عن أبي عبدالله الصادق عليه السلام ، عن أبيه ، عن جده عليهما السلام قال
بداية القصة ....................
: مرض النبي صلى الله عليه واله المرضة التي عوفي منها فعادته فاطمة سيدة النساء ومعها الحسن والحسين عليهما السلام قد أخذت الحسن بيدها اليمنى وأخذت الحسين بيدها اليسرى وهما يمشيان وفاطمة بينهما حتى دخلوا منزل عائشة ، فقعد الحسن عليه السلام على جانب رسول الله صلى الله عليه واله الايمن والحسين عليه السلام على جانب رسول الله صلى الله عليه واله الايسر فأقبلا يغمزان ما يليهما من بدن رسول الله صلى الله عليه واله فما أفاق النبي صلى الله عليه وآله من نومه .
[267]
فقالت فاطمة للحسن والحسين : حبيبي إن جدكما قد غفا فانصرفا ساعتكما هذه ودعاه حتى يفيق وترجعان إليه ، فقالا ، لسنا ببارحين في وقتنا هذا فاضطجع الحسن على عضد النبي الايمن ، والحسين على عضده الايسر فغفيا وانتبها قبل أن ينتبه النبي صلى الله عليه واله وقد كانت فاطمة عليها السلام لما نام انصرفت إلى منزلها فقالا لعائشة : ما فعلت امنا ؟ قالت : لما نمتما رجعت إلى منزلها .
فخرجا في ليلة ظلماء مد لهمة ذات رعد وبرق وقد أرخت السماء عزاليها فسطع لهما نور فلم يزالا يمشيان في ذلك النور والحسن قابض بيده اليمنى على يد الحسين السيرى وهما يتماشيان ويتحدثان حتى أتيا حديقة بني النجار ، فلما بلغا الحديقة حارا فبقيا لا يعلمان أين يأخذان فقال الحسن للحسين : إنا قد حرنا وبقينا على حالتنا هذه ، وما ندري أين نسلك ؟ فلا عليك أن ننام في وقتنا هذا حتى نصبح ، فقال له الحسين عليه السلام : دونك يا أخي فافعل ما ترى ، فاضطجعا جميعا واعتنق كل واحد منهما صاحبه وناما .
وانتبه النبي صلى الله عليه واله عن نومته التي نامها فطلبها في منزل فاطمة فلم يكونا فيه وافتقدهما ، فقام صلى الله عليه واله قائما على رجليه ، وهو يقول : إلهي وسيدي ومولاي هذان شبلاي خرجا من المخمصة والمجاعة اللهم أنت وكيلي عليهما فسطع للنبي صلى الله عليه واله نور فلم يزل يمضي في ذلك النور حتى أتى حديقة بني النجار فاذا هما نائمان قد اعتنق كل واحد منهما صاحبه وقد تقشعت السماء فوقهما كطبق فهي تمطر كأشد مطرما رآه الناس قط وقد منع الله عزوجل المطر منهما في البقعة التي هما فيها نائمان لا يمطر عليهما قطرة وقد اكتنفتهما حية لها شعرات كآجام القصب وجناحان جناح قد غطت به الحسن ، وجناح قد غطت به الحسين .
فلما أن بصر بهما النبي صلى الله عليه واله تنحنح فانسابت الحية وهي تقول : اللهم إني اشهدك واشهد ملائكتك أن هذ ين شبلا نبيك قد حفظتهما عليه ودفعتهما إليه سالمين صحيحين فقال لها النبي صلى الله عليه واله : أيتها الحية منم أنت ؟ قالت : أنا رسول الجن إليك قال : وأي الجن ؟ قالت : جن نصيبين نفر من بني مليح نسينا آية من
[268]
كتاب الله عزوجل فبعثوني إليك لتعلمنا ما نسينا من كتاب الله فلما بلغت هذا الموضع سمعت مناديا ينادي : أيتها الحية هذان شبلا رسول الله فاحفظيهما من العاهات والافات ، ومن طوارق الليل والنهار ، فقد حفظتهما وسلمتهما إليك سالمين صحيحين وأخذت الحية الاية وانصرفت .