هل رفعت دبابات صدام شعار "لبيك يا عمر"؟؟
عبد الله الفقير
اهم ما يميز الشيعي عن غيره من الكائنات الحية هو انه يكذب الكذبة ثم يصدقها,حتى وكاني به يشبه الى حد بعيد قصة جحا حين اراد ان يخدع بعض الاطفال فقال لهم ان هنالك كنز في الغابة,فلما هرع الاطفال الى الغابة ركض خلفهم يسابق الريح فسئله احدهم : لماذا تركض يا جحا؟.
فاجابه: لان هنالك كنز في الغابة!.
دبابات و"همرات" وجنود ونقاط السيطرة ودوائر الدولة وحتى الحمامات كلها مليئة بشعارات طائفية تبدا من "لبيك يا حسين" ولا تنتهي عند سب ال*****ة والنواصب وانزال العنات على يزيد ومعاوية وهارون الرشيد وعلى الخمسة (الخمسة يقصدون بهم ابو بكر وعمر وعثمان ومعاوية ويزيد)!.
كل من يرفع صورة الحسين فهو شيعي ,وكل من يضع خرقة خضراء فهو شيعي,وكل من يلبس اسود فهو شيعي,وكل من يلبس الخواتم فهو شيعي,هذه امور قد اصبح المجتمع العراقي يميزها دون الحاجة للف والدوران حولها,مثلما ان كل من يرفع الصليب هو نصراني وكل من يرفع نجمة داوود هو يهودي. وليس لنا الحق في ان نلوم انسانا اشهر ما يميز به طائفته او معتقده او دينه,لكن المشكلة هي عندما يتم اتخاذ رفع تلك الشعارات من قبل مؤسسات حكومية من المفروض انها لا تنحاز الى فئة او طائفة او قومية خصوصا عندما تتبجح تلك الحكومة بانها ليست طائفية !.
مشاهد جموع من الجيش العراقي الحالي وهم يلطمون تحت رعاية احد قادة الفرق وداخل احد المعسكرات,ومشاهد الرايات الطائفية ترفع فوق الهمرات ونقاط التفتيش الرسمية,ووضع صور طائفية داخل مكاتب الوزراء كلها امور سوف تكون مقبولة لو ادع المالكي ان حكومته هي حكومة ولاية الفقيه الشيعية وانها ليست حكومة وحدة وطنية كما يتبجحون وليست حكومة "شراكة" كما يحاولون خداع الراي العام. فلم يعترض احد على خميني وخامنئي عندما اعلنوا صراحة ان حكومتهم هي حكومة ولاية الفقيه ومن حقها ان تفعل ما يحلوا لها وان ترفع من الشعارات الطائفية ما يناسب هواها(رغم ان ايران ومعها الدول الغربية تنتقد اي جماعة اسلامية سنية لو اظهرت اي نوع من التحيز لطائفتها,فاننا الى الان لم نسمع من اي جهة غربية انتقادا جادا للتميز الطائفي الذي تمارسه الحكومة الايرانية ضد ملايين من اهل السنة في ايران!!).
بعيد طرد الجيش العراقي من الكويت سنة 1991,وبعد ان دخلت قوات من الحرس الثوري الايراني واردت احتلال مدن في جنوب العراق مستغلة تقهقر الجيش العراقي,شن صدام حسين حملة عسكرية على مدن الجنوب ادت الى قتل العشرات من الحرس الثوري الايراني وعملائهم في الجنوب واعتقال المئات منهم. في حينها روج الشيعة العملاء بان دبابات صدام كانت ترفع شعار "لا شيعة بعد اليوم". وقد انسلقت وسائل الاعلام الغربية والمستعربة مع تلك الكذبة وراحوا يرددونها حتى يومنا هذا رغم انه ليس هنالك اي دليل (صورة اوفلم ) يثبت ذلك,بل ورغم اكتشاف اغلب وسائل الاعلام بان الشيعة كانوا يكذبون حتى وهم يشربون الماء!!.بل ان كل الشواهد تشير الى ان صدام حسين في تلك الفترة اراد ان يتقرب الى الشيعة فرفع صور تظهر صدام حسين وهو يصلي وقد اسبل يده في محاولة لاستمالة الشيعة في الجنوب اليه!!.
لكن لنفرض جدلا ان صدام قد رفع فعلا في تلك الفترة شعار "لاشيعة بعد اليوم" ,فهل يجب اليوم على المالكي وزمرته ان يقلدوا صدام فيرفعوا شعار "لاسنة بعد اليوم"؟؟. واقعيا فان شعار "لاسنة بعد اليوم" يطبقه المالكي وميليشيات المهدي وفيلق بدر بطريقة واقعية يلمسها اهل السنة في العراق كل يوم وساعة ودقيقة ,من مشاهداتهم في الشارع والى طريقة التفريق الطائفي في التعامل معهم في الوزارات والدوائر الرسمية,والى وسائل الاعلام الرسمية وغير الرسمية التي تحرض عليهم بكرة وعشيا وتسب وتلعن رموزهم دون اي رادع من اخلاق او عرف او دين.
بل ان رفع شعار "لبيك يا حسين" او شعار "يا لثارات الحسين" التي تراه مرفوعا على الكثير من العربات العسكرية هو في الحقيقة شعار ابشع من شعار "لا سنة بعد اليوم", فشعار "يالثارات الحسين" هو عبارة عن تهديد بالقتل موجه الى اهل السنة باعتبارهم هم المتهمون من قبل الشيعة بقتل الحسين.
في الحقيقة فاني لا الوم المالكي وشيعته على رفع مثل هذه الشعارات او حتى تطبيقها باجتثاث اهل السنة او تهجيرهم او تمييزهم طائفيا,فذلك من شيم الشبعة المجوس في كل زمان ومكان,وسوف نكون اول الحمقى حين نظن ان بامكان المالكي ان يسلك سلوكا غير ذلك.لكنني في الحقيقة اضع اللوم على بعض "القشامر" من اهل السنة من امثال الشيخ حارث الضاري وهيئة علماء المتسلمين الذي سمعته قبل ايام وهو يقول بان "المتطرفين" السنة هم من يحاولون الدفاع عن اهل السنة(وهذا الخبر له مقال منفصل باذن الله)!!,كما اضع اللوم على بعض شيوخ الفضائيات الذين لم يعرفوا حقيقة التشيع الا بعد ان وصلتهم ناره (كالدكتور محمد عمارة الذي كان لوقت قريب يرى في الشيعة اخوة لنا وينتقد كل من ينتقدهم,ثم اصبح اليوم اول المحذرين من شرهم), كما اوجه اللوم الى حكام الخليج الخونة الذين لم يكتفوا بان يكونوا عملاء للغرب,بل اصبحوا مطايا تحت مقعد خامنئي يوجههم حيث يريد وكانهم سكارى او مخدرين (اشد ما اعجب له هو موقف امير قطر من ايران,فرغم انه يدعي انه مع الثورة السورية,وانه ضد من يدعم نظام بشار ,الا انا نجده الى اليوم يروج للمشروع الايراني من خلال قناة الجزيرة بطريقة تدعوا للحيرة فعلا؟!). اما عملاء اهل السنة من الذين في العملية السياسية الحالية كالمطلك والعيساوي والهاشمي وغيرهم من العملاء,فهؤلاء كالانعام بل اضل سبيلا,وبالتالي فقد رفع عنهم حتى اللوم(قبل ايام انتقدت احدى نائبات القائمة العراقية مشاهد اللطم التي عرضت في بعض وسائل الاعلام وتظهر فيلق من جيش المالكي وهو يلطم,وحيث كان من المفروض على القائمة العراقية ان تقف معها وتايدها في انتقادها ذاك,وحيث كان يجب عليها ان تصر في مطالبتها بمحاسبة من نظم مثل هذه السلوكيات الطائفية,الا انا وجدنا تتراجع عن موقفها بعد ان خذلتها القائمة التي تنتمي اليها,فهل كانت هذه النائبة ان تنتظر من جاسوس كاياد علاوي ان يناصرها في انتقاد هذه اللطميات؟!!!.)
(مشهد جيش المالكي وهو يلطم!! والسؤال هنا لو كان بينهم احد الجنود من اهل السنة,فماذا سيكون مصيره لو رفض ان يلطم معهم؟؟؟؟؟:
في الحقيقة لست من الراغبين بان يامر المالكي بمنع رفع مثل هذه الشعارات الطائفية,خصوصا وان وقد اصبح شعار لبيك يا حسين هو شعار رديف بكل ما هو سيء ومشين من العمالة للامريكان الى حالات القتل والاغتصاب والتهجير,الى السرقة وملفات الفساد التي ازكمت انوف حتى الموتى!!,فقد اصبح شعار "لبيك يا حسين" هو رمز و"ايقونة" لكل ما هو سيء خلقيا ,شعار يدل على ان رافعه اما حرامي او دجال او عميل او مختلس او "مابون" وديوث وطالب متعة (في المدن الشيعية "المقدسة" يمنع دخول النساء الا بعد ان تلبس "العباية" حيث تعتبر العباية احد "الشفرات" التي يعلم من خلالها ان كانت تلك المراة تريد التمتع (الزنى) ام لا,فان لبستها بالمقلوب فهو اشارة الى انها ترغب بالتمتع !!!.وهكذا اصبح اليوم كل من يرفع شعار لبيك يا حسين يعني ضمنيا انه لا يرى حرجا في ممارسة الزنا "المتعة",وبالتالي فان كل من يرفعه –رجل كان او امراة- فهذا يعني انه مستعد للزنا او انه مارسه والعياذ بالله!!).
ما زالت امريكا ودول الغرب ترفض مساعدة الثوار في سوريا بحجة الخوف على "الاقليات" من العلويين الشيعة والنصارى,والسؤال الذي يوجه هنا الى امريكا ومن لف لفها,لم لا تخافون على "الاكثريات" التي ترزخ تحت حكم الشيعة في ايران والعراق ولبنان؟؟, لم لم تطالبوا بحقوق الاكثرية المضطهدة في لبنان بعد ان استولى حزب الله على مقاليد الحكم ؟؟, بل لم لم تطالبوا من "رجلكم" المالكي في العراق بضرورة احترام حقوق اهل السنة وعدم استفزاز عقيدتهم وسب رموزهم ؟؟, ام ان خوفكم على الاقليات محصور بالشيعة واليهود والنصارى فقط؟؟؟؟.
لن نرجوا خيرا من الغرب الظالم او الشرق الكافر,فقد خبرنا نفاقهم وظلمهم وتحيزهم, لكن رجاءنا هو ان يمكن الله عباده المجاهدين من رفع شعار محمد رسول الله فوق اصقاع الارض لتنحني له كل الرايات بعز عزيز او ذل ذليل.