السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
في كتاب الله العظيم وفي سنة رسوله الكريم أدلة كثيرة على حب الصالحين وفضلهم .
ولكن يبقى أن يفهم الإنسان معنى ذلك الحب والفضل الوارد في كتاب الله وسنة رسوله وتوجيهه التوجيه الصحيح دون ربطه بمصالح الدنيا والتقليل من الآخرين .
ولأن الشيعة يدعون من بعض الأدلة رغم عدم صراحتها أن لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه وأولاده خاصية تفرقهم عن عباد الله أجمعين وتجعلهم يختلفون عن غيرهم من البشر!
فإننا نقول أن الأنصار لديهم من الأدلة الصريحة الواضحة والقوية من كتاب الله وسنة رسوله الكريم مايفوق الأدلة التي يستدل بها الشيعة من حيث الصحة ووضوح المعنى .
في كتاب الله الكريم :
قال الله تعالى : ( والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم.
وقال الله تعالى : ( إن الذين آمنوا وها جروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك بعضهم أولياء بعض )
وقال الله تعالى : ( والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون )
وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم :
روى البخاري في صحيحه : عن النبي -صلى الله عليه وسلم- : (( آية الإيمان حب الأنصار ، وآية النفاق بغض الأنصار )) .
وعن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال في الأنصار : (( لا يحبهم إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق من أحبهم أحبه الله ، ومن أبغضهم أبغضه الله )) ( مسلم ) .
وقال -صلى الله عليه وسلم- : (( لا يبغض الأنصار رجل يؤمن بالله واليوم الآخر )) ( مسلم ) .
وقال -صلى الله عليه وسلم- (( من أحب الأنصار أحبه الله ، ومن أبغض الأنصار أبغضه الله )) ( المسند )
وأمام ماتقدم نجد أن الله ذكر الأنصار وسماهم بإدلة صريحة وبين فضلهم وما أعد لهم من نعيم يوم القيامة .
كما بينت أحاديث رسول الله فضل الأنصار وأن من يحبهم من المؤمنين ومن يبغضهم من المنافقين .
وعلى ضوء ماسبق :
فإن رغبة الصحابي الجليل الأنصاري سعد بن عبادة رضي الله عنه في الخلافة وخطبته يوم السقيفة انطلقت من آيات صريحة يعرفها الصحابة ويعرفها سعد بن عبادة مرورا بأقول المصطفى عليه السلام في فضل الأنصار وفي فضل سعد بن عبادة رضي الله عنه وقد انطلقت خطبة سعد من فهمه للأدلة في فضل الأنصار .
ولكن وبطبيعة الحال كان الصديق رضي الله عنه هو أفضل الصحابة ورفيق رسول الله في الهجرة وخليفته في الصلاة بالمسلمين في حياته والعديد من الفضائل للصحابي الجليل أبو بكر الصديق رضي الله عنه التي رشحته ليكون أفضل الصحابة وأول خليفة للمسلمين بعد رسول الله وهي ميزة لم تكن إلا له ولن ولم تتكرر لسواه رضي الله عنه وأرضاه.
أردت أن أصل من خلال ماسبق إلى أن من يملك الدليل الصريح على حقه لايظل صامتا كما فعل علي بن أبي طالب رضي الله .
وللمقارنة بين موقف علي بن أبي طالب وسعد بن عبادة رضي الله عنهما نجد مايلي :
لم يكن علي بن أبي طالب رضي الله عنه يملك ولو دليلا واحدا صريحا من كتاب الله على اختصاصه وأولاده بفضل أو ميزة لهم دون سواهم ليستدل به بعد وفاة رسول الله .
في الوقت الذي كان يملك سعد بن عبادة والأنصار عموما أدلة صريحة من كتاب الله باسمهم تدل على فضلهم وحب الله لهم .
ولذلك فلو كان يحق المطالبة بالولاية أو الإمامة حسب الدليل من كتاب الله لكان الأنصار أولى بها فلهم من الآيات الصريحة في كتاب الله وباسمهم الذي سماهم الله به مالايوجد لغيرهم أبدا من الفضل.
لكن الأنصار وأهل الإيمان عموما يعلمون أن رسول الله أكمل الدين وأتم ما أمر الله به وليس للناس بعد وفاته إلا العمل الصالح وأنه لا أصل لإمامة أو ولاية بدعوى القرابة من رسول الله أو تصريحه بحب وفضل البعض كما يفعل ويقول الشيعة والعياذ بالله .