الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمةً للعالمين وعلى آله وأصحابه الذين عدلهم الله جل جلاله في كتابه العزيز , ليكونوا بعد هذا التعديل , أساس نقل أمور الدين من المصطفى الأمين إلى باقي الأمة الميامين وإلى يوم الدين .
: كثير ما نجد الرافضة عليهم من الله ما يستحقون ,
يطعنون في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ,
ويثيرون الشبه حولهم , لا لشيء إلا لإبطال أمور الشريعة بالطعن في القرآن والسنة النبوية المطهرة ,
لأنه لم يصلنا هذا القرآن وهذه السنة إلا من هؤلاء الأفذاذ المعدلين من ربهم جل جلاله .
ولذلك لا حجية في طعن هؤلاء الخبثاء
في أصحاب الرسول بعد تعديل الله لهم .
ولتقريب الصورة
لقد أمرنا الله سبحانه عند التنازع أن نرد ذلك التنازع إلى القرآن والسنة إذا كنا مؤمنون, وحذرنا من ردها إلى الظنون ,
فقد ذم الله الظن فقال سبحانه :
{ إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون }،
ويقول : { إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس } ،
هو الظن المبني على إتباع الهوى ،
وهذا لا يجوز الأخذ به في الأحكام
أنظر إلى قول شيخ الرافضة الخوئي في ذلك فقد قال :
(قد ثبت بالأدلة الأربعة حرمة العمل بالظن)
معجم رجال الحديث - السيد الخوئي ج 1 ص 19 .
أما إذا أعترف الرافضي إنه غير مؤمن انتهى الإشكال وعُرف سبب حقده لأصحاب المصطفى صلى الله عليه وسلم ,.فقد قال تعالى : {فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله وإلى الرسول إن كنتم تؤمنون }.
وها نحن متنازعون في هذا فلننظر هل
عدل الله أصحاب نبيه أم لا ؟!
أقول : ماذا قال الله عن الصحاب نبيه
عندما أمرهم الله بتغيير قبلتهم ؟!
ننظر إلى ذلك , فقد قال الحق
: { سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم * وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله وما كان الله ليضيع إيمانكم إن الله بالناس لرءوف رحيم} .
نظرات في هذه الآية :
وما معنى وسطا ؟؟
ففي لسان العرب مادة : وسط
قال: واعلم أَن الوسط قد يأتي صفة، وإِن أَصله أَن يكون اسماً من جهة أَن أَوسط الشيء أَفضله وخياره كوسَط المرعى خير من طرفيه، وكوسط الدابة للركوب خير من طرفيها لتمكن الراكب , ولهذا قال
الراجز:
إِذا ركِبت فاجعلاني وسطا
وقال أيضاً : وسط الشيء أَفضله وأَعْدَلَه جاز أَن يقع صفة،
وذلك في مثل قوله تعالى: وكذلك جعلناكم أمة ,أَي عَدْلاً،
فهذا تفسير الوسط وحقيقة )هـ.
أقول وما يعضد ذلك :
ماورد في عمدة كتب الرافضة الكافي : 6 /540 ح18
وروى فيه : ( عن مولانا أبي الحسن عليه السلام في ضمن جواب بعض المتعرضين الملعونين - و خير الأمور ، أوسطها ) .
[نقلاً من : سماء المقال في علم الرجال - ابو الهدى الكلباسي ج 1 ص 191 ].
وأيضاً ما أورده شيخكم المازدراني
عن مسند محمد بن قيس البجلي ص142.
قوله : ( أهل أوساط الأرض " : وسط الشئ : بالتحريك . المعتدل . الوسط قد يكون صفة وإن يكون اسما من جهة أن أوسط الشئ أفضله وخياره . ومنه الحديث خير الأمور أو خيار الأمور أوساطها . في مثل قوله تعالى وتقدس
( وكذلك جعلناكم امة وسطا أي عدلا فهذا تفسير الوسط وحقيقة معناه . الوسط يجمع على أوساط أو أواسط ). " هـ
وبهذا يتضح معنى وسطا في هذه الآية وأن معناها [ عدول ] .
وجعل الله الصحابة شهداء دليل آخر على فضلهم وعدلهم وأنهم من أصحاب الجنة فقد قال الحق في ذلك : { والذين هم بشهاداتهم قائمون * والذين هم على صلاتهم يحافظون * أولئك في جنات مكرمون } .
أقول :
نلاحظ : أن الله جعلهم شهداء و ونلاحظ أن الله رأى اتبعاهم الرسول في تغيير القبلة فهم صلوا معه .
فكان : جزاء ذلك دخولهم جنة الخلد .
ولذلك أحتج أشياخ الرافضة على عدالة المسلم بهذه الآية التي لو تطلع عليها بعين حق لعلم أنها لصحابة النبي خاصة , فقد قال شيخهم الجواهري في كتابه جواهر الكلام ج41/ص22 . احتجاجا بهذه الآية
( لا تقبل شهادة أهل دين على غير أهل دين المسلمين , فإنهم عدول في أنفسهم وغيرهم ).
ومعنى شهداء على الناس : بأنهم يشهدون بأن الرسل قد بلغوا أممهم لما ورد في القرآن الذي شهدوا نزوله وحفظوه في صدورهم .
أقول
وهذا دليل واضح وجلي على أن المقصود بهم هم صحابته دون غيرهم , بدليل أنه شاهد عليهم , أما عند موته فلم يعد شاهد عليهم بأبي هو وأمي ودليل على هذا ما أخبر به الله سبحانه على لسان عيسى : { وكنت عليهم شهيداً ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد}
دليل على أن الأنبياء وإن كانوا أحياء فإنهم لا يعودون شهداء بعد موتهم .
ومعلوم أن الصحابة أتبعوا الرسول في الصلاة قبل الكعبة ولم نعرف من الصحابة مخالف لذلك الأمر الرباني.
أن الله جل جلاله لم يضيع هذا الإيمان , بل أبقاه لأنه رءوف رحيم , وشهادة الله لأحد بالإيمان هي من أعلى الشهادات , فبالله من أولى بالتصديق الله أم أشياخ الرافضة .
أين عقولكم أين التدبر في القرآن .
1-
نرى أن الله سبحانه وتعالى وصف الصحاب نبيه بأنهم [ أمة وسطا ].
2
-نرى أن الله سبحانه وتعالى جعلهم شهداء على الناس .
3-نرى أن الله سبحانه وتعالى جعل الرسول شهيداً عليهم .
5- نرى في قوله تعالى : { وما كان الله ليضيع إيمانكم إن الله بالناس لرءوف رحيم}.
4
-نرى في قوله تعالى { وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه}.
إضافة فضيلة من الآية :
أقول : معلوم أن الصحابة رضوان الله عليهم كلهم أطاعوا الرسول في تغيير القبلة ولم نرى منهم مخالف , وقد وصفهم الله بأنه هداهم فقال : { على الذين هدى الله }.
فهل هناك عدالة أعظم من هداية الله .
أنظر يا متطلع إلى قول الحق : { وما كان الله ليضل قوماً بعد إذ هداهم حتى يبين لم حتى يبين لهم ما يتقون إن الله بكل شيء عليم }.
والله قطعاً لن يضلهم لقوله : {إن تحرص على هداهم فإن الله لا يهدي من يضل وما لهم من ناصرين }.
فمن كتب الله عليه الهداية فإنه لن يضله الله لأن الله لن يهية بدايةً قطعاً كما اخبر الله بذلك .
الله سبحانه وتعالى أخبر [ أن الذين هداهم الله أي الصحابة كما أوضحنا سالفاً] أنهم يتبعون أحسن القول ومعلوم أن أحسن القول هو القرآن وأقوال الرسول قال الحق في ذلك : { الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله }.
ولأنهم يستمعون القول فيتبعون أحسنه
وجب على الرسول أن يبشرهم بالجنة فقد قال الحق :
{ فبشر عباد * الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه }.
سؤال هل بشرهم الرسول بذلك أم لا ؟!
يجيب على هذا السؤال قول الحق : { لا يستوي من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى }.
أقول : فهذه آية قد شملت الصحابة كلهم , وقد وعدهم الله بالجنة بقوله : { وكلا وعد الله الحسنى } .
وقد سمّى الله الجنّة بالحسنى فقد قال : { للذين أستجابوا لربهم الحسنى والذين لم يستجيبوا له لو أن لهم مافي الأرض جميعاً ومثله معه لا فتدوا به أولئك لهم سوء الحساب ومأواهم جهنم وبئس المهاد }.
وأيضاً قوله في الرد على المشركين الذين زعموا أنهم سيدخلون الجنة : { يجعلون لله ما يكرهون وتصف ألسنتهم الكذب أن لهم الحسنى لا جرم أن لهم النار }.
الله يصف المؤمنين بأن الهم الحسنى أي الجنة
{ وأما من آمن وعمل صالحا فله جزاء الحسنى }.
الله يصف أهل الحسنى أي الجنة بأنهم مبعدون عن النار فقال : {إن الذين سبقت لهم منى الحسنى أولئك عنها مبعدون }.