العار عنوانه "ويكليكس"!
جمال سلطان
28-10-2010
يعيش العالم كله هذه الأيام حال صدمة مذهلة من حجم ونوعية الجرائم التي ارتكبتها كل من الولايات المتحدة الأمريكية وإيران والعصابات الشيعية في العراق ،
الجميع استباح هذا البلد المنكوب ومارس فيه القتل والتخريب والتدمير،
الوثائق التي سربت إلى موقع "ويكيليكس" الشهير والتي تصل إلى أربعين ألف وثيقة بعضها بالصوت والصورة ،
تجعلنا نضع أصابعنا في أعين الدجالين
الذين حاولوا تبرئة إيران من الجرائم المروعة والبشعة
التي كانت ترتكب في حق المدنيين العراقيين السنة بشكل خاص ،
الوثائق الخطيرة كشفت عن أن فيلق القدس الذي أسسه الزعيم الإيراني آية الله الخميني بدعوى أنه سيفتح القدس
تفرغ للأعمال القذرة واصطياد المعارضين للنفوذ الإيراني في جنوب العراق والبصرة تحديدا
ومارس عمليات اغتيال وقتل مروعة ضد الأبرياء ،
كما قام بتدريب وتسليح العصابات الشيعية التي مارست الأعمال القذرة ضد المواطنين السنة والمواطنين الشيعة الذين يعارضون النفوذ الإيراني في العراق ،
إضافة إلى السيارات المفخخة التي تم تجهيزها في إيران وتسريبها إلى العراق لتحصد أرواح العشرات من الأبرياء وتثير الفزع في كل مكان ،
وكثير منها كان ينسب إلى تنظيم القاعدة والمقاومة العراقية ،
الحرس الثوري الإيراني كما كشفت الوثائق
كان ضالعا في تدمير العراق مؤسسات وبشرا .
كما كان رئيس الوزراء العراقي
نوري المالكي
يمارس دور " زعيم المافيا" حقيقة لا مجازا
،
ويشرف على عصابات دموية للقتل خارج نطاق القانون ،
وهو رئيس وزراء ، وهو شيء لا يصدق من بشاعته وعبثيته ،
كان المالكي يقتل بدم بارد كل من يخالفه وسلط عصاباته على وجهاء أهل السنة والعلماء وأمثالهم لكي تغتالهم وتصفيهم ،
وعندما يتم توقيف أحد من عصابات رئيس الوزراء في جريمة من قبل أطراف أخرى رسمية ،
يقوم بالتدخل بنفسه من أجل تسوية الأمر وإطلاق رجاله ،
رجل عصابات من الطراز الأول .
والأمريكيون كما كشفت وثائق "ويكليكس" كان يمارسون عمليات القتل كما يصطادون الحمام ،
حتى المدنيين الأبرياء الذين كانوا يمرون على نقاط التفتيش مسالمين يتم قتل كثير منهم بدون أدنى جريمة أو محاولة تمرد ،
وكانوا يقومون بتزنير منشآت ومباني بكاملها وبكل من فيها من بشر ورجال ونساء وأطفال ثم يقومون بتفجيرها وتسويتها بالتراب ،
لمجرد أن شخصا مشتبها به يقف فوق سطح البناية أو المنشأة ،
كما كانوا يتسلون بتعذيب المعتقلين في سجونهم أو سجون مافيا المالكي والعصابات الشيعية الأخرى ،
كما كان الأمريكيون على اطلاع وعلم كامل بأعمال قتل وضيعة ومروعة تتم بدم بارد للمعتقلين السنة داخل سجون السلطة الموالية للاحتلال ،
وأعمال تعذيب وحشية تشمل بتر أجزاء من الجسم الحي ،
وإذابة ما تبقى في الأحماض المركزة على الأجساد الحية ،
إضافة إلى عمليات اغتصاب للرجال والنساء ،
جرائم ضد الإنسانية وضد الأخلاق وضد أي قانون ،
حتى قانون الغابة له شيء من التقاليد ،
أما هؤلاء الوحوش الذين استباحوا ذلك البلد العربي المسلم
الأسير من الأمريكان والإيرانيين وعملاء الاثنين ،
فلم يعرفوا قواعد ولا قانون ولا أخلاق ولا آدمية .
ما زالت صحف العالم تتناول أطراف تلك المشاهد المروعة بذهول ،
وتتكاثر الأصوات الدولية التي تطالب بفتح تحقيق أممي جدي حول هذه البشاعات
وإحالة المتورطين إلى محاكم جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية ،
وطالبت الأمم المتحدة أمس بضرورة التحقيق في تلك الوقائع ،
غير أنها ـ بأدب جم ـ طالبت الجلاد بأن يحقق في جرائمه ،
فوجهت خطابها للإدارة الأمريكية ، وهو عبث لا معنى له ،
سوى محاولة امتصاص غضب العالم
حتى ينسى المأساة وتضيع دماء الأبرياء وعذاباتهم .
هذه البشاعات التي كشفت عنها الوثائق الأمريكية المسربة
تمثل في أحد وجوهها إنذارا واضحا لكثير من دول المنطقة ،
من الخليج العربي إلى سوريا إلى لبنان إلى الأردن
إلى أي مكان تصله ذراع الإجرام الإيرانية والأمريكية ،
هذا هو المصير .