الحمد لله تعالى . . والصلوات الطيبات الزاكيات على محمد وآله تتوالى . . .
من جملة الإعتراضات التي يطرحها بعض الزملاء من المخالفين الإمامية الإثني عشرية - وفقهم الله للخير والهدى - التشكيك بوثاقة أصحاب الكتب الستة والمجاميع الحديثية !!
ونحن يسرنا . . أن تطرح القضايا الحديثية على طاولة الأدب والعلم . . لا طاولة التحامل وسوء الظن . . نسأل الله السلامة والعافية . .
والكلام هنا بشكل عام . . لا بخصوص مسألة هنا وهناك يمكن نقاشها بهدوء . . وعليه سنأتي ببعض النقولات التي ستجعل المخالف يتريث قليلا قبل تهوره . . . لأن ما يريد ان يلزم به مخالفه سيلزمه بالضرورة . . وهنا سنتكلم على الفرض الجدلي بالتسليم للمشكك بما يريد . .
قال المجلسي الأول في كتابه ( روضة المتقين شرح كتاب من لا يحضره الفقيه ) ج1، ص: 87 :
فإنك إذا تتبعت كتب الرجال وجدت
أكثر أصحاب الأصول الأربعمائة
غير مذكور في شأنهم تعديل و لا جرح
(
إما)
لأنه يكفي في مدحهم و توثيقهم أنهم أصحاب الأصول فإن أصحاب الإمام أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليه السلام المصنفين للكتب كانوا أربعة آلاف رجال-، و صنف أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة كتابا في أحوالهم و نقل من كل واحد حديثا من كتابه و كان يقول أحفظ مائة و عشرين ألف حديث بأسانيدها و إذا كر بثلاثمائة ألف حديث، و اختاروا من جملتها و جملة ما نقله أصحاب بقية أئمتنا صلوات الله عليهم أربعمائة كتاب و سموها الأصول و كانت هذه الأصول عند أصحابنا و يعملون عليها مع تقرير الأئمة الذين في أزمنتهم سلام الله عليهم إياهم على العمل بها و كانت الأصول عند ثقة الإسلام، و رئيس المحدثين، و شيخ الطائفة و جمعوا منها هذه الكتب الأربعة و لما أحرقت كتب الشيخ و كتب المفيد ضاعت أكثرها و بقي بعضها عندهم حتى أنه كان عند ابن إدريس طرف منها و بقي إلى الآن بعضها. لكن لما كان هذه الأربعة كتب موافقة لها و كانت مرتبة بالترتيب الحسن ما اهتموا غاية الاهتمام بشأن نقل الأصول:و كنت أنا أضعف عباد الله محمد تقي أردت في عنفوان الشباب أن أرتب الكتب الأربعة بالترتيب الأحسن، لأنها مع ترتيبها كثيرا ما ينقلون الخبر في غير بابه و صار سبب الاشتباه على بعض أصحابنا بأنهم كثيرا ما ينفون الخبر مع وجوده في غير بابه (لكن) خفت أن تضيع هذه الكتب كما ضاعت الأصول، و لهذا تركت الجمع و الترتيب
(
و إما)
لبعد العهد بين أرباب الرجال و بين أصحاب الأصول و غيرهم من أصحاب الكتب التي تزيد على ثمانين ألف كتاب كما يظهر من التتبع، نقل أنه كان عند السيد المرتضى رضي الله عنه ثمانون ألف مجلد من مصنفاته و محفوظاته و مقرواته، و ذكر الوشاء أنه سمع الحديث في مسجد الكوفة فقط من تسعمائة شيخ كل يقول حدثني جعفر بن محمد، و لو لا خوف الإطالة لذكرنا كثيرا منهم لكن غرضنا إراءة الطريق حتى يوصلكم الله إلى المطلوب و إيانا بجاه محمد و آله الطاهرين. أ.هـ
. .
. .
وأخيرا . . لا ننسى النص المعروف المشهور عند الجميع . . .
الفهرست - الشيخ الطوسي - ص 32
فإذا ذكرت كل واحد من المصنفين وأصحاب الأصول فلابد من أن أشير إلى ما قيل فيه من التعديل والتجريح ، وهل يعول على روايته أو لا ، وأبين عن اعتقاده وهل هو موافق للحق أو هو مخالف له ، لان
كثيرا من مصنفي أصحابنا وأصحاب الأصول ينتحلون المذاهب الفاسدة ،
وإن كانت كتبهم معتمدة .
والله من وراء القصد