[SIZE=5] بسم الله الرحمن الرحيم
مؤسس السبئيه هو عبد الله بن سبأ وهو حبر يهودي تظاهر باعتناق الاسلام وحاول ان يظهر بمظهر المشفق على الحياه الاسلاميه فاستطاع من خلال ذالك ان يجذ ب اليه الذين زعموا في تصرفات عثمان رضي الله عنه خروجا عن منهج سلفه وكان دور ابن سبأان ينشر هذه الامور في شكل يلفت النظر ويثير النفوس على عثمان رضي الله عنه وفي هذا الجو تمكن هذا اليهودي الذي تدثر بالاسلام ان يوحي اليهم بمؤاخذة عثمان او انتقاصه لهذا فان ابن سبأ كان راس كل الفتن والاضطرابات التي حاقت بالمجتمع الاسلامي
الى جانب هذه الفتنه السياسيه ضد عثمان رضي الله عنه كانت تحاق فتنة اشد خطرا وهي محاولة هدم الاسلام من الداخل وذالك عن طريق ابتداع مناهج الباطنيه في تاويل الشريعه على نحو يفضي الى نسخها والاستعاضه عنها بخليط عجيب من الحكمه يجمع بين خرافات الفرس ووثنية الاغريق وعقائد اليهود الذين حرفوا دينهم من قبل لهذا ظهرت تلك العقائد اليهوديه المطعمه بالوثنيه والاغريقيه بعد صبغها بصبغة اسلاميه مخادعه كفكرة النور المحمدي وعصمة الائمه ومعجزاتهم وتقديس الائمه والغيبه والرجعه والحلول وتجسيد الالوهيه والتاوبل والتشبيه وغير ذالك من تلك العقائد
وهذه العقائد ليست جديده فهي افكار يهوديه جاء بها بعض علماء اليهود من قبل واولوا التوراه على اسس الفلسفه الافلاطونيه الحديثه
ومما لا شك فيه ان عبد الله ابن سبأ قد استغل كثيرا من ابناء الشعوب التي اعتنقت الاسلام ولم
يرسخ ايمانهم بعد فاخذ يوحي للسذج من هؤلاء الناس بالظلم المزعوم الذي حاق بعلي رضي الله عنه في الخلافه فركزعلى ناحية مهمه اراد بها اقحام العقائد الهدامه في نفوس المسلمين وهو ايهام السذج من الناس بعلم علي للغيب وتجسد الله جلا وعلى فيه فوصع لهذه الفكره وهو واعوانه الاحاديث الموضوعه والاقوال عن علي رضي الله عنه ومن تلك الاقوال الملفقه
"فاسألوني قبل ان تفقدوني فو الذي نفسي بيده لا تسالوني عن شيء فيمل بينكم وبين الساعه ولا عن فئه تهدي مائه وتضل مائه الا انباتكم بناعقها وقائدها وساتقها ومناخ ركابها ومحط رحالها ومن يقتل من اهلها قتلا ومن يموت موتا"
لم يكن مجيء عبد الله بن سبا لعلي رضي الله عنه وقوله "انت انت " مجرد صدفه ولكنها حلقة من حلقات المؤامره التي اراد بها احياء العقائد اليهوديه
اما اتباع عبد الله بن سبا فكانوا ياتون علي كرم الله وجهه فيقولون له " انت هو "فقال لهم من هو فقالوا انت الله فثار علي عليهم وامر بحرقهم في النار
كما امر بحرق راس الفتنه عبد الله بن سبأ ولكن الناس قالوا لعلي رضي الله عنه يا امير المؤمنين اتقتل رجلا يدعوا الى حكم آل البيت وهذا يدلنا على تمكن ابن سبا من عامة الناس [/SIZE] وسيطرته عليهم حتى اصبحوا اشد المدافعين عنه
وبقي ابن سبا في طريقه الحاقد حتى بعد مقتل علي رضي الله عنه فلم يعترف بمقتله بل اعتبر ذالك غيبه سيغيبها ثم يرجع فوضع فكره الرجعه اليهوديه
ولم يكتفي بهذا الزعم بل نجده يقرر حلول الجزء الالهي في علي ويقول بانه سيجيء بالسحاب وان الرعد صوته والبرق سوطه وسينزل بعد ذالك الى الارض فيملؤها عدلا
لعنة الله على هذا اليهودي الضال المضل
------------------------------------------------------
المصدر :كتاب الحركات الباطنيه للدكتور محمد احمد الخطيب