ما قاله علماء الإمامية طبقاً للفلاسفة :
المرجع الأعلى آية الله (علي السيستاني) :
في محاضراته ( الرافد في علم الأصول ) قال : أن الشيعة بعد استقرارهم السياسي في عهدالصفوية في أوائل القرن العاشربرزت فيهم المدرسة الأخبارية المتمثلة في الملا أحمد أمين الاسترابادي ومن تاثر به كالمجلسيين والفيض الكاشاني والحر العاملي والشيخ يوسف البحراني ،وكان من عوامل بروز هذه المدرسة تصور بعض علماء الشيعة أن القواعد الأصولية المساهمة في استنباط الحكم الشرعي تعتمد على الفكر الكلامي والفلسفي مما أدى لابتعاد الحكم الشرعي عن مصادرهالصافية وهي روايات أهل البيت عليهم السلام ، ومن هنا بدأ الصراع الفكري الحاد بين المدرستين واستفاد الفكر الأصولي تطوراً كبيراً من هذا الصراع وتقدم تقدماً عجيباًعلى يد الوحيد البهبهاني والمحقق القمي وصاحب الفصول والعلامة الأنصاري .) وشهد شاهد من أهلها والحمد لله ، وتابع : ( فإن ميزان المسألة الأصولية كونها باحثة عن حجية الدليل الفقهي ،سواءاً ذكرت بصورة مستقلة، ام في ضمن كتب الحديث ، او ضمن كتب الفقه ،ومن طبيعة كل علم تكامله على نحو التدريج لا الدفعة الواحدة،كما فيعلم المنطق حيث ذكر الشيخ الرئيس في الشفاء بان أرسطو ما وضع علم المنطق وإنما اكمل ما وصل إليه من هذا العلم (1) فكون بعض مسائل علم الأصول كانت متفرقة في علوم أخرى ثم اجتمعت بصورة تدريجية لاشتراكهافي هدف واحد تحت علم واحد يسمى بعلم الأصول لا يضر باهمية العلم واستقلاليته .(1) الشفاء 1 : المقولات : 6.) (12)
لنقرأ أدناه من أين جاء السيستاني ومحمد الصدر والطباطبائي وغيرهم من القدماء بالاستشهاد بالفلسفة في إثبات عقائد الإسلام .
فلاسفة وديانات باطلة :
الصابئة: وهم أصحاب الهياكل الذي يعبدون الكواكب الذين يتقربون إلى الله حسب زعمهم بالأنبياء وبمبدعاته المدهشة في السماء , والنجوم والكواكب والملائكة , حتى ينالوا الوصول إلى عالم النور
فالصابئة يعتقدون بما أسموه الكينونة العليا السامية , والتي لا هيأة لها , وأنه انبثقت عن مخلوقات , أنيط بها خلق العوالم الروحية والمادية , والتي تمثلت عندهم في الكواكب والنجوم والأنبياء والصالحين , ويعتقدون أن تلك العوالم لها تأثير في مصائر جميع مظاهر الحياة ( تاريخ الصابئة المندائيين ص37) . وهذا المفهوم مطابق لما يدعيه الشيعة بأن الأئمة مخلوقات نورانية كانت في الخلق قبل الخلق كالنجوم ، فقد سئل آيتهم العظمى جوادالتبريزي في تعليقاته وفتاويه المطبوعة مع صراط النجاة للخوئي ج3 ص438 - 439 مكتبةالفقيه – طبعة الكويت ـ وفيها أنه سُئل :
ما رأيكم في من يعتقد بانالنبي وأهل النبي كانوا موجودين بأرواحهم وأجسامهم المادية قبل وجود العالم، وأنهمكانوا مخلوقين قبل خلق آدم لا أن الله تعالى جعل صورهم حول العرش، فما هوالجواب؟
أجاب التبريزي: "كانواعليهم السلام موجودين بأشباحهم النورية، قبل خلق آدم وخلقتهم المادية متأخرة عنخلقة آدم، كما هو واضح والله العالم) ! ، وقالوا أنهم المتصرفون بالكون ومن كتبهم : (الإمام كلمة الله، وحجة الله، ووجه الله، ونور الله، وحجاب الله، وآية الله، يختاره الله ويجعل فيه ما يشاء ويوجب له بذلك الطاعة والولاية على جميع خلقه، فهو وليه في سماواته وأرضه. فهو يفعل ما يشاء وإذا شاء الله شاء. مفزع العباد في الدواهي، والحاكم والآمر والناهي، مهيمن الله على الخلائق. خلقهم الله من نور عظمته، وولّاهم أمر مملكته، فهم سر الله المخزون، وأولياؤه المقربون، وأمره بين الكاف والنون- وفي نسخة- لا بل هم الكاف والنون، إلى الله يدعون، وعنه يقولون، وبأمره يعملون، مبدأ الوجود وغايته، وقدرة الرب ومشيئته، وأم الكتاب وخاتمته ) بحار الأنوار (25/ 169 إلى 174) . فهل بعد الشرك كفر ؟
من كتاب ( الملل والنحل ) للشهرستاني وفلسفة أفلاطون :
في هذا الكتاب ذكر لأديان وفرق أنقل منها ما قاله عن الفيلسوف أفلاطون (أنه قال: إن للعالم محدثاً مبدعاً أزلياً واجباً بذاته عالمابجميع معلوماته على نعت الأسباب الكلية كان في الأزل ولم يكن في الوجود رسم ولا طللإلا مثالاً عند الباري تعالى ربما يعبر عنه بالهيولى وربما يعبر عنه بالعنصر ولعلهيشير إلى صور المعلومات في علمه تعالى.وقال: والعالم عالمان: عالم العقل وفيه المثل العقلية والصورالروحانية وعالم الحس وفيه الأشخاص الحسية والصور الجسمانية كالمرآة المجلوة التيتنطبع فيها صور المحسوسات فإن الصور فيها مثل الأشخاص وكذلك العنصر في ذلك العالممرآة لجميع صور هذا العالم يتمثل فيه جميع الصور كلها غير أن الفرق: أن المنطبعفي المرآة الحسية صور خيالية يرى أنها موجودة تتحرك بحركة الشخص وليس في الحقيقةكذلك وأن المتمثل في المرآة العقلية صور حقيقية روحانية هي موجودة بالفعل تحركالأشخاص ولا تتحرك فنسبة الأشخاص إليها كنسبة الصور في المرآة إلى الأشخاص فلهاالوجود الدائم ولها الثبات القائم وهي تتمايز في حقائقها تمايز الأشخاص فيذواتها.)(13)
وسآخذ مثال واحد من كتب علماءهم لأبين التطابق مع هذه الفلسفة الباطلة وبالطبع يشترك علماءهم فيها ومن الاستحالة أن أذكر جميع من قال بهذا .
12) علي السيستاني ، " الرافد في علم الأصول " محاضرات بقلم السيد منير السيد عدنان القطيفي ، المبحث الأول ص 14
<13) الشهرستاني ، " الملل والنحل " ، الباب الأول الحكماء السبعة ، فلسفة أفلاطون