العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديـــــــــــــات الحوارية > الحوار مع باقي الفرق

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-07-16, 09:45 PM   رقم المشاركة : 1
عبد المجيد
عضو نشيط







عبد المجيد غير متصل

عبد المجيد is on a distinguished road


ردود على عقائد الاحباش المخالفة لأهل السنة والجماعة (كيف تطحن حبشيا)

بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له

ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لاإله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ }آل عمران102

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً
وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً }النساء1

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً{70} يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ
وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً{71} الأحزاب

أما بعد
هذه نصيحة لمن أراد أن ينتصح وأراد الحق بالبراهن فلا تأخذك العزة بالإثم فيصدق عليك قوله تعالى

{وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ }البقرة206 فإلى كل من أراد النجاة

{ يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ{88} إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ{89}الشعراء88 فإليك هذه الآيات

الواضحات المحكمات فلا يزيغ عنها إلا هالك أو صاحب هواء أو جاهل فتأمل معي هذه الآيات

التي فيها (مِن دُونِهِ أو مِن دُونِ) فهل كل من يدعو ملك أو نبي أو ولي أو رجل صالح

أو يدعو صاحب قبر هو من دون الله أو مساويا لله , فإن كان الجواب من دون الله فتصدق عليه هذه

الآيات فليتقي الله وليتوب إلى الله من هذا الفعل , وإن كان مكابر معاند ضالا وقال مساويا لله فيصدق

عليه قوله تعالى {وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ{91} وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ{92}

مِن دُونِ اللَّهِ هَلْ يَنصُرُونَكُمْ أَوْ يَنتَصِرُونَ{93} فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ{94} وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ{95}

قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ{96} تَاللَّهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ{97} إِذْ نُسَوِّيكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ{98}

وَمَا أَضَلَّنَا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ{99} فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ{100} وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ{101} فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ{102}

إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ{103}وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ{104} الشعراء

, فتأمل جيد هداني الله وأيك إلى الحق بدون تعصب إلى قول فلان أو شيخ فلان فهذا

لن ينفعك يوم القيامة ولك الآيات ومن أراد الحق تكفيه أية واحد هداني الله وأيك

قال تعالى
{إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }الأعراف194

{لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لاَ يَسْتَجِيبُونَ لَهُم بِشَيْءٍ إِلاَّ كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاء
لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ وَمَا دُعَاء الْكَافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ }الرعد14

{قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُلِ اللّهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُم مِّن دُونِهِ أَوْلِيَاء لاَ يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ نفْعاً وَلاَ ضَرّاً
قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُواْ لِلّهِ
شُرَكَاء خَلَقُواْ كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ }الرعد16

{وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ لاَ يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ{20} أَمْواتٌ غَيْرُ أَحْيَاء وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ{21} النحل

{قُلِ ادْعُواْ الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلاَ يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلاَ تَحْوِيلاً }الإسراء56

{ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ }الحج62

{إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }العنكبوت42

{ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ }لقمان30

{إِن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ }فاطر14

{أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ }الزمر36

{وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لَا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ }غافر20

فهل تأملت جيد هذه الآيات فلك هذا الآيات الأخر التي تعلمك بأن الله قريب مجيب الدعاء

فأتقي الله ولا تدعو غير الله , فالله لم يترك هملا وإنما قال

{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ }البقرة186
وقال أيضا
{قُلِ ادْعُواْ اللّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَـنَ أَيّاً مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً }الإسراء110
وقال سبحانه وتعالى
{وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ }غافر60

{وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً }الجن18

فهذا ما تسنى لي كتابته فإن وفقت فهذا من فضل ربي وإن كان غيره فهذا تقصير مني
ولا تنسونا من الدعاء الصالح ونشره لتعم الفائدة للجميع وبارك الله فيكم




منقول







 
قديم 24-07-16, 09:46 PM   رقم المشاركة : 2
عبد المجيد
عضو نشيط







عبد المجيد غير متصل

عبد المجيد is on a distinguished road


بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله واله وصحبه


المبحث الرابع
«آراء الأحباش الاعتقادية»

لقد سلك الأحباش في تقريرهم للعقيدة مسلك أهل الكلام حيث قاموا بتعطيل بعض الصفات وتأويل البعض الآخر، وأما في توحيد الألوهية فنجد أنهم يسلكون مسلك القبوريون من المتصوفة ومن شابههم.
لذلك سأقوم بعرض مجمل لأهم معتقداتهم مع الرد عليهم – إن شاء الله تعالى – .
نلاحظ أن الأحباش استنفذوا طاقتهم في إثبات وجود الله تعالى وتقرير ربوبيته علماً بأن هذا التوحيد تقر الفطر السليمة بثبوته، إلا أنهم صنعوا ذلك محاكاة لصنعي المتكلمين الذين أثر عنهم هذا الفعل.

أ/ أول واجب عند الحبشي:
يرى الحبشي أن أول واجب على المكلف هو معرفة الله تعالى حيث قال: « موضوع هذا العلم – علم التوحيد – النظر في الخلق لمعرفة الخالق»([1]).
فنجد أن الحبشي ومن تبعه قد أطنبوا في التدليل على هذا الاعتقاد بالعقل وأقوال المتكلمين.

الرد على ذلك:
أقول: يعتقد أهل السنة والجماعة أن أول واجب على المكلف هو توحيد الله تعالى وعبادته، وهذا ثابتٌ بالكتاب والسنة، وأما معرفة الله تعالى فهي فطرية كما قال تعالى: (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) (الروم:30).
وكما قال النبي – صلى الله عليه وسلم –: ( كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه... الحديث)([2]).
لكن الحبشي يرى أن إسلام الشخص لا يقبل حتى يسأل هل تأملت الكون فقادك هذا التأمل للإسلام؟ فإن قال نعم قبلوا إسلامه وإن قال لا أمره أن يتأمل حتى يصل إلى يقين بوجود الله تعالى ثم يسلم !!.
أقول: هل كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يمتحن من أراد الإسلام ويقول له هل نظرت إلى الكون ثم أيقنت بوجود الله تعالى، أم كان يقبل إسلامه مباشرة كما صنع مع الوفود الذين كانوا يأتون زمراً وأفواجاً فيقبل إسلامهم دون سؤالهم عن سابق معرفتهم لله تعالى.
فإما أن يكون الرسول – صلى الله عليه وسلم – على الحق أو تكونوا على سنة أهدى مما كان عليه الرسول – صلى الله عليه وسلم – .

ب/ معنى العبادة عند الأحباش:
زعم الحبشي أن العبادة هي: (( نهاية والخضوع لله))، وزعم أن هذا معنى العبادة عند أهل اللغة، ورتب على هذا الفهم جواز دعاء غير الله تعالى وسؤال غيره والتوسل وطلب ما لايقدر عليه إلا الله تعالى بشرط عدم التذلل إلا لله تعالى. يقول الحبشي في كتابه (( الدليل القويم)): ( العبادة نهاية التذلل، فلا يجوز أن يتذلل العبد هذا التذلل لغير الله؛ فمن صرف ذلك لغير الله فقد عبد غير الله، وليس عبادةً لغير الله مجرد النداء لحي أو ميت، ولا مجرد التعظيم، ولا مجرد الاستغاثة بغير الله، ولا مجرد قصد قبر ولي للتبرك، ولا مجرد طلب ما لم تجر به العادة بين الناس، ولا مجرد صيغة الاستعاذة بغير الله تعالى، أي ليس ذلك شركاً)([3]).

الرد على ذلك:
زعم الحبشي أن العبادة في اللغة لا تأتي إلا بمعنى الخضوع فقط دعوى عارية عن الصحة؛ وهذا ناتج عن عدم أمانته في النقل وسبب ذلك لأنه لو نقل معنى العبادة في اللغة نقلاً صحيحاً لبطل قوله في صرف الدعاء والتوسل لغير الله تعالى، فانظر أخي الحبيب كيف يصنع الهوى بصاحبه.
قول أهل اللغة في العبادة:
1. قال الزجاج: « ومعنى العبادة في اللغة الطاعة مع الخضوع»([4]).
2. وقال الفيروز آبادي: « العبادة: الطاعة»([5]).
3. قال أبو بكر الرازي: « العبادة: الطاعة»([6]).
ومعنى كلام أهل اللغة: أن أيَّ فعلٍ فيه طاعة يكون عبادة وبالتالي لا يجوز صرف العبادة لغير الله تعالى.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: « العبادة: اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة. مثل: الصلاة ففعلها عبادة، وهو التعبد ونفس الصلاة عبادة، وهو المتعبد به»([7]).
وعلى قول الحبشي يكون الرسول – صلى الله عليه وسلم – قد أخطأ عندما قاتل مشركي العرب واستحل دماءهم وأموالهم لأنهم يعرفون الله تعالى ويخضعون له قال تعالىوَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ) (لقمان:25).

ج/ مجمل اعتقاد الحبشي في الصفات:
لقد أطال الحبشي في البحث في صفات الله تعالى، فلا يكاد يخلو كتاب من كتبه من البحث في هذا الموضوع، بل وأفرد لها كتاباً مستقلاً أسماه: « شرح الصفات الثلاث عشرة الواجبة لله تعالى».
وقرر أن المذهب الحق في باب الصفات هو مذهب الأشاعرة والماتريدية، وأنهم يمثلان حسب زعمه « مذهب أهل السنة والجماعة».
يقول الحبشي : ( جرت عادة العلماء المؤلفين في العقيدة من المتأخرين على قولهم: إن الواجب العيني المفروض على كل مكلف – أي البالغ العاقل – أن يعرف من صفات الله تعالى ثلاث عشرة صفة: الوجود والقدم، والمخالفة للحوادث، والوحدانية، والقيام بنفسه، والبقاء، والقدرة، والإرادة، والحياة، والعلم، والكلام، والسمع، والبصر. وأنه يستحيل على الله ما ينافي هذه الصفات....)([8]).

الرد على ذلك:
نلاحظ أن الحبشي قد وافق متأخري الأشاعرة الذين يقولون بثلاث عشرة صفة لله تعالى في حين متقدمي الأشاعرة لم يثبتوا إلا سبع صفات ومعول هؤلاء جميعاً في إثباتهم لهذه الصفات العقل.
فاعتماد فرق المتكلمين على العقل في إثبات أمر غيبي خطأ؛ وذلك لأن صفات الله تعالى لا تعرفها إلا عن طريق الشرع فلماذا يعدل هؤلاء عن الشرع إلى العقل؟ وكيف يعتمد على العقل الذي ليس له ضابط فعقول الناس متفاوتة، فعلى أي عقلٍ نستقر في إثبات الأسماء والصفات.
لذلك نجد تخبط الأشاعرة فإمامهم أبو الحسن الأشعري مرة يكون على مذهب المعتزلة ومرة على مذهب الكلابية حتى استقر به الأمر على مذهب أهل السنة والجماعة، وكذلك كان هذا التخبط عند اتباعه والمنتسبين إليه فبعضهم لا يثبت إلا سبع صفات فقط ويكفر من أثبت غيرها، والبعض الآخر يزيد عليها بعض الصفات الخبرية مثل: اليدين والعينين والوجه صفات ثابتة للرب تعالى، والسبيل إلى إثباتها دون قضية العقل...)([9]).
والبعض يوصلها إلى ثلاث عشرة صفة وكلٌ يزعم أن العقل هو الذي دل على هذه الصفات فقط ويكفر من يخالفه.
أما أهل السنة والجماعة فهم على نورٍ وبرهان فمن أولهم إلى آخرهم لم يختلفوا على هذه المسألة فهم ( يثبتون ما أثبته الله لنفسه وأثبته له رسوله – صلى الله عليه وسلم – من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل)، فلو فتشت في عقائد المتقدمين والمتأخرين منهم لوجدتها واحدة وذلك بسبب اتفاقهم على ضابط محدد لايتغير ولا يتبدل وهو ( الشرع).
القول في بعض الصفات كالقول في بعضها الآخر:
فيقالللأحباشكماأثبتمالكلاموالسمعوالبصرللهوغيرهامنا لصفاتالثلاثعشرة،أثبتوا
الصفاتالأخرىالتيأولتموهامثلالاستواءوالمجيءوالنزول، فلافرقبينماأثبتموه
وبينمانفيتموهبتأويله،بلالقولفيأحدهماكالقولفيالآخر.
-2 القول في الصفات كالقول في الذات:
ويقالللأحباشأنكمأثبتمللهذاتاًحقيقيةًلاتماثلذواتالم خلوقين،فكذلكفللهصفاتحقيقية
لاتماثلصفاتالمخلوقينالتينفيتموهاخوفالتشبيهوالتجسيم .
-3 الاتفاق في الألفاظ لا يعني الاتفاق في المعنى:
فمثلاًذكرالقرآنأنواعاًمنفاكهةالجنة،وهذهالفاكهةتتشا بهمعفاكهةالدنيافيالاسم،
بقوله: "فيهامالاعينولكنفيالطعمواللونوالشكلهناكاختلافكبير ،وهذامايؤكده
رأت،ولاأذنسمعت،ولاخطرعلىقلببشرٍ"( 2)،وهذاالاختلافبينالمخلوقين،فكيفبين
الخالقوالمخلوق،بلويردعلىالحبشيمنكلامهحيثيقول: "وأمااتفاقاللفظفلايعنياتفاق
المعنى"( 3) ،وهذاتناقضواضحفيمايقولالحبشيويعتقد.
عن ربه، يجب الإيمان به سواء عرفنا معناه أو لم نعرف،لأن-4 إن ما أخبر به الرسول
الصادقالمصدوقأخبربه،فماجاءفيالكتابوالسنةيجبالإيمان بهمنكلمؤمنوإن
لميفهممعناه.
د/ عقيدة الأحباش في الإيمان:
لقد وافق الأحباش المرجئة في تعريف الإيمان، فهم يرون أن الإيمان مجرد التصديق بالقلب والنطق باللسان أما الأعمال فلا تدخل في الإيمان أي أن الذي لا يصلي ولا يصوم وغيرها من أركان الإسلام ويفعل الموبقات لا يكفر ما دام أنه مصدق بالله تعالى في قلبه ناطق بالشهادة في لسانه وأنه لا بد أن يدخل الجنة ولا تمسه النار!!!.
يقول الحبشي في تعريف الإيمان: ( الإيمان لغة التصديق، وشرعاً تصديق مخصوص بما جاء به النبي – صلى الله عليه وسلم –، فمن آمن بما جاء به النبي – صلى الله عليه وسلم – وصدق ذلك بالنطق بالشهادتين بلسانه فهو مسلم مؤمن إن مات على ذلك لابد أن يدخل الجنة..)([10]).
وقال أيضاً: ( من آمل بالله ورسوله ثم لم يعمل شيئاً من الفرائض ليس بكافر)([11]).

الرد على ذلك:
حاصل قول الحبشي في الإيمان إخراج الأعمال عن مسمى الإيمان فليست الصلاة والحج وغيرهما من الأعمال الواجبة من الإيمان في نظر الحبشي، وأنا سأذكر بعض النصوص التي تدل على أن الأعمال من الإيمان:
1. قال تعالى: (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ )(البقرة: من الآية143) فبإجماع أهل التفسير أن الإيمان هنا المراد به الصلاة؛ وذلك لأن الله تعالى لما أمر الرسول أن يتحول بالقبلة من بيت المقدس إلى بيت الله الحرام تساءل المسلمون عن تلك الصلوات التي كانوا يؤدونها إلى بيت المقدس ما مصيرها؟ فبين الله تعالى أنه لايضيع أجر تلك الصلوات.
2. عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم –: «الإيمان بضع وستون أو سبعون شعبة أدناه إماطة الأذى عن الطريق وأرفعها قول لا إله إلا الله»([12]). ففي هذا الحديث عد الرسول – صلى الله عليه وسلم – إماطة الأذى من الإيمان. فكيف يكون مجرد التصديق بالقلب والقول باللسان منجي من عذاب الله يوم القيامة حتى وإن فعل الكبائر!! نعوذ بالله من الضلال.
3. عن أبي هريرة قال: «خرجنا مع رسول الله إلى خيبر ففتح الله علينا فلم نغنم ذهباً ولا ورقاً غنمنا المتاع والطعام والثياب، ثم انطلقنا إلى الوادي ومع رسول الله عبدٌ له وهبه له رجل من جذام يسمى رفاعة بن يزيد من بني الضبيب، فما نزلنا الوادي قام عبد رسول الله يحل رحله فرُمي بسهم فكان فيه حتفه. فقلنا: هنيئاً له الشهادة يا رسول الله !!.
فقال: كلا والذي نفس محمد بيده إن الشملة لتلتهب عليه ناراً أخذها من الغنائم يوم خيبر لم تصبها المقاسم.
قال: ففزع الناس.
فجاء رجل بشراك أو شراكين فقال يا رسول الله أصبت هذا يوم خيبر. فقال رسول الله: شراك من نار أو شراكان من نار» متفق عليه.
فانظر إلى هذا الرجل صدَّق بقلبه بالرسول ونطق بلسانه وخرج مجاهداً ثم استشهد في سبيل الله إلا أنه أصابه العذاب لأخذه شملة لم تقسم من الغنائم، فكيف يقول عبدالله الحبشي أنك لو فعلت ما فعلت من المعاصي فما دام أنك مصدق بالرسول وناطق بالشهادة فإنك ستدخل الجنة دون أن يمسك عذاب!! إذاً لا تصلي ولا تعمل الصالحات وافعل ما بدا لك فالموعد الجنة!!.

هـ/ موقف الحبشي من التكفير:
يكفر الحبشي بإطلاق، ولا يشترط لهذا التكفير تحقيق شروطه وانتفاء موانعه، لذلك فقد كفر كل من خالفه في اعتقاده ولا عجب فهذا هو عادة أهل الأهواء والفرقة.

الرد على ذلك:
إن القول الحق في مسألة التكفير أن هناك فرق بين أمرين:
1. التكفير الوصفي: وهو تكفير الفعل دون الفاعل مثل: أن تقول: كل من سجد لصنم فهو كافر.
2. التكفير العيني: وهو أن تقول: فلان بن فلان كافر. فأما الأول فحق بإجماع أهل السنة، وأما الثاني فلا يجوز أن تكفره مباشرة حتى تقوم في حقه شروط التكفير وتنتفي الموانع. لماذا؟ لأنه ربما فعل مكفراً لكنه عن جهل مثل: المسلم الجديد إذا دخل في الإسلام وتبرك بقبرٍ معتقداً أن هذا الفعل جائز فنقول أن فعل هذا الرجل كفر أما هو فلا يكفر لجهله فإذا علم وأقيمت عليه الحجة فأصر فهو كافر بعينه. إذاً لا نكفره ابتداءً حتى تقام عليه الحجة.
شروط التكفير:
1. أن يكون عالم بالحكم.
2. أن يكون مكلفاً.
3. أن يكون مختاراً.
4. أن يكون متأولاً.
أما تكفير الناس مباشرة دون تحرٍ وتثبت فهذا ضلال وأفتيات على الله عز وجل.
عن أبي واقد الليثي قال: خرجنا مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إلى حنين ونحن حدثاء عهد بكفر، وللمشركين سدرة يعكفون عندها، وينوطون بها أسلحتهم يقال لها: ذات أنواط.
فقلنا: يارسول الله أجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط.
فقال رسول الله : « الله أكبر إنها السنن، قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنوإسرائيل لموسى اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة...) رواه الترمذي وصححه.
فالرسول – صلى الله عليه وسلم – لم يكفر هذا الصحابي مع أن قوله كفر؛ وذلك لأنه حديث عهد بكفر فلجهله بالحكم لم يكفره، ومن نعمه الله على هذا الصحابي أن الحبشي لم يكن موجوداً وإلا كفره وأخرجه عن الملة!.


و/ الحاكمية عند الحبشي:
على الرغم من تشدد الأحباش وغلوهم في التكفير، ومجازفتهم في تكفير علماء المسلمين فضلاً عن عوامهم بغير حق، نجدهم على النقيض في التعامل مع من يرفضون تحكيم شرع الله من العلمانيين الذين يرفضون الدين ويحكمون القوانين الوضعية فالأحباش لا يجوزون تكفيرهم بل أعطوهم الشرعية وفوق ذلك وقفوا حصناً منيعاً في الدفاع عنهم، فوصموا من يطالب بتحكيم شرع الله ونبذ القوانين بأنهم خوارج.
يقول الحبشي: « فمن لم يحكم شرع الله في نفسه فلا يؤدي شيئاً من فرائض الله ولا يجتنب شيئاً من المحرمات، لكنه قال ولو مرة في العمر: لا إله إلا الله فهذا مسلم مؤمن..»([13]).
وقد ألف الأحباش كتاب: « النهج السوي في الرد على سيد قطب وتابعه فيصل مولوي)، شنوا فيه هجمة شرسة على المطالبين بتحكيم شرع الله، ولم يكفرا من حكم بغير ما أنزل الله تعالى، بل وصفوا من كفرهم بأنهم خوارج.

الرد على ذلك:
إن الحكم من إرسال الرسل تعبيد الناس إليه سبحانه وتعالى، فالله تبارك وتعالى لا يرضى أن يصلى أو يدعى أو يذبح أو يسجد لغيره وهو كذلك لا يرضى أن يحكم بغير حكمه.
إلا أن الحبشي فرق بين الأمور الواجبة لله تعالى فجعل التحاكم لغير الله تعالى كبيرة وليس بكفر، ومعلوم عند أهل التفسير أن الله تبارك وتعالى وصف بني إسرائيل بالكفر لأنهم عطلوا حد الرجم في شرفائهم وأقاموه على ضعفائهم فوصفهم سبحانه وتعالى بالكفر؛ لامتناعهم عن تطبيق شرعه في مسألة معينة، فكيف بمن عطل حكم الله تعالى بالكلية وأنشأ محاكماً تحكم بغير شرع الله، وأقام مشرعين يشرعون الأحكام بدلاً عن حكم الله تعالى، ثم حمل الناس على التحاكم لها أليس هذا كفر ومشاركة لله تعالى في شيء من خصائصه؟!.
لكن كيف نجمع بين قوله تعالى في كتابه العزيز عندما وصف من لم يحكم بشرعه تارة بالكفر وتارة بالظلم وتارة بالفسق.
أقول: قسم العلماء التحاكم إلى غير شرع الله تعالى إلى أقسام:
1. من حكم بغير ما أنزل الله تعالى معتقداً أن القانون الوضعي أفضل فهو كافر.
2. من حكم بغير ما أنزل الله تعالى معتقداً أن القانون الوضعي مساوٍ لحكم الله فهو كافر.
3. من حكم بغير ما أنزل الله تعالى معتقداً أن القانون أقل من شرع الله إلا أنه حكمه وأقام له المحاكم وحمل الناس على ذلك فهو كافر.
4. من حكم بشرع الله تعالى في جميع الأمور إلا إنه في حالة واحدة عرضية حكم الهوى كأن يكون قريبة زنى وهو محصن ثم لم يقم عليه الحد معتقداً أنه مخطيء ومخالفٌ للشرع فهذا فاسق ظالم. والفرق بين هذه الحالة وفعل بني إسرائيل أن بني إسرائيل جعلوه مستمراً الشريف دائماً لا يقام عليه الحد والوضيع يقام عليه الحد، أما في هذه الحالة فإنه يقم الحد على الشريف والوضيع لكن لما كان هذا الجاني قريباً له صرف الحكم للقرابة أو الصداقة وهكذا.
5. من حكم بشرع الله تعالى دائماً فهذا هو الحاكم العادل.

ز/ موقف الأحباش من الصحابة:
يمتنع الحبشي من القول بعدالة جميع الصحابة، وخصصوا وصف العدالة بطبقة عليا منهم، أما ماعداهم فلا يدخلوا في هذه العدالة، لذلك قام الحبشي بتحريف الأحاديث الصحيحة الدالة على الثناء عليهم جميعاً والنهي عن سبهم.
ومراد الحبشي من هذا التفصيل بين الصحابة أن يجعل ذلك دهليزاً لسب بعض الصحابة والنيل منهم كعادة أصحاب الفرق الضالة.
فمعاوية بن أبي سفيان – رضي الله عنه – نال منه الحبشي وزعم أنه: طالب للدنيا وطامع في الملك وأنه ممن مات ميتة جاهلية فسبته وشتمه.
قال الحبشي: « ... صح أيضاً: " من خلع يداً من طاعة لقي الله يوم القيامة لا حجة له، ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية"([14]) فالجزء الثاني من الحديث ينطبق على كل من قاتل علياً ولم يتب من ذلك»([15]).
وقال في موضع آخر: ( معاوية كان أنانياً )([16]).

الرد على ذلك:
ويمكن لنا أن نقيم الرد على شقين:
1. بيان فضل جميع الصحابة:
لقد وردت أحاديث عديدة في بيان فضل الصحابة، منها على سبيل المثال:
أ/ قول الرسول – صلى الله عليه وسلم –: « الله الله في أصحابي لا تتخذوهم غرضاً من بعدي، فمن أحبهم فبحبي أحبهم، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم»([17]).
ب/ وقول الرسول – صلى الله عليه وسلم –: « لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحدٍ ذهباً مابلغ مدَّ أحدهم ولا نصيفه)([18]).
فالرسول – صلى الله عليه وسلم – بين فضل جميع الصحابة ولم يفرق بينهم ولو أراد التفريق لقال: لا تسبوا المهاجرين أو الأنصار وهكذا فلما عمم عليه الصلاة والسلام دل على شمول جميع الصحابة، وحصر الحبشي النهي عن سب الصحابة في السابقين الأولين تحكم بغير دليل.
فأبابكر رضي الله عنه حيث أغلظ القول على سلمان وبلال قال له الرسول – صلى الله عليه وسلم –: « يا أبا بكر لعلك أغضبتهم، لئن كنت أغضبتهم: لقد أغضبت ربك»([19]).
هل هذا يدل على أن بلال وسلمان أفضل من أبي بكر أو أن أبابكر ليس من الصحابة؟!!.
قال ابن عبدالبر: « ونحن وإن كان الصحابة رضي الله عنهم قد كفينا البحث عن أحوالهم لإجماع أهل الحق من المسلمين وهم أهل السنة والجماعة على أنهم كلهم عدول فواجب الوقوف على أسمائهم»([20]).
وقال إمام الحرمين الجويني: « ولعل السبب فيه – أي في عدالة الصحابة – أنهم نقلة الشريعة»([21]).
وقال الحافظ ابن كثير: « والصحابة كلهم عدول عند أهل السنة والجماعة لما أثنى الله عليه في كتابه العزيز، وبما نطقت به السنة النبوية في المدح لهم في جميع أخلاقهم وأفعاله...»([22]).


ل/ بيان موقف معاوية رضي الله عنه:
معاوية رضي الله عنه صاحب رسول الله، وكاتب وحيه، وخال المؤمنين، وولاه عمر رضي الله عنه أمرة بلاد الشام وعمر أعلم بحال الرجال، فقام بالجهاد وسد الثغور.
ولم يكن معاوية يزاحم علياً على السلطة، فقد قال ابن كثير: «وقد ورد من غير وجه أن أبا مسلم الخولاني وجماعة معه دخلوا على معاوية فقالوا له: أنت تنازع علياً أم أنت مثله؟.
فقال: والله أني لا أعلم أنه خير مني وأفضل، وأحق بالأمر مني، ولكن ألستم تعلمون أن عثمان قتل مظلوماً، وأنا ابن عمه، وأنا أطالب بدمه، وأمره لي؟ فقولوا له فليسلِّم إليَّ قتلة عثمان وأنا أسلم له أمره.
فأتوا علياً، فكلموه في ذلك، فلم يدفع إليهم أحداً، فعند ذلك صمم أهل الشام على القتال مع معاوية)([23]).
فهذا الأثر يدل على أن معاوية – رضي الله عنه – كان متأولاً في قتاله مع علي – رضي الله عنه –، وكما قال أهل السنة في الفتنة التي وقعت بين الصحابة فمن أصاب فله أجران ومن أخطأ فله أجر اجتهاده.

ح/ البدعة عند الأحباش:
يرى الأحباش أن البدعة تنقسم إلى قسمين حسنة وسيئة؛ لذلك جعل الأحباش أن ما يحدثه الحبشي من أمور في العبادة وغيرها هي من قبيل البدعة الحسنة التي يؤجر عليها فاعلها.

الرد على ذلك:
أن القول بأن البدع منها ما هو حسن ومنها ماهو سيء مناقض للأدلة الشرعية الواردة في بيان كمال الدين، وأن البدع كلها سيئة وليس فيها ما هو حسن، فالنصوص الواردة ذامة للبدع جميعاً وليس فيها تخصيص.
قال الإمام مالك:« من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة، فقد زعم أن محمداً – صلى الله عليه وسلم – خان الرسالة، لأن الله تعالى يقول: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً )(المائدة: من الآية3)، فما لم يكن يومئذ ديناً، فلا يكون اليوم ديناً)([24]).

([1]) الدليل القويم (ص25)

([2]) أخرجه البخاري برقم (1359)

([3]) انظر: الدليل القويم على الصراط المستقيم (173)

([4]) معاني القرآن (1/48)، وتهذيب اللغة (2/234).

([5]) القاموس المحيط، مادة ( عبر).

([6])مختار الصحاح (ص172).

([7]) العبودية (ص31 – 32).

([8]) الصراط المستقيم (ص30).

([9]) الإرشاد ( ص 155).

([10]) إظهار العقيدة السنية (ص 227).

([11]) النهج السليم (ص31).

([12]) رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي والترمذي وابن ماجه.

([13]) الدليل القويم ( ص 9 – 10 )

([14]) السنن الكبرى للبيهقي (8/174).

([15]) صريح البيان (ص244).

([16]) الدر المفيد (ص183).

([17]) أخرجه الترمذي في سننه، كتاب المناقب، وابن حبان في صحيحه، باب فضل الصحابة والتابعين.

([18]) أخرجه البخاري ( 3/1343) برقم (3470)، ومسلم (4/1967) برقم (2540).

([19]) صحيح مسلم برقم (2502).

([20]) الاستيعاب على حاشية الإجابة (1/8).

([21]) فتح المغيث شرح ألفية الحديث (3/112).

([22]) الباعث الحثيث ( ص 181 – 182 ) .

([23]) البداية والنهاية (11/425).

([24]) الاعتصام للشاطبي (1/64)







 
قديم 24-07-16, 09:47 PM   رقم المشاركة : 3
عبد المجيد
عضو نشيط







عبد المجيد غير متصل

عبد المجيد is on a distinguished road


كيف تطحن حبشيا

الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيد الخلق محمد وعلى آله وصحبه ومن استن بسنته الى يوم الدين.

أما بعد:
فقد أصدر الأحباش نشرة بعنوان: " كيف تطحن وهابيا" وكانت نشرة مليئة بالكذب. وأول كذبهم مخالفتهم التوحيد أول مبادئ الاسلام يحلون للناس ما هو أحرم من أكل الربا وأكل لحم الخنزير ألا وهو إباحة الشرك ودعاء غير الله بحجج واهية يحسبها الظمآن ماءا. وها أنا أرد عليهم بما يطحن ما ظنوه طحنا وذلك من كتاب الله وسنة نبينا صلوات الله وسلامه عليه وكلام الأئمة المعتبرين عندهم. فإن عندنا من أدلة كتاب الله ما ليس عندهم. الطحن الأول شرك الاستعاذة بغير الله روى البخاري عن أحمد قوله بأنه لا يستعاذ بمخلوق (خلق أفعال العباد 123). والأحباش يحتجون برواية في المسند عن الحرث بن حسان البكري (أعوذ بالله ورسوله). ليجيزوا الاستعاذة بغير الله. وهذه استعاذة بحي بحاضر جائزة. ولو فهم أحمد مما رواه في مسنده ما تفهمون لأجاز الاستعاذة بغير الله. روى البخاري قول شيخه نعيم بن حماد: لا يستعاذ بمخلوق " ( ) واحتج أحمد بحديث خولة بنت حكيم أن رسول الله  قال " من نزل منزلا فقال أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق : لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك " ( ). قال الحافظ ابن حجر العسقلاني » لا يستعاذ إلا بالله أو بصفة من صفاته« (فتح الباري 11/546). وقال بأنه لا يستعاذ بغير الله واحتج بأحمد بل واحتج برواية (واذا استعذت فاستعذ بالله) (فتح الباري 13/381) . قال الخطابي " كان أحمد يحتج بحديث "أعوذ بكلمات الله التامات " بأن النبي لا يستعيـذ بمخلوق " ( ) . وأكده المرداوي الحنبلي في الإنصاف (2/ 456). قال البيهقي بعد ذكر بعض أحاديث الاستعاذة بكلمات الله " ولا يصح أن يستعيذ بمخلوق من مخلوق" (الاسماء والصفات 241). قال ابن خزيمة في التوحيد ( 1 / 401) " فهل سمعتم عالماً يجيز أن يقول الداعي : أعوذ بالكعبة من شر ما خلق ؟ هذا لا يقوله مسلم يعرف دين الله ، محال أن يستعيذ مسلم بخلق الله من شر خلقه " ؟ قال الشعراني » ولو أن أحداً من الخلق كان يكفي أن نستعيذ به لأمرنا الله أن نستعيذ بمحمد  أو بجبريل أو غيرهما من الأكابر، ولكن عَلِمَ الله عجز الخلق عن رد كيده إلا مع استعاذتهم بالله عز وجل" [لطائف المنن والأخلاق 583 في التحدث بنعمة الله على الإطلاق]. الطحن الأول بالقرآن لقد كنت أريد أن أباشر الرد على احتجاجهم بقصة ابن عمر في خدر الرجل ولكني سوف أبتدئ هذا الشريط بسرد الآيات الناهية عن دعاء غير الله واعتباره كفرا وشركا. وذلك قبل الشروع في الرد على احتجاجهم بخدر رجل ابن عمر وذلك لسببين: الأول : تعظيما لكتاب الله ولبيان أن القرآن خصم لهذه العقيدة الشركية التي يدعو إليها الأحباش وأن أدلة القرآن أقوى الأدلة. وأنه لا قيمة لأي قول يخالف قول الله وقول رسوله فإن رسول الله  قد ضمن العصمة لنا من الضلالة باتباع كتاب الله وسنة نبيه . الثاني: لأبين للجميع أن الأحباش لا يستطيعون الاتيان بدليل واحد من القرآن ليثبتوا جواز الاستغاثة بغير الله. فإن الآيات التي تنهى عن دعاء غير الله كثيرة، فهم لن يجدوا آية من القرآن تؤيد شركهم. ولهذا أتحداهم أن يأتوا بآية واحدة من القرآن تؤيد شركهم. أما نحن فأدلتنا من القرآن كثيرة جدا. تأملوا بعناية هاتين الآيتين قبل كل شيء: أمرنا الله بإخلاص الدين في الدعاء والعبادة  قال تعالى {فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ } [الزمر 3] لا شك أننا مأمورون بالإخلاص في عبادة الله .  وقال تعالى {فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ } [ غافر 14]. وفي آية أخرى {هُوَ الْحَيُّ لا إِلَهَ إِلا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ } [غافر65]. وهذه الآيات تأمرنا بالإخلاص لله في الدعاء. وتبين التلازم بين الدعاء والعبادة. وتفيد وجوب الإخلاص في العبادة وفي الدعاء. فمن دعا غير الله فيما يختص به اللله من الدعاء فقد أشرك بالله وإن قال لا اله الا الله. قال تعالى {فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ} [العنكبوت65] وفي هذه الآية يصف الله من لم يخلصوا لله في دعائهم بأنهم يشركون. دعاء غير الله قمة الضلال  قال تعالى {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَن لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَومِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ } [الأحقاف5]. وقال  {يدعو من دون الله ما لا يضره وما لا ينفعه: ذلك هو الضلال البعيد}". {الحج} والعجيب أن الأحباش زعموا في نشرتهم (كيف تطحن وهابيا) بأن الاحتجاج ضدهم بهاتين الآيتين إنما هو للتمويه، ولم يجيبوا عن هاتين الآيتين بشيء سوى هذه الكلمة. دعاء الاستغاثة باطل قال ابن قتيبة في قوله تعالى (وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين) " أي ادعوهم ليعاونوكم على سورة مثله، ومعنى الدعاء ههنا الاستغاثة، ومنه دعاء الجاهلية وهو قولهم: يا آل فلان، إنما هو استغاثتهم" (غريب القرآن لابن قتيبة 43). الأحباش يصرحون بأن الاستغاثة بغير الله مكروهة ولا ثواب فيها ونسألهم وشيخهم: إذا كنتم ترون الاستغاثة بغير الله أمرا مشروعاً: فعله الرسول والصحابة بعده: فكيف يقول شيخكم بأن ترك الاستغاثة بغير الله أحسن" (كما هو مسجل بصوته في شريط خالد كنعان المشهور)؟ واعترف أتباع شيخكم في نشرتهم بأن قول القائل (المدد يا رسول الله) لا ثواب له فيه [أنظر الدائرة العلمية 27 وفتوى نبيل الشريف في مجلة منار الهدى 15/33]. فشيء لا ثواب فيه وهو مكروه لماذا تحاربون المسلمين على رفضه؟ إذا كان عندكم مكروهاً فكيف تكرهون شيئاً تدعون مشروعيته؟ وكيف تستحسنون للناس ترك شيء شرعه الله بزعمكم؟ تجعلون الاستغاثة بغير الله عقيدة توالون وتعادون عليها وهي عندكم شيء مكروه؟ النهي عن دعاء غير الله نهي قرآني لا عبرة بغيره  قال تعالى {فلا تدعوا مع الله أحدا} [الجن18] فهذا نهي يفيد العموم.  وقال {قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَمَّا جَاءنِيَ الْبَيِّنَاتُ مِن رَّبِّي وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [غافر66] هذه الآية تدل على أن الدعاء عبادة. وهي نص على أن دعاء غير الله مناف للإسلام لرب العالمين. دعاء غير الله شرك قال تعالى {قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا} [الجن20] وقال {وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [القصص87]. وقال {ذَلِكُم بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِن يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا } [غافر12]  وقال {فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ } [العنكبوت29]  وقال {قُلْ أَرَأَيْتُكُم إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللّهِ تَدْعُونَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ. بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاء وَتَنسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ [الأنعام 40 ] . فهذه الآيات تدل على أن دعاء غير الله شرك.  وقال {وَإِذَا رَأى الَّذِينَ أَشْرَكُواْ شُرَكَاءهُمْ قَالُواْ رَبَّنَا هَـؤُلاء شُرَكَآؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُوْ مِن دُونِكَ فَألْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ} [النحل 86] فهؤلاء المشركون كانوا يدعون بشرا مثلهم كما قال تعالى [إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم] وهؤلاء البشر يتبرءون منهم. فتأمل كيف وصف الله دعاء غيره بالشرك. وموضوع الآيات كان الدعاء وليس الصلاة أو السجود. دعاء غير الله كفر  قال تعالى {فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ولو كره الكافرون } [ غافر 14] فالكافرون يكرهون أن يدعى الله وحده.  وقال {حَتَّى إِذَا جَاءتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ قَالُواْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ قَالُواْ ضَلُّواْ عَنَّا وَشَهِدُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُواْ كَافِرِينَ } [ الانعام 130] قارنها بهذه الآية {ثُمَّ قِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تُشْرِكُونَ 73 مِن دُونِ اللَّهِ قالوا ضلوا عنا بَل لَّمْ نَكُن نَّدْعُو مِن قَبْلُ شَيْئًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ الْكَافِرِينَ} [غافر 73] الآية الأولى: أين ما كنتم تدعون من دون الله. والآية الثانية: أين ما كنتم تشركون.  وقال {وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لا يَسْتَجِيبُونَ لَهُم بِشَيْءٍ...} الى أن قال {وَمَا دُعَاء الْكَافِرِينَ إِلا فِي ضَلالٍ} [الرعد 14]. مرتكب الشرك مشبه لله بخلقه  قال تعالى { فَلا تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ } [البقرة22]. سئل  أي الذنب أعظم؟ قال "أن تجعل لله نداً وهو خلقك" قال الشيخ ملا علي قاري "أي تجعل نظيراً لله في دعائك وعبادتك" [مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح 1/218. محققة]. فالشرك تشبيه لله بخلقه، قال تعالى {تَاللَّهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ 97 إِذْ نُسَوِّيكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ} يحلف الذين كانوا يدعون الأولياء أنهم كانوا يشبهونهم برب العالمين.وقال تعالى {وَإِذَا مَسَّ الإنسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِّنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِن قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَندَادًا لِّيُضِلَّ عَن سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلا إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّار} [الزمر 8] قال الطبري "كانت العرب تقر بوحدانية الله غير أنها كانت تشرك به في عبادته" [تفسير الطبري 1/128]. دعاء غير الله تأليه لغير الله  وقال {وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ} [المائدة116] لأنهم يدعون مريم مع الله فهو تأليه لها وإن لم يصرحوا بأنها إلهة مع الله. قال تعالى {فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ مِن شَيْءٍ } [هود101].  الدعاء في لغة القرآن والحديث هو العبادة  قال تعالى {قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَمَّا جَاءنِيَ الْبَيِّنَاتُ مِن رَّبِّي وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ } [الأنعام56] فدعاء غير الله مناف للإسلام لرب العالمين.  وقال {يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُ وَمَا لا يَنفَعُهُ ذَلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ } [الحج12] فوصف الله دعاء غير الله بأنه ضلال بعيد.  وقال {وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَـؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ} [يونس18]  وقال {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ. إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي} [غافر60]. قال السدي: أي دعائي [تفسير الطبري مجلد 16 ج24 ص51] قال الحافظ "وضع عبادتي موضع دعائي" [فتح الباري 11/95] وهذا دليل على أن الدعاء مستلزم للعبادة. أليس الله بكافيكم حتى تلتجئوا إلى غيره؟  قال تعالى {أليس الله بكاف عبده} [الزمر] قال الزبيدي "وقبيح بذوي الإيمان أن ينزلوا حاجتهم بغير الله تعالى مع علمهم بوحدانيته وانفراده بربوبيته وهم يسمعون قوله تعالى {أليس الله بكاف عبده}. ثم صرح الزبيدي بأن الله هو الوحيد المستحق للالتجاء إليه والاستعانة به في جميع الأمور والاستغناء به عن غيره" [إتحاف السادة المتقين 9/498 وانظر 5/119]. لا يكشف الضر إلا الله  وقال تعالى {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ} [النمل62]؟ الأحباش يقولون لك: هناك مخلوقون: يجيبون المضطر إذا دعاهم ويكشفون السوء. ثم يزينون لك هذا الشرك بعبارة بإذن الله . مع أن الله يجعل ذلك خاصا به وحده فيقول: {وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلا هُوَ] [الانعام17] وأما غيره فلا يكشفون ولا يستجيبون. قال تعالى { لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لا يَسْتَجِيبُونَ لَهُم بِشَيْءٍ } [الرعد14]. نعم، السارق يسرق بإذن الله الكوني لا الشرعي وكذلك المشرك فإنه يشرك بالله، ولو شاء الله لهداه. ونحن نطالبكم بأن تأتوا بالإذن الشرعي الدال على جواز الاستغاثة بغير الله؟ لا أقرب ولا أرحم ولا أعلم من الله  قال تعالى {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ } [البقرة186]. وفي هذه الآية لفتة كريمة إلى نفي أي وساطة بين العبد وربه، حتى إن الله لم يقل: فقل لهم إني قريب. وإنما قال : فإني قريب.  وقال {قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ } [الزمر38] فهؤلاء لا يتوكلون على الله حق التوكل لأنهم يدعونهم من دون الله. إذا كانوا عبادا أمثالكم فلا تدعوهم  قال تعالى { إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} [الأعراف194].  وقال {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ} [الكهف110]. والأنبياء والأولياء بشر وعباد أمثالنا فلا يجوز أن نسألهم بعد موتهم. ـ قال الحافظ "وقصة الصالحين كانت مبتدأ عبادة قوم نوح لهذه الأصنام، ثم تبعهم من بعدهم على ذلك". وذكر أنهم كانوا يتبركون بدعاء سواع وغيره من الصالحين ويتمسحون بصورته. (فتح الباري 8: 668 – 669). فعبادة الأصنام منشؤها الغلو في الصالحين وقد بنوها لتذكرهم بالصالحين من أنبياء وأولياء. وذكر التفتازاني أن شرك المشركين وقع حين "مات منهم من هو كامل المرتبة عند الله اتخذوا تمثالاً على صورته وعظموه تشفعاً إلى الله تعالى وتوسلاً" [شرح المقاصد للتفتازاني 4/ 41 – 42].  وهذا ما نؤكده دائماً أن نوع شرك المشركين السابقين: هو شرك تشفع وتوسل بالصالحين ليقربوهم إلى الله زلفى. وقال{ وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَـؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ } [يونس18] وإنما يقع اليوم في نفس الفخ من لم يعرف نوع الفخ الذي نصبه الشيطان لمشركي الأمس. لا يخلقون  قال تعالى {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ} [الحج 73]. وقال { قُلْ أَرَأَيْتُمْ شُرَكَاءكُمُ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الأرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ} [فاطر40]. وقال { هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ} [لقمان11].  تأملوا كل هذه الآيات تتحدث عن دعاء غير الله ومع كثرتها يجتنب الأحباش تذكرها أو تدبرها. لا يغنون شيئا ولا يملكون كشف الضر ولا جلب النفع  قال تعالى { فَلا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلا تَحْوِيلا} [الاسراء56].  وقال { قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا رَشَدًا} [الجن21]  وقال { قُل لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلا ضَرًّا إِلا مَا شَاء اللّهُ} [الاعراف188].  وقال { وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ } [الممتحنة4].  وقال {وَمَا أُغْنِي عَنكُم مِّنَ اللّهِ مِن شَيْءٍ} [يوسف67].  وقال {وَمَن يُرِدِ اللّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللّهِ شَيْئًا} [المائدة41].  وقال { والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير} [فاطر13]. لا يغنون لا يسمعون قال تعالى {إِن تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ } [فاطر14]. أي يتبرأ منهم الصالحون الذين بنيتم المقامات والأضرحة على قبورهم. وقد كانوا عن دعائهم إياهم غافلين كما قال تعالى {وهم عن دعائهم غافلون} [الاحقاف5] وقال وقال {وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ } [فاطر22]. فالآية واضحة في أنهم كانوا يدعون الصالحين من دون الله وليس الأحجار. وسيتبرءون من شرككم إياهم مع الله قال تعالى { وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ} [فاطر35]. وقال { تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ} [القصص63]. لا ينفعون ولا يضرون  قال تعالى { وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلا أَنفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ } [الاعراف 197].  وقال { يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُ وَمَا لا يَنفَعُهُ ذَلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ} [الحج12].  وقال{ وَلا تَدْعُ مِن دُونِ اللّهِ مَا لا يَنفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِّنَ الظَّالِمِينَ } [يونس 106]. أي المشركين.  وقال{ قُل لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلا ضَرًّا إِلا مَا شَاء اللّهُ } [الاعراف188]  وقال{ قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ } [الزمر38].  وقال{ وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَـؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ } [يونس18]  وقال{ وَاتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلا يَمْلِكُونَ لانفُسِهِمْ ضَرًّا وَلا نَفْعًا وَلا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلا حَيَاةً وَلا نُشُورًا } [الفرقان3].  وقال{ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُم مِّن دُونِهِ أَوْلِيَاء لا يَمْلِكُونَ لانفُسِهِمْ نَفْعًا وَلا ضَرًّا } [الرعد16].  وقال{ قُلْ أَنَدْعُو مِن دُونِ اللّهِ مَا لا يَنفَعُنَا وَلا يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللّهُ } [الانعام71].  فهم لا ينصرون، لا ينفعون، لا يضرون، فما الحاجة اليهم؟ لا يسمعون  قال تعالى {إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء} [آل عمران38] {إنَّ رَبِّي لَسَميعُ الدُّعَاء} [ابراهيم39] وقال {هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ… } ثم عقب بعد ذلك بقوله {أَفَرَأَيْتُم مَّا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ} فقال لهم أولا { تَدْعُونَ} ثم قال {تَعْبُدُونَ} {أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنفَعُكُمْ شَيْئًا وَلا يَضُرُّكُمْ} [الشعراء72-75]. وهل يمكن للنبي  سماع أدعية الآلاف في وقت واحد؟ فلو قُدِّر أن هناك ألفاً في مصر يسألونه  وألفاً في أندونيسيا وألفاً في الصين، كلهم يستغيثون به: فهل يستطيع استيعاب كل أدعيتهم في وقت واحد مهما كثر عددهم واختلفت أمكنتهم ؟ إن قلتم نعم فقد زعمتم أن النبي  لا يُشغِلُه سمعٌ عن سمع وأضفتم إليه العلم المطلق. وجعلتموه شريكاً مع الله في قوله {ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم} وجعلتم كل مقبور مستحقاً صفات: سميع، بصير، مجيب، كاشف. ويوم أن يحال بينه  وبين أناس عند الحوض يقول "أصيحابي أصيحابي، فيقال له: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك" (متفق عليه). فيدل على أنه لم يكن على علم بتفاصيل ما يجري لأمته. لا يستجيبون بشيء  قال تعالى {ولو سمعوا ما استجابوا لكم} [فاطر35]. فلو تحقق السمع فلن تتحقق الاستجابة. وقال { وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَن لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَومِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ } [الاحقاف5].  وقال { وَقِيلَ ادْعُوا شُرَكَاءكُمْ. فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَرَأَوُا الْعَذَابَ. لو أنهم كانوا يهتدون} [القصص64].  وقال { إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ } [المائدة72] فالشرك مخاطرة عظيمة تودي الى الحرمان من الجنة. لا يستطيعون نصركم ولا أنفسهم ينصرون  قال تعالى { وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلا أَنفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ } [الاعراف 197]. أموات لا يدرون متى يبعثهم الله  قال تعالى { وَمَا يَسْتَوِي الأحْيَاء وَلا الأمْوَاتُ } [فاطر22]. وقال{ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ لا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ 20 أَمْواتٌ غَيْرُ أَحْيَاء وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ } [النحل 20]. إذن فهؤلاء كانوا يدعون من دون الله بشرا لا حجرا. وإنما جعلوا الحجر رمزا للأولياء والصالحين. والسؤال: هل تتحدث الآية عن بعث الأصنام إلى الحياة بعد الموت؟ لا يمكن ذلك. لأن الأصنام لا يحل بها موت ولا بعث، فإنها خارجة عن قانون الحياة والموت والبعث، ولأن الشعور يُستعمل فيمن يعقل لا في الأحجار. ـ ولأن قوله تعالى (أموات غير أحياء) لا يصح إضافتها إلى الأحجار التي صنع منها الصنم، إذ هي جمادٌ لا يصح وصفه بالحياة ولا بالموت. فلم يبق إلا أن يكون الكلام متعلقا بالصالحين الذي نُحِتَتِ الأصنام على صُورهم. فإن (الذين) هي اسم من الأسماء الموصولة، والأسماء الموصولة من صيغ العموم عند الأصوليين والنحويين، فهي عامة في كل من دُعِيَ من دون الله. وهي لا يُخبَر بها إلا عن العقلاء لا الجمادات، ولو كان المراد بها الأصنام والحجارة لكان حق الكلام أن يكون هكذا: " وهذه التي تدعونها من دونه ما تملك من قطمير. إن تدعوها لا تسمع دعاءكم ولو سمعت ما استجابت لكم). ومن هنا قال الحافظ "وقصة الصالحين كانت مبتدأ عبادة قوم نوح لهذه الأصنام، ثم تبعهم من بعدهم على ذلك". وذكر أنهم كانوا يتبركون بدعاء سواع وغيره من الصالحين ويتمسحون بصورته (فتح الباري 8: 668 – 669). فعبادة الأصنام منشؤها الغلو في الصالحين وقد بنوها لتذكرهم بالصالحين من أنبياء وأولياء. فمن خرج من الدنيا لم يعد له صلة بالأحياء. قال تعالى { وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ } [المائدة117] وحتى عيسى عليه السلام لما توفاه الله لم يعد شهيدا على قومه مع أنه نبي. الدعاء نداء  قال تعالى { ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا. إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاء خَفِيًّا}…[مريم2] وهذا النداء من زكريا عليه السلام دعاء لله بدليل قوله تعالى { وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا } [مريم3]. وقوله { هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ } [آل عمران38]. وقوله { وَيَوْمَ يَقُولُ نَادُوا شُرَكَائِيَ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ فَدَعَوْهُمْ فلم يستجيبوا لهم} [الكهف52]. { وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لا إِلَهَ إِلا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ } [الانبياء87],  وقال تعالى { ونوحا إِذْ نَادَى مِن قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا} [الانبيا76] { فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ } [القمر10]. شبهة استغاثة ابن عمر بالنبي  عند خدر الرجل  قالوا " روى الإمام أبو عبد الله البخاري في كتابه الأدب المفرد بإسناد صحيح لا علة فيه أن رجل ابن عمر خدرت، فقال له رجل: أذكر أحب الناس إليك فقال: يا محمد.  الجواب: أول كذبكم قولكم " بإسناد لا علة فيه". وسأثبت لكم بالدليل أن الرواية معلولة. ولكن على فرض صحتها أقول: قد أتعبتم أنفسكم بتتبع رجال رواية الأثر ولكن الأثر لا يفيد جواز الاستغاثة بغير الله.







 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:14 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "