنا عدلنا عن مواقفنا وأصولنا. إذ أنّنا جميعاً مكلّفون بأداء التكليف والوظيفة، ولسنا مسؤولين عن النتيجة، فلو كان جميع الأنبياء والمعصومين (عليهم السلام) في زمانهم ومكانهم مسؤولين عن النتيجة، لما كان واجباً عليهم أبداً أن يعملوا ويتحدّثوا أكثر من نطاق طاقاتهم، ولم يكن عليهم أن يتحدّثوا عن الأهداف العامة البعيدة المدى التي لم تتحقق في حياتهم أبداً. في حين تمكن شعبنا بلطف الله من أن يحقق النجاح في معظم المجالات التي رفع بشأنها الشعار.
لقد رأينا تحقيق شعار إسقاط الشاه عملياً، وإنّنا جعلنا زينة عملنا شعار الحرية والاستقلال، وإنّنا رأينا شعار الموت لأميركا في عمل الشباب الثائرين والأبطال المسلمين في احتلال وكر الفساد والجاسوسية الأميركي، لقد جرّبنا جميع شعاراتنا بالعمل. وبطبيعة الحال، نعترف أنّ عراقيل كثيرة صادفتنا في مسير العمل واضطررنا أن نغيّر أسلوبنا وتكتيكنا، فلماذا نستخفُّ بأنفسنا وشعبنا ومسؤولي بلادنا، ونحصر جميع العقل والتدبير في فكر الآخرين؟
إنّني أُحذِّر الطلبة الأعزّاء أن عليهم، بالإضافة إلى مراقبة ما يلقّنه العلماء المزيَّفون، أن يعتبروا من التجربة المرّة المتمثلة في تسلط الثوار المزيفين، والذين يتظاهرون بالتعقل، والذين لم يتفقوا أبداً مع أُصول العلماء وأهدافهم، وأن لا ينسوا أفكارهم السابقة وخيانتهم، وأن لا يكون الإشفاق اللاّمبرّر عليهم والسذاجة سبباً لعودتهم إلى المسؤوليات الحساسة والمصيرية للنظام. إنّني اليوم وبعد 11 سنوات من انتصار الثورة الإسلامية، وكما في السابق، أعترف بأن جميع الإجراءات التي اتخذت في بداية الثورة في إعطاء المناصب والأمور المهمة للبلاد لجماعة لم يكونوا يعتقدون اعتقاداً خالصاً وحقيقياً بالإسلام المحمّدي الأصيل (ص) _ هذه الإجراءات _ كانت خطأً لا يمكن أن تزول آثارها المرّة عن الأذهان بسهولة. ورغم أنّي شخصياً ما كنت أرغب في ذلك الوقت أن يتسلم هؤلاء الأمور، ولكنّني قبلت بعد أن أيّدهم الأصدقاء الذين رأوا صلاحاً في ذلك. وإنّني الآن كذلك أعتقد جازماً أنّ هؤلاء لا يرضون بأقل من تحريف الثورة في كافة مبادئها وسوقها باتجاه أميركا مصاصة العالم، في حين لم يخرجوا في بقية الأمور عن إطار الكلام والمهارة في الادّعاء. واليوم لا أشعر بالأسف أبداً لعدم وجودهم إلى جانبنا، لأنّهم لم يكونوا إلى جانبنا من البداية.
إن الثورة ليست مدينة لأحد، وما زلنا نعاني من ضربة اعتمادنا الكثير على الفئات والليبراليين. إلاّ أنّ أحضان الثورة والدولة مفتوحة دائماً لقبول جميع الذين يريدون إسداء الخدمة وقصدوا العودة، ولكن ليس بثمن أن يطالبوا ويناقشوا جميع المبادئ، مِثل لماذا قلتم الموت لأميركا، ولماذا حاربتم، ولماذا طبقتم حكم الله على المنافقين والعناصر المضادّة للثورة، ولماذا رفعتم شعار اللاّشرقية واللاّغربية، ولماذا استوليتم على وكر الجاسوسية، ومئات أخرى من لماذا. والنقطة المهمة في هذا المجال، هي أن لا نقع تحت تأثير طلبات الاسترحام التي لا مبرّر لها بخصوص أعداء الله وأعداء النظام، فنقوم بإعلام يضع علامة استفهام أمام أحكام الله والحدود الإلهية. إنّني لست فقط لا أعتبر بعض هذه الأُمور لصالح البلاد، حيث أعتقد أنّ الأعداء استفادوا منها. إنّني أعلن صراحة لأُولئك الذين يصل نفوذهم إلى الإذاعة والتلفزيون والصحف ويعكسون آراء الآخرين.. أعلن ما دمت موجوداً فلن أسمح أن تقع الحكومة بيد اللّيبراليين، ما دمت موجوداً فلن أسمح للمنافقين أن يقضوا على إسلام هذا الشعب الذي لا ملاذ له، ما دمت موجوداً فلن أعدل عن مبادئ اللاّشرقية واللاّغربية، ما دمت موجوداً أقطع أيادي أميركا والاتحاد السوفييتي عن جميع المجالات، وإنّني على ثقة تامة، بأنّ أبناء الشعب كافّة باقون على مبادئهم كما كانوا في السابق، وسيحمون نظامهم وثورتهم الإسلامية. وكما كان الشعب قد أثبت حضوره في الساحة في عشرات ومئات المناسبات، فقد أثبت هذا العام أيضاً من خلال مسيرة 22 بهمن حقيقة استعداده التام لمواجهة جميع العالم وأدهش في الحقيقة أعداء الثورة بأنه إلى أي حد هو مستعدّ للتضحية.
إنّني هنا أرى نفسي أصغر وأشعر بالخجل من أن أصف هؤلاء وأشكرهم باللِّسان، فإنّ الله سيجازي بمكافأة عظيمة على هذا الإخلاص والعبودية. إلاّ أنّني أُوصي وأنصح أولئك الذين يتّهمون عن جهالة الشعب الشريف والعزيز بأنّه انصرف عن المبادئ والثورة والعلماء، أن يمحّصوا ويدقّقوا في أحاديثهم وأقوالهم وكتاباتهم، وأن لا يحسبوا على الثورة والشعب استنتاجاتهم وتصوّراتهم المغلوطة.
والقضية الأخرى هي لمصلحة من يجري إيجاد الخصومة والفرقة بين العلماء الثوريين؟ وقد استعد الأعداء منذ أمد بعيد لزرع الاختلاف بين العلماء. إن الغفلة عن هؤلاء تقضي على كل شيء. وإذا لم يكن طلبة الحوزة العلمية ومدرّسوها متضامنين مع بعضهم البعض، فلا يمكن التكهن ومعرفة من الذي ستكون الموفقية من نصيبه. وإذا أصبحت السيطرة الفكرية من نصيب العلماء المزيفين والمتحجرين _ على فرض محال _ فماذا سيكون جواب العالم الثوري أمام الله والشعب؟
ليس هناك اختلاف إن شاء الله بين جماعة المدرسين والطلبة الثوريين. وإذا كان موجوداً فعلى ماذا؟ على المبادئ أم على الأذواق؟ وهل أدار المدرسون المحترمون الذين كانوا عماد الثورة القوي في الحوزات العلمية ظهورهم _ نعوذ بالله _ للإسلام والثورة والشعب؟ ألم يكن هؤلاء هم الذين أفتوا في فترة الكفاح بعدم شرعية الملكية؟ ألّم يكن هؤلاء هم من كشفوا للشعب أحد العلماء المتظاهرين بالمرجعية عندما أراد أن يبتعد عن الإسلام والثورة؟ ألم يدافع المدرّسون الأعزاء عن الجبهة والمجاهدين؟ وإذا هُزِم هؤلاء _ لا سمح الله _ فأيّة طاقة ستحتل مكانهم؟ وهل إنّ عملاء الاستكبار الذين غذّوا أحد العلماء المزيفين حتى درجة المرجعية لا ينصبون شخصاً آخر حاكماً على الحوزات؟ وهل يستطيع هؤلاء أن يكونوا في المستقبل حماة الثورة الإسلامية حيث إنهم لم يتجرعوا هَمَّ الكفاح في أحداث خمسة عشر عاماً من الكفاح قبل الثورة وأحداث عشر سنوات قاصمة بعد الثورة، ولم يتحملوا هم الحرب وإدارة، البلاد ولم يتأثروا بشهادة الأعزاء، بل انشغلوا براحة بال بالدرس والمباحثة؟ ثم إن هزيمة كل جناح من العلماء والطلبة الثوريين ورابطة العلماء وجماعة العلماء المجاهدين وجماعة المدرسين تعني انتصار أي جناح وتيار؟ إنّ الجناح الذي ينتصر ليس باليقين هم العلماء. وإذا ما اتجهت هذه الفئة اضطراراً إلى الطبقة العلمائية فإلى أيّة فئة من الطلبة العلمائيّة تتّجه؟
خلاصة القول، أنّ الاختلاف قاصم بأي شكل كان، وعندما تصل القوى المؤمنة بالثورة، حتى ولو تحت اسم الفقه التقليدي والفقه المتجدّد إلى حدود المواجهة، سيكون الطريق مفتوحاً أمام استفادة الأعداء. إنّ قيام التكتلات سيؤدي إلى الخلافات، وسيلجأ كل جناح، من أجل حذف وإلغاء الطرف الآخر، إلى الألفاظ والشعارات، ويجري اتهام طرف بالدفاع عن الرأسمالية واتهام الطرف الآخر بالالتقاطية. وإنّني قد قدمت دائماً نصائح حلوة ومرّة من أجل المحافظة على الاعتدال لدى الأجنحة، لأنّني أعتبر الجميع أبنائي وأعزائي. وبطبعية الحال، لم أكن قلقاًَ أبداً حول المباحثات الصعبة في فروع الفقه وأصوله إلاّ إنّني قلق من مواجهة ومعاداة الأجنحة المؤمنة بثورتي، وبأن لا يؤدي ذلك إلى تقوية الجناح المرفّه الذي لم يشعر بالأذى ويوجّه الانتقاد.
إنّ النتيجة التي نأخذها، هي أنّه إذا ابتعد العلماء عن اتباع الإسلام الأصيل والثورة، فإن القوى العظمى وعملاءها يجيّرون القضية لمصلحتهم. وعلى جماعة المدرسين أن تعتبر من الطلبة الثوريين الأعزاء الذين تحملوا المتاعب وتعرضوا للضرب وذهبوا إلى الجبهة، وأن تعقد اجتماعاً معهم وترحب بطروحاتهم ونظرياتهم، وعلى الطلبة الثوريين بدورهم أن يعتبروا المدرّسين الأعزّاء أنصار الثورة شخصيات محترمة وينظروا إليهم نظرة احترام، وأن يكونوا جميعاً يداً واحدة مقابل الأوهام الضعيفة، والانتهازيين والمنتقدين، وأن يجعلوا أنفسهم في استعداد للإيثار والشهادة في سبيل هداية الناس، سواء كان المجتمع والناس يطلبون الحقيقة كما في عصرنا، حيث إن الشعب يعتبر وفياً وسيبقى وفياً للعلماء أكثر ممّا نفكّر فيه نحن، أو لا يطلبون الحقيقة كعصر المعصومين (عليهم السلام). وأمّا الشعب الإيراني الشريف، فإنّ عليه أن يعلم بأنّ هناك دعايات تجري ضدّ العلماء وتستهدف القضاء على العلماء والثورة، إذ إنّ أيادي الشيطان تريد النفوذ إلى صفوف الشعب من خلال المضيقات والصعوبات، لتقول «إن العلماء هم سبب المشكلات والاضطرابات». ولكنّهم أي عالم يقصدون؟ هل هو العالم اللامسؤول واللاّمعذّب؟ يقيناً لا، وإنّما العالم الذي كان يتقدم الجميع في كل الأحداث ويجعل نفسه معرضاً للخطر.
إنّ أحداً لا يدَّعي بأن الشعب والحفاة لا يعانون من المشاكل، وإن جميع الإمكانات هي في خدمة الشعب. ومن البديهي أنّ آثار عشر سنوات من الحصار والحرب والثورة ظاهرة في كل ناحية وتظهر النواقص والاحتياجات، ولكنّني أشهد باليقين، أنّه لو كان أشخاص غير العلماء قادوا حركة الثورة وتقدموا إلى الأمام، لم يكن ليبقى لنا اليوم غير العار والذل مقابل أميركا ومصاصي العالم، وغير الانحراف عن جميع المعتقدات الإسلامية والثورية.
أسلوب التدريس في الحوزات
ولا بدّ من التذكير أنّ الإشارة إلى جانب من أحداث الثورة والعلماء، لا يعني أن يقوم الطلبة والعلماء الأعزاء غداً بحركة شديدة وثورية، وإنّما الهدف معرفة بعض النقاط حتى يسيروا في طريقهم بالبصيرة، وأن يعرفوا بشكل أحسن المخاطر والمعابر والكمائن.
أمّا في ما يتعلّق بأسلوب تدريس وتحقيق الحوزات، فإنّني أعتقد بالفقه التقليدي والاجتهاد الأصلي ولا أجيز التخلف عن ذلك. والاجتهاد بالأسلوب بنفسه صحيح، إلاّ أنّ هذا لا يعني أنّ فقه الإسلام غير متجدّد. فالزمان والمكان يعتبران عنصرين أساسيين في الاجتهاد، فالمسألة التي كان لها حكم في السابق قد تأخذ حكماً جديداً في إطار علاقة الحاكم بالسياسة والمجتمع والاقتصاد. وبعبارة أخرى، فإنّ معرفة دقيقة للعلاقات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية يكون الموضوع الأول _ الذي لا يختلف ظاهرياً عن الموضوع السابق - موضوعاً جديداً يحتاج إلى حكم جديد.
وعلى المجتهد أن يلمَّ بقضايا عصره، ولا يمكن للشعب وللشباب وحتى للعوام أن يقبل من مرجعه ومجتهده أن يقول إنني لا أبدي رأياً في القضايا السياسية، ومن خصوصيات المجتهد الجامع معرفة أساليب التعامل مع الحيل والتحريف الموجود في الثقافة الحاكمة على العالم، وامتلاك البصيرة والنظرة الاقتصادية والعلم بكيفية التعامل مع اقتصاد العالم ومعرفة السياسات وحتى السياسيين وأساليبهم التي تملى، وإدراك مركز ونقاط القوة والضعف في القطبين الرأسمالي والشيوعي، والذي هو في الحقيقة إدراك لحقيقة الاستراتيجية الحاكمة على العالم. ويجب أن يكون لدى المجتهد الشطارة والذكاء والفراسة التي ترشد مجتمعاً إسلامياً كبيراً، بل وحتى غير إسلامي، بالإضافة إلى الإخلاص والتقوى والزهد، فإنّه يليق بشأن المجتهد أن يكون في الواقع مديراً ومدبراً. والحكومة في نظر المجتهد الحقيقي هي الفلسفة العملية لجميع الفقه في جميع أبعاد حياة الإنسان، والحكومة تمثل الجانب العملي للفقه في تعامله مع جميع المشكلات الاجتماعية والسياسية والعسكرية والثقافية، والفقه هو النظرية الحقيقية والكاملة لإدارة الإنسان والمجتمع من المهد إلى اللّحد. والهدف الأساسي هو إنّنا كيف نريد أن نحكّم الأصول الثابتة للفقه في عمل الإنسان والمجتمع ونستطيع الحصول على جواب للمشاكل. وهذا ما يخشاه الاستكبار، أي أن يكون للفقه والاجتهاد بُعد عيني وعملي ويمنح المسلمين قوة المواجهة.
ثمّ بأيّ سبب يتألّم إلى هذه الدرجة الأجانب مصّاصو العالم، ويقوم زعماء الكفر والسوق المشتركة وأمثالهم بمحاولات مرتبكة ويائسة، وذلك إثر إعلان الحكم الشرعي والإسلامي الذي يتفق عليه جميع العلماء بحق أحد العملاء؟ إنّ السبب ليس إلاّ خشية زعماء الاستكبار من قوة المواجهة العملية للمسلمين في معرفة مؤامراتهم المشؤومة ومقاومتها، بحيث أخذوا يعرِّفون الإسلام والمسلمين اليوم كمبدأ ناشئ ومتحرك وذي حماس كبير. وبدأوا يضطربون لأنّ مجال أعمالهم الشرّيرة أصبح محدوداً ولا يستطيع أُجَراؤهُم الجرأة على المقدّسات الإسلامية براحة بال كما كانوا في السابق.
لقد قلت من قبل إنّ سبب جميع المؤامرات التي يخطّطها مصّاصو العالم ضدّنا، من الحرب المفروضة والحصار الاقتصادي وغير ذلك، هو أن لا نقول بأن الإسلام قادرة على إدارة المجتمع وتلبية حاجاته، وأن نطلب منهم الإذن في حل قضايانا وخطواتنا. إنّنا يجب أن لا نغفل، وعلينا أن نسير في اتجاه تنقطع به إن شاء الله العروق التي تربط بلدنا بمثل هذا العالم المتوحش. وربّما تصوّر الاستكبار الغربي أنّه من خلال طرح عنوان السوق المشتركة والحصار الاقتصادي يتم إيقافنا ويجعلنا نتخلى عن تطبيق حكم الله العظيم. إنّه أمر مثير للاستغراب، أن لا يعتبر المتمدنون والمفكرون الظاهريون أمراُ مُهِمّاً عندهم أن يجرح كاتب عميل بقلمه المسموم مشاعر أكثر من مليار مسلم ويستشهد عدد بسبب ذلك، حيث تعتبر هذه الفاجعة، هي الديمقراطية والمدنية نفسها، إلاّ أنّه عندما يجري الحديث حول تنفيذ الحكم والعدالة يعلو نحيب الرأفة وحديث الإنسانية. إننا من خلال هذه النقاط نجد حقد عالم الغرب على عالم الإسلام والفقه. إن هؤلاء لا يهمهم الدفاع عن شخص، بل يهمهم الدفاع عن كل تيار معاد للإسلام ومعاد للقيم والمبادئ، وهذا ما أثارته الدوائر الصهيونية والبريطانية والأميركية، ووضعوا أنفسهم بحماقة واستعجال في مقابل جميع العالم الإسلامي. وبطبيعة الحال، يجب أن نرى كيفية تعامل الدول والحكومات الإسلامية مع هذه الفاجعة الكبرى، إذ لم تعد هذه القضية قضية عرب وغير عرب وفارس وإيران، وإنّما هي إهانة لمقدَّسات المسلمين بدأت منذ صدر الإسلام ولحدّ الآن، وستبقى من اليوم وعلى طول التاريخ، وهي نتيجة لنفوذ الأجانب في ثقافة المبدأ الإسلامي، وإذا ما غفلنا عنها، فإن هذه القضية تعتبر البداية، وإنّ في أكمام الاستعمار الكثير من هذه الثعابين الخطرة الذين أخذوا القلم وأجَّروا أنفسهم. وليست ضرورة في مثل هذه الظروف أن نسعى إلى إيجاد العلاقات وتوسيع نطاقها؛ لأنّ الأعداء قد يتصوَّرون بأننا نحتاج إليهم بدرجة حتى يمكن أن نسكت مقابل الإهانة بمعتقداتنا ومقدّساتنا الدينية.
إنّنا نريد أن نقول لأولئك الذين ما زالوا يعتقدون ويحلّلون بأنّه يجب علينا أن نعيد النظر في سياساتنا ودبلوماسيتنا وأصولنا، وبأنّنا أخطأنا ويجب أن لا نعيد الأخطاء السابقة، ويعتقدون أيضاً بأن الشعارات المتطرّفة أو الحرب كانت سبباً لأن ينظر إلينا الغرب والشرق باستياء، وأدت إلى عزلة البلاد، وإذا ما عملنا بشكل واقعي فإنّهم يتعاملون بالمقابل معاملة إنسانية وبالاحترام المتبادل لشعبنا وللإسلام والمسلمين.. نقول لهؤلاء إنّ هذا نموذج واحد أراد الله أن يحدث بعد نشر كتاب الكفر (الآيات الشيطانية)، وأن يظهر عالم التفرعن والاستكبار والبربرية وجهه الحقيقي في عدائه القديم مع الإسلام، حتى نخرج نحن من هذه السذاجة، وأن لا نعلّل كل هذه القضايا بالاشتباه وسوء الإدارة وعدم امتلاك التجربة، وأن ندرك بكامل وجودنا أنّ القضية ليست خطأنا، بل هي تعمد مصاصي العالم في القضاء على الإسلام والمسلمين. وإلاّ فإنّ مسألة شخص سلمان رشدي ليست مهمة عندهم بتلك الدرجة حتى يقف خلفه جميع الصهاينة والمستكبرين. إنّ على العلماء والشعب العزيز وحزب الله وعوائل الشهداء المحترمين، أن ينتبهوا جيداً حتى لا يضيع دم أعزائهم بهذه التحليلات والأفكار المغلوطة، وإنّني أخشى أن يجلس محلّلو اليوم على منصّة القضاء بعد عشر سنوات ويقولوا لنرى هل إنّ الفتوى الإسلامية وحكم إعدام سلمان رشدي كان مطابقاً للأصول والقوانين الدبلوماسية أم لا؟ ثم يستنتجوا بما أنّ إعلان حكم الله كانت له آثار وتبعات واتخذت السوق المشتركة والدول الغربية مواقف ضدّنا، إذاً يجب أن لا نظهر عدم النضج، ونغضّ النظر عن الذين يهينون الإسلام ومقام الرسول المقدّس.
وخلاصة القول هي أننا يجب أن نعمل حتى يتحقق فقه الإسلام العملي من دون أن نلتفت إلى الغرب الماكر والشرق المعتدي والدبلوماسية الفارغة التي تحكم العالم، إذ لا يضر مصّاصي العالم شيء طالما بقي الفقه في بطون الكتب ومحفوظاً في صدور العلماء، وما دام العلماء لا يسجِّلون حضوراً فاعلاً في جميع القضايا والمشكلات، فلا يستطيعون أن يدركوا أن مصطلح الاجتهاد لا يكفي لإدارة المجتمع. ويجب على الحوزات والعلماء أن يمسكوا دائماً بنبضات أفكار المجتمع ويكونوا بمستوى احتياجاته المقبلة ويسبقوا الأحداث دائماً ويستعدوا لرد الفعل المناسب، إذ إنّ الأساليب القائمة في إدارة أمور الناس تتغير في المستقبل، وتحتاج المجتمعات البشرية إلى مسائل الإسلام الجديدة لحل مشاكلها. إذاً يجب أن يفكر علماء الإسلام العظام ومن الآن في هذا الأمر.
والقضية الأخرى التي يجب الالتفات إليها، هي أن يعتبر العلماء والطلبة الأعمال القضائية والتنفيذية أمراً مقدّساً بالنسبة لهم وقيمة إلهية، وأن يروا لأنفسهم شخصيةً وامتيازاً بما أنّهم يدرسون في الحوزة. بل إنّ عليهم أن يتركوا الإخلاد إلى الراحة في الحوزات في سبيل تطبيق حكم الله ويعملوا بشؤون الحكومة الإسلامية. فإذا ما وجد طالب علم منصب إمامة الجمعة وتوجيه الناس أو القضاء في أمور المسلمين شاغراً في حين يمتلك في نفسه القدرة على ذلك ولكنّه لا يقبل المسؤولية بحجّة الدرس والمباحثة، أو أنه يرغب نفسه في الاجتهاد والدرس.. إنّ مثل هذا الطالب يحاسب أمام الله العظيم، ولا يمكن تبرير عذره أبداً. فإذا لم نخدم النظام اليوم واستخففنا بترحيب الشعب الذي لا نظير له بالعلماء، فإنّنا سوف لا نجد فرصة وظروفاً أفضل من هذه.
أرجو أن لا تكونوا قد تألمتم من النصائح والتذكيرات المشفقة لهذا الأب العجوز وهذا الخادم الحقير، وأن تدعوا وتطلبوا المغفرة لي بأنفاسكم القدسية وبقلوبكم المنوّرة. وإنّني بدوري لا أنسى العلماء الأصيلين والحوزات العلمية من دعاء الخير.
إلهي: زد من قدرة العلماء في خدمة دينك.
إلهي: اجعل الحوزات العلمية خنادق حماية الفقه والإسلام الأصيل ثابتاً إلى الأبد.
إلهي: ترحّم بالشفاء على معوّقيهم، وتفضل على عوائل شهدائهم بالصبر والأجر، وأعاد مفقوديهم وأسراهم إلى وطنهم عاجلاً.
إلهي: زد في قلوبنا وعيوننا واجعل خالداً قيمة خدمة دينك وخدمة الشعب.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
3 إسفند/1367
روح الله الموسوي الخميني






 
قديم 13-12-10, 10:35 PM   رقم المشاركة : 2
أبوعمـر
موقوف






أبوعمـر غير متصل

أبوعمـر is on a distinguished road


عليه من الله ما يستحق صاحب النار وساكنها فلم نعلم عنه إلا أنه وإبليس سواء نعوذ بالله منهما ومن أتباعهما جميعا






 
قديم 13-12-10, 10:49 PM   رقم المشاركة : 3
khadija
عضو فعال






khadija غير متصل

khadija is on a distinguished road


اقتباس:
وقد سعى علماء الإسلام العظام وطيلة أعمارهم إلى نشر قضايا الحلال والحرام الإلهيين من دون تدخّل وتصرّف.

اكثر شيء اضحكني هي هذه الجملة
هو يقصد طبعا علماءهم
وهو صاحب فتوى ===== الرضيعة هذا حتى الواحد يستحي يقولها اين هو واين الحلال منه
لعنة الله عليه ماأقبح وجهه كلما قرأت له وللسيستاني والشيرازي اشعر بالغثيان






 
قديم 14-12-10, 10:43 AM   رقم المشاركة : 4
من كل قلب
عضو فضي






من كل قلب غير متصل

من كل قلب is on a distinguished road


ابو عمر شاكرة لك المرور00000000000000000000000000000000000000000000000000 00000000000000000000خديجة 0000شاكرة لك المرور والتعقيب 000000000000طبعا في نصيحته الكثيييييير من السخاااافاااات000000!!!!!!! ولاعجب نجد من يعظمه ويدااااااافع عنه







 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:28 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "