العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديات العلمية > منتدى القرآن الكريم وعلومه وتفاسيره

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-06-09, 08:19 AM   رقم المشاركة : 11
ديار
موقوف





ديار غير متصل

ديار is on a distinguished road


الحلقة الرابعة

سبق تبيين عدد من المآخذ على المؤلفين في ما يسمى الإعجاز العددي، وفي هذه الحلقة تبيين واحد من أهم المآخذ عليهم وهو أن للإعجاز العددي في القرآن الكريم محورا وأساسا يرتبط برقم أو مجموعة أرقام، وأن لهذا الرقم أو لهذه الأرقام ميزات خاصة ودلالات عديدة، وأورد أصحاب هذا الافتراض لتأكيد كلامهم الكثير من المعادلات والحسابات المرتبطة بالأرقام التي يذكرونها والموصلة إلى نتائج متضافرة ومتشابهة، تؤكد بمجموعها وجود سر لهذا الرقم ودلالات ونتائج مرتبطة به، وبعضها له ارتباط وثيق بالواقع والمستقبل، ومن هذه الأرقام المنتقاة ونتائج دلالاتها ما يلي:
1- الرقم 19: وجه إلى هذا الافتراض نقد كثير يكشف أن الرقم 19 رقم مقدس عند طائفة البهائية وأنه يمثل سرها وشعارها، وبما أنها طائفة كافرة خارجة عن الدين[1] فإن إشاعة الارتباط بين الرقم 19 والإعجاز العددي أمر ينبغي التصدي له ومحاربته، وقد قوبل هذا النقد باعتراض من آخرين يرون التفريق بين الإعجاز العددي المرتبط بالرقم 19 – وهو موجود وكثير من وجهة نظرهم – وبين البهائية، وأن الشخص الوحيد الذي طُعن فيه وثبت انتسابه إلى طائفة البهائية هو محمد رشاد خليفة، وأنه حاول تجيير نتائج بحثه لخدمة طائفته المنحرفة، وأن فعله هذا لا يستلزم ردّ مبدأ الإعجاز العددي المرتبط بالرقم 19[2]،
وفسر بعض الداعين إلى جعل هذا الرقم محورا للبحث قوله تعالى: (عليها تسعة عشر) [المدثر:30] بأنه عدد حروف البسملة، وأن اكتشاف هذا المعنى للآية سيكون فتنة للذين كفروا ويقينا للمؤمنين – كما ورد في الآية 31 – وهذا تفسير غير مقبول للآية لا تعين عليه اللغة ولا السياق، وهو تحكم وافتراض بعيد عن المنطق، واستدلوا لتأكيد هذا المعنى أنه بعد نزول الآيات 1-30 من سورة المدثر نزلت سورة الفاتحة، أي بعد نزول (عليها تسعة عشر) نزلت البسملة، فكانت تفسيرا لها[3]، وهذا الافتراض خطأ ونتيجته كذلك خطأ، لأن ما نزل من المدثر أولا لم يتجاوز أول خمس آيات منها[4]، فإن الآيات التي بعدها تتوعد الوليد بن المغيرة وتتحدث عن موقفه من القرآن، فلا يتصور نزولها قبل الجهر بالدعوة وقبل حصول الحادثة المذكورة فيها، كما أن ترتيب نزول السور المعتمد عند معظم المؤلفين في الإعجاز العددي، يجعل ترتيب نزول السور هكذا: العلق، القلم، المزمل، المدثر، الفاتحة، المسد،...[5]، وهذا ترتيب غير مسلّم به وتعارضه أدلة عديدة[6].
وتوجد أخطاء في عدد من هذه معادلاتهم وحساباتهم[7]، وبساطة وتكلف في بعض آخر منها[8]، يدل على ذلك تغيير طريقة الحساب من الأول أو من الآخر، أو عد حرف ما وإهمال آخر إلى ما هنالك من الوسائل للوصول إلى النتيجة المعروفة مسبقا ألا وهي الصلة بالرقم 19، ومن الأمثلة على التكلف وتغيير طريقة الحساب والترتيب ما فعله مؤلف كتاب: "سر الوجود والرقم 19" في الفصل الرابع من كتابه: "الرسل والرقم 19"، وفيه مغالطات عديدة يمكن مراجعتها في البحث أصل هذا المقال.
وقد توصل المفترضون لهذا الافتراض إلى عدد من النتائج الخطيرة، سبق ذكر بعضها في مقالات سابقة، ولعل أخطرها:
زعم إثبات وصول القرآن الكريم إلينا متواترا دون زيادة ولا نقصان، والتدليل على ذلك بصحة جميع العمليات الحسابية والإحصاءات المرتبطة بالرقم 19، وهي بمجموعها تؤكد وصول القرآن إلينا سليما صحيحا خاليا من الزيادة والنقصان، إذ لو حصل فيه زيادة أو نقصان لاختل هذا النظام الدقيق[9]، ولن أدخل في تفاصيل الرد على طريقة التوصل إلى هذه النتائج، فقد ثبت حصول الخطأ عندهم في الحسابات ، مما يمكن معه أن تنسف هذه النتائج، أما مسألة تواتر القرآن فهي ثابتة ثبات الجبال الرواسي من قبل هذا الافتراض ومن بعده، وكلام الله تعالى ليس بحاجة إلى إثبات تواتره بهذه الطريق ولا غيرها.
كما وقع أصحاب هذا الافتراض في أخطاء في العد، أو في تحريف له، وكان هدفهم التوصل إلى رقم من مضاعفات العدد 19، فذكروا أن عدد مرات ورود لفظ الجلالة في القرآن 2698[10]، وهذا العدد من مضاعفات الرقم 19 (142×19)، ولكن حين عدها آخرون كانت 2697[11]، أو 2699[12]، مع ملاحظة أن عدّ موضع بسملة الفاتحة يوافق المذهب الكوفي والمكي من مذاهب العدد، وترك عده يوافق المذاهب الأخرى[13]، وهذا الاختلاف في العد دليل على وجود الخطأ عند بعضهم،أو تعمد الوصول إلى الرقم المتناسب مع الافتراض.
وحسب إحصاء بعض العادّين فإن حرف نون ورد في سورة القلم 133 مرة [14]، وهو من مضاعفات العدد 19 (7×19) ، إلا أنه حسب إحصاء آخر بلغ عددها 131 نونا فقط[15]، وفي إحصاء ثالث بلغ عددها 148[16] وليسا من مضاعفات العدد 19، والغريب أن محمد رشاد خليفة عدّ النون في فاتحة السورة كما تلفظ لا كما تكتب، وزعم أنها كتبت هكذا في المصاحف العثمانية القديمة[17]، مع تصريحه في موضع آخر باعتماده على المصحف المطبوع في مصر، وأغرب منه أن بسام جرار فعل ذلك أيضا وقال بأنها كتبت في المصاحف العثمانية كما تلفظ (نون)[18]، ولم يوثق كلامه، وحسب اطلاعي فإنه لم ينقل قط رسم (نون) ولا غيرها من فواتح السور بغير الرسم العثماني المعهود[19].
وعدّ أتباع هذا الافتراض كلمات أول ما نزل وهي الآيات الخمس الأولى من سورة العلق فكانت 19 كلمة[20]، في حين عدها آخرون فكانت 20 كلمة[21]، وسبب اختلافهم هذا أن منهم من عد (ما لم) كلمة واحدة، ومنهم من عدها كلمتين، واضطرب منهج بعضهم في عد (ما) مع ما بعدها فأحيانا تعدان كلمتين، وأحيانا تعدان كلمة واحدة[22].
2- افتراض أن للإعجاز العددي محورا وأساسا مرتبطا بأعداد تسمى الثوابت القرآنية وهي: 19 و29 و13 و23 و11 و17 وأن بين هذه الأرقام الثوابت ارتباطات ولها نتائج كثيرة وعظيمة، وصاحب هذا الافتراض ومكتشف الثوابت القرآنية مؤلف كتاب: "أسرع الحاسبين"، الذي استغرق منه سنوات، وضمنه أعدادا كثيرة من العمليات الحسابية الطويلة التي وصل بعضها إلى 234 و227 و156 خانة[23]، واعتمد في كتابه هذا تراميز خاصة به جعل فيها لكل حرف قيمة عددية، وبين للقارئ مفتاح الترميز الذي سار عليه، وكان أحيانا يجمع الأرقام التي يحصل عليها ثم يقسمها على الأرقام الثوابت التي اكتشفها، وقد يقسم معكوس الرقم بعد أن يقسمه أو بدل أن يقسمه، وقد يرصف الأرقام رصفا[24] بدلا من جمعها ثم يقسمها أو يقسم معكوسها على أحد الثوابت، وأحيانا يبدو له أن يحسب قيمة الكلمة مرتين لمجرد أنه خطر له ذلك[25]، ووصل حسب ظنه بعد تجاربه الكثيرة إلى العديد من النتائج المؤكدة للثوابت العديدة التي اختارها، وبعض هذه النتائج فيه تكلف وعمليات حسابية معقدة، وسبق ذكر بعض النتائج الخطيرة التي توصل إليها في تفسير بعض الآيات وردها.
3- افتراض وجود إعجاز في مضاعفات العدد أربعة في القرآن الكريم، وذكر صاحب هذا الافتراض له أمثلة عديدة منها: أن ترتيب سورة القلم 68 وسورة الحاقة 69، وعدد آيات كل منهما 52، وعدد حروف الآية 52 أي الأخيرة في كل منهما 19، وفي كلتا السورتين علاقة وثيقة بين مضاعفات العدد 4 والعدد 19،منها: تريب سورة القلم 68 من مضاعفات 4 (17×4) وعدد آياتها كذلك 52 (13×4) وعدد تكرارات حروف النون فيها 148 (37×4) والميم 128 (32×4) الخ، وبنى على هذا الافتراض نتيجة كبيرة جدا وهي: "أن هذا الاتساق والتوازن بين السورتين ما هو إلا إعجاز للبشرية لن يستطيع أحد من البشرية على مرّ العصور أن يأتي بمثله . . . "[26]، وللأسف فإن بعض حساباته وإحصاءاته غير صحيحة، فعدد مرات ورود حرف النون في سورة القلم عنده 148 نونا، وعدها أكثر من واحد غيره بدقة متناهية فكانت 131 نونا[27]!
أما الزعم بأن هذه العلاقات الرياضية بين الكلمات والآيات والأحرف معجزة وأن البشر لا يمكنهم الإتيان بمثلها، فقد نقضه أكثر من واحد، وأقاموا جملا عديدة بينها علاقات رقمية، مع تناقض معانيها وتعارضها[28]، فظهر عدم صحة زعمه في كشف أحد أوجه الإعجاز.
4- افتراض وجود تناسقات بين العددين 18 و77، وبين العددين 33 و66، وذكر صاحب هذا الافتراض أمثلة عديدة تؤكد فرضيته، كما ذكر في كتابه العديد من المظاهر العددية في القرآن كالتساوي والتناصف والتوازن بين الآيات وسر حرف القاف في القرآن والحروف الغامضة[29].
وقد بنى عددا من إحصائياته على أمور ظنية، ومن ذلك أنه أحصى عدد كلمات الآيات المدنية في السور المكية التالية، وهي: سورة هود مكية إلا الآيات12 و17 و114، سورة الحج مكية إلا الآيات 52 و53 و54 و55، سورة الشورى مكية إلا الآيات 23 و24 و25 و27، فوجد أن عدد كلمات الآيات المستثناة في كل سورة من هذه السور الثلاث 80 كلمة[30]، فبنى المسألة على أحد أقوال أهل العلم في المكي والمدني من الآيات، ولم يراجع الأقوال الأخرى التي تميل إلى عدم استثناء هذه الآيات من السور المذكورة أو إلى استثناء آيات أخر[31]، خاصة في سورة الحج التي رأى عدد من العلماء أن المدني فيها ليس هذه الآيات بل آيات القتال، والغريب أنه ذكر في موضع آخر ترتيب نزول السور وفيه أن سورة الحج مدنية، فوقع في تناقض، وأتعب نفسه بإحصاءات كثيرة لا تؤدي إلى نتيجة ظاهرة[32].
5- افتراض وجود معجزة رقمية في سباعية وثلاثية أوامر القرآن الكريم، فمعظم أوامر القرآن تكررت سبع مرات أو ثلاث مرات أو مرة، وعندما وجد في بعض الأوامر خروجا عن هذين الرقمين عد ذلك إعجازا أيضا، فقال: "معجزة سداسية أمر الوفاء بالعهود ونحوها، وسداسية أمر الوفاء الكيل والميزان"[33]، فلم تعد المعجزة محصورة في الأوامر السباعية والثلاثية، فأي رقم يوجد فهي المعجزة المفترضة والمتوهمة!
ومما يستدرك عليه أنه جعل عدد الأوامر بذكر الله سبعا، ولم يعد منها موضع سورة النساء وهو: (فإذا قضيتم الصلاة فاذكروا الله قياما وقعودا وعلى جنوبكم ...) [النساء:103]، وعلل سبب استثنائها بأن المراد بالذكر فيها الصلاة، ولذا أخرجها عن العدد[34] ، مع أنه واضح من لفظ الآية أن الذكر المأمور به فيها الذكر بعد الصلاة وليس الصلاة[35]، كما أنه لم يعد ضمن مواضع الأمر بذكر الله قوله تعالى: (فاذكروا اسم الله عليها صواف) [الحج:36]، وكان بإمكانه أن يعد هذين الموضعين ويجعل المعجزة في كونها تسعة أوامر!
6- افتراض إعجاز للرقم 123: حاول مؤلف كتاب "إعجاز الرقم 123 في القرآن الكريم" التدليل عليه، إذ قال إن الخُلق العظيم للنبي r ذكر في آيات بلغ عدد حروفها 246 (123×2) وهي: القلم:2-4، 52 حرفا، والأعراف:199، 32 حرفا، وفصلت:33و34، 122 حرفا، ويس:2-4، 40 حرفا[36]، وقد وقع هذا الكاتب في خلل انتقاء بعض المواضع، وتقطيع الآيات متصلة المعنى، مع عدم تعلق بعضها مباشرة بالمراد، وترك ذكر العديد من الآيات التي تذكر الخلق العظيم للنبي r، وكذلك فعل في مواضع وموضوعات أخرى[37]
7- افتراض الإعجاز بين تكرارات الكلمات أو الأحرف وأعدادها وتناسقها أو تقابلها، ومن هذه الافتراضات التساوي في عدد مرات ورود كل من لفظي: الحياة والموت 145 مرة، وكل من لفظي الدنيا والآخرة 115 مرة، وكل من لفظي الصالحات والسيئات 167 مرة، وورود كلمة الأبرار 6 مرات بينما وردت كلمة الفجار 3 مرات [38]، ولا ينبغي عد هذا التساوي أو المضاعفة في عدد مرات ورود الألفاظ المتقابلة إعجازا، حيث لا يعجز أحد الكتاب أو الشعراء أو الأدباء أن يراعي التساوي في ورود أسماء متقابلة أو ألفاظ معينة، فإذا ظهر له التفاوت بينها زاد جملة أو نقص أخرى، أو حوّل الاسم الظاهر إلى ضمير أو عكس ذلك حتى يصل إلى بغيته، ومما يؤخذ على هذا الافتراض إقحام ألفاظ لا ينطبق عليها مبدأ العدّ وذلك للوصول إلى العدد المراد، ومن ذلك أن كلا من لفظي الدنيا والآخرة ورد في القرآن الكريم 115 مرة[39]، ومع أن العدد صحيح إلا أن لفظ الدنيا لم يكن بالمعنى المقابل للآخرة في جميع هذه المواضع كما في قوله تعالى: (إذ أنتم بالعدوة الدنيا) [الأنفال:42] وقوله: (ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح) [الملك:5].
ويُلحَظ على عدد من الكاتبين في ما يسمى الإعجاز العددي أمر مشترك وهو عدم الالتزام بطريقة واحدة في التعامل مع الأرقام، فأحيانا الجمع أو القسمة أو العد من الأول أو من الآخر أو رصف الأعداد أو قلب الرقم ليصبح أوله آخره، ومنه قيام بعضهم بتحويل خانة العشرات إلى خانة آحاد، حين يحتاج إلى ذلك، فإذا أراد جمع الأرقام التالية: 1، 23، 23، 26، جعلها أرقام آحاد جميعا، ومجموعها 19 (1+3+2+3+2+6+2)[40]، وفي موضع آخر عندما أراد جمع الأرقام التالية: 19، 38، 57، 76، 95، 114 جمعها بالطريقة المعتادة، وقد يجمع بين الطريقتين في صفحة واحدة[41]، وهذا اختلال وتضارب في طريقة الوصول إلى الهدف، يفتح الباب لنقد العمل ورده.
وبعد هذه المناقشة لمقولة الإعجاز العددي فإن النتيجة التي توصلت إليها هي أن ما بين الأعداد المذكورة في القرآن الكريم من توافق وانسجام، وما فيها من إشارات ودلالات، وما بين ألفاظه من مساواة في العدد أو علاقات حسابية سواء كانت ظاهرة أو بحاجة إلى تأمل واستنباط، وما بين الأحرف المقطعة في أوائل بعض السور وحروف سورها، وما بين حروف متعددة في السور من علاقات وطيدة، كل هذا وما يشبهه يعد مظهرا من مظاهر التناسق والتوافق والانسجام في هذا الكتاب العظيم الذي تميز بالروعة والإحكام، ودليلا قويا على أنه كلام الله تعالى المحفوظ من التبديل والتغيير على مر العصور، وليس وجها مستقلا من وجوه إعجازه، ولذا ينبغي أن تعدل تسميته من الإعجاز العددي، إلى التناسق العددي، أو التوافق والتناسب العددي في القرآن العظيم.
وينبغي على كل من أراد البحث والتأليف في تناسق الأعداد ومدلولاتها أن يكون عالما بأوجه القراءات ومذاهب الرسم وعد الآي، ليراعي ما فيها من أوجه ومذاهب، وتأثيرها على أعداد الحروف، وأن يبتعد عن الانتقائية والمقررات السابقة، وعن المبالغة وتحميل الألفاظ والأرقام أكثر مما تحتمل، وأن يلتزم بمنهج البحث السليم، وأن يعرض نتائج بحثه ودراسته قبل نشرها على من يوثق به من أهل العلم في القرآن الكريم.
فقد وقعت أخطاء عديدة ممن كتب في ما يسمى الإعجاز العددي تتفاوت في خطورتها وعظمها، ومنها: استخدام حساب الجُمَّل لاستخراج دلالات وإشارات ومعان من الآيات، والتوصل إلى أقوال غريبة في التفسير، وادعاء التوصل إلى معلومات غيبية مستقبلية، والزعم باكتشاف أسرار القرآن الخفية وألغازه المستترة، وافتراض وجود منزلة خاصة أو دلالات لبعض الأرقام المذكورة في الآيات أو المستنبطة من ألفاظها، ولذا ينبغي الحذر الشديد عند التعامل مع المؤلفات في هذا الموضوع، والتيقن من صدق النية، وصحة التوجه والأمانة العلمية ووجود العلم الشرعي الذي يعصم من الوقوع في الزلل عند مؤلفيها، دون اغترار بما تحمله العناوين والمضامين من عبارات براقة جذابة.
[1] للاطلاع على نصوص وفتاوى تثبت كفر البهائية وتعلقها بالرقم 19 انظر: حسين محي الدين، تسعة عشر ملكا، ص33-48 وما بعدها، ود. محمد حسن هيتو، المعجزة القرآنية، ص302 – 304.
[2] ممن دعا إلى هذه الفكرة و سار عليها في كتبه: بسام جرار.
[3]ذكر هذا الافتراض محمد رشاد خليفة، ونقله عنه حسين محي الدين، تسعة عشر ملكا، ص26، وبسام جرار في إعجاز الرقم 19، ص22، ونبه على أنه لا يوافقه في هذا الترجيح لترتيب النزول، وذكر في موضع آخر من الكتاب (ص46) أن ثاني ما نزل: سورة المدثر، ونبه في كتابه إرهاصات الإعجاز العددي (ص13) على أن سورة المدثر لم تنزل جملة واحدة.
[4] افترض أحدهم أن أول ما نزل من القرآن 19 آية أي 19×1، وأن ثاني ما نزل 38 كلمة أي 19×2، وأن ثالث ما نزل 57 كلمة أي 19×3، وان رابع ما نزل يحتوي على قوله تعالى: (عليها تسعة عشر) وأن خامس ما نزل 19 حرفا وهو البسملة (حسين سليم، معجزات الأرقام في القرآن، ص120 و128 و130).
ومن المعلوم أن أول ما نزل ليس 19 آية بل خمس آيات، وأن أول ما نزل من المدثر لا يتجاوز الآيات الأولى منها، وان تحديد أول ما نزل من القلم والمزمل بما حدده يحتاج إلى نقل وإثبات، ويلاحظ تنقل المؤلف في العد بين الآيات والكلمات والحروف، المهم عنده أن تكون النتيجة ذات صلة بالرقم 19.
[5]ممن ذكر هذا الترتيب واعتمده: عبد الحليم الخطيب، أسرار معجزة القرآن، ص47 و48، وحسين سليم، معجزات الأرقام في القرآن، ص120 و128 و130، ومحمد رشاد خليفة، (نقله عنه صدقي البيك، معجزة القرآن العددية، ص59 و60 ولم يعترض عليه)، وعاطف صليبي، أسرع الحاسبين، ص198 و199، وفريد قبطني، طلوع الشمس من مغربها، ص62 و63، وغيرهم.
[6] انظر عددا من روايات ترتيب النزول عند: د. أحمد شكري، وعمران سميح نزال، علم تاريخ نزول آيات القرآن الكريم وسوره، ص77-103 و186-189.
[7] من هذه الأخطاء ما اكتشفه بعض المؤلفين في ما يسمى الإعجاز العددي على غيرهم من المؤلفين فيه، ومنها ما استدركه عليهم غيرهم، ومن أمثلة هذه التتبعات:
أ- تتبع بسام جرار في كتابه: إعجاز الرقم 19 مقدمات تنتظر النتائج، ص27-31 مجموعة من أخطاء محمد رشاد خليفة في العد والإحصاء.
ب- تتبع د. أشرف قطنة في كتابه رسم المصحف والإعجاز العددي (وهو من الكتب المتميزة في نقد الفكرة)، ص103-116 مجموعة من أخطاء بسام جرار في كتابه: إعجاز الرقم 19، كما تتبع أخطاء عبد الرزاق نوفل في كتابه: الإعجاز العددي في القرآن، ص117-129، كما ناقش أخطاء العد والإحصاء في كتب أخرى، ص129-144، وأفرد لمناقشة كتاب المعجزة لعدنان الرفاعي فصلا خاصا، ص 145-196.
ج- خطّأ عاطف صليبي في كتابه: أسرع الحاسبين محمد رشاد خليفة في إحصاءاته ووصف عمله بالتلفيق وتحوير النتائج، ص5، كما خطأ بسام جرار في بعض إحصائياته وامتدحه ووصفه بأنه مخلص، ص29.
كما وقعت أخطاء في عد مجموع الحروف في مواضع من عدة أشخاص، فعدد حروف سورة نوح في إحصاءٍ 947 حرفا، وفي إحصاءٍ ثانٍ950 حرفا، وفي إحصاء ثالث 953 حرفا، وكلٌّ يحاول تأكيد صحة إحصائه وما بُنيَ عليه من نتائج، ومنها أن العدد 950 موافق لمدة دعوة نوح لقومه، ويؤخذ عليه أن السور الأخرى التي تحمل أسماء الأنبياء مثل سورة إبراهيم وهود ويوسف ومحمد لا توجد فيها هذه الخاصية (ينظر: عاطف صليبي، أسرع الحاسبين، ص322، وعدنان الرفاعي، المعجزة، ص181، وبسام جرار، إعجاز الرقم 19، ص141).
[8] ينظر: حسين محي الدين، تسعة عشر ملكا، ص75-80.
[9] صدقي البيك، معجزة القرآن العددية، ص64، ويؤخذ هذا المعنى من كتابات معظم المؤلفين في الإعجاز العددي بعبارات متعددة.
[10]صدقي البيك، معجزة القرآن العددية، ص50، وبسام جرار، إعجاز الرقم 19، ص57، ونسباه لمحمد رشاد خليفة، وهو موافق لما في المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم لمحمد فؤاد عبد الباقي، إذا أضفنا له بسملة الفاتحة، ولما في معجم مفردات القرآن العظيم لعبد المعين محمود عبّارة، ولإحصائها حاسوبيا.
[11]حسين محي الدين، تسعة عشر ملكا، ص103، وأشار إلى أنه ينقله عن المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم لمحمد فؤاد عبد الباقي، وفاتَه أنه لم يعد بسملة الفاتحة.
[12] د. حسين محمد فهمي الشافعي، الدليل المفهرس لألفاظ القرآن الكريم، وقاموس الألفاظ القرآنية، وما ذكره أحدهم من أن عدد مرات ورود لفظ الجلالة 2153 مرة فبعيد عن الصواب، وكذلك الإحصاء الآخر لها أنها وردت 2806 مرات، مع إدخال مرات ورودها في البسملة في هذا العد، فإذا طرحنا منه 113 بسملة – سوى بسملة الفاتحة – بقي الناتج 2693(ينظر: د. جبري مصطفى، فواتح حروف الفواتح، ص 350، وبديع الزمان النورسي، المكتوبات، ص524).
[13] عبد الفتاح القاضي، بشير اليسر شرح ناظمة الزهر، القاهرة، المكتبة المحمودية، ص62 و63.
[14]صدقي البيك، معجزة القرآن العددية، ص53 و102، وبسام جرار، إعجاز الرقم 19، ونقلاه عن محمد رشاد خليفة.
[15]د. محمد حسن هيتو، المعجزة القرآنية، 318.
[16] د. كريّم كشاكش، اكتشاف إعجازي في مضاعفات العدد 4 في القرآن الكريم إثبات عظمة الخالق من خلال علم الأعداد، إربد، المركز العربي للخدمات الطلابية، 1992م، (ط1) ص48.
[17] ذكر ذلك في رسالة خاصة أرسلها إلى صدقي البيك، معجزة القرآن العددية، ص93.
[18] بسام جرار، إعجاز الرقم 19، ص42.
[19]أبو داود، مختصر التبيين، ج2، ص60.
[20] صدقي البيك، معجزة القرآن العددية، ص59، ونسبها لرشاد خليفة، وبسام جرار، إعجاز الرقم 19، ص48، وعلّق في الحاشية أنه على اعتبار (مالم) كلمة واحدة وأنها مسألة تحتمل الجدل.
[21] منهم: بسام جرار حيث صرح في مقاله: "قواعد الإحصاء في مركز نون" أن ما النافية تعد كلمة مستقلة، وما الاستفهامية تعد مع ما بعدها كلمة، وسكت عن ما الموصولة والمصدرية والشرطية، وعبد الحليم الخطيب، أسرار معجزة القرآن الكريم، ص32، وقال: "وقع بعض الباحثين في خطأ فاحش حين اعتبروا هذا التركيب كلمة واحدة".
[22] حين عد جميل ديباجة في كتابه: "عجائب العدد والمعدود في القرآن الكريم"، ص28 و103: كلمات الآيات 40-43 من سورة الحاقة كانت 19 كلمة، على أن (ما تؤمنون) كلمة واحدة، و(ما تذكرون) كلمة واحدة كذلك، وحين عد كلمات الآيات 8-10 من سورة الرعد كانت 19 كلمة، على أن (ما تحمل) كلمة واحدة، و(ما تغيض) كلمتان، و(ما تزداد) كلمتان كذلك.
[23]عاطف صليبي، أسرع الحاسبين، ص6 و17 و23 و24.
[24]المقصود بالرصف أنه بعد أن يحول الحروف إلى أرقام حسب ترميزه الأول أو الثاني، يضم هذه الأرقام بعضها إلى بعض فيجتمع عنده رقم كبير جدا، مثلا كلمة المصحف قيم حروفها على التوالي: 12، 21، 30، 39، 111، 97، وحين ترصف هذه الأرقام يصبح الرقم: 9711139302112، فإذا عكسه يصبح: 2112039311179.
[25]عاطف صليبي، أسرع الحاسبين، 191.
[26]د. كريّم كشاكش، اكتشاف إعجازي في مضاعفات العدد 4 في القرآن الكريم، ص55.
[27]د. محمد حسن هيتو، المعجزة القرآنية، ص318.
[28]حسين محي الدين، تسعة عشر ملكا، ص75-80، وفاتح حسني محمود، الإعجاز العددي في القرآن بين الحقيقة والوهم، ص49 و74-78.
[29]عبد الحليم الخطيب، أسرار معجزة القرآن، ص262 و284، 31-90، 3320-340.
[30]عبد الحليم الخطيب، أسرار معجزة القرآن، ص38.
[31] لم يذكر الزركشي في البرهان، ج1، ص199-203 هذه السور الثلاث ضمن السور المكية التي احتوت على آيات مدنية، وذكر د. أحمد عباس بدوي في كتابه: أهم خصائص السور والآيات المكية، عمان، دار عمار، 1420هـ - 1999م، (ط1) ص 93 و106-108 و118-120: أن سورة هود مكية سوى الآية 114، وأن سورة الحج مكية سوى الآيات: 11 و19-22 و39-41، وأن سورة الشورى مكية كلها، وأنه لم يصح القول بمدنية الآيات المذكورة.
[32]عبد الحليم الخطيب، أسرار معجزة القرآن، ص48 و69 و72 و126.
[33]ابن خليفة عليوي، معجزة القرن العشرين في كشف سباعية وثلاثية أوامر القرآن الكريم، ص60.
[34]ابن خليفة عليوي، معجزة القرن العشرين في كشف سباعية وثلاثية أوامر القرآن الكريم، ص88.
[35]القرطبي، الجامع لأحكام القرآن، 5/373.
[36]د. جبري مصطفى عبد الرازق، إعجاز الرقم 123 في القرآن الكريم العقيدة الرقمية، ص160.
[37] عندما بحث في الآيات الداعية إلى الجهاد اقتصر على بعضها، كما كان يقتصر أحيانا على بعض الآية التي يوردها (ينظر كتابه، ص 252 و253).
[38]عبد الرزاق نوفل، معجزة الأرقام والترقيم في القرآن الكريم، ص50 و53، وحسين سليم، معجزات الأرقام في القرآن، ص46 و49 و85، وصدقي البيك، معجزة القرآن العددية، ص33-44، ونقَد بعضها.
[39] عبد الرزاق نوفل، معجزة الأرقام والترقيم، ص10، وصدقي البيك، معجزة القرآن العددية، ص34، وعدنان الرفاعي، المعجزة، ص20.
[40] فريد قبطني، طلوع الشمس من مغربها، ص196، ود. مأمون أبو خضر، بدأ العد التنازلي، ج1، ص69 و90 ومواضع أخر.
[41] فريد قبطني، طلوع الشمس من مغربها، ص 273 و373.







 
قديم 18-06-09, 08:21 AM   رقم المشاركة : 12
ديار
موقوف





ديار غير متصل

ديار is on a distinguished road


كتب دكتور احمد عطا عمر

أخي الكريم الأستاذ الدكتور أحمد شكري حفظه الله ورعاه السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بداية أشكرك على هذا البحث القيم ولكن لي بعض الملاحظات ولا أريد أن أطيل

فأنت ترى أن الإعجاز العددي لا يصح ومن الأدلة على ذلك :

عدم مراعاة كثير ممن كتب في الإعجاز العددي علوم ( القراءات ورسم المصحف وعدّ الآي الكريم ) وهذا الكلام للوهلة الأولى قد نراه صحيحا ولكن بالبحث والتدقيق نجده ليس كذلك فإذا كان إختلاف القراءة وعدد الآيات يبطل الإعجاز العددي فهو كذلك يبطل الإعجاز اللغوي وأنا لا أستطيع التقصي والتتبع ولذلك سأكتفي في الرد بنموذج أو مثال :
ومن ذلك ورود كلمة ( الريح ) و ( الرياح ) في القرآن الكريم قال علماء البلاغة والإعجاز :
ذكرت الريح في القرآن الكريم
مجموعة ومفردة، فحيث ذكرت في سياق الرحمة جمعت، أوفي سياق العذاب أفردت. أخرج ابن أبي حاتم وغيره عن أبي بن كعب قال: كل شيء في القرآن من الرياح فهي رحمة، وكل شيء فيه من الريح فهوعذاب، ولهذا ورد في الحديث اللهم اجعلها رياحاً ولا تجعلها ريحاً. وذكر في حكمة ذلك أن رياح الرحمة مختلفة الصفات والهيئات والمنافع، وإذا هاجت منها ريح أثير لها من مقابلها ما يكسر سورتها، فينشأ ريح من بينهما ريح لطيفة تنفع الحيوان والنبات، فكانت في الرحمة رياحاً. وأما في العذاب فإنها تأتي من وجه واحد ولا معارض لها ولا دافع، وقد خرج عن هذه القاعدة قوله تعالى في سورة يونس - وجرين بهم بريح طيبة - وذلك لوجهين: لفظي وهوالمقابلة في قوله (جاءتها ريح عاصف - ورب شيء يجوز في المقابلة ولا يجوز استقلالاً نحو ومكروا ومكر الله . ومعنوي وهوأن إتمام الرحمة هناك إنما تحصل بوحدة الريح لا باختلافها، فإن السفينة ال تسير بريح واحدة من وجه واحد، فإن اختلفت عليها الرياح كان سبب الهلاك والمطلوب هنا ريح واحدة، ولهذا أكد هذا المعنى بوصفها بالطيب، وعلى ذلك أيضاً جرى قوله (إن يشأ يسكن الريح فيظلن رواكد ) - وقال ابن المنير: إنه على القاعدة لأن سكون الريح عذاب وشدة على أصحاب السفن .
وهذا الكلام لا يصح لأن قراءة نافع لآية الشورى (الرياح )على الجمع و ولكنه يصح على قراءة الجمهور الريح بالإفراد .
ومع هذا فقد استشهد به علماء الإعجاز

وكذلك لو كانت هذه القاعدة صحيحة لما صحت القراءة إذا اختلف المعنى . وأكثر الاختلافات في القراءة فيها اختلاف في المعنى والأمثلة كثيرة ومنها نعي الله تعالى على المشركين جهالاتهم وضلالاتهم في سورة الأنعام في قوله تعالى (وإن كثيرا ليضلون بأفواههم بغير علم )
قرأ الجمهور ( ليضلون ) بضم الياء والمعنى : إن كثيرا من الكفار ليضلون غيرهم من الناس بتحريم الحلال وتحليل الحرام بأهوائهم من غير تعلق بدليل يفيد العلم في التحريم أو التحليل .
وقرأ غيرهم ( ليضلون ) بفتح الياء والمعنى : أن كثيرا من الكفار ينحرفون عن الحق ويقعون في الباطل بسبب الأهواء والشهوات بغير علم .
وتحقيق الكلام في المسألة إن الاختلاف في القراءة على نوعين اختلاف تضاد واختلاف تغاير فأما الأول فغير جائز كما ذكر ابن قتيبة وليست واحدة في شيء من القرآن إلا في الأمر والنهي من الناسخ والمنسوخ وأما الثاني فهو جائز .
وهذا في نظري ونظر كثير من العلماء الكرام يعد من أبرز وجوه الإعجاز .
فالقرآن الكريم بناء فريد بالغ السمو في ألفاظه وتراكيبه ومعانيه فدلالات ألفاظ القرآن واسعة جدا وقد ذكر العلماء أن ثلاث آيات من القرآن احتملت كل منها مائة وجه وهي : قوله تعالى (فاذكروني أذكركم ) وقوله ( وإن عدتم عدنا ) وقوله ( هل جزاء الإحسان إلا الإحسان ) وهذا دليل على الإعجاز وإنه ليس من قول البشر .
بل واختلاف إعراب الآية على القراءة الواحدة دليل على الإعجاز ومن ذلك : تقدير العلماء لنوع المحذوف في قوله تعالى (وترغبون أن تنكحوهن ) قيل في معنى الآية : ترغبون في نكاحهن لمالهن .
وقيل : ترغبون عن نكاحهن لقلة مالهن . والآية تحتمل الوجهين معا لأن العرب تقول رغبت في الشيء إذا طلبته وحرصت على طلبه . وتقول : رغبت عن الشيء إذا زهدت فيه وكرهته فلما حذف حرف الجر من الآية احتمل الوجهين .
وقد ذكر العلامة الشيخ عبدالله دراز من وجوه إعجاز القرآن الكريم : البيان والإجمال وقال وهذه عجيبة لا نجدها إلا في كتاب الله تعالى ، إذا عمد الناس إلى إلى تحديد أغراضهم لم تتسع لتأويل وإذا أجملوها ذهبوا إلى الإبهام والإلباس فلا يكاد يجتمع لهم هذان الطرفان في كلام واحد أما بالنسبة للقرآن فإننا نجد في أسلوبه من الملائمة والشفوف والخلو من كل غريب ما يجعل ألفاظه تسابق إلى النفس معانيها دون كد خاطر ولا استعادة حديث كأننا أحطنا بكل ما تضمنه من معان .. ولكن إذا أعدنا الكرة ونظرنا من جديد رأينا أنفسنا بإزاء معنى جديد يلوح لنا غير الذي سبق إلى أفهامنا أول مرة .. حتى نرى للجملة الواحدة أو الكلمة الواحدة وجوها عدة كلها صحيح أو محتمل ..
وملخص كلامي أن اختلاف القراءة أو العد القرآني إذا صح سنده عن الرسول صلى الله عيه وسلم وظهر فيه وجه من وجوه الإعجاز على وجه من الوجوة فقطعا سيكون في الآية الكريمة وجوه أخرى من الإعجاز على القراءة الصحيحة والعد الصحيح المخالف له وعندي كثير من الأمثلة يصعب طرحها في رد قصير أو بحث . هذا من ناحية
ومن ناحية أخري أنا أقرأ كثيرا في الإعجاز ومنه الإعجاز العددي ولكننيولا أحب الكلام في الإعجاز العددي لأن أسرار القرآن الكريم لا يحيط بها مخلوق . وفي بعضه تكلف ظاهر ولكن هذا لا يمنع من وجود الإعجاز فيه .
فإن كنت أخطأت فيما قدمت فمن عجزي وقصوري ، وهكذا الإنسان على مر الأزمان وإن كنت قد أصبت ـ وهذا ما آمله وأرجوه ـ فالحمد والشكر لله الواحد المنان حيث تفضل بالإحسان .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

=================

كتب .د. أحمد شكري

أخي الفاضل الدكتور أحمد عطا

السلام عليكم ورحمة الله

أشكر لك أولا الاطلاع والمتابعة كما أني أحاول الاطلاع على معظم ما أجده لك في الملتقى لتيقني أنه كلام علم وأدب.
بالنسبة لما ذكرتموه في التعقيب الكريم أبدأ بالقول إن موضوع الأعداد والأرقام ودلالاتها في القرآن الكريم موضوع متشعب الأطراف، ولا شك بوجود كثير من التناسق والتوافق فيه، ولكن ما بدا لي بعد التتبع والبحث والاطلاع أنه تابع للإعجاز البياني وفرع عنه، وقد ذكرت في البحث المطول كثيرا من أخطاء وتجاوزات عدد ممن كتب فيه، ومن الخطأ حمل أخطائهم على الفكرة فقد يخطئ الباحث في فكرة صواب، ولكن التكلف والتوهم ونحوهما مما يجعل المرء لا يركن ولا يطمئن إلى جملة الكلام.
وبالنسبة للمثال الأول الذي ذكرتموه عن (الرياح) و (الريح) فالحقيقة أن الاختلاف بين الإفراد والجمع ليس مقصورا على موضع الشورى بل يتجاوزه إلى أكثر من عشرة مواضع أخرى اختلف فيها القراء العشرة بين الإفراد الجمع، وسبق لي تعقيب على مقال للأخ الفاضل محمد كالو حول هذه الفكرة على هذا الرابط
http://www.bayan-alquran.net/forums/...ead.php?t=2232
ولعل القول بأن إفراد الرياح له مدلول يختلف عن جمعه يحمل على أكثر الأحوال لا على كلها يكون مخرجا مقبولا مرضيا للجميع، وما ينطبق على هذا المثال قد ينطبق على غيره كما ذكرتم، ولكن: أيهما أثبت: القراءة الصحيحة المتواترة أم آراء وأقوال علماء اللغة والبلاغة؟ وبالنسبة لعلم عد الآي فليس كله توقيفيا كما ذهب إليه عدد ممن ألف فيه، وهو علم معتبر متلقى بالقبول عند علماء القراءة والتفسير، وقد ذكرت في البحث مجموعة من الأمثلة على أن عدم مراعاة هذا العلم يبطل كلاما غير قليل في الإعجاز العددي، ونحن نعلم ان المفسر الذي يعتمد في تفسيره أوجه القراءة المنتعددة ويذكرها ويبين المعنى عليها أفضل وأعمق وأصوب وأدق من المفسر المقتصر على رواية واحدة، فلم لا يوسع الباحثون في التناسق العددي مجال بحثهم ليخرجوا من الإشكال والاعتراض؟ .
تنبيه: وقع سهو في مداخلتكم حين ذكرتم الآية من سورة الأنعام هكذا (وإن كثيرا ليضلون بأفواههم) والصواب: (بأهوائهم) .







 
قديم 18-06-09, 09:03 AM   رقم المشاركة : 13
ديار
موقوف





ديار غير متصل

ديار is on a distinguished road


الرد و نقد كتاب الهيروغليفية تفسر القرآن

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=82651







 
قديم 18-06-09, 04:03 PM   رقم المشاركة : 14
مسلم شافعي
عضو ينتظر التفعيل







مسلم شافعي غير متصل

مسلم شافعي is on a distinguished road


يا اخي انت تقول مهزلة البهائيين ومن سار على نهجهم
طيب غفر الله لك هل تريد من العلماء عدم التفكر لو عدديا في القران لان البهائيين والرافضة اقتحموه لما افلسو وعجزو ان ياتو بايه تدعم مذهبهم فارادو التشبيه على العامة
يا اخي دع العلماء يتفكرو الى ان يصلو الى نتيجة ان خطأ او صواب اما ان تريد الحجر عليهم فهذا اختلف معك فيه خذ السمين ودع الغث
ثم ان المهندس الكحيل والذي اخذ جائزة دبي للقران الكريم له منهج متبع له قواعد واضحة مبينه لا يختلف عليه ولا يخل بها ابدا وسار كذلك الى ان وصل الى نتائج مبهرة لقدرة الله عز وجل في هذا الكلام الاعجازي الرهيب في القران اعجاز رياضياتي من المستحيل على بشر لو اجتمع مع من في الارض على ان ياتي باية واحده لفظا وعددا
طيب
هل تعلم ان ابن القيم اورد شئيا من هذا القبيل حين تحدث عن الرقم سبعة؟
هل تعلم ان القرطبي ذكر شيئا من هذا في تفسيره؟
هل تعلم ان ابن حجر علق مؤيدا على التوافقات العددية؟
طيب انتظر ردك...
شكرا وجزاك الله خير







التوقيع :
قال الامام الشافعي رحمه الله

لم أرى أحداً أشهد بالزور من الرافضة
من مواضيعي في المنتدى
»» حرب صفويه فارسية مجوسية على علماء العرب ونسبتهم لبني صفوي ستان
»» الزميل شلهوم ....تفضل لو سمحت
»» اوقات الصلاة ...وعدد ركعاتها....هل ذكرت في القران؟!!!
»» سؤال محير جدا ...بخصوص المفتي المصري..اخيرا وجدت الاجابة الشافية والحمد لله
»» القران الكريم فيه اعجاز عددي مذهل
 
قديم 19-06-09, 02:43 AM   رقم المشاركة : 15
ديار
موقوف





ديار غير متصل

ديار is on a distinguished road


اقتباس:
اقتباس:
كتب مسلم شافعي

يا اخي انت تقول مهزلة البهائيين ومن سار على نهجهم
طيب غفر الله لك هل تريد من العلماء عدم التفكر لو عدديا في القران لان البهائيين والرافضة اقتحموه لما افلسو وعجزو ان ياتو بايه تدعم مذهبهم فارادو التشبيه على العامة
يا اخي دع العلماء يتفكرو الى ان يصلو الى نتيجة ان خطأ او صواب اما ان تريد الحجر عليهم فهذا اختلف معك فيه خذ السمين ودع الغث
ثم ان المهندس الكحيل والذي اخذ جائزة دبي للقران الكريم له منهج متبع له قواعد واضحة مبينه لا يختلف عليه ولا يخل بها ابدا وسار كذلك الى ان وصل الى نتائج مبهرة لقدرة الله عز وجل في هذا الكلام الاعجازي الرهيب في القران اعجاز رياضياتي من المستحيل على بشر لو اجتمع مع من في الارض على ان ياتي باية واحده لفظا وعددا

ما يُسمى بـ ( الإعجاز العددي في القرآن الكريم ) بدعة لا يجوز إقرارها ولا الانجرار وراءها ...
فلم يشر إليها الرسول صلى الله عليه وسلم ولا الصحابة ولا أصحاب القرون المفضلة من السلف الصالح ولا أئمة التفسير
المعتبرين ( ولا غير المعتبرين ) ولا ائمة الدين المتبوعين ...
فلا يمكن أن يفوت كل هؤلاء مثل هذا الخير والعلم النافع وهم أحرص الناس على القرآن وعلومه ...
وفوق ذلك فكل العمليات الحسابية في ما يسمى بالإعجاز العددي مبنية على طرائق في حساب الأحرف غير واضحة
ولا ثابتة ...
وأنا أطلب منك أن تدلني على الطريقة المثلى في عد حروف القرآن بل في عد آياته ..
آيات القرآن مختلف في عدها ، وكذلك عدد ا لسور ... فبأي طريقة تعتمد طريقة المشارقة أم المغاربة ؟؟؟
وهل تعد الحروف غير المنطوقة أم لا تعدها ؟؟
وهل تعد همزات الوصل أم لا تعدها ؟؟
وهل تعد الحروف المدغمة المشددة حرفين أم تعدها حرفا واحدا ؟؟؟
معايير يجب أن تكون واضحة ولكنها مسكوت عنها ... والسبب معروف ...
وفوق هذا وذاك .. فالنتائج التي تأتي بها تلك العمليات الحسابية لا ترقى لدرجة الإعجاز ... بل هي أشبه بالهزل
الذي يجب أن ينزه القرآن عنه ...
وهل نزل القرآن لنجري عليه هذه العمليات الحسابية ؟؟
أم لنتدبر حروفه ومعانيه ؟؟
ورجل يمضي ساعات يحسب الحروف والايات والسور ( مع الاختلاف في عدها ) أليس أولى له أن يمضيها في
تدبر معاني القرآن ؟؟؟
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه .

اما قولك ان جائزة دبي للقرآن الكريم قامت بطبع بحث كتاب اشراقات الرقم سبعة فاقول لك ان جائزة دبي ليست مؤسسة فقهية انما هي مؤسسة تجري مسابقات في ترتيل القرآن
اضافة ان من بين من نشرت لهم هو كتاب معجزة الترتيب القرآني) عبدالله جلغوم
علما ان عبدالله جلغوم كانت له محاورة في منتدى التوحيد وظهر منها خواء ادعائاته التي فندها الاستاذ ناصر الشريعة في منتدى التوحيد وقد نقلت الي منتدي الدفاع عن السنة نسخة من الحوار يمكن مطالعتها

نقل لحوار بين الاستاذ ناصر الشريعة و عبدالله جلغوم / عن الاعجاز العددي ‏
http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=82691


اقتباس:
اقتباس:طيب
هل تعلم ان ابن القيم اورد شئيا من هذا القبيل حين تحدث عن الرقم سبعة؟

هات النص و عنوان الكتاب

اقتباس:
اقتباس:هل تعلم ان القرطبي ذكر شيئا من هذا في تفسيره؟

هات النص و عنوان الكتاب
اقتباس:

اقتباس:هل تعلم ان ابن حجر علق مؤيدا على التوافقات العددية؟

هات النص مع عنوان الكتاب

================


اقتباس:
اقتباس:وهذا التفسير لابن تيمية رحمه الله وقدس الله روحه.... يدعم القول ان معنى الاربعة عشر حرفا الغير مكرر لتلك الحروف المقطعة
هي
نص حكيم قاطع له سر
والحمد لله

هات النص وعنوان الكتاب لابن تيمية

http://www.dd-sunnah.net/forum/showp...69&postcount=9






 
قديم 19-06-09, 02:52 AM   رقم المشاركة : 16
ديار
موقوف





ديار غير متصل

ديار is on a distinguished road


ملف الرد على مواضيع الاعجاز العددي و العلمي


http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=82699







 
قديم 19-06-09, 03:50 AM   رقم المشاركة : 17
ديار
موقوف





ديار غير متصل

ديار is on a distinguished road


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد

فهذا سؤال ورد إلي من موقع الإسلام اليوم، وأحببت أن أعرض جوابي عليه بين يديكم في هذا الملتقى المبارك راجيا إبداء الرأي وتصويب الخطأ وسد الخلل
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أرجو أن تكون الإجابة عاجلة ولكم الثواب والأجر، هل يوجد إعجاز عددي في القرآن، مثل ذكر الحديد أو عدد ذكر الرجل والمرأة وغيرها جزاكم الله تعالى خيرا.

الجواب

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وبعد
فالكلام عن مصطلح الإعجاز العددي يحتاج إلى دارسة وافية ونظر متأمل، فالكلام حوله كثير والدراسات المعاصرة متعددة ـ وفي الحق ـ فإن من الصعوبة أن أختصر الكلام في هذه المسألة ؛ لأنها تحتاج إلى بسط ومزيد إيضاح ، ومع هذا فسأجتهد وُسْعِي أن أختصر الكلام، وألخصه في نقاط بما يحضرني ، مع يقيني أن المسألة تحتاج إلى مزيد من البحث والعناية ، والله المسئول أن يعصمنا من زلل الرأي وخطل القول
أولا مصطلح (الإعجاز العددي) مصطلح متأخر بدأ تداوله في العصر الحديث، غير أن الباحث ربما وجد عند المتقدمين ما يمكن أن يسمى إرهاصات له، واستحضر الآن مثالين على ذلك
- أولها ما أخرجه ابن خزيمة والبيهقي والحاكم وصححه عن ابن عباس قال ( كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يدعوني مع أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، ويقول لي لا تتكلم حتى يتكلموا.
قال فدعاهم وسألهم عن ليلة القدر قال أرأيتم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم التمسوها في العشر الأواخر، أي ليلة ترونها؟ قال فقال بعضهم ليلة إحدى ، وقال بعضهم ليلة ثلاث ، وقال آخر خمس ، وأنا ساكت.
فقال ما لك لا تتكلم؟ فقلت إن أذنت لي يا أمير المؤمنين تكلمت ، قال فقال ما أرسلت إليك إلا لتتكلم، قال فقلت أحدثكم برأيي! قال عن ذلك نسألك، قال فقلت السبع، رأيت الله ذكر سبع سماوات، ومن الأرضين سبعا،وخلق الإنسان من سبع ، وبرز نبت الأرض من سبع. قال فقال هذا أخبرتني ما أعلم أرأيت ما لا أعلم ما قولك نبت الأرض من سبع ، قال فقلت، إن الله يقول شققنا الأرض شقا) إلى قولهوفاكهة وأبا) والأب نبت الأرض مما يأكله الدواب ولا يأكله الناس ، قال فقال عمر أعجزتم أن تقولوا كما قال هذا الغلام الذي لم يجتمع شؤون رأسه بعد ، إني والله ما أرى القول إلا كما قلت ، قال وقال قد كنت أمرتك أن لا تتكلم حتى يتكلموا وإني آمرك أن تتكلم معهم).
فابن عباس رضي الله عنه نظر إلى تكرر رقم سبعة في عدد من آيات القرآن الكريم ، مما يدل على أن له معنى خاصا، فجعله أمارة يستنبط منها أن ليلة القدر الوارد ذكرها في قوله تعالىإنا أنزلنا في ليلة القدر) هي ليلة السابع من العشر الآواخر من رمضان، وهذا لا يمنع أن يكون رضي الله عنه استند في فهمه إلى قرائن أخرى.
- والثاني أننا نجد عند بعض المفسرين من السلف ومن بعدهم محاولات لبيان معنى حروف التهجي التي افتتح بها بعض سور القرآن الكريم معتمدين في ذلك على حساب الجمل ( وهو ما كان يعرف عند العرب قديما من وضع قيمة رقمية لكل حرف عربي حسب ترتيب (أبجد هوز) ويسمونه حساب الجمل، وانظر في هذا إلى ما أشار إليه الألوسي وابن عاشور في تفسيرهما رحمهما الله، ولا يضيرنا أن تكون تلك المحاولات قد أصابت الحق أو أخطأته، لأن المراد البحث في نشأة هذا النوع من الدراسة.
إلا أن هذا المصطلح قد أحاط ظهوره في العصر الحديث كثير من الدخل والدخن ؛ فالحسابات العددية ارتبطت بالبهائية (وهي أحد الفرق الباطنية الضالة) وعلى تلك الحسابات اعتمد ـ الهالك ـ رشاد خليفه في دعوى النبوة، وهذا الارتباط مع عوامل أخرى، جعل كثيرا من الدارسين يقف من هذا الاتجاه الجديد موقف الريب، وينزع فيه منزع الشك، ومن أبرز العوامل ـ أيضا ـ ما اتسمت به كثير من الدراسات المتعلقة بالإعجاز العددي من مظاهر التكلف وصور التمحل وافتقاد المنهجية المطردة المنضبطة، مما يُجل القرآن الكريم عنه، إلى عوامل أخرى ربما ورد ذكرها في ثنايا الكلام.
ثانيا عند النظر في مصطلح (الإعجاز العددي) نجده يتركب من جزأين الإعجاز، والعدد. والأمر المعجز هو الشيء الذي لا يُستطاع ويُعجز عنه، قال في القاموس عند تعريف المعجزة هي ما أعجز به الخصم عند التحدي. والعد والعدد الإحصاء، ويُراد به هنا الأرقام المعروفة التي يُعد بها ويُحصى.
وبهذا يظهر أن مصطلح الإعجاز العددي يراد به ـ وبحسب ما تبين لي من خلال الدراسات المتعلق به ـ أنه ما ورد في القرآن الكريم من أشارت إلى حقائق كونية بطريق الحساب العددي ).
ومن خلال هذا يتبين أن مصطلح الإعجاز العددي يتألف من ركنين أساسين
أولهما أن يكون أمراً معجزاً ليس في مقدور البشر المجيء بمثله.
الثاني أن يكون الأمر المعجز معتمداً على الأرقام والأعداد.
إن معرفة هذين الركنين في مصطلح (الإعجاز العددي) أمر أساس ، فلكي يصح أن نطلق على ذلك النوع من الدراسات أنها من قبيل البيان لما في القرآن الكريم من إعجاز عددي ، فيجب أن يتوفر فيها هذان الركنان
الأول أنها أمر معجز.
والثاني أنها تعتمد على لغة الأرقام والأعداد.
وبهذا يظهر لنا جلياً الخلل الكبير الذي اتسمت به كثير من الدراسات المتعلقة بهذا النوع من الإعجاز، وقد أشار السائل الكريم إلى مثال على هذا، وهو تساوي ذِكْر الرجل والمرأة في القرآن الكريم أو تساوي ذكر الدنيا والآخرة، أو الملائكة والشياطين، فهذه أمور ذكرها من كتب في الإعجاز العددي مستشهدا بها على ما في القرآن الكريم من إعجاز عددي، وهذه الأمثلة ونحوها لو سُلِم بصواب عَدِها وانضباطهـ مع أن فيها نظر ـ فهي ليست مما يندرج ضمن الأمور المعجزة التي لا يُقدر عليها، فأنت مثلا تستطيع أن تؤلف كتابا ضخما وتتعمد أن تراعي تساوي عدد المرات التي تذكُر فيها لفظ الرجل والمرأة، أو لفظ الدنيا والآخرة، أو لفظ الملائكة والشياطين، فمثل هذا لا خلاف أنه في مقدور كل أحد أن يفعله، وإذاً فهو ليس أمراً معجزاً، فلا يصح أن يدرج في البحوث المتصلة بالإعجاز العددي. لأنها غير معجزة أصلا، وربما ازداد الأمر وضوحا في الفقرة الرابعة.
ثالثا أما ما يتعلق بالحكم الشرعي على هذا النوع من الدراسات الحديثة ، فقد أبدى كثير من المختصين في الدراسات القرآنية تحفظهم الشديد على هذا النوع من البحوث المتصلة بالقرآن الكريم، بل رأينا المبالغة في النكير على القائلين به والداعين إليه، حتى خرج البحث عن المسار العلمي إلى نطاق يتعلق بالأشخاص، وهذا شطط لا موجب له. وربما أثر في هذا ما أحاط نشأته من إشكالات وما اتسمت به كثير من دراساته بالتكلف والتمحل ـ كما سبق الإشارة إليه ـ إننا قبل أن نطلق الحكم الشرعي على هذه المسألة يجب أن نطرح سؤالا منهجيا مهما وهو
هل هذه ( الأعداد المعجزة) التي يُذكر أنها في القرآن الكريم، والتي تشير إليها البحوث والدراسات المعاصرة جائزة الوقوع عقلا ؟ بحيث لا يمتنع وقوعها عقلا في القرآن الكريم، وبمعنى آخر هل هناك ما يمنع من ورود أرقام وأعداد تحسب بطريقة ما فتدل على حقائق علمية وكونية؟
إن هذا سؤال جوهري ، الإجابة عليه بشكل علمي تزيل كثيرا من الحرج، وترفع كثيرا من اللبس في هذه المسألة، والظاهر عندي أن هذا الأمر جائز الوقوع عقلا؛ لأنه لا يوجد ما يحيل وقوعه لا من حيث نصوص الشرع، ولا من حيث جريان العادات والسنن، كما أنه تعالى لا يعجزه شيء ولا يعزب عنه مثقال ذرة، وعدم وجود المانع دليل على الجواز قطعا، على أنه لا تلازم بين الجواز العقلي والوقوع الفعلي، إذ ليس كل ما يجوز عقلا يقع فعلا، وهذا لا إشكال فيه بحمد لله.
ومتى صار بنا البحث إلى التسليم بجواز وقوعه عقلا، فلا معنى للقول بمنعه والحكم بتحريمه ابتداءً، لأنه ممكن الوقوع، ومتى ما وقع صار ذات الوقوع دليلا على جوازه شرعا، مثال ذلك حينما نقول يجوز عقلا ورود إشارة في القرآن الكريم إلى إحدى الحقائق الكونية التي كشفها العلم الحديث، فلا يلزم منه أن ترد في القرآن الكريم، لكن متى ما وردت كان ذلك الورود بعينه في القرآن دليلا على جواز البحث القرآني في مثل هذه المسائل شرعا وصحة القول بها، وكذا الحال هنا في المسألة محل البحث، وهذا يجعلنا على حذر من المسارعة إلى الإنكار والتحريم لهذا النوع من الدراسات، معتمدين في ذلك على ما نراه من دراسات جانبت الصواب؛ لأن الإنكار والتحريم سيذهب سُدى بمجرد أن تظهر دراسة علمية رصينة تكشف دلالة الحساب العددي في القرآن الكريم على حقيقة علمية ما، لا سبيل إلى ردها أو التشكيك فيها، إلا بنوع من المكابرة.
ـ وفي الحق ـ فلا تلازم بين القول بجواز هذا النوع من الدراسة من حيث النظر العقلي وتصحيح البحوث الموجودة اليوم، بل فيها ما هو باطل قطعا، وفيها ما دون ذلك مما يحتاج إلى مزيد من النظر، وإنما المقصود بحث هذه المسألة بحثا علميا مجرداً .
رابعاً من المسائل المهمة التي وقع خلال كبير نتيجة عدم الوعي بها، أن كثيرا من الدراسات ذات الصلة بموضوع الإعجاز العددي، لا تفرق بين ما توفر فيه ركنا الأمر المعجز ـ كما تقدم في الفقرة الثانية ـ وبين ما أخل بهذين الركنين أو أحدهما، فأدخلوا بعض الحسابات العددية التي توصلوا لها وفق عملية حسابية معينة ضمن إطار الإعجاز، وهذا خلال في المنهج، وقد مَرّ قريبا في الفقرة الثانية ضرب بعض الأمثلة على هذا الأمر، ومن الأمثلة كذلك قول بعضهم إن لفظة الجهر ورد في القرآن (16 ) مرة، مساويا لفظ العلانية، ولفظ إبليس وردت (11) مرة ويساويه لفظ الاستعاذة بالله، ولفظ الرغبة بلغ (8) مرات ويساويه لفظ الرهبة، فهذه وأمثالها ـ كما مر ـ ليست أمرا معجزا لا يُقدر عليه؛ لأن كل أحد يقدر على هذا، وإذاً فمثل هذه التوافقات العددية في القرآن الكريم ليست من الإعجاز، ويمكن أن نطلق عليها مصطلح الظاهرة العددية في القرآن الكريم.
فهي حقيقة ظواهر عددية في القرآن الكريم، وليست أمرا معجزا يدرج ضمن بحوث الإعجاز العددي، وعليه فيجب أن يفرق بين الظاهرة العددية في القرآن وبين الإعجاز العددي فيه.
ولا يفهم من هذا النهي عن الاشتغال بمثل هذه الظواهر العددية، ذلك أن السلف قديما أحصوا حروف القرآن الكريم بشكل دقيق وتفننوا في ذلك وشققوا المسائل فيه وفرعوا، فلنا فيهم أسوة، وإنما أردت القول إنها ليست من ضمن البحث الإعجازي في القرآن الكريم.
خامسا من خلال ما قرأته من دراسات تتعلق بموضوع الإعجاز العددي ظهر لي بشكل جلي ـ وأعتقد أن كثيرا من المختصين يشاركونني هذا الرأي ـ أن هذا النوع من الدراسات يفتقر إلى المنهجية العلمية التي تحكم مساره وتضبط أبحاثه، ولا سيما أن هذا النوع من الدراسات قد يتأثر بمقررات عند الباحث سابقة لدراسته، قد تجعله ـ حتى من غير قصد ـ يتحكم في مسار البحث واتجاه الدراسة، ومن صور افتقاد المنهجية اعتماد بعض الدراسات على بعض المسائل الخلافية المتصلة بالقرآن الكريم التي لم يزل الخلاف فيها بين أهل العلم قائما، نحو رسم المصحف وترتيب السور، حيث وجدت أن بعض من كتب في هذا المجال يصرح بشكل واضح أنه ينطلق في أبحاثه من اعتبار رسم المصحف أمرا توقيفيا، وهذه المسائل الخلافية وإن كان المرء ربما يرجح فيها قولا ما، فمن الصعب أن يجعل اختياره وترجيحه أساسا منهجيا يُبنى عليه دراسات علمية، بل قد رأيت من تلك الدراسات ما يعتمد على بعض ما أُحدث في رسم المصحف الشريف من الأحزاب والأجزاء، وهذا خلال منهجي خطير؛ لأن هذه الأحزاب والأجزاء أمور حادثة من صنع البشر، بل هي مخالفة لما كان عليه الشأن في عصر النبوة حيث اشتهر أن القرآن الكريم كان يقسم إلى الطوال والمئين والمثاني والمفصل، فهذه الأمور المحدثة في رسم المصحف ليس لها العصمة التي لكلام الله حتى يبنى عليها وتجعل مأخذا ومنزعا لما يسمى بالإعجاز العددي؛ لأن الباحث ينطلق مما للقرآن الكريم من عصمة باعتباره كلام الله جل وعلا، فيجعله دليلا يرشده إلى حقائق كونية أو مسائل غيبية، ولولا هذه العصمة لم يصح استدلاله، فكيف يساوى هذا بما هو من اجتهاد البشر وصنعهم. ومن الأمثلة التي نُذَكِر بها هنا ما تردد كثيرا بعد الأحداث التي وقعت في أمريكا، واستدلال بعضهم عليها بما ورد في سورة التوبة، معتمدين في جزء من قوله على هذه الأجزاء والأحزاب.
ومما يذكر في هذا الصدد؛ أن تكون الدراسات التي يتوصل لها الباحث ذات قيمة علمية، أي أن تكون ذات معنى علمي مفيد مهما كان مجاله، شرط أن تكون ذات قيمة علمية أو فائدة عملية، و إلا كانت عبثا ينزه كلام الله عنه، وتصان الدراسات المتعلقة به عن مثله.
وهاك مثالا ذكره أحد أشهر المهتمين بالدراسات العددية في القرآن الكريم حيث يقول إنّ سورة النمل تُستهلّ بـ (طس) وقد لفت انتباهنا أنّ حرف الطاء يتكرر في السورة 27 مرّة، وهذا هو ترتيب سورة النمل في المصحف، وأنّ تكرار حرف السين في سورة النمل هو 93 وهذا هو عدد آيات السورة، وأن المجموع هو ( 27+ 93) = 120 وهذا هو جُمّل كلمة (نمل) " أ.هـ كلامه.
ويريد بقوله (جمل) أي حساب الجمل الذي تقدم بيانه، فهذا المثال على فرض التسليم بصحة ما تضمنه من أرقام وحساب، فإن المحصلة النهائية له ليست ذات قيمة علمية أو عملية، فضلا عن أنها ليست أمرا معجزا في ذاتها، فأين هذا من وصف ربنا جل وعلا لكتابه الكريم بقوله (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم).
سادساً وأخيرا أود أن أختم هذا الكلام بالتذكير ببعض التنبيهات التي لا تغيب عن فطنة القارئ الكريم
- أولها يجب أن لا يغيب عن النظر ونحن ندرس ما في القرآن الكريم من تلك الإشارات الكونية، أن القرآن الكريم لم ينزل ليكون كتاب علوم كونية أو دلالة على حوادث غيبية، بل هو كما أخبر جل وعلا كتاب هداية وبيان وإيضاح ورشاد، فلا يضير القرآن الكريم أن لا يوجد فيه شيء من تلك المسائل، وإذا فنحن لسنا بحاجة إلى أن نتكلف أمرا لم يدل عليه القرآن الكريم بشكل جلي بعيد عن الكلفة والتحمل.
-ثانيها لقد رأينا بعض الدراسات التي تتعلق بمسائل غيبية أوحوادث مستقبلة ـ وفي الحق ـ فهذا دحض مزلة، ومسلك خطر، لا تُأمن فيه السلامة، ولم يزل الدجل والإفك يقترن بماتصل بالغيبيات والأمور المستقبلة من بحوث ودراسات، ومسائل الغيب قد حجبها الله عن عباده إلا من ارتضى من رسله، فينبغي أن تنزه البحوث المتعلقة بالقرآن الكريم عن الخوض في هذا البحر اللجي.
-ثالثها كثير من المحاولات التي نراها اليوم يقوم بها أناس فيهم غيرة ومحبة لهذا الدين ، لكنهم ليسوا على علم راسخ بالقران الكريم، ولا معرفة بالأدلة الشرعية والأصول المرعية، وأهل العلم مجمعون على أن الناظر في كلام الله عز وجل ـ حتى يجوز له الكلام فيه ـ لا بد أن يستجمع أموراً معروفة ويحقق شروطاً معلومة، ومن نتائج الخلال في هذا الجانب والقصور فيه، أننا رأينا بعض الدراسات تنطلق من قناعات سابقة في أمر ما، تكون حكما على القرآن الكريم، حتى إنك ترى الباحث يتكلف ويتمحل في البحث والاستنتاج حتى يصل إلى تلك النتيجة المقررة عنده سلفا.
وأخيرا فلعلك ـ أيها السائل الكريم ـ قد تبين لك أن مسألة الإعجاز العددي أمر جائز الوقوع عقلا، ولا يوجد ما يمنع من ورود ما يؤيده في القرآن الكريم، غير أن التكلف والتمحل في الإبحاث ذات الصلة وافتقاد المنهجية شابت كثيرًا من تلك الدراسات، مما يجعل المرء على حذر من قبولها مطلقا دون فحص ونظر.
هذا، والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
__________________
د.ناصر بن محمد الماجد
كلية أصول الدين بالرياض - قسم القرآن وعلومه
__________________











 
قديم 19-06-09, 04:36 AM   رقم المشاركة : 18
M.Noman
عضو ماسي







M.Noman غير متصل

M.Noman is on a distinguished road


لقد وضع كل هذا تحت اسم خنفشاريات,,وهو كذلك,,,فما هي المنفعة التي تعود علينا من ذلك؟؟؟ وهل نفذ الاعجاز في القرآن لنبدء العد؟؟؟ لا والذي انزلة عربيا ليكون تبيانا لكل شئ. وما ارى هذا الا خزعبلات المفلسين ممن رأوا منفعة خاصة بة او ضلال الضالين لاثبات ما لا يقبلة عقل







 
قديم 19-06-09, 11:42 AM   رقم المشاركة : 19
مسلم شافعي
عضو ينتظر التفعيل







مسلم شافعي غير متصل

مسلم شافعي is on a distinguished road


جمعة مباركة عليكم جميعا







التوقيع :
قال الامام الشافعي رحمه الله

لم أرى أحداً أشهد بالزور من الرافضة
من مواضيعي في المنتدى
»» اوقات الصلاة ...وعدد ركعاتها....هل ذكرت في القران؟!!!
»» الزميل شلهوم ....تفضل لو سمحت
»» الى الزميل almistro2009 انا اكتشفت انني شيعي
»» سؤال محير جدا ...بخصوص المفتي المصري..اخيرا وجدت الاجابة الشافية والحمد لله
»» حرب صفويه فارسية مجوسية على علماء العرب ونسبتهم لبني صفوي ستان
 
قديم 19-06-09, 11:51 AM   رقم المشاركة : 20
مسلم شافعي
عضو ينتظر التفعيل







مسلم شافعي غير متصل

مسلم شافعي is on a distinguished road


منقول
...................
لحمد لله حمدا كثيرا، قال عَزَّ مِن قائل : ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا، وصلى الله على محمد - عبد الله - أرسله مبشرا ونذيرا وسراجا منيرا، أما بعد :

فَلِكثرة ما يلقى في هذا المنتدى المبارك وغيره من أقوال صادّة، ومباحث جادّة إزاء الإعجاز العددي في القرآن الكريم، وتناسب الكلمات والآيات والسور عدديا ورقميا، كان لابد من وضع النقاط على الحروف، للإجابة على هذا التساؤل : هل لهذا العلم أصل في الشرع ؟ وهل له بذور عند السلف ؟
ففي تفسير القرطبي (1/92) : "روى وكيع عن الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود قال : من أراد أن ينجيه الله من الزبانية التسعة عشر فليقرأ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ليجعل الله تعالى له بكل حرف منها جُنة من كل واحد. فالبسملة تسعة عشر حرفا على عدد ملائكة أهل النار الذين قال الله فيهم : عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ، وهم يقولون في كل أفعالهم : "الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ" فمن هنالك هي قوتهم، وببسم الله استضلعوا. قال ابن عطية : ونظير هذا قولهم في ليلة القدر : إنها سبع وعشرين، مراعاة للفظة "هي" من كلمات سورة إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ، ونظيره أيضا قولهم في عدد الملائكة الذين ابتدروا قول القائل : ربنا ولك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، فإنها بضعة وثلاثون حرفا، فلذلك قال النبي الله صلى الله عليه وسلم : "لقد رأيت بضعا وثلاثين ملكا يبتدرونها أيهم يكتبها أول". قال ابن عطية : وهذا من ملح التفسير وليس من متين العلم" اهـ.







التوقيع :
قال الامام الشافعي رحمه الله

لم أرى أحداً أشهد بالزور من الرافضة
من مواضيعي في المنتدى
»» الزميل شلهوم ....تفضل لو سمحت
»» اوقات الصلاة ...وعدد ركعاتها....هل ذكرت في القران؟!!!
»» سؤال محير جدا ...بخصوص المفتي المصري..اخيرا وجدت الاجابة الشافية والحمد لله
»» القران الكريم فيه اعجاز عددي مذهل
»» الى الزميل almistro2009 انا اكتشفت انني شيعي
 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:22 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "