العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-11-10, 04:01 PM   رقم المشاركة : 1
الحادي
عضو فضي







الحادي غير متصل

الحادي is on a distinguished road


الصد عن سبيل الله

بسم الله الرحمن الرحيم


من أبرز وسائل أعداء دعوة الرسل على مر الأزمان صد الناس عن سبيل الله بوسائل مختلفة ومتجددة، وذلك لعدم استطاعتهم مناظرة أهل الحق، لأن الحق تقبله النفوس السليمة المفطورة على حب الحق. ولقد توعد الله الصادين عن سبيله ولعنهم فقال سبحانه: { ولا تقعدوا بكل صراط توعِدون وتصدون عن سبيل الله من آمن به وتبغونها عوجاً} وقال: { ألا لعنة الله على الظالمين الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عِوَجا}.
ولقد جاء الصد بمعنى الاعراض عن الشي وبمعنى العدول عنه كما ذكر ذلك علماء اللغة في معاجمهم.
يقول ابن منظور:
الصَّد : الإِعْراضُ والصُّدُوف. صَد عنه يَصِد و يَصُدُّ صَدّا وصُدُودا : أَعرض
ويقال: صدّه عن الأَمر يَصُدُّه صَدّا منعه وصرفهه عنه.
قال الله عزّ وجلّ: {وصدَّها ما كانت تعبد من دون اللٰه}؛ أي: صَدَّها كونُها من قوم كافرين عن الإِيمان." أ.هـ
قال ابن فارس :
صدّ : (الصاد والدال) معظمُ بابِه يَؤُول إلى إعراضٍ وعُدول،.. فالصَّدُّ: الإعراض، يقال صَدَّ يصُدُّ، وهو مَيلٌ إلى أحد الجانبين…"أ.هـ
معنى السبيل:
ويأتي السبيل بمعنى الطريق.
قال الفيروز بادي في القاموس المحيط:
" السَّبيلُ و السَّبيلَةُ : الطَّريقُ، وما وَضَحَ منه، ويُؤَنَّثُ، ج: كَكُتُبٍ ، و{على اللّهِ قَصْدُ السَّبيلِ }: اسمُ جِنْسٍ لقولِهِ {ومنها جائِرٌ}. {وأنْفقوا في سَبيل الله}، أي: الجِهادِ، وكلِّ ما أمَرَ اللّهُ به من الخَيْرِ، واسْتِعْمالُهُ في الجِهادِ أكثَرُ. وابنُ السَّبيلِ : ابنُ الطَّريقِ، أَي: الذي قُطِعَ عليه الطَّريقُ."
قال ابن منظور:
" سبل السَّبـيلُ الطريقُ وما وَضَحَ منه يُذَكَّر ويؤنث سَبِـيل، اللَّه طريق الهُدى الذي دعا إِلـيه…. وقوله عزّ وجلّ {وأَنْفِقُوا فـي سَبـيل اللَّه} أَي فـي الـجهاد؛ وكُلُّ ما أَمَرَ اللَّه به من الـخير فهو سَبـيل اللَّه أَي من الطُّرُق إِلـى اللَّه … وكُلُّ سَبـيل أُريد به اللَّه عزّ وجلّ وهو بِرٌّ فهو داخـل فـي سَبـيل اللَّه " أ.هـ
فيكون معنى الصد عن سبيل الله هو :
1- الاعراض عن طريق الله.
2- العدول بالناس أو الميل بهم عن طريق الله.
ذكر الآيات التي ورد فيها ذكر الصد في سبيل الله بمعنى الاعراض:
1- قال الله تعالى: { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى مَا أَنزَلَ اللّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودًا} النساء:60، أي يعرضون عنك اعراضا
2- وقال سبحانه: { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُؤُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ} المنافقون:5، بمعنى يعرضون وهم مستكبرون.

ذكر الآيات التي ورد فيها ذكر الصد في سبيل الله بمعنى العدول:
1- يقول تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللّهِ..} البقرة: 217، أي تعدلون بالناس عن سبيل الله.
2- قال الله تعالى: { إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ} أي يعدل بكم عن ذكر الله وعن الصلاة.
3- قال سبحانه: { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ} الانفال:36
4- قال سبحانه: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّ كَثِيرًا مِّنَ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} التوبة:34
5- قال سبحانه: { الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا أُوْلَئِكَ فِي ضَلاَلٍ بَعِيدٍ} ابراهيم:3

صور من الصدّ عن سبيل الله :

الصد عن سبيل الله يكون موجها لصد الفراد (الغافل عن ذكر الله أو الكافر) ويكون موجها كذلك لصد الدعاة إلى الله أو للتنفير عنهم:

* صور من الصدّ عن سبيل الله على مستوى الفرد:
ذكر ابن هشام في سيرته أن أعشى بني قيس خرج إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد الإسلام فقال يمدح رسول الله صلى الله عليه وسلم:
وآليت لا آوي لها من كلالة ولا من حفىً حتى تلاقي محمدا
"يعني حلف أن لا يعبأ بتعب ناقته ولا بتأثر أخفافها حتى يصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم"
نبيا يرى ما لا ترون وذكره أغار لعمري في البلاد وأنجدا .

" أغار يعني بلغ البلاد المنخفضة كتهامة، وأنجدا يعني بلغ البلاد المرتفعة"
له صدقات ما تغب ونائل وليس عطاء اليوم مانعه غدا
أجدك لم تسمع وصاة محمد نبي الإله حين أوصى وأشهدا
إذا أنت لم ترحل بزاد من التقى ولاقيت بعد الموت من قد تزودا
ندمت على ألا تكون كمثله فترصد للأمر الذي كان أرصدا
فإياك والميتات لا تقربنها ولا تأخذن سهما حديدا لتفصدا
"يعني لا تفصد العرق وتشرب الدم كما كان يفعل بعض أهل الجاهلية"
وذا النصب المنصوب لا تَنسُكنَّه ولاتعبد الأوثان والله فاعبدا
"يعني لا تذبح على الحجارة للأصنام ولاتعبدها من دون الله تعالى"
ولا تقربن حرة كان سرُّها عليك حراما فانكحن أو تأبدا
"سرها يعني نكاحها، والتأبد التعزب واعتزال النساء"
وذا الرحم القربى فلا تقطعنّه لعاقبة ولا الأسير المقيدا
وسبح على حين العشيات والضحى ولا تحمد الشيطان والله فاحمدا
ولا تسخرن من يائس ذي ضراوة ولا تحسبن المال للمرء مخلدا


قال : فلما كان بمكة أو قريبا منها اعترضه بعض المشركين من قريش، فسأله عن أمره فأخبره بأنه جاء يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فقال له : يا أبا بصير إنه يحرم الزنى
فقال الأعشى: والله إن ذلك لأمر مالي فيه من أرب،
فقال له : يا أبا بصير فإنه يحرم الخمر،
فقال الأعشى : أما هذه فوالله إن في النفس منها علالات، ولكني أنصرف فأتروى منها عامي هذا ثم آتيه فأسلم، فانصرف فمات في عامه ذلك، ولم يعد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

هذه صورة متكررة على مر الأجيال في صد الناس عن سبيل الله، وهي محاولة غزو الاسلام من داخله وذلك بعرض أحكامه التي تقاوم شهوات النفوس التي تريد الانطلاق بغير حدود، فلذلك ذكروا للأعشى أن الاسلام يحرم الزنى وهم يعلمون صعوبة الإقلاع عن هذه الفاحشة لمن توغل فيها، ولما أجابهم بخواء نفسه من الرغبة في ذلك لكبر سنه ذكروا له فاحشة أخرى لا يُقَلِّص من الرغبة فيها تقادم السن حيث يظل مدمنوا الخمر متعلقين بها حتى يوافيهم الأجل، فكان ذلك كافيا لصد الأعشى عن الدخول في الاسلام.
لقد حاول الكفار بهذا أن يثيروا غرائز بعض المتوغلين في الشهوات ليصدوهم بذلك عن الاسلام، واليوم أبدع الكفار بالتعاون مع اخوانهم من المنافقين ومرضى القلوب في صد الناس عن الاستقامة على دين الله , عن طريق تنوع سبل الغواية وتيسير الحصول عليها، مثل القنوات الفضائية التي تبث كل ما يدغدغ المشاعر ويثير الشهوات على مختلف الرغبات، فمن يميل إلى الغناء والموسيقى يجد قنوات خاصة بذلك، ومن يميل إلى الأفلام والكوميديا يجد قنوات خاصة بذلك، ومن يميل إلى الرياضة يجد قنوات خاصة بذلك، ومن يميل إلى الجنس يجد قنوات خاصة بذلك، وكل ذلك على مدار الساعة وبلغات مختلفة، هذا غير الانترنت والبلوتوث وغير ذلك! ونحن نوقن تمام اليقين أن ذلك كله كان بقدر من الله، ولحكمة بالغة منه، ولنوقن أجمعين بأن من يهدي الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له.

وأما الصد عن سبيل الله على مستوى الدعاة إلى الله يكون بعدة وسائل منها:
1- الطعن في رموز الدعوة إلى الله:
أخرج ابن اسحاق في سيرته أن الوليد بن المغيرة اجتمع إليه نفر من قريش وكان ذا سنٍّ فيهم، وقد حضر الموسم فقال: يا معشر قريش إنه قد حضر هذا الموسم وإن وفود العرب ستقدم عليكم فيه وقد سمعوا بأمر صاحبكم هذا، فأجمعوا فيه رأيا واحدا ولا تختلفوا فيكذِّب بعضكم بعضا ويرد قولكم بعضه بعضا.
فقالوا: فأنت يا أبا عبد شمس فقل وأقم لنا فيه رأيا نقول به، فقال: بل أنتم فقولوا أسمع.
فقالوا: نقول: كاهن، فقال: ما هو بكاهن، لقد رأينا الكهان فما هو بزمزمة الكاهن ولا سجعه.
فقالوا: فنقول: مجنون، فقال: ما هو بمجنون، ولقد رأينا الجنون وعرفناه فما هو بخنقه ولا تخالجه ولا وسوسته.
قالوا: فنقول شاعر، قال: ما هو بشاعر، لقد عرفنا الشعر كله رجزه وهزجه وقريضه ومقبوضه ومبسوطه فما هو بالشعر.
قالوا: فنقول ساحر، قال: فما هو بساحر، لقد رأينا السحار وسحرهم فما هو بنفثهم ولا عقدهم.
قالوا: ما تقول يا أبا عبد شمس؟
قال: والله إن لقوله طلاوة وإن أصله لعذق، وإن فرعه لجناة، وما أنتم بقائلين من هذا شيئا إلا عرف أنه باطل، وإن أقرب القول لأن تقولوا ساحر جاء بقول هو سحر يفرق بين المرء وأبيه وبين المرء وأخيه وبين المرء وزوجته وبين المرء وعشيرته، فتفرقوا عنه بذلك، فجعلوا يجلسون بسُبُل الناس حين قدموا الموسم لا يمر بهم أحد إلا حذروه إياه وذكروا لهم أمره.
فأنزل الله عز وجل في الوليد بن المغيرة قوله تعالى:{ ذرني ومن خلقت وحيدا. وجعلت له مالا ممدودا. وبنين شهودا. ومهدت له تمهيدا. ثم يطمع أن أزيد. كلا إنه كان لآياتنا عنيدا. سأرهقه صعودا. إنه فكر وقدر. فقتل كيف قدر. ثم قتل كيف قدر. ثم نظر. ثم عبس وبسر. ثم أدبر واستكبر. فقال إن هذا إلا سحر يؤثر. إن هذا إلا قول البشر. سأصليه سقر وما أدراك ما سقر. لا تبقي ولا تذر. لواحة للبشر. عليها تسعة عشر}[المدثر:11-30]
وهكذا أعداء دعوة الرسل يتهمون رموز الدعوة اليوم بما ينفر الناس عنهم مثل اتهامهم بأن لهم علاقات مشبوهة مع الأعداء، أو أنهم يريدون زعزعة أمن البلاد، أو يتهمونهم بالإرهاب، ويتعاونون مع الكفار لحربهم وصدهم عن سبيل الله تعالى.

2- المكر بكل من مال وأيد الحق وأهله المخالف لهوى السلطان وهم على نوعين:

(أ)ـ نوع يمكرون به بالاغداق عليه بالمال والعطايا ليضمنون ولاءه وعدم انحيازه.
أخرج الامام البيهقي عن ابن عباس أن الوليد بن المغيرة جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم فقرأ عليه القرآن فكأنه رق له.
فبلغ ذلك أبا جهل فأتاه فقال يا عم إن قومك يرون أن يجمعوا لك مالا، قال: لم؟
قال: ليعطوكه فإنك أتيت محمدا لتعرض لما قبله، قال: قد علمت قريشا أني من أكثرها مالا، قال: فقل فيه قولا يبلغ قومك أنك منكرا له، قال: وماذا أقول فيه فوالله ما فيكم رجل أعلم بالأشعار مني، … إلى أن قال : لا يرضى عنك قومك حتى تقول فيه ، قال : فدعيني أفكر فيه ، فلما فكر قال: هذا سحر يؤثر ..الخ
وفي هذا الخبر بيان لصورة من صور المكر الذي كان يقوم به فرعون هذه الأمة من التنفير عن الاسلام ، فكان كلما رأى رجلا من أشراف قريش قد مال إلى الاسلام ابتكر من أنواع المكر ما يستطيع به التأثير عليه لإدراكه بأن موازين القوى تتغير بانضمام عدد من الأشراف إلى الاسلام، وهكذا أعداء دعوة الرسل كلما شعروا أن بعض أهل العلم والفضل يميلون إلى نصرة الحق وأهله من المجاهدين وغيرهم، تجدهم يبتكرون وسيلة مناسبة لصدهم عن سبيل الله، فتارة يستخدمون أسلوب التفريق بين المشايخ والعلماء بضرب بعضهم ببعض لكي يكسبوا فريقا من المشايخ والعلماء في صفهم ينافحون عنهم بفتاواهم، وليجتهدوا في اسقاط مصداقية المشايخ الآخرين برميهم بما هم منه براء، وتارة بسجن بعضهم والتشهير به ليكون عبرة لغيره.

(ب‌) ومن أساليب صد الدعاة إلى الله عن قول الحق الذي يدينون الله به بترهيبهم بقطع أرزاقهم.
ذكر الامام البيهقي من قصة اسلام خالد بن سعيد بن العاص قديما، وكان أول اخوته أسلم، وكان بدء اسلامه أنه رأى في النوم أنه وقف به على شفير النار ، فذكر من سعتها ما الله أعلم به، ويرى في النوم كأن أباه يدفعه فيها، ويرى رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بحقويه لا يقع، ففزع من نومه فقال: أحلف بالله إن هذه لرؤيا حق.
فلقي أبابكر فذكر له ذلك، فقال أبو بكر: أُريد بك خيرا، هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاتبعه، فإنك ستتبعه وتدخل معه في الاسلام، والاسلام يحجزك أن تدخل فيها ، وأبوك واقع فيها.
فلقي خالد رسول الله وسأله عن الاسلام ، ثم أسلم وعلم أبوه بإسلامه فأرسل في طلبه ، فأتي به فأنبه وضربه بمقرعة في يده حتى كسرها على رأسه، وقال : والله لأمنعنّك من القوت، فقال خالد: إن منعتني فإن الله يرزقني ما أعيش به، وانصرف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان يلزمه ويكون معه.
وهكذا أعداء دعوة الرسل تجدهم يهددون أتباع الرسل بقطع أرزاقهم وفصلهم من وظائفهم وسلب حقوقهم إذا هم خالفوا رغباتهم أو مالوا إلى أعدائهم، ولكن الصادقين من الدعاة المحققين للإيمان سيتوكلون على الله حق التوكل كما قال خالد، "إن منعتني فإن الله يرزقني ما أعيش به" نعم والله الذي لا إله غيره لن يموت المرء ناقص عمر ولا رزق، ولكن قد يختلف مستواه المعيشي عن سابقه، فلتكن الدنيا كما يريد الكفار وأذنابهم المتسلطون حياة بؤس وفاقة على المسلمين الصادقين الموحدين، فإن الموازين ستتبدل في الآخرة ، فيصبح المسلمون هم أصحاب الحياة السعيدة الخالدة، وقد تتبدل في الدنيا حينما ينتصر المسلمون وتكون لهم الدولة والهيمنة في الأرض.

بعض طرق الصد عن سبيل الله بشكل مختصر:
* منع المسلمين من أداء الطاعات من سبل الصد عن سبيل الله كما منع المشركون النبي عليه السلام من دخول الحرم.
* ومنها إبطال أعمال البر التي ندب الله تعالى إليها وجعلها منقذات من النيران: كالعتق، والصدقة، وإبطال البيع الذي أباحه الله تعالى.
* ومنها عدم ثبات العلماء والمجاهدين أمام الأعداء، لأن التولي فيه اضعاف لصفوف المسلمين، و تثبيط لعزائم المقاتلين، و احداث فرقة بين صفوفهم، و في ذلك صد عن سبيل الله عز وجل وتقوية للعدو، و كفى بذلك اثما وعارا في الدنيا والآخرة، لذلك أمرنا بالصبر وذكر الله تعالى وأنه يعاقب الفارين بأشد أنواع العذاب. و أنه يكرم الشهداء في سبيله أعظم أنواع الاكرام والعزة.
* ومنها منع العلم الشرعي أو تحريف معانيه ومقاصده "لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب" كما قال ذلك ابن القيم في تلبيس ابليس: " من أكبر المعاندة لله عز وجل, الصد عن سبيل الله، وأوضح سبيل الله العلم، لأنه دليل على الله وبيان لأحكام الله وشرعه، وإيضاح لما يحبه ويكرهه، فالمنع منه معاداة لله ولشرعه، ولكن الناهين عن ذلك ما تفطنوا لما فعلوا."
* ومنها الاعراض عن حكم الله أو التحاكم لله.:
لقوله تعالى: { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوا إِلَىٰ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ وَإِلَى ٱلرَّسُولِ رَأَيْتَ ٱلْمُنَـٰفِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودًا }..
* ومنها أيضا صد بعض العلماء المفتونين غيرهم عن قول الحق وفعله لعدم استطاعتهم عن ذلك:
قال تعالى: {يَـأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ إِنَّ كَثِيراً مِّنَ الأَْحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَـطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} [التوبة: 34].
* ومنها التصريح لمزاولة وبيع الأغاني والموسيقى ليصدوا الناس عن سماع القرآن والانتفاع به.
* ومنها التصريح لمزاولة الربا والزنا والقمار ليصدوا الناس عن أكل الحلال وعن الاستعفاف والزواج.






التوقيع :
المراجع الرافضيه التي تعرف الحق وتنكره جميعهم ضد عوام الشيعه المساكين قوليا او فعليا فتاواهم و تعميتهم وخداعهم لعوامهم ومكانهم اذا حضر المرجع هذا عن النعلان الشيعي العامي لايسمع لا يرى لا يفكر لايسأل لا يقرأ كتبه وكتب غيره فلا تكونوا بصف هؤلاء المراجع فنقسوا عليهم كما يقسوا عليهم هؤلاء المراجع الذين حللوا لهم الحرام وحرموا عليهم الحلال وحرموهم من الطيبات ورفقا عليهم وقليلا من الرحمه

من مواضيعي في المنتدى
»» شيخ الإسلام و التتار
»» المسجد الأموي الكبير
»» سنة قنوت النوازل
»» بعيدا عن التعصب الى الشيعة و ماذا بعد ؟
»» مواقف مع حجاج 1430هـ
 
قديم 09-01-11, 03:21 AM   رقم المشاركة : 2
الحادي
عضو فضي







الحادي غير متصل

الحادي is on a distinguished road


للرفع لاستخراج العِبَر ..
وحسبنا الله و نعم الوكيل على من جعلوا الاسلام غريبًا في دياره






التوقيع :
المراجع الرافضيه التي تعرف الحق وتنكره جميعهم ضد عوام الشيعه المساكين قوليا او فعليا فتاواهم و تعميتهم وخداعهم لعوامهم ومكانهم اذا حضر المرجع هذا عن النعلان الشيعي العامي لايسمع لا يرى لا يفكر لايسأل لا يقرأ كتبه وكتب غيره فلا تكونوا بصف هؤلاء المراجع فنقسوا عليهم كما يقسوا عليهم هؤلاء المراجع الذين حللوا لهم الحرام وحرموا عليهم الحلال وحرموهم من الطيبات ورفقا عليهم وقليلا من الرحمه

من مواضيعي في المنتدى
»» تأمّلات عظيمة وحقائقّ مهوله
»» خطبة 1محرم 1431 الشيخ ابو اسحاق الحويني
»» مداعبة الرجل للرجل والمرأة للمرأه عند الروافض
»» المحدّث القمّي متهمٌ بإخفاء حقائق تاريخيّه مهمه!!
»» كـتاب (عٌمَر و التشيع) لحسن العلوي
 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:41 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "