بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله على آله وصحبه أجمعين وبعد ، فلا يخفى على المتتبع أهمية أصل التقية عند الإمامية حتى جعلوه شمّاعةً يعلقون عليها كل تناقض أو تخبط في مروياتهم وكلام علمائهم ، بل صيَّروه صنماً مضِّلاً تُنْحَر قرباناً له الروايات وتُحَرَّف عند أعتابه المعتقدات !!!ولذا نجدهم يوجِّهون كل قول يصدر من أحد أئمة آل البيت - رضي الله عنهم - مخالف لمشاربهم وأهواءهم على أنه صدر بدافع الخوف من الحكام الطواغيت ولم يكن يمثل حقيقة معتقدهم !!!وهكذا استطاعوا التخلص - ببركة هذا الوثن - من كل قول يتناقض مع ما اخترعوه من معتقدات باطلة !!!
ونظراً لما انطوى عليه ذاك الصنم من خطورة بالغة متمثلة في تشويهه لصورة أئمة آل البيت - رضوان الله عليهم - أولاً وتحريفه للمعتقدات وقلبه للحقائق ثانياً حاولت مناقشته وبيان نقاط الضعف في بنيانه لعلي أساهم ولو بالجهد اليسير في عملية هدمه وتحطيمه ، وذلك من خلال وقوفي على تصريحات كبار علماء الإمامية وأعمدة مذهبهم والتي تُعَدُّ بمثابة معاول تحطِّم ذلك الصنم وتهُدُّ بنيانه !!!وإليكم إخواني الأكارم بعضاً من تلك المعاول التي صرح بها علماؤهم وأعمدة مذهبهم:المِعْوَل الأول: لو مات الإمام بسبب جهره بالحق فهناك من يأتي بعده ليكمل المسيرة
إن هذا المعول تفوهوا به في معرض جوابهم عن علة ظهور الأئمة الأحد عشر واستتار الثاني عشر ، حيث قرروا بأن السبب في ظهور الأئمة الأحد عشر أمام سلاطين الجور وعدم اكتراثهم فيما لو تعرضوا للقتل هو لوجود من يأتي بعدهم من الأئمة فيسد مكانهم ويقوم بدورهم ، وإليك بعض تصريحاتهم بذلك:1- يقول شيخهم المفيد في كتابه ( الفصول العشرة ) ص 75:[ ولو لم يكن ما ذكرناه شيئا ظاهرا وعلة صحيحة وجهة ثابتة ، لكان غير منكر أن يكون في معلوم الله جل اسمه أن من سلف من آبائه عليهم السلام يأمن مع ظهوره ، وأنه هو لو ظهر لم يأمن على دمه ، وأنه متى قتل أحد من آبائه عليهم السلام عند ظهوره لم تمنع الحكمة من إقامة خليفة يقوم مقامه ].2- يقول شيخ طائفتهم الطوسي في كتابه ( الاقتصاد ) ص 234:[ على أن آباءه ظهروا لأنه كان المعلوم أنهم لو قتلوا لكان هناك من يقوم مقامهم ويسد مسدهم ، وليس كذلك صاحب الزمان ، لأن المعلوم أنه لو هلك لم يكن هناك من يقوم مقامه ولا يسد مسده . فبان الفرق بينهما ].3- يقول شيخهم علي اليزدي الحائري في كتابه ( إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب ) ( 1 / 381 ):[ فآباؤه إنما ظهروا لأنه كان المعلوم أنه لو حدث بهم حادث لكان هناك من يقوم مقامه ويسد مسده من أولادهم وليس كذلك صاحب الزمان ( عج ) لأن المعلوم أنه ليس بعده من يقوم مقامه قبل حضور وقت قيامه بالسيف ، فلذلك وجب استتاره وغيبته ، وفارق حاله حال آبائه ، وهذا واضح بحمد الله ].4- يقول علامتهم محسن الأمين في كتابه ( أعيان الشيعة ) ( 2 / 62 ):[ فإن قيل الأئمة قبله كانوا يخافون على أنفسهم وبعضهم قتل غيلة بالسم وبعضهم بالسيف وقد أظهروا أنفسهم وكثير من الأنبياء أظهروا دعوتهم وإن أدت إلى قتلهم قلنا يمكن أن يكون الفارق أن غيره من الأئمة ع لهم من يقوم مقامهم وهو ليس بعده إمام يقوم مقامه ].5- يقول علامتهم ومحققهم جعفر السبحاني في كتابه ( عقائدنا الفلسفية والقرآنية ) ص 178:[ ثم لماذا لم يخفي الله سبحانه آباء الإمام صاحب الزمان ؟ للجواب عن هذا السؤال نقول: إن آباء الإمام كانوا بين الناس فلو قتل أحدهم لكان هناك آخر ، ولكن جميع المسلمين يقولون ( اقتضت المشيئة الإلهية أن يكون المهدي الموعود هو آخر مبعوثي الله سبحانه وتعالى )].وبعد هذه التصريحات لكبار علماء الإمامية أتوجه بهذا السؤال لكل عقلاء العالم:
هل بقي هناك عذر مقبول لممارسة الإمام التقية بإخفائه للحق وعدم الجهر به بعد أن اعترفوا بوجود الضمانة من الله تعالى - في حال تعرضهم لأقصى حالات الأذى وذلك بقتلهم من قبل الظالمين - والمتمثلة بإيجاد إمامٍ آخر يأتي من بعده يكمل المسيرة ويبين الدين الحق للناس ؟!!!
فليتأمل أهل الحق كيف أنطقهم الله تعالى بتلك التصريحات لتكون معولاً بيد أهل الحق يهووا به على صنم التقية ليجعلوه جذاذاً والحمد لله رب العالمين.
ملاحظة:سأبين المعول الثاني في القريب العاجل بإذن الله تعالى وتيسيره.