العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-09-15, 12:33 PM   رقم المشاركة : 1
أبو جنى1
عضو







أبو جنى1 غير متصل

أبو جنى1 is on a distinguished road


التوحيد والشرك -1- معنى لا اله الا الله

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله خالق المخلوقات ان لا تعبد الا سواه والزمهم بتوحيده وتقواه والصلاة والسلام على امام الموحدين وسيد المرسلين محمد اللهم صل عليه وعلى اله كما صليت على ابراهيم وال ابراهيم وبعد :

كما وعدت اخي ابو سند بعد ان اراد ان اكتب في موضوع التوحيد و الشرك وهو من المواضيع التي يحتاجه كل مسلم بل كل انسان يريد طريق الهداية الذي يوصله الى مرضاة الله وجنته بان يوحد الله ولا يشرك به شيئا ما لم ينزل به سلطانا فقد راينا وسمعنا من المسلمين من يخضع ويذل نفسه ويبالغ ويغلو في بعض القادة والعظماء والالتجاء الي قبورهم في كل كرب وشدة لقضاء الحاجات وتفريج الكربات بسبب فهمهم المشوه لـ(الا اله الا الله ) تقليدا عميا للاباء والاجداد وتغيلب العاطفة المذهبية على العقل والشرع.


وفي القرون الاولى دب نزاع وخلاف في الامور الاعتقادية بين اهل الحديث واهل الكلام والفلسلفة وخاصة في مسائل التوحيد واردنا ان نسلط الضوء على الاسس المنهجية لكل منهم في فهم التوحيد وعرض ادلتهم ومناقشتها وان شاء الله سنسلك طريق الحياد والمناصفة والموضوعية في ذلك والله ولي التوفيق .
(ما لكم من دونه من ولي ولا شفيع افلا تتذكرون)
وهذا المبحث سيكون مفصل ودقيق عن التوحيد و الشرك بالله على شكل مواضيع مجزئة من بداية نشاته منذ القدم الى يومنا هذا من المنظور الشرعي والعلمي والتاريخي وبيان انواعه اضافة الذلك سنتطرق لتوحيد المنافي للشرك وتصنيفه وتحرير اراء الفرق الاسلامية حول ذلك.
قال الشيخ مبارك الميلي الجزائري رحمه الله : ( وكثير من علمائنا اليوم بله عوامنا لم يفقهوا من العربية ما كان يفقه اولئك الذين كانت اللغة لغتهم والاسلوب اسلوبهم ولهذا لم يقتلع التلفظ بالشهادتين من قلوبهم عقائد الشرك ولا حال دون نفوذه اليها فتجد احدهم
يردد في صلاته : ( اياك نعبد واياك نستعين) حتى اذا سلم منها ونهض استعان بغير الله قائلا : يا جدي ! يا رجال الداله ! نساءه ورجاله ! فلانحطاط عقولهم وفساد اذواقهم العربية يجمعون بين المتناقضات ) رسالة الشرك ومظاهره ص 59.

اذا ما هو الشرك لغة ؟ الشرك معناه اللغوي في الظاهر هو الشركة والمشاركة وهو ان يكون الشئ بين اثنين كان نقول : شاركت فلانا في شئ اي صرت شريكه واشركت فلانا اذا جعلته شريكا , قال الله تعالى على لسان رسوله موسى : ( واشركه في امري ) .
كما يطلق لفظ الشرك على التسوية كقولنا طريق مشترك : اي يشترك فيه الناس كما يدل على النصيب والحصة والحظ
كقوله تعالى : ( ام لهم شرك في السموات) وقوله سبحانه : ( شركاء فيما اتاهما فتعالى الله عما يشركون)
والشركة لغة لا تستلزم تساوي الشركاء في الحصص .

والشرك اصطلاحا له مدلولات كثيرة وهو الاعتقاد ان لله شريكا في ربويته والوهيته وملكه وطاعته وصفاته وشريعته بل يتسع لمن جعل لله ندا مساويا ( تالله إن كنا لفي ضلال مبين إذ نسويكم برب العالمين) ( فلا تجعلوا لله انداد)
وجحد وجوده حتى يشمل الرياء والحلف والاستعاذة بغير الله والطيرة والاعتقاد بالضر والنفع بجمادات او حيوات ليس لها القدرة على ذلك ومن صرف بعض العبادات القولية والفعلية والظاهرة والباطنة لوسطاء ظنا انها تشفع وتتصرف في امور باذن الله وتقربهم اليه. قال تعالى : ( ولا يشرك بعبادة ربه احدا)
الانسان متدين طبعه وفطرته وابواه يمجسانه ويهودانه وينصرانه وبسبب تاثير التربية وعوامل نفسية واجتماعيه وسواس الشيطان انحرف الانسان منذ القدم باتخاذ الهة عديدة من جمادات ونباتات وحيوانات وبشر ورياح وامطار واعاصير ونجوم وكواكب وارواح وجن وملائكة وجسدت باخشاب واحجار ومعادن وحتى ماكولات ومن يهن الله فماله من مكرم .
والتوحيد لغة : جعل الشئ واحدا والحكم بانه واحد مع العلم والجزم بذلك ولم يزل وحده ولم يكن معه احد وانه لا ثاني له , والواحد من اسماء الله جل ثناءه .
اعترض بعض العلماء على ان التوحيد هو جعل الشئ واحدا لان وحدانية الله ذاتية وليست بجعل جاعل وذكر السفاريني ذلك في لوامع الانوار البهية :" والتوحيد : تفعيل للنسبة كالتصديق والتكذيب لا للجعل فمعنى وحدت الله نسبت اليه الوحدانية لا جعلته واحدا فان وحدانية الله تعالى ذاتية له ليست بجعل جاعل ".

والتوحيد شرعا
افراد المعبود بالعبادة مع اعتقاد والعلم والاعتراف بتفرده ووحدته ذاتا وصفاتا وافعالا وانه سبحانه واحد في ملكه لا نظير له وبعضهم اكتفى باثبات الوحدة لله في الذات والفعل والصفات واخرون قالوا ان الله كونه واحدا لا يوصف بانه واحد الا لكونه قديما والفلاسفة فسروا التوحيد على انه اثبات وجود مجرد لله عن الماهية والصفات اي لا وجود قدرا زائدا على وجوده كما ان المعتزلة والكرامية والجهمية انكروا لذات الله صفات قديمة زائدة على ذاته بحجة تعدد الصفات تؤدي الى تعدد الذوات .
واصل التوحيد والفيصل بين الاسلام والكفر واساس العبادة هو الاقرار بشهادة ان لا اله الا الله , قال تعالى : ( والهكم اله واحد الا اله الا هو الرحمن الرحيم)
( انما الله اله واحد)
( الله لا اله الا هو له الاسماء الحسنى )
( شهد الله انه الا اله الا هو والملائكة واولوا العلم قائما بالقسط الا اله الا هو العزيز الحكيم)

ولا يدخل احد الاسلام الا بها مع الاقرار بان محمدا رسول الله .
قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: (بني الإسلام على خمس، شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة ، والحج، وصوم رمضان).

معنى الا اله الا الله

قبل بيان المعنى مباشرة سنتطرق اولا الى اعراب ولا تخلو اقوال النحويين من اضطراب في اعراب ( لا اله الا الله) فقال جمهور : لانافية للجنس والهاسمها وخبرها محذوف تقديره ممكن و الا اداة استثناء و الله مرفوع بدل من الخبر والمعنى يكون " لا اله ممكن هو الا الله".
وهذا الاعراب افاد نفي امكان الهة ما عدا الله ولم يفد ان الله موجود باعتبار ان وجود الله معروف ولا نزاع في ذلك وبهذا يكون تقدير ممكن اولى من تقدير موجود.
وقدر الاكثرون خبر (لا) محذوفا بعضهم قدر تقدير اخر غير ممكن فقدر بعضهم الوجود " الا اله موجود الا الله " او "لا اله كائن في الوجود الا الله" ولنا " الا اله لنا الا الله" وبحق " الا اله بحق الا الله"
قال الشيخ الكافيجي : ( لان مطمع النظر هو الوجود عنده لا الالوهية فيكون الرد على حسب اختلاف الشبهة عندهم اي ان محل وقوع النظر عند المشركين هو الوجود لانهم كانوا يدعون وجود الالهية في اصنامهم موجودة بين اظهرهم فكان الرد بحسب شبهتهم والمراد ان وجود الهتكم وعردمها سواء لانه لا معبود موجود الا الله تعالى فعلى هذا قدرنا العام ونفيناه ولا شك ان نفي العام يستلزم نفي الخاص اي اذا نفينا كل اله سوى الله تعالى يكون شاملا لكل ما يعبد من دون الله تعالى كما اذا نفينا الحيوان يستلزم نفي منه نفي الانسان على هذا فالخبر المقدر "موجود" اي الا اله موجود الا الله تعالى ).
كما ذهب البعض الى انه لا حاجة الى تقدير قيد فيكون النفي منصوبا على ماهية اله " الا اله (مطلقا) الا الله"
وقال اخرون : ( ويصح ان يكون اللفظ الشريف منصوبا على الاستثناء والارجح ان يكون استثناء متصلا لان المستثنى منه لفظ"اله" ومعناه : المعبود بحق وهو عام يشمل المستثنى وغيره وان كان وجود غيره مستحيلا والمعنى حينئذ : لا معبود بحق في الواقع الا الله تعالى ).
رسالة الشيخ سيف الدين بن عطاء ابو الفتوح الوفائي الفاضلي في اعراب لا اله الا الله
قال الزركشي : ( قول لا اله الا الله فيه خاصيتان احدهما ان جميع حروفها جوفية ليس فيها من الحروف الشفهية للاشارة الى الايتان بها من خالص جوفه وهو القلب لا من الشفتين الثانية انه ليس فيها حرف معجم بل جميعها متجردة عن النقط اشارة الى التجرد عن كل معبود سوى الله تعالى ).
معنى لا اله الا الله ص82

(إذ ا
كان فهم المعنى يتوقف على معرفةإعراب الجمل،فإن العلماء - رحمهم الله – قد
اهتموابإعراب لا إ له إلا الله، فقالوا : ( لا) نافية للجنس و(اله) اسمها مبني معها على الفتح ،وخبرها محذوف تقديره: ( حق) اي لا اله حق و (الا الله) استثناء من الخبر المرفوع ،والإله معناه : المألوه بالعبادة،وهوالذي تألهه القلوب وتقصده رغبةإليه في حصول نفع أو دفع ضرر،ويغلط من قدر خبرها بكلمة موجود او معبود) فقط لأنه يوجد معبودات كثيرة من الأصنام والأضرحة وغيرها ولكن المعبود بحق هو الله ،وما سواه فمعبود بالباطل،وعبادته باطلة،وهذا مقتضى ركني لا إله إ لا الله )
الشيخ صالح بن فوزان – معنى الا اله الا الله ومقتضاها واثارها في الفرد والمجتمع-

قال الشيخ الشعراوي : (و"لا إله إلا الله" أي لا معبود بحق إلا الله. ونعرف أن بعضنا من البشر في فترات الغفلة قد عبدوا أصناما وعبدوا الكواكب. ولكن هل كانت آلهة بحق أم بباطل؟ لقد كانت آلهة بباطل. ودليل صدق هذه القضية التي هي "لا إله إلا الله"، أي لا معبود إلا الله أن أحدا من تلك الآلهة لم يعترض على صدق هذه القضية. إذن فهذا الكلام هو حق وصدق. وإن أدعى أحد غير ذلك، نقول له: إن الله قد أخبرنا أنه لا معبود بحق غيره؛ لأنه هو الذي خلق وهو الذي رزق، وقال: أنا الذي خلقت. إن كان هذا الكلام صحيحا فهو صادق فيه، فلا نعبد إلا هو. وإن كان هذا الكلام غير صحيح، وأن أحدا غيره هو الذي خلق هذا الكون فأين هذا الأحد الذي خلق، ثم ترك من لم يخلق ليأخذ الكون منه ويقول: "أنا الذي خلق الكون"؟ إنه أمر من اثنين، الأمر الأول: هو أنه ليس هناك إله غيره. فالقضية إذن منتهية. والأمر الآخر: هو أنه لو كان هناك آلهة أخرى، وبعد ذلك جاء واحد وقال: أنا الإلهة وليس هناك إله إلا أنا". فأين هذه الآلهة الأخرى؟ ألم تعلم بهذه الحكاية؟
إن كانوا لم يعلموا بها، فهم لا يصلحون أن يكونوا آلهة، وإن كانوا قد علموا فلماذا لم يقولوا: لا. نحن الآلهة، وهذا الكلام كذب؟ وكما بعث الله رسلا بمعجزات كان عليهم أن يبعثوا رسولا بمعجزات. فصاحب الدعوة إذا ادعاها ولم يوجد معارض له، تثبت الدعوى إلى أن يوجد منازع. إذن كلمة "لا إله إلا الله" معها دليل الصدق؛ لأنه إما أن يكون هذا الكلام حقا وصدقا فتنتهي المسألة، وإن لم يكن حقا فأين الإله الذي خلق والذي يجب أن يعبد بعد أن سمع من جاء ليأخذ منه هذه القضية؟ وبعد ذلك لا نسمع له حسا ولا حركة، ولا يتكلم، ولا نعلم عنه شيئا، فما هو شأنه؟ إما أنه لم يعلم فلا يصح أن يكون إلها؛ لأنه لو كان قد علم ولم يرد فليست له قوة. ولذلك ربنا سبحانه يأتي بهذه القضية من ناحية أخرى فيقول: {قل لو كان معه آلهة كما يقولون إذا لابتغوا إلى ذي العرش سبيلا "42" سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا "43" } (سورة الإسراء) فلو كان عند تلك الآلهة المزعومة مظاهر قوة لذهبوا إلى الله سبحانه وتعالى وأنكروا ألوهيته، ولو كان هناك إله غير الله لحدثت معركة بين الآلهة، ولكن هذا لم يحدث. فالكلمة "لا إله إلا الله" صدق في ذاتها حتى عند من ينكرها، والدليل فيها هو عدم وجود المنازع لهذه الدعوة؛ لأنه إن لم يوجد منازع فقد ثبت أنه سبحانه لا إله إلا هو؟ وأضرب هذا المثل ولله المثل الأعلى هب أننا في اجتماع، وبعد ذلك وجدنا حافظة نقود، فعرضناها على الموجودين، فلم نجد لها صاحبا، ثم جاء واحد كان معنا وخرج، وقال: يا قوم بينما كنت أجلس معكم ضاعت حافظة نقودي. ولما لم يدعها واحد منا لنفسه فهي إذن حافظته هو).

ونقول انه لا خلاف ان شهادة التوحيد ( لا اله الا الله ) تنفي الالوهية لغير الله وتثبتها لله وحده و الخلاف وقع في افادتها لهذا الاثبات هل هل لغوي او شرعي .
وايضا هناك النزاع ثاني وقع في تحديد معنى ( اله) هل معناه المعبود او الرب ؟
معنى أله في لصحاح في اللغة أَلهَ بالفتح إِلاهَةً، أي عَبَدَ عِبَادَةً. وإلاهَةُ أيضاً: اسمٌ للشمس. والآلِهَةُ : الأصنامُ، سَمَّوها بذلك لاعتقادهم أنَّ العبادة تَحُقُّ لها، وأسماؤهم تَتْبَعُ اعتقاداتِهم لا ما عليه الشيء في نفسه. والتَأْليهُ: التعبيد. والتَأَلُّهُ: التَّنَسُّكُ والتَعَبُّدُ. قال رؤبة : سَبَّحْنَ واسْتَرْجَعْنَ من تأَلُّهي وتقول: أَلِهَ يَأْلَهُ أَلَهاً، أي تَحَيَّرَ؛ وأصله وَلِهَ يَؤْلَهُ وَلَهاً. وقد ألِهْتُ على فلانٍ، أي اشتدَّ جزعي عليه، مثل ولِهْتُ.
قال الشيخ ابن تيمية : ( الاله هو المعبود المظاع فان الاله هو المالوه هو الذي يستحق ان يعبد ).
وقال ابن رجب : ( "الإله " هو الذى يطاع فلا يعصى هيبة له وإجلالا ومحبة وخوفا ورجاء وتوكلا عليه وسؤالا منه ودعاء له ولا يصلح هذا كله إلا الله عز وجل فمن أشرك مخلوقا فى شئ من هذه الأمور التي هي من خصائص الإلهية كان ذلك قدحا في إخلاصه فى قول ( لا إله إلا الله ) وكان فيه من عبودية المخلوق بحسب مافيه من ذلك ).
قال ابن القيم : ( فدلالة الا اله الا الله على اثبات الهيته اعظم من دلالة قوله : الله إله وهذا لان قول ( الله إله لا ينفي الهية ما سواه بخلاف قول : لا اله الا الله فانه يقتضي حصر الالوهية ونفيها عما سواه وقد غلط غلطا فاحشا من فسر اله بانه القادر على الاختراع فقط ).
اما السيد مرتضى العسكري يقول : ( معنى اله في اللغة يعني العبادة بتذلل والخضوع والاطاعة المطلقة
وفي الاصطلاح الاسلامي اله من اسماء الله الحسنة ومعناه : المعبود وخالق الخلق) والمعنى اللغوي جاء بالقران مع وجود قرينة تدل عليه مثل قوله تعالى : }الذين يجعلون مع الله الها اخر{ والمقصود باله في الاية الكريمة المطاع والمعبود.
بقوله : (فإنّ لفظي: "آخر" و"مع اللّه" في الاية يدلاّن على أن المقصود من الاله: معناه اللغوي: المطاع والمعبود، وجاء مطلقا في معناه الاصطلاحي في آيات كثيرة أخرى من القرآن الكريم، والتي تحصر الالوهية في اللّه سبحانه كما سنذكره مفصلا في البحث الاتي.
واجمع القول في معنى الاله ما نقله ابن منظور في مادة "اله" من لسان العرب عن أبي الهيثم أنّه قال:
قال اللّه عزّ وجلّ: }ما اتَّخذَ اللّهُ من وَلَدٍ وما كان معه من إلَهٍ إذا لَذَهَبَ كُلُّ إلَهٍ بما خَلَقَ{. قال: ولا يكون إلَها حتى يكون مَعْبُودا، وحتى يكون لعابده خالقا ورازقا ومُدبِّرا، وعليه مقتدرا، فمن لم يكن
كذلك فليس بإله، وإن عُبِدَ ظُلْما، بل هو مخلوق ومُتَعَبَّد
).

http://www.alnajafalashraf.net/magfifteen
/n15aked15.htm


والرب في اللغة ياتي بمعاني كثيرة منها : المالك والسيد والمدبر والمربي والقيم والمنعم والمصلح والصاحب ومعاجم اللغة تبين هذا .


عرفنا المعنى اللغوي

اذا هل المعنى الشرعي للاله هو الرب او المعبود او الاثنين معا ؟

وما المعنى المرجح من بين اقوال العلماء في كلمة (لا اله الا الله) ؟

هذا ما انتظره من الاخوة ان يشاركوا ويعطوا اراءهم مع الادلة حتى نرثي الموضوع







 
قديم 25-09-15, 08:36 AM   رقم المشاركة : 2
شهد الشام
عضو ماسي







شهد الشام غير متصل

شهد الشام is on a distinguished road


جزاكم الله خيرا







التوقيع :
مهما فرح الخائن وتألم المغدور !
تذكر !!
أن عقارب الساعة تدور ،،
.
.
.

﴿ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ ﴾
من مواضيعي في المنتدى
»» اسرائيل تنشر صورا للمتهم باغتيال الحريري "بدر الدين"
»» "لبنان 24": "حزب الله" يلوّح بـ"قصير ثانية " في صيدا!
»» ماساة مسلمي افريقيا الوسطى
»» كلمة للنساء اللاتي يعتبرن بأن المنزل سجن - العثيمين رحمه الله
»» سؤال حول حملة اغتيالات وتهجير قسري لأهل السنة في جنوب العراق
 
قديم 26-09-15, 11:16 PM   رقم المشاركة : 3
أبو جنى1
عضو







أبو جنى1 غير متصل

أبو جنى1 is on a distinguished road


وجزاك اختي شهد







 
قديم 29-09-15, 01:49 PM   رقم المشاركة : 4
أبو جنى1
عضو







أبو جنى1 غير متصل

أبو جنى1 is on a distinguished road


يرفع للتحفيز للمشاركة







 
قديم 08-10-15, 01:28 PM   رقم المشاركة : 5
أبو جنى1
عضو







أبو جنى1 غير متصل

أبو جنى1 is on a distinguished road


ومن الواضح الجلي ان الاختلاف الواقع في معنى واشتقاق كلمة (الإله) لغة ادى الى الخلاف حول معناها اصطلاحا , فالبعض فسره بالقدرة على الاختراع او الخلق او التدبير والدليل قوله تعالى : ( قل أرايتم ان اخذ الله سمعكم وابصاركم وختم على قلوبكم من إله غير الله ياتكم به انظر كيف نصرف الايات ثم هم يصدفون ) .


وقوله سبحانه : ( ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله اذا لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض سبحان الله عما يصفون)


وقال جل جلاله : ( لو كان فيهما الهة الا الله لفسدتا فسبحان الله عما يصفون )


وقوله تعالى : ( أم من خلق السموات والارض وانزل لكم من السماء ماء فانبتنا به حدائق ذات بهجة ما كان لكم ان تنبتوا شجرها أإله مع الله بل هم قوم يعدلون ) .


فالإله هو الذي يخلق ويقدر ويقهر ويضر وينفع عبد او لم يعبد .


قال تعالى : ( أأتخذ من دونه آلهة إن يردن الرحمن بضر لا تغن عني شفاعتهم شيئا ولا ينقذون)
( أم لهم آلهة تمنعهم من دوننا لا يستطيعون نصر أنفسهم ولا هم منا يصحبون)
( أم اتخذوا آلهة من الارض هم ينشرون )


و الإله من اتصف بهذه الصفات ولهذا عبد وقدس وخضع له وبهذا يكون حصر معنى (إله) بالمعبود غير صحيح .
كما ان الإله ياتي بمعنى السيد المطاع طاعة مطلقة ( لئن اتخذت إلها غيري لأجعلنك من المسجونين ) .



"إله حقه الا يجمع إذ لا معبود سواه ولكن العرب لاعتقادهم ان هاهنا معبودات جمعوه فقالوا : الآلهة . قال تعالى : (أم لهم آلهة تمنعهم من دوننا) , وقال : (ويذرك وآلهتك) وقرئ (وإلالهك) اي : عبادتك.ولاه أنت: اي: لله وحذف إحدى اللامين "
المفردات في غريب القران ص83



قال جل جلاله : ( انكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم انتم لها واردون . لو كان هؤلاء آلهة ما وردوها وكل فيها خالدون )
تبين الاية ان معبودات المشركين سيكونون حصب جهنم وهنا الآلهة ليست بمعنى المعبود المعبودات فكيف وقد حكم عليه بالنار .


قال تعالى : ( فإلهكم إله واحد فله اسلموا وبشر المخبتين )
فلو قيل ان معنى الإله هنا المعبود لتنافى مع حقيقة تعدد المعبودات في العالم .



او ان اله معناه لفظ الجلالة ( الله) ماخوذ من (إله) فحذفت منه الهمزة وحل مكانها اللام اي اي الاول علم والثاني كلي .
ومعنى الإله عند اصحاب هذا الراي ليس معناه الخالق القادر على الاختراع وغيرها من معاني الربوبية بل هذه صفات وخصوصيات تشير الى المعنى لفظ الإله او كناية له .
بدليل قوله تعالى : ( وهو الله في السموات وفي الارض يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون )
وقال سبحانه : ( وهو الذي في السماء إله وفي الارض إله وهو الحكيم العليم )
جاء اللفظين بمعنى واحد واخذ احدهما مكان الاخر في الايتين الكريمتين على وجه الكلية والوصفية.
لكنهم لم ينكروا تفسير معنى ( إله ) بالمعبود كتفسير باللازم اي من اتخذ الها فانه يعبده لجبروته ونفعه وضره وقهره .


قال الطبرسي في تفسيره مجمع البيان : "و معنى الله و الإله أنه الذي تحق له العبادة و إنما تحق له العبادة لأنه قادر على خلق الأجسام و إحيائها و الإنعام عليها بما يستحق به العبادة و هو تعالى إله للحيوان و الجماد لأنه قادر على أن ينعم على كل منهما بما معه يستحق العبادة فأما من قال معنى الإله المستحق للعبادة يلزمه أن لا يكون إلها في الأزل لأنه لم يفعل الإنعام الذي يستحق به العبادة و هذا خطأ"
ج1-ص56

اي المراد من كلمة
(الإله) من تحق له العبادة بسبب القدرة المطلقة على الخلق والتدبير واستحقاق العبادةتحقق بالانعام المطلق وليس المراد من (الإله) فقط استحقاق العبادة
لانه يلزم كونه الها بعد الخلق والانعام .


" 269 الفرق بين الإله والمعبود بحق : ان الاله هو الذي يحق له العبادةفلا اله الا الله وليس كل معبود يحق له العبادة الا ترى ان الاصنام معبودة والمسيح معبود ولا يحق له ولها العبادة"
معجم الفروق اللغوية للعسكري ص 36

" أما الأول فلأن معنى الإله في كلمة التهليل إما المعبود و إما المعبود بالحق فمعنى الكلام الله لا معبود حق غيره أو لا معبود بالحق موجود غيره و المعبودية من شئون الربوبية و لواحقها فإن العبادة نوع تمثيل و ترسيم للعبودية و المملوكية و إظهار للحاجة إليه فمن الواجب أن يكون المعبود مالكا لعابده مدبرا أمره أي ربا له و إذ كان تعالى رب كل شيء لا رب سواه فهو المعبود لا معبود سواه.


و أما الثاني فلأن العبادة لأحد ثلاث خصال إما رجاء لما عند المعبود من الخير فيعبد طمعا في الخير الذي عنده لينال بذلك، و إما خوفا مما في الإعراض عنه و عدم الاعتناء بأمره من الشر و إما لأنه أهل للعبادة و الخضوع".

ج14-ص65 تفسير الميزان لطباطبائي

الا ان هناك راي اخر مخالف لجعل (إله) اسم جنس كلي تلتحق به مفردات اخرى بل هو اسم علم خاص بالله جل شانه واطلاقه على المعبودات لا يجعله كليا لانه استعارة .

" (ء ل ه) : أَلِهَ يَأْلَهُ مِنْ بَابِ تَعِبَ إلَاهَةً بِمَعْنَى عَبَدَ عِبَادَةً وَتَأَلَّهَ تَعَبَّدَ وَالْإِلَهُ الْمَعْبُودُ وهو الله سبحانه وتعالى ثم استعاره المشركون لما عبدوه من دون الله تعالى والجمع آلهة فالإله بمعنى مفعول مثل كتاب بمعنى مكتوب وبساط بمعنى مبسوط واما الله فقيل غير مشتق من شئ بل هو علم لزمته الالف واللام.
وقال سيبويه مشتق واصله إلاه فدخلت عليه الالف واللام فبقي الإله ثم نقلت حركة الهمزة الى اللام وسقطت فبقي أللاة فاسكنت اللام الاولى وادغمت وفخم تعظيما ولكنه يرفق مع كسر ما قبله قال ابو حاتم وبعض العامة يقول لا والله فيحذف الالف ولا بد من اتباعها في اللفظ وهذا كما كتبوا الرحمن بغير الف ولا بد اتباتها في اللفظ واسم الله تعالى يجل ان ينطق به الا على اجمل الوجوه قال وقد وضع بعض الناس بيتا حذف فيه الالف فلا جزي خيرا وهو خطا ولا يعرف ائمة اللسان هذا الحذف ويقال في الدعاء اللهم ولا هم وأله يأله من باب تعب اذا تحير واصله وله يوله".
الفيومي : المصباح المنير في غريب الشرح الكبير ص 19



"270 الفرق بين قولنا الله وبين قولنا إله : ان قولنا الله اسم لم يسم به غير الله وسمي غير الله إلها على وجه الخطا وهي تسمية العرب الاصنام آلهة واما قول الناس لا معبود الا الله فمعناه ان لا يستحق العبادة الا الله تعالى "

معجم الفروق اللغوية للعسكري ص 36


"الله : قيل اصله إله فحذفت همزته وادخل عليها الالف واللام فخص بالباري تعالى : ( هل تعلم له سميا ) . وإله جعلوه اسما لكل معبود لهم وكذا اللات وسموا الشمس إلاهة لاتخاذهم اياها معبودا.

وأله فلان يأله الآلهة : عبد , وقيل : تأله.
فالإله على هذا هو المعبود "
المفردات في غريب القران ص 82 مادة اله

وبهذا الربوبية تتفرع من الالوهية على عكس راي الاتجاه السابق .



والبعض الاخر فسر الاله هو المالوه الذي يستحق ان يعبد لكونه متصف بصفات التي تستلزم ان يكون هو المحبوب غاية الحب المخضوع له غاية الخضوع والقلوب تالهه بحبها وتذل له وتخافه وترجوه وتلجا اليه بالشدائد وتدعوه وتتوكل عليه وردوا من قال ان معنى اله القادر على الاختراع.

والإله ياتي بهذه المعاني لغة كقولنا : أله الرجل يأله اذا فزع به فألهه غيره اي جاره
او أله الرجل الى الرجل : اتجه اليه لشدة شوقه اليه , وألهت فلان : سكنت اليه , أله إلاهة والهوهة عبد .

"وروي عن الضحاك أنه قال: إنما سمي: (الله) إلها، لأن الخلق يتألهون إليه في حوائجهم، ويتضرعون إليه عند شدائدهم، وذكر عن الخليل بن أحمد أنه قال: لأن الخلق يألهون إليه (بنصب اللام) ويألهون أيضا (بكسرها) وهما لغتان. وقيل: إنه مشتق من الارتفاع، فكانت العرب تقول لكل شيء مرتفع. لاها، فكانوا يقولون إذا طلعت الشمس: لاهت. وقيل: هو مشتق من أله الرجل إذا تعبد. وتأله إذا تنسك؛ ومن ذلك قوله تعالى: ويذرك وإلاهتك على هذه القراءة؛ فإن ابن عباس وغيره قالوا: وعبادتك".
تفسير القرطبي لسورة الفاتحة


قال الشيخ ابن تيمية : " وليس الإله بمعنى القادر على الاختراع فاذا فسر المفسر
(الإله) بمعنى القادر على الاختراع واعتقد هذا المعنى هو أخص وصف الإله وجعل اثبات هذا هو الغاية من التوحيد كما يفعل ذلك من يفعله من متكلمة الصفاتية وهو الذي يقولونه عن ابي الحسن واتباعه لم يعرفوا حقيقة التوحيد الذي بعث الله به رسوله صلى الله عليه وسلم , فان مشركي العرب كانوا مقرين بان الله وحده خالق كل شئ وكانوا مع هذا مشركين قال تعالى ( وما يؤمن اكثرهم بالله إلا وهم مشركون ) فليس كل من اقر بان الله رب كل شئ وخالقه يكون عبادا له دون ما سواه " .



" ومن المتقرر المعروف أن
معنى الإله في لغة العرب المعبود؛ لأن كلمة إله مشتقة من أله يأله إلهة وألوهة، وهذا بمعنى العبادة، فالإله هو المعبود، وقول لا إله إلا الله يعني لا معبود حق إلا الله، ويدل على تفسير العبادة بذلك قول الله جل وعلا ( كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ . أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ) ، هذه وصية الله جل وعلا لجميع المرسلين ولجميع الناس، (لا تعبدوا إلا الله) مساوية لـ(لا إله إلا الله)، فصار بالمطابقة الإله هو المعبود، والإلهة هي العبادة، لا إله إلا الله يعني لا معبود إلا الله، يعني لا تعبدوا إلا الله المشركون يفهمون اللغة ويفهمون معاني الكلام في زمن النبوة، فلما قال لهم قولوا لا إله إلا الله؛ دعاهم إلى لا إله إلا الله علموا أن المعنى أن يدعوا جميع الآلهة وأن لا يتوجهوا بنوع من أفعالهم إلى شيء من تلك الآلهة، فقال الله جل وعلا عنهم في سورة الصافات (إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ . وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ) ، يعني النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقال جل وعلا عنهم أيضا في سورة ص (أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا) .


أما الأرباب بمعنى الربوبية الخلق والرزق والإحياء والإماتة فهم لم يجعلوا لهم أربابا مختلفين، لكن الرب بمعنى المربوب بالتلازم هذا يكون بالمعنى الأول يعني المعبود كما ذكرنا في نحو قوله (ءَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ) ، وفي نحو قوله (اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا).

إذن المشركون صاروا مشركين بعبادتهم غير الله جل وعلا، وذكرنا لك فيما مضى أن تلك العبادة لغير الله كانت من جهة الاعتقاد في الأرواح الطيبة؛ الأرواح الخيّرة، اعتقدوا في الملائكة لأن الملائكة أرواح خيّرة، اعتقدوا في الأنبياء لأن الأنبياء أرواح طاهرة، اعتقدوا في الصالحين لهم أرواح طيبة، فمن جهة خيرية الأرواح وزكاء الأرواح وطهرتها وقربها من الله جل وعلا اعتقدوا في تلك الآلهة، فصار سبب شرك المشركين؛ صار سبب شرك المشركين الاعتقاد في الأرواح، -خلُّوكم معي- صار شرك المشركين الاعتقاد في الأرواح، هذه الحقيقة هي حقيقة الشرك بالله جل وعلا في جميع رسالات الرسل جاءت لدحض هذه المسألة؛ وهي بيان أنّ من جعل للأرواح تأثيرا، من جعل أن للأرواح خواص ليست بشرية وإنما خواص من جهة خواص الآلهة فهذا هو الشرك بعينه فنوح عليه السلام أُرسل إلى قوم يعتقدون في أرواح الصالحين وقالوا (وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا) قال ابن عباس: أسماء رجال صالحين. الملائكة اعتقدوا فيها لطهرة أرواحها، اعتقد المشركون في الصالحين وفي بعض الرسل والأنبياء لأجل طهرة أرواحها".
شرح كشف الشبهات ج17 ص






 
قديم 12-10-15, 12:26 PM   رقم المشاركة : 6
أبو جنى1
عضو







أبو جنى1 غير متصل

أبو جنى1 is on a distinguished road


سانكمل موضوعنا بعرض اقوال المفسرين في اشتقاق لفظ الجلالة ( الله ) وكذلك بالنسبة الى لفظ ( الإله) .


( قوله تعالى " الله" قال الخليل وجماعة هو اسم علم خاص لله عز وجل لا اشتقاق له كأسماء الأعلام للعباد مثل زيد وعمرو . وقال جماعة هو مشتق ثم اختلفوا في اشتقاقه فقيل من أله إلاهة أي عبد عبادة وقرأ ابن عباس رضي الله عنهما ( ويذرك وألهتك ) اي عبادتك . معناه أنه مستحق للعبادة دون غيره وقيل أصله إله قال الله عز وجل ( وما كان معه من إله إذا لذهب كل إله بما خلق ) قال المبرد : هو من قول العرب ألهت إلى فلان أي سكنت إليه قال الشاعر :

ألهت إليها والحوادث جمة

فكأن الخلق يسكنون إليه ويطمئنون بذكره ويقال ألهت إليه أي فزعت إليه قال الشاعر

ألهت إليها والركائب وقف
وقيل أصل الإله " ولاه " فأبدلت الواو بالهمزة مثل وشاح وإشاح اشتقاقه من الوله لأن العباد يولهون إليه أي يفزعون إليه في الشدائد ويلجئون إليه في الحوائج كما يوله كل طفل إلى أمه وقيل هو من الوله وهو ذهاب العقل لفقد من يعز عليك".
تفسير البغوي –سورة الفاتحة





(لفظ الجلالة "الله" علم على ذات واجب الوجود ، قال ابن مالك : وضع معرفا ، وقيل : أصله "إله" فحذفت همزته وأدخلت عليه الألف واللام ، وقيل : أصله الإله ، والإله في اللغة : يطلق على كل معبود ، ولذلك جمعوه على آلهة ، وما كل معبود سموه إلها يطلقون عليه اسم " الله " فإن هذا الاسم الكريم كان خاصا في لغتهم بخالق السماوات والأرض وكل شيء . فالتعريف فيه خصصه بالواحد الفرد الكامل ، كما جعلوا لفظ " النجم " بالتعريف خاصا بالثريا . فكان العربي في الجاهلية إذا سئل من خلقك أو من خلق السماوات والأرض ؟ يقول : (الله ) وإذا سئل عن بعض آلهتهم : هل خلقت اللات والعزى شيئا من هذه الموجودات ؟ يقول : ( لا ) وقد احتج القرآن عليهم باعتقادهم هذا كما يأتي في محله. وانما كانوا يتوسلون بها الى الله ويعتقدون شفاعتها عنده .
قال بعض العلماء : إن لفظ "إله" من أله بمعنى عبد فهو بمعنى معبود ككتاب بمعنى المكتوب ، يقال : أله يأله إلاهة وألوهة وألوهية ، كما يقال عبد يعبد عبادة وعبودة وعبودية فهو صفة بمعنى اسم المفعول ، وقيل : هو من أله بمعنى تحير ، وقيل : من وله بمعنى تحير . وهو إذا استشكل من جهة اللفظ - لأنه تعالى منزه عن الحيرة - يصح أن يقال من جهة المعنى ، والمراد أنه سبب الحيرة . لأن الناظرين إذا ارتقوا في سلم أسباب التكوين ينتهون عند درجة الحيرة في معرفة الموجد الأول الذي هو موجود بنفسه لا بسبب ولا علة سابقة عليه ، وبه وجد كل ما عداه ، لا يستطيعون الوصول إلى حقيقة هذا الموجود العظيم الذي لا يعقل وجود هذه الكائنات الممكنة إلا بوجوده حتى إن الملاحدة الماديين لما بحثوا في أصل الموجودات ، وارتقوا إلى معرفة البسائط التي تركبت منها الكائنات ، قالوا : إنه لا بد أن يكون لها منشأ وحده مجهول الذات ، ذو قوة وحياة .
والحاصل أن اسم الجلالة "الله" علم على ذات الباري سبحانه وتعالى تجري عليه الصفات ولا يوصف به . ولفظ "الإله" صفة . والجمهور على أن معناه الشرعي : المعبود بحق ، ولذلك أنكر القرآن عليهم تسمية أصنامهم آلهة ، والتحقيق أنه أنكر عليهم تأليهها وعبادتها ، لا مجرد تسميتها ، وقد سماها هو آلهة في قوله :( وما ظلمناهم ولكن ظلموا أنفسهم فما أغنت عنهم آلهتهم التي يدعون من دون الله من شيء لما جاء أمر ربك وما زادوهم غير تتبيب ) ولا يظهر في هذه الآية قصد الحكاية".
تفسير المنار – سورة الفاتحة





" ثم اختلفوا، هل اشتق اسم الإله من فعل العبادة، أو من استحقاقها، على قولين: أحدهما: أنه مشتق من فعل العبادة، فعلى هذا، لا يكون ذلك صفة لازمة قديمة لذاته، لحدوث عبادته بعد خلق خلقه، ومن قال بهذا منع من أن يكون الله تعالى إلها لم يزل، لأنه قد كان قبل خلقه غير معبود. والقول الثاني: أنه مشتق من استحقاق العبادة، فعلى هذا يكون ذلك صفة لازمة لذاته، لأنه لم يزل مستحقا للعبادة، فلم يزل إلها، وهذا أصح القولين، لأنه لو كان مشتقا من فعل العبادة لا من استحقاقها، للزم تسمية عيسى عليه السلام إلها، لعبادة النصارى له، وتسمية الأصنام آلهة، لعبادة أهلها لها، وفي بطلان هذا دليل على اشتقاقه من استحقاق العبادة، لا من فعلها، فصار قولنا: (إله على هذا القول صفة من صفات الذات، وعلى القول الأول من صفات الفعل".
تفسير الماوردي

(وأما: "الله" بحذف الهمزة فمختص بالمعبود بالحق، لم يطلق على غيره، ومن هذا الاسم اشتق: تأله، وأله، واستأله; كما قيل: استنوق، واستحجر، في الاشتقاق من الناقة والحجر.

فإن قلت: أاسم هو أم صفة؟ قلت: بل اسم غير صفة، ألا تراك تصفه ولا تصف به؟ لا تقول: شيء إله، كما لا تقول: شيء رجل، وتقول: إله واحد صمد، كما تقول: رجل كريم خير.

وأيضا فإن صفاته تعالى لا بد لها من موصوف تجرى عليه، فلو جعلتها كلها صفات بقيت غير جارية على اسم موصوف بها، وهذا محال.

فإن قلت: هل لهذا الاسم اشتقاق؟ قلت: معنى الاشتقاق أن ينتظم الصيغتين فصاعدا معنى واحد، وصيغة هذا الاسم وصيغة قولهم: أله، إذا تحير - ومن أخواته: دله، وعله - ينتظمهما معنى التحير والدهشة، وذلك أن الأوهام تتحير في معرفة المعبود، وتدهش الفطن، ولذلك كثر الضلال، وفشا الباطل، وقل النظر الصحيح.

فإن قلت: هل تفخم لامه؟ قلت: نعم، قد ذكر الزجاج أن تفخيمها سنة، وعلى ذلك العرب كلهم، وإطباقهم عليه دليل أنهم ورثوه كابرا عن كابر).

تفسير الكشاف


(والله أصله إله، فحذفت الهمزة وعوض عنها الألف واللام ولذلك قيل: يا ألله، بالقطع إلا أنه مختص بالمعبود بالحق. والإله في الأصل لكل معبود، ثم غلب على المعبود بالحق.

واشتقاقه من أله ألهة وألوهة وألوهية بمعنى عبد، ومنه تأله واستأله، وقيل من أله إذا تحير لأن العقول تتحير في معرفته. أو من ألهت إلى فلان أي سكنت إليه، لأن القلوب تطمئن بذكره، والأرواح تسكن إلى معرفته.

أو من أله إذا فزع من أمر نزل عليه، وألهه غيره أجاره إذ العائذ يفزع إليه وهو يجيره حقيقة أو بزعمه. أو من أله الفصيل إذا ولع بأمه، إذ العباد يولعون بالتضرع إليه في الشدائد. أو من وله إذا تحير وتخبط عقله، وكان أصله ولاه فقلبت الواو همزة لاستثقال الكسرة عليها استثقال الضمة في وجوه، فقيل إله كإعاء وإشاح، ويرده الجمع على آلهة دون أولهة. وقيل أصله لاه مصدر لاه يليه ليها ولاها، إذا احتجب وارتفع لأنه سبحانه وتعالى محجوب عن إدراك الأبصار، ومرتفع على كل شيء وعما لا يليق به ويشهد له قول الشاعر:



كحلفة من أبي رباح يشهدها لاهه الكبار

وقيل علم لذاته المخصوصة لأنه يوصف ولا يوصف به، ولأنه لا بد له من اسم تجري عليه صفاته ولا يصلح له مما يطلق عليه سواه، ولأنه لو كان وصفا لم يكن قول: لا إله إلا الله، توحيدا مثل: لا إله إلا الرحمن، فإنه لا يمنع الشركة، والأظهر أنه وصف في أصله لكنه لما غلب عليه بحيث لا يستعمل في غيره وصار له كالعلم مثل: الثريا والصعق أجري مجراه في إجراء الأوصاف عليه، وامتناع الوصف به، وعدم تطرق احتمال الشركة إليه، لأن ذاته من حيث هو بلا اعتبار أمر آخر حقيقي أو غيره غير معقول للبشر، فلا يمكن أن يدل عليه بلفظ، ولأنه لو دل على مجرد ذاته المخصوصة لما أفاد ظاهر قوله سبحانه وتعالى: وهو الله في السماوات معنى صحيحا، ولأن معنى الاشتقاق هو كون أحد اللفظين مشاركا للآخر في المعنى والتركيب، وهو حاصل بينه وبين الأصول المذكورة، وقيل أصله لاها بالسريانية فعرب بحذف الألف الأخيرة، وإدخال اللام عليه، وتفخيم لامه إذا انفتح ما قبله أو انضم سنة، وقيل مطلقا، وحذف ألفه لحن تفسد به لصلاة، ولا ينعقد به صريح اليمين، وقد جاء لضرورة الشعر:

ألا لا بارك الله في سهيل إذا ما الله بارك في الرجال )
تفسير البيضاوي




(والله: أصله الإله، ونظيره الناس، أصله: الأناس، حذفت الهمزة، وعوض منها حرف التعريف، والإله من أسماء الأجناس، يقع على كل معبود حق أو باطل، ثم غلب على المعبود بالحق، كما أن النجم اسم لكل كوكب، ثم غلب على الثريا. وأما الله بحذف الهمزة فمختص بالحق، لم يطلق على غيره، وهو اسم غير صفة; لأنك تصفه، ولا تصف به، لا تقول: شيء إله، كما لا تقول: شيء رجل، وتقول: إله واحد صمد، ولأن صفاته تعالى لا بد لها من موصوف تجري عليه، فلو جعلتها كلها صفات لبقيت صفات غير جارية على اسم موصوف بها، وذا لا يجوز، ولا اشتقاق لهذا الاسم عند الخليل والزجاج ومحمد بن الحسن والحسين بن الفضل . وقيل: معنى الاشتقاق: أن ينتظم الصيغتين فصاعدا معنى واحد. وصيغة هذا الاسم وصيغة قولهم أله: إذا تحير، ينتظمهما معنى التحير والدهشة، وذلك أن الأوهام تتحير في معرفة المعبود، وتدهش الفطن، ولذا كثر الضلال، وفشا الباطل، وقل النظر الصحيح. وقيل: هو من قولهم: أله يأله إلها إذا عبد، فهو مصدر بمعنى: مألوه، أي: معبود، كقوله: ( هذا خلق الله) أي: مخلوقه. وتفخم لامه إذا كان قبلها فتحة أو ضمة، وترقق إذا كان قبلها كسرة، ومنهم من يرققها بكل حال، ومنهم من يفخم بكل حال، والجمهور على الأول".
تفسير النسفي



( وقرأت طائفة "رب" بالنصب، فقال بعضهم: هو نصب على المدح، وقال بعضهم: هو على النداء، وعليه يجيء إياك.

و"الرب" في اللغة المعبود، والسيد المالك، والقائم بالأمور، المصلح لما يفسد منها، والملك، تأتي اللفظة لهذه المعاني.

فمما جاء بمعنى "المعبود" قول الشاعر :

أرب يبول الثعلبان برأسه لقد هان من بالت عليه الثعالب
ومما جاء بمعنى "السيد المالك" قولهم: رب العبيد والمماليك.

ومما جاء بمعنى "القائم بالأمور الرئيس فيها" قول لبيد :



وأهلكن يوما رب كندة وابنه ورب معد بين خبت وعرعر

ومما جاء بمعنى "الملك" قول النابغة:



تخب إلى النعمان حتى تناله فدى لك من رب طريفي وتالدي

ومن معنى "الإصلاح" قولهم: أديم مربوب. أي: مصلح: قال الشاعر:



كانوا كسالئة حمقاء إذ حقنت سلاءها في أديم غير مربوب

ومعنى " الملك" قول صفوان بن امية لاخيه يوم حنين : لان يربني رجل من قريش خير من ان يربني رجل من هةزان ومنه قول ابن عباس في شان عبد الله بن الزبير وعبد الملك بن مروان : وان كان لا بد لان يربني رجل من بني عمي احب الى من ان يربني غيرهم . ذكره البخاري في تفسير سورة براءة ومن ذلك قول الشاعر :

وكنت امرءا افضت اليك ربابتي وقبلك ربتني فضعت ربوب

وهذه الاستعالات قد تتداخل , فالرب على الاطلاق الذي هو رب الارباب على كل جهة هو الله تعالى ).

تفسير ابن عطية




(و"الإله" في الأصل اسم جنس؛ يقع على كل معبود بحق أو باطل؛ أي مع قطع النظر عن وصف الحقية والبطلان؛ لا مع اعتبار أحدهما؛ لا بعينه؛ ثم غلب على المعبود بالحق؛ كالنجم؛ والصعق؛ وأما "الله" بحذف الهمزة فعلم مختص بالمعبود بالحق؛ لم يطلق على غيره أصلا؛ واشتقاقه من "الإلاهة"؛ و"الألوهة"؛ و"الألوهية"؛ بمعنى العبادة؛ حسبما نص عليه الجوهري؛ على أنه اسم منها بمعنى "المألوه"؛ كـ "الكتاب"؛ بمعنى "المكتوب"؛ لا على أنه صفة منها؛ بدليل أنه يوصف؛ ولا يوصف به؛ حيث يقال: إله واحد؛ ولا يقال: شيء إله؛ كما يقال: كتاب مرقوم؛ ولا يقال: شيء كتاب؛ والفرق بينهما أن الموضوع له في الصفة هو الذات المبهمة؛ باعتبار اتصافها بمعنى معين؛ وقيامه بها؛ فمدلولها مركب من ذات مبهمة؛ لم يلاحظ معها خصوصية أصلا؛ ومن معنى معين قائم بها؛ على أن ملاك الأمر تلك الخصوصية؛ فبأي ذات يقوم ذلك المعنى يصح إطلاق الصفة عليها؛ كما في الأفعال؛ ولذلك تعمل عملها كاسمي الفاعل والمفعول؛ والموضوع له في الاسم المذكور هو الذات المعينة؛ والمعنى الخاص؛ فمدلوله مركب من ذينك المعنيين من غير رجحان للمعنى على الذات؛ كما في الصفة؛ ولذلك لم يعمل عملها؛ وقيل: اشتقاقه من "أله"؛ بمعنى "تحير"؛ لأنه سبحانه يحار في شأنه العقول والأفهام؛ وأما "أله"؛ كـ "عبد"؛ وزنا ومعنى؛ فمشتق من "الإله"؛ المشتق من "إله"؛ بالكسر؛ وكذا "تأله"؛ و"استأله"؛ اشتقاق "استنوق"؛ و"استحجر"؛ من الناقة؛ والحجر؛ وقيل: من "أله إلى فلان"؛ أي "سكن إليه"؛ لاطمئنان القلوب بذكره تعالى؛ وسكون الأرواح إلى معرفته؛ وقيل: من "أله" إذا فزع من أمر نزل به؛ و"آلهه غيره"؛ إذا أجاره؛ إذ العائذ به (تعالى) يفزع إليه؛ وهو يجيره حقيقة؛ أو في زعمه؛ وقيل: أصله "لاه"؛ على أنه مصدر من "لاه"؛ "يليه؛ بمعنى احتجب؛ وارتفع؛ أطلق على الفاعل مبالغة؛ وقيل: هو اسم علم للذات الجليل ابتداء؛ وعليه مدار أمر التوحيد في قولنا: "لا إله إلا الله"؛ ولا يخفى أن اختصاص الاسم الجليل بذاته - سبحانه -؛ بحيث لا يمكن إطلاقه على غيره أصلا ؛ كاف في ذلك؛ ولا يقدح فيه كون ذلك الاختصاص بطريق الغلبة؛ بعد أن كان اسم جنس في الأصل؛ وقيل: هو وصف الأصل؛ لكنه لما لب عليه؛ بحيث لا يطلق على غيره أصلا؛ صار كالعلم؛ ويرده امتناع الوصف به؛ واعلم أن المراد بالمنكر في كلمة التوحيد هو المعبود بالحق؛ فمعناها لا فرد من أفراد المعبود بالحق إلا ذلك المعبود بالحق؛ وقيل: أصله "لاها"؛ بالسريانية؛ فعرب بحذف الألف الثانية؛ وإدخال الألف واللام عليه؛ وتفخيم لامه إذا لم ينكسر ما قبله سنة؛ وقيل: مطلقا؛ وحذف ألفه لحن؛ تفسد به الصلاة؛ ولا ينعقد به صريح اليمين؛ وقد جاء لضرورة الشعر في قوله:
ألا لا بارك الله في سهيل إذا ما الله بارك في الرجال )

تفسير ابو سعود-سورة الفاتحة


(وأما "إله" لمجرد من الألف واللام فيطلق على المعبود بحق؛ وعلى غيره؛ قال تعالى: "لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا "," ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به" ، "أرأيت من اتخذ إلهه هواه ". واختلف الناس: هل هو مرتجل؛ أو مشتق؟ والصواب الأول؛ وهو أعرف المعارف. يحكى أن سيبويه رئي في المنام فقيل [له]: ما فعل الله بك؟ فقال: خيرا كثيرا؛ لجعلي اسمه أعرف المعارف.

ثم القائلون باشتقاقه اختلفوا اختلافا كثيرا؛ فمنهم من قال: هو مشتق من لاه يليه؛ أي ارتفع؛ ومنه قيل للشمس: إلاهة؛ بكسر الهمزة؛ وفتحها؛ لارتفاعها؛ وقيل: لاتخاذهم إياها معبودا؛ وعلى هذا قيل: "لهي أبوك"؛ يريدون: لله أبوك؛ فقلب العين إلى موضع اللام؛ وخففه فحذف الألف واللام، وخففه فحذف الالف واللام وحذف حرف الجر وابعد بعضهم فجعل من ذلك قول الشاعر :


ألا يا سنا برق على قلل الحمى لهنك من برق علي كريم

قال: الأصل: لله إنك كريم علي؛ فحذف حرف الجر، وحرف التعريف، والألف التي قبل الهاء من الجلالة؛ وسكن الهاء إجراء للوصل مجرى الوقف، فصار اللفظ: له؛ ثم ألقى حركة همزة "إن" على الهاء؛ فبقي: لهنك؛ كما ترى؛ وهذا سماجة من قائله. وفي البيت قولان أيسر من هذاومنهم من قال: هو مشتق من لاه يلوه لياها؛ أي احتجب؛ فالألف على هذين القولين أصلية؛ فحينئذ أصل الكلمة لاه؛ ثم دخل عليه حرف التعريف فصار "إله"، ثم أدغمت لام التعريف في اللام بعدها؛ لاجتماع شروط الإدغام؛ وفخمت لامه. ووزنه على القولين المتقدمين إما: فعل؛ أو فعل؛ بفتح العين أو كسرها؛ وعلى كل تقدير فتحرك حرف العلة؛ وانفتح ما قبله؛ فقلب ألفا؛ وكان الأصل: ليها أو ليها أو لوها أو لوها.

ومنهم من جعله مشتقا من أله؛ وأله لفظ مشترك بين معان؛ وهي: العبادة، والسكون، والتحير، والفزع؛ فمعنى "إله" أن خلقه يعبدونه، ويسكنون إليه، ويتحيرون فيه، ويفزعون إليه. ومنه قول رؤبة :


لله در الغانيات المده سبحن واسترجعن من تألهي

أي: من عبادته؛ ومنه: (ويذرك وإلاهتك)؛ أي عبادتك. وإلى معنى التحير أشار أمير المؤمنين بقوله: "كل دون صفاته تحبير الصفات؛ وضل هناك تصاريف اللغات"؛ وذلك أن العبد إذا تفكر في صفاته تحير؛ ولهذا روي: "تفكروا في آلاء الله؛ ولا تتفكروا في الله"؛ وعلى هذا فالهمزة أصلية؛ والألف قبل الهاء زائدة؛ فأصل الجلالة الكريمة: الإله؛ كقول الشاعر:

معاذ الإله أن تكون كظبية ولا دمية ولا عقيلة ربرب

ثم حذفت الهمزة لكثرة الاستعمال؛ كما حذفت في "ناس"، والأصل: أناس؛ كقوله:
إن المنايا يطلعـ ـن على الأناس الآمنينا

فالتقى حرف التعريف مع اللام، فأدغم فيها، وفخم. أو نقول: إن الهمزة من الإله حذفت للنقل؛ بمعنى أنا نقلنا حركتها إلى لام التعريف، وحذفناها بعد نقل حركتها؛ كما هو المعروف في النقل، ثم أدغم لام التعريف كما تقدم؛ إلا أن النقل هنا لازم لكثرة الاستعمال.

ومنهم من قال: هو مشتق من وله؛ لكون كل مخلوق والها نحوه؛ وعلى ذلك قال بعض الحكماء: الله محبوب للأشياء كلها؛ وعلى ذلك دل قوله تعالى (: وإن من شيء إلا يسبح بحمده ) ؛ فأصله: ولاه؛ ثم أبدلت الواو همزة؛ كما أبدلت في "إشاح" و"إعاء"؛ والأصل: وشاح ووعاء؛ فصار اللفظ به: إلاها؛ ثم فعل به ما تقدم من حذف همزته والإدغام؛ ويعزى هذا القول للخليل فعلى هذين القولين وزن "إلاه": فعال؛ وهو بمعنى مفعول؛ أي: معبود؛ أو متحير فيه؛ كـ الكتاب؛ بمعنى مكتوب ورد قول الخليل بوجهين؛ أحدهما: أنه لو كانت الهمزة بدلا من واو لجاز النطق بالأصل؛ ولم يقله أحد، ويقولون: إشاح ووشاح وإعاء ووعاء. والثاني: أنه لو كان كذلك لجمع على أولهة كأوعية وأوشحة؛ فترد الهمزة إلى أصلها؛ ولم يجمع "إله" إلا على آلهة.


وللخليل ان ينفصل عن هذين الاعتراضين بأن البدل لزم في هذا الاسم؛ لأنه اختص بأحكام لم يشركه فيها غيره؛ كما ستقف عليه؛ ثم جاء الجمع على التزام البدل.
وأما الألف واللام فيترتب الكلام فيها على كونه مشتقا؛ أو غير مشتق؛ فإن قيل بالأول كانت في الأصل معرفة؛ وإن قيل بالثاني كانت زائدة. وقد شذ حذف الألف واللام من الجلالة في قولهم "لاه أبوك"، والأصل: لله أبوك؛ كما تقدم؛ قالوا: وحذفت الألف التي قبل الهاء خطا؛ لئلا يشبه بخط "اللات" اسم الصنم؛ لأن بعضهم يقلب هذه التاء في الوقف هاء، فيكتبها هاء تبعا للوقف؛ فمن ثم جاء الاشتباه.
وقيل: لئلا يشبه بخط "اللاه" اسم فاعل من لها يلهو؛ وهذا إنما يتم على لغة من يحذف ياء المنقوص المعرف وقفا؛ لأن الخط يتبعه؛ وأما من يثبتها وقفا فيثبتها خطا؛ فلا لبس حينئذ. وقيل: حذف الألف لغة قليلة؛ جاء الخط عليها، والتزم ذلك لكثرة استعماله؛ قال الشاعر:

أقبل سيل كان من أمر الله يحرد حرد الجنة المغلة

وحكم لامه التفخيم؛ تعظيما؛ ما لم يتقدمه كسر؛ فترقق؛ وإن كان أبو القاسم الزمخشريقد أطلق التفخيم، ولكنه يريد ما قلته. ونقل أبو البقاء أن منهم من يرققها على كل حال. وهذا ليس بشيء؛ لأن العرب على خلافه كابرا عن كابر؛ كما ذكره الزمخشري . ونقل أهل القراءة خلافا فيما إذا تقدمه فتحة ممالة، أي قريبة من الكسرة: فمنهم من يرققها؛ ومنهم من يفخمها، وذلك كقراءة السوسي في أحد وجهيه: حتى نرى الله جهرة .
ونقل السهيلي وابن العربي فيه قولا غريبا؛ وهو أن الألف واللام فيه أصلية غير زائدة؛ واعتذرا عن وصل الهمزة بكثرة الاستعمال؛ كما يقول الخليل في همزة التعريف؛ وقد رد قولهما بأنه كان ينبغي أن ينون لفظ الجلالة؛ لأن وزنه حينئذ: فعال؛ نحو: لآل وسآل؛ وليس فيه ما يمنعه من التنوين؛ فدل على أن أل فيه زائدة على ماهية الكلمة.
ومن غريب ما نقل فيه أيضا أنه ليس بعربي؛ بل هو معرب؛ وهو سرياني الوضع؛ وأصله: "لاها" فعربته العرب، فقالوا: الله؛ واستدلوا على ذلك بقول الشاعر:

كحلفة من أبي رياح يسمعها هه الكبار

فجاء به على الأصل قبل التعريب؛ ونقل ذلك أبو زيد البلخي.
[ومن غريب ما نقل فيه أيضا أن الأصل فيه الهاء التي هي كناية عن الغائب]، قالوا: وذلك أنهم أثبتوه موجودا في نظر عقولهم؛ فأشاروا إليه بالضمير؛ ثم زيدت فيه لام الملك؛ إذ قد علموا أنه خالق الأشياء ومالكها؛ فصار اللفظ: "له"؛ ثم زيدت فيه الألف واللام تعظيما وتفخيما؛ وهذا لا يشبه كلام أهل اللغة، ولا النحويين؛ وإنما يشبه كلام بعض المتصوفة.

ومن غريب ما نقل فيه أيضا أنه صفة؛ وليس باسم، واعتل هذا الذاهب إلى ذلك أن الاسم يعرف المسمى؛ والله تعالى لا يدرك حسا ولا بديهة؛ فلا يعرفه اسمه؛ إنما تعرفه صفاته؛ ولأن العلم قائم مقام الإشارة؛ والله تعالى ممتنع ذلك في حقه. وقد رد الزمخشري هذا القول بما معناه أنك تصفه ولا تصف به؛ فتقول: إله عظيم واحد؛ كما تقول: شيء عظيم؛ ورجل كريم؛ ولا تقول: شيء إله؛ كما لا تقول: شيء رجل؛ ولو كان صفة لوقع صفة لغيره؛ لا موصوفا؛ وأيضا فإن صفاته الحسنى لا بد لها من موصوف تجري عليه؛ فلو جعلتها كلها صفات، بقيت غير جارية على اسم موصوف بها، وليس فيما عدا الجلالة خلاف في كونه صفة؛ فتعين أن تكون الجلالة اسما؛ لا صفة).
الدر المصون-تفسير سورة الفاتحة



(واختلف العلماء في اسم الله الذي هو "الله" : فقال قوم: إنه مشتق ، وقال آخرون: إنه علم ليس بمشتق . وفيه عن الخليل إحداهما: أنه ليس بمشتق ، ولا يجوز حذف الألف واللام منه كما يجوز من الرحمن . والثانية: رواها عنه سيبويه : أنه مشتق . وذكر ابو سليمان الخطابيعن بعض العلماء أن أصله في الكلام مشتق من: أله الرجل يأله: إذا فزع إليه من أمر نزل به .
فأله ، أي: أجاره وأمنه ، فسمي إلها كما يسمى الرجل إماما .
وقال غيره: أصله ولاه . فأبدلت الواو همزة فقيل: إله كما قالوا: وسادة و إسادة ، ووشاح وإشاح .
واشتق من الوله ، لأن قلوب العباد توله نحوه . كقوله تعالى ثم اذا مسكم الضر فاليه تجأرون)
وكان القياس أن يقال: مألوه ، كما قيل: معبود ، إلا أنهم خالفوا به البناء ليكون علما ، كما قالوا للمكتوب: كتاب ، وللمحسوب: حساب .
وقال بعضهم: أصله من: أله الرجل يأله إذا تحير; لأن القلوب تتحير عند التفكر في عظمته .
وحكي عن بعض اللغويين: أله الرجل يأله إلاهة ، بمعنى: عبد يعبد عبادة .
وروي عن ابن عباس أنه قال ويذرك وألهتك أي: عبادتك .
قال: والتأله: التعبد .

قال رؤبة :

لله در الغانيات المده سبحن واسترجعن من تألهي
فمعنى الإله: المعبود ) .
زاد المسير- تفسير سورة الفاتحة



(و "الله" علم على ذاته ، تعالى وتقدس . قال ابن عباس: هو الذي يألهه كل شيء ويعبده وأصله "إلاه" بمعنى مألوه أي معبود ؛ فلما أدخلت عليه الألف واللام حذفت الهمزة تخفيفا لكثرته في الكلام ؛ وبعد الإدغام فخمت تعظيما -هذا تحقيق اللغويين).
تفسير القاسمي



(وكلمة (الله ) تعالى لا تطلق إلا على الذات العلية خالق الكون ، ومنشئ الوجود على غير مثال سبق ، بديع السماوات والأرض . وقالوا : إن أصل كلمة الله : الإله ، ثم كان حذف الهمزة ، مع تقدير أنها مطوية في الكلام مقدرة فيه . والإله تطلق على المعبود ، وتعم المعبود بحق وبغير حق ، ولكن كلمة (الله ) تعالى لا تطلق إلا على المعبود بحق ، فيقال : آلهة المشركين ، وآلهة الرومان ، وآلهة المصريين ، ولا يقال : " الله " إلا في مقام أنه الخالق المدبر المنشئ المستحق للعبادة ; ولذلك كانت ألفاظ القرآن الكثيرة في مخاطبة المشركين ، على أن الله تعالى معروف بأنه المنشئ ، وأنه غير آلهتهم ، فكانوا يقولون : الآلهة هبل ، واللات ، والعزى ، ومناة الثالثة ; يقولون عنها إله وآلهة ولا يقولون عن واحدة منها إنه " الله " ، لقد قال تعالى عنهم : (ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله ) ، وكان يحتج عليهم بأنهم يعبدون مع الله آلهة أخرى ، وجدل القرآن الكريم لهم لإلزامهم بالتوحيد بأنهم يعترفون بأن الله تعالى خالق السماوات والأرض فهو الجدير وحده بالعبادة ، اقرأ قوله تعالى : (أمن خلق السماوات والأرض وأنـزل لكم من السماء ماء فأنبتنا به حدائق ذات بهجة ما كان لكم أن تنبتوا شجرها أإله مع الله بل هم قوم يعدلون أمن جعل الأرض قرارا وجعل خلالها أنهارا وجعل لها رواسي وجعل بين البحرين حاجزا أإله مع الله بل أكثرهم لا يعلمون أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله قليلا ما تذكرون أمن يهديكم في ظلمات البر والبحر ومن يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته أإله مع الله تعالى الله عما يشركون أمن يبدأ الخلق ثم يعيده ومن يرزقكم من السماء والأرض أإله مع الله قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين )
ونرى من هذا أن العرب كانوا يعرفون الله سبحانه وتعالى ، وأنه الخالق لكل شيء وما كانوا يطلقون كلمة " الله " إلا على الخالق المدبر المنفرد بالإيجاد والإبداع ، وما كانوا يطلقون على آلهتهم كلمة الله ، وهذا عرف لغتهم ودلالتها).
محمد أبو زهرة-زهرة التفاسير – سورة الفاتحة



(وقيل : مشتق ، ومادته قيل : لام وياء وهاء ،من لاه يليه ، ارتفع . قيل : ولذلك سميت الشمس إلاهة بكسر الهمزة وفتحها ، وقيل : لام وواو وهاء من لاه يلوه لوها ، احتجب أو استنار ، ووزنه إذ ذاك فعل أو فعل ، وقيل : الألف زائدة ، ومادته همزة ولام من أله أي فزع ، قاله ابن اسحاق ، أو أله تحير ، قاله أبو عمر ، وأله عبد ، قاله النضر ، أو أله سكن ، قاله المبردوعلى هذه الأقاويل فحذفت الهمزة اعتباطا ، كما قيل في ناس أصله أناس ، أو حذفت للنقل ولزم مع الإدغام ، وكلا القولين شاذ . وقيل : مادته واو ولام وهاء ، من وله أي طرب ، وأبدلت الهمزة فيه من الواو نحو أشاح ، قاله الخليل والقناد ، وهو ضعيف للزوم البدل . وقولهم في الجمع آلهة ، وتكون فعالا بمعنى مفعول ، كالكتاب يراد به المكتوب . وأل في الله إذا قلنا أصله الإلاه ، قالوا للغلبة ، إذ الإله ينطلق على المعبود بحق وباطل ، والله لا ينطلق إلا على المعبود بالحق ، فصار كالنجم للثريا . وأورد عليه بأنه ليس كالنجم ; لأنه بعد الحذف والنقل أو الإدغام لم يطلق على كل إله ، ثم غلب على المعبود بحق ، ووزنه على أن أصله فعال ، فحذفت همزته عال . وإذا قلنا بالأقاويل السابقة فأل فيه زائدة لازمة ، وشذ حذفها في قولهم لاه أبوك شذوذ حذف الألف في أقبل سيل . أقبل جاء من عند الله . وزعم بعضهم أن أل في الله من نفس الكلمة ، ووصلت الهمزة لكثرة الاستعمال ، وهو اختيار ابي بكر بن العربي والسهيلي ، وهو خطأ ، لأن وزنه إذ ذاك يكون فعالا ، وامتناع تنوينه لا موجب له ، فدل على أن أل حرف داخل على الكلمة سقط لأجلها التنوين . وينفرد هذا الاسم بأحكام ذكرت في علم النحو ، ومن غريب ما قيل : إن أصله لاها بالسريانية فعرب ، قال :

كحلفة من أبي رباح يسمعها لاهه الكبار

قال أبو يزيد البلخي : هو أعجمي ، فإن اليهود والنصارى يقولون لاها ، وأخذت العرب هذه اللفظة وغيروها فقالوا الله . ومن غريب ما قيل في الله أنه صفة وليس اسم ذات ; لأن اسم الذات يعرف به المسمى ، والله - تعالى - لا يدرك حسا ولا بديهة ، ولا تعرف ذاته باسمه ، بل إنما يعرف بصفاته ، فجعله اسما للذات لا فائدة في ذلك . وكان العلم قائما مقام الإشارة ، وهي ممتنعة في حق الله - تعالى - وحذفت الألف الأخيرة من الله لئلا يشكل بخط اللاه اسم الفاعل من لها يلهو ، وقيل : طرحت تخفيفا ، وقيل هي لغة فاستعملت في الخط ).
البحر المحيط-تفسير سورة الفاتحة








 
قديم 12-10-15, 12:31 PM   رقم المشاركة : 7
أبو جنى1
عضو







أبو جنى1 غير متصل

أبو جنى1 is on a distinguished road


تأملوا إخوتي في التفاسير واصل اشتقاق لفظ الجلالة والمعاني اللغوية للإله
واتمنى المشاركة والمساهمة في نقاش هذا الموضوع العقائدي الكبير والمهم الذي يحتاج لبذل الجهد لتحقيقه نريد همتكم معنا لنرثي الموضوع وننقاش الاقوال العديدة والمختلفة حوله وكيفية ترجيح اصوب التفاسير والمعاني .







 
قديم 24-11-15, 11:36 AM   رقم المشاركة : 8
أبو سند
مشرف








أبو سند غير متصل

أبو سند is on a distinguished road


جزاك الله خيرا استاذي ابو جنى وجعل ما تقدمه ثقيلا في موازين اعمالك ونسأل الله لك السداد والقبول


من أهم المواضيع في ساحة الدعوة لحاجة المخالفين لفهم التوحيد من نبعه الصافي (القرآن والسنة) لازالة الغشاوة عن عقولهم المشوشة بافكار وفلسفات شيطانيه ما انزل الله بها من سلطان .

وقد لحظت انهم يتداولون شبهات كلاميه وفلسفية وافتراضات غريبه من اجل تبرير توسلاتهم واستغاثاتهم الباطله وما يتبعها من تجاوزات بحق الله تعالى الله عما يصفون .


تسجيل متابعه ومشاركه .







التوقيع :
معضلة التقية في دين الإمامية
جواب , لماذا أهل البيت وليس أهل البيوت ؟
من مواضيعي في المنتدى
»» هل كلام الامام لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ؟
»» الحقد الفارسي على العرب واستحقارهم للعرب
»» منار الايمان ...تفضل بخصوص أهل البيت في اية التطهير
»» الزميل انتيل تفضل واثبت سماع الموتى
»» أحمد شلاش البعثي يسب الذات الالهيه وترقيع من مذيع قناة المنار
 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:51 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "