لعالم الدين دورا ورسالة ورسالة في هذه الحياة ، لا تقل أهمية عن دور المهندس والدكتور والمحامي والصحفي والسياسي ، أو أصحاب المهن الأخرى التي تنهض بالمجتمع وتغطي احتياجاته المادية والمعنوية ، وخير الناس أنفعهم للناس .ويتميز دور عالم الدين عن غير ه ، لأن دوره يرتبط بتنمية الحالة الروحية للناس وصلاح المجتمعات ، فإذا فسد العالم كان فساده أشد خطرا من فساد غيره ، لأن فساد العالم فساد أمة ، وبصلاحه صلاح أمة ، فعني النبي صلى الله عليه وآله : (( صنفان من أمتي إذا صلحا صلحت أمتي ، وإذا فسدا فسدت أمتي : الفقهاء والأمراء )) يوم الخلاص لكامل سليمان ص 335.
علماء دمروا الأمة :
أخطاء كثيرة كلفت أمتنا غاليا والسبب هو حماقة بعض علماء السوء من الفريقين ، فمنهم من ساهم في ضياع الأوطان كالخواجة نصير الدين الطوسي (597هـ ـ 673هـ ) المشهور بالمحقق ، فلقد جاء هذا الرجل مع الغزو المغولي للعراق ( 656هـ) وكان الساعد الأيمن والمستشار المخلص والمنجم والفلكي للسفاح الوثني هولاكو ( هلك : 663هـ) و ساهم أيضا في قتل وتعذيب المسلمين تقربا لأسياده المغول ،ولقد فضحه أحد المؤلفين الشيعة ( التنكابني ) في كتابه قصص العلماء من حيث لايدري ، وأورد هذه النصوص التي تدين الرجل :
1) قتله أحد الشيعة المعارضين للغزو المغولي : ( ... فقال الخواجة : لقد قتلنا المستعصم العباسي .... فأمر الخواجة : أن تربط قدماه وتضربا ...) ص 398.
2) قتله المخالفين ( علماء أهل السنة ) : ( ..... وكان عند مناقشته لعلماء العامة في الإمامة يلزمهم ، وإذا لزمهم يرى إن اختاروا التشيع فيه ، وإلا كان يقطع رؤوسهم) ص396.
3) يقترح على سيده هولاكو كيفية قتل الخليفة المستعصم رحمه الله : ( ...فإن لم ترد أن يهرق دمه فليلف بالبساط وليسحق بالأيدي ) ص 403.
ولا ندري ماهو الفرق بين سلطة نصير الطوسي عميل المغول ، وبين سلطة الحكومة العراقية العميلة التي نصبتها أمريكا : والتشابه في قطع الرؤوس والطائفية ، ومالفرق بين الطوسي والحكيم والمالكي والجعفري!!! وكذلك القاضي شمس الدين القزويني والذي كان بدوره أيضا يحرض المغول إحتلال البلاد الإسلامية لأسباب طائفية ( كتاب جامع التواريخ للهمذاني ص 233) .
ومنهم من فرق كلمة المسلمين بمؤلفاته الطائفية البغيضة كفقيه الدولة الصفوية (905هـ ـ 1135هـ) الملا محمد باقر المجلسي ( 1037هـ ـ1111هـ) والذي كان يتطاول في كتبه ويكفر الخلافاء الثلاثة .....ومنهم من سفك دماء المسلمين ، وأستنزف أموالهم بإسم الدين أو بإسم أهل البيت عليهم السلام ، كما كانت تفعل زمر الكنيسة في محاكم التفتيش والسلطة البابوية البغيضة .
الشرع يحذرنا من التعامل مع علماء السوء :
لقد حذرت كثير من الروايات من التعامل مع علماء السوء ، وبينت الأسس الرئيسة للتعرف على الصالح والطالح منهم : فعن رسول الله صلى الله عليه وآله : (( إذا ظهرت البدع في أمتي ، فليظهر العالم علمه ، فمن لم يفعل فعليه لعنة الله )) الكافي الجزء الأول ص54 : ولا ندري أين علم مولانا السيستاني الذي لا يظهره سوى للشرذمة القليلون الذين نصبتهم أمريكا على رقاب العراقيين .وعن أبي عبد الله عليه السلام : (( إن العالم إذا لم يعمل بعلمه ، نزلت موعظته من القلوب كما ينزل المطر عن الصفا )) المصدر السابق ص 44، ولاندري لماذا لا يتعظ عبدة المراجع وينظروا للسيستاني وأشباهه ويكتشفوا حقيقتهم التي أزكمت رائحتها الأنوف !!!! أم على قلوب أقفالها .
وعنه عليه السلام : (( إذا رأيتم العالم محبا لدنياه ، فأتهموه على دينكم )) المصدر السابق 46، لقد أحب السيستاني ومن لف لفه الدنيا حتى جمعوا أموال الناس بإسم الخمس وكنوزها وورثوها لأبنائهم.وعن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام : (( اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله )) فقال : والله ما دعوهم إلى عبادة أنفسهم ، ولو دعوهم ما أجابوهم ، ولكن أحلوا لهم حراما ، وحرموا لهم حلالا فعبدوهم )) المصدر السابق ص 52، وشاهد الحال يعكس ماوصل إليه الأمر بعد تزعم السيستاني وأشباهه الحوزات العلمية .
يجب دراسة التراث والواقع الشيعي المعاصر :
لقد أصاب كبد الحقيقة أحد علماء الشيعة المعاصرين عندما قال : بأنه ينبغي علينا أن نعيد دراسة التراث الشيعي دراسة نقدية ،ونحن نقول أيضا ودراسة معاصرة للواقع الشيعي المريض ، ونميط اللثام عن شوائبه ، والتراكمات التي لحقت به ، بعد حقبة العهد الصفوي الذي مسخ بدوره الوجه الشيعي ، وأن نسلط الضوء بشدة على الأفكار الصفوية المتفشية في الوسط الشيعي ، والمعلبة والتي ظهرت آنذاك وفي ظل الصراع الطائفي والسياسي والعسكري مع الدولة العثمانية ( 657هـ ـ 1343هـ ) ، وأن نميز بين العلماء المخلصين ، وبين الذين يستقلون التشيع لتعزيز مكانتهم الدينية ، ، ليخدعوا الناس ، بعد أن تلبسوا بالعمامة وتقمصوا العباءة ، واستندوا على صولجان المرجعية الدينية بلا وجه حق ،ليبثوا سمومهم الطائفية ، وعمالتهم الرخيصة ، ولربما أخفى بعضهم الصليب أو نجمة داود أو مجسما لبوذى تحت جبته .
فلا بد من ثورة تصحيحية ينفض من خلالها الغبار المتراكم عن موروثاتنا وواقعنا ، ولا بد من دراسة التاريخ الشيعي من جديد ، ولا بد من كشف بعض الشخصيات السيئة التي غلفت بالقداسة بسبب عرقها الفارسي أو ميولها للفرس : كعميل المغول نصير الدين الطوسي ،وفقهاء الدولة الصفوية المجلسي والأردبيلي الملقب بالمقدس ، والكركي الملقب بالمحقق ، وغيرهم من عشرات العلماء الذين استقطبهم ووظفهم شاهات الدولة الصفوية في بلاطهم ، وأغدقوا عليهم عليهم بالعطايا والمناصب والخلع النفيسة التي يسيل لها اللعاب وتسقط العمامة بعد أن يهتز الجسد فرحا .
ولا بد من تسليط الضوء على علاقة كاظم اليزدي ( ت :1917م) صاحب كتاب العروة الوثقى والذي يعتبر أول من وضع وجوب التقليد في كتب الفقه وفي سابقة نادرة خطيرة كان لها الأثر في تخلف الشيعة بعد أن ربط مصيرهم ومصير أوطانهم بالمراجع ،فيجب تسليط الضوء على علاقته بالاحتلال البريطاني ، بعد أن اعترفوا بمذكراتهم بوجود علاقة وثيقة بينهما .
وعلاقة محسن الحكيم ( ت:1970) ببريطانيا وأمريكا وشاه إيران ( مراجعة : كتاب الصدر بين ديكتاتوريتين لعادل رؤوف ) ، وعلاقة الخوئي (ت : 1991م) بالقوات الأمريكية التي غزت العراق في عام (1991م) بعد أن أرسل ابنه عبد المجيد للتفاوض معهم ، ثم الإقامة في لندن وفتح المكاتب والمراكز الدينية هناك ،وعمالة محمد باقر الحكيم وأخيه عبد العزيز بعد جاءوا مع المشروع الأمريكي (2003م) .
مراجع النجف الأربعة :
لعبت المراجع الأربعة سيما كبيرهم الذي علمهم الهروب السيستاني ، دورا خطيرا في تشريع الوجود الأمريكي ، وتقوية سلطة العملاء ، فوجود السيستاني في مركز المرجعية لم يكن محض صدفة أو كفاءة ، فقد لعبت أطراف كثيرة متظافرة حتى أوصلته لهذا المنصب ، والرجل لم يبلغ حتى مرتبة الإجتهاد الفعلي ، وبرز بعد موت إستاذه الخوئي ، فقد حرصت هذه الجهات على إبراز صورته وتلميعها والترويج لها ليكون خليفة للخوئي (مراجعة كتاب : عراق بلا قيادة للكاتب عادل رؤوف ) . وكان لإختياره الأثر الكبير في التمهيد لإحتلال العراق ، وتمكين قوات الإحتلال الأجنبية الغازية منه ، بعد أن أفتى بعدم التعرض لها أو مقاومتها.
العلماء الفرس وتدمير العراق:
بعد أن تداولت كثير من الامبراطويات الفارسية السيطرة على العراق واحتلاله ، تداول أحفادهم من علماء فارس المرتبطون بالفكر الصفوي السيطرة على المراكز الدينية في العراق ، وكأن البلد قد عقم من أن يلد علماء عرب!!! لقد ساهم العلماء الفرس المقيمون في العراق على تدميره ، وضياع حضارته وتاريخه ، وانفصاله عن أمته العربية ، بعد أن فرقوا كلمة المسلمين ، وحاربوا العرب والعروبة ، واختطفوا العراق ليجعلوه جزاء من حضارتهم الفارسية وثقافتهم الصفوية ، والعراق على مر التاريخ لم يستفد منهم ولكنهم استفادوا منه ، بعد جمعوا الثروات وحصلوا على المقامات الدينية التي لا يحلمون بها في بلدهم ، ولم يراعوا في هذا البلد الذي استضافهم وأكرم وفادتهم إلا ولا ذمة ، وباعوه بثمن بخس دراهم و دولارات معدودة ، بعد أن تعاونوا مع الصليبيين للسيطرة عليه . فما بال أمتنا تتبع مثل هولاء من علماء السوء إتباع الشاة للقطيع ، فكيف نقلد هولاء ونحترمهم وندفع إليهم بأموالنا ، بعد أن خربوا الديار وأفسدوا الأمة ودمروا العراق.
-------
تعليق: تمّ حذف الجزء الذي يسيء للشيخ بن تيمية, كي لا يتم مقارنة هذا العالم الجليل بهؤلاء المعممين الذين كما جاء بوصفهم, ليسوا سوى أحبار يهود ارتدوا عباءات الاسلام من أجل الاساءة له, وحاشى للشرفاء من أن العلماء سنة وشيعة أن يشبهوا بهم..
http://ch-at.com/vb/showthread.php?t=744
12-08-10, 04:54 AM
العرض العادي
