لو كانت المسألة فقهية لقلنا جاز الإختلاف وانتهى الأمر
ولكن لأن دين وعقيدة الخوارج الضالة لا يتحمل في طياها إلا التضارب والتناقض
قال الله تعالى: أفلا يتدبرون القرآن ولو من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا
وكما رأينا ابارحة تضاربهم وتناقضهم حول مصير مرتكب الكبيرة وعبثهم الفاضح
نبرز اليوم التناقض الصارخ بين الحضرمي والخليلي
يقول الحضرمي أن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يمكن أن يسحر لأنه معصوم
جاء في كتابه (قراءة في جدلية الرواية والدراية عند أهل الحديث ص 63- 64 ) ما نصه
"روايات تطعن في النبي صلى الله عليه وسلم : من أمثلة ذلك الروايات التي تقول أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد سُحر ، وأنه كان يخيل إليه أنه (كان يفعل الشيء وما فعله) ، وأنه (كان يأتي النساء ولا يأتيهن) وهذه الروايات تطعن في رسالة النبي صلى الله عليه وسلم لأن فعله وتصرفاته صلى الله عليه وسلم محل متابعة ومراقبة من الأمة لتعلقها بجوانب الرسالة وتبيين القرآن الكريم وشرحه ،وكيف يمكن قبول مثل هذه الرواية والله سبحانه وتعالى قد أكد على عصمة نبيه صلى الله عليه وسلم من ضر الأعداء له ، حيث قال عز وجل : { وإن تعرض عنهم فلن يضروك شيئا } [المائدة:42] ، وقال أيضا : { يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين} [المائدة:67] .إن مثل هذه الروايات تثبت قول المشركين الذين ادعوا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان مسحورا ، { إذ يقول الظالمون إن تتبعون إلا رجلا مسحورا} [الإسراء: 47ْ] .
وبالتالي فالحضرمي ينفي نفيا قطعيا أن يكون الرسول صلى الله عليه وسلم قد تعرض إلى السحر
فماذا يقول كبيرهم الخليلي ؟
وقد جاء في الحديث الذي رواه الشيخان أن لبيد بن الأعصم اليهودي سحر رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أثر هذا السحر على صحة النبي صلى الله عليه وسلم وعلى حديثه .والذين قالوا بإنكار السحر قالوا بأن هذه حالة واقعة أي أن النبي صلى الله عليه وسلم سحره اليهودي فعلا حاول أن يأتي بأشياء ولكن صادف ذلك وقوع هذه الحالة وهي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان متأثرا بالمرض ولم يكن ذلك من سبب السحر وهو ينافي ظاهر الحديث. هذه الحالات هي الثابتة أما ما وراء ذلك فأمر لا نستطيع أن نثبته ولا نستطيع أن ننكرهإلا ما كان مصادما للنصوص فما صادم النصوص فهو منكر .
هنا يحق لنا أن نطرح السؤال:
أي دين هذا الذي يتناقض علماؤه في أهم المسائل العقدية فيه؟
أهذا هو دين الحق الذي صدعوا رؤوسنا حوله بالصراخ والعويل