العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديات الخاصة > منتدى مقالات الشيخ عبدالرحمن دمشقية

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-12-07, 04:27 AM   رقم المشاركة : 1
دمشقية
حفظه الله







دمشقية غير متصل

دمشقية is on a distinguished road


هل فسر السلف آيات الصفات / حوار دمشقية مع الأزهري


الأزهري الأصلي: 08-11-2007, 07:30
السلام عليكم:
منذ دخل الأخ الدمشقية الملتقى طرح عدة مواضيع فأحببت أن ابدأ بواحد منها - وكان أولها في كلامه- نتناقش فيه ثم نتناقش في باقي المواضيع تباعاً فبدأت بموضوع "شرعية علم الكلام" ولكنه لم يحبذ هذه البداية رغم أنها من مطالبه!! وأحب أن يبدأ بموضوع تفسير السلف لآيات الصفات الخبرية فلا بأس من هذا وأنا اتنزل له وأوافق على البدء في حوار حول الموضوع الذي يريده وأنا حذفت مشاركتي في هذا الموضوع وعدلت عنوان الموضوع ليتلائم مع الموضوع الذي سنناقشه بمشيئة الله.
ويبدأ الموضوع من المشاركة التالية للأخ الدمشقية.

دمشقية:
الأخ الأزهري:
سبق وقد بينت لكم أنكم أردتم بهذا الموضوع صرف الناس عن السؤال المهم:
هل ثبت تفسير السلف للصفات؟
فقد قال ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير قوله تعالى: (وَجَاءَ رَبُّك) « فيجيء الله فيهم والأمم جثيّ» [تفسير الطبري ج30 ص118-120].

ونضرب مثالاً على أن السلف ما تجاهلوا تفسير معاني الصفات: فقد قال مجاهد (اسْتَوَى عَلَى الْعَرْش) أي علا على العرش. وقال أبو العالية استوى أي ارتفع [رواه البخاري معلقا في التوحيد باب وكان عرشه على الماء].

وإليك إسنادهما:
« أنبأنا محمد بن أحمد بن علي عن يونس بن أبي إسحاق عن علي بن الحسين أن محمد بن ناصر كتب إليهم أنا عبدالرحمن بن محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى أنا عبدالعزيز بن عبدالواحد الشيباني ثنا أبو بكر الشافعي ثنا يعقوب بن إسحاق القزويني ثنا محمد بن سعيد بن سابق ثنا أبو جعفر بن عيسى بن ماهان الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية في قوله تعالى (استوى إلى السماء) قال (ارتفع).

وأما قول مجاهد فقال الفريابي في تفسيره ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله تعالى (استوى على العرش) قال: « علا على العرش» (تغليق التعليق5/344).

وعن ابن عباس في قوله تعالى: (وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا) « أي بعين الله تبارك وتعالى «وفي رواية أنه أشار بيده إلى عينه [روه البيهقي في الأسماء والصفات 396 واللالكائي في شرح أصول السنة 3/411].

وقد قال مجاهد « أخذت التفسير عن ابن عباس من أوله إلى خاتمته أقفه آيةً آيةً». فلم يستثن من ذلك آيات الصفات. كأن يقول مثلا: إلا آايات الصفات.

وفي تفسير: (ءأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ) [الملك 16]، قال: أي وهو الله كما رواه عنه ابن الجوزي [زاد المسير 8/322].
وفي رواية ذكرها القرطبي: « ءأمنتم عذاب مَن في السماء إن عصيتموه » (تفسير القرطبي17/215).
وروى البخاري أن ابن عباس قال: « لما كلم الله موسى كان النداء في السماء وكان الله في السماء » (البخاري: خلق أفعال العباد ص40).

أكتب هذا وأنا أعلم تماما دعوة الإخوان إلى مذهب التفويض والافتراء على السلف بنسبته إليهم. ليس بعد دراسة هذه العقيدة وإنما لأن أكثر قادة التنظيم جروا على سنة التفويض بدءا بحسن البنا رحمه الله مرورا بأبي غدة الكوثري الذي ناظرته قبل موته وأتيته بهاتين الروايتين وألجم تماما ولم يستطع أن يرد بكلمة واحدة.

فأرجو منكم التفضل بالرد على هذا الأمر ثم إعطائي كتابا أجد فيه الأشعرية الحقة التي ادعيتم وجودها مشكورين.

فإن لم أجد ردا على هذين السؤالين فسوف أمضي في الجواب والتعليق على موضوعكم الجديد الذي زعمتم أنه متعلق بموضوع ملفي الذي حذفتموه، غير أني وللأسف لم أجد لهذا الملف علاقة بموضوع ملفي المحذوف.
فإن موضوع ملفي كان حول مسألتين:
1- هل ثبت تفسير السلف لنصوص السفات أم لا؟
2- أين مصادر هذه الأشعرية الحقة التي دعا إليها الأزهري وهل أجدها في كتاب؟

وإذا وصفت ذلك بالهروب غضبتم وقمتم بإغلاق الملف أو حذفه.
أليست هذه حقيقة؟
أين موضوع ملفي الذي حذفتموه؟
تريدون مسح أي آثر لموضوع تفويض الصفات لحساسيته؟
ثم بعد هذا تفتحون ملفا بعنوان هل علم الكلام كله باطل وتزعمون أنكم أردتم فيه متابعة الحوار حول الملف الأول وليس فيه أي أثر من الملف الأول؟
قاتل الله المراوغة.

لا أزال أنتظر الجواب منذ أيام حتى هذه اللحظة والأخ الأزهري يبحث عن كل خطأ وإن كان خطأ كتابيا أثناء صف الكتابة ولا يكتب حرفا واحدا عن موضوع تفويض السلف المزعوم.

الأزهري الأصلي: 10-11-2007, 07:30
السلام عليكم:
احتوت مشاركة الأخ الدمشقية على عدة أمور أرتبها فيما يلي:

** الآثار غير الصحيحة:
1- قال الأخ الدمشقية:
« وعن ابن عباس في قوله تعالى: (وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا) « أي بعين الله تبارك وتعالى ». وفي رواية أنه أشار بيده إلى عينه [روه البيهقي في الأسماء والصفات 396 واللالكائي في شرح أصول السنة 3/411].

سنده ضعيف فيه أكثر من علة: انظر تحقيق الدكتور الحاشدي لكتاب الأسماء والصفات للإمام البيهقي - بتقديم مقبل الوادعي- (2/116) الأثر رقم 682 وإسناد الإمام اللالكائي فيه نفس علل سند البيهقي فراجعه غير مأمور.

2- قال الأخ الدمشقية: « وفي تفسير: (ءأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ) [الملك 16]، قال: أي وهو الله كما رواه عنه ابن الجوزي (زاد المسير8/322).
وفي رواية ذكرها القرطبي: « ءأمنتم عذاب مَن في السماء إن عصيتموه] (تفسير القرطبي 17/215).

الأثران في حاجة إلى إسناد فابن الجوزي والقرطبي لا يرويان التفسير عن الصحابة بأسانيدهما إلا منقولاً عن غيرهما -وهما هنا لم يفعلا- أما أن يحكيانه فلا بد له من إسناد عن أحد غيرهما فنرجو إبراز السند إن كان لديك وإلا فبين ابن الجوزي والقرطبي وبين ابن عباس قرون عدداً!!

3- قال الأخ الدمشقية: « وروى البخاري أن ابن عباس قال: « لما كلم الله موسى كان النداء في السماء وكان الله في السماء» [البخاري خلق أفعال العباد ص40].

لم يسنده البخاري عن ابن عباس وأخاف حقيقة أن تقول أنه معلق بصيغة الجزم فهذا مشين لو قلته اترك ذكر السبب إلى لو أنك قلتها والسر في المرجع!!

** بالنسبة لباقي الآثار:
(جاء ربك) : (فيجيء الله) هل هذا تفسير بالله عليك أم هو تكرار للفظ ؟ أيصح أن يقال معنى الماء هو الماء؟؟
السلف الصالح كانوا يكررون هذه الصفات بألفاظها لا يبدلوه بتأويل ولا غيره وهذا هو التفويض الذي نقول به.

أما تفسير الاستواء بالعلو والارتفاع فهذا لنا لا علينا لماذا؟
1- من المعروف أن معاني الاستواء اللغوية أكثر من هذا بكثير فمنها الاستقرار ومنها الصعود وغيرها ولكننا نجد المحققين من العلماء يأنفون من تفسير الاستواء بهذا لماذا مع أنه من معاني الاستواء اللغوية؟
2- ثم إن تفسير الاستواء بهذين المعنيين من معانيه ليس دليلاً على الإحاطة بمعنى الاستواء بل هو دلالة على إدراك جزء من معانيه ولا يقال لمن عرف الجزء عرفت الكل!!
3- ثم إن هذا التفسير مع ندارته وعدم شيوعه إلا عن أحد السلف هو كالاستثناء الذي يثبت القاعدة وهي تفويض المعنى إذ أنه لم يثبت عن أحد من السلف تفسير لأي صفة أخرى من الصفات الخبرية خاصة -وهي التي حولها النقاش- بل ثبت عنهم العكس وهو نهيهم عن تفسيرها ولكن بعض الناس -هداهم الله- جعلوا الاستثناء قاعدة!!

وانظر إلى أقوال السلف هنا:

http://www.ikhwan.net/vb/showthread.php?t=14506

4- ومما يثبت أن هذا هو القاعدة أقوالهم في الرابط أولاً وثانياً عدم ثبوت التفسير عنهم وثالثاً عدم استطاعة من يقولون بمعلومية المعنى تطبيق قولهم وها نحن نعيد عليك الاختبار يا أخ دمشقية:

قلتم أن الاستواء هو العلو والارتفاع.

فما معنى هذه الصفات الخبرية الذاتية والفعلية بكلمة واحدة كما قلتم في معنى الاستواء؟

يد الله معناها ........
رجل الله معناها..........
عين الله معناها.............
أصبع الله معناه............
وجه الله معناه..............

غضب الله معناه...............
فرح الله معناه.................
عجب الله معناه...............
مجيء الله معناه............
ضحك الله معناه...............

نريد -فقط- أن تملأوا هذه النقاط بكلمة أو كلمتين كما فعلتم في الاستواء.
حتى الآن لم نتلق إلا هذه الإجابات الغريبة:
واحد يقول: معنى اليد -مثلاً- هو اليد والغضب هو الغضب!! كمن فسر الماء بعد الجهد بالماء.
وآخر يقول: معنى اليد -مثلاً- هو صفة ذات يفعل بها كذا وكذا فهل هذا معناً لغوياً هل من العلم أن تقول -مثلاً أن معنى ناطحة السحاب هو مبنى يسكن فيه الناس؟!!
وثالث يفسر الصفة بلازمها كما يفعل الأشاعرة فيفسر الفرح بإرادة الرحمة ونحو هذا.
ورابع يقول أن المعنى معلوم دون أن يخبرنا به ويصر أنه معلوم ولسان حاله يقول: (المعنى في بطن الشاعر) وغاية قوله (أنه معلوم في الأذهان لا يخرج منها لأنه لو خرج صار كيفية)!! فما هو في الأذهان ولماذا يظل حبيسها مع خروجه منها في الاستواء؟!!

فما الجديد الذي ستضيفه لنا يا أخي الدمشقية؟؟
نرجو العلمية في الرد وعدم الخروج عن الموضوع بالانتقاص من هذا وذاك.
مللاحظة مهمة: انا هنا لا امثل إلا نفسي فقط ولا امثل الجماعة ولا الإمام حسن البنا ولا غيره بل اتناقش معك فيما اعتقده اناقشك فيما تعتقده فإن أبيت إلا إدخال الجماعة في الموضوع فهذه حيدة وخروج عن الموضوع وتشويش عليه.
أخوكم.

دمشقية:
أولا بالنسبة للأخ الأزهري الأصلي:
أرى أنك تجاهلت الروايتين اللتين في البخاري.
أما الروايات الأخرى فقد حشدتها في ثنايا المقال واستأنست بها فقط.

وكان هذا خطأ مني فإن المدلس يترك الصحيح ويختبئ بغيره.
لكن البصير طالب الحق سوف ينكشف له هذا التغاضي الواضح منذ بداية دخولي الذي أتعبني مع الأزهري وحتى لا يريد الأزهري التعليق عليهما.

وأنا أربأ بك أيها الأزهري أن تتخذ هذا الموقف الذي يظهر صورة تجاهل الحق والحيدة عنه..

الروايتان عن مجاهد وأبي العالية صحيحتان. رواهما البخاري معلقتين.
ووصلهما الحافظ ابن حجر في تغليق التعليق.
فما هو موقفك منهما يرحمك الله؟!!!
أرحنا وانطق الجوهرة.
ولا تقف منهما موقف عبد الفتاح أبي غدة حيث تجاهلما وسكت.

أما عن مداخلة أبي يوسف فأقول:
هذه محاولة غير موفقة منكم تغيير مسار الحوار الذي زعم المشرف والأزهري أنه سوف يكون بين اثنين فقط.
وحتى لا يطول الكلام:

أكتفي الآن باأن أقول ما يلي:
هيا يا أبا يوسف:
عسى أن يكون الأزهري خيرا مني فيأخذ بكلام ابن عباس ومجتهد وأبي العالية في تفسيره لآيات الصفات.

فتحت على الأزهري بابا بهذه المداخلة غير الموفقة وحمست القارئ ليترقب إن كان موقف الأزهري من ابن عباس مثل موقف الدمشقية.
ولا تنس أن مجاهد وأبا العالية أخذ التفسير عنه وهما من السلف.

أما موقف الدمشقية من ابن عباس فهو بأمر من الله الذي استثنى من الأسوة قول ابراهيم لأبيه لأستغفرن لك. فقال ((( قد كانت لكم أسوة حسنة ... إلا قول إبراهيم لأبيه لأستغفرن لك))). مع أن أباه كان حيا آنذاك.
والقدوة كل القدوة عند الأزهري في الاستغفار للحي خلافا لما قاله الله.
فإذا كان إيراهيم في الاستغفار للكافر غير أسوة بالدليل من الآية فقول ابن عباس أولى وذلك كموقفي من ابن عباس من إصراره على المتعة بعد أن نهاه عنها عمر.
مع التنبيه إلى أن الرواية عن ابن عباس في الاستغفار معلولة.
ولم أقف مثل هذا الموقف من أي صحابي أبدا إلا هذا الموقف بسبب الآية.

أعود فأقول:
قد فتحت على الأزهري بابا بهذه المداخلة.
هيا أخي الأزهري لا تكن كالدمشقية
وافق مجاهد وأبا العالية في تفسيرهما لآيات الصفات ولا تكن كالدمشقية.

وهذه آخر مرة أطالب فيها الأزهري بالتعليق على الروايتين لأنني تعبت من المراوغة وحذف الملفات وقص أجزاء منها وتغيير منشئ الحوار من دمشقية إلى الأزهري كما نراه واضحا في هذا الملف الجديد الذي أنشأه الأزهري باسمه وقد كان باسمي.

للمرة الأخيرة يا أزهري:
ما موقفك من الروايتين عن مجاهد وأبي العالية؟
لأزهري الأصلي: 10-11-2007, 07:30
مناقشة الأثرين وقعت في ثلاثة أرباع مشاركتي السابقة من أول قولي (أما تفسير الاستواء بالعلو والارتفاع.............) تحت عنوان جانبي (** بالنسبة لباقي الآثار)!! هل ترى؟؟ فإن رأيت فأرجو الجواب على اسئلتي ولا تكتفي بطرح الأسئلة والتعامي عن إجابتها.
أخوكم.

دمشقية:
سوف أضع رقما لكل سؤال حتى يتابع القارئ موقف الأخ الأزهري من الأسئلة.

أولا: عذرا على الخطأ فإنني لم أجد أي ذكر منكم لاسم مجاهد وأبي العالية فظننت انكم لم توردوهما، وأعجب من عدم إيراد الرواية ولا اسم الراوي، وأرجو أن لا يكون هذا اشمئزازا مما رواه البخاري بالسند الصحيح الذي هو عندك شاذ.

وإنما وجدتكم قلتم:
” أما تفسير الاستواء بالعلو والارتفاع فهذا لنا لا علينا لماذا؟“
لماذا أخي الأزهري؟
قلتم:
من المعروف أن معاني الاستواء اللغوية أكثر من هذا بكثير فمنها الاستقرار ومنها الصعود وغيرها ولكننا نجد المحققين من العلماء يأنفون من تفسير الاستواء بهذا لماذا مع أنه من معاني الاستواء اللغوية؟!!“.

ألزمك أخي الأزهري بالجواب:
إذن أقررت بأن السلف ثبت عنهم التفسير ولكنك تخالفهم في ذلك.
السؤال الأول:
لماذا كذبت من قبل على السلف وقلت بأنهم لم يفسروا صفات الله مع ثبوت تفسير مجاهد وأبي العالية؟ أفلا قلت نعم ثبت ولكني أخالفهما؟
ولا عبرة بردك لتفسيرهما فإنهما أخذا التفسير عن ابن عباس فمن أنت؟

أما قولك بأن للاستواء معان كثيرة.
فأقول:
أستاذي: أظن أنك تفهم في اللغة وتفرق بين الاستواء اللازم وبين الاستواء المتعدي بعلى. فكف عن التلبيس.
الاستواء غير المتعدي تصل معانية إلى ما يزيد على عشرة معان.
أما الاستواء المتعدي بعلى فليس له إلا ما حكاه مجاهد وأبو العالية.
فلا تكثر من إنشائياتك بلا طائل بما يظن معه العامي أنك أجدت الرد.

واما من أنف من العلماء من تفسير الاستواء المتعدي بعلى على نحو ما فسر به مجاهد وأبو العالية فقد فسره بما وافق عليه المعتزلة القائلين (إستوى أي استولى).
وهذا عام في كل الأشاعرة المتأخرين الذين خالفوا سلفهم من الأشاعرة ووافقوا المعتزلة فجعل الاستواء استيلاء.
ويلزم منه ان الله امتلك العرش بعد ان كان في ملك إله آخر. ثم غلبه الله واستولى على العرش منه.
وهذا شر مما ظنوه شرا لأنه يلزم منه قدرة لله مسبوقة بعجز.

ولا أظنه يخفاك أبدا أن الأشاعرة المتأخرين وافقوا المعتزلة في تحريف الاستواء يالاستيلاء. بينما حكم الأشاعرة المتقدمون ببطلان قول المعتزلة.
- فقال أبو منصور البغدادي: « زعمتِ المعتزلةُ أن استوى بمعنى استولى » مستدلين بقول الشاعر: قد استوى بشر على العراق.. قال: « وهذا تأويل باطل» [أصول الدين 112].
- واعترف ابن فورك بأنه « قول مخالفينا » [مجرد مقالات أبي الحسن الأشعري ص 325]. أي المعتزلة.
- وذكر ابن بطال تأويل قول المعتزلة (استولى) فقال: « فأما قول المعتزلة فهو قول فاسد » نقله الحافظ العسقلاني عنه ووافقه عليه [فتح الباري 13/405-406 وانظر إتحاف السادة المتقين 2/107].
هل علم الكلام كله باطل أم لا؟
وهذا يؤكد أن علم الكلام الذي عند الأشاعرة هو نفسه علم الكلام الذي عند المعتزلة لأنه أدى بالأشاعرة المتأخرين إلى موافقة المعتزلة في كثير من الصفات كقولهم بأن نزول الله نزول رحمة وأن استواءؤ الله استيلاء وأن اليد هي القدرة... إلخ.
لعلك تقصد هذا النوع من العلماء.

إذن أيها الأحبة يتبين لنا أن موقف الأزهري من تفسير مجاهد وأبي العالية هو الرد لهما والحكم عليهما بالشذوذ.
فتذكر هذا يا أبا يوسف. يا من استنكرت موقفي من الرواية المعلولة عن ابن عباس والتي تبيح الاستغفار للكافر.
ولكن: ألم يأخذ مجاهد وأبو العالية تفسير القرآن عن ابن عباس وهو ما يعرف بالتفسير بالمأثور؟ أم أن الأزهري يتهمهما بأن تفسيرهما كان بالرأي ثم سمح لنفسه أن يرد عليهما ويحكم بشذوذ قولهما؟

ولو كان هذا القول قول مجاهد فقط لربما حمل على الشذوذ ولكنهما روايتان كما في تغليق التعليق.
وحتى الحافظ ابن حجر فإنه لم يرد هذا الخبر ولم يعده شاذا.

فمخالفة ما رواه البخاري عن السلف في إثبات معنى هذه الصفة فهو الشاذ.
وإقرارك بتفسير السلف ينهي مذهب التفويض.
أخبرنا رحمك الله من من العلماء المعتبرين من شراح البخاري قد اعتبر هذا القول من مجاهد وأبي العالية شاذا وحذر الناس من شذوذه؟
ولماذا يكون شاذا ولماذا يكون حالة استثنائية والحال أنه على أصل القرآن الذي أمر الله بتدبره ولم يستثن منه شيئا؟
فكيف يكون تفسير مجاهد مستثى شاذا وعلى خلاف الأصل بل الشاذ؟
كيف يكون شاذا وقد أخبر مجاهد أنه أخذ تفسير القرآن كله عن ابن عباس يقفه آية آية؟
السؤال الثاني:
هل تصرون على موقفكم بأن الرواية التي في البخاري شاذة؟
فإن كانت شاذة فأقول: خذها يا أبا يوسف وأنا ابن الدمشقية.
فرقة الأشاعرة غير الحقة عند الأزهري
وماذا تقول أيها الأزهري في أشاعرة التأويل المخالفين لأشاعرة التفويض كالقشيري والرازي وغيره؟
لقد رد القشيري في التذكرة الشرقية على المفوضة قائلاً:
« وكيف يسوغ لقائل أن يقول في كتاب الله ما لا سبيل لمخلوق إلى معرفته ولا يعلم تأويله إلا الله؟
أليس هذا من أعظم القدح في النبوات وأن النبي ما عرف تأويل ما ورد في صفات الله تعالى ودعا الخلق إلى علم ما لا يعلم [قال جابر بن عبد الله في حجة النبي "ورسول الله بين أظهرنا وعليه ينزل القرآن، وهو يعرف تأويله" (مسلم رقم 147)؟
أليس الله يقول بلسان عربي مبين؟
فإذن: على زعمهم يجب أن يقولوا كذب حيث قال: (بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ)؟ إذ لم يكن معلوماً عندهم، وإلا: فأين هذا البيان؟
وإذا كان بلغة العرب فكيف يدعي أنه مما لا تعلمه العرب»؟
الجهل بالصفات يؤدي إلى الجهل بالموصوف
أضاف:
« ونسبة النبي إلى أنه دعا إلى رب موصوف بصفات لا تعقل: أمر عظيم لا يتخيله مسلم فإن الجهل بالصفات يؤدي إلى الجهل بالموصوف.
وقول من يقول: استواؤه صفة ذاتية لا يعقل معناها، واليد صفة ذاتية لا يعقل معناها، والقدم صفة ذاتية لا يعقل معناها تمويه ضمنه تكييف وتشبيه ودعاء إلى الجهل…
وإن قال الخصم بأن هذه الظواهر لا معنى لها أصلاً فهو حكم بأنها ملغاة وما كان في إبلاغها إلينا فائدة وهي هدر. وهذا محال… وهذا مخالف لمذهب السلف القائلين بإمرارها على ظواهرها » [إتحاف السادة المتقين 2/110 – 111].

ورجح النووي ذلك فقال: « يبعد أن يخاطب الله عباده بما لا سبيل إلى معرفته » [شرح مسلم للنووي 16/218].

وألزم الرازي المفوض بأحد أمرين:
إما أن يقطع بتنزيه الله عن المكان والجهة فقد قطع بأنه ليس مراد الله من الاستواء الجلوس. وهذا هو التأويل.
وإما أن لا يقطع بتنزيه الله عن المكان والجهة بل بقي شاكاً فيه فهو جاهل بالله تعالى» [التفسير الكبير للرازي 22/6].
وبهذا يكون الرازي قد أفصح عن حقيقة التفويض ولوازمه الفاسدة وكشف قناعه.

وطعن أبو حيان النحوي في التفويض ورجح التأويل عليه. ونقل قول ابن عباس عن آيات الصفات بأن: « هذا من المكتوم الذي لا يفسر » وكذلك نقل قول الشعبي وسعيد بن المسيب والثوري: « نؤمن بها ونقر كما نصّتْ، ولا نعيّن تفسيرها ولا يسبق النظر فيها ». ثم وصف هذين القولين بأنهما: « قول من لم يمعن النظر في لسان العرب » [انظر تفسير البحر المحيط 1/121 و2/124 و3/524].
السؤال الثالث:
هل أشاعرة التأويل عند المنادون بمعرفة معاني الصفات هم أصحاب الأشعرية غير الحقة عندك أخي الأزهري ومذهبهم شاذ؟
هل النووي والقشيري والرازي يمثلون الأشعرية ” غير الحقة“ بحسب اصطلاحك؟
وما وجه عيبكم على السلفية انقسامهم؟
أليس هذا عيب أعظم لانقسام الأشاعرة حول أصل الدين وصفات الله إلى من يحرم معرفة معاني الصفات وإلى من يحرم جهل الصفات؟
السؤال الرابع:
هل علم النبي صفات الله أم جهلها؟
أرجو أن لا تغضب من السؤال لأن هذا ما ألزمك به أصحاب فرقة الأشاعرة المؤولة كالقشيري.
وهات لنا جوابا موجها للقشيري إن شئت وليس للدمشقية.
السؤال الخامس:
هل صفات الله عندك أخي الزهري بمنزلة قول الله تعالى ﴿ حم عسق﴾ ﴿صسم﴾ والتي يقول عنها العلماء: ”الله أعلم بالمراد منها“؟
وهل تشهد أن الله أنزل الصفات على العرب بألفاظ ذات معان ولكن حرم على الناس أن يعرفوا هذه المعاني؟

قال الأزهري:
يد الله معناها .
رجل الله معناها..........
عين الله معناها.............
أصبع الله معناه............
وجه الله معناه..............

غضب الله معناه...............
فرح الله معناه.................
عجب الله معناه...............
مجيء الله معناه............
ضحك الله معناه...............

الجواب:
لا شك أن الله أراد من هذه الصفات أن نفهم منها معنى من اللغة بقدر لا يتجاوز المعنى إلى الكيفية.
ونفهم منه من خلال ما نفهم من هذه الصفات في حقنا ما نستطيع أن نفهم مراده من غير أن نصل إلى الكيفية.
والدليل أننا نفرق بين معاني هذه الصفات بالضرورة إلا من سلب العقل والفطرة واللغة.
فإننا نفهم بالضرورة من غضب الله معنى يختلف عن رحمة الله ومجيء الله واستواء الله ونزول الله.
ومثلا أيضا:
نفهم من اليد صفة يقبض بها السماوات والأرض لا يقبضها برجله ولا بوجهه. وأن السماوات في يد الرحمن كخردلة في يد أحدنا. وأنه يخرج بيده حثيات من البشر من النار. وأنه يقبض السماوات بيد والأرضين بيده الأخرى.
ولو زاد النبي على هذا شيئا لقلنا به.
فهل تفهمون حضرتكم هذا المعنى بحسب الروايات؟
ونفهم من الرجل أنها صفة لله يضعها الله في النار حتى تنزوي.
ونفهم من تكليم الله لموسى أن الله تكلم بصوت سمعه موسى كما قاله أحمد وخالفه الأشاعرة مما يبطل أكذوبة التفويض عن أحمد والتي رواها عنه حنبل بسند ضعيف.
وأفهم من صفة الغضب معنى يشعرني بالخوف.
ومن الضحك ما يشعرني بالبشرى.
ومن صفة الرحمة ما يشعرني بالرجاء.
ولو كانت هذه الصفات لا معنى لها لما حركت عندي هذه المشاعر المختلفة بحسب اختلاف الصفة.
والآن إلى الحجة البالغة:
ومن لا يفهم من هذه الصفات شيئا من المعنى فيلزمه التسوية في الجهل بها وعدم التفريق.
فيلزمك أخي الأزهري أن لا تفرق بين هذه الصفات. ولهذا نتوجه بك إلى السؤال:
السؤال السادس:
فهل الرضا والغضب والضحك والمجيء عندك أخي الأزهري شيء واحد أم أنك تفهم من الرضا شيئا غير ما تفهمه من الغضب؟
إن قلت بالفرق فقد فهمت المعنى ثم كابرت بزعمك عدم معرفتها.
نعم أم لا؟
تفضل أجب.
السؤال السابع:
هل توافقون أحمد في تفسيره لكلام الله لموسى بأنه صوت سمعه موسى أم أن صفة الكلام لا معنى يفهم منها وان تقييد أحمد لكلام الله بصوت يبطل مذهب التفويض؟؟
ملاحظة حكى الحافظ عن أحمد أنه يثبت أن الله يتكلم بصوت، في حين أن الأشاعرة خالفوه وقالوا: إن كلام الله ليس بصوت (فتح الباري13/460).
السؤال الثامن:
هل توافق قول الله بأنه أنزل القرآن لنتدبر آياته كما قال ﴿ أفلا يتدبرون القرآن﴾؟
وبأي دليل تخرج صفات الله من التدبر؟
وهل كنت لتخشى من الأسد إذا لم تره لو أنك كنت تجهل صفاته؟
السؤال التاسع:
هل توافق قول من يجعلون التأويل (الذي هو عندك باطل) أحد طريقي أهل السنة في تنزيه الله كقولهم (التأويل والتفويض) ويجيزون لأتباعهم أن يختاروا أياً من الطريقين شاءوا: إما التأويل وإما التفويض. كقول اللقاني في جوهرة التوحيد:
وكل وصفٍ أوهَمَ التشبيها ....... أوِّلْهُ أو فوّض ورُم تنزيها
(جوهرة التوحيد ص91).

ولا تنس أخي الأزهري أن هذا الكتاب مقرر في الأزهر في تدريس مادة العقيدة.
وهذا القول الذ من المفروض أن يكون عندك تمييعا للعقيدة يخير طالب العلم بين التفويض والتأويل وأن كلا منهما تنزيه لله تعالى.
ما موقفك من ذلك وأنت طالب في الأزهر؟؟؟
السؤال العاشر:
هل كانت الجارية مفوضة حين سألها رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((( أين الله))).
أم أنها كانت تفهم من قوله تعالى ((( أأمنتم من في السماء)) معنى؟؟؟
هل نعرف ربنا بمقتضى هذه الآية أنه على عرشه فوق خلقه أم أنك لا تدري أيضا بمقتضى منهج التفويض عندك؟
وأين الله أخي الأزهري؟؟؟
أرجو الله أن لا يكون الجواب: لا ادري.

الأزهري الأصلي:
السلام عليكم:

1- أنا لن اتواجد على الشبكة في اليومين القادمين -إن شاء الله تعالى- لأني سأكون على سفر للجامعة ولن اتمكن من متابعة الملتقى والردود فنرجو المعذرة.

2- كما توقعت لم يجب الأخ الدمشقية على أي سؤال وتجاهلها تماماً هل ملأ الفراغ شيء صعب؟؟
بماذا أجاب الأخ الدمشقية:
اليد صفة ذاتيه يفعل بها كذا وكذا.
والرجل صفة ذاتية يضعها في النار.....

ما هذا؟؟
وهذا ليس بالمعنى اللغوي أبداً.
أفلا قلتم هذا في الاستواء وقلتم أن الاستواء صفة فعلية -أو ذاتية على خلاف- فعلها الله في العرش؟؟ فلماذا قلتم (معناها العلو والارتفاع)؟؟ نريد المعنى اللغوي لا نوع الصفة ووظائف الصفة نريد المعنى اللغوي للصفة.

ثم قال أن الغضب فيه معنى يشعره بالخوف والضحك معنى يشعره بالبشرى!!
هذا عين ما قاله الأشاعرة أو قريب منه فقد فسروا معظم هذه الصفات بلوازمها فقالوا أن الرحمة إرادة الثواب والغضب إرادة العقاب.........وهكذا ولكن اللازم ليس بمعنى!!
هل معنى الغضب هو شئ يشعر بالخوف فهناك أشياء كثيرة تشعر بالخوف فما الفرق بينها؟

ما هو المعنى اللغوي رحمك الله؟

لا نريد لف ولا دوران نريد لفظة أو لفظتين كما فعل في الاستواء تماماً.

3- كتبت هذه المشاركة للإعذار ولشيء آخر:

الأخ الدمشقية اعتذر على أنه لم ير التعليق على كلام مجاهد وأبي العالية لأنه بحث عن اسمهما ولم يجدهما في كلامي مع أني علقت على مضمون الكلام فتنبه لذلك واعتذر.

والآن الأخ ينسب لي -حوالي 15 مرة!! - أني قلت أن قولهما شاذ فبالله عليكم يا أصحاب النظر السليم أين قلت هذا؟؟

هل قولي أن هذا استثناء يدعم القاعدة معناه أن قولهما شذوذ؟؟
هل قولي أنه نادر ولا يعرف غيره عن السلف معناه أن شذوذ؟؟
هل قولي أنه لا يشمل كل معاني الاستواء اللغوية معناه أنه شذوذ؟؟

أرجو من الأخ الدمشقية الاعتذار عن هذا لأني لم انطق به ولم اقصده فمن أين اتيت به؟؟

4- ليس معنى أن أبي العالية ومجاهد من تلاميذ عبد الله بن عباس أن كل قول لهما أخذاه عنه فيصبح كل ما قالاه قد قاله ابن عباس فهذا لعمري في القياس بديع!!

5- الاستقرار من معاني الاستواء المعدى ب"على" فهل تنسب الاستقرار لله تعالى؟ وما الحكم فيمن أثبت أو انكر هذا الاستقرار؟ أهو خلاف لغوي سائغ؟؟
والجلوس من معاني الاستواء المعدى ب"على" فهل تنسب الجلوس لله تعالى؟
ولم يثبت في الاستواء المعدى ب"على" سوى قول مجاهد.
لو كان الأمر لغة وفقط لأثبتنا الاستقرار والجلوس لله تعالى فلماذا يأنف من هذا المحققون؟؟

6- في أكثر من موضوع شنعت -أخوكم الفقير- على من يفسر الاستواء بالاستيلاء، ومتقدمو الأشاعرة على هذا كما نقلت -أنت- وهناك غير ما نقلت الكثير.
وبقدر ما أشنع على من قال أن الاستواء معناه الاستيلاء أشنع على من قال أن الاستواء معناه الاستقرار والجلوس فهما في الإثم عندي سواء وإن قال بهما من قال طالما لم يثبت عن السلف.

7- هناك فرق كبير -أراك قد خلطت الأمور به- بين أن يقول القائل هذه الألفاظ لا معنى لها -كما نسبته لي في كلامك السابق.
وبين أن يقول القائل هذه الصفات لها معنى الله به عليم ولا استطيع الإحاطة به علماً.

وقد فرق ابن تيمية نفسه بين هذا وذاك فدونك شرحه.

بالنسبة للأسئلة فبالرغم من أن فيها تكرار كثيرة وكان يمكن ان تصاغ في صورة أقل وعدد أقل بصياغة أحسن إلا أننا سنجيب عنها ونراعي عدم التكرار.
السؤال الأول:
سبقت إجابته في الملاحظات السابقة.
السؤال الثاني:
سبقت إجابته في الملاحظات السابقة.
السؤال الثالث:
غير مفهوم وصياغته غير جيدة فنرجو إخبارنا بمرادك منه.
السؤال الرابع:
إجابته في السؤال الثامن.
السؤال الخامس:
تأتي إجابته في السؤال السادس والثامن فنحن نعرف المعاني من خلال سياق الآيات ومجملها ولكن نفوض المعنى التفصيلي.
ولكن هذه الألفاظ (حم) (عسق) لا يفهم من سياقها ولا من ألفاظها معنى معين فنقول الله اعلم بمراده لذلك.
فهناك فرق كبير ونرجو الإجابة على ما سبق من ملاحظات فهي استكمال لباقي السؤال.
السؤال السادس:
تأتي إجابته في السؤال الثامن فنحن نفرق بين هذه الصفات بحسب سياق الآيات التي ترد فيها والجمل التي ترد فيها فنحن نفهم المعنى الإجمالي ولكننا نفوض المعنى التفصيلي للألفاظ وهناك فرق.
السؤال السابع:
بالنسبة لإضافة الصوت لكلام الله تعالى فليس الإمام أحمد من قيده بذلك بل هذا ورد عن النبي - صلى الله عليه وسلم- مرفوعاً بأسانيد صححها بعض الأئمة فعلام السؤال إذاً؟؟ فمن أثبت هذه الأسانيد قال بالصوت ومن ضعفها فلا حجة في قول الإمام أحمد ولا غيره!!
السؤال الثامن:
بالنسبة لمنافاة التفويض للتدبر فقد قلنا سابقاً أن هناك فرقاً بين المعنى الإجمالي للآية ككل والمعنى التفصيلي لألفاظها وهذا من انواع التفسير المشهورة في علم أصول التفسير (تفسير إجمالي وتحليلي وموضوعي والمقارن وهي حسب الأسلوب) فلا شك أن السلف الصالح كانوا يفهمون الأول ولا يخوضون في الثاني لعدم معرفتهم به لأنه غاية في الخفاء.

والتفريق هذا يرد كثيرا وقد استشفيته من تفسير الإمام الطبري لقوله تعالى: "ومن يكفر بالإيمان" فقد ذكر نوعين من التفسير للآية:

الأول: التفسير المراد إجمالا من الآية وأن المراد من الآية "الكفر بالله تعالى وجحود توحيده".
الثاني: التفسير المراد من ألفاظها وظاهرها في التلاوة وأن المراد من ألفاظ الآية "ومن أبى التصديق بتوحيد الله والإقرار به".
انظر تفسير الطبري (4/440).

فالسلف فهموا من قوله تعالى "يد الله فوق أيديهم" عدم نكث العهود ومراقبة الله تعالى ولم يخوضوا في معاني ألفاظ الآية.

وهذا يفسر رد فعل الصحابي الذي قال "لن نعدم من رب يضحك خيرا" بعد ما عرف أن الله تعالى يضحك.
وهذا في سائر نصوص الصفات.
السؤال التاسع:
بالنسبة للتأويل فكل عاقل لا يحب الخوض في الغيب بالظنون وهذا -للأسف- مذهب التأويل ودليل عدم صوابه تخالفه وتناقضه فاليد عن بعضهم نعمة وعند البعض قدرة .........وهكذا.
ولذا فقد رجح كثير من المأولين في آخر حياتهم مذهب السلف الصالح وهو التفويض كالرازي والجويني وغيرهم.
وجمهور الأشاعرة على أن المذهب الحق هو التفويض وهو الأصل وأن التأويل تبرع وفرع وظن ولكن المتأخرين غالوا في التأويل حتى جعلوه أصلاً أو مساوياً وهذا مرفوض عند جمهور المتقدمين من الأشاعرة ومحققي المتأخرين.
السؤال العاشر:
بالنسبة لموضوع "أين الله؟" فلا علاقة لهذا بالصفات الخبرية وفوقية الله تعالى من الصفات العقلية كما قال بعض المحققين -ومنهم ابن تيمية نفسه- وليست من الصفات الخبرية وورد لفظها في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة فقولي بفوقية الله تعالى قول بألفاظ القرآن والسنة.
وهي فوقية وعلو غير مرتبطان بمكان وليس كما يقول البعض:
فوق العرش مستقر عليه جالس عليه ينزل من هذا العلو إلى سفل في الثلث الأخير من الليل ثم يصعد مرة أخرى إلى العلو ولا منافاة بين النزول إلى الأسفل وكونه على الدوام أعلى من كل مخلوق !!
وليس كما يقول البعض الآخر:
ليس فوق ولا تحت ولا خارج ولا داخل ولا متصل ولا منفصل ........إلى آخر هذا الكلام.
وليس كما يقول البعض:
هو في كل مكان بذاته حاشاه سبحانه بل هو فوقنا علو ذات وصفات ومعنا معية صفات.
فأهل السنة يقولون أنه فوقيته تعالى فوقية مطلقة لا ارتباط لها بمكان ولا زمان فوقية ذات وصفات.
ملحوظات هامة :
1- أرجو للمرة الثانية -في هذا الملتقى- الجواب على اسئلتي.
2- نرجو عدم الحديث في موضوع التأويل فهو خروج بالموضوع عما وضع له فنرجو التركيز في موضوع واحد ثم ننتقل إلى آخر وهكذا فقط للنظام وعدم الفوضى.
3- بلمناسبة فقد أجبنا على معظم الشبهات التي يثيرها البعض حول التفويض في هذا الرابط:
http://www.ikhwan.net/vb/showthread.php?t=14088
والله تعالى اعلم. الأزهري الأصلي: 10-11-2007, 17:13

دمشقية:
قال الأخ الأزهري:
والآن الأخ (يعني دمشقية) ينسب لي -حوالي 15 مرة!! - أني قلت أن قولهما شاذ... أرجو من الأخ الدمشقية الاعتذار عن هذا لأني لم انطق به"

تأملوا قول أخي الأزهري:
((( أني قلت))) وكذلك قوله (((... لأني لم أنطق به))).

الجواب (دمشقية):
أين نقلت عنك أنك (((قلت))) أو (((نطقت))) يرحمك الله؟؟؟
هات الدليل أنني نسبته إليك قولا وإنما قلت بأنك حكمت على روايتهما بالشذوذ.
فكف عن تتبع صغار المسائل لتشتيت السائل وتحميس المصفق هروبا من كبارها ومن ضمنها الأسئلة التي يلاحظ القارئ أنك تهربت من الجواب عليها ولم تجب عليها حتى ولو جوابا مجملا .
وسوف نتعرض لأجوبتك على أكثر الأسئلة بالعبارة التالية:

السؤال الأول: سبقت الاجابة عليه.
السؤال الثاني: سبقت الإجابة عليه.
السؤال الرابع يأتي في السؤال الثامن...
وهكذا: بشكل يضيع القارئ الذي يلاحظ ذلك بوضوح.

أما مطالبتك بالاعتذار فكنت أنوي أن أعتذر إن كنت نسبت ذلك إليك قولا. مع أنني كنت من قبل أنوي أيضا أن لا أعتذر لك حتى تعتذر للنبي من مؤاخاته لفرعون ومايكل جاكسون. ولنسبتك إليه اليوم الجهل بصفات الله وأن الجاهل بالله عندك مأجور وأن العالم بصفات الله مأزور.

ولكنني ولله الحمد بعد مراجعتي لمداخلتي لم أجد نسبة ذلك إليك قولا وإنما قلت بأنك حكمت على قولهما بالشذوذ. وأنت حقيقة حكمت علي قول مجاهد وأبي العالية بمخالفتهما للأصل عندك الذي هو عندك زورا: التفويض. وعدم التفسير. وما خالف الأصل فهو الشاذ.
ولكنك تسعى لتفصيل هذه المسألة بينما تجمل الأجوبة بطريقة عجيبة جدا تفوت الفائدة على طالب العلم. ويظن (((المصفق))) أنك رددت وأجدت.

تأملوا بالله عليكم أجوبة الأزهري على الأسئلة:
السؤال الأول:
(((لماذا كذبت من قبل على السلف وقلت بأنهم لم يفسروا صفات الله مع ثبوت تفسير مجاهد وأبي العالية؟ أفلا قلت نعم ثبت ولكني أخالفهما)))؟
قال الأزهري: (سبقت إجابته في الملاحظات السابقة).
قلت:
وقد رجعت إلى الملاحظات السابقة وتأكد ت أنه لم يجب على السؤال أبدا.
ولكم أن تتحققوا أنتم بأنفسكم.
السؤال الثاني:
((( هل تصرون على موقفكم بأن الرواية التي في البخاري شاذة؟ فإن كانت شاذة فأقول: خذها يا أبا يوسف وأنا ابن الدمشقية))).
قال الأزهري: (((سبقت إجابته في الملاحظات السابقة))).
قلت:
فماذا كان جواب الأزهري؟: قال: (سبقت إجابته).
ورجعنا إلى الملاحظات السابقة فلم نجد جوابا على السؤال أبدا.
السؤال الثالث:
هل أشاعرة التأويل عندك المنادون بمعرفة معاني الصفات هم أصحاب الأشعرية غير الحقة عندك أخي الأزهري ومذهبهم شاذ؟ وهل النووي والقشيري والرازي يمثلون الأشعرية ” غير الحقة“ بحسب اصطلاحك؟
وما وجه عيبكم على السلفية انقسامهم؟ أليس هذا عيب أعظم لانقسام الأشاعرة حول أصل الدين وصفات الله إلى من يحرم معرفة معاني الصفات وإلى من يحرم جهل الصفات؟
قال الأزهري: غير مفهوم وصياغته غير جيدة فنرجو إخبارنا بمرادك منه.
قلت:
السؤال مفهوم جدا ولا يصعب على الغبي فكيف صعب فهمه عند الأزهري الذكي؟

المهم أن الأزهري أراد الانفلات من السؤال الملزم والمحرج. لأنه يلزم من هذا الحكم على عقيدة كثير من كبار مشايخ الأشاعرة كالقشيري وابن فورك والرازي والنووي وغيرهم كثير.
وهم ليسوا تيميين ولا وهابيين. بل هم أشاعرة.

وبالطبع يكشف لنا الأزهري اليوم أن قول كثير من الأشاعرة بأن التفويض والتأويل ليسا شيئا واحدا وأن التأويل باطل.
مع أن الأزهر يخرج الدعاة على مقولة اللقاني المقررة عند في مادة العقيدة ((وكل وصف أوهم التشبيها أوّله او فوّض ورم تنزيها))).

ويبدو أن الأزهري قد قرر تخطئة هذه المقولة اللقانية والتي شرحها البيجوري في حاشيته على جوهرة التوحيد. واليوم يقول لهم كذبتم بدعواكم أن التأويل أحد طريقي أهل السنة.
إذن:
وكيف يكون السؤال غير مفهوم يا من دعوت صلاح الدين مصر إلى ما أسميته بالأشعرية الحقة التي هي عندك التفويض وليس التأويل.
وبما أنكم ترون انقسام السلفيين دليلا وعلامة على بطلانهم فلماذا تعمى عينكم عن ملاحظة هذا الانقسام الكبير بين الأشاعرة؟
فكان الجواب من الأزهري: السؤال غير مفهوم.
السؤال الرابع:
هل علم النبي صفات الله أم جهلها؟
قال الأزهري:
إجابته في السؤال الثامن.
الجواب (دمشقية):
رجعت إلى السؤال الثامن فلم أجد ولا إجابة واحدة بل ولم تذكر اسم النبي صلى الله عليه وسلم ولو بالإشارة. فكيف تكون أجبت؟

بالله عليك أخي القارئ إرجع إلى السؤال الثامن وتمعن في جواب الأزهري: هل تجد جوابا على السؤال؟
أهذه إجابة على الأسئلة يا قوم؟؟؟
أم أنه هروب واضح؟
ما الذي يمنعك أن ترد على السؤال بما يوفر على القارئ عن الجواب في ثنايا السطور والفقرات؟؟؟
السؤال الخامس:
هل صفات الله عندك أخي الأزهري بمنزلة قول الله تعالى ﴿ حم عسق﴾ ﴿صسم﴾ والتي يقول عنها العلماء: ”الله أعلم بالمراد منها؟ وهل تشهد أن الله أنزل الصفات على العرب بألفاظ دات معان ولكن حرم على الناس أن يعرفوا هذه المعاني؟
قال الأزهري:
((( تأتي إجابته في السؤال السادس والثامن))).

لقد تحاشى الأخ الأزهري وفقه الله من الجواب على القسم الثاني من السؤال.
أما عن القسم الأول فقال الأزهري فقهه الله في دينه ورده الى الصواب:
(((نحن نعرف المعاني من خلال سياق الآيات ومجملها ولكن نفوض المعنى التفصيلي. ولكن هذه الألفاظ (حم) (عسق) لا يفهم من سياقها ولا من ألفاظها معنى معين فنقول الله اعلم بمراده لذلك.)) انتهى,
الجواب (دمشقية):
أخي: إذا قال الله (وجاء ربك والملك صفا صفا). فهل في السياق من تفصيل يفهمك هذه الصفة؟
وأما قولكم (( فنحن نعلم المعاني من خلال سياق الآيات))).
قأقول:
إذن أنت تعلم أخي الأزهري معاني الصفات. فهي ليست مثل (حم عسق) التي تقول فيها الله أعلم بمراده منها. فلماذا كنت تقرر من قبل أنك لا تعلم. أما الآن فتعلم علما مجملا لا تفصيليا؟

الجواب:
أين هذا الفرق الكبير أخي الأزهري وأنت تستعمل نفس العبارة (الله أعلم بمرادها) في صفات الله.
فاسمح لي أن أتهم هذا الموقف منك بالتناقض الكبير.
هذا مع احترامي وتقديري لك.

ألم تحتج علينا أخي الأزهري بقول الشيخ محمد بن عبد الوهاب لإثبات تفويضه أنه كان يقول:
((( وردوا علمها إلى قائلها)))؟

واحتججت علينا بقول شيخ الاسلام فقال الأزهري:
((( قال شيخ الإسلام ابن تيمية في بيان مذهب السلف: بل أمروها كما جاءت وردوا علمها إلى قائلها)))؟

واحتججت بقول ابن قدامة:
(((وردوا علمها إلى قائلها)))؟
http://www.d-sunnah.net/forum/showthread.php?t=38015

ثم قال الأزهري:
((( فها هي نصوص عن كبار الأئمة تتكلم عن تفويض حقيقة المعنى وتفرق بينه وبين تفويض المعنى))).

بل في موقع الملتقى نفسه يحتج أخونا الأزهري بهذه العبارة:
((( وردوا علمها إلى قائلها))).
http://www.ikhwan.net/vb/showthread.php?t=3894

فيلزمكم أخي أنكم تجعلون صفات الله مثل الحروف المقطعة تماما..
وقد بدلتم هنا قولكم الذي ضبطته عليكم حيث جعلتم الفرق بين الحروف المقطعة وبين صفات الله كبيرا: .فقلتم:
« فالحروف المقطعة نقول عنها: الله أعلم بمرادها بخلاف الصفات».
فالله أكبر.
مما عرضناه يوضح تناقضا منكم حيث جعلتم معنى التفويض هو رد العلم بالصفة إلى الله.

وهؤلاء أصحابكم المعظمون لكم أخي الأزهري يجعلون هذا القول للسيوطي شعارا لهم.
قال الإمام السيوطي رحمه الله في (الإتقان في علوم القرآن)2/10:" (مِن المتشابه آيات الصفات..وجمهور أهل السنة منهم السلف وأهل الحديث على الإيمان وتـفـويـض مـعـنـاهـا المراد منها إلى الله تعالى).
http://www.nokhbah.net/vb/showthread.php?t=537

وبعد أن ثبت هذا التناقض الكبير أقول:
لم تتم الإجابة عن السؤال إلا بتناقض كبير – إذا أحسنا الظن. – وإذا أسأنا الظن حكمنا بالكذب.

أرجو أن لا يكتب أحد قبل إتمام الرد.
كما أنني أقدر ظروف الأخ الأزهري وسوف أغيب أنا بعد هذا ثلاثة أيام اضطرارية حيث أنني منذ ستة أشهر أنا في سفر دائم حتى هذه اللحظة.
يتبع...

الأزهري الأصلي:
حتى يكمل الأخ الدمشقية تعليقه فأنا لن اعلق على أي أمر علمي في مشاركته حتى يكتمل تعليقه ولكن.......

1- نرجو حذف الموضوع المثبت في منتداك المعنون بإعلان هروبي لأنه غير صحيح لأن بعض من علق فيه من المصفقين غير المتثبتين ظنوا صحة هذا الإدعاء دون أن يتثبتوا وهذا الرجاء هو الثاني فنرجو التلبية.

2- بالنسبة لموضوع تفسير مجاهد وأبي العالية -رضي الله عنهما- فقد حكمت على بأني احكم على قولهما بالشذوذ لأنه خلاف الأصل وما كان خلاف الأصل فهو شاذ!!

أتعقل ما تقول حقاً؟؟

القرآن مليء بما هو خلاف الأصل ففيه الخصوصيات وفيه النسخ وفيه الإضمار وفيه الاشتراك اللفظي وفيه التأويل الصحيح (مثلاً: حرف "في" يذكر ويراد بها "على" أحياناً ) وفيه وفيه ............إلخ وكل هذا خلاف الأصل فالأصل عدم الخصوصية والأصل عدم النسخ والأصل عدم الإضمار والأصل عدم الاشتراك والأصل الظاهر....... أفيعد كل هذا وغيره -مما هو معروف من علوم القرآن- شذوذاً في القرآن الكريم؟!! إنا لله وإنا إليه راجعون.

فكان الأولى أن تقول أن هذا خلاف الأصل وخلاف الأصل لا يعمل به إلا بدليل راجح فتنبه وانظر ماذا تكتب يدك؟!!

أما ما قصدته فهو أن ما ذكر عن مجاهد وأبي العالية استثناء من قاعدة فما دليلي؟؟
وضعت لك رابطاً عن السلف الصالح فيه الآتي:

1- مذهب عدم التفسير وأن هذه الآيات والأحاديث لا تفسر ولم يدرك أحدا من السلف يفسرها ورد عن كثير من علماء السلف:

أبو عبيد القاسم بن سلام- سفيان بن عيينة- محمد بن الحسن- مالك بن أنس- الوليد بن مسلم-الأوزاعي - أبو بكر بن الأثرم - أبو عمرو الطلمنكي - أبو عبد الله بن أبي سلمة الماجشون وغيرهم.

http://www.ikhwan.net/vb/showpost.ph...27&postcount=1

2- مذهب السكوت وعدم الخوض والتفكر في المعاني:

http://www.ikhwan.net/vb/showpost.ph...29&postcount=2

3- أن التكلم عن المعاني بدعة لأنه لم يرد وكذا السؤال عنها والجواب كفر وزندقة لأنه لم يرد أيضا:

http://www.ikhwan.net/vb/showpost.ph...33&postcount=3

4- أن معناها لا يدرك أو لا يعقل:

http://www.ikhwan.net/vb/showpost.ph...40&postcount=4

5- تفويض المعنى الصريح:

http://www.ikhwan.net/vb/showpost.ph...42&postcount=5

وليس في الروابط السابقة من ليس محسوباً على السلف واتباعهم بحق وليس فيهم أشعري واحد.

فهذا سبب قولي أنه استثناء من قاعدة يثبت ذلك الروابط السابقة فلا تتكاسل عن فتحها.

وحتى لو لم يرد كل هذا فلم يرد عن السلف شيء في هذا سوى هذين الحرفين عن اثنين من التابعين في صفة واحدة فقط من عشرات الصفات فكيف تجعلونه أصلاً وخلافه جهل؟؟ ونحن قد سألناكم عن معاني هذه الصفات أن تضعوا لنا فيها كلمة واحدة كما جاء في الاستواء فجاء عنكم الهراء السابق وآخرها بالأمس فقد عرض هذا السؤال على بعضكم في بعض المنتديات فقال معنى اليد هو Hand !! فإنا لله وإنا إليه راجعون.

لن اعلق على أي شيء في مشاركتك ولا تحسب أن ما ذكرته في مشاركتي هذه تعليق فهي ملاحظة فنية لا بد أن تجيب عنها في مشاركتك ولا تكرر اتهامي بكلام لم اقله ولم اقل معناه حتى!!

أخوكم.

دمشقية:
أخي الأزهري قلت أنك لن تعلق ولكنك علقت بما يزيد على عشرين سطرا.
ولست أدري كيف تعلق وأنت تقول لا أعلق؟؟؟
سوف أفوض علم هذا التناقض.
كما أرجو الانتظار حتى أنتهي لا سيما وأنكم قلتم أنكم سوف تغيبون يومين فتوقفت ليومين وأنا أيضا منشغل جدا. فأرجو الانتظار.

وإلى تتمة الرد:
1- قال الأزهري:
فهل تقول بالاستقرار:

الجواب (دمشقية):
الحمد لله الذي وفق البخاري لرواية تفسير مجاهد وأبي العالية فقد عصماني من القول بالاستقرار. لأن الاستواء المتعدي بعلى في اللغة يكون الصعود والاعتلاء والاستقرار.
ولا تكاد توجد كلمة في لعة العرب ولا في أي لغة إلا ولها أكثر من معنى. فتقيد إما بتفسير معتمد أو بالسياق.

وهنا تظهر أهمية تفسير مجاهد وأبي العالية.
فما في البخاري كان من توفيق الله لتعليم الأمة وتفقيهها.
ولكن عند الأزهري كانت الروايتان زلة من البخاري ولا قيمة علمية لهما.

ولهذا قلت بأن الاستواء المتعدي بعلى في حق الله محصور بالعلو والارتفاع فقط بدليل الروايتين عن مجاهد وأبي العالية.

وقد أوهم الأزهري أن مجاهد وأبا العالية فسر كل منهما برأيه.
وقد فاته أن مجاهدا وأبا العالية لم يكونا من مدرسة الرأي حتى نشك في صحة قولهما.
ويؤيد تفسير مجاهد وأبي االعالية أن المفسرين المعتمدين كابن جرير الطبري وابن أبي حاتم والبغوي الملقب بمحيي السنة لم يتلجلجوا في تفسير الصفات في القرآن. وإنما كانوا يفسرونها ولم يضلل أحد منهم هذا العمل.

فثبت أن نفسير الاستواء بالعلو والارتفاع عليك لا لك.وثبت ان تفسير الاستواء بالعلو والارتفاع هو لنا لا علينا.

وثبت بهذا أنك أخفقت في دعواك أن السلف لم يفسروا وأخفقت في دعواك خطأ أبي العالية ومجاهد. فلولا تفسيرهما لضل قوم وأخذوا بالمعنى الآخر للاستواء وهو الاستقرار.
وأنا أنتظر أن تأتيني بمن رد عليهما وأبطل تفسيرهما الثابت عنهما بالسند الصحيح.
هل كان النبي جاهلا بصفات الله؟؟؟
2- بالأمس جعل الأزهري رسول الله أخا لمايكل جاكسون وفرعون وبابا روما.
واليوم يجعله جاهلا بصفات الله.
فهل النبي جاهل بصفات الله أم لا؟
وإذا قلت بل كان سيد الراسخين في العلم.
قلنا: فهل بلغ ما علم من صفات الله؟

3- قال الأزهري الأصلي:
« مذهب عدم التفسير وأن هذه الآيات والأحاديث لا تفسر ولم يدرك أحدا من السلف يفسرها ورد عن كثير من علماء السلف».
وذكر الأزهري منهم مالك بن أنس والأوزاعي.

قلت:
ألعلك أخفيت مقولة مالك بن أنس المشهورة عنه والتي تلقاها كل أهل العلم بالقبول وهي قوله:
” الاستواء معلوم والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة“ (شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة3/397-398).
وقد ثبتت الألفاظ عن مالك (الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول).
وهذه الرواية تفرق بين طلب المعنى وبين طلب الكيفية.

قال الحافظ الذهبي تعليقاً على قول مالك:
” وقول مالك هو قول أهل السنة قاطبة وهو أن كيفية الاستواء لا نعقلها بل نجهلها“ [العلو للذهبي 104].
وقال الذهبي: « قال والد أبي حفص بن شاهين: حضرتُ أبا جعفر الترمذي فسُئِل عن حديث النزول فقال: "النزول معقول، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة» [سير أعلام النبلاء 13/547 تاريخ بغداد 1/ 365].

قارن بين القولين للذهبي لا سيما هذه العبارة عن الكيفية (لا نعقلها بل نجهلها).
وأما الأوزاعي الذي نسبتم إليه التفويض فقد قال:
” كنا والتابعون متوافرون نقول إن الله عز وجل فوق عرشه ونؤمن بما ورد في السنة من صفاته“.

وهو ما أراد مجرد الإيمان بحروف هذه الجملة (الله عز وجل فوق عرشه). وإنما حكى ما كان عليه التابعون واتباعهم من الإيمان بعلوّ لله على عرشه فهما مما أخبر به سبحانه عن نفسه أنه استوى على عرشه وأنه في السماء.

4- ما تحتجون به من كلام الترمذي من النص التالي:
” والمذهب في هذا عند أهل العلم من الائمة مثل سفيان الثوري ومالك بن أنس وابن المبارك وابن عيينة ووكيع وغيرهم أنهم رووا هذه الاشياء ثم قالوا: تروى هذه الاحاديث ونؤمن بها ولا يقال كيف، وهذا الذي اختاره أهل الحديث أن تروى هذه الاشياء كما جاءت ويؤمن بها ولا تفسر ولا تتوهم ولا يقال كيف وهذا أمر أهل العلم الذي اختاروه وذهبوا إليه“ (سنن الترمذي4/692).
حسب الرابط:
http://www.ikhwan.net/vb/showthread.php?t=14506
فهو مردود بكلام الترمذي نفسه:
مثال ذلك:
” تأولت الـجـهـميـة هذه الآيات ففسروها على غير ما فسر أهل العلم وقالوا: إن معنى اليد القوة“ [سنن الترمذي 3/42 تعليقاً على حديث رقم (662).
فانظر قوله (على غير ما فسره أهل العلم).

فهذا نص صريح على أن أهل العلم كانوا يفسرون آيات وأحاديث الصفات على خلاف تأويلات الـجـهـميـة وعلى أن الأشاعرة يحذون حذو الـجـهـميـة في تفسيرهم اليد بالقوة وغير ذلك.

وعلى هذا يحمل كلام أهل العلم (لا معنى) أي الخوض في المعنى وليس طلب المعنى على طريقة السلف الصالح.
إذ كيف يقال (لا معنى) على كلام له معنى؟

5- كل من أتيت بقوله في نفي معرفة معاني الصفات فهو محجوج بما ثبت عن مجاهد وأبي العالية.
بل إن قولهم ” أمروها بلا تفسير“ مما احتمل عندك تفويض المعنى، فيجاب عن ذلك بأن نقول:
قد جاء التصريح عن السلف بإثبات المعنى وتفويض الكيفية، كما في قول أم سلمة وربيعة ومالك بن أنس ومحمد بن جعفر وأبي عبيد والاوزاعي والليث وسفيان وغيرهم.
فقولهم ذلك لا يحتمل إلا شيئا واحد، وهو تفويض الكيفية لا المعنى، فإذا جاء عنهم قول يحتمل الوجهين: تفويض المعنى أو الكيفية، وقول يصرح بوجه واحد وهو: تفويض الكيفية، فالصواب حمل المتشابه على المحكم. بخلاف ما يفعله الأخ الأزهري وهو استغلال المتشابه وعدم رده إلى المحكم.

6- ما ورد من قول بعض العلماء ( من غير تفسير) أي تفسير الـجـهـميـة المعطلة الذين ابتدعوا تفسير الصفات بخلاف ما كان عليه الصحابة والتابعون من الإثبات.

7- الأزهري متناقض في تخطئة طريق التأويل.
قال الأزهري ” هؤلاء العلماء (الرازي والجويني وغيرهما) لم يتوبوا من ضلال بل تراجعوا إلى نفس المذهب وشرح هذا باختصار: أن المعروف أن مذهب الأشاعرة في الصفات: تفويض معناها ويرون هذا مذهب السلف (وهو حق) ولكنهم يشتغلون بالتأويل على سبيل التبرع والمناظرة وفي مقام الدفاع عن السنة جمع هذا صاحب الجوهرة في قوله: وكل قول أوهم التشبيها ...... أوله أو فوض ورم تنزيها
فالتفويض عندهم أصل والتأويل تبرع.

ومن المعروف اشتغال الرازي والجويني بالتأويل في معظم مؤلفاتهما وفي آخر حياتهما رأيا أن هذا التأويل تدخل في مراد الله تعالى بغير دليل قطعي بل غالبها أدلة ظنية فرجعوا إلى الأصل وهو التفويض“.
http://www.ikhwan.net/vb/showthread.php?t=36513&page=3

فها هو الأزهري يهون من شأن التأويل، ويستحسن بيت الشعر الذي قاله اللقاني والذي اعتمده الأزهر. وقرره وجعله الأصل الذي تخرج عليه كل طلبة الأزهر وعلمائهم.

لكن الأزهري في حواري معه ينهى عن التأويل ويشنع على من يؤولون الاستواء بالاستيلاء.
وفي مداخلاته الأخرى يسمي التأويل تبرعا.

وليت شعري لماذا لا يدخل المعتزلة حينئذ في هذا التبرع بتأويلاتهم التي قلدهم الأشاعرة فيها. مثل تأويل المعتزلي (يد الله قدرته) و (استوى أي استولى) و (وجاء ربك) أن الآتي رحمته والنزول نزول الرحمة.

فيلزمك أن المعتزلة هم أصل هذا التبرع. وإن أبيت لزمك التناقض.
يضاف إلى هذا التناقض موقفك المتذبذب بين منع التأويل وبين استحسان قول اللقاني بأن التأويل والتفويض حق وهما طريقة أهل السنة.
ويلزمك:
أن ما قاله اللقاني وبقي الأزهر يقرره على ملايين الطلبة كان باطلا. وهو قول اللقاني:
((( وكل لفظ أوهم التشهبيا أوله أو فوض ورهم تنزيها))).

منذ قرون والأشاعرة يقولون: لك الخيار إما أن تؤول وإما أن تفوض. وأن كليهما حق وطريق أهل السنة.

http://www.al-razi.net/website/pages/mooktataf.htm
http://www.taghrib.org/arabic/nashat...m/01/03/17.htm

ويلزمك أن الأشاعرة في الصفات ليسوا من أهل السنة، وإلا فما الذي يجعل المعتزلة من أهل البدعة لا من أهل السنة في تأويل الصفات ولا يجعل الأشاعرة مبتدعة وليسوا من أهل السنة في الصفات لا سيما وأن الأشاعرة وافقوا المعتزلة في كثير من تأويلاتهم؟

فأرجو من الأزهري أن يعلن أن ما يقرره الأزهر لطلابه من أن المسلم مخير بين التأويل والتفويض تقرير باطل لأن كليهما داخلان في أهل السنة كما قاله اللقاني في جوهرة التوحيد وشرحه للبيجوري كان من الأزهر خداعا وباطلا.

لقد كان هؤلاء أصدق مع أنفسهم وأبعد عن التناقض من الأزهري:
فإنك أخي الأزهري تظن أنك خالفتهم بينما انتهيت معهم إلى الإتفاق فيه.
فإنك تنتهي معهم إلى صرف الناس عن التعرف على معاني صفات الله.
فالمؤولة يعطلون المعنى الحق إلى معان باطلة من عندهم.
وأنت تعطل المعنى الحق بدون أن تعطي معان من عندك.
فملذا توهم الناس أن هناك فرقا بينك وبين الأشاعرة المؤولة؟

يتبع...

دمشقية:
أرجو من المشرف الجواب على هذا التساؤل:

لماذا لفظ ا لـجـهـميـة ممنوع عندكم؟
كلما كتبت لفظ ال********ة استبدك أتوماتيكيا بخمسة نجوم؟
هل كلمة ********ة محظورة هنا؟
ولذلك سوف أقوم بتعديل ه1ا اللفظ واضع مدودا بين كل حرف وآخر حتى تظهر كلمة ال********ة.

دمشقية:
نحن لا نستطيع أن نتعرف على الله أو نعلم شيئا عنه إلا بإحدى وسيلتين:
إما أن نعرفه من خلال رؤيتنا له وهو محال في الدنيا.
وإما أن نتعرف عليه من خلال صفاته.
ولكن المفوض يقول لنا لا تطلبوا معاني الصفات.
فإذا منعنا من رؤيته ومنعنا من التعرف على صفاته بتدبر معانيها:
فكيف تتحقق معرفة الله حين تمتنع ذاتا وصفات؟!!!

فرؤيته ممنوعة والتعرف عليه من خلال تدبر معاني صفاته ممنوع علينا أيضا كما يقول المفوض.
وبهذا يفوت على الناس العلم بالله تماما.

وأي طريقة بعد ذلك تعرف العبد بربه؟ الرؤية ممنوعة والصفات ممنوعة!!!
ناهيك عن أن يجعل الصفات الإلهية بمنزلة (كهيعص) وهذا ما لم يجب عليه الأزهري مطلقا ولا أعتقد أنه سوف يجيب عنه.

لا شك أن الله أراد بالصفات تعريف الناس بصفاته خيراً:
فأبطل المفوضة هذا السبب، وجعلوها ألفاظاً لا معاني لها، وفوّتوا على الناس هذا الخير بذرائع واهية زعموا أن ما أنزله الله يوهم الضلالة، وأن الهدى:
إما بتأويل تُستخرج له معاني باطلة، تُسقط هيبة الرب من القلوب.
وإما بتفويض يمنعون به الناس من معرفة الحق ويفوّتون عليهم الخير.

والسؤال الذي لا أعتقد أن يتطرق الأزهري إليه أيضا ولو حتى بالإشارة:
1- هل تمضون على التفويض مطلقا في الصفات أم تستثنون بعضها؟
2- هل تستثنون النبي صلى الله عليه وسلم من الجهل بها؟ أم أن الجهل بها يشمله؟

لا أعرف أحداً من الأشاعرة المفوضة استثنى من ذلك النبي.
وكفى بذلك قدحاً بالتفويض لأنه يؤدي إلى إلزام ٍ لا قِبَلَ للمفوض به وهو اتهام النبي بالجهل بصفات ربه.

قال الأزهري:
أن أسانيد الروايات التي أوردتها ضعيفة. (يعني روايات ابن عباس وغيره في تفسير الصفات).
وأقول:
والله إنه لمن دواعي سروري إثبات ضعف حديث أو أثر.
وأنا أبرأ إلى الله أن أكون قد أوردت تلك الروايات مع علمي بضعفها. ولكنني أوردتها زيادة على روايتي مجاهد وأبي العالية.
ولك مني جزيل الشكر على تبيين ضعفها.

ولكن أرجو أن لا تتناقض في مواقف أخرى. فقد لاحظت عليك الاحتجاج بالضعيف من الروايات:
مثل إتيانك بحديث عمر (مررت بأخ لي يهودي). ثم قلت لي بأن نفسك لا تطمئن له ولكنك ذكرته استئناسا.
http://www.d-sunnah.net/forum/showth...=57424&page=11

فإذا كان لك هوى في رواية أوردتها وحشدتها استئناسا مع ضعفها عندك وعدم اعتبارك لتحسبن الألباني لها.
أما إذا كانت لا تتناسب مع التفويض سارعت إلى الحكم عليها.
فابق على منهجنا السلفي واستقم عليه ولا تستعمل طريقتنا لحاجة في نفس يعقوب.

السؤال المحير هو:
كيف ينزل الله علينا صفاته بألفاظ عربية ذات معنى ثم يقول لنا لا تفهموا منها معنى؟
وهل ابن فورك والقشيري والرازي قد ضلوا بالرد على المفوضة؟
هم ليسوا سلفيين بل هل ضللهم أحد لردهم على المفوضة؟؟؟
كلا لا أعرف أن أحدا انتقدهم للرد الذي كتبوه ضد من كابر وقال: لا أعرف معنى الصفة الإلهية.

ثم كيف يزعم قوم أنهم لا يعرفون معنى ما قد نزل بلفظ مقرون ضرورة بمعنى؟
ولهذا قال ابن قتيبة: « ولم ينزل الله "شيئاً" من القرآن إلا لينفع به عباده، ويدل به على معنىً أراده » [مشكل القرآن 98 – 99].

وابن قتيبة هو أحد الأئمة الأعلام والعلماء الفضلاء هو من أجود الناس تصنيفا وأوسعهم علما. وكان يميل إلى أحمد وإسحاق وكان معاصرا لإبراهيم الحربي وكان معظما عند أهل المغرب كما ذكر شيخ الاسلام.

فطلب معاني هذه الصفات على طريقة أهل الإيمان لا أهل الإلحاد ينبت التقوى في القلب، ولهذا لما كان الراسخون في العلم أعلم بالله من غيرهم كانوا أكثر خشية، وأثنى الله عليهم فقال: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) [فاطر 28].

أما المفوضة فإنهم يقولون: كلما جهلنا معاني الصفات كنا أكثر خشية لله.
فأي إيمان هذا؟
وهل الجهل علم يستحق الثناء؟
وهل يكون الجهل رسوخاً في العلم؟!!

ثم كيف يخاطبنا بما يريد إفهامنا خلافه؟
هل هذا إلا نصب الشراك لتزل أقدام العباد ثم يحاسبهم على الزلة؟
أفلا أُوحى إلى نبينا صلى الله عليه وسلم أن لا نفهم ما يظهر من هذا الكفر حتى نحذر من الكفر كما حذر آدم من الاقتراب من الشجرة ولم يقل له اقترب وهو يريد منه خلاف ظاهره.
أن قصة آدم تبين عظيم رحمة الله وأنه لما أراد من آدم ألا يأكل منها قال﴿ وَلا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَة﴾ [البقرة 35].

فما عصى آدم إلا وقد بين الله له بياناً واضحاً.
فصفات الله أولى بهذا التحذير من التحذير من مجرد شجرة.

قال ابن حزم رحمه الله: « ولا يحتج الله عز وجل إلا بما يُفهم لا بما لا يُفهم لأن الله تعالى قد تطول علينا بإسقاط الإصر عنا، ولا إصر أعظم من تكليفنا فهم ما ليس في نيتنا فهمه» [الفصل في المِلَل والنِّحَل 4/71].

وأما السؤال عن معنى اليد فهو (عي) و(لغو) لأنها واضحة في اللغة.
قال الإمام الحافظ الذهبي: ” السؤال عن النـزول ماهو؟ عيٌّ لأنه إنما يكون السؤال عن كلمةٍ غريبةٍ في اللغة، وإلا فالنـزول والكلام والسمـع والبصـر والعلـم والاستـواء عبـاراتٌ جليلـةٌ واضحـةٌ للسَّامع“ (العلو ص156).

وأما السؤال عن معنى يد الله وغضب الله وضحك الله وعجب الله... الخ.
فالجواب: أن المعنى ظاهر لا يحتاج معه إلى السؤال كما تقدم من كلام الذهبي.
بل المثل الذي ضربه الأزهري ينطبق عليه كمن يسأل عن الماء وهو أعلم بأنه ماء:
ما معنى ماء؟
وهو سؤال مغالطة.

وعلى الأزهري أولا أن يعترف أن هذه الصفة لها معنى. لأنني أفهم منه أنه يقول ليس للصفات معان. ويلزمه أن يصف الله نفسه بكلمات مقطعة الحروف. (مثل كهيعص) وهو لن يجيب عن هذا الإلزام.

بل هو مطالب أن يجيب على السؤال التالي:
ألست تفرق بين غضب الله وبين ورحمته؟
ألس تفرق بين ضحك الله وسخطه؟
فإذا فرقت فقد اثبتت الفرق بين الصفتين.

ثانيا: أن وصف الله بصفة اليد وصف ظاهر ورد عن السلف قولهم ” تفسيرها ظاهرها“ أي على خلاف تفاسير الجـهـمـيـة الباطلة.
وما كان تفسيره ظاهرا كان السؤال عنه عيا وتعجيزا وذلك للهروب من الإلزامات الفاضحة له ولمذهبه كالهروب من سؤال:

((( 1- هل كان النبي جاهلا النبي بصفات الله)))؟
والويل للأزهري لو كان السائل ملحدا أو نصرانيا أو يهوديا ثم اجابه بأن النبي كان جاهلا بمعاني صفات الله.

((( 2- هل تفوضون كل الصفات أو تستثنون بعضها كالصفات السبع عند الأشاعرة)))؟
فإن أطلق الجهل بكل الصفات فقد ألحد. وإن أقر ببعض ألزمناه بالتناقض.

((( 3- هل صفات الله بمنزلة (كهيعص، حم عسق، طسم)))؟؟؟

فإن أنكر الأزهري أن للصفات معنى فقد كابر وخالف ما هو معلوم بالضرورة لغة وخالف وصف الله للقرآن بأنه بلسان عربي مبين. بل وخالف الأشاعرة الذين تخرج الأزهري على عقيدتهم في الأزهر.

ولولا أن الله وصفه نفسه بصفة نعرف جنسها في عالمنا لكان وصفا مبهما لا يفيدنا بشيء.
وإنما وصف نفسه بصفة نعرف جنسها فينا لتحصل الفائدة في تعريفنا بالله بأن له يدا:
خلق بها آدم وكتب بها التوراة ويقبض بها السماء ويأخذ بها حثيات من أهل النار. وما وراء ذلك فهو سؤال عن الكيفية في صورة سؤال عن المعنى.

يتبع....

دمشقية:
قال الأزهري:
((( لا نريد لف ولا دوران نريد لفظة أو لفظتين كما فعل في الاستواء تماماً))).
والصحيح (( لا نريد لفا ولا دورانا))).
فأرجو أن تصحح العبارة لغويا حتى لا أستغلها وأعوض عن ضعف الدليل بالتدقيقات الإملائية.
وبالمناسبة الدوران عند الطرق الصوفية والطريقة الحصافية واحدة منها.
والسلام..
يتبع حتى يوم السبت من بعد أمر المشرف والأخ الأزهري بسبب انشغال طارئ.

الأزهري الأصلي):
نرجو من الأخ الدمشقية إيراد رده كاملاً دون تجزئة لأن ما يفعله -تقسيم المشاركة على عدة أيام وصل لما يقرب من أسبوع!!- يجعل كلامه موجوداً دون رد.

فإن كنت مشغولاً فأخبرنا بأنك مشغول وبعد فراغك من شغلك ضع ما تريد كاملاً غير مجزء فهذه الطريقة أربأ بك أن تكون متعمداً لها.

أخوكم.

الأزهري الأصلي:
السلام عليكم:

من حقي الآن التعليق وعدم ترك الحوار معلقاً هكذا فقد وعدنا الأخ الدمشقية بإكمال مشاركته يوم السبت وها أنا اكتب إليكم هذه المشاركة فجر يوم الثلاثاء فلعله عرض للأخ شغل ألم به نسأله سبحانه الإعانة للأخ إن كان شغله في مرضاة الله تعالى.
وبخاصة أني سأنشغل باقي هذا الأسبوع وأوائل الأسبوع المقبل وأوائل الأسبوع بعد المقبل.

وأكرر للمرة الثالثة رجاء حذف موضوع إدعاء الهروب المثبت حتى الآن في منتدى الأخ الدمشقية ولا أدري سبباً وجيهاً لهذا!!

في البداية أحب التوضيح قبل التعقيب:

1- ما هو التفويض الذي نتناقش فيه؟؟

بعض الإخوة هنا يناقشنا على أن معنى التفويض هو أن ألفاظ هذه الصفات غير معقولة المعنى ولا يفهم منها شيء وأنها بمنزلة (كهعيص) و (حم) ونحوها
فأقول:
اللهم إني ابرأ إليك من هذا الكلام وهذا المذهب هو الذي نفر منه الأئمة.
وبعضهم يقول أن معنى التفويض الذي نقول به هو أن لهذه الصفات معاني ولكن معانيها خارج نطاق اللغة العربية ولا يعلمها إلا الله تعالى.
فاللهم إني ابرأ إليك من هذا الكلام..

وبعضهم يناقشنا في مذهب (التوقف) وهذا مذهب آخر تماماً غير التفويض وخلاصة ما يقول أن هذه الألفاظ لا يطلق عليها صفات ولا غير صفات.

وتفصيل بطلان ما سبق يطول ولا داعي له لأنه ليس حوارنا ولكنا أردنا أن يفهمنا هؤلاء.

فماذا نعني بالتفويض؟؟
نقل ابن العربي أن معاني لفظ (الاستواء) خمسة عشر ما بين حقيقي ومجازي، ونقل ابن حجر أن معاني لفظ (اليد) خمسة وعشرين ما بين حقيقي ومجازي وهكذا قل في كل الصفات.
وتختلف معاني كل لفظ بحسب ما يضاف إليه (أولاً) وبحسب السياق (ثانياً).

ماذا يفعل المؤول؟
ببساطة : يحدد معنى من هذه المعاني وغالباً ما يكون التحديد بدليل ظني وبعضها يكون بدليل قطعي ومثال الأخير تأويل المعية بمعية الصفات فقط وتأويل (في) الموضوعة للظرفية ب(على) وهكذا وأما التأويل الظني فلا بد له من دليل من اللغة والشرع وإلا صار تحريفاً وعلى هذا ينطبق إنكار محققي العلماء لتفسير الاستواء بالاستيلاء!! وأما إن كان دليلاً ظنياً فهو يقول به وهو ما يأباه المفوض طلباً للسلامة من الزلل وهو ما يشعر به المؤول في نهاية حياته كالرازي والجويني وغيرهم.

وماذا يفعل المفوض؟
ببساطة:
ما كان دليله قطعياً قال به كالمثالين السابقين.
وما كان دليله ظنياً توقف فيه عن تحديد معنى من المعاني المختلفة للفظ الواحد مع استبعاد معاني تمثيل الله تعالى بخلقه أو العكس.

فالمفوض -بالشرح البسيط السابق- لا يخرج عن معاني (اليد) اللغوية أو (الاستواء) اللغوية حتى يقال إنه لا يعرف الغضب من الرحمة من الفرح من العجب!!

فهل فهم الإخوة مذهبنا؟ أرجو ذلك.

وأقول: ليس هناك مذهب ثالث غير ما سبق غير ما يقول به البعض من معلومية المعنى وعدم التصريح به !!
لأنهم إما يحددون لهذه الألفاظ معاني لغوية أو لا يحددون فإن حددوا فهم مأولون بدليل قطعي أو ظني وإلا فهم مفوضون.

2- ما هو التأويل المقبول؟
ببساطة شديدة التأويل هو صرف اللفظ عن حقيقته إلى معنى مجازي بدليل راجح.
فمن أول معيته سبحانه وتعالى بأنها معية صفات لا معية ذات فهو مؤول.
ومن أول قوله تعالى (في السماء) بأن معناها (على السماء) فهو مؤول لأن (في) وضعت حقيقة للظرفية المكانية.
ومن أول قوله تعالى (فأينما تولوا فثم وجه الله) بأن المراد (قبلة الله) فهو مؤول -وهو تأويل ابن عباس ومجاهد والشافعي وابن تيمية وغيرهم وعده ابن القيم تأويلاً خاطئاً وشببه بتأويلات الجهـميـة!!-.
وهناك تأويلات كثيرة للسلف الصالح ويكفي ما سبق للتمثيل وعند البعض كل هذا ليس بتأويل بل هو أخذ بالحقيقة!! وهو خلاف لفظي فيما أرى.

وأما الحكم على التأويل بالقبول أو الرفض فقد ذكرنا الشروط تحت عنوان) ماذا يفعل المؤول؟) في العنصر السابق.

ومن خلال إجابة السؤالين السابقين: ما هو مذهب السلف الصالح؟؟

هل يعقل أن نقول أن السلف مذهبهم إثبات المعاني الحقيقية فقط بحجة قول مجاهد وأبي العالية في الاستواء (علا وارتفع)؟ وعدم ثبوت أي حرف عن السلف غير هذا؟

وهل يعقل أن نقول أن السلف مذهبهم إثبات المعاني المجازية فقط بحجة الأمثلة السابقة وغيرها؟

في الواقع أنه لا هذا ولا ذاك هو مذهب السلف الصالحين!!
فما هو مذهبهم؟

وضعنا فيما سبق في هذا الموضوع رابطاً فيه جمع لأقوال السلف الصالح في التفويض وعدم التفسير فليرجع إليه من يطلب الحق فقط.

إذاً فمنهج السلف الصالح هو تفويض معاني هذه الصفات بالمعنى الذي ذكرناه قبل قليل (وهو التوقف عن تحديد معنى من المعاني الحقيقية والمجازية للفظ -إن لم يكن ثمة دليل قطعي- ونفي المعاني التي تشبه الله بخلقه أو العكس).

فها هي أقوالهم متوافرة في النهي عن تفسير هذه الصفات وأنه لم يدرك أحدا من السلف يفسرها وأنه لا بد من السكوت وعدم الخوض والتفكر في معانيها وأن التكلم عن المعاني بدعة لأنه لم يرد وكذا السؤال عنها والجواب كفر وزندقة لأنه لم يرد أيضا وأن معناها لا يدرك أو لا يعقل وأنه يفوض علم معناها إلى الله تعالى.

وبعد كل هذا يخرج إلينا من يقول أن المقصود بكلامهم هذا النهي عن تفسيرات الجهـميـة لهذه الصفات!! وهذا تأويل غير صحيح فضلاً عن أنه لا دليل عليه!!

أما كونه لا دليل عليه فهو كذلك لأنهم لم يأتوا بدليل واحد على كلامهم هذا.

وأما كونه غير صحيح فلأنه وإن سلمنا لهم قولهم هذا في قول السلف أن هذه الصفات (لا تفسر) أو نهيهم عن تفسيرها ونحوها من عبارات فماذا يقولون في قول كثير من السلف أن معاني هذه الصفات لا تدرك وتفويض المعنى الصريح بعبارات نحو (تفويض معناها إلى الله تعالى)
-وكل هذا تجده في الرابط المذكور-؟؟ أيقولون بأن المقصود بهذا تفسيرات الجهـميـة؟ وهل التفسيرات الباطلة تفوض إلى الله تعالى أم تبطل؟!!

وعلاوة على هذا فإليكم الحقائق التالية:

1- لم يثبت عن أحد من السلف مقولة واحدة فيها أن هذه الصفات مفسرة أو أن معناها معلوم أو نحوها من عبارات هذا من حيث التنظير.
وأما ما جاء عن الإمام مالك في قوله (الاستواء معلوم) فسنوضحه فيما يلي.

2- من حيث العمل لم يتكلم أحد من السلف في تفسير هذه الصفات وأن تفسيرها هو كذا وكذا سوى ما جاء في الاستواء وسبق توجيهه.

هذه المشاركة وردت رداً على النقاط التالية التي أثارها الأخ دمشقية:
1- هل صفات الله تعالى بمنزلة الحروف المقطعة؟
2- هل لهذه الصفات معان أم لا؟
3- تفسير السلف لهذه الصفات وتأويل كلامهم في النهي عن التفسير بأنه تفسير الجهـميـة!!
4- أثرا مجاهد وأبي العالية في تفسير معنى صفة الاستواء.

فنرجو رجاء حاراً من الأخ الدمشقية قراءة ما سبق قراءة جيدة ولا يعني عدم وجود اللفظ الفلاني أني لم أجب عليه فنحن لسنا في دروس تعليم القراءة والكتابة.
يتبع..........

الأزهري الأصلي:
السلام عليكم مجدداً:

** ما هو الفرق بين التفسير الإجمالي للآيات والتفسير التفصيلي للألفاظ؟
سبق أن مثلنا بصنيع الطبري مع بعض الآيات وهذا هو صنيع كافة المفسرين ولنسقط هذا على آيات الصفات.

إذا راجعت التفاسير السلفية للآيات التي ورد فيها "صفة العين" -كمثال- لن تجد سوى التفاسير الإجمالية ولن تجد مكاناً للتفاسير التفصيلية الخاصة بكل لفظ.

ستجد في هذا قوله تعالى: (ولتصنع على عيني). وقوله (فإنك بأعيننا) ستجد تفاسير الصحابة والسلف لا تخرج عن قولهم (فإنك برعايتنا) أو (بحفظنا) أو غيرها من التفاسير المجملة التي يظنها بعض الطيبين تأويلاً للصفة وليس كذلك بل هي المعنى العام للآية أما الكلام عن معنى "عين الله" فلا تجده ولا يستطيع أحد الكلام فيه.

وراجع تفسير ابن كثير على سبيل المثال في هذه الآيات على سبيل المثال: (وقالت اليهود يد الله مغلولة) (بل يداه مبسوطتان) ستجد كلاماً مجمله أن اليهود قصدوا بقولهم وصف الله تعالى بالبخل -لعنهم الله- ورد الله عليهم بأنه لا يزال كريماً على خلقه فما هذا؟
هذا يسمى التفسير الإجمالي للآية من خلال سياقها وسبب نزولها وموافقة اللغة العربية فلا يهمنا بعدها معرفة معنى (يد الله).
فهذا هو المعنى الذي يعرفه الرسول -صلى الله عليه وسلم- والسلف -رضوان الله عليهم-.

** ما معنى مقولة الإمام مالك الشهيرة (الاستواء معلوم)؟؟

بداية نقول أن هذه المقولة صحت بلفظين لا ثالث لهما وهما قوله (استوى كما وصف نفسه) والثاني قوله (الاستواء غير مجهول).

وهذا تحقيق علمي لألفاظ المقولة:
http://www.ikhwan.info/vb/showthread.php?t=16459

اختلف العلماء في تفسير هذه المقولة على وجهين فذهب الأكثرون أن المقصود أن (الاستواء معناه معلوم) , وذهب البعض -منهم ابن قدامة وغيره- إلى أن معناها (الاستواء معلوم وروده في التنزيل ووصف الله تعالى به ) ويستدل على هذا الأخير بمقولة الإمام نفسه فالعبارتين الثابتتين تفسر إحداهما الأخرى.

إذاً فما توجيه قول أكثر العلماء من أن المقصود (الاستواء معناه معلوم)؟
يأتي في الفقرة التالية.

** ما هو المعنى الذي نعلمه والمعنى الذي نفوضه؟؟

في المشاركة السابقة تحت عنوان (ماذا نعني بالتفويض؟) فقرة (ماذا يفعل المفوض؟) قلنا أن لكل لفظ عدة معان تعرف ويحدد أحدها من خلال السياق والمضاف إليه وقلنا أننا قد نعرف المعنى اللغوي للفظ قبل إضافته للمضاف -فمثلاً لليد خمسة وعشرين معنى وللاستواء خمسة عشر معنى - ولكننا بعد الإضافة لا بد من تحديد معنى واحد أو أكثر للفظ ولكنها بالتأكيد لا تشمل كل المعاني الواردة في معنى اللفظ المجرد.

أرى أن الكلام السابق صعب قليلاً على غير المتخصص ولكن أوضحه في إطار شرح مقولة الإمام مالك على فرض شرحها بأنه قصد (الاستواء معلوم المعنى).

نعم (الاستواء غير المضاف لله تعالى ولا لغير الله تعالى معلوم المعنى) فله كما قال أئمة اللغة خمسة عشر معنى ولكن بعد إضافته لله تعالى لا بد من تحديد معنى واحد أو أكثر -بحسب السياق- من هذه المعاني المتعددة.

فالنزول مثلاً له عدة معان منها الانتقال من أعلى إلى أسفل ومنها الهبوط من أعلى إلى أسفل ومنها الحلول ومنها الانحطاط وغيرها من المعاني الحقيقية وغيرها من المعاني المجازية مما هو مذكور في معاجم اللغة فالمفوض يحذف ما لا يليق بالله تعالى ويتوقف في الباقي ولا يحدد ويبقى النزول نزول وفقط.

أما الإخوة هنا فتكلفوا تحديد واحد من هذه المعاني أو أكثر وفي النهاية لا يستطيعون تحديدها.

والخلاصة:
أن المعنى الذي نعرفه هو المعنى المجرد من الإضافة -أو هو معنى اللفظ قبل الإضافة- فهذا هو الذي يقال عنه "معلوم".
أما المعنى الذي يجب تفويضه فهو معنى اللفظ بعد الإضافة لله تعالى فحينها فقط يكون "صفة" لماذا؟؟

لأن تحديد معنى من المعاني المختلفة للفظ يتوقف على معرفة الكيفية ولا سبيل لمعرفتها.

ما سبق في المشاركتين السابقتين شرح مبسوط لتعريف التفويض عند من يقول به أردنا بسطه لأن الإخوة مهاجمي التفويض لا يعرفونه -عرفنا هذا من خلال كلامهم- بل أقول أكثر من هذا هم لا يعرفون ما يجب تفويضه وما يجب معرفته فلا يعرفون مذهبهم أصلاً وهذا من أعجب العجب!! فهم مفوضون رغماً عنهم وإن كابروا.
واضطرابهم وتناقضهم في هجومهم على التفويض دليل على هذا:

فهم في بعض الأحيان يحاولون -جهدهم- أن يعرفوا معنى (يد الله) أو (غضب الله) ونحوها من الصفات بقولهم هي صفة ذاتية أو فعلية يفعل بها كذا وكذا.........إلخ !! وهذا ليس تعريفاً لغوياً فهذا يقوله المفوض أيضاً وبعضهم يقول (اليد) معناها (اليد)!! وهكذا.

(ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيراً لهم).

أرجو أن أكون قد وفقت في تلخيص كل الموضوع وإلا ففي كلام الأخ دمشقية أموراً لا أظنه يعلمها حين أطلقها مثل قوله بضلال من قال ب(الاستقرار) ونسبه لله تعالى ولعله يراجع هذا وهذه هي جملته (فلولا تفسيرهما لضل قوم وأخذوا بالمعنى الآخر للاستواء وهو الاستقرار)!! ولا أظنه يعلم أن ممن قال بهذا ابن القيم في نونيته وغيره من الأقدمين والمعاصرين.

ادعو الله تعالى أن يري الأخ دمشقية مواضع الإجابة على كلامه من كلامي حتى لا يعيد كلاماً تكلمنا عنه تصريحاً أو ضمناً ونحن هنا نتحدث مع الأخ دمشقية المبرز عند الكثيرين ولا نتحدث مع طالب علم قرأ كتابين ولا يعرف غير التصريح ولا يعرف الضمنيات.

والله تعالى اعلم.

الجواب (دمشقية):
السلام عليكم ورحمة الله
أود أن أقدم أشد الاعتذار عن التأخر عن المشاركة فقد أصبت بوعكة ولا أزال اعاني منها وأرجو أن أستأنف المشاركة يوم السبت القادم ان شاء الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأزهري الأصلي:
شفاك الله وعافاك واذهب عنك البأس والمرض.
اللهم اشفه من جميع أمراضه شفاء لا يغادر سقماً.
اللهم ألف بين قلوبنا ونقها من الشقاق والنفاق وسوء الأخلاق.

لا تثقل على نفسك وتكتب أثناء المرض وانتظر حتى يتم الشفاء فنحن لسنا في عجلة من أمرنا وبخاصة أني خلال الأسبوع القادم ونصف الذي بعده في شغل قد يمنعني من التواجد أيضاً.
أخوكم.

الجواب (دمشقية):
الأخ الأزهري حفظه الله ووفقه لرضاه
السلام عليكم ورحمة الله
أشكرك على سعة صدرك وعلو خلقك وأسأل الله أن لا يريك في نفسك ولا في أهلك مكروها. وأن يجمع كلمة هذه الأمة ويوحدها على عدوها.

ولن أكتب شيئا بعد هذه المداخلة حتى تعود حضرتك بعد أسبوع ونصف. أو أن تشير حضرتك في أي لحظة من السبت فصاعدا أن أكتب أو تبدأ حضرتك بالكتابة قبلي إن شئت.
جزاكم الله خيرا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأزهري الأصلي:
السلام عليكم:
تفضل يا أخ دمشقية بكتابة مشاركتك.
ونرجو من أي أخ تنبيه الأخ الدمشقية لاستئناف الحوار.
ونرجو من الأخ الدمشقية الموافقة على تحديد سقف زمني للحوار عيد الأضحى كحد أقصى وإن قصر عن ذلك كان أفضل (وكان بودي أن تخلو الأيام العشر من النقاش حتى نتفرغ لما هو أفضل ولكن ما من النقاش بد).
وكان بودي أن يستجيب الأخ الدمشقية لندائي المتكرر بحذف أو تعديل الموضوع الذي فتحه في منتداه وعنونه بهروبي ولكن الأخ الدمشقية لم يستجب -مع تكرار النداء- ولكنه -وللأسف- أضاف مشاركة له هناك فيها ما فيها من مجانبة الحقيقة فغفر الله لي وله.
أخوكم.







 
قديم 28-12-07, 04:31 AM   رقم المشاركة : 2
دمشقية
حفظه الله







دمشقية غير متصل

دمشقية is on a distinguished road



دمشقية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
للهروب وقفل المواضيع وفتح مواضيع أخرى تفاصيل ذكرتها ولم أكذب.
وإن كان الأمر قد استقر بعد على بقاء المناظرة بيني وبينكم حول تفسير السلف للصفات.
على كل حال سوف ألغي تثبيت الموضوع فقط ولن ألغيه.
وأرجو أن تكون راض عن ذلك.
أما بالنسبة لاستكمال الموضوع فإن التأخير إلى ما بعد العشر من ذي الحجة أنسب لي.
فإنني لا أزال مسافرا منذ ما يزيد على ستة أشهر وسوف أحط رحالي في مدينة الرياض بعد أيام إن شاء الله وأبقى شهرا ثم أعود لحمل أمتعتي لرحلة أخرى والله المستعان.
وسوف يكون ردي كاملا وشاملا أثناء تواجدي في ديار التوحيد.
ولكنني سوف أكتب جزءا من مداخلتي الآن.
فإن كنتم لا تمانعون في ذلك فاكتبوا لي الإذن بذلك مشكورين.

الأزهري الأصلي:
السلام عليكم:
يا أخي الكريم: الهروب شيء لم يحدث أصلاً وتعديل مواضيع وغلق مواضيع ثم فتح مواضيع مستقلة يتحدث فيها الطرفان فقط دون تدخل من أحد يسمى عند المنصفين تنظيماً وليس هروباً!! فإلغاء تثبيت الموضوع لا يغني شيئاً.
فاتق الله واحذف الموضوع أو على الأقل عدل عنوانه والجمل التي تنسب الهروب فيه إلى أخيك.
وأنا لا اطالب بهذا دفاعاً عن نفسي فلله الحمد لا يضيرني أمثال هذه التصرفات ولكن اطالب بهذا لأجلك أنت لأن الموضوع يخالف الحقيقة فإن كنت ترى أنه لا يخالفها فدعه فأنا لا احمله على رأسي بل أنت الحامل له وسيسألك ربك عنه.

وبالنسبة لمشاركتك الآن ببعض مشاركة ثم الرد بعد العيد فغير مجدي فنرجو حفظ مشاركتك على جهازك حتى تضع كامل ردك.
فإن أحببت أن تضع مشاركتك الآن فسأرد عليها فوراً.

وأنا انتظر مشاركتك أو عدمها.
أخوكم.

الجواب (دمشقية):
أرى أن الأزهري تحاشى الجواب على سؤال حيوي وهو:
هل جهل النبي معاني صفات الله – وإذا كان جهلها فهل جهل بعضها أم كلها؟؟؟

فإن بقي يتجاهل الجواب:
فهذا إعلان بالهزيمة. وخسارة المناظرة.

والحجة الكبرى هي:
أن النبي صلى الله عليه وسلم قد فسر الصفات وإليكم الدليل:

جاء في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة ” اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء وأنت الآخر فليس بعدك شيء وأنت الظاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن فليس دونك شيء الدين واغننا من الفقر“.

قال القرطبي:
” عني بالظاهر الغالب والباطن العالم والله أعلم وهو بكل شيء عليم بما كان أو يكون فلا يخفى عليه شيء“ (تفسير القرطبي17/236).
وهذا تفسير من القرطبي.
فهل القرطبي قد خالف السلف؟

أضاف القرطبي:
” قوله تعالى هو الأول والآخر والظاهر والباطن اختلف في معاني هذه الأسماء وقد بيناها في الكتاب الأسني وقد شرحها رسول الله ص شرحا يغني عن قول كل قائل“ (تفسير القرطبي17/236).

تأمل قول القرطبي: " وشرحها رسول الله".
وبهذا ينتهي مذهب الأزهري.
فالمفسر لصفات الأول والآخر والظاهر والباطن: هو نبي السلف والخلف.
فماذا يقول حضرة الأستاذ الأزهري في هذا التفسير النبوي؟؟؟

سؤال نعيد توجيهه إلى حضرتكم بعدما رأيت أنكم لم تجيبوا عليه.:
هل ثبت أن رسول الله فسر شيئا من الصفات أم لا؟
وهل تعد هذا تفسيرا؟
ثم ألا يكون الشرح تفسيرا كما ورد بنص كلام القرطبي بأن النبي قد شرح هذه الصفات؟

وعندي كلام كثير ولكنني أكتفي هنا وأنتظر منكم الرد ولا أرد أن أطيل المداخلة حتى لا يكثر الرد ويضيع التركيز على المسألة الواحدة.
وبالله التوفيق.
أرجو عدم التوسع في الرد وإنما برد مركز:
هل فسر رسول الله هذه الصفات؟
وإذا كان لا يعد هذا عندكم تفسيرا:
فهل تفتينا بأن الرسول لم يفسر صفة أبدا؟
وهل كان رسول الله يجهل معاني هذه الصفات أم أنه علمها ولم يبلغها؟
بارك الله فيكم ووفقكم لما يحب ويرضى.

الأزهري الأصلي:
السلام عليكم:
أنت بمشاركاتك هذه يا أخ دمشقية تعيدنا لنقطة ما قبل الصفر فلا أنت تجيب على اسئلتي ولا تنقد مشاركاتي وتبين ما فيها من جهل!!

بل تصر على طرح اسئلة جديدة في كل مشاركة وتطالبنا بالجواب عنها وإلا اصبحنا هاربين -بل اصبحنا بالفعل كذلك كما هو في صدر منتداك.
للجواب عن سؤالك الماضي -ويا رب يرى الأخ دمشقية الإجابة- تكون الإجابة من شقين :
الشق الأول :
1- جمهور العلماء على أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يفسر كل القرآن ولا الصحابة فعلوا ذلك وإلا لنقل إلينا.
2- ما لم يفسره النبي -صلى الله عليه وسلم- من المعاني على ثلاثة أقسام::
أ- قسم غير معلوم معناه إجمالاً وتفصيلاً مثل الحروف المقطعة في بداية بعض السور.
ولولا أني لا أحب لغة إلزاماتك لألزمتك أن تقول أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان لا يعلم معاني هذه الفواتح (وقد عبرت عن هذا بأهذب لفظ وأظنك لو عبرت عنه لعبرت بأشنع لفظ محاولاً إلصاقه بي).
ب- قسم غير معلوم تفصيلاً معلوم إجمالاً وهذا كالآيات الوارد فيها الصفات الخبرية فهذه معلومة إجمالاً فنحن نعرف مثلاً المعنى الإجمالي لقوله تعالى (وقالت اليهود يد الله مغلولة) فقد وصفه هؤلاء بالبخل -حاشاه سبحانه- ولكنا لا نعرف معنى (يد الله) وطلبنا منكم أن تعلمونا بها فلم تنطقوا حتى الآن!!

وكلام السلف الذي أوردناه سابقاً واضح أنهم لم يدركوا أحداً يفسر هذه الصفات بل انظر إلى الأثر الصحيح الصريح عند أحدهم وهو الإمام إسحاق بن راهويه وهو يقول:
((... إنما يلزم المسلم الأداء، ويوقن بقلبه أن ما وصف به نفسه في القرآن إنما هي صفاته، لا يعقل نبي مرسل ولا ملك مقرب تلك الصفات إلا بالأسماء التي عرفهم الرب تبارك وتعالى، فأما أن يدرك أحد من بني آدم معنى تلك الصفات فلا يدركه أحد)).....

فماذا بعد هذا يا هؤلاء؟!! ولكن أدري جيداً أنكم ستحرفون -وليس هذا بتأويل-مقولته هذه إلى أنه كان يقصد الكيفية مع أنه يقول أنه لا يدرك "معنى" تلك الصفات أحد لا ملك مقرب ولا نبي مرسل. فسبحان الملك.
ويمثل لهذا بالمتشابه فهو -أي المتشابه- وبتلخيص الأقوال فيه: (ما لا يجزم بمعناه) ولا شك في وجوده في القرآن ومنكره جاهل.
ولو كان النبي - صلى الله عليه وسلم- يعلم معنى كل المتشابه ما صار المتشابه متشابها ولصار محكماً.
وأكرر الإلزام هنا أيضاً أن الجميع أو الجمهور يصف النبي -صلى الله عليه وسلم- بعدم علم المتشابهات (واللغة لا زالت مهذبة).
ج- قسم معلوم بحسب اللغة العربية وليس فيه إشكال وهو الباقي والغالب.
3- النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يفسر -وأنتم تقولون أن التفسير هو التكييف- كثيراً من الغيبيات بل لم يكيف صفات الله تعالى مع أنه -صلى الله عليه وسلم- قد رأى ربه -سبحانه وتعالى- في ليلة المعراج عند جماعة كبيرة من أهل السنة ومع رؤيته تلك لم يفسر لنا وجه الله ولا يديه ولا شيء من صفات ذاته ولا صفات فعله -سبحانه وتعالى- لأنه عجز عن إدراكها.
فأنتم ملزمون بنفي العلم عنه - صلى الله عليه وسلم- في:
الحروف المقطعة- المتشابهات- الغيبيات والكيفيات التي رآها بعينه على الأقل.
فإلزامكم مردود عليكم.

الشق الثاني :
لو سلمتم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يفسر المعنى التفصيلي لهذه الآيات فنحن الآن نطالبكم ان تضعوا لنا هذه الآيات في أحد الأقسام السابقة وغالب صنيعكم أنكم تضعونها في القسم الثالث وهو القسم المعلوم بحسب اللغة العربية واللسان العربي فنحن الآن نكرر المطالبة بتفسير الصفات العشر الآتية (خمس صفات ذاتية ومثلها فعلية) حسب اللسان العربي فأنطقوه:
الصفات الذاتية:
يد الله معناها .............
رجل الله معناها..........
عين الله معناها.............
أصبع الله معناه............
وجه الله معناه..............

الصفات الفعلية:
غضب الله معناه...............
فرح الله معناه.................
عجب الله معناه...............
مجيء الله معناه............
ضحك الله معناه...............

فقط نريد ملأ مكان النقاط ولا نريد كلاماً إنشائياً لا طائل من وراءه كما فعلت سابقاً.
ولو لم تسلموا أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يفسرها وقلتم -كما هو واضح في مشاركتك الأخيرة- أنه فسرها فأخبرونا عن تفسيره -صلى الله عليه وسلم- لهذه الصفات السابقة.
أي إجابة على غير ما سبق تعتبر حيدة وتهرب ومراوغة تنهي الحوار من أساسه.
أخوكم.

الجواب (دمشقية):
الأزهري عجز عن الجواب عن التفسير النبوي للصفات
أنا أعتبر أن المناظرة بيني وبين الأزهري في حكم المنتهية.
السبب الأول:
تأملوا إخواني عنوان المناظرة بيني وبين الأزهري:
((( هل فسر الصالح الصالح نصوص الصفات؟)))
أثبتنا له تفسير السلف ومنهم مجاهد وأبو العالية بالأسانيد الصحيحة. فقال بأن هذا نادر وحالة استثنائية.
فقلنا: المهم أنه قد ثبت. وطالبناه بالإتيان بمن رد على تفسيرهما أو حكم بخطا قولهما فلم يفعل.
وهذه تكفي لإنهاء المناظرة بالضربة القاضية.
السبب الثاني:
وهي الضربة القاضية في حواري مع الأزهري التي كانت في مشاركتي الأخيرة حيث أثبت له هذه المرة بأن الذي فسر الصفات هو رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأتيته بتفسير النبي لصفات الأول والآخر والظاهر والباطن. حتى إن القرطبي صرح بأن هذا شرح نبوي للصفات.
فماذا فعل الأزهري الأصلي؟
لقد تجاهل تماما هذا التفسير النبوي للصفات وأخذ يتحدث عن أنواع التفسير النبوي وهل فسر النبي كل القرآن أم فسر بعضه؟
وهذا ليس حديثنا. وإنما حديثنا هو هل ثبت التفسير من السلف نبيا أو صحابيا أو تابعيا؟
وهو ما أثبتناه وتجاهل الجواب عليه حضرة الأزهري تماما.

فأنا هنا أعتبر هذه الحيدة الأزهرية إفلاس وانتهاء.
لو أننا ذكرنا كلمة (أهربي) لغضب الجميع مني واعتبرني سبابا مستهزئا.
ولكن الواقع يشهد بصحة ما أقول:
بالله عليكم: هل وجدتم تعليقا أزهريا على تفسير النبي للصفات التالية (الأول والآخر والظاهر والباطن)؟
كلا لم يفعل.
السبب الثالث:
أن الأزهري نفسه أثبت للصفات معنى سماه معنى إجماليا.
وهكذا كشفت المناظرة عن هاتين الفائدتين: ثبوت التفسير والاعتراف الأزهري بوجود معنى للصفة سماه إجماليا. المهم انه معنى. وهو يبطل دعوى أن السلف فوضوا ولم يفسروا.
السبب الرابع:
أن الأزهري في رده على الأسئلة كان هاربا هروبا غير موفق وواضح لأبسط القراء.
فقد كان يجيب بطريقة مخالفة للجواب العلمي كأن يقول:
الجواب على السؤال: تجده في الفقرة الأولى.
الجواب على السؤال الثاني تجده في أعلى هذا الملف.
فأقول:
هذه ليست طريقة أهل العلم والحجة بل أهل الهروب.
وبعد ثبوت التفسير البنوي والسلفي للصفات. نجد الأزهري يعيد نفس الموضوع:
هات معنى اليد والغضب والضحك بكلمة واحدة.

فأقول:
أخي الأزهري:
منهجنا في التفسير أن يثبت منه شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم أو السلف.
وطريقتنا أن نورد النص النبوي نفسه ليكون تفسيرا للصفة.
مع أنه يحق لي أن أقول وأنتظر الرد منك على هذا القول:

هل تعتبره قولا صحيحا مني أن أقول بأن هذه الصفات واضحة جدا وبينة لا تحتاج إلى تفسير.
إن قبلت ما أقول فلم تعد هناك ثم حاجة للتفسير.
وإن لم تقبل فسوف أشكوك إلى القرضاوي.
وسوف يرد عليك القرضاوي من خلال ما نقلته أنت عنه.
إعتراف القرضاوي بوضوح الصفات وعدم حاجتها للتأويل ضربة أخرى للأزهري
ينقل الأزهري قول القرضاوي:
« كنت كوّنت رأيا منذ سنوات في موضوعنا هذا‚ وهو ما يتعلق بما سموه: (آيات الصفات) أو (أحاديث الصفات). ويتلخص هذا الرأي أو هذا الموقف في ترجيح المذهب المشهور عن السلف رضي الله عنهم‚ وهو: السكوت وعدم الخوض أو ((( التفويض))).
ولكني بعد أن عشت في الموضوع منذ سنوات‚ ثم عكفت عليه في السنتين الأخيرتين...».
أضاف القرضاوي:
« النصوص التي تضيف إلى الله تعالى صفات هي في البشر انفعالات نفسية‚ مثل: الرحمة والرضا والغضب‚ والمحبة والكراهية‚ والفرح والغيرة‚ والعجب ونحوها‚ وقد ثبتت بآيات القرآن العزيز‚ أو بالسنة الصحيحة: نثبت هذه الصفات لله سبحانه وتعالى‚ كما أثبتها لنفسه‚ في كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم‚ ونحن مطمئنون كل الاطمئنان‚ ولا نلتمس لها تأويلا‚ إذ لا حاجة إليه‚ ولا نتوقف فيها‚ لأنها بيّنة واضحة المعنى‚ وهذا هو مذهب السلف فيها.

تأمل قول القرضاوي « لأنها بيّنة واضحة المعنى‚ وهذا هو مذهب السلف فيها».
ثم تأمل تعليق الأزهري الآن:
« وقد ذهب الشيخ إلى ترجيح مذهب السلف‚ ولم يكن هذا التأييد نابعا من هوى»...
http://www.ikhwan.net/vb/showthread.php?t=19436

إذن لماذا لا نفسرها؟
لأنها واضحة بينة المعنى.
ليس لأنها لا معنى لها.

وهذا رد قرضاوي على من يقولون: نفوض معناها إلى الله.
وهو يرد أيضا على قول الأزهري:
ما معنى اليد الغضب الرحمة نريد الحواب بكلمتين أو ثلاث فقط.
فأقول:
وهكذا كفانا القرضاوي مؤونة الرد على الأزهري
قد كفانا القرضاوي المؤونة بشهادتك ونقلك أن هذه الصفات واضحة المعاني فلا يحتاج معها إلى تأويل. هذا هو السبب.
ولكنني لا أنكر عودة القرضاوي إلى التخبط وإلى مغازلة التفويض والمفوضة بعد قليل في نفس المقالة التي نقلها الأزهري ومحاولة المساومة بين الخطين السلفي والأشعري. وإرضاء أذواق التفويض والإٌثبات مع مراعاة المذهب الأشعري بشقيه وفرقتيه المفوضة والمؤولة.
وهذه تفسيرات أخرى نبوية:
وقال رسول الله «النبي صلى الله عليه وسلم « يطوي الله عز وجل السماوات يوم القيامة ثم يأخذهن بيده اليمنى ثم يقول أنا الملك: أين الجبارون أين المتكبرون؟» وفي رواية: « يأخذ الله عز وجل سماواته وأرضيه بيديه ويقول: أنا الله. ويقبض أصابعه ويبسطها ويقول: أنا الملك، قال ابن عمر: حتى نظرت إلى المنبر يتحرك من أسفل شيء منه، حتى إني أقول: أساقط هو برسول الله  ؟» [رواه مسلم رقم (2788)].

وكذلك تلا  قوله تعالى:  إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيرًا  [النّساء 58]، قال أبو هريرة: « رأيت رسول الله  يضع إبهامه على أذنه والتي تليها على عينه. يقرؤها ويضع أصبعيه. قال المقرئ: يعني أن الله سميع بصير.
قال أبو داود: وهذا رد على الجهمية » [رواه أبو داود في كتاب السنة باب في الجهمية 4/233 رقم (4728) وصححه الحاكم 1/24 وقال الذهبي "على شرط مسلم" وحسن إسناده الحافظ ابن حجر 13/373].

وفي رواية عن عقبة بن عامر قال: « سمعت رسول الله  يقول على المنبر: « إن ربنا سميع بصير » وأشار إلى عينه » [ذكر هذه الرواية الحافظ ابن حجر في الفتح 13/373 نقلا عن البيهقي في الأسماء والصفات وقال "سنده حسن"].

وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: « جاء رجل إلى النبي  من أهل الكتاب فقال: يا أبا القاسم: إن الله يمسك السماوات على إصبع والأرضين على إصبع والشجر والثرى على إصبع والخلائق على إصبع ثم يقول: أنا الملك أنا الملك. فرأيت رسول الله  ضحك حتى بدت نواجذه [تعجباً وتصديقا] ثم قرأ:  وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ  [الأنعام 91].
وحاشا لنبينا أن يُضحكه كفرٌ ثم يقره ولا ينكره. بل هو الإقرار النبوي الواضح.
الأزهري يحيلنا إلى كتاب يفوض الكيفية دون المعنى
يحتج الأزهري بقول توفيق الواعي: تفويض البنا تفويض الكيفية لا المعنى.
فيقول الأزهري لأحد المعترضين:
« أرشدتك إلى كتاب الإخوان المسلمون كبرى الحركات الإسلامية شبهات وردود فلا زلت أخي الكريم تسأل مثل هذه الأسئلة ولو قرأت فيه (((لاسترحت))):

وفي هذا الكتاب يقول الدكتور توفيق الواعي عن شبهة التفويض:
« من مجموع هذه النصوص يتضح أن مراد الإمام البنا هو تفويض الكيفية لا المعنى».
وها نحن نستريح أيها الأزهري
تأمل أخي تناقض الأزهري وهو يرشد إلى كتاب يجعل تفويض حسن البنا تفويضا لكيفية الصفة وليس تفويضا للمعنى.
فأقول:
قد قرأنا في الكتاب كما أرشدتنا أيها الأزهري وطلبت منا ان نستريح:
فها نحن قد (((استرحنا))) بعدما انكشف لنا من خلال الكتاب الذي أحلتنا إليه أن حسن البنا يفوض كيفية الصفة لا معناها.
فهذا كتاب إخواني يصرح بأن مراد حسن البنا تفويض الكيفية لا تفويض المعنى.
ولكننا ندعوه أن لا يستريح بل يطالب صاحب الكتاب بتدارك هذا التناقض.
لأن هذه ضربة أخرى للأزهري بنبال إخوانية أو كما يقولون: بنيران صديقة.
دفاع غير موفق عن تفويض البنا للمعنى
وقد ظن توفيق الواعي صاحب هذا الكتاب أنه استطاع ان يجد لكلمات البنا مخرجا يخرجه عن تهمة تفويض المعنى فقد عرض كلام حسن البنا رحمه الله:
(ونحن نعتقد أن رأي السلف من السكوت وتفويض علم هذه المعاني إلى الله تبارك وتعالى أسلم وأولى بالاتباع حسما لمادة التأويل والتعطيل).
ثم قال معلقا:
يقول هؤلاء: إن التفويض معناه تفويض معاني صفات الله تعالى مع الاعتقاد بأن ظواهرها غير مرادة وليس هذا مذهب السلف لأن الله لا يخاطبنا بما لا نعقل معناه فهم يفوضون الكيف لا المعنى.
والجواب: أن المنهج العلمي يقتضي فهم العبارة ملتئمة مع سائر النصوص والأقوال دون أخذها مجتزأة.
فالعبارة جاءت منكّرة وليست معرّفة فهي لا تعني المذهب المذكور ولكنها استعملت بمعناها اللغوي بمعنى عدم الخوض في كيفية الاستواء أو غيره من الصفات وترك ذلك إلى الله تعالى.

الجواب (دمشقية):
هذا الدفاع لا يسمن ولا يغني من جوع.
فإنها قد تعرفت بالإضافة أعني بقول البنا (تفويض علم هذه المعاني إلى الله). مع عدم إشارته أبدا بأن قصد تفويض الكيفية بل جاء تصريحه واضحا بأن يفوض العلم بمعاني الصفات.
وهكذا ترى التناقض ومحاولة الترقيع مع عدم فهم موقف السلف موقفا صحيحا.
السلف كانوا يردون المعاني الباطلة ويدعون إلى ترك الصفات بدون تفسير على الطريقة الجمهية لأن الصفات واضحة كما سوف من اعتراف القرضاوي نفسه لا تحتاج إلى تفسير. لا على معنى أنه لا تفسير لها.
وقد تقدم اعتراف القرضاوي.
العلم بالصفات يزيد التقوى من الموصوف
يذهب الأزهري في تفويضه حتى النهي عن مجرد التفكر والتدبر للصفات فيقول:
« ثانيا: مذهب السكوت وعدم الخوض والتفكر في المعاني» .
أقول:
فكيف يتسنى لنا التعرف على الله حينئذ؟
إن التعرف على الله يكون بأحد اثنين:
أولا: التعرف عليه من خلال رؤيته وهذا محال في الدنيا.
ثانيا: التعرف عليه من خلال العلم بما وصف به نفسه.
لكن هذا العلم محظور علينا عند الأزهري.
ومما لا شك فيه أن تعلم صفات الله يثمر المعرفة بالله ويزيد طالب العلم إيمانا. ولكن يأتي المفوضة ويصرفون الناس عما أراد تعظيم نفسه في صدور الناس.
فاتق الله يا أزهري ولا تصرف الناس عن تعظيم الله وتمنع ما أنزله الله ليعظمه الخلق بها.
تناقضات أزهرية:
نرى الأزهري تارة ينفي أي علم للصفات بإطلاق. كقوله:
« مذهب عدم التفسير وأن هذه الآيات والأحاديث لا تفسر ولم يدرك أحدا من السلف يفسرها » .
http://www.ikhwan.net/vb/showthread.php?t=14506

هكذا بإطلاق ولم ترد في هذا الملف عبارة (معنى إجمالي).
بينما في جوابه على سؤالي السادس يخبرنا بأنه يفهم المعنى الإجمالي للصفات ويفوض المعنى التفصيلي.
قال الأزهري الأصلي:
« فنحن نعرف المعاني من خلال سياق الآيات ومجملها ولكن نفوض المعنى التفصيلي».
ثم قال حضرته:
« فنحن نفهم المعنى الإجمالي ولكننا نفوض المعنى التفصيلي للألفاظ وهناك فرق».
إذن وفجأة:
صار للصفات معنى عند الأزهري يسميه معنى إجماليا بعد أن كان يفوض تفويضا عاما.
يتبع...
معنى لا كيف ولا معنى:
أثبتنا له قول مالك « الاستواء معلوم والكيف مجهول». وهي العبارة التي تهدم أساس التفويض.
أثبتنا له قول الإمام أحمد وكثير من علماء وأئمة السلف أن الجـهـمـيـة تأولوا القرآن على غير تأويله. وهذا إثبات لتأويل مخالف الجهمية.

الأزهري يناقض تعريف التفويض
الأزهري يناقض تعريف التفويض
يأتينا الأزهري بتفويض جديد مختلف عمن حدوا التفويض من قبله بحد واضح يفيد ترك المعنى تماما وتفويضه إلى الله.
فيقول لنا بأن للصفة معنى وتفسيرا ولكن مجملا.
ونحن إذ نشكره على هذا الاعتراف. لأنه الآن صار يثبت لنا تفسيرا ومعنى وإن كان مجملا.
تعريف التفويض:
وقد ورد في تعريف التفويض بأنه ” صرف اللفظ عن ظاهره مع عدم التعرض لبيان المعنى المراد منه بل يترك ويفوض علمه إلى الله“ (النظام الفريد بتحقيق جوهرة التوحيد. حاشية على إتحاف المريد بجوهرة التوحيد ص128).

ركن التفويض:
1- اعتقاد أن ظواهر نصوص الصفات منفية عن الله تعالى لأنها تقتضي التشبيه.
2 - أن المعاني المراده من هذه النصوص مجهولة للخلق.
قال الأزهري الأصلي:
« هل يعقل أن نقول أن السلف مذهبهم إثبات المعاني الحقيقية فقط بحجة قول مجاهد وأبي العالية في الاستواء (علا وارتفع)؟ وعدم ثبوت أي حرف عن السلف غير هذا؟».

الجواب (دمشقية):
هات لنا من اعترض على هذا التفسير النادر الاستثنائي بزعمك.
مطالبة لم نجد الأزهري يجيب عنها بكلمة.

ذكرني الأزهري بتناقض أصحاب الثالوث: ثلاثة ولكن واحد.
وكذلك يقول الأزهري: تفويض المعنى ولكن نبرأ إلى الله أن يقال إننا لا نفهم معنى.
يجب تفويض المعنى ولا يجب أن نفهم معنى نسمية معنى إجماليا!!!
إن قول الأزهري بأننا نفهم معنى يناقض قوله مذهب السلف عدم فهم المعنى.

الحجة على الأزهري في إثبات الصوت لله:
إن في إثبات لكلام الله بصوت هو تفسير لصفة الكلام استعمله السلف لا سيما الإمام أحمد في الرد على التأويلات الباطلة للجهمية والمعتزلة.

فقد ألف الإمام أحمد كتابا بعنوان:
((( الرد على الزنادقة والجهمية فيما أنكرته من متشابه القرآن وتأولته على غير تأويله))).
فأثبت أحمد تأويلا لنصوص الصفات مخالفا لتأويل الجهمية والمعتزلة.
مع أن الأزهري يحتج بعبارة أحمد (لا كيف ولا معنى). ويؤولها على غير تأويلها.
ويأتي تقييد كلام الله بالصوت ليؤكد فهم السلف معاني الصفات الصحيحة التي ردوا بها على أصحاب المعاني الباطلة.

روى البخاري معلقاً حديث « أن الله ينادي بصوت يسمعه من قرُب » ثم قال:
« وفي هذا دليل أن صوت الله لا يشبه أصوات الخلق، لأن صوت الله جل ذِكرُه يُسمَع من بُعد كما يُسمع من قرب، وأن الملائكة يُصعَقون من صَوته. فإذا تنادى الملائكة لم يُصعَقوا » [خلق أفعال العباد للبخاري 137 فقرة رقم (364)].
فهل البخاري بفهمه ليس بحجة؟

وقد نسب الحافظ ابن حجر القول بالكلام النفسي إلى الأشاعرة، بينما ذكر هو والمرتضى الزبيدي تمسك أحمد بأن الله يتكلم بصوت، وهو ما أثبته أبو الفضل التميمي في روايته عن أحمد [فتح الباري 13/460 إتحاف السادة المتقين 2/79-80 طبقات الحنابلة 2/296].
فهل أحمد ليس عندك بحجة؟
سأل عبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل أباه عن قوم يقولون: لما كلم الله موسى لم يكلمه بصوت فقال أحمد: « بلى إن ربك عز وجل تكلم بصوت. هذه الأحاديث نرويها كما جاءت » [رواه عبد الله بن أحمد في السنة (533) وانظر فتح الباري 460:13 إتحاف السادة المتقين 2/80].
قال  : « إن الله يتكلم يوم القيامة بصوت يسمعه مَن قَرُبَ كما يسمعه مَن بَعُدَ فيقول: أنا الملك الديان » [فتح الباري 13/458].
وأكد الشيخ عبد القادر الجيلاني صحة عقيدة أحمد في ذلك وقال: « فالأخبار تدل على أن كلام الله صوتٌ لا كصوت الآدميين.. وذلك خلاف ما قالت الأشعرية من أن كلام الله معنى قائم بالنفس » [الغنية لطالبي الحق 60]
فهل الجيلاني ليس عندك بحجة؟
ألست تراه وهو يرد دائما على الأشاعرة ويقرنهم بالمعتزلة؟
ومع أن البيهقي أطال الرد على من قال بتخليق الصوت إلا أنه نفى بدوره أن يصح حديث في إثبات الصوت وحمل حديث « إذا تكلم الله بالوحي سمع صوته أهل السماء » على احتمال أن يكون الصوت للسماء أو للملك الآتي بالوحي أو لأجنحة الملائكة [الأسماء والصفات 347 وقال الشيء نفسه ابن فورك كما في كتابه (مشكل الحديث 450-451)].

والحديث أخرجه عبد الله بن أحمد في السنة (536) وابن خزيمة 146 والبيهقي في الأسماء والصفات 262 قال الألباني "إسناده صحيح" على شرط الشيخين (سلسلة الصحيحة (1293).
فالحديث صحيح الإسناد.
فهل الحديث الصحيح ليس عندك بحجة أيها الأزهري؟
ثم إن هذا التأويل المحتمل للصوت مردود فقد جاء في الحديث « أن الملائكة إذا سمعوا صوته صعقوا » وهم لا يصعقون إذا سمع بعضهم بعضاً.
ولهذا تعقب الحافظ ابن حجر البيهقي في الفتح بأن هذا حاصل كلام من ينفي الصوت من الأئمة. ويلزم منه « أن الله لم يسمع أحداً من ملائكته ورسله كلامه بل ألهمهم إياه...».

بل تعقبه أيضاً في تضعيفه لأحاديث الصوت مبيناً صحة طرقها ومنها حديث حشر العباد الذي أخرجه البخاري، وفيه « فيناديهم بصوت يسمعه من قرب: أنا الملك الديان » [فتح الباري 13/457 والحديث أخرجه البخاري في كتاب التوحيد معلقاً باب قول الله: { وَلا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَه }].
وصدق الحافظ ابن حجر فإن البيهقي قال: « ولم يثبت صفة الصوت في كلام الله أو في حديث صحيح عن النبي  غير حديثه، وليس بنا ضرورة إلى إثباته » [الأسماء والصفات 347].
مما يؤكد صحة قول من قال بأن البيهقي خدم الحديث ودخل فيه لينتصر للمذهب الأشعري. تماما كما أعتقد بالنسبة للأزهري وما أدين الله به من أنه يسخر انخراطه في الحديث لمصلحة الحزب.
وانتهى الحافظ ابن حجر إلى القول: « بأن هذه الأحاديث أطبق أهل السنة على قبولها » ثم قال: « وإذا ثبت ذكر الصوت بهذه الأحاديث الصحيحة وجب الإيمان به » [فتح الباري 13/ 460].

ومما يؤكد صدق الحافظ ابن حجر في ذلك أن البخاري رواه تعليقاً 1/174 كتاب العلم وفي الأدب المفرد 337 باب المعانقة واحتج في التاريخ الكبير 4/1/170 بأن أحمد وإسحاق كانا يحتجان بعبد الله بن عقيل، ونقله عنه تلميذه الحافظ الترمذي كما في التهذيب 6/13 وهذا يرد من زعم أنه رواه بصيغة التمريض. ورواه الحافظ المنذري والحاكم في المستدرك 2/438 و 4/574 وصححه ووافقه الذهبي.

فالبخاري حافظ وتلميذه الترمذي حافظ، والمنذري حافظ والحاكم حافظ والذهبي حافظ، والألباني محقق عصره قد صححه.
وليُعلم أن البخاري احتج بهذا الحديث ثم قال: « وفي هذا دليلٌ أن صوت الله لا يشبه أصوات الخلق لأن صوت الله يُسمع من قرب كما يُسمَع من بُعد وأن الملائكة يُصعَقون من صوته. فإذا تنادى الملائكة لم يُصعَقوا » [كتاب خلق أفعال العباد للبخاري 98].
فهل الحافظ ابن حجر والمنذري والترمذي وأحمد والجيلاني ليسوا بحجة عندك أيها الأزهري؟
فها قد ثبتت حجية هذا الحديث بما يقطع ويدحض شبهة التفويض.
وانقطعت حجة الأزهري في قوله بأن من ضعف رواية الصوت فلا حجة في كلام أحمد.
وانكشف أنه لا يخرج أيدا عن الطور الأشعري التقليدي ولكن بحلة إخوانية وادعاء باطل بأن السلف ما عرفوا معاني الصفات.
فقد احتج هؤلاء العلماء بهذا الحديث الصحيح تفسيرا لكلام الله بأنه كلام بصوت. وردوا به على من زعم أن الصوت يراد به صوت الملائكة أو أنه صوت تولى الله تخليقه من الشجرة.

لقد ذكرت هذا الفصل بسبب قول الأزهري:
« بالنسبة لإضافة الصوت لكلام الله تعالى فليس الإمام أحمد من قيده بذلك بل هذا ورد عن النبي - صلى الله عليه وسلم- مرفوعاً بأسانيد صححها بعض الأئمة فعلام السؤال إذاً؟؟ فمن أثبت هذه الأسانيد قال بالصوت ومن ضعفها فلا حجة في قول الإمام أحمد ولا غيره!!».
ولكن بعد ثبوت صحة أحاديث الصوت كما قرره الحافظ ابن حجر وغيره نستنتج ما يلي:
1- إثبات تفسير صحيح للسلف ردوا به على أصحاب التفسير الباطل.
2- صحة الاحتجاج بأحمد في رده على الجهمية بما يؤكد أنه لم يكن مفوضا.
3- إبطال مذهب التفويض.
4- لا حجة لمن لم يحتج باحمد. فقد صحت الأحاديث وقامت الحجة على مانعي كلام الله بصوت.
5- ما هربتم منه بالتفويض ملزمون به في حديث الصوت. فكيف تفوضون الكلام لله تعالى بينما قد أثبت السلف معناه وتقييده بالصوت؟ أليس الصوت مما يوصف به المخلوق أيضا.
فأنى لكم الهروب من وصف كلام الله بالصوت؟
فليس لكم إلا التسليم للصفة والتزام قاعدة ليس كمثله شيء التي تناقض فيها الأشاعرة كثيرا.
فالصفات السبعة لا توهم التشبيه.
أما صفات الاستواء والنزول واليد والأصابع والرجل فهي متشابه لا يجوز أن نفهم منها معنى!!!
صدق من وصف التفويض بأنه شر المذاهب؟؟؟
الأزهري الأصلي: 18-12-2007, 01:29
السلام عليكم:

ليعذرني الإخوة وليسامحوني في حذف مشاركاتهم التي علقوا بها على الحوار القائم فنحن جميعاً عرفنا اشتراط الإدارة بقصر الحوار بين الدمشقية والأزهري فبالله عليكم نحن في حاجة لدعائكم غداً في يوم عرفة عند الفطر فلا تجعلوه دعاءاً علينا.

وبالنسبة لبحر مشاركات الأخ دمشقية والذي اغرقنا به فلا ابالغ -والمنصفون معي- في القول أن غالب مشاركاته السابقة خارج موضوعنا أصلاً فليعذرني الأخ دمشقية إن قلت ان هذا هروب منه صريح ودوران على الموضوع وتشغيب عليه يشتت ذهن القاريء فأنا لن اتناقش معه في الأمور التالية:

لن اتناقش معه في ما يذهب إليه الإمام البنا ولا الدكتور القرضاوي ولا الدكتور توفيق الواعي -رحم الله ميتهم ورضي عنه وحفظ حيهم ونفع به- فهذا خارج الموضوع ولن يجرنا الدمشقية ولا غيره إلى النقاش في عقيدة فلان أو علان أبداً.

ولو ادعى أن هذا هروب مني فهو في الحقيقة ليس كذلك بل عكسه فهو هروب منه بتحويل مسار الموضوع إلى هذه الأمور الخارجة عنه فحديثنا واضح وصريح في العنوان لا تفسيرات فلان ولا تفسيرات علان لمذهب السلف الصالح فنرجو منه عدم تكرار هذا الأمر.

وحتى لا تمر هذه المشاركة دون إشارة اعلق فقط على ثلاثة أمور ليست في الحقيقة من صلب الموضوع وإن كانت من تفريعاته:

الأمر الأول:
متى ينتهي مسلسل الاعتداء على أئمة المسلمين وقادتهم من قبل الدمشقية؟
بالأمس صدمنا الدمشقية بمقالته في الهجوم على صلاح الدين الأيوبي مصدر فخر المسلمين.
واليوم يقول ( مما يؤكد صحة قول من قال بأن البيهقي خدم الحديث ودخل فيه لينتصر للمذهب الأشعري. تماما كما أعتقد بالنسبة للأزهري وما أدين الله به من أنه يسخر انخراطه في الحديث لمصلحة الحزب).

دعكم من الكلام عني ولكن هل هكذا يتم الحديث عن أئمة المسلمين ومصدر فخرهم؟! واغوثاه بالله.

راجع نفسك يا أخي وكف عن أئمة المسلمين أذاك واتق الله إن كان في قلبك مثقال ذرة من إيمان.

الأمر الثاني:
بالنسبة لمسألة إثبات الصوت لله تعالى:

1- استشهد الأخ الدمشقية بكتاب الإمام أحمد بن حنبل -رضوان الله عليه- والمسمى بـ (الرد على الزنادقة والجهمـية فيما أنكرته من متشابه القرآن وتأولته على غير تأويله).

التعليق:
أ- الكل يعلم أن هذا الكتاب مختلف في نسبته للإمام أحمد بن حنبل فقد نفاه عنه أمثال الذهبي -رحمه الله- فهو على الاحتمال.

ب- على فرض ثبوت هذا الكتاب للإمام وهو رأي الجمهور هلا تأملت عنوانه؟
أنتم تشنون الهجوم على من يقول أن الصفات من المتشابهات وهاهو الإمام يقول أنها من المتشابهات!!
فإن قلتم: إنما قصد بالمتشابه الكيفيات -وهذا هو الزعم الذي صدعتم به رؤوسنا.
قلنا: بل العنوان ينسف تأويلكم هذا من كل وجه لماذا؟؟
أنظر إلى جملة (وتأولته على غير تأويله) هل الكيفيات تأول أم المعاني هي التي تأول؟
فإن قلتم: الكيفيات تأول فقد أتيتم منكراً من القول وزرواً وجئتم بما لا سلف لكم فيه.
وإن قلتم: المعاني هو التي تأول قلنا فالجملة بدون ضمائر تقال هكذا (وتأولت الزنادقة والجهمـية متشابه القرآن على غير تأويله) فيكون المتشابه هو المعاني إذ لا يوجد شيء اسمه تأويل للكيفيات وهو ما تنكرونه صباح مساء.

2- ما علاقة مسألة الصوت بما نحن فيه:
لقد قلنا من قبل والظاهر أنك قرأت كلامنا أن من أثبت الصوت اعتمد على الأحاديث التي صحت عنده في تكليم الله تعالى بعض خلقه بصوت ولو أثبت الصوت من أثبته من غير حديث مرفوع لكان قوله مردوداً كائناً من كان.
ومن انكر الصوت أنكره لأن الأحاديث لم تثبت عنده وهو مجتهد يرد قوله أو يقبل لا أن يسب كما فعلت مع الإمام البيهقي!!
فإثبات الصوت لكلام الله تعالى كإثبات القبض والبسط ليده سبحانه وتعالى وهكذا لا يعرف إلا بتوقيف.
فهل عندك كلام آخر؟ فهل تقول أن هذه الأمور يجوز إثباتها والقول بها بقول بعض السلف ولا يشترط وجود حديث مرفوع إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-؟
وهل لو أثبت أحد السلف شيئاً لله تعالى دون توقيف أثبتناه لله تعالى لأنه قول أحد السلف؟!

الأمر الثالث:
يبدو أن الأخ دمشقية لا يقضي أيامه في الأسفار كما يقول بل يقضيها في تتبع مشاركاتي في الملتقى وقراءتها وفرزها وهذا واضح من مشاركاته المليئة بمواضيع كتبتها هنا في الملتقى من سنوات وبعضها مكتوبة خارج الملتقى.
فيبدو أنه يفعل هذا بنفسه أو يكلف من يفعل هذا أو يتبرع له أحد المشاركين بهذا.

التعليق:
يا أخ دمشقية لا تعتمد على مثل هذا كثيراً فمن ينقل لك -عند حسن الظن- ينقل لك بطريقة (فويل للمصلين) (لا تقربوا الصلاة)، كيف؟؟
اعطيك مثالاً:
قلت تحت عنوان:
(تناقضات أزهرية):
نرى الأزهري تارة ينفي أي علم للصفات بإطلاق. كقوله:
« مذهب عدم التفسير وأن هذه الآيات والأحاديث لا تفسر ولم يدرك أحدا من السلف يفسرها... هكذا بإطلاق ولم ترد في هذا الملف عبارة (معنى إجمالي). بينما في جوابه على سؤالي السادس يخبرنا بأنه يفهم المعنى الإجمالي للصفات ويفوض المعنى التفصيلي... إذن وفجأة: صار للصفات معنى عند الأزهري يسميه معنى إجماليا بعد أن كان يفوض تفويضا عاما) انتهت عبارة دمشقية.

فقد اعتمدت في هذا على رابط واحد ولم تدر -أو من ينقل لك وينقب- أن هذا الموضوع فتحته في عدة موضوعات كان ما في الرابط الذي نقلته أحدها وله مكمل في موضوعين آخرين جعلت أحدهما لتفويض المعنى عند السلفيين المعاصرين وجعلت الآخر عن الشبهات التي يثيرها البعض عن مذهب التفويض وقد ذكرت موضوع المعنى الإجمالي فيه في هذه المشاركة من الموضوع السابق:
http://forums.ikhwan.net/t/showpost....36&postcount=9

والموضوع منذ ما يقارب العامين.فتأمل.
وسبب تقسيم الموضوع هو النظام والتركيز فنحن لا نفعل ما تفعلونه من وضع أمور الفقه في مباحث العقيدة والعكس ولا نجعل الأمور وكأنها (سمك لبن تمر هندي) أو (سلطة) كما تفعلون.

وأما قولك الآخر:
(أن الأزهري نفسه أثبت للصفات معنى سماه معنى إجماليا).
وهكذا كشفت المناظرة عن هاتين الفائدتين: ثبوت التفسير والاعتراف الأزهري بوجود معنى للصفة سماه إجماليا. المهم انه معنى. وهو يبطل دعوى أن السلف فوضوا ولم يفسروا).

فهذا يدلنا أنك لا تقرأ المشاركات بطريقة صحيحة أو تقرأها ولكنك لا تفهمها فهماً صحيحاً.

هل قلت أننا نعرف المعنى الإجمالي للصفات أم قلت أننا نعرف المعنى الاجمالي للآيات التي وردت فيها الصفات؟ وبينهما بعد المشرقين.

لقد مثلنا بمثال تفسير قوله -سبحانه وتعالى- : "وقالت اليهود يد الله مغلولة" وقلنا أنك لو راجعت التفسيرات السلفية كتفسير ابن كثير وغيره لوجدتهم يقولون فيها أن اليهود قصدوا أن الله تعالى بخيل ومما يعضد هذا قولهم في القول الآخر (إن الله فقير ونحن أغنياء)!! -حاشاه سبحانه ولعنهم لعناً كبيراً- فهذا هو ما قصدناه بالمعنى الإجمالي.

وفي الرابط ستجد أمثلة أخرى وأثبتها هنا مرة أخرى:

فالسلف فهموا من قوله تعالى "يد الله فوق أيديهم" عدم نكث العهود ومراقبة الله تعالى ولم يخوضوا في معاني ألفاظ الآية.

وهذا يفسر رد فعل الصحابي الذي قال "لن نعدم من رب يضحك خيرا" بعد ما عرف أن الله تعالى يضحك.

وهذا في سائر نصوص الصفات وهذا هو المطلوب لتعظيم قدر الله تعالى أن نفهم الإجمال ونفعل المطلوب ودائماً ما نكرر أن المعطل الأول لحديث النزول هو الذي يكرر (النزول معلوم المعنى في حقه سبحانه وتعالى) ويحض الناس على إثبات هذا النزول ويهاجم من يأوله ويشن الحملات على الجهمـية والمعطلة في كل عصر وزمان ثم لا يرى لهذا الحديث أثر في قيامه الليل في هذا الثلث الأخير.

فكلامك الذي كتبته تحت عنوان (العلم بالصفات يزيد التقوى من الموصوف) والقول أننا نقول بأن (العلم بالصفات محظور)!! كلام انشائي لا فائدة منه لأنه يوجه لغيرنا ممن يشغل الناس بهذه القضايا ولا يحضهم على العمل بمقتضاها ولم نر منكم في أي مكان تركيز على المقصود من هذه الصفات بقدر تركيزكم على تبديع المؤولين ووصمهم بالتجهم والتعطيل ونحو هذا من قاموسكم الذي لا ينتهي ومع كل هذه الجلبة لا تستطيعون كتابة معنى صفتين اثنين من كل هذه الصفات.
بل نحن ولله الحمد بمذهبنا هذا نحض الناس على عدم الانشغال بهذه التفاصيل والانشغال بما يريده الله منها.

في المشاركة القادمة بإذن الله تعالى نعلق على باقي الموضوع مما هو داخل صلب الموضوع وجزئياته.

يتبع....
دمشقية:
قال الأزهري:
« يبدو أن الأخ دمشقية لا يقضي أيامه في الأسفار كما يقول».
أو يكلف من يفعل هذا أو يتبرع له أحد المشاركين بهذا... فيبدو أنه يفعل هذا بنفسه أو يكلف من يفعل هذا أو يتبرع له أحد المشاركين بهذا... يا أخ دمشقية لا تعتمد على مثل هذا كثيراً فمن ينقل لك -عند حسن الظن- ينقل لك بطريقة (فويل للمصلين) (لا تقربوا الصلاة).
الجواب (دمشقية):
أعذرني أخي فسوف أخرج قليلا وفي هذه العجالة فقط عن موضوع حوارنا لأصحح موقفك حول سوء الظن بي بل وتكذيبي.
فأقول:
والله لقد كبرت في نفسي عندما رأيت منك هذا الموقف الرصين يوم أن اعتذرت عن الكتابة بسبب المرض. فقلت لي بكلمات عذبة:

« شفاك الله وعافاك واذهب عنك البأس والمرض. اللهم اشفه من جميع أمراضه شفاء لا يغادر سقماً. اللهم ألف بين قلوبنا ونقها من الشقاق والنفاق وسوء الأخلاق. لا تثقل على نفسك وتكتب أثناء المرض وانتظر حتى يتم الشفاء فنحن لسنا في عجلة من أمرنا».
وكبر الإخوة في منتداك في نفسي عندما كتبوا مقالا يدعون فيه لي بالشفاء.

غير أنني أرى منك الآن موقفا متناقضا تماما مع مواقفك التي كنت أكبرك لأجلها.
رأيتك تسيء الظن بي بل وتتهمني بالكذب الصريح.

الأزهري ينهى عن سوء الظن وهو يسيء الظن
تأمل أخي الأزهري قولك في إحدى مشاركاتك وأنت تقول:
« تعرف ما العامل المشترك بين الخوارج والشيعة في هذه النقطة؟ إنه سوء الظن والنظارة السوداء. سوء الظن في المسلمين».
http://forums.ikhwan.net/t/showthread.php?t=35530

الأزهري يخالف الإرشادات الأزهرية
ولست أدري هل دخلت أخي الأزهري مع الخوارج والشيعة في هذا العامل المشترك وهو الظن السيء ولبست تلك النظارة السوداء في حوارك معي؟
أين الأخلاق وحسن الظن؟
لقد صرت تعتمد على الظنون والتكذيب.

الأزهري يطالب سيء الظن بالاستغفار عن الفعل الشنيع
يقول أخونا الأزهري:
« وليستغر الله تعالى كل من أساء الظن بإخوانه طالباً من الله تعالى أن يسامحوه على هذا الفعل الشنيع».
http://www.d-sunnah.net/forum/showthread.php?t=62115

لا بأس بعد هذا أن أصرح لك أخي الأزهري بعض الشيء بوضعي.
1- والله أنا مسافر منذ أكثر من ستة شهور.
وكنت في منزلي بالرياض أعتمد على مكتبتي الضخمة التي جمعتها طيلة حياتي وهي أغلى ما أملك.
ولكنني في سفري كنت عادة اصطحب معي في جهازي (اللابتوب) مكتبة جامع التراث.
ولكن الدانغل لا تعمل وهي معطلة منذ ستة أشهر أيضا حتى اضطررت أخيرا ومنذ أسبوع فقط الى الاعتماد على النسخة القديمة (الألفية) بعد اليأس من عمل المكتبة التراثية الجديدة.

2- ليس هناك من يعمل لي أبدا لا من قريب أولا من بعيد أو يساعدني في شيء من بحوثي. ولا يوجد أدنى تعاون مع أحد من بني آدم في حواراتي ومناظراتي ومحاضراتي. ولم يتبق لي بعد افتقاري للمكتبتين الورقية والالكترونية إلا البحث من خلال الانترنت.

وليعلم الأزهري أنني كنت ولا أزال في حرج كبير من الحوار معه حول هذا الموضوع أثناء سفري لأنني لا أستطيع حتى تخريج روايات الأحاديث والآثار والتحقق منها فأنا لا أمتلك أي مكتبة الآن سوى المكتبة القديمة الألفية وهي مليئة بالأخطاء.
وليس في الإمكان أفضل مما كان كما قاله الغزالي الحلولي في حق الله. وإنما أقوله في حق نفسي لا في حق الله.
دروس إخوانية في ضرورة حسن الظن
ولعل الأزهري أن يستفيد من درس كتبه حفيد الأزهر في موقع الإخوان المسلمين وقال فيه ما يلي:
http://forums.ikhwan.net/t/showthread.php?t=32427

« تأويل الأقوال والأفعال وحملها على غير المحمل الحسن أمرٌ يشق الصف المسلم ويقسمه ويُوهن قواه، ويبثُّ الضغينة بين أبنائه، ويُفقِد الثقة بين أفراده».
فسوء الظن بالآخرين شيء قبيح، ومظهر من مظاهر ضعف الإيمان، ومرض يصيب القلوب الضعيفة التي تنتهز الهفوة والعثرة في سلوك الآخرين وتُسهب في تحليلها، وتتعمق في تفسيرها على المراد السيئ الذي يستهويها، والذي به تنال من الآخرين».

« وهذا السلوك الذميم مرفوض في الجماعة المسلمة، التي وضعت قواعدها وبنَت وجودَها على أساس الحب في الله والأخوَّة الصادقة التي تحترم الآخرين وتثق بهم.. كما أن هذا السلوك مرض خطير ينبغي التخلُّص منه والعمل على اقتلاعه من جذوره؛ إذ إن في استمراره إضعافًا للصف وتوهينًا له، وقد يؤدي إلى تفككه وانهياره، ولهذا حذر القرآن الكريم من الظن فقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيْرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ﴾ (الحجرات: من الآية 12).

مراحل العلاج
« وأولى مراحل العلاج أن يتبين صاحب هذا المرض العضال، الذي يفرق ولا يجمع، ويعكر صفو المتحابين المتآخين.. هو بيان حكم سوء الظن بالآخرين، وبيان خطورته؛ لعل في ذلك رادعًا له، فقد يكون جهله بحكمه وعدم إدراكه لخطورته وراء ذلك السلوك السيئ».
حكم سوء الظن
« أما حكمه فقد حرم الإسلام الظن السيئ بالآخرين وبخاصة المؤمنين المعروفين بصلاح حالهم ونقاء سريرتهم، واستقامة خلقهم» انتهى كلام حفيد الأزهر.

لست أدري هل سوء الظن منهي عنه داخل نطاق الجماعة فقط؟
ألعلي لا أستحق حسن الظن بي لأنني لست من جماعة الإخوان المسلمين؟
ألعل الأزهري استباح سوء الظن بي لأنني من الخوارج الذين خرجوا عن الجماعة ((الأم)) وشقوا عصا الطاعة عن إمام المسلمين: الهضيبي أو حامد أبو النصر؟

وبعد هذا سوف أعود للحوار معك حول موضوع:
(هل فسر السلف الصالح نصوص الصفات)؟

الأزهري الأصلي:
السلام عليكم مجدداً:
الأخ الدمشقية: لماذا كلفت نفسك مواصلة الحوار في ظل ظروف بعدك عن مراجعك بهذه الطريقة؟

أتظن أننا كنا سنفعل ما تفعله من ادعاء هروبك أمامنا ؟؟
بالعكس يشهد الله تعالى أني اغتممت غماً شديداً بعد سردك مثل هذه الظروف لأن الحوار غير متكافئ ولولا حسن الظن لقلت أن هذا تهرب منك عن الإجابات غير العلمية التي تكتبها وعدم الإجابة على اسئلتي التي أوجهها لك وتتجاهلها وتكتب مشاركات كما لو كنت لا اكتب شيئاً ولكن...

كيف لنا أن نكمل الحوار وأنت معك هذه الحجج التي تجعل القائل يقول مراجع الدمشقية ليست معه ولا هو بين كتبه وهو على سفر دائم بعيد عن موطنه وبيته ومكتبته وبرامج الكمبيوتر التي يستعين بها ؟؟
هل تعتقد أن هناك من سيقول انظروا ماذا فعل الدمشقية يناظر ويحاور من غير مراجع وانظروا كيف يفعل مع هذا ؟!! هل يسرك هذا ؟؟

أنا سأقترح عليك اقتراحاً:
سأرد على باقي مشاركتك الفائتة ثم نغلق الحوار حتى تعود إلى بلدك ومكتبتك وبرامجك حتى يكون الحوار متكافئاً .
هل توافق على هذا ؟؟
أخوكم.
دمشقية:
السلام عليكم ورحمة الله.
أشكرك على سماحتك. وهذا عين الانصاف.
وأنا أقترح أن يستأنف الحوار بعد انتهاء العيد أي في الخامس عشر من ذي الحجة.
وسوف أكون في الرياض ان شاء الله في في الثاني عشر من ذي الحجة وأمكث فيها شهرا وخلالها نكون قد انتهينا من الحوار الذي أرجو الله أن يظهر فيه الحق ويكون نافعا للمسلمين.

وبالمناسبة تحياتي لكم خاصة ولسائر الإخوة الأعضاء في المنتدى عامة:
فأقول لكم:

كل عام وأنتم بخير.
وأسأل الله أن يجعله عليكم عيد مغفرة وخير وبركة ونصر للأمة.

قال الأزهري:
« لن اتناقش معه في ما يذهب إليه الإمام البنا ولا الدكتور القرضاوي ولا الدكتور توفيق الواعي».

الجواب (دمشقية):
يقصد الأخ الأزهري احتجاجي عليه بــ :
1- قول القرضاوي بأن صفات الله واضحة المعاني بينة لا تحتاج إلى تفسير.
2- قول توفيق الواعي بأن تفويض حسن البنا كان تفويضا للكيفية وليس تفويضا للمعنى.
أقول يا أيها الأزهري الأصيل:
لماذا لا تتناقش معي بتوفيق الواعي والقرضاوي وقد احتججت عليك بهما بما ينسف مذهب التفويض الذي تدعونا إليه؟
أليس هذان موافقين لمذهبنا الذي لا تزال ترفضه؟
أليس إلزام الخصم من مصادره هو أعلى وأقوى سلاح في المناظرة؟

أنت الذي نصحتنا بقراءة كتاب توفيق الواعي حتى نستريح. وها قد استرحنا بعد أن كفانا توفيق الواعي مؤونة الرد عليك.
لماذا لا تتناقش معنا حول ذلك وهو في صلب موضوعنا ولم أخرج عن الموضوع أبدا.
واحتججنا عليك بالقرضاوي الذي يقول « كنا نقول بالتفويض» ثم أفاد كلامه برجوعه عنه. وهذا خلاف الأزهري الذي لا يزال يقول بالتفويض.
وقد أعلن القرضاوي بأن للصفات الألهية معان واضحة بينة لا يحتاج معها إلى تفسير؟ وهذا عين ما أراده السلف بقولهم لا تفسر. وكذلك لا كيف ولا معنى.

فأخبرني بالله كيف صار هذا الاستدلال مني بهما خروجا مني عن الموضوع؟
أم أنك تريد أن تستبعده لأنك تعلم تمام العلم أن هذا من أكبر الحجج عليك؟
أنت اعترفت بأنك هربت من موضوع الواعي والقرضاوي بهدف العودة بي إلى الموضوع.
ووالله إنه لهروب منك عن الموضوع.

حسن البنا يأمرنا بتدبر معاني أسماء الله
حسن البنا يأمر بتدير معاني أسماء الله
بل عندي لك حجة أخرى. وهذه المرة قد أتيتك بالحجة من عند حسن البنا رحمه الله. حيث صرح بضرورة تدبر معاني أسماء الله.
قال حسن البنا في كتابه (العقائد) ما نصه:
« أسماء الله تعالى ألفاظ مشرفة لها فضل على سائر الكلام، وفيها بركة وفي ذكرها ثواب عظيم، وأن الإنسان إذا واظب على ذكر الله تعالى ظهرت نفسه، وصفت روحه، ولا سيما إذا كان ذكره بحضور قلب وفهم للمعنى».
(وأنظر المصدر موقع إخوان أون لاين):
http://www.ikhwanonline.com/Article....=179&SecID=371

تأمل أخي القارئ قول البنا:
((( وفهم للمعنى))).
أليس هذا إثباتا لوجود معنى في الصفة وأنت منذ بدأت حوارك معنا.
لو أن الله ما أنزل صفاته لكان خيرا لنا
ولو أن صفات الله على نحو ما يقول المفوض الداعية إلى الله بالله وصفاته لحق لنا أن نقول حينئذ: والله لو أن الله لم ينزل صفاته لكان خيرا من أن ينزل علينا صفات ويحظر علينا فهم معناها. إذ ما فائدة أن ينزل علينا ألفاظا ثم يقول: إياكم أن تفهوا معانيها دعوا معانيها لي واقرأوا ألفاظها بدون فهم ولا تدبر.
ولكن الأمر ليس كذلك فإن تدبر معاني الصفات مطلوب ودليلنا لهذا اليوم هو حسن البنا الذي يأمرنا بتدبر معاني أسماء الله.

القرطبي الأشعري يفرق بين المعنى والكيفة
قال القرطبي الأشعري (ولم يُنكر أحد من السلف الصالح أنه استوى على عرشه حقيقة، وخص العرش بذلك لأنه أعظم مخلوقاته، وإنما جهلوا كيفية الاستواء فإنه لا تعلم حقيقته.
ثم احتج القرطبي بعد ذلك مباشرة بقول مالك: ” الاستواء معلوم يعني في اللغة والكيف مجهول“.
فانظر كيف فهم القرطبي ما فهم الأزهري خلافه من كلام مالك.
الأزهري تارة يفوض وتارة يسمح بمعاني مجملة للصفات
الأزهري متردد بين الاعتراف بمعاني الصفات وبين نفيها.
وذلك لأن منهج الاخوان قائم على هذه الطريقة. دعوتنا سلفية وحقيقتنا صوفية.
يريدون الجمع في العقيدة بين الأشعرية وبين السلفية.
فينتصرون لشيء من الأشعرية وينتصرون لشيء من السلفية.
وهو بهذا التذبذب أقرب إلى أهل السنة من الأشاعرة والماتريدية. كما أن الأشاعرة بتذبذبهم في الصفات أقرب إلى أهل السنة من المعتزلة.
هل إثبات معنى إجمالي مذهب أشعري أم أزهري؟
نعم أنت تقول الآن هناك معنى مجملا للصفة.
وهنا ألزمك أن تقول أمام الناس بأن تفويض الأشاعرة الذي لا يعترف بالمعنى الإجمالي هو قول باطل.
فهل أنت فاعل؟

إذن: قل أن هذا معنى قول السلف حين قالوا بأن الصفات لا تفسر بمعنى أنها تحوي معنى بالضروري وهو ما يظهر من الصفة. وهو مذهب القرضاوي بعدما ترك التفويض.
ولا تتناقض وتطالبنا بالمعنى اللغوي لليد والغضب والمجيء بطريقة يراد بها التعجيز وليس الحق كأن تقول:
نحن نقول بأن المعنى لهذه الصفات معلوم كما قال مالك بن أنس. فقل لنا هذا خطأ.

وكأنك تريد إعجازنا وإثبات أنه لا معنى للصفة ولذلك عجزنا عن الإتيان بالمعنى.
نحن إنما إذا امتنعنا فإننا نمتثل بقول السلف ((( لا تفسر))) بمعنى:
1- أن قراءتها تفسيرها كما أوضح سفيان بن عيينة وأن تفسيرها واضح وبيّن كما صرح القرضاوي بذلك.
2- أن تفسيرات الجهمية والمبتدعة ومعانيهم مرفوضة من السلف.
3- أن توجيهك لهذا القول من السلف كان توجيها باطلا تستخدمه لإثبات التفويض الأشعري الذي يقول (نفوض العلم بمعناها إلى الله). أو لإقامة الصلح معه كما تفعلون في إقامة الصلح مع كثير من أنواع الباطل. فتأتينا وتقول بالمعنى الإجمالي وأن التفويض ليس تفويضا كليا وإنما هو شبه تفويض للمعنى وتفويض جزئي في بعض الصفات (الخبرية) دون الصفات (العقلية). ثم تأتي الأشاعرة فتقرر لهم تفويض بكلامك المجمل تفويضهم للمعنى بالكلية.

إقامة الصلح مع الباطل
فأنتم تقميون الصلح مع الديموقراطية وتجعلون لها أصلا في الإسلام.
وتتجملون لمطلب التعددية في الحكم فتجيزون أن يكون الشيوعيون مشاركين في الحكم معكم.
وتقيمون الصلح مع الصوفية وتبررون كثيرا من باطلهم.
وتقيمون الصلح مع الرافضة وتزعمون زورا أنه لا فرق بيننا وبينهم وأنهم جزء من الأمة الإسلامية. وتالله هم جزء من أمة بن أبي بن سلول. بل زادوا عليه بتصريحهم بتحريف القرآن.
وتقيمون الصلح مع الغرب بتسمية كفرهم ((( إيمانا من وجه))) وجواز الدعاء للكافر بالرحمة، وجواز التآخي معه.
وتجيزون الاحتفال بعيد ميلاد من يعتقد النصارى أنه إله أزلي كما قد صرح مجلس الفتاوى بجواز التهنئة بأعياد الكفار في حين سلط الله على الكفار من بني دينهم من يثبت لهم أن تأريخ هذا الميلاد باطل لأنه لم يثبت أصلا أن مولد المسيح كان في ذلك اليوم 25 ديسمبر.

هذا أصل مشكلتي مع الإخوان. مسايرة الباطل وتمييع الحق بما يتوهمون معه أنهم هم المسار الوسط.
وتبقى مشكلتكم الوحيدة والعقدة التي لا تريدون حلها هو مشكلتكم مع السلفيين.

هل يقول الأزهري بالمعنى التفصيلي للصفات الخبرية؟
وهناك سؤال كفيل بأن يهدم مذهب الأزهري. ولكن الأزهري يفضل أن بسكت ويتجاهل عما يهدم مذهبه ويتمنى أن يمر على القارئ مرور الكرام ويطوى طي النسيان.
وسوف نكرر هذا السؤال:

أنت لا بد أنك تثبت الصفات العقلية ولكنك تفوض الصفات الخبرية على طريقة الأشاعرة.
وهذا تفريق لم يرد عن السلف.
فإن كنت مفوضا على مذهب السلف فلا تفرق بين الصفات فإنهم لم يفرقوا.
وهل تتجرأ أن تقول في هذه الصفات العقلية: أنا أعلم المعنى التفصيلي لسمع الله أو لقدرة الله؟

فإنك تعترف بوجود معنى.
وهو بهذا يكون قد نسف بهذه الكلمة مذهبه المستقى من الأشاعرة في التفويض.
قال الأزهري معترفا بالهروب:
« ولو ادعى أن هذا هروب مني فهو في الحقيقة ليس كذلك بل عكسه فهو هروب منه بتحويل مسار الموضوع إلى هذه الأمور الخارجة عنه».

الجواب (دمشقية):
هذه المرة لن أخاطب الأزهري وإنما أخاطب القارئ:
بالله عليك أخي القارئ هل استدلالي بتوفيق الواعي والقرضاوي خارج عن موضوع حوارنا؟
أليس الواعي يقول بأن مذهب البنا هو تفويض المعنى دون الكيفية؟
أليس القرضاوي يقول بأنه كان يؤمن بالتفويض ثم رجع عن ذلك وصرح بأن للصفات معان واضحة بينة لا تحتاج إلى تفسير.

فإذا أقررت معي أخي القارئ بأنني ما خرجت عن الموضوع أبدا لم يبق إلا أن الأزهري أراد تبديد هذا الاستدلال بالطرق الأزهرية المعهودة.
وكنت أتمنى ان يكون الأزهري بما عنده من ذكاء دقيقا في طلب الحق.
ولكني وللأسف أقولها:
لا أرى هذا الموقف من الأزهري إلا هروبا من الحق وتبديدا للدليل.
بل هذا تحكم في عقلية القارئ. فإنه يقول له: لا تطلع على هذه الأدلة بل انسها.
والأمر متروك لك أخي القارئ.

السلام عليكم:
كل عام وأنت لله أقرب وعلى طاعته أدوم وفي محرابه أقوم وعن المعاصي أبعد.

لم اكمل ردي الفائت وكنت منتظراً أن تشير إلي أنك تفرغت من أسفارك لأكمل ردي ولكن دخلت علينا للأسف حتى دون إلقاء السلام بعد كل هذه المدة لتضع مشاركة جديدة مصحوبة بكلمتك المشهورة "يتبع!!

على العموم أجدني مضطراً لكسر كلمة "يتبع" هذه للرد على مشاركتك الفائتة:

1- بالنسبة لقولك : (أليس إلزام الخصم من مصادره هو أعلى وأقوى سلاح في المناظرة؟) في أثناء الحديث عن الدكتور القرضاوي والدكتور الواعي::
فنحن أولاً لا نتحدث عن منهج الإخوان في المسألة لأن الإخوان فيهم من يقول بقولكم وفيهم من يقول بالقول الآخر والكل ينتمي لأهل السنة والجماعة.
وكان يمكنك أن تستدل بالدكتور عمر الأشقر فهو أكثر من القرضاوي والواعي كتابة في هذا الموضوع.
والخلاصة: أني اتحدث عن مذهبك -الدمشقية- ومذهبي -الفقير الأزهري- فقط فلا أنا اناظرك بوصفك "السلفية" ولا أنت تناظرني بوصفي "الإخوان" , وأكرر هذه ليست مناظرة بين "السلفية المعاصرة" و"الإخوان المسلمين" حتى تستدل بهذا أو ذاك.
أرجو أن تكون قد فهمت هذا ولا نعيده.

2- بالنسبة لكلام الإمام البنا -رحمه الله- فكلامه عن الأسماء الحسنى فما علاقتها بموضوعنا؟!! وكلام الإمام البنا واضح وضوح الشمس وبعض علماء الجماعة يؤوله وبعضهم يأخذه بظاهره - ونحن منهم- ووالله لو رأينا الحق في غيره لاتبعناه ويشهد الله أننا أكثر الناس كراهية للتقليد الأعمى من هذا الطرف أو ذاك..

3- بالنسبة لكلام الإمام القرطبي وتفسير مقولة الإمام مالك -رضي الله عن الجميع: سبق وذكرنا أقوال العلماء في هذه المقولة وخلاصتها:
أ- "معلوم" أي معلوم ذكره في القرآن وهو مذهب ابن قدامة وغيره ويؤيده اللفظ الآخر للمقولة -بالسند الصحيح عنه- "استوى كما وصف نفسه".
ب- "معلوم" أي معلوم معناه اللغوي من حيث هو كلفظ وكل ألفاظ الصفات معلومة لغة إذ هي ألفاظ عربية ولا أحد ينكر هذا بل كلامنا في هذه الألفاظ بعد إضافتها لله تعالى وكونها أصبحت صفات له -سبحانه وتعالى- فقلتم نعرف معناها كذلك ولم تنطقوا به!!
ويؤيد هذا أن الإمام مالك لم يقل : "استواؤه معلوم" بل قال "الاستواء معلوم" وهناك فرق لمن يرى.
وسبق أن فصلنا مقولة الإمام مالك سابقاً في هذا الموضوع وبصراحة لو ظللت تكرر أموراً تكلمنا عنها في نفس الموضوع فهذا يعني أنك لا تقرأ المشاركات ونكون بهذا نضيع الوقت في هذا النقاش.

3- قولك أن لازم قولنا أن الله لو لم ينزل هذه الصفات لكان خيراً لنا!! فهذا والله هو الافتراء فنحن نستشعر أكثر منكم معنى قوله تعالى "يد الله فوق أيديهم" فلا ننكث عهداً ولا نخفر ذمة وهذا هو المعنى الذي أريد به وضع هذه الصفة في هذا السياق، ونحن نعرف مآل غضب الله تعالى فنخاف منه سبحانه وتعالى ونعرف مآل رحمته فنرجوه سبحانه وتعالى.......... وهكذا وهذا هو الذي كان السلف يتكلمون فيه فأما المعاني التفصيلية الدقيقة لكل لفظ بعد إضافته لموصوفه فما كان منهجهم الحديث عنه، فأين أنتم من نشر هذه المعاني؟ أي عاقل ينظر إليكم وإلى تناحركم وتناحر المؤولة معكم لا يكاد يخرج بمعنى ينطبع في قلبه ويزكي عمله!!

5- تكرر -ولا أظنك ستنتهي- أننا نقول أننا نسمح بمعان مجملة للصفات وسنظل نكرر أن المعاني المجملة ليست للصفات بل للسياق الذي وردت به الصفات ككل ف "يد الله" وردت في عدة سياقات اختلفت في معانيها:
فقوله تعالى : "يد الله فوق أيديهم" لها معنى إجمالي مختلف تماماً عن قوله تعالى "وقالت اليهود يد الله مغلولة" فالصفة واحدة "يد الله" ولكن اختلف معنى الجملة التي وردت فيها ويلزمكم أن تقولوا أن "يد الله" في الآيتين معناهما كذا.
وقوله تعالى : "ولتصنع على عيني" يختلف في معناه الإجمالي عن قوله تعالى : "تجري بأعيننا" ويلزمكم أن تحددوا معنى "أعيننا" و "عيني" وهكذا.

6- أما موضوع التفريق بين الصفات الخبرية والصفات العقلية فمجرد التقسيم كاف للتفريق ومجرد الحديث في معاني قسم دون الاخر كاف للاستدلال على التفريق في المعاملة وإلا فيلزمكم كما تكلمت في معاني الصفات العقلية أن تتكلموا هنا ولا تقولوا لنا "قراءتها تفسيرها" ونمتنع عن التفسير كما قلت!! ويكفي للاستدلال أيضاً أقوال السلف العديدة في الصفات الخبرية "لا تفسر" "قراءتها تفسيرها" "أمروها كما جاءت" وغيرها فلماذا لم يقولوها في الصفات العقلية وخصوا الصفات الخبرية بها؟!!

وأنا اكتفي من كل هذه الإلزامات بإلزام واحد وهو تفريقكم أنتم حيث تقولون أننا نمتنع كما امتنع السلف هنا ونخوض كما خاض السلف هناك!! ولكنكم تزيدون قولاً متناقضاً وهو أن السلف امتنعوا وهم يعرفون!!

7- أما مسألة تفسير "بعض" السلف لـ"واحدة" من الصفات وقول الأخ الدمشقية أن هذا كاف لإثبات أن منهج السلف هو الحديث في المعاني فقول عجيب ما كنت أظنه يخرج من الأخ الدمشقية إذ لقائل أن يقول:
إذاً لو جئنا بتأويل -أو أكثر وهو موجود- ل"بعض" السلف لبعض الصفات فيكون مذهبهم التأويل!! أتقول بهذا؟ فلو قلت به لجئناك بتأويلات لهم .
وسبق ان أجبنا عن هذا الموضوع من قبل.

8- أما الفرق بينكم وبين المؤولة:

فقد قلنا من قبل أن كثيراً من الألفاظ -أي لفظ حتى في غير الصفات- يكون لها أكثر من معنى لغوي موجود -وحسب قولكم كلها حقيقة لا مجاز فيها- والالفاظ التي تحتمل معنى واحد قليلة جداً واعطيك مثالاً معروفاً وهو معنى اليد وأبرز من جمع معانيها الحافظ ابن حجر في الفتح - وهو من أقل المتأثرين بالأشعرية وإن كان فيه تمشعر!! حسب قولكم- حيث قال:

(واليد في اللغة تطلق لمعان كثيرة اجتمع لنا منها خمسة وعشرون معنى ما بين حقيقة ومجاز:
الأول : الجارحة
الثاني : القوة نحو "داود ذا الأيد"
الثالث : الملك "إن الفضل بيد الله"
الرابع : العهد "يد الله فوق أيديهم" ومنه قوله (هذي يدي لك بالوفاء).
الخامس : الاستسلام والانقياد قال الشاعر (أطاع يدا بالقول فهو ذلول).
السادس : النعمة قال (وكم لظلام الليل عندي من يد).
السابع : الملك "قل إن الفضل بيد الله" .
الثامن : الذل "حتى يعطوا الجزية عن يد"
التاسع : "أو يعفوا الذي بيده عقدة النكاح" .
العاشر : السلطان.
الحادي عشر : الطاعة.
الثاني عشر : الجماعة.
الثالث عشر : الطريق يقال (أخذتهم يد الساحل).
الرابع عشر : التفرق (تفرقوا أيدي سبأ).
الخامس عشر : الحفظ.
السادس عشر : يد القوس أعلاها
السابع عشر : يد السيف مقبضه
الثامن عشر : يد الرحى عود القابض
التاسع عشر : جناح الطائر
العشرون : المدة يقال (لا ألقاه يد الدهر).
الحادي والعشرون : الابتداء يقال (لقيته أول ذات يدي) و(أعطاه عن ظهر يد)
الثاني والعشرون : يد الثوب ما فضل منه
الثالث والعشرون : يد الشيء أمامه
الرابع والعشرون : الطاقة
الخامس والعشرون : النقد نحو (بعته يدا بيد).

* ملحوظة: المعنيان الثالث والسابع متشابهان وهكذا هو في معظم الطبعات ولعله خطأ من النساخ أو هو تكرار غير مقصود والله اعلم.

فماذا فعل المؤولة وماذا فعلتم؟
فماذا فعل المؤولة وماذا فعلتم
أ- حدد المؤولة من هذه المعاني معنى معين -اختلفوا في المحدد واتفقوا في أصل التحديد- فبعضهم قال معناها : "النعمة" وبعضهم قال : "القوة" وبعضهم قال غيره ونحن نرفض هذا التحديد لأنه مظنون غير قطعي ولكنهم بهذا التحديد لا يخرجون من أهل السنة بل لهم أجر المخطيء على الأقل، ونحارب غيره من التأويلات التي تخرج خارج نطاق العربية ككثير من تفسيرات المعتزلة والباطنية وغيرهم.
وكل ما يفعله المؤول من تحديد يكون بعد نفي المعنى المراد في البشر.
وفي هذا يقول الإمام البنا:
(وإذا تقرر هذا فقد اتفق السلف والخلف على أصل التأويل وانحصر الخلاف بينهما في أن الخلف زادوا تحديد المعنى المراد حيثما ألجأتهم ضرورة التنزيه إلى ذلك حفظا لعقائد العوام من شبهة التشبيه، وهو خلاف لا يستحق ضجة ولا إعناتا).
ويقصد بالاتفاق على أصل التأويل اتفاقهم على الحديث في هذه الصفات بعد نفي مشابهة الله تعالى لخلقه فالمشبهة خارج نطاق الحوار.
وكان قبلها قد رفض التحديد -التأويل- فقال:
(فاللغة أقصر من أن تواتينا بالألفاظ التي تدل على هذه الحقائق، فالتحكم في تحديد المعاني بهذه الألفاظ تغرير) مرجحاً مذهب السلف.

ب- وماذا فعلتم أنتم؟
رفضتم كل هذه المعاني ثم وقفتم ولم تحددوا معنى آخر غيرها ثم قلتم المعنى معلوم!! فيا للتناقض!! ففرغتم الألفاظ عن معانيها المعروفة - مع أنها كلها معاني حقيقة عندكم إذ لا مجاز في القرآن والسنة كما تقولون- ولم تملأوا خانة المعاني فهذا شبيه بالتعطيل إن لم يكن هو هو!!
ج - وأما السلف -وهو ما نجزم أنه مذهبهم- فنفوا معاني التجسيم عن الله تعالى -والكل متفق على نفيها- ثم توقفوا عن تحديد "معنى معين" من المعاني السابقة لأن التحديد لا بد أن يكون بدليل قطعي ولا دليل هنا عليه إلا الظن، وقالوا: إننا نكل علم هذا المعنى إلى عالمه -سبحانه وتعالى.
وقالوا: يكفينا معرفة المعنى المقصود من السياق ككل وهذا هو الحد الكافي للتدبر والعمل.
وفي النهاية اذكر الإخوة بالأسئلة التي كررناها والتي يمتنع عن الإجابة عنها الأخ الدمشقية وغيره -وأقول يمتنع عنها كل عاقل- لأنه بالفعل لا يستطيع أحد ينتهج منهج السلف الحق أن يحدد معنى بغير دليل قطعي.
فمذهبنا ومذهبهم واحد إلا أننا نسميه باسمه وهم يمتنعون ويتناقضون!!

أخوكم.
قال الأزهري:
ليس معنى أن أبا العالية ومجاهد من تلاميذ عبد الله بن عباس أن كل قول لهما أخذاه عنه فيصبح كل ما قالاه قد قاله ابن عباس فهذا لعمري في القياس بديع

الجواب (دمشقية):
فهل كان السلف تارة يفسرون بالرأي وتارة يفسرون عن ابن عباس؟ ألم يقل مجاهد أخذذت القرآن كله عن ابن عباس؟
قال الأزهري:
هناك فرق كبير بين أن يقول القائل هذه الألفاظ لا معنى لها -كما نسبته لي في كلامك السابق وبين أن يقول القائل هذه الصفات لها معنى الله به عليم ولا استطيع الإحاطة به علماً.

الجواب (دمشقية):
أنا ما نسبت إليك أنك تعتقد أنه ليس للصفات معان أبدا. ولم يخطر هذا ببالي أبدا. بل قولك (الله أعلم بمعناها) واضح أنك تعتقد أن لها معان.
بل كان حواري معك يدور حول الموضوع التالي:
كيف ينزل الله علينا صفاته بألفاظ عربية ذات معنى ثم يقول لنا لا تفهموا منها معنى؟
فلا تكثر من الكتابة والتطويل الإنشاني رحمة بأصابعك.
أحمد ليس بحجة عند الأزهري

قال الأزهري:
بالنسبة لإضافة الصوت لكلام الله تعالى فليس الإمام أحمد من قيده بذلك بل هذا ورد عن النبي - صلى الله عليه وسلم- مرفوعاً بأسانيد صححها بعض الأئمة فعلام السؤال إذاً؟؟ فمن أثبت هذه الأسانيد قال بالصوت ومن ضعفها فلا حجة في قول الإمام أحمد ولا غيره!!
الجواب (دمشقية):
قد أثبتّ لك صحة أسانيدها بالدليل الواضح ومن كلام الحافظ ابن حجر. وبهذا تثبت حجية أحمد وتبطل حجية من ضعفها ليخدم مذهب الأشاعرة. وثبوت تقييد الكلام بأنه بصوت دليلا لمن قال بأن النبي فسر معاني الصفات وهذه واحدة منها. فإن النبي قيد كلام الله أنه يكون بصوت.
أحمد حجة عند الأشعري لا عند الأشاعرة
وأعجب منك أن تقول بعدم حجية أحمد مع أنه لما تاب الأشعري أعلن أنه متبع لما كان عليه أحمد بن حنبل لأنه الإمام الذي أظهر الله به السنة. وأن عقيدته هي عقيدة أحمد بن حنبل.
ولم يقل الأشعري إلا عقيدة أحمد في كلام الله حيث يعتقد أحمد أن الله يتكلم بصوت.
فكيف تقول أيها الأزهري بأن أحمد ليس بحجة في عند من ضعف الصوت؟
وهل حديث الصوت حجة وصحيح بعد أن بينت لك قول الحافظ بصحته؟
نريد أن نعلم موقفك أنت وليس موقف من ضعف الحديث.
قال الأزهري:
السلف فهموا من قوله تعالى "يد الله فوق أيديهم" عدم نكث العهود ومراقبة الله تعالى ولم يخوضوا في معاني ألفاظ الآية

الجواب (دمشقية):
هذه انتقائية أزهرية أصلية تعطينا فكرة نسبية عن مدى حرص الأزهري على الحق. ولو كان علي رضي الله عنه موجودا لقال له ما قال للخوراج (كلمة حق أريد بها باطل).
قل لنا يا أزهري بربك: ماذا فهم السلف من قوله تعالى (يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيديّ) بالتشديد الدال على المثنى: هل فهموا القدرة؟ أم نكث العهود؟ أم النعمة؟ أو العناية؟ أم فهموا أن لله يدين حقيقيتين؟
لماذا الهروب من من هذه الآية والاستدلال بآية أخرى لا تتعلق بإثبات اليد لله؟
فإن اعتقد الأزهري بأن لله يدين حقيقيتين فقد قيد الصفة بمعنى مخالف لمن فهم من اليد معنى القدرة والنعمة والعناية...الخ.
وإن لم يعتقد ذلك فهو تحريف مبطن ظاهره الورع وباطنه التعطيل.

قال بالمعنى التفصيلي للصفات الخبرية؟
” فأهل السنة يقولون أنه فوقيته تعالى فوقية مطلقة لا ارتباط لها بمكان“.
الجواب (دمشقية):
من هم أهل السنة الذين قالوا بأن فوقية الله كما ادعيت؟
ولماذا لم تقل كقول الجارية: نعم إن الله في السماء كما قالت الجارية وأقرها رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
لماذا نجد اللف والدوران ولا نجد جوابا صريحا واضحا وضوح الشمس؟

لقد سألنا الأزهري السؤال التالي: هل تعتقد ان الله في السماء كما قالت الجارية؟
والآن انظروا جواب الأزهري:
” بالنسبة لموضوع "أين الله؟" فلا علاقة لهذا بالصفات الخبرية وفوقية الله تعالى من الصفات العقلية كما قال بعض المحققين -ومنهم ابن تيمية نفسه- وليست من الصفات الخبرية وورد لفظها في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة فقولي بفوقية الله تعالى قول بألفاظ القرآن والسنة. وهي فوقية وعلو غير مرتبطان بمكان وليس كما يقول البعض:
فوق العرش مستقر عليه جالس عليه ينزل من هذا العلو إلى سفل في الثلث الأخير من الليل ثم يصعد مرة أخرى إلى العلو ولا منافاة بين النزول إلى الأسفل وكونه على الدوام أعلى من كل مخلوق !!وليس كما يقول البعض الآخر: ليس فوق ولا تحت ولا خارج ولا داخل ولا متصل ولا منفصل ........إلى آخر هذا الكلام. وليس كما يقول البعض: هو في كل مكان بذاته حاشاه سبحانه بل هو فوقنا علو ذات وصفات ومعنا معية صفات. فأهل السنة يقولون أنه فوقيته تعالى فوقية مطلقة لا ارتباط لها بمكان ولا زمان فوقية ذات وصفات.
بالله عليكم:
لماذا لم يقل الأزهري: الله في السماء؟ وهو ما لا نحتاج بعده إلى عشرة سطور؟
قال الأزهري:
” مذهب عدم التفسير وأن هذه الآيات والأحاديث لا تفسر ولم يدرك أحدا من السلف يفسرها ورد عن كثير من علماء السلف“.

الجواب (دمشقية):
ثبت تفسير النبي بالأدلة الصحيحة الصريحة ونبي الله هو أول سلفنا. ثم ثبت تفسير السلف ولم تستطع أن ترده ولا أن تنقل رده عن أحد من العلماء. ولا تكفي شهادة الأزهر في رد تفسير من أخذ القرآن عن ابن عباس ولم يأخذه عن الزمخشري.
من قالوا ”هذه الصفات لا تفسر“ أو قولهم ” لا كيف ولا معنى“. يراد من قولهم الخوض في التفسير والإتيان بغرائبه والا فقد سبق قول القرضاوي نفسه بأن هذه الصفات واضحة وبينة المعنى لا حاجة إلى تفسيرها.
ونقتصر في الدليل عليه بقول الترمذي:
” تأولت الـجـهـميـة هذه الآيات ففسروها على غير ما فسر أهل العلم وقالوا: إن معنى اليد القوة“ [سنن الترمذي 3/42 تعليقاً على حديث رقم (662).
فتأمل أخي الأزهري قول الترمذي (على غير ما فسر أهل العلم). فإنه يوضح معنى قول الأئمة (لا تفسر ولا كيف ولا معنى).
وبقول الذهبي الذي احتججت ببعض كلامه:
” قال الإمام الحافظ الذهبي: ” السؤال عن النـزول ماهو؟ عيٌّ لأنه إنما يكون السؤال عن كلمةٍ غريبةٍ في اللغة، وإلا فالنـزول والكلام والسمـع والبصـر والعلـم والاستـواء عبـاراتٌ جليلـةٌ واضحـةٌ للسَّامع“ (العلو ص156).
وقول الذهبي مطابق لقول القرضاوي تماما بأن معنى الصفات واضح بين لا يحتاج إلى تفسير.

قال الأزهري الأصلي: ((( وردوا علمها إلى قائلها))).
http://www.ikhwan.net/vb/showthread.php?t=3894
لكنه هنا يقول عن الألفاظ المقطعة مثل (كهيعص) (طسم) (حمعسق):
((( نقول الله اعلم بمراده لذلك))).
ألم يحتج علينا الأزهري بقول الشيخ محمد بن عبد الوهاب لإثبات تفويضه أنه كان يقول: ((( وردوا علمها إلى قائلها)))؟
واحتج علينا بقول ابن قدامة:
(((وردوا علمها إلى قائلها)))؟
http://www.d-sunnah.net/forum/showthread.php?t=38015
بالله عليك أخي القارئ:
ثم هو يأتي اليوم ويقول:
” « فالحروف المقطعة نقول عنها: الله أعلم بمرادها بخلاف الصفات“.
أنظر هذا التناقض الصارخ أخي:
أليس واضحا أن موقف من الصفات الالهية ومن الحروف المقطعة موقفا واحدا فيقول عن كليهما ((( الله أعلم بمرادها)))؟
أليس قد حكم بأن الله أعلم بمراده من الصفات ومن الحروف المقطعة؟
فلماذا يوحد بينهما قبل المناظرة ثم هو يأتي اليوم أثناء المناظرة ويفرق بينهما؟
متى يتوب الأزهري من جعل الصفات والحروف المقطعة في القرآن شيئا واحدا؟

قال الأزهري:
لماذا لم تفسر الصفات التالية بكلمة أو كلمتين:
الجواب (دمشقية):
أنا أقتدي بالأئمة في ذك:
فانظر مالكا وهو يقول: الاستواء معلوم. ولم يقل له الاستواء معناه في اللغة كذا.
فأنا أقول لك: اليد معلومة وكيفها مجهول.
فلو كان التفسير اللغوي مطلوبا لم قال مالك (معلوم) ولقال شيئا آخر.
الأزهري متناقض بين تبرير التأويل الأشعري:
منذ قرون والأشاعرة يقولون: لك الخيار إما أن تؤول وإما أن تفوض. وأن كليهما حق وطريق أهل السنة. والأزهري تارة يوافقهم وتارة يخالفهم.
أنظر قول الأزهري:
” المعروف أن مذهب الأشاعرة في الصفات: تفويض معناها ويرون هذا مذهب السلف (وهو حق) ولكنهم يشتغلون بالتأويل على سبيل التبرع والمناظرة في مقام الدفاع عن السنة جمع هذا صاحب الجوهرة في قوله: وكل قول أوهم التشبيها ...... أوله أو فوض ورم تنزيها... فالتفويض عندهم أصل والتأويل تبرع“.

فقلت (دمشقية) للأزهري حينها:
” وليت شعري لماذا لا يدخل المعتزلة حينئذ في هذا التبرع بتأويلاتهم التي قلدهم الأشاعرة فيها. مثل تأويل المعتزلي (يد الله قدرته) و (استوى أي استولى) و (وجاء ربك) أن الآتي رحمته والنزول نزول الرحمة“.

وكيف يتفق أن تنكر على أشاعرة التأويل وتدعي أن الأشعرية الحقة هي أشعرية التفويض. ثم أنت تبرر للتأويل الأشعري وأنه من جملة أهل السنة وتستدل بالبيت الشعري للقاني:
يا ليتك استخدمت ذكاءك في اتباع مذهب السلف الحقيقي لوفرت على نفسك هذا التناقض.







 
قديم 28-12-07, 04:36 AM   رقم المشاركة : 3
دمشقية
حفظه الله







دمشقية غير متصل

دمشقية is on a distinguished road


يقول الأزهري:
” ماذا نعني بالتفويض؟؟“
نقل ابن العربي أن معاني لفظ (الاستواء) خمسة عشر ما بين حقيقي ومجازي، ونقل ابن حجر أن معاني لفظ (اليد) خمسة وعشرين ما بين حقيقي ومجازي وهكذا قل في كل الصفات.
وتختلف معاني كل لفظ بحسب ما يضاف إليه (أولاً) وبحسب السياق (ثانياً).
ماذا يفعل المؤول؟
ببساطة : يحدد معنى من هذه المعاني وغالباً ما يكون التحديد بدليل ظني وبعضها يكون بدليل قطعي ومثال الأخير تأويل المعية بمعية الصفات فقط وتأويل (في) الموضوعة للظرفية ب(على) وهكذا وأما التأويل الظني فلا بد له من دليل من اللغة والشرع وإلا صار تحريفاً وعلى هذا ينطبق إنكار محققي العلماء لتفسير الاستواء بالاستيلاء!! وأما إن كان دليلاً ظنياً فهو يقول به وهو ما يأباه المفوض طلباً للسلامة من الزلل وهو ما يشعر به المؤول في نهاية حياته كالرازي والجويني وغيرهم.
أضاف الأزهري:
وماذا يفعل المفوض؟
ببساطة:
ما كان دليله قطعياً قال به كالمثالين السابقين.
وما كان دليله ظنياً توقف فيه عن تحديد معنى من المعاني المختلفة للفظ الواحد مع استبعاد معاني تمثيل الله تعالى بخلقه أو العكس.
فالمفوض -بالشرح البسيط السابق- لا يخرج عن معاني (اليد) اللغوية أو (الاستواء) اللغوية حتى يقال إنه لا يعرف الغضب من الرحمة من الفرح من العجب!!

أما المؤول الأشعري فقد زعم الأزهري أن أكثر تأويلاته بدليل ظني وأن بعضها بدليل قطعي.
أما أنا (دمشقية) فأقول: تأويل الأشعري المؤول كله ظني وليس منه شيء قطعي إلا ما وافق فيه تأويل السلف الذي هو التفسير كما قال النبي لابن عباس ”اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل“.
وقول الأزهري:
” وهو ما يأباه المفوض طلباً للسلامة من الزلل“.
الجواب (دمشقية):
ظاهر التفويض طلب السلامة. وباطنه تعطيل صفات الله فأين السلامة ممن زعم أن الله أنزل ألفاظ الصفات بألفاظ ذات معنى ثم هو ينهاهم عن معرفة هذه المعاني؟
سوف يرى المفوض غدا يوم القيامة أن هذا التفويض كان مجرد خداع وسراب.

وقد فهمت من السطور التي كتبها الأزهري:
أن المفوض متوقف وعنده تبرم من طريقة الأشعري في التأويل.
هذا حقه. فإن أدلة المؤول الأشعري كلهها ظن وخرص وكثير منها جاء تقليدا لتأويلات (أعني تحريفات) للمعتزلة.
وأن ما كان دليله فيه قطعي فما وافق فيه السلف.

فلماذا لا تبحث عن تفسير السلف للصفات فإن طريقتهم أسلم وأحكم وهم لا يتبعون الظن كما أسأت الظن بمجاهد وأبي العالية وقررت بأنهما اتبعا الظن في تفسيرهما لصفة الاستواء.

والسلف الصالح لا يؤولون بدليل ظني. ولم يكن هذا حالهم. بل هم أورع في طلب السلامة من الزلل ممن وقف مع المؤولة في نهاية المطاف في تعطيل صفات الله وزجر من يقتصر في طلب معناها بحسب ما ورد عن السلف الصالح.

لكن لطلب السلامة عند أشاعرة التفويض قصة أخرى وضلال قديم زعموا فيه أن السلامة في عدم التعرف على الله من خلال صفاته.
ولسان حال الأزهري يقول: قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على جهالة أنا ومن اتبعني.
ولسان حال الأزهري يقول: إنما يخشى الله من عباده الجهال.
ولسان حال الأزهري يقول: والراسخون في الجهل يقولون آمنا به.
قال الأزهري:
وماذا يفعل المفوض؟
ببساطة: ما كان دليله قطعياً قال به كالمثالين السابقين.
وما كان دليله ظنياً توقف فيه عن تحديد معنى من المعاني المختلفة للفظ الواحد مع استبعاد معاني تمثيل الله تعالى بخلقه أو العكس.

فالمفوض -بالشرح البسيط السابق- لا يخرج عن معاني (اليد) اللغوية أو (الاستواء) اللغوية حتى يقال إنه لا يعرف الغضب من الرحمة من الفرح من العجب!!
الأزهري يقول لكم هل فهمتم؟
قال: فهل فهم الإخوة مذهبنا؟ أرجو ذلك.
الجواب (دمشقية):
والله يظهر لي أنك لا تفهم مذهب التفويض فضلا عن أن تطالب الآخرين بفهمه.
فقد أوردتهم موارد صعبة ومعقدة وكثيرة التناقض.
تارة سكوت تام وعدم تفسير تام وتارة معنى إجمالي وتفويض جزئي للصفة. وتارة عدم جواز تفويض الصفات العقلية ولكن يجب تفويض الصفات الخبرية.
والآن يجوز الأخذ بتأويل الأشعري للصفة إذا كان تأويله بدليل قطعي.

وهنا يلزم الأزهري خصومه بإلزام فاشل فيقول:
” لأنهم إما يحددون لهذه الألفاظ معاني لغوية أو لا يحددون فإن حددوا فهم مأولون بدليل قطعي أو ظني وإلا فهم مفوضون.
الجواب (دمشقية):
أنت قلت من قبل أنك بريء ممن اعتقد أن التفويض هو عدم وجود معنى للصفة؟
لكنك تقول الآن أنه إذا حدد لها معنى فهو مؤول.
أما تحديد أحد المعاني للفظ الواحد دون الآخر فالمتحكم في تحديده والقاضي الواجب الأخذ بقضائه هو السياق.
ولنضرب على ذلك مثالا من (مع) المفيدة للظرفية. فإن (مع) المفيدة للظرف تتعدد معانيه بحسب سياق النص.
- (وهو معكم أينما كنتم) تفيد العلم أم النصر والتأييد؟
فمن زعم أن المعية هنا تفيد النصر فقد حرف الآية. مع ان النصر أحد معاني (مع) المفيدة للظرف. لوجود قرينة (والله بما تعملون بصير).
- (واعلموا أن الله مع المتقين) تفيد العلم أم النصر والتأييد؟
فمن زعم أن المعية هنا تفيد العلم فقد حرف الآية مع أن معية العلم أحد معاني (مع) المفيد للظرف.
- (إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلآئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ)
- (لا تحزن إن الله معنا): هل هذه المعية معية علم أم معية نصر وتأييد؟
فمن زعم أن المعية هنا معية تفيد العلم فقد حرف الآية كذلك.

والآن نأتي إلى لفظ اليد أيها الأزهري.
فمن زعم أن قوله تعالى (ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي) تفيد القدرة أو النعمة فقد حرف الآية لأن السياق متحكم في أن المراد يدين حقيقتين لله بدل وردها مثناة. ولا يجوز تحديد قدرة الله بالمثنى.
ومن أراد نفي اليدين الحقيقيتين لله وحمل اليد على معنى عدم نكث العهد فقد حرف الآية. وهكذا.
فالسياق هو الحاكم وليس المذهب وما يقرره أهل الخرص والظن والتحريف الذين قال الله عن أمثالهم:
فإن هذا التأويل الأشعري المستقى من نهر الاعتزال هو إلحاد في أسماء الله وصفاته وتحريف للكلم عن مواضعه من جنس عمل اليهود، قال الحافظ في الفتح: « قال ابن عباس:  يُحَرِّفُون  أي يزيلون، وليس أحد يُزيل لفظ كتاب من كتب الله، ولكنهم يحرفونه: يتأولونه عن غير تأويله » ثم نص الحافظ على أن تحريف أهل الكتاب لمعاني النصوص لا يُنكر بل موجود عندهم بكثرة [فتح الباري 13/524].
وقد توعّد الله الخائضين فيها بالعقاب فقال:  وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ  [الأعراف 180].
ولكن ما مفهوم التأويل عند الأزهري؟
قال الأزهري:
” ببساطة شديدة التأويل هو صرف اللفظ عن حقيقته إلى معنى مجازي بدليل راجح.
فمن أول معيته سبحانه وتعالى بأنها معية صفات لا معية ذات فهو مؤول.
ومن أول قوله تعالى (في السماء) بأن معناها (على السماء) فهو مؤول لأن (في) وضعت حقيقة للظرفية المكانية“.
الجواب (دمشقية):
ببساطة شديدة هذا معنى إصطلاحي محدث. فالتأويل لفظ قد ورد متكررا في القرآن ولم يتضمن هذا المعنى المحدث الذي لا يخرج به الأزهري عن طور المذهب الأشعري بما يجعلني دائما أؤكد أن الأزهري الأصلي أشعري أصلي يدعو من تسلف من الإخوان للعودة إلى المعسكر الأشعري.
معنى التأويل في القرآن
فقد ورد التأويل في القرآن على معنيين اثنين لا ثالث لهما: (التفسير والمصير) كما قال ابن جرير الطبري: « وأما معنى التأويل في كلام العرب فإنه التفسير والمرجع والمصير» [تفسير الطبري3/123]:
ـ التأويل بمعنى التفسير. قال ابن الجوزي: « وهذا قول جمهور المفسرين المتقدمين » [زاد المسير لابن الجوزي1/4]. قال تعالى:  وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الْأَحْلامِ بِعَالِمِينَ  [يوسف 44] ونجد ابن جرير يقول عند كل آية « وتأويل الآية عندنا كذا » أي تفسيرها.
ـ التأويل بمعنى الرجوع والأول والمصير قال تعالى:  هَلْ يَنْظُرُونَ إِلا تَأْوِيلَه  [الأعراف 53] أي تحققُ ما أخبر الله عنه. كما في حديث عائشة: « كان رسول الله  يُكثر أن يقول في ركوعه وسجوده: سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي. يتأول القرآن » قال الحافظ ابن حجر: « أي يفعل ما أمر به فيه » [فتح الباري 2/299]. أي تحقيق قوله تعالى:  فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْه  [النصر 3].

فلماذا تجاهل الأزهري موارد استعمال لفظ التأويل في القرآن واكتفى بالتعريف الإصطلاحي الذي استغله المؤولة ممن لا يرتضي الأزهري منهجهم في التأويل؟
أليس الاستدلال بمعنى التأويل كما جاء في القرآن هو الأولى من تلك الاصطلاحات التي كانت سببا للعبث في صفات الله بما يسمونه تأويلا وهو والله عند الله تحريف؟

فليس لكم أن تستدل بألفاظ القرآن حتى توافق المعنى القرآني الذي كان يفهمه النبي وأصحابه ولغة العرب التي أنزل القرآن بها والتي كان النبي  يخاطب بها أمته، بل لا بد من الرجوع إلى الاستعمالات الواردة لهذا اللفظ وقت نزول الوحي، ليس لك أن تحمل ألفاظ القرآن على معن خاص وإلا كان ذلك تحكماً وتحريفاً. فإن الواحد عند الأشاعرة والمعتزلة هو ما لا ينقسم، والتأويل: هو صرف اللفظ إلى معنى مستبعد، كما أن التوسل عندهم يدخل في معناه دعاء غير الله.

لقد أخذتم لفظ التأويل ونبذتم معناه القرآني المقصور على التفسير والتحقيق أو المصير وأخذتم بالمعنى الفلسفي الذي اصطلح عليه علماء الكلام والذي هو صرف اللفظ عن معناه المتبادر إلى معنى آخر محتمل. فصار معنى التأويل عندكم مخالفا للمعنى الذي في القرآن وفي فهم الرسول الذي دعا لابن عباس أن يفقهه في الدين ويعلمه التأويل. ولم نجد ابن عباس يصرف ألفاظ الصفات عن ظواهرها إلى معاني الاستيلاء ونزول الرحمة وعلو المنزلة.

ولو أننا سلمنا جدلا بالتعريف الأزهري للتأويل فإننا نقول: ومع هذا فإن هذا التعريف هو حجة على المؤولة فإنهم جعلوا عهدا على أنفسهم أن لا يصرفوا اللفظ على المعنى الظاهر المتبادر الواضح إلا بدليل راجح مقترن بالنص.
لكنهم لم يفوا بما وعدوا وتجاهلوا شرط اللفظ وهو الدليل الراجح.
فحتى هذا التعريف قد أخلوا به وبما تضمن من شروط.
ولهذا اعترف الأزهري بأن أكثر تأويلاتهم إنما هي ظنية.
وأنا أثول بل كلها إلا ما ما وافقوا فيه تفسير السلف.
قال الأزهري:
فمنهج السلف الصالح هو تفويض معاني هذه الصفات بالتوقف عن تحديد معنى من المعاني الحقيقية والمجازية للفظ -إن لم يكن ثمة دليل قطعي- ونفي المعاني التي تشبه الله بخلقه أو العكس).
فها هي أقوالهم متوافرة في النهي عن تفسير هذه الصفات وأنه لم يدرك أحدا من السلف يفسرها وأنه لا بد من السكوت وعدم الخوض والتفكر في معانيها وأن التكلم عن المعاني بدعة لأنه لم يرد وكذا السؤال عنها والجواب كفر وزندقة لأنه لم يرد أيضا وأن معناها لا يدرك أو لا يعقل وأنه يفوض علم معناها إلى الله تعالى.
الجواب (دمشقية):
أما أقوالهم فقد رد عليك القرضاوي بأن معانيها واضحة بينة لا تحتاج إلى تفسير.
وأما النهي عن التفسير فهو بسبب أن ظاهرها تفسيرها كما قالوا أيضا.
لكن ظاهرها عندك غير مراد. فأنت تخالفهم في أن ظاهرها ليس تفسيرا لها. والدليل على ذلك أنهم قالوا بأن الجهمية فسروا هذه الصفات بغير ما فسر أهل العلم.
فدل على أنك تستغل كلامهم بما يبرر مذهب التفويض الأشعري.
والأشاعرة كما قلنا من قبل مخالفون لأحمد مع أن شيخهم الأشعري أعلن أن أحمد هو الإمام الذي أظهر الله به السنة.
وقد أكد السبكي هذا الأمر وهو أن الشيخ الأشعري رجع إلى مذهب السلف وأن عقيدته هي عقيدة أحمد بلا شك ولا ارتياب، وأن الأشعري صرح هو نفسه بذلك مراراً في تصانيفه « أن عقيدتي هي عقيدة الإمام المُبَجَّل، أحمد بن حنبل » قال السبكي: هذه عبارة الشيخ أبي الحسن في غير موضع من كلامه [طبقات الشافعية 3/99 أو4/236 محققة].
قال الأزهري:
” يقول أن المقصود بكلامهم هذا النهي عن تفسيرات الجهـميـة لهذه الصفات!! وهذا تأويل غير صحيح فضلاً عن أنه لا دليل عليه. أما كونه لا دليل عليه فهو كذلك لأنهم لم يأتوا بدليل واحد على كلامهم هذا“.
الجواب (دمشقية):
حقا أيها الأزهري؟؟؟
ولا دليل واحد؟ ولا حتى قول مجاهد وأبي العالية اللذين رددتهما بلا عذر سوى قولك أنهما حالة استثنائية؟
هاذ هو عذرك الوحيد ولم تقدم لنا سلفا واحدا لك على ما ثبت من تفسيرهما والذي رواه البخاري عنهما بالسند الصحيح.
ولم نجد عالما واحدا معتبرا أبطل قولهما. ولم نجد واحدا قد حكم بخطأ البخاري في إدراج تفسيرهما في صحيحه.
ولا عبرة بردك لقولهما بعد أن رأينا تصريحك بأنك داعية إلى الأشعرية الحقة.
فهناك من يدعو إلى التصوف الحق.
وهناك من يدعو إلى التشيع الحق.
ولا أعتقد بعد هذا أنك تريد دليلا على أن ما قاله مجاهد وأبو العالية هو حق.
طلبت منا دليلا وأعطيناك أدلة وأهمها تفسير النبي لصفات الأول والآخر والظاهر والباطن:
ولكنك تجاهلت هذا الدليل النبوي ولا تزال تعاند حتى هذه اللحظة.
وأما تمسكك بعبارات (لا تفسر) وكذلك (لا كيف ولا معنى).
فأقول لك:
لا تنس أنهم قالوا أيضا: (قراءتها تفسيرها).
قال سفيان بن عيينة ” كل شئ وصف الله به نفسه في القرآن فقراءته تفسيره“ (الصفات للدارقطني ص70 واللالكائي).
فالسلف يقولون فقراءته تفسيره ، والمفوضة يقولون ، فقراءته تجسيمه!

وهذا يعني إقرار السلف بأن لها معنى لا بد أن يفهم. وهو ما أراده القرضاوي بقوله بأن للصفات معان بينة واضحة لا تحتاج إلى تفسير.
لو كان معنى كلام الأئمة على النحو الذي تظنه لحكموا بخطأ مجاهد وأبي العالية.
غير أنهم لم يفعلوا. ولم تنقل لنا شيئا عنهم سوى ما نقلت لنا عن حضرتك بأنك قد حكمت بخطئهما.
فثبت بطلان فهمك لقولهم الذي أكدنا أنهم يقصدون به ما أفهمك إياه شيخك القرضاوي. من أن هذه الصفات لها معان واضحة بينة لا تحتاج إلى تفسير.
ولكنك لم ترتض حتى هذا الدليل من القرضاوي ولا من توفيق الواعي الذي صرح لك بأن حسن البنا كان يفوض كيفية الصفات وليس معاني الصفات.
فماذا بقي عند الأزهري من حجة؟؟؟؟
قال الأزهري:
عمن وصفهم بمهاجمي التفويض بأنهم ” لا يعرفون ما يجب تفويضه وما يجب معرفته فلا يعرفون مذهبهم أصلاً وهذا من أعجب العجب!! فهم مفوضون رغماً عنهم وإن كابروا. واضطرابهم وتناقضهم في هجومهم على التفويض دليل على هذا:

فهم في بعض الأحيان يحاولون -جهدهم- أن يعرفوا معنى (يد الله) أو (غضب الله) ونحوها من الصفات بقولهم هي صفة ذاتية أو فعلية يفعل بها كذا وكذا.........إلخ !! وهذا ليس تعريفاً لغوياً فهذا يقوله المفوض أيضاً وبعضهم يقول (اليد) معناها (اليد)!! وهكذا.
(ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيراً لهم).
الجواب (دمشقية):
هذه الأية أنت أولى بها لأنك أول المخالفين لها.
فإنك تجاهلت ما وعظك رسول الله من جواز مبدأ تفسير الصفات. حيث فسر لك صفات الأول والآخر.. ولكن لم تفعل ما وعظت به.
وتجاهلت ما تقرب البخاري إلى الله بروايته لك.
ولو كان البخاري مخطئا فيما روى لقيد الله من أهل العلم المعتبرين من ينكره عليه، هذا بالرغم من كثرة الشروح لصحيحه.
أما زعمك أننا لا ندري ما يجب تفويضه وما يجب معرفته.
فأقول: أنت أولى بهذا الوصف.
فإنك تتجاهل سؤالنا حول موقفك من الصفات السبعة هل تفوض أو تؤول.
هل نفوض كل الصفات أم نفوض بعضها؟
لم تصلنا إجابات أزهرية حتى هذه اللحظة.
أما طريقتنا فهو البقاء على المعنى الذي يفهم من ظاهر الصفة كما قال لك القرضاوي فإنه واضح وبيّن ولا يحتاج إلى تفسير.
هل الأزهري على دين العجائز
فهذا هو دين العجائز. وهذه هي الفطرة التي أشار إليها القرضاوي بالدليل مما أنزلته أنت في موقعك استفدت أنا منه.
والجارية التي قالت للنبي أن الله في السماء فأقرها النبي وقال لسيدها ” إعتقها فإنها مؤمنة“ داخلة في عقيدة العجائز وأعني العامة من الناس.
ولكن الأزهري لم يوافقها حتى الآن ولم يصرح بقولها.
جل ما سمعنا منه امتعاضه ممن يختبره بحديث الجارية.
قال يزيد بن هارون ” من زعم أن الرحمن على العرش استوى على خلاف ما يقر في قلوب العامة فهو: جـهمــي“ (السنة1/123 وأخرجه أبو داوود في المسائل ص 268 بسند جيد).
فهل ما يقر في قلب الأزهري هو عين ما يقر في قلوب العامة؟
لا أعتقد أبدا بعد الخبرة بالأزهري.
بل إن ما حكاه القرضاوي هو دين العجائز.
أما ما عليه الأشاعرة فهو من بقايا عجائز المعتزلة.
أنت لست على دين العجائز في هذا التفويض. وإن نسبت نفسك إليهم. فالحق أنك مخالف لدين العجائز.
فلو أنك قلت لعجوز إن رسول الله كان جاهلا بصفات ربه لبادرت إلى صفعك على وجهك ولاتهمتك بأنك تؤذي النبي.
فالعجوز لا تتوقف عن الجواب (هل كان النبي عالما بصفات ربه أم كان جاهلا بها) بشكل مباشر بأن الرسول ولا شك أعلم خلق الله بصفات ربه.
ورع أم مكابرة؟؟؟
وأما ما احتاج إلى مزيد تفسير فنأخذ به ونقتصر عليه.
نعم من الورع أن تتوقف عن تفسير ما لا علم لك به.
ولكن ينقلب الأمر إلى مكابرة إذا احتججنا عليك بما روى لك مسلم من تفسير النبي لصفات الأول والآخر.. فتتجاهله ونحتج عليك بما رواه البخاري عن مجاهد وأبي العالية وهما تابعيان وقد فسرا صفة الاستواء فرددت تفسيرهما واعتبرته اجتهادا منهما بالرأي. ومن العجب أنها ليست زلة عالم واحد وإنما تفسير مترادف لإماماين تابعيين أخذ كل منهما التفسير عن ابن عباس. ثم تأتي حضرتك وترد قوليهما بحجة أنك أزهري.

يتبع...
ملاحظة: ما كتبته اليوم فهو شامل للرد على المشاركات الماضية للأخ الأزهري.
وسوف أكمل الليلة البقية النهائية من مشاركتي. فأرجو الصبر وعدم التعليق مع الشكر لكم غير مأمورين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قال الأزهري:
« فحديثنا واضح وصريح في العنوان لا تفسيرات فلان ولا تفسيرات علان لمذهب السلف الصالح فنرجو منه عدم تكرار هذا الأمر ».
الجواب (دمشقية):
قد التزمنا بالعنوان فاحتججنا عليك بقول مجاهد وأبي العالية وأنت عجزت عن أن ترد قولهما. سوى بزعمك أنه قول استثنائي وأنه على خلاف الأصل.
وأنه لا يلزم أن يكونا قد أخذا هذا القول من ابن عباس.
وأنه اجتهاد منهما.
قلنا لك: من حكم بخطئهما؟
ويبقى الأزهري يقول: (أنت لم تجب على أسئلتي)، خداعا للقارئ ليصرفه عن تجاهله لكثير من أسئلة الدمشقية.

قد استدللنا عليك بقول الترمذي ” تأولت الـجـهـمـيــــة هذه الآيات ففسروها على غير ما فسر أهل العلم“ [سنن الترمذي3/42).
فقوله ” ففسروها على غير ما فسر أهل العلم“ يدل على أن أهل العلم فسروها ولم يفوضوها! فأي تفسير هذا الذي فسروه إن كانوا مفوضة؟

وهو عين قول الدارمي. وهو عين قول أحمد بن حنبل في كتابه الذي شككت به مع اعترافك بأن الجمهور على إثباته. ومستندك الهزيل عبارة للذهبي لا يسلم لك فيها تبددها عبارته الأخرى (ولعله قاله) أي قال ذلك الكتاب. وهي من جملة من القرائن تثبت أنك عندي جـهـمـي مؤدب. وهو ما يزيدني كراهية بمنهج الإخوان الذين وجدوا فيك ما يقر أعينهم بكيد خصمهم السلفي والتشفي منه.

وهذا الدليل كان المفروض منه أن يكون كافيا لإنهاء الحوار بالضربة القاضية:
ولكننا لم نر منك تعليقا واحدا على ذلك. فهذا يدل على وجود التفسير عند أهل العلم للصفة الإلهية.

احتججنا عليك بتفسير النبي للصفات كما في حديث (أنت الأول فليس قبلك شيء..). وأن القرطبي قد وصفه بأن الشرح النبوي وأنه لا يقبل بعد هذا التفسير النبوي تفسير أحد.
فماذا كان جوابك؟ التجاهل التام وكأنني لم أكتب شيئا.
تتجهل قول الرسول ثم تقول لي: لا تتجهل كلامي!!!
وإليك قول النبي صلى الله عليه وسلم: ” تكون الأرض يوم القيامة خبزة واحدة يتكفؤها الجبار بيده كما يكفأ أحدكم خبزته في السفر نزلاً لأهل الجنة...“.

فإما أن تقول بأن النبي أراد التشبيه بهذا التفصيل لصفة اليد.
وإما أن تقول أنه أعطى تفسيرا آخر زاد به تفصيل صفة اليد لله وهذا التفسير المفصل يبطل تفسيرك المجمل.

تفسيرا نبوية أخرى
وبماذا تفسر قول النبي  : « يطوي الله عز وجل السماوات يوم القيامة ثم يأخذهن بيده اليمنى ثم يقول أنا الملك: أين الجبارون أين المتكبرون؟» وفي رواية: « يأخذ الله عز وجل سماواته وأرضيه بيديه ويقول: أنا الله. ويقبض أصابعه ويبسطها ويقول: أنا الملك، قال ابن عمر: حتى نظرت إلى المنبر يتحرك من أسفل شيء منه، حتى إني أقول: أساقط هو برسول الله  ؟» [رواه مسلم رقم (2788)].
أسألك:
هل هذا الكلام فهم الصحابة معناه أم هو مجرد ألفاظ وطلاسم لا تدل على شيء عنده.

وكذلك تلا  قوله تعالى:  إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيرًا  [النّساء 58]، قال أبو هريرة: « رأيت رسول الله  يضع إبهامه على أذنه والتي تليها على عينه. يقرؤها ويضع أصبعيه. قال المقرئ: يعني أن الله سميع بصير. قال أبو داود: وهذا رد على الـجـهـمـيــــة » [رواه أبو داود في كتاب السنة باب في الـجـهـمـيــــة 4/233 رقم (4728) وصححه الحاكم 1/24 وقال الذهبي "على شرط مسلم" وحسن إسناده الحافظ ابن حجر 13/373].

وفي رواية عن عقبة بن عامر قال: « سمعت رسول الله  يقول على المنبر: « إن ربنا سميع بصير » وأشار إلى عينه » [ذكر هذه الرواية الحافظ ابن حجر في الفتح 13/373 نقلا عن البيهقي في الأسماء والصفات وقال "سنده حسن"].

وها هي الجارية تقول كلمة تقشعر منها أبدان نفاة العلو، فقد سألها رسول الله  أين الله؟ قالت: في السماء. فقال لصاحبها: أعتقها فإنها مؤمنة.
ولا زال الأشاعرة ينهون أن يقول أحد ما قاله رسول الله  فيقول القشيري: « ولا يقال له: أين الله »؟ [الرسالة القشيرية ص 5].

احتججنا عليك بالتفسير السلفي (ارتفع اعتلى) فرددتهما وأصريت على أن السلف لم يفسروا. وطالبناك بأن تعترف بأن التفسير ورد لكنك تخالفه. فتجاهلت هذا المطلب.
أنت قد أقيمت الحجة عليك من أول المناظرة بما رويناه بالسند الصحيح عن مجاهد وأبي العالية في تفسيرهما للاستواء بالارتفاع والعتلاء.
وخذ هذه زيادة ثالثة صحيحة الإسناد:

قال محمد بن الـجـهـم حدثنا يحيى بن زياد الفراء قال وقد قال ابن عباس في ثم استوى إلى السماء صعد ” أخرجه البيهقى فى الصفات“ وذكره الذهبى فى العلو للعلى الغفار
قال الشيخ الألبانى : إسناده إلى الفراء لا بأس به وبقية رجاله ثقات.

وهذا سبيل السلف الذي شاققته وزينت لنفسك بأنه قول استثنائي.
سألناك من رد عليهما وأثبت مخالفتهما؟
فكان السكوت الأزهري الأصلي المعهود.
يعرضون عن تفسير النبي للصفات. وهي المحكمة.
ويأخذوننا بشبهات كلام العلماء والأئمة. كقولهم لا كيف ولا معنى. وهو الذي يحمل أوجها أصحها عندنا حمله على نفي الخوض في الكيفية والمعنى لا على معنى نفي الكيف والمعنى.
عبارات الأئمة لا تنهض لمخالفة تفسير النبي
ما ثبت تفسيره عن النبي من أسماء الله وصفاته لا تنهض العبارات الموهمة لغيره لمخالفته.
وهذا ما أستطيع أن أثبت به انحراف الأزهري.
فإنه لا يزال يتشدق بما جمعه من كلام الأئمة الذي حرف معناه.
ولكنه لا يزال يهرب من شرح النبي لصفات الله: الأول الآخر الظاهر الباطن.
ومن وصفه لله بأنه يمسك السموات بيد والأرضين بيده الأخرى. هكذا: ويقبض النبي يديه ويبسطهما.
هل أجاب الأزهري عن قول النبي؟ كلا لم يجب ولا بكلمة واحدة.
وبعد هذا يقول الأزهري:
« أي إجابة على غير ما سبق تعتبر حيدة وتهرب ومراوغة تنهي الحوار من أساسه».
الجواب (الدمشقية):
لو اتبعت مذهبك هذا لتوقفت منذ زمن طويل عن الحوار معك فإن هروبك دائم ومتكرر.
هربت من التفسيرات النبوية.
هربت من قول القرطبي بأن النبي شرح الصفات (يعني صفات الأول والآخر والظاهر والباطن).
والآن جاء دور صلاح الدين
وبعد التعليق الضعيف للأزهري قال:
« متى ينتهي مسلسل الاعتداء على أئمة المسلمين وقادتهم من قبل الدمشقية؟
بالأمس صدمنا الدمشقية بمقالته في الهجوم على صلاح الدين الأيوبي مصدر فخر المسلمين.
جواب الدمشقية:
كان بودي والله أن تأتيني بنص التهجم على صلاح الدين الأيوبي. فإنني بشوق إلى إدانتي من كلامي.
ولكن لماذا يكتفي الأزهري بعبارة (الاعتداء) بدون أن ينقل نص كلامي في هذا الاعتداء؟
هل هذا هو المنهج العلمي؟ أم أنه يريد استدرار العواطف، مكتفيا بعبارة (اعتداء، هجوم)؟
هات النص حتى يقرأه المنصف وينظر إن كنت قد اعتديت على صلاح الدين.

كل ما في الأمر أننا قلنا إن الرجل أشعري العقيدة وأن انتصاره على الصليبيين لا يعني أنه على المذهب الحق.

فإن كان هذا دليلا عند الأزهري على صحة عقيدته فلماذا لم يقل للأخ صلاح الدين المصري (بمنتدى الدفاع عن السنة) أنه ينصح بالمذهب الأشعري بدليل أن صلاح الدين الأيوبي كان أشعريا؟
وقد كان سؤال الأخ صلاح الدين له: هل تنصحني بالانتماء إلى المذهب الأشعري؟
فحاد الأزهري على عادته عن الجواب وحتى لما أرغمناه على الجواب أجاب بطريقة خجولة ليست صريحة أبدا في الجواب.
لماذا لا يقول الأزهري (الأشاعرة المؤولة على حق بدليل أن صلاح الدين الأيوبي كان أشعريا)؟
فإن أبى ذلك كان هو نفسه متهجما على صلاح الدين الأيوبي لأنه يطعن في عقيدة الأشعرية التي كان عليها صلاح الدين الأيوبي.
أرأيت أيها القارئ كيف يخدعك الزهري بعواطفه النبيلة؟
الأزهري يريد إصلاح ما تفسده الصفات
الأزهري يعتقد أن الصفات لو تركت على ظاهرها لأدت إلى فساد في فهمها.
فلذلك يدعو إلى ترك ظاهرها زاعما أن عدم فهمها أصلح لدينه من فهمها.
والله أنزلها ليفهمها العباد لأن في فهمها زيادة خشية وتقوى.
الارتباط بين العلم بصفات الله وبين خشية الله
وقد جمع الله بين العلم بالله وخشيته فقال:
(إنما يخشى الله من عباده العلماء).
وجمع النبي بين العلم بالله وبين خشيته وتقواه فقال: ” إن أتقاكم وأعلمكم بالله أنا“ (رواه البخاري).

مع أن السلف اعتبروا أن تفسيرها متضمن فيها ولا يؤدي إلى فساد.
فالأزهري ليس أعلم بما يليق بالعوام من الله ولا أكثر غيرة على الدين من الله.
الله أنزلها وفيها تفسيرها ولا يؤدي تفسير العامي لها إلى باطل.

هذا هو لب المسألة.
الله أنزل تفسيرها فيها، ولا خشية منها على دين العامي العامي من أن يفهمها.
بينما يرى الأزهري تفسيرها ضار بالعوام وهو يوقعهم في التجسيم والتشبيه.
تالله لو يعلم الأزهري كم أفنى عمره واجتهد في نشر الباطل والصد على العلم الله وخشيته.
قال تعالى:
((( ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون))).

قال المناوي:
” قوله صلى الله عليه وسلم ” أنا أعلمكم بالله“ ظاهر في أن العلم بالله درجات وأن بعض الناس فيه أفضل من بعض وأن النبي صلى الله عليه وسلم منه في أعلى الدرجات ((( والعلم بالله يتناول ما بصفاته))) وما بأحكامه وما يتعلق بذلك فهذا هو الإيمان حقا“ (فيض القدير1/70).

فكيف يقال أن المؤمن يزيد إيمانه كلما أعرض عن فهم الصفات وتعلم معانيها؟
سبحانك هذا بهتان عظيم.
وكأن الأزهري يقول ” من يرد الله به خيرا يجعله جاهلا بصفاته“.
مع أن المناوي يوضح بأن من العلم المؤدي للخشية: العلم بصفات الله“.
الدارمي يؤكد مبدأ التفسير المخالف لتفسير الـجـهـمـيــــة
وبعدما نقض الدارمي أصول الـجـهـمـيــــة قال « ثم أجمل المعارض جميع ما ينكر الـجـهـمـيــــة من صفات الله وذاته المسماة في كتابه... وفي آثار رسول الله s. فعد منها بضعا وثلاثين صفة نسقا واحدا، يحكم عليها ويفسرها بما يحكم المريسي وفسرها، وتأولها حرفا حرفا، خلاف ما عنى الله وخلاف ما تأولها الفقهاء والصالحون لا يعتمد في أكثرها إلا على المريسي» (رد الدارمي على المريسي ص3).

وقال « فكما نحن لا نكيف هذه الصفات لا نكذب بها كتكذيبكم ولا نفسرها كتفسيركم» (رد عثمان بن سعيد الدارمي على بشر المريسي ص23).

وقال « ثم فسرته تفسير مخالفا لأهل الصلاة» (رد الدارمي على المريسي66).

وعقد أبو القاسم إسماعيل بن محمد التيمي الأصبهاني في كتابه الحجة فصلا بعنوان « فصل في تفسير أسماء الله عز وجل من قول علماء السلف... فينبغي للمسلمين أن يعرفوا أسماء الله وتفسيرها فيعظموا الله حق عظمته» (الحجة في بيان المحجة1/122).
لب الحوار: هل نفهم من الصفات معنى أم لا؟
كان الأزهري بالأمس يقول: لا معنى بل سكوت وتفويض مطلق.
أما اليوم فقد تغير الأمر وصار الأزهري يعلم معنى إجماليا وهذا المعنى للصفة لا يجوز تفويضه إلى الله.
أما الدمشقية فهو يقتصر في التفسير على ما ورد. ولو احتاجت الصفات الأخرى إلى مزيد تفسير لفسرها رسول الله.

وما لم يرد فهو واضح لا يحتاج إلى تفسير كما قال شيخه القرضاوي.
ولكن معناها واضح بين لا يحتاج إلى تفسير كما علمك القرضاوي الذي قال عن الصفات إنها واضحة بينة لا تحتاج إلى تفسير.

وتأملوا قول الحافظ ابن مندة:
يقول الإمام الحافظ أبو عبد الله ابن مندة في التوحيد ” إن الأخبار في صفات الله جاءت متواترة عن نبي الله صلى الله عليه وسلم موافقة لكتاب الله عز وجل نقلها الخلف عن السلف قرناً بعد قرن من لدن الصحابة والتابعين إلى عصرنا هذا على سبيل إثبات الصفات والمعرفة والإيمان به والتسليم وكان ذلك مفهوماً عند العرب غير محتاج إلى تأويلها“ (التوحيد للحافظ ابن منده ج3/7).

وهذا هو معنى قول الأئمة (لا تفسر) أو (لا كيف ولا معنى). ولكن الأزهري لا يفقه كلامهم.
فإنهم وصفوا المحرفين (ممن يصفهم الأزهري بالمؤولين) بأنهم يتأولون كتاب الله على غير تأويله. وقد مر معنا قول الترمذي والذهبي وغيرهما.
الأزهري يتصدى لشيخ الاسلام ابن تيمية
ثم إن شيخ الاسلام ابن تيمية قد أوضح في رده على المفوضة أوضح رد. فلماذا يتجاهله الأزهري ويقف ندا له؟
الحافظ ابن حجر والحافظ المزي والسيوطي والزبيدي وصفوه بشيخ الإسلام. فمن أنت حتى تناطحه وتقول: لم يسبق ابن تيمية أحد في موقفه من المفوضة. فقد سبقه ابن قتيبة والدارمي.
بل إن مناطحة هذا الجبل تحط من قدرك وتكشف منهجك.
فليفرح بك الإخوان ما شاؤوا وليفسحوا لك منتدياتهم ما شاؤوا.
فوالله هم بذلك يسهمون في النكاية بهذا الدين والصد عن سبيل الله.
الـجـهـمـيــــة كانوا مفوضة أيضا
أما تفويضك فقد سبقك إليه الـجـهـمـيــــة.
فقد كانت الـجـهـمـيــــة تقاتل على تفويض الرؤية و قد فوض الـجـهـمـيــــة بالفعل رؤية الله كما روى ذلك الإمام الدارمي عنهم ورد عليهم رحمه الله (أنظر رد عثمان بن سعيد ص15).

وهذا يعني أن تفويض الرؤية مقبول عند الـجـهـمـيــــة وقد ذكر ذلك عن المعتزلة أبو الحسن الأشعري في (مقالات الاسلاميين ص189).
بل كانوا يفوضون غيرها من الصفات:

قال محمد بن الحسن: ” قال حماد بن أبي حنيفة رحمه الله في معرض نقاشه مع الـجـهـمـيــــة المفوضة: ” قلنا لهؤلاء أرأيتم قول الله عز وجل (وجاء ربك والملك صفاً صفا) قالوا: أما الملائكة فيجيئون صفاً صفاً وأما الرب تعالى فإنا لا ندري ما عنى بذلك ولا ندري كيف مجيئه. فقلت لهم: إنا لم نكلفكم أن تعلموا كيف مجيئته، ولكن نكلفكم أن تؤمنوا بمجيئه، أرأيتم إن أنكر أن الملائكة تجيء صفاً صفاً ماهو عندكم؟ قالوا: كافر مكذب. قلت: فكذلك من أنكر أن الله سبحانه يجيء فهو كافر مكذب“ (راوه الحافظ أبو عثمان الصابوني في عقيدة السلف ص64 وإسناده في غايه الصحة).

تأمل قول هؤلاء: وأما الرب فإنا لا ندري ما عني بذلك ولا ندري كيف مجيئه.
فأثبتوا المجيء ولكن لا يدرون المعنى ولا الكيف!

الـجـهـمـيــــة الذين كان يناقشهم حماد، كانوا يثبتون المجئ لكن لا يدرون ما المعنى.

لأن بعض الطيبين يظنون أن كل جميع الـجـهـمـيــــة قديما كانوا ينفون الصفات ، بل كانوا يثبتونها كالمفوضة.

ننتظر أن يرد الأزهري على الترمذي
” تأولت الـجـهـمـيــــة هذه الآيات ففسروها على غير ما فسر أهل العلم وقالوا: إن معنى اليد القوة“ [سنن الترمذي 3/42 تعليقاً على حديث رقم (662).

وهذا يؤكد أنهم يفهمون من الصفات تأويلا – أو قل – تفسيرا صحيحا.
ونحن لا نسمي تحريف الأشاعرة الذي شابهوا به المعتزلة تأويلا.
وقد يسميه الأزهري تأويلا.
ولعل الأزهري معذور: فإن الأزهري مصدره أزهر.
والأزهري مصدره في العقيدة أشعر.
والأشعري المفوض لا بد أن يوالي الأشعري المؤول فلا يصفه بالتحريف.
مع ان الأشعري المؤول ألزم الأشعري المفوض بتجهيل رسول الله.
كذلك تحاشى الأزهري الجواب بوضوح عن سؤالي:
هل تمضون على التفويض مطلقا في كل الصفات مطلقا أم تستثنون بعضها؟ يعني صفة الحي العليم القدير السميع البصير لا نعلم معناها؟ فإن قلتم بعضها تناقضتم فمن أين لكم تحريم تفسير الصفات وتحريم الجهل بالصفات الأخرى؟
هل تستثنون النبي صلى الله عليه وسلم من الجهل بها؟ أم أن الجهل بها يشمله؟
كذلك تحاشى الجواب عن سؤالي حول كلام علماء أشاعرة معدودين من كبار الأشاعرة مثل:
- النووي الذي قال ما نصه « يبعد أن يخاطب الله عباده بما لا سبيل إلى معرفته » [شرح مسلم للنووي 16/218].
- القشيري الأشعري القائل ” وكيف يسوغ لقائل أن يقول في كتاب الله ما لا سبيل لمخلوق إلى معرفته “.
- هل قول القائل (( إن الله لا يخاطبنا بما لا سبيل إلى معرفته)) قول صحيح أم باطل؟
هل مفسرو الصفات قد جانبوا الصواب؟
سؤال جدير بالإجابة أرجو من الأزهري أن يجيب عليه.
بل ومن الطبيعي لمن يرى التفويض عقيدة أن يحكم بضلال (((ما))) خالفها.
ولا أطالبه بالضرورة أن يحكم بضلال (((من))) خالفها.
ولكن على الأقل أن يقول بأن التأويل ضلال.
هل يستطيع الأزهري أن يقول ذلك؟ لا أعتقد.
هذه نقطة مهمة وهي أن من قرر التفويض ونسبه إلى السلف لم يستطع أن يحكم بضلال من فسر الصفات. ولو كان جازما بأن هذا هو موقف السلف لحكم بضلال من خالف التفويض.
لكننا نرى كتب التفسير لا تزال تفسر آيات الصفات وتروي في ذلك الروايات عن الأئمة والسلف. ولم يستطع أحد أن يضلل كتب التفسير.
وأعتقد أن الأزهري سوف يتحاشى الجواب عن هذه.
هل كان السلف في شأن صفات الله كمثل الحمار يحمل أسفارا؟
لا شك أن السلف قد فسروا الصفات وهم ليسوا كذلك.
وكان فهمهم لها فهما فطريا تتناسب صفات الله التي أوحى بها مع ما فطرهم الله عليه.
وليس مما انزله الله يكون ظاهره مؤديا إلى التشبيه والتجسيم والكفر.
فالفطرة تفهم معنى يد الله وعلو الله ووجه الله.
والفطرة ينتزه الله عما لا يليق به من التشبيه والمماثلة.
ولكن المذهب الأشعري كغيره مذهب لا يتفق مع الفطرة. بل هو يستغل ما جبلت عليه النفوس من ضرورة تنزيه لإيقاعها في فخ التعطيل.
بل من يدعوننا إلى مذهب حمل الأسفار هم الدعة إلى التفويض.
الذين يجعلون التفويض هو التقوى والورع والهروب من الزلل.
والسلامة في الدين (زعموا)...
تجهيل رسول الله ليس الأسلم بل هو الأطعن
وليس من السلامة الدعوة إلى الجهل. بل إن طلب العلم من أسباب أمن الفتن التي يقع بها كثيرون وليس العكس هو السلامة من الفتن.
ولأنه يلزم من مذهب مدرسة تعليم التجهيل أن النبي كان جاهلا بصفات ربه.
وهذا ما لا يجيب عنه أصحاب التفويض.
ولا حتى الأزهري.
يا أزهري أجب هل جهل رسول الله صفات الله
سؤال طرحناه عشرات المرات على الأزهري وقد جاء جوابه كما سوف ترى:
” جمهور العلماء على أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يفسر كل القرآن ولا الصحابة فعلوا ذلك وإلا لنقل إلينا. ما لم يفسره النبي -صلى الله عليه وسلم من المعاني على ثلاثة أقسام:
قسم غير معلوم معناه إجمالاً وتفصيلاً مثل الحروف المقطعة.
قسم غير معلوم تفصيلاً معلوم إجمالاً وهذا كالآيات الوارد فيها الصفات الخبرية.
قسم معلوم بحسب اللغة العربية.

هكذا تجده يلف ويدور ولا يعطي الجواب بوضوح. وهي طريقة الرافضة في أمة الاسلام. وطريقة شهود يهوه والمولودين الجدد عند النصارى.

يا أزهري أجب بوضوح وبساطة:
هل جهل النبي صفات ربه أم كان عالما بها؟؟؟

المطالبة بتفسير اليد والغضب والرحمة
أما مطالبتك بتفسير معنى اليد وبكلمة واحدة كما فعلنا في الإستواء.
ما أنصفت أيها الأزهري. لو فسر لنا الاستواء بزيادة عن الارتفاع والاعتلاء لفعلنا.
ولا يمكن أن أعطيك المعنى بكلمة واحدة لأن الرسول أعطانا زيادة على الصفة الواحدة.
إلا فيما يتعلق بمعناها المتعلق بالمخلوقات.
فاليد صفة يحصل به القبض والبسط والكتابة والإمساك وكلها معان وردت بها السنة.

أما المعنى المتعلق بالله فليس معنا إلا المعنى النبوي.
فاليد صفة الله. وهي اسم جنس ليدين اثنتين خلق الله بهما آدم كما قال في القرآن.
خلق بها آدم وكتب بها التوراة ويطوي بها السموات ويقبض بها. ويخرج بها حثيات من النار.

كما أننا ما رأينا الله ولكن عرفناه من خلال صفاته.
كذلك ما رأينا يديه ولكننا عرفنا عنهما من خلال ما وصف به نفسه وما وصفه به رسوله.
بالطبع لن نقول له يد هي لحم ودم وعصب وعظام ومفاصل.
ولكننا نقول له يدان ليستا كأيدينا يحصل بهما القبض والبسط والطوي ويكتب بيده التوراة.
هب أنني عجزت عن إعطاء المعنى.

فإذا وردت السنة بعدة معان وتفصيل فلماذا تطالب بملأ الفراغ بكلمة واحدة؟
أهو الفن الأزهري في التعجيز بعد العجز وإقامة الحجة عليك بإثبات أن النبي فسر الصفات وأن السلف قد فسروا الصفات؟

أنا أقول أن لها معنى مشترك بين الخالق والمخلوق وبسببه فهم المخلوق المعنى مع فطرته التي فطره الله عليها في تعظيم صفة الله والفرق الكبير بينها وبين يد المخلوق.

ولكن:
ألست تفهم من الصفة معنى بالضرورة؟
كن صادقا مع نفسك ومع ربك.
ألم يتبادر إليك طوي الله السماوات بيده وخلق آدم؟
أليس التفريق الضروري في نفسك بين اليد وبين الغضب يثبت تغاير المعاني لكل واحدة من هذه الصفات عن الأخرى؟
فإن أبيت أتيناك بكلمة القرضاوي: بأن هذه الصفات لا تحتاج إلى تأويل لأنها واضحة وبينة المعنى.
الأزهري يتلاعب بكلام الأئمة
قد تلاعب الأزهري كثيرا بكلام الأئمة ووجهه نحو مذهبه ولنأخذ مثالا على ذلك.
سبق احتجاجه بالترمذي وقد رددنا عليه بقول الترمذي عن الـجـهـمـيــــة بأنهم فسروا نصوص الصفات على غير ما فسر أهل العلم. فسكت الأزهري.
وكان احتجاج الأزهري بالذهبي هو الدليل الثالث عنده في مقالته (تفويض المعنى هو مذهب السلف).
http://forums.ikhwan.net/t/showthread.php?t=14506
بينما الذهبي يصرح بوضوح معاني الصفات كما في هذه النصوص:

قال الذهبي في نقل قول أبي جعفر الترمذي في العلو:
” منصور بن محمد بن منصور القزاز قال سمعت أبا الطيب أحمد والد أبي حفص بن شاهين يقول حضرت عند أبي جعفر الترمذي فسأله سائل عن حديث نزول الرب فالنزول كيف هو يبقى فوقه علو فقال: النزول معقول والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة. قلت _ أي الذهبي _ : صدق فقيه بغداد و عالمها في زمانه إذا السؤال عن النزول ما هو ؟ عيٌ ؛ لأنه إنما يكون السؤال عن كلمة غريبة في اللغة وإلا فالنزول والكلام والسمع والبصر والعلم والإستواء عبارات جلية واضحة للسامع فإذا اتصف بها من ليس كمثله شيء فالصفة تابعة للموصوف وكيفية ذلك مجهولة عند البشر“ (العلو ص214).

وقال الحافظ الذهبي أيضا: ” وكما قال سفيان وغيره قراءتها تفسيرها يعني أنها بينة معروفة واضحة في اللغة لا يبتغى بها مضائق التأويل والتحريف وهذا هو مذهب السلف مع اتفاقهم أنها لا تشبه صفات البشر بوجه إذ الباري لا مثل له في ذاته ولا في صفاته“ (كتاب العلو ص251).

وقال الحافظ الذهبي ” هذا الذي علمت من مذهب السلف ، والمراد بظاهرها أي لا باطن لألفاظ الكتاب والسنة غير ما وضعت له ، كما قال مالك وغيره الاستواء معلوم ، وكذلك القول في السمع والبصر والعلم والكلام والإرادة والوجه ونحو ذلك ، هذه الأشياء معلومة فلا تحتاج إلى بيان وتفسير ، لكن الكيف في جميعها مجهول عندنا“ (العلو).

وقال الذهبي: ” السؤال عن النـزول ماهو؟ عيٌّ لأنه إنما يكون السؤال عن كلمةٍ غريبةٍ في اللغة، وإلا فالنـزول والكلام والسمـع والبصـر والعلـم والاستـواء عبـاراتٌ جليلـةٌ واضحـةٌ للسَّامع“ (العلو ص156).

هذه النصوص من الذهبي تثبت تحريف الأزهري لكلام الذهبي حيث ضم الذهبي إلى معسكر التفويض في مقالته التي أسماها بعنوان (تفويض المعنى هو مذهب السلف). بينما كلام الذهبي كما تراه واضح أنه يثبت أن المعنى واضح في الآية.
تحريف قول مالك
بل النص الأول يثبت تحريف الأزهري لكلام مالك بأن قوله (الاستواء معلوم) أي مذكور في القرآن.
ويا له من تحريف ساذج لا ينطلي إلا على ضعاف العقول.
فإن رواية (الاستواء غير مجهول) أصح من رواية (الاستواء معلوم) كما أفادنا الأزهري. أنظر الرابط:
http://forums.ikhwan.net/t/showthread.php?t=16459
ثم إن مالكا أراد إرشاد السائل بحدود ما يعلم وما لا يعلم. وأفاده بجواز العلم بمعنى الصفة أي عدم الجهل بها دون الكيف. انظر عبارة مالك التي تقسم ما يجوز العلم به وهو المعنى، وما لا يمكن العلم به، وهو الكيفية. ولهذا قال الذهبي ” وقول مالك هو قول أهل السنة قاطبة وهو أن كيفية الاستواء لا نعقلها بل نجهلها“ [العلو للذهبي 104].

قال الحافظ ابن عبد البر: « والاستواء معلوم في اللغة مفهوم، وهو العلو والارتفاع على شيء، وقولهم في تأويل الاستواء (استولى) فلا معنى له لأنه غير ظاهر في اللغة» [التمهيد لابن عبد البر 7/131].

كل هذا يثبت أن أن السلف أثبتوا معاني ولم يقولوا إنها ألفاظ مجردة عن المعنى.. ويؤكد هذا قول ربيعة ومالك (الاستواء غير مجهول )

ثم إن السائل لم يشكل عنده إن كان الاستواء مذكورا في القرآن حتى يجيبه مالك بأن الاستواء مذكور في القرآن. وإنما تطاوله عند حد العلم بمعنى الصفة ومجاوزة ذلك إلى السؤال عن الكيفية.
هذا من جملة القرائن عندي على أن الأزهري جـهـمـي. فإننا ما رأينا أحدا يحرف قول مالك إلا وعنده طرح يوافق به جـهـمـا وأصحابه.
الاستواء معلوم موافق لقول القرضاوي
وهذا القول من مالك موافق لقول الأئمة من أهل العلم (أمروها كما جاءت من غير كيف).

فقد سئل الإمام أبي جعفر الترمذي رحمه الله عن نزول الرب فقال: ” النزول معقول والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعه“ ) تاريخ بغداد (1/365) سير أعلام النبلاء (13/547) أقاويل الثقات(201) تاريخ الإسلام حوادث ووفيات (291-300) (ص245) مختصر العلو (ص231) وقال الألباني: إسناده صحيح.

وهو يتفق مع قول القرضاوي: بأن الصفات واضحة بينة المعاني لا تحتاج إلى تفسير.
وإنما يخالف وينازع في هذا من يميل إلى يرى أن ظواهر الصفات ضارة بعوام الناس والأفضل أن يقال لا معنى لها خيرا من أن يكفروا بالأخذ بظواهرها.

وقال الحافظ الذهبي ” هذا الذي علمت من مذهب السلف ، والمراد بظاهرها أي لا باطن لألفاظ الكتاب والسنة غير ما وضعت له ، كما قال مالك وغيره الاستواء معلوم ، وكذلك القول في السمع والبصر والعلم والكلام والإرادة والوجه ونحو ذلك ، هذه الأشياء معلومة فلا تحتاج إلى بيان وتفسير ، لكن الكيف في جمعها مجهول عندنا“ (كتاب العلو2/1337).

قال الطبري ” والله جلّ ذكره يتعالى عن أن يخاطب خطاباً أو يرسل رسالة لا توجب فائدة لمن خوطب أو أرسلت إليه ؛ لأن ذلك فينا من فعل أهل النقص والعبث ، والله تعالى عن ذلك متعال... ولذلك قال جل ثناؤه في محكم تنزيله  وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبيّن لهم. قال الذهبي معلقا على (الإستواء معلوم والكيف مجهول ) ، قال: وهذا ثابت عن مالك (إنظر مختصر العلو ص141)

وقال العلامة الآلوسي ” قيل: هو مراد مالك وغيره من قولهم: (الإستواء معلوم والكيف مجهول) أي الإستواء معلوم المعنى، ووجه نسبته إلى الحق تعالى المجامع مجهول، لأن الصفات تنسب إلى كل ذات بما يليق بتلك الذات، وذات الحق ليس كثله شئ“ (غرائب الاغتراب ص387).

عن أبي زرعة الرازي وقد سئل عن تفسير قوله تعالى (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) فغضب وقال: ” تفسيره كما تقرأ: هو على عرشه وعلمه في كل مكان، من قال غير هذا فعليه لعنة الله“.

قال شمس الأئمة أبو العباس السرخسي الحنفي ” وأهل السنة والجماعة أثبتوا ماهو الأصل معلوم المعنى بالنص _أي بالآيات القطعية والدلالات اليقينية وتوقفوا فيما هو متشابه وهو الكيفية، ولم يجوزا الإشتغال في طلب ذلك“ (شرح الفقه الأكبر لملا علي القاري الحنفي ص 93).

فلنفرض عدم ثبوت ذلك عن مالك. ولكن اجتماع العلماء على أن إقرار مبدأ الاستواء معلوم المعنى مما لا يمكن تجاهله وتحريفه إلا من ابتلاه الله بانحراف عقيدته.
إمرارها لا يعني نفي معانيها
وليس المقصود إمرارها بلا معنى، ومما يدل على هذا أن الإمام أحمد سئل عن معنى أحاديث نفي الإيمان عن الزاني والسارق وشارب الخمر: ( لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن)، فأجاب بقوله: ” أمروها كما جاءت“ (الفتاوى13/295).

عن يعقوب بن بختان قال: سئل الإمام أبو عبدالله عمن زعم أن الله لم يتكلم بصوت، قال: بلى يتكلم سبحانه بصوت.. المسائل والرسائل المروية عن الإمام أحمد في العقيدة 1/302.

هل يمكن للمفوض للمعنى أن يثبت أن الله تعالى يتكلم بصوت؟..
الجواب: لا، إن الإمام هنا يثبت أن الله تعالى يتكلم بصوت، وهذا إثبات للمعنى، أما الكيفية فمجهولة..

وفي رواية حنبل قال أحمد: "يضحك الله، ولا نعلم كيف ذلك؟".. المسائل والرسائل 1/315.

قال أحمد في حديث: ( خلق آدم على صورته)، لانفسره، كما جاء الحديث.. إبطال التأويلات 1/80.

فقوله هنا:" لا نفسره" أي لا نتكلم في كيفيته، بل يأخذ بظاهر المعنى، وهو المعلوم، كما جاء عن أم سلمة وربيعة مالك، والإجراء على الظاهر لايكون بتفويض المعنى، لأن المفوض للمعنى لم يجره على الظاهر، بل عطل الظاهر أن يكون له معنى، وأما المثبت للمعنى المفوض للكيفية هو الذي يصح في حقه أن يقال أجراه على ظاهره.
كلمات تيمية أنهت التفويض من أساسه
قال ابن تيمية:
« فقول ربيعة ومالك: الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول والإيمان به واجب: موافق لقول الباقين: أمروها كما جاءت بلا كيف“.
أضاف ابن تيمية:
” فإنما نفوا علم الكيفية ولم ينفوا حقيقة الصفة. ولو كان القوم قد آمنوا باللفظ المجرد من غير فهم لمعناه - على ما يليق بالله - لما قالوا: الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول ولما قالوا: أمروها كما جاءت بلا كيف.
فإن الاستواء حينئذ لا يكون معلوما بل مجهولا بمنزلة حروف المعجم.
وأيضا: فإنه لا يحتاج إلى نفي علم الكيفية إذا لم يفهم عن اللفظ معنى؛ وإنما يحتاج إلى نفي علم الكيفية إذا أثبتت الصفات.
وأيضا: فإن من ينفي الصفات الخبرية - أو الصفات مطلقا - لا يحتاج إلى أن يقول بلا كيف.
فمن قال: إن الله ليس على العرش لا يحتاج أن يقول بلا كيف.
فلو كان مذهب السلف نفي الصفات في نفس الأمر لما قالوا بلا كيف“.
الألفاظ لها دلالات بالضرورة والمفوض ناف للضرورة
أضاف ابن تيمية:
” وأيضا: فقولهم: ((أمروها كما جاءت)) يقتضي إبقاء دلالتها على ما هي عليه فإنها جاءت ألفاظ دالة على معان؛ فلو كانت دلالتها منتفية لكان الواجب أن يقال: أمروا لفظها مع اعتقاد أن المفهوم منها غير مراد؛ أو أمروا لفظها مع اعتقاد أن الله لا يوصف بما دلت عليه حقيقة وحينئذ فلا تكون قد أمرت كما جاءت ولا يقال حينئذ بلا كيف؛ إذ نفي الكيف عما ليس بثابت لغو من القول».

« ويذكر شيخ الإسلام ابن تيمية أن هؤلاء الذين يفضلون طريقة الخلف من المتفلسفة ومن حذا حذوهم على طريقة السلف إنما أتوا من حيث ظنوا أن طريقة السلف هى مجرد الإيمان بألفاظ القرآن والحديث من غير فقه لذلك بمنزلة الأميين الذين قال الله فيهم :
 وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ [البقرة:78] .إِلا يَظُنُّونَ
وأن طريقة الخلف هى استخراج معانى النصوص المصروفة عن حقائقها بأنواع المجازات وغرائب اللغات ، فهذا الظن الفاسد أوجب قولهم : طريقة السلف أسلم وطريقة الخلف أعلم وأحكم ، تلك المقالة التى مضمونها نبذ الاسلام وراء الظهر وقد كذبوا على طريقة السلف وضلوا فى تصويب طريقة الخلف ، فجمعوا بين الجهل بطريقة السلف فى الكذب عليهم وبين الجهل والضلال بتصويب طريقة الخلف» (مجموع الفتاوى5/9).


السكوت وعدم التفسير ورد في مواضيع أخرى غير الصفات
وقد استعمل السلف تعبير (السكوت) في غير باب الصفات. كقول أبي محمد البربهاري في باب القدر (فعليك بالتسليم والإقرار والإيمان واعتقاد ما قال رسول الله s في جملة الأشياء واسكت عما سوى ذلك... ولا تفسر شيئا من هذه (أي الصفات) فمن فسر شيئا من هذا بهواه ورده فهو جـهـمـي» (شرح السنة ص36).

وهناك تفويض خاص في نصوص اشتبهت اشتباها خاصا على شخص معين فالواجب تفويض معنى ذلك النص إلى الله حتى يتبين له.
التوجيه الصحيح لكلام الموفق ابن قدامة
وبهذا يمكن توجيه كلام الموفق المقدسي ”الذي صدعتم به رؤوسنا“ (بحسب التعبير البلاغي الأزهري) إذ قال أي الموفق:
« إن قولهم (آمنا به كل من عند ربنا) كلام يشعر بالتفويض والتسليم لما لم يعلموه، لعلمهم بأنه من عند ربهم» (ذم التأويل ص38).
وقوله « وما أشكل من ذلك وجب إثباته لفظا وترك التعرض لمعناه ونرد علمه إلى قائله» (ذم التأويل ص14).
قال ابن عثيمين:
« لا يوجد ما هو مشكل في النصوص من حيث الواقع بحيث لا يمكن لأحد من الأمة معرفة معناه، وإنما الوضوح والإشكال في النصوص الشرعية أمر نسبي يختلف به الناس بحسب ما عندهم من العلم والفهم فما يكون مشكلاً عند شخص قد لا يكون كذلك عند آخر».
قلت:
وهذا ما أقوله في حق المتشابه. فإنه نسبي لا كما نسب إلينا الأزهري: أننا نطلق القول بمتشابه الصفات.

قال ابن تيمية:

” اعرف - رحمك الله - غناك عن تكلف صفة ما لم يصف الرب من نفسه بعجزك عن معرفة قدر ما وصف منها؛ إذا لم تعرف قدر ما وصف فما تكلفك علم ما لم يصف؟ هل تستدل بذلك على شيء من طاعته أو تزدجر به عن شيء من معصيته؟ فأما الذي جحد ما وصف الرب من نفسه تعمقا وتكلفا فقد ﴿اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الْأَرْضِ حَيْرَانَ﴾ (الأنعام71) فصار يستدل - بزعمه - على جحد ما وصف الرب وسمى من نفسه بأن قال: لا بد إن كان له كذا من أن يكون له كذا) فعمى عن البين بالخفي فجحد ما سمى الرب من نفسه لصمت الرب عما لم يسم منها فلم يزل يملي له الشيطان حتى جحد قول الله عز وجل: ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ﴾.
فقال لا يراه أحد يوم القيامة فجحد والله أفضل كرامة الله التى أكرم بها أولياءه يوم القيامة من النظر الى وجهه ونضرته"
إلى أن قال –وهو الشاهد من كلام السلف الذي فيه بيان أنها صفة حقيقية ترى يوم القيامة: "وإنما جحد رؤية الله يوم القيامة إقامة للحجة الضالة المضلة، لأنه قد عرف أنه إذا تجلى لهم يوم القيامة رأوا منه ما كانوا به قبل ذلك مؤمنين وكان له جاحداً» (مجموع الفتاوى5/44).

قال ابن تيمية:
« فوالله ما دلهم على عظم ما وصف به نفسه وما تحيط به قبضته إلا صغر نظيرها منهم عندهم إن ذلك الذي ألقي في روعهم ؛ وخلق على معرفته قلوبهم فما وصف الله من نفسه وسماه على لسان رسوله سميناه كما سماه ولم نتكلف منه علم ما سواه لا هذا ولا هذا لا نجحد ما وصف ولا نتكلف معرفة ما لم يصف» انتهى

وهذا الكلام من ابن تيمية يدل على اعتقاد السلف لإثبات المعنى المشترك في الأذهان مع نفي التمثيل بين الخالق والمخلوق“.

ماذا عن قول الله تعالى:
« إن رحمتي غلبت غضبي».
أليس من الواضح أن هذا الكلام يحمل معنى مهم بل ومؤثر في النفس يحملها على الرجاء وعدم اليأس والقنوط من رحمة الله؟
أم أن الله أراد فقط أن نعلم أن هناك صفة اسمها رحمة وصفة اسمها غضب فقط من دون أن نعلم معانيهما؟؟؟

قال في كتاب المحجة في بيان الحجة (1/91).
« الاتفاق في الاسم لا يقتضي الاتفاق في الكيفية. قال محمد بن إسحاق بن منده: التمثيل والتشبيه لا يكون إلا بالتحقيق، ولا يكون باتفاق الأسماء، وإنما وافق اسم نفس الإنسان الذي سماه الله نفساً منفوسه، وكذلك سائر الأسماء التى سمى بها خلقه إنما هي مستعارة لخلقه، منحها عباده للمعرفة».
قلت:
وهذا النص يبين حقيقة الإثبات المقصود من السلف. وهي إثبات المعنى المعهود في الذهن على ما يليق بالله وهو بنفسه يبطل مذهب التفويض.





الماتريدي من أوائل القائلين بالتفويض
ومن أوائل القائلين بالتفويض في بعض النصوص الاختيارية أبو منصور الماتريدي.
وقد ابتدأ انتشار التفويض في عهد ابن فورك ولهذا تراه اعترض على ذلك ورد على القائلين بالتفويض.

قال ابن فورك:
« وأعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما خاطبنا على لغة العرب فإذا ورد منه الخطاب حمل على مقتضى حكم اللغة»
وقال « النبي إنما خاطبنا بذلك ليفيدنا أنه خاطبنا على لغة العرب بألفاظها المعقولة فيما بينها المتداولة عندهم في خطابهم فلا يخلو أن يكون قد أشار بهذه الألفاظ إلى معان صحيحة مفيدة أو لم يشر بذلك إلى معنى وهذا مما يجل عنه أن يكون كلامه يخلو من فائدة صحيحة ومعنى معقول.. وأن لا معنى لقول من قال إن ذلك مما لا يفهم معناه أذ لو كان كذلك لكان خطابه خلوا من الفائدة وكلامه معنى عن مراد صحيح وذلك مما لا يليق به صلى الله عليه وسلم» (مشكل الحديث وبيانه1/302و496).
معنى قول الأئمة لا نفسرها
وأحيانا يعبر البعض بنفي المعنى ومرادهم نفي المعنى المتضمن لحكاية كيفية الصفة.
وهم يريدون بذلك نفي الخوض وطلب المعاني الباطلة وإمرار النصوص على ظاهرها من غير خوض فيها لأن ظاهرها هو المراد.
ومعروف عن الـجـهـمـيــــة أنهم يصرفونها عن ظاهرها.

جاء في رسالة السنة برواية عبدوس بن مالك العطار « وقوله صلى الله عليه وسلم: ”ثلاث من كن فيه فهو منافق“ هذا على التغليظ، نرويها كما جاءت ولا نفسرها.

وقوله صلى الله عليه وسلم: ” لا ترجعوا بعدي كفارا ضُلالا يضرب بعضكم رقاب بعض“ ومثل:
” إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار“ ومثل:
” سباب المسلم فسوق وقتاله كفر“. ومثل:
” من قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما“.
ومثل ” كُـفـرٌ بالله تَـبَـرؤٌ من نَـسَـبٍ وإن دَقّ“. ونحو هذه الأحاديث مما قد صح وحُـفِـظ ، فإنا نُـسَـلم له وإن لم نعلم تفسيرها ولا نتكلم فيها ولا نجادل فيها ولا نفسّر هذه الأحاديث إلا مثل ما جاءت ، لا نردها إلا إلا بالحق منها» (شرح أصول اعتقاد أهل السنة1/163).
يلزم الأزهري تفويض معنى القضاء والقدر والزاني
جاء في رسالة السنة التي رواها عبدوس بن مالك العطار:
« ومن السنة اللازمة التي من ترك منها خصلة، لم يقبلها ويؤمن بها؛ لم يكن من أهلها: الإيمان بالقدر خيره وشره. والتصديق بالأحاديث فيه. والإيمان بها. لا يقال (لمَ؟) و(كيف؟)، إنما هو التصديق والإيمان بها.
ومن لم يعرف تفسير الحديث، ويبلغه عقله؛ فقد كفي ذلك وأحكم له؛ فعليه الإيمان به والتسليم له. مثل حديث: «الصادق المصدوق» ومثل ما كان مثله في القدر والرؤية والقرآن وغيرها من السنن مكروه، ومنهي عنه، لا يكون صاحبه، وإن كان بكلامه سنة من أهل السنة حتى يدع الجدال ويسلم. ويؤمن بالآثار.

والقرآن كلام الله وليس بمخلوق، ولا يضعف أن يقول: ليس بمخلوق. قال: فإن كلام الله ليس ببائن منه، وليس منه شيء مخلوق. وإياك ومناظرة من أحدث فيه، ومن قال باللفظ وغيره، ومن وقف فيه قال: (لا أدري مخلوق أو ليس بمخلوق، وإنما هو كلام الله). فهذا صاحب بدعة مثل من قال: (هو مخلوق)، وإنما هو كلام الله ليس بمخلوق.
والإيمان بالرؤية يوم القيامة كما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم من الأحاديث الصحاح. وأن النبي صلى الله عليه وسلم قد رأى ربه. فإنه مأثور عن رسول الله صلى الله عليه وسلم صحيح. رواه قتادة عن عكرمة عن ابن عباس، ورواه الحكم عن أبان عن ابن عباس، ورواه علي بن زيد عن يوسف بن مهران عن ابن عباس. والحديث عندنا على ظاهره، كما جاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - والكلام فيه بدعة. ولكن نؤمن به كما جاء على ظاهره. ولا نناظر فيه أحدا 16 - والايمان بالميزان بوم القيامة. كما جاء «يوزن العبد يوم القيامة فلا يزن جناح بعوضة» وتوزن أعمال العباد كما جاء في الأثر...» (عن طبقات الحنابلة1/179).

وهكذا ترى الامام أحمد يسوق الكلام في نصوص الصفات والوعيد والقدر سوقا واحدا ويأخذ فيه الأحاديث على ظاهرها. مع أن أهل السنة يثبتون معاني نصوص القدر والوعيد ولا يفوضون معناها. فدل على أنه أراد الإثبات.

روى الخلال بسنده عن حنبل قال « سألت أبا عبد الله عن الأحاديث التي تروى أن الله تبارك وتعالى ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا وأن الله يُرى وأن الله يضع قدمه.. وما أشبهه فقال أبو عبد الله: نؤمن بها ونصدق بها ولا كيف ولا معنى».

وسئل الإمام أحمد عن معنى أحاديث نفي الإيمان عن الزاني والسارق وشارب الخمر: ( لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن)، فأجاب بقوله: ” أمروها كما جاءت“

التعليق:
قوله لا كيف: رد على المشبهة الذين يثبتون كيفيات معهودة في الذهن.
وقوله: لا معنى رد على المعطلة التي تنفي المعنى الصحيح وتأتي بدلا منه بمعان باطلة.

فيلزم الأزهري:
أن يقول بتفويض الإمام أحمد نصوص القدر وأن لا يفهم معنى القدر لأن أحمد نهى عن الكلام في القدر وأنه يأخذ الأحاديث على ظاهرها من غير تفسير لها.
ويلزمه أن يفوض معنى حديث لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن.
أو يلتزم أن المقصود بذلك النهي عن تفسيرها على طريقة الـجـهـمـيــــة وأهل البدع.
ردهم على الـجـهـمـيــــة يثبت فهمهم الصحيح لتفسير الصفات
وقد صنف أحمد كتابا مهما بعنوان:
((( الرد على الزنادقة والـجـهـمـيــــة فيما أنكرته من متشابه القرآن وتأولته على غير تأويله))).
تأمل قوله على غير تأويله.
فإنه صريح في إثبات معنى صحيح غير المعاني الباطلة التي يأتي بها الـجـهـمـيــــة.
فهذا رد من خلال أحمد على متشابه كلامه الذي لا يزال يتعلق به الأزهري ويترك تفسر رسول الله لصفات الله ويترك صريح تفسير مجاهد وأبي العالية لصفة الاستواء كما عند البخاري.
مفهومنا من متشابه الصفات
وبالمناسبة فالمتشابه نسبي ولا يلزم أن يكون متشابها حتى عند العلماء.
فقد يشتبه عند العامي ما لا يشتبه عند العالم.
وهذا رد مجمل على قول الأزهري بأنه يلزمنا أن نعتقد أن الصفات من المتشابه إذا أخذنا بهذا الكتاب للإمام أحمد.
وعلى كل حال فليس عند الأزهري حجة في التشكيك بكتاب الرد على الـجـهـمـيــــة للإمام أحمد بعد أن اعترف بأن الجمهور على الاعتراف بأنه للإمام أحمد.
وإنما يحق للأزهري أن يخالف الجمهور متى أراد.
ويحق للأزهري أن يرد قول السلف كمجاهد وأبي العالية متى شاء.
فإن شهادته الأزهرية كالعصا السحرية.
هكذا كان علم السلف بالصفات
روى اللالكائي عن ابن الأعرابي [الذي وصفه الحافظ الذهبي بأنه "إمام اللغة " سير الأعلام 15/407]: أن رجلا قال له عن معنى قوله تعالى ﴿ الرحمن على العرش استوى﴾ بأن معناه الاستيلاء فأنكر ابن الأعرابي ذلك وقال: اسكت. ما أنت وهذا؟ لا يقال استولى على العرش فلان حتى يكون له فيه مضاد فأيهما غلب قيل: استولى عليه، والله تعالى لا مضاد له » [فتح الباري 13/405-406 الأسماء والصفات 154:2 إتحاف السادة المتقين 2/108 تاريخ بغداد 5/283 واللالكائي 4/993 ونقله ابن منظور في لسان العرب 14/414].

ونقل ابن تيمية عن عقيدة لأبي نعيم الأصبهاني صاحب الحلية أن الله « مستو على عرشه في سمائه دون أرضه وخلقه» (مجموع الفتاوى5/60).

وروى أبو عثمان الصابوني بسنده عن عبد الله بن المبارك قال: « نعرف ربنا فوق سبع سموات على العرش استوى بائنا من خلقه، ولا نقول كما قالت الـجـهـمـيــــة إنه ها هنا. وأشار إلى الأرض» ( عقيدة السلف وأصحاب الحديث ص20).

وقد صح عن علي بن الحسن بن شقيق قال : قلت لعبد الله بن المبارك كيف نعرف ربنا عز وجل قال: في السماء السابعة على عرشه ولا نقول كما تقول الجـهـمـية: إنه هاهنا في الأرض فقيل هذا لأحمد بن حنبل فقال : هكذا هو عندنا.
وفي رواية:
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن داود الزاهد قال: أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي قال: حدثني عبد الله بن أحمد بن شَبّوية المَرْوَزي قال: سمعت علي بن الحسن بن شقيق يقول: الحسن -في نسخة الحسين قال: سمعت عبد الله بن المبارك -رحمه الله- يقول: نعرف ربنا فوق سبع سموات على العرش استوى بائنا من خلقه، ولا نقول كما قالت الجهمية إنه ها هنا. وأشار إلى الأرض.
وهذا الأثر عن عبد الله بن المبارك الإمام العالم الزاهد المشهور، نقله المؤلف -رحمه الله- بسنده عن شيخه الحاكم بسنده إلى عبد الله بن المبارك أنه قال: "نعرف ربنا" -يعني يقول الإمام عبد الله بن المبارك نعرف ربنا فوق سبع سموات على العرش استوى بائنا من خلقه، ([رواه البخاري في خلق أفعال العباد 10 باب يريدون أن يبدلوا كلام الله والبيهقي في الأسماء والصفات 2: 169 وعبد الله بن أحمد في السنة 1/175 وقال الذهبي " هذا صحيح ثابت عن ابن المبارك (العلو 110) سير أعلام النبلاء 8/402].).
فهذا علم واضح من السلف. ردوا به على من ضل عن هذا العلم وأتى بتفسيرات أخرى كقول الجـهـمية أنه في كل مكان.
وهذا على الأقل هو القدر الذي يحتاجه الأزهري من معرفة العلو من قسم صفات الله بدلا من منازعتنا ومجادلتنا.

قال الحافظ في الفتح: « وروى البيهقي بسند جيد عن الأوزاعي أنه قال: كنا والتابعون متوافرون نقول إن الله على عرشه ونؤمن بما وردت به السنة من صفاته » [فتح الباري 13: 406. الأسماء والصفات، للبيهقي 2: 150 وأورده الذهبي في تذكرة الحفاظ 1/179 وسير أعلام النبلاء 7/120-121 و8/402 ومختصر العلو ص 146].

قال إبراهيم بن أبي طالب سمعت أحمد بن سعيد الرباطي يقول حضرت مجلس ابن طاهر وحضر إسحاق فسئل عن حديث النزول أصحيح هو قال نعم فقال له بعض القواد كيف ينزل قال أثبته فوق حتى أصف لك النزول فقال الرجل أثبته فوق فقال إسحاق قال الله (وجاء ربك والملك صفا صفا ) فقال ابن طاهر هذا يا أبا يعقوب يوم القيامة فقال ومن يجيء يوم القيامة من يمنعه اليوم ؟ .(مختصر العلو للألباني)

فهذه المناظرة صريحة في أن السلف يعتبرون دلالات الألفاظ على معانيها اللائقة بالله. فإنه طالب السائل بإثبات علو الله كشرط لإثبات المجيء.
شكوى الأزهري من الأشعري المؤول
وتحت عنوان (ماذا يفعل المؤول؟)
قال الأزهري جوابا على السؤال:
” ببساطة : يحدد معنى من هذه المعاني وغالباً ما يكون التحديد بدليل ظني وبعضها يكون بدليل قطعي ومثال الأخير تأويل المعية بمعية الصفات فقط وتأويل (في) الموضوعة للظرفية ب(على) وهكذا وأما التأويل الظني فلا بد له من دليل من اللغة والشرع وإلا صار تحريفاً وعلى هذا ينطبق إنكار محققي العلماء لتفسير الاستواء بالاستيلاء!! وأما إن كان دليلاً ظنياً فهو يقول به وهو ما يأباه المفوض طلباً للسلامة من الزلل وهو ما يشعر به المؤول في نهاية حياته كالرازي والجويني وغيرهم“.

أقول:
وهنا يأتي دور الأشعري المفوض
وحينئذ يأتي الأشعري المفوض ليقوم بنقيض ما فعله الأشعري المؤول أعني المحرف.
فيقوم بتعطيل من نوع آخر. وهو تعطيل المعنى إلى لا معنى كما أن الأشعري عطل المعنى إلى معنى آخر.
فما علاقتنا نحن بمن يقول في الله وصفاته بالظن كإخوانك الأشاعرة المؤولة؟
ولماذا تذهب إلى نقيضهم وتلتزم الجهل؟
أعطيناك التفسير النبوي للعديد من الصفات كصفة اليد والساق صفات الأول والآخر والظاهر والباطن.
أعطيناك تفسير مجاهد وأبي العالية. وليس تحريفات الأشعرية.
المفوض معطل في صورة ورع هارب من الزلل
من يثبت الألفاظ دون ما دلت عليه يكون معطلاً لتلك الصفات التي أثبتها الله لنفسه وإن زعم الهروب من الزلل. فلو سلك سبيل المؤمنين لأمن على نفسه الزلل. وليس من سبيل المؤمنين اتهام النبي بالجهل بصفات ربه.

فحين يفوض مثلاً قوله تعالى (الرحمن على العرش استوى) لا يؤمن بأن الله استوى على الحقيقة! وهذا ما يسمونه بعدم الأخذ بالظواهر حتى قال أحدهم ” الأخذ بظواهر الكتاب والسنة من أصول الكفر“ (حاشية الصاوي على تفسير الجلالين3/10).
بل التناقض عندك أخي الأزهري
تالله كم تناقض الأزهري وهو يرمينا بسهام التناقض.
فقد تناقض حين أرشدنا إلى كتاب توفيق الواعي لنستريح، فلما استرحنا نهانا عن الاستراحة قائلا بعدم جواز الاحتجاج عليه بتوفيق الواعي.
تناقض حين عرض في موقعه عقيدة القرضاوي بيده وذكر موقفه بالتفصيل من الصفات وقد أعلن القرضاوي أنه كان ممن يقول بالتفويض ثم أعلن أن الصفات لا تفسر لأنها واضحة المعاني لا تحتاج إلى تفسير. ومع ذلك يأبى الأزهري أن نحتج عليه بكلام من كتب الأزهري عقيدته.


ناقض قول صاحبيه القرضاوي والواعي. فلما كشفنا له ذلك قال: لا تناقشني على أنني من الإخوان المسلمين. بينما يقيم حواراته كلها تحت مظلتهم وباسم منتداهم (إخوان نت).

وناقض نفسه حين قال: أنا لا أقول في الصفات (الله أعلم بمرادها) كما أقول في الحروف المقطعة (الله اعلم بمرادها) وقد كشفنا له أنه يقول بذلك في كليهما.

وناقض نفسه حين اعتبر التفويض هو الأشعرية الحقة معتبرا التأويل هو الخطأ لكننا كشفنا اعتماده قول اللقاني (أول أو فوض ورم تنزيها). بما يؤكد أنه اعتبر التأويل أحد طريقي أهل السنة. وأن المؤول والمفوض وجهان لعملة واحدة.
وناقض نفسه حين نهاني عن الروايات الضعيفة عن ابن عباس بينما يمسك بيد من حديد تلك الرواية الضعيفة عن حنبل ابن إسحاق عن أحمد بن حنبل (لا كيف ولا معنى).

ناقض الأزهري نفسه حين دعا إلى تفويض الصفات واستثنى منها سبعا أوجب العلم بها.
فقلنا له ما الفرق بين ما أوجبت العلم التفصيلي بمعانيه وبين ما حرمت؟
فكان جوابة (مجرد التقسيم كاف في التفريق).
ولكن من أذن لكم هذا التقسيم؟
هذا الجواب تحكم محض. أنتم تقولون نحن على مذهب السلف في التفويض. فأخبرنا هل السلف هم الذين استثنوا هذه الصفات السبع دون غيرها؟

أرأيت أخي الأزهري أنك تتقن الجدل ولا تتقن الدفاع عن الدين.
فانظر على سبيل المثال لا الحصر إلى:
قول المقريزي:
” ومن أمعن النظر في دواوين الحديث والآثار عن السلف ، علم أنه لم يرد قط لا من طريق صحيح ولا سقيم عن أحد من الصحابة على إختلاف طبقاتهم ، وكثرة عددهم ، أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن معنى شيء مما وصف الرب سبحانه به نفسه في القرآن وعلى لسان نبيه بل كلهم فهموا معنى ذلك وسكتوا سكوت فاهم مقتنع ولم يفرقوا بين صفة وأخرى ، ولم يتعرض أحد منهم إلى تأويل شيء“ (الخطط للمقريزي3/309). فتأمل قوله ((( ولم يفرقوا بين صفة وأخرى))). بينما الأزهري يفرق بين صفة وأخرى. فبعضها لا يجوز تفويضه. وأكثرها يجب تفويضه. فما الفرق بين ما حرم وبين ما أوجب؟ ليس عنده إلا التحكم المحض والدكتاتورية المتمثلة في قوله (التقسيم كاف في التفريق).
مثبت المعنى المجمل مناقض لنافي المعنى
وقد تناقض الأزهري حين دعا إلى تفويض الصفات بمعنى عدم تفسيرها والسكوت التام ورد علمها إلى الله. وفجأة يردها ربما بنسبة خمسة وسبعين بالمئة والباقي لا يرده ولا يكل علمه إلى الله ولكن يعلمه ويسمي ذلك بالعلم المجمل.
المشكلة مع الأخ الأزهري أنه يوافقنا على وجود معنى للصفة يسميه (معنى إجماليا).
وهو إثبات للمعنى. ثم يعود ليوافق التقليد الأشعري في التفويض الذي هو نفي المعنى تماما وتركه إلى الله.
وهنا تناقض آخر للأزهري. وهو أنه يثبت معنى للصفة يسميه معنى إجماليا.
وهو تذبذب ونكوص على التزام النفي وتفويض المعاني.
وكأنه يقول لنا: نفوض تسعين بالمئة من هذه الصفة باستثناء عشرة بالمئة.
تعريف التفويض
بينما التفويض هو ” صرف اللفظ عن ظاهره مع عدم التعرض لبيان المعنى المراد منه بل يترك ويفوض علمه إلى الله“ (النظام الفريد بتحقيق جوهرة التوحيد. حاشية على إتحاف المريد بجوهرة التوحيد ص128).
ولهذا فإنني أصرح بان الإثبات مع التنزيه هو عكس التفويض تماماً.
والمفوض ما فوض إلا هروبا من النصوص التي ظنها تشبيها وتمثيلا.
ركن التفويض
1- اعتقاد أن ظواهر نصوص الصفات منفية عن الله تعالى لأنها تقتضي التشبيه.
2 - أن المعاني المراده من هذه النصوص مجهولة للخلق.
وقد تناقض الأزهري في ذلك أشد تناقض فتارة يطلق عبارة التفويض الذي يلزم منه ما يوضحه تعريف التفويض أعلاه.
التناقض
ثم يأتينا الأزهري فيستثني من هذا التفويض سبع صفات أسماها بالصفات العقلية.
ثم يأتينا ويستثني من التفويض عشرة بالمئة أو أزيد من ذلك بقليل أسماه بالمعنى المجمل الذي لا بد منه.
ثم يتهمنا بعد ذلك بالتناقض.
هل الاختلاف لفظي
الاختلاف ليس لفظيا أبدا بل هو حقيقي.
لكن يصير الاختلاف شبه لفظي عندما يتراجع الأزهري ويثبت معنى مجملا.
فهذا المعنى المجمل خفف من الاختلاف بيننا ولم ينهه.
ولو أنه التزم النفي كاملا بدون هذا المعنى المجمل لصار الاختلاف لفظيا.
ولو أنه التزم المعنى كاملا مع نفي العلم بالكيفية لانتفى الخلاف من أصله.
ولكن الأزهري متذبذب بين نفي الأشاعرة وبين العلم الضروري الذي يعتمل في نفسه عند إطلاق الصفة.
السياق مصدر عقيدة الأزهري لا ما وصف الله به نفسه
تناقض الأزهري حين زعم أنه يتعرف على صفات ربه ويعلم معاني هذه الصفات معنى إجماليا: ليس من خلال الصفة التي أنزلها الله ليعرفه الخلق بها. وإنما من خلال ما أحاط بها من السياق. وهذا من أعجب ما سمعت في حياتي: أننا نتعرف على صفات الله لا من خلال صفات الله التي وصف بها ولكن من خلال السياق!!!

لأن السياق عنده أسلم من الأخذ بظواهر نصوص القرآن والسنة.
أتساءل:
يا جماعة الإخوان المسلمين:
أهذا هو الرجل المعتمد عندكم في تعليم العقيدة الاسلامية.
انتفخت أوداجكم من كتاب في العقيدة ألفه ابن عثيمين وابن باز.
ثم اطمأنت نفوسكم لما يطرحه هذا الـجـهـمـي في منتدياتكم؟
هو مناوئ لدعوة كبار المشايخ وأهل العلم وأولهم ابن تيمية.
قل هذه سبيلي أدعو الى الله على جهالة أنا ومن اتبعني
هذا هو لسان حال الأزهري.
قال تعالى ﴿ قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي ﴾ (يوسف108).
لكن سبيل الأزهري مضاد لذلك فإن سبيله الدعوة إلى الله على جهالة هو ومن اتبعه.
يلزمك أن الأشاعرة في الصفات ليسوا من أهل السنة
ما الذي يجعل المعتزلة من أهل البدعة لا من أهل السنة في تأويل الصفات:
ولا يجعل الأشاعرة مبتدعة وليسوا من أهل السنة في الصفات بالرغم من موافقتهم للمعتزلة في كثير من التأويلات؟
أهو التحكم المحض أم التوصية للأشاعرة؟
وصار الاستثناء (وليس الشاذ حتى لا يستغلها الأزهري) هو قول الأزهري.
والأزهري يقول ما قالوه باطل فإن الحق هو التفويض والتأويل باطل.
كيف لا يكون هناك معنى للألفاظ التي نزلت ولها معنى؟
ما فائدة تنزيل صفات لا معنى لها؟
أليس بهذه الصفات يزداد الايمان والخشوع؟ فكيف ازداد الخشوع والإيمان بهذه الصفات مع الجهل بمعانيها.
لا نعلم معناها ولكننا نعلم معناها!!!
ولذلك صدق من وصف التفويض باالمكابرة. فإن الله أنزل ألفاظا دالة على معان. فيقول قائل: هذه الصفات لها معان ولكن لا معنى لها؟!!!
هذا التفويض يصرف الناس عن زيادة الايمان بزيادة العلم.
كيف ينزل الله صفات معروفة في اللغة بأنها ذات معان لغوية نتخاطب بها ثم يأتي من يقول لنا: لا معاني لها؟ أليس هذا من السخف بمكان؟
ما فائدة وصف الله نفسه بصفات لا معنى لها
هذا سؤال في الصميم.
وهو ما جعلني أقول:
لو أن الله لم ينزل علينا هذه الصفات لكان خيرا لنا.
وهذا أقوله إلزاما لمن يقول الله أنزل هذه الصفات ونهانا عن أن نطلب معرفة معانيها.
قال ابن قتيبة رحمه الله حيث قال: « ولم ينزل الله "شيئاً" من القرآن إلا لينفع به عباده، ويدل به على معنىً أراده » [مشكل القرآن 98 – 99].

غضب الله
الأزهري يتناقض ويضطر للعودة عند تناقضه إلى مذهب أهل السنة.
مثال ذلك:
اليد والغضب والرضا صفات لا معنى لها عند الأزهري.
ولكن الأزهري يعلم تماما أن هذه الصفات لها تأثير على نفس مستمعها.
فعند تدبر غضب الله يحصل في نفسه خوف.
وعند تدبر الرحمة يحصل عنده الرجاء.
وعند تدبر سمع الله وبصره يحصل عنده الاستحياء من المعصية.

وهذا يدل على أن هناك علما مستقرا في نفسه لهذه الصفات أحدث عنده تغييرا في نفسه.
ولو كانت هذه الصفات لا معنى لها لما أحدثت كل منها شعورا يختلف عن الآخر تجاه هذه الصفات.
صفة اليد
ولا يزال الأزهري يعتبر أن سؤاله (المعنى اللغوي ليد الله) نصرا كبيرا له.
وقد فاته هداه الله أنه تناقض حين طالب بذلك لأنه اولا: يحتج بقول السلف أن الصفات لا تفسر وأن قراءتها تفسيرها.
فلماذا يطالبني بتفسير ما يروي عن الأئمة أنه لا يجوز تفسيره؟
ثم ليس هناك تعريفا لغويا ليد الله.
وإنما يوجد ما نسميه بالتعريف الشرعي.
وهو أننا نقتصر فيما نعرف به صفة اليد لله ما وصف الله به نفسه.
فنقول:
لله يدان بدليل الآية التي يهرب منها الأزهري: (ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي).
يقبض بهما ويبسط كما ورد في الحديث.
كتب بيده التوراة كما في الحديث.
يخرج بها حثيات من النار.
وهكذا.

أما إذا اقتصرنا على المعنى اللغوي فسوف تخرج يد الباب والعقرب والاخطبوط من هذا التعريف. إذ يد العقرب والاخطبوط لا تدخلان في التعريف اللغوي لليد.

على أن المشاركة في اللفظ أفهمتنا أنه كما أن لنا يدا نقبض بها ونبسط بها فكذلك لله يدان يقبض بهما ويبسط بهما ولكن ليسا كأيدينا.

وإذا أردت فسوف أفسر لك اليد: اليد معلومة وكيفيتها مجهولة.
وذلك قياسا على قاعدة أنس بن مالك في الاستواء.
ولو كانت اليد لا معنى لها في نفسك لما فرقت بينها وبين الغضب أو الاستواء.
وأنت بنفسك تفرق بين اليد وبين الرجل وبين الاستواء وبين النزول والمجيء.
فأنت لا بد أن تفهم معنى من الصفة.
فلو قال لك قائل: أنا اعتقد أن الله استوى على العرش أي مر بجانبه فهل توافقه أم تخطئه وتصحح؟
لأن عندك من الفهم الضروري للمعنى اللغوي للاستواء المعتمد على قول السلف وتفسيرهم أن الاستواء هو الصعود والارتفاع إلى أعلى.
ملاحظة:
ذكر الأزهري أن كلام الاستاذ حسن البنا الذي احتججت عليه به وهو:
« أسماء الله تعالى ألفاظ مشرفة لها فضل على سائر الكلام، وفيها بركة وفي ذكرها ثواب عظيم، وأن الإنسان إذا واظب على ذكر الله تعالى ظهرت نفسه، وصفت روحه، ولا سيما إذا كان ذكره بحضور قلب وفهم للمعنى».

ذكر الأزهري أنه متعلق بأسماء الله وليس بالصفات.

الجواب (دمشقية):
أولا: أن حسن البنا قد قرن الأسماء مع الصفات ولم يقل فقط لله أسماء. فقد قال بالحرف الواحد:
« إن الخالق المتصرف جل و علا تعرف إلى خلقه بأسماء وصفات».
وهذه حجة عليك.
فإن حسن البنا قد صرح بالتعرف وهذا يعني تنزيل سفات لنتعرف عليها ونتدبرها.
فلماذا توهم الناس أن البنا يقصد التعرف بالأسماء فقط دون الصفات؟

ثانيا: أن حسن البنا ذكر الأسماء والصفات وأدخلها جميعا تحت ما يوصي بتدبر معناه ولم يفرق بينما ولم يقل يجب تدبر معاني الأسماء دون الصفات.

ثالثا: أن الأسماء الحسنى متضمنة لصفات الله. فإن أسماء الله تعالى أعلام وأوصاف: فهي أعلام باعتبار دلالتها على الذات، وأوصاف باعتبار ما دلت عليه من المعاني. وهي بالاعتبار الأول مترادفة لدلالتها على مسمى واحد وهو الله. فأنت تعلم أن (الغفور) (الرحيم) أسماء لكنها صفات أيضا باعتبار ما دلت عليه من المعاني. اللهم إلا أن يكون الأزهري ممن يسلب الأسماء عن معانيها وأوصافها. فحينئذ يلزمه الاعتزال.

رابعا: أن حسن البنا قد أورد من جملتها صفات الله مثل الأول الذي ليس قبله شيء الآخر الذي بعده شيء. وهذه قد شرحها وفسرها رسول الله صلى الله عليه وسلم باعتراف القرطبي.

قد انتهيت الآن فتفضل أخي الأزهري

الأزهري الأصلي: 28-12-2007, 01:05
السلام عليكم ومرحباً بكم مجدداً بعد كل هذا العلم الذي يتحفنا به الأخ الدمشقية:
هذه المشاركة لن أرد فيها على أمور علمية دقت أو جلت في مشاركات الأخ الدمشقية الكثيرة الماضية وسيكون الرد في غيرها.
هذه المشاركة سيكون عنوانها : (سباب وأكاذيب ومراوغات الدمشقية).
** أما السباب فلا يكاد ينحصر وإنا لله وإنا إليه راجعون ولا تعليق لي غيرها سوى انظروا إلى أخلاق من يقدمهم الناس لينافحوا عن ديننا واربطوا بين هذا وبين واقع الأمة.
ولم أكن لأعلق على كل هذا الكم غير الطبيعي من السباب -الذي لا يشعر به الأخ الدمشقية فالسباب على كتفه كالذبابة ينثرها كيف يشاء - إلا على آخر سبة سبني بها الأخ الدمشقية وهي قوله أني: (جهمـي) وتكراره لها وأعقبها في مرة بقوله (مؤدب)!! ومن المعروف أن الجهمـية زنادقة الأمة ثم وصف طريقتي في النقاش بطريقة (الروافض)!!
وهذا على الرغم من قوله في أواخر مشاركاته أن الخلاف ليس حقيقي وليس لفظي بل هو شبيه باللفظي فلكم أن تتخيلوا كمية وكيفية السباب الذي كان سيسبه لو كان الخلاف حقيقياً!! وهل الخلاف بين أهل السنة والجهمـية خلاف شبه لفظي؟!
وسلة شتائم الدمشقية لي سأحملها كما هي لأعرضها على الله تعالى يوم القيامة ليحكم بيننا فيها ويعطي كل ذي حق حقه.
وشخص كالدمشقية يقول لنا (سوف يرى المفوض يوم القيامة.....) ويقول (لو يعلم الأزهري كم أفنى عمره واجتهد في نشر الباطل والصد على العلم الله -هكذا قال- وخشيته.......) وهو في ذلك كالمطلع على الغيب.
أقول: شخص يعلم ما يحدث يوم القيامة ومصائر الخلق بالتأكيد يعلم مصير هذه الشتائم وهل هي في ميزان حسناته أم في الآخر وليس ثمة كفة ثالثة !!
هذا هو تعليقي على الشتائم والتي بلغت هذا المبلغ الخطير بوصفي "جهمـياً" وأن طريقتي كطريقة الروافض والتي -والله يشهد- أني كنت اقرأ مشاركاته وأقول بعد كل شتيمة "سامحك الله" حتى وصل الأمر لهذا الحد الخطير.
فأنا لست كالأول الذي قال: ألا لا يجهلن أحد علينا فنجهل فوق جهل الجاهلينا
فلم -ولن- أكل للدمشقية كما يكيل لي الشتائم بل سأوقفه أمام الله تعالى لأشكوه إليه وكفى.
هذا ما عندي في التعليق على هذا الركام من الشتائم والسباب وقد صادف هذا مروري على منتدى "الدفاع عن السنة" ووجدت كماً هائلاً من السباب الموجه إلي لو جمعت أقوال الدمشقية في اليهود مكتوباً ما بلغ معشاره!!
كل هذا غير ما قاله في حق الجماعة العاملة الوحيدة -بحق- جماعة "الإخوان المسلمين" والتي ظن بعض إخواننا الطيبين أن ما قاله الدمشقية هو كل مشكلته مع الإخوان فحاول ان يوضح ما اشكل على الدمشقية بطيب قلب.
** أما الأكاذيب التي نشرها عني الدمشقية واعتمد فيها على مشاركة أو أكثر موجودة في الملتقى أو غيره نسب إلي من خلالها مذهباً ونسبني إلى التناقض وأني غيرت رأيي لظروف المناظرة ثم أخذ يرد علي كمحارب طواحين الهواء الشهير (دون كيشوت).
فأقول:
1- أنا لا اعتبر ما نحن فيه مناظرة أصلاً لأني لا اعترف أنك من أهل العلم لا علماً ولا خلقاً وكم ناقشنا وجادلنا مخالفين واعترفنا لهم بالعلم والخلق ونعرفهم بسيماهم أما أنت فحاشا العلم أن ينسب مثلك إليه وحاشا الخلق الحميد أن تنسب إليه.
فأهل العلم ورثة النبي -صلى الله عليه وسلم- ونسبة أي أحد لك لأهل العلم يجعل أخلاقك هذه منسوبة لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- مباشرة وحاشاه -بأبي هو وأمي- أن يكون خلقه كخلقك لو أنت تشعر بمدى سوء خلقك.

2- سأورد هذا الأكاذيب بلا تعليق لأني بالفعل لم ولن أقول بمثل ما نسبتني إليه:

أ- القول أني لم أكن أقول بالمعنى الإجمالي ثم قلت به فقط أثناء النقاش وقد سبق الرد على هذا والرابط الذي فيه هذا التفريق منذ أكثر من سنتين!!
ب- القول أني كنت أقول أن آيات الصفات كآيات فواتح السور (كهيعص) ونحوها ثم قلت بالتفريق الآن!!
ج- القول بأني قلت أن قول مجاهد وأبي العالية مردود أو باطل أو شاذ أو أنهما اتبعا الظن أو خطأ وقد رددنا على هذا!!
د- القول أني متناقض بقولي تارة بالسكوت وتارة بعدم التفسير وتارة بالمعنى الإجمالي وتارة بالتفويض الجزئي!!.
هـ- القول بأني قلت أن ظواهر هذه النصوص غير مراد وأن الظاهر تجسيم ونحوه مما قال.
و- القول بأني قلت أن الإمام أحمد ليس بحجة هكذا مطلقاً.
ز- القول بأني أقول أن هذه الألفاظ لا معنى لها عندي بالرغم من توضيحاتي الكثيرة لهذا الأمر وبالرغم من أنه يقول أنه لا يخطر له ذلك على بال وبالرغم من هذا يكرره ولا يشعر!!

3- لن أرد على إلزاماته ولن اجاريه في مثل قوله أن لازم قولي::

أ- كان السلف في الصفات "كمثل الحمار يحمل أسفاراً".
ب- قوله : (ولسان حال الأزهري يقول: قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على جهالة أنا ومن اتبعني.
ولسان حال الأزهري يقول: إنما يخشى الله من عباده الجهال.
ولسان حال الأزهري يقول: والراسخون في الجهل يقولون آمنا به.

أقول : اعترف بعجزي وقلة باعي عن مجاراة مثل هذا الأسلوب وأقول لكم في نهاية هذه المشاركة:
هل تظنون أني غضبت لما يفعله الدمشقية معي؟
أنا في الحقيقة لست متعجباً من هذا الكم والكيف لأن الدمشقية وخلال حواري معه سب كماً لا يطيقه أي عاقل من العلماء والقدوات.
فما هو المنتظر ممن يقول أن الإمام البيهقي لم يدرس علم الحديث إلا لخدمة المذهب الأشعري؟
وما هو المنتظر ممن يقول أن الإمام الغزالي حلولي على مذهب الحلاج؟
وما هو المنتظر ممن يقول أن صلاح الدين الأيوبي كان على عقيدة ضالة؟
وما هو المنتظر ممن يهاجم المجاهدين في فلسطين؟
وكل هذا فقط خلال الشهرين الماضيين فما بالكم بباقي حياته؟!

فهل تتوقعون بعد كل هذا أني آبه لما قاله في حقي؟
والله إن الذي يغضب في حق نفسه ولا يغضب في حق هؤلاء الأعلام ما يستحق الحياة ولا النسبة للعلم.
وكل ما فعله الدمشقية أنه حمل عني بعض حسناتي ليعطيها لي يوم القيامة أو رفع عني بعضاً من سيئاتي يحملها يوم القيامة وأنا ادعوه أن يزيد!!

4- أما باقي الأمور التي هي خارج موضوع النقاش فسأورد بعضها هنا:

أ- بالنسبة لقولك : (أليس إلزام الخصم من مصادره هو أعلى وأقوى سلاح في المناظرة؟) في أثناء الحديث عن الدكتور القرضاوي والدكتور الواعي وتكرارك هذا::
فنحن أولاً لا نتحدث عن منهج الإخوان في المسألة لأن الإخوان فيهم من يقول بقولكم وفيهم من يقول بالقول الآخر والكل ينتمي لأهل السنة والجماعة.
وكان يمكنك أن تستدل بالدكتور عمر الأشقر فهو أكثر من القرضاوي والواعي كتابة في هذا الموضوع.
والغريب -والذي يبدو انك نسيته- أن الدكتور القرضاوي لم يقل بأن كل الصفات واضحة بينة المعنى وإنما خصاً جزءاً معيناً لا يزيد عن خمس صفات قال فيه قوله هذا وأنت نقلت هذا بنفسك ثم ظللت تكرره وتجمله على كافة الصفات!!
والجديد عليك أنك لا تعرف أن الدكتور توفيق الواعي له كتاب (أقاويل الثقات في آيات وأحاديث الصفات) -اسمه يشبه اسم كتاب الكرمي الحنبلي- ينتصر فيه للتفويض ويشرح بناء عليه كلام الأستاذ البنا وأنا اعلم ان بهذه المعلومة سينال الدكتور الواعي منك ما يناله ولكنه ليس الأول ولن يكون الأخير.
أقول كل هذا لأعيد للحوار توازنه وأقول :
الخلاصة : أني اتحدث عن مذهبك -الدمشقية- ومذهبي -الفقير الأزهري- فقط فلا أنا اناظرك بوصفك "السلفية" ولا أنت تناظرني بوصفي "الإخوان". وأكرر هذه ليست مناظرة بين "السلفية المعاصرة" و"الإخوان المسلمين" حتى تستدل بهذا أو ذاك.
أرجو أن تكون قد فهمت هذا ولا نعيده.

ب- ليس نقاشنا عن موضوع التأويل حتى تغرقنا بما لديك من مقصوصات ولن اتناقش معك فيه فكونه تحريف أو غيره لن اتناقش معك فيه أكرر.
وأنا اعرف جيداً أن هذا العنصر الأخير ستتهمني من أجله بالهروب وترجع لموضوع "الأهربي" وغيره ولكن نقاشي لم يصبح معك بعد الآن.

كل هذه المشاركة لتنقية مشاركات الدمشقية مما جاء فيها خارج موضوع المناقشة ونعود لما جاء فيها من موضوع النقاش







 
قديم 29-12-07, 02:11 PM   رقم المشاركة : 4
دمشقية
حفظه الله







دمشقية غير متصل

دمشقية is on a distinguished road



دمشقية: 29:12:2007
أخي الفاضل الأزهري حفظه الله ووفقه.
أنا لم أسبك ولا أسمح لنفسي أن أسب رجلا ما رأيت منه إلا كل احترام وأخلاق عالية.
وما يحق للضيف أن يسب مضيفه وهو في منتداه.
وأما وصفي لك بما ذكرت فبعد وجود قرائن عديدة عندي تتبعتها من مقالاتك المنتشرة في الانترنت. والتفويض ليس طريق السلف بل هو أحد أقوال الـجـهمـــية.

ولا تنس أن المريسي وغيره من الجـهمــية كانوا يقولون بالتفويض في صفات الله لا سيما في موقفهم من الرؤية. وقد رد عليهم المريسي في هذا التفويض.
وأثبت لك ذلك من قبل.

وأنت عندي رجل غاية في الاحترام والتقدير.
ولكن في مقام المناظرات لا أعبأ بالسيناريوهات الدرامية الإيحائية.
فالحق هو الحق. ولن يعذر قوم باتباع عواطف صرفتهم عن اتباعه.
على كل حال بقيت عندي مشاركة مهمة أود أن أضيفها.

سؤال في الصميم:
احتججنا على الأخ الأزهري بهذا القول التالي للأستاذ حسن البنا رحمه الله وتقبله في الشهداء.
قال البنا:
« أسماء الله تعالى ألفاظ مشرفة لها فضل على سائر الكلام، وفيها بركة وفي ذكرها ثواب عظيم، وأن الإنسان إذا واظب على ذكر الله تعالى ظهرت نفسه، وصفت روحه، ولا سيما إذا كان ذكره بحضور قلب وفهم للمعنى».

ثم قلنا للأخ الأزهري بأن هذا النص صريح في أهمية تدبر معاني أسماء الله وصفاته.
فأجاب الأزهري بالحرف الواحد:

” بالنسبة لكلام الإمام البنا -رحمه الله- فكلامه عن الأسماء الحسنى فما علاقتها بموضوعنا؟“.
يعني موضوع الصفات.

مع أن البنا رحمه الله ابتدأ هذا الكلام بذكر ما أسماء بـ (الأسماء والصفات) لا الأسماء فقط.

ولكن السؤال الذي في الصميم الآن:
هات لنا ما يدل على أن السلف أمروا بتدبر أسماء الله دون صفات الله.
إن كان السلف مرجعكم في التفويض أعطنا من كلامهم ما يدل على تفويض الصفات دون الأسماء.
فماذا سوف يكون جوابك الآن أخي الأزهري؟؟؟

بالأمس نسبتم إلى السلف التفويض القطعي.
ثم بعد ذلك فرقتم بين الصفات العقلية وبين الصفات الخبرية بدون دليل وبدون أن يكون لكم في ذلك سلف.

وأجزتم حفظكم الله تفويضا مخلوطا بفهم إجمالي لمعاني الصفات بدون دليل.
والسلف لم يقولوا بتفويض مع فهم المعنى.

وها أنتم اليوم تفرقون بين الأسماء وبين الصفات.
فتجعلون تدبر الأسماء شيئا مهما:
بينما تجعلون تدبر الصفات ممنوعا.

فما الفرق بين ما أحللتم وبين ما حرمتم؟
هل قال السلف: فهم معاني الأسماء واجبا ولكن فهم معاني الصفات حرام؟
ومن أي مصنع تنتجون هذه التفريقات المحدثة؟

أرجو إعطاء الدليل على ما تأتون به من تفريقات وإلا فهذا يثبت أنكم مخالفون للسلف.







 
قديم 30-12-07, 10:58 AM   رقم المشاركة : 5
دمشقية
حفظه الله







دمشقية غير متصل

دمشقية is on a distinguished road


السلام عليكم ورحمة الله
لقد قام الأزهري بحذف جزء من مشاركتي مع أنه لم يحذف المشاركة كلها وإنما بحذف المقطع المؤثر والذي أرى أنه يعتبر ضربة ومقتلا للمنتصرين للتفويض.
وهاكم الجزء المحذوف:


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة دمشقية مشاهدة المشاركة
  
دمشقية: 29:12:2007
على كل حال بقيت عندي مشاركة مهمة أود أن أضيفها.

سؤال في الصميم:
احتججنا على الأخ الأزهري بهذا القول التالي للأستاذ حسن البنا رحمه الله وتقبله في الشهداء.
قال البنا:
« أسماء الله تعالى ألفاظ مشرفة لها فضل على سائر الكلام، وفيها بركة وفي ذكرها ثواب عظيم، وأن الإنسان إذا واظب على ذكر الله تعالى ظهرت نفسه، وصفت روحه، ولا سيما إذا كان ذكره بحضور قلب وفهم للمعنى».

ثم قلنا للأخ الأزهري بأن هذا النص صريح في أهمية تدبر معاني أسماء الله وصفاته.
فأجاب الأزهري بالحرف الواحد:

” بالنسبة لكلام الإمام البنا -رحمه الله- فكلامه عن الأسماء الحسنى فما علاقتها بموضوعنا؟“.
يعني موضوع الصفات.

مع أن البنا رحمه الله ابتدأ هذا الكلام بذكر ما أسماء بـ (الأسماء والصفات) لا الأسماء فقط.

ولكن السؤال الذي في الصميم الآن:
هات لنا ما يدل على أن السلف أمروا بتدبر أسماء الله دون صفات الله.
إن كان السلف مرجعكم في التفويض أعطنا من كلامهم ما يدل على تفويض الصفات دون الأسماء.
فماذا سوف يكون جوابك الآن أخي الأزهري؟؟؟

بالأمس نسبتم إلى السلف التفويض القطعي.
ثم بعد ذلك فرقتم بين الصفات العقلية وبين الصفات الخبرية بدون دليل وبدون أن يكون لكم في ذلك سلف.

وأجزتم حفظكم الله تفويضا مخلوطا بفهم إجمالي لمعاني الصفات بدون دليل.
والسلف لم يقولوا بتفويض مع فهم المعنى.

وها أنتم اليوم تفرقون بين الأسماء وبين الصفات.
فتجعلون تدبر الأسماء شيئا مهما:
بينما تجعلون تدبر الصفات ممنوعا.

فما الفرق بين ما أحللتم وبين ما حرمتم؟
هل قال السلف: فهم معاني الأسماء واجبا ولكن فهم معاني الصفات حرام؟
ومن أي مصنع تنتجون هذه التفريقات المحدثة؟

أرجو إعطاء الدليل على ما تأتون به من تفريقات وإلا فهذا يثبت أنكم مخالفون للسلف.

وقد استبقى الأزهري ما أطريته فيه من الكلام وحذف ما سوى ذلك!!!
فهل هذا من الإنصاف أن يستبقي لنفسه ما يعتبره لحما ويحذف من النص ما يعتبره عظما؟
هذا هو النص الذي استبقاه.


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة دمشقية مشاهدة المشاركة
  
دمشقية: 29:12:2007
أخي الفاضل الأزهري حفظه الله ووفقه.
أنا لم أسبك ولا أسمح لنفسي أن أسب رجلا ما رأيت منه إلا كل احترام وأخلاق عالية.
وما يحق للضيف أن يسب مضيفه وهو في منتداه.
وأما وصفي لك بما ذكرت فبعد وجود قرائن عديدة عندي تتبعتها من مقالاتك المنتشرة في الانترنت. والتفويض ليس طريق السلف بل هو أحد أقوال الـجـهمـــية.

ولا تنس أن المريسي وغيره من الجـهمــية كانوا يقولون بالتفويض في صفات الله لا سيما في موقفهم من الرؤية. وقد رد عليهم المريسي في هذا التفويض.
وأثبت لك ذلك من قبل.

وأنت عندي رجل غاية في الاحترام والتقدير.
ولكن في مقام المناظرات لا أعبأ بالسيناريوهات الدرامية الإيحائية.
فالحق هو الحق. ولن يعذر قوم باتباع عواطف صرفتهم عن اتباعه.


والأزهري لم يكتب كلمة (يتبع...) والتي يفهم عادة عدم كتابة الطرف الثاني شيئا حتى ينتهي الطرف الأول من كتابته.
صحيح أنني قلت له (الان قد انتهيت) لكن لا يعني هذا تحريم إضافة شيء.
أعتقد أنك المشاركة الأخيرة التي اقتبستها هنا تمثل تناقضا كبيرا للمدافعين عن مبدأ التفويض عامة وعن تفويض حسن البنا خاصة.
فإن حسن البنا أمر بتدبر معاني الأسماء والصفات كما دل عليه كلامه.
وهذا مناقض لأصل دعوتهم إلى عدم العلم بمعانى وتفويض العلم بمعانيها إلى الله.
أطالب الأزهري بإعادة هذا النص وكتابة كلمة بعدها يفهم منها عدم جواز كتابة أي شيء وإلا اعتبرت هذا سترا لفضيحة التناقض.
وسوف ينشر هذا الجزء المحذوف من المشاركة في المنتديات الأخرى ليعرف الناس ما فعله الأزهري.






 
قديم 01-01-08, 11:54 AM   رقم المشاركة : 6
دمشقية
حفظه الله







دمشقية غير متصل

دمشقية is on a distinguished road


كتب الأزهري بتاريخ 30-12-2007, 00:05

السلام عليكم :

في أحد فصول الشتاء القارصة خرج صياد إلى شاطيء البحر ليصطاد ورمى شبكته ووقع في جملة ما وقع في الشبكة سمكة وابنتها وبينما الرجل يجمع شبكته دمعت عين الرجل من شدة البرد فقالت السمكة الصغيرة لأمها : ( انظري يا أمي إلى الرجل يبكي علينا وعلى حالنا ) فقالت لها السمكة الأم الحكيمة : (لا تنظري إلى دموع عينيه بل انظري إلى فعل يديه)!!

الأخ الدمشقية :
للأسف أخي ليست هذه المرة الأولى التي تحاول فيها أن تبرر كثرة سبابك والعجيب أن كل هذا الكم الهائل من السباب تحاول أن تسميه سيناريو درامي لإدارة النقاش !! على العموم دع الأمور تسير كما هي لننتهي من هذا النقاش فهو -والله- شر سأضعه من على عنقي فور انتهاءه.

سأرد على مشاركاتك الفائتة ثم تضع أنت تعليقاً شاملاً نهائياً ثم أضع أنا تعليقاً شاملاً نهائياً -لأنك بدأت أولاً فوجب أن انهي أنا - ثم نغلق هذا النقاش ونكتفي بما حدث فيه وللقاريء الحكم.

انتظر الرد منكم في مشاركتك القادمة بعد ردي على مشاركاتك الفائتة.

أخوكم.







 
قديم 08-02-08, 06:21 PM   رقم المشاركة : 7
دمشقية
حفظه الله







دمشقية غير متصل

دمشقية is on a distinguished road



كتب أحمد طه: 29-12-2007, 20:12
معذرة لتطفلي على هذه الساحة المخصصة للنقاش بينكما حصرياً .. لكن من حقنا أن نطالب بإيقاف هذه المهزلة الكلامية .. فإن كان مناظراً يرى رميه للآخر بالجــهمية حقاً ولا سباب فيه .. فليبحث عمن يسمح له بمثل تلك اللغة البعيدة عن آداب الموقع وشروط عضويته .. لكن في منتدى الإخوان طعن العقيدة شر من ألفاظ السباب المقذعة ..

نرجو التوقف الآن فقد بان موقف كل منكما، ولم يعد ما تكتبونه يضيف جديداً .. احترموا طبيعة المنتدى الفقهية ن واعلموا أنه سمح لكما بالنقاش في المسئلة استثناء طلباً لمصلحة لم ولن تتحقق بهذه الطريقة الفوضوية في النقاش..

وليطير الدمشقية إلى منتداه فرحاً معلنا فوزه في هذه المناظرة، وكيف هزم الأزهري والإخوان معه في منتداهم، وكيف هربوا وضغطوا على صاحبهم لإغلاق النقاش حتى يفسحوا له فرصة الهرب بعد الأدلة الدامغة التي حاججته بها فلم يستطع الرد.

(( هل ستكتب شيئاً آخر يا سيد دمشقية)) ، وليتفرغ لمناظرته الجديدة مع عبد الله زايد بعيداً عن هذا المنتدى وعجباً لرجل يقول باستمرار أنه مشغول باستمرار ويعتذر عن تأخره في مناظرة، ويعلن في نفس الوقت استعداده لمناظرة آخرين في موضوع آخر .. هل المناظرة لقلبه كالماء للسمك فيصير حاله لو ابتعد عنها كحال السمك إذا فارق الماء، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
(( رحم الله رجلاً ترك المراء وهو محق)).
والسلام

كتب دمشقية: 29-12-2007, 21:20
الأخ أحمد طه:
التعجب يكون بسبب الشك والتكذيب.
وأنا قد ابتليت بوضع أمني اضطرتني راغما إلى تأخير السفر الى ما بعد الخامس من يناير. ولا أريد البوح بأكثر من ذلك. وسوف أكتب رسالة على الخاص للأخ الأزهري أشرح له فيها ما حدث معي.

وأنا لا أزال أقول: لو كنتم أحباشا لما تعجبت من طريقة كلامكم وتكذيبكم.
ولكن لا أزال أرى أنكم في حاجة لاجتماعات أسرية تتعلمون فيها أصول التربية والتعامل مع طلبة العلم.

أما عن الحوار بيني وبين الأخ الأزهري فأنا أعلنت شدة احترامي وتقديري البالغين له. فلا أرى لك أن تتدخل بأخلاقك الحالية.
أرحب بتدخلك لو كنت شخصا تحترم طلبة العلم.
أرجو من الأخ الأزهري أن يوضح لي هل هو صاحب القرار في المنتدى أم لا؟
إن لم يكن هو صاحب القرار فليوقف هذا التدخل.
وإن كان لا يستطيع إيقاف التدخل فأقول له:

أشكرك على حوارك معي أخي الأزهري في منتداكم.
وأشكرك أنت - وليس سواك - على حسن ضيافتك وكرم خلقك.
وأتمنى لو يكمل الحوار معي في منتداي. وأضمن لك بقاء مسار الحوار بأفضل وأرقى مستوى.

أما أحمد طه فأنصحه بالمبادرة إلى اقتناء كتاب تربية الأولاد في الاسلام لعبد الله ناصح علوان وأن يقرأه على أميره في الجلسة الأسرية.











 
قديم 08-02-08, 06:24 PM   رقم المشاركة : 8
دمشقية
حفظه الله







دمشقية غير متصل

دمشقية is on a distinguished road


دمشقية:

(ملاحظة: حذف الأزهري هذه المشاركة وكتب مكانها ما يلي:
” يا أخي الكريم لا تتعجل علينا وتصدر الأحكام قبل التثبت أنا لم احذف المشاركة القاصمة والسؤال المفحم بل وضعته في مشاركتك الأخيرة من مشاركاتك قبل مشاركتي وتجدها في آخر المشاركة رقم 46 -ستجدها معدلة من قبل الأزهري الأصلي- حتى لا يحدث فاصل بين مشاركاتي وبعضها وتركت ما كان فيه من كلام حول موضوع السباب لأنه التالي لمشاركتي ولو وضعته مع المشاركة قبل مشاركتي لما كان لمشاركتي معنى للمتابع فاتق الله ولا تتعجل علينا.

وقد كتبت في مشاركتي الأخيرة ما يفيد أني سأتابع الرد -ولم يشترطوا ففإخبار بالمتابعة كلمة "يتبع.."!! - وقد حذفت لأجلك بعض مشاركاتي لما طلبت مني ذلك حتى تتم ردك ولا ينقطع عليك.
أرجو عدم إضافة أي رد علمي أو غير علمي قبل انتهائي من مشاركاتي واحفظ ما لديك من مشاركات وضعها بعد إتمام ردي وبالعقل أخي كيف احذف سؤالاً يعد بالنسبة لما سبق نقطة في بحر ؟ وكان الأولى -إن حذفت- أن احذف ركام الشتائم الذي وجهته لي ؟ ولماذا احذف أصلاً؟؟
إنا لله وإنا إليه راجعون.
أخوك : الأزهري الأصلي“.







 
قديم 08-02-08, 06:29 PM   رقم المشاركة : 9
دمشقية
حفظه الله







دمشقية غير متصل

دمشقية is on a distinguished road



السمكة الحكيمة وصغيرتها سردينة
دمشقية: كتب الأزهري ما يلي:

” في أحد فصول الشتاء القارصة خرج صياد إلى شاطيء البحر ليصطاد ورمى شبكته ووقع في جملة ما وقع في الشبكة سمكة وابنتها وبينما الرجل يجمع شبكته دمعت عين الرجل من شدة البرد فقالت السمكة الصغيرة لأمها : ( انظري يا أمي إلى الرجل يبكي علينا وعلى حالنا ) فقالت لها السمكة الأم الحكيمة : (لا تنظري إلى دموع عينيه بل انظري إلى فعل يديه“.

تعليق دمشقية:
الأخ الأزهري:

أكذوبة ظريفة ولكنها كتبت عليك كذبة.
حدثنا قتيبة ثنا الليث عن بن عجلان أن رجلا من موالي عبد الله بن عامر بن ربيعة العدوي حدثه عن عبد الله بن عامر أنه قال ثم دعتني أمي يوما ورسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد في بيتنا فقالت ها تعال أعطيك فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم وما أردت أن تعطيه قالت أعطيه تمرا فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم أما إنك لو لم تعطيه شيئا كتبت عليك كذبة“.
رواه أبو داود بسند حسن.

ولست أدري أي الروايتين أصح عندك:
رواية مجاهد وأبي العالية (إستوى أي ارتفع) اللتين حاولت الطعن بهما وهما في صحيح البخاري..
أم رواية السمكة؟

أما أنا فعندي لك قصة أخرى.
في أحد فصول الشتاء القارس دخل سلفي قارص إلى منتدى الملتقى يعرض الحوار حول موضوع التفويض.
وفوجئ الجميع بدخوله وأخذوا يسبونه ويتواصون بالجهالة ويتواصون برفض التحاور معه.
ثم حاول كبيرهم صرف هذا الداخل عن الموضوع.
وفجأة فتح موضوعا آخر لعله يصرفه عن هذا الموضوع. ولكن باءت محاولته هذه بالفشل.

ولا يزال هذا الداخل يلقي شبكة صيده في منتدى الملقتى حتى اضطر المتحاور معه إلى إخفاء أخر ما ألقى لأنها لاقت في الملتقى صيدا ثمينا أصاب في المحاور مقتلا.
وفجأة انقلب المتحاور إلى حكواتي قصاص يتحفنا بحكايات سموكة الكبيرة وصغيرتها سردينة.







 
قديم 08-02-08, 06:32 PM   رقم المشاركة : 10
دمشقية
حفظه الله







دمشقية غير متصل

دمشقية is on a distinguished road



دمشقية:

(ملاحظة: حذف الأزهري هذه المشاركة وكتب مكانها ما يلي:
” يا أخي الكريم لا تتعجل علينا وتصدر الأحكام قبل التثبت أنا لم احذف المشاركة القاصمة والسؤال المفحم بل وضعته في مشاركتك الأخيرة من مشاركاتك قبل مشاركتي وتجدها في آخر المشاركة رقم 46 -ستجدها معدلة من قبل الأزهري الأصلي- حتى لا يحدث فاصل بين مشاركاتي وبعضها وتركت ما كان فيه من كلام حول موضوع السباب لأنه التالي لمشاركتي ولو وضعته مع المشاركة قبل مشاركتي لما كان لمشاركتي معنى للمتابع فاتق الله ولا تتعجل علينا.

وقد كتبت في مشاركتي الأخيرة ما يفيد أني سأتابع الرد -ولم يشترطوا ففإخبار بالمتابعة كلمة "يتبع.."!! - وقد حذفت لأجلك بعض مشاركاتي لما طلبت مني ذلك حتى تتم ردك ولا ينقطع عليك.
أرجو عدم إضافة أي رد علمي أو غير علمي قبل انتهائي من مشاركاتي واحفظ ما لديك من مشاركات وضعها بعد إتمام ردي وبالعقل أخي كيف احذف سؤالاً يعد بالنسبة لما سبق نقطة في بحر ؟ وكان الأولى -إن حذفت- أن احذف ركام الشتائم الذي وجهته لي ؟ ولماذا احذف أصلاً؟؟
إنا لله وإنا إليه راجعون.

أخوك : الأزهري الأصلي“.







 
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:32 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "