العودة   شبكة الدفاع عن السنة > منتدى الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم > الدفاع عن الآل والصحب

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-03-17, 03:42 AM   رقم المشاركة : 1
امـ حمد
عضو ذهبي







امـ حمد غير متصل

امـ حمد is on a distinguished road


إذا أنا مت، فأحرقوني

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شرح لحديث(إذا أنا متُّ، فأحرقوني)
عن أبي هريرة،عن النبي،صلى الله عليه وسلم،قال(أسرف رجلٌ على نفسه، فلما حضره الموتُ أوصى بنيه فقال،إذا أنا مت، فأحرقوني، ثم اسحقوني، ثم اذرُوني في الريح في البحر، فوالله لئن قدَر عليَّ ربي ليعذبني عذاباً ما عذَّبه به أحداً)

قال،ففعلوا ذلك به، فقال للأرض،أدِّي ما أخذتِ، فإذا هو قائم، فقال له،ما حملكَ على ما صنعت،فقال،خشيتُك يا رب)أو قال(مخافتك،فغفر له بذلك)رواه الشيخان،البخاري،ومسلم،

شرح الحديث،قال النووي،قوله،صلى الله عليه وسلم(أسرف رجلٌ على نفسه) أي،بالَغ وعلا في المعاصي، والسَّرَف،مجاوزة الحد،
رُوي من حديث أبي رافع،عن أبي هريرةرضي الله عنه،أنه قال،قال الرجلٌ لم يعمل خيراً قط إلا التوحيد،
والدليل على أن الرجل كان مؤمناً،قولُه حين قيل له،لِم فعلتَ هذا، فقال،من خشيتك يا رب، والخشية لا تكون إلا لمؤمن مصدِّق، بل ما تكاد تكون إلا لمؤمن عالم،كما قال الله،عز وجل﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ﴾فاطر،
قالوا،كل من خاف اللهَ، فقد آمن به وعرفه، ومستحيل أن يخافَه من لا يؤمن به، وهذا واضح لمن فهِم وأُلهم رُشده،
روى مسلم في صحيحه،هذا الحديث،ما حدثناه عبد الوارث بن سفيان،عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن رسول الله،صلى الله عليه وسلم، قال(إن رجلاً لم يعمل خيراً قط،وكان يداين الناس،فيقول لرسوله،خذ ما يَسُر، واترك ما عسر،وتجاوز،لعل اللهَ يتجاوز عنا، فلما هلك، قال الله،هل عملتَ خيراً قط،قال،لا،إلا أنه كان لي غلام فكنت أداين الناس، فإذا بعثتُه يتقاضى قلت له،خذ ما يسر،واترك ما عسُر، وتجاوز،لعل اللهَ يتجاوز عنا،قال الله،قد تجاوزت عنك، قال أبو عمر،فقول هذا الرجل الذي لم يعمل خيراً قط،غير تجاوزه عن غرمائه،لعل اللهَ يتجاوز عنا،إيمانٌ وإقرار بالرب ومجازاته، وكذلك قولة الآخر،خشيتُك يا رب،إيمانٌ بالله،واعتراف له بالربوبية،
وأنه لم ينكرِ البعث، وإنما جهِل،فظن أنه إذا فُعل به ذلك لا يعاد فلا يعذَّب، وقد ظهر إيمانُه باعترافه بأنه إنما فعل ذلك من خشية الله،
يقول الدكتور وجيه الشيمي فيما يُستفاد من القصة،إن من يخاف من الله في الدنيا يأمن يوم القيامة،لأن اللهَ لا يجمع على عبدٍ أمنين ولا خوفين، فمن أمِنَه في الدنيا،خوَّفه يوم القيامة، ومن خافه في الدنيا أمَّنه يوم القيامة،كان الخوفُ من الله دأْبَ الصالحين وسلوك المتقين،
استمر في إسرافه على نفسه، وظلمه لها، حتى حضره الموت، أي،لم يكن من أولئك الذين يقضون شطراً من حياتهم في الإسراف في الفسق والفجور، ثم قبيل وفاتهم يرجعون إلى الله تبارك وتعالى،ويتوبون إليه، هذا الإنسان لم يكن كذلك، وإنما استمر في إسرافه وفي ظلمه لنفسه ومعصيته لربه حتى حضره الموت، لكنه لم يكن من أولئك الناس المغرورين الذين يسيئون العمل ثم يرجون من الله تبارك وتعالى،المغفرة، هكذا كثير من المسلمين اليوم مع الأسف الشديد، يتواكلون على مغفرة الله عز وجل، ولا يتعاطون من الأعمال الصالحات ما بها يستحقون مغفرة الله تبارك وتعالى، فهذا الرجل كان معترفاً بتقصيره وبجنايته على نفسه،أنه كان إيمانه لا يزال حياً في قلبه، وكان لا يزال فيه شيء استحق به أن ينال مغفرة الله تبارك وتعالى، مع أنه سلك سبيلاً ربما لم يسلكه أحدٌ قبله ولا أحدٌ بعده، ذلك أنه أوصى بهذه الوصية الجائرة، حيث قال عليه الصلاة والسلام، (فلما حضره الموت،قال لبنيه،إذا أنا مت فأحرقوني) ولم يقنع بهذا، ثم قال(اطحنوني) تصوراً منه أن الحرق قد لا يأتي على عظامه كلها، فيبقى هناك شيء قائم من هذه العظام، فتأكيداً لما خيل له من وسيلة للنجاة من عذاب الله عز وجل،
كان إنساناً قوياً،فمات فأمرهم بأن يحرقوه بالنار، ثم أكد لهم ذلك بأن يطحنوه،ثم يأخذوا الحاصل من ذلك الحرق والطحن وهو أن يصبح رميماً،قال(ثم ذروني في الريح)
قال ابو بكرالصدِّيق،رضي الله عنه(لا آمَنُ مكر الله ولو كانت إحدى قدميَّ في الجنة)
وقال الفاروق عمربن الخطاب رضي الله عنه(لو نادى منادٍ،كل الناس يدخلون الجنة إلا واحدًا، لظننت أن أكون أنا)
فوائد من حديث الرجل الذي أمر ولده بحرقه،قال شيخ الإسلام في الفتاوى،فغاية ما في هذا أنه كان رجلاً لَم يكن عالِمًا بجميع ما يستحقُّه الله من الصفات(خشيتك يا ربِّ، ما فعلت إلاَّ من مَخافتك)ألِهذه الدرجة تكون منزلة الخشية عند الله جل جلاله،
قد كان له واعظٌ من نفسه يأتيه باللوم والندم، تلك هي
النفس اللوَّامة التي أقسَمَ بها ربُّ العِزة جلَّ جلاله، ونحن نقول،إنَّ المَهرَب من الله لا يكون إلاَّ إليه(فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ)الذاريات،
قال
ابن القيم،صِدْق الخوف هو الورع عن الآثام،ظاهراً وباطناً، وسَمِعت شيخ الإسلام ابن تيميَّة،يقول،الخوف المحمود ما حجزك عن محارم الله،
فكلَّما كان الإنسان بالله أعرَف، كان منه أخوف،قال الله تعالى(إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ)فاطر،


قال ابن مسعود رضي الله عنه(ليس العلم من كَثرَة الحديث، ولكنَّ العلمَ من الخَشيَة)رواه الطبراني،

دَمعة في خشيةٍ ستر لك من النار(عينان لا تَمَسُّهما النار،عَين بَكَت من خَشيَة الله،وعين باتت تحرس في سبيل الله)رواه الترمذي، وصحَّحه الألباني،

دَمعَة في خَشيَة،محبوبة عند الله،ليس شيء أحبَّ إلى الله من قَطرَتَين وأَثَرَين،قَطرَة من دموع في خَشيَة الله، وقَطرَة دَمٍ تُهْرَاق في سبيل الله، وأَمَّا الأَثَرَان،فأَثَر في سبيل الله، وأَثَر في فَريضَة من فرائض الله)رواه الترمذي، وحسَّنه الألباني،


بر الوالدين، فقد استجاب الأبناء لأبيهم مع صعوبة تنفيذ هذه الوصية، فكيف يستطيع الأبناء أن يحرقوا جسد أبيهم بعد موته،

في هذه القصة بيان قدرة الله المطلَقة التي لا حدود لها ولا نهاية، ولَمَّا جهل المشركون حقيقة هذه القدرة، ضلُّوا وأضلُّوا،
اللهم إنا نسألك خشيتك في الغيب والشهادة، ونسألك كلمةَ الحقِّ في الغضب والرِّضا،ونسألك النظر إلى وجهك والشوق إلى لقائك، في غير ضرَّاء مُضرَّة، ولا فتنة مُضِلَّة، اللهم زيِّنا بزينة الإيمان، واجعلْنا هُداة مُهتدين.






 
قديم 17-04-17, 05:17 PM   رقم المشاركة : 2
محمد السباعى
عضو ماسي






محمد السباعى غير متصل

محمد السباعى is on a distinguished road


جزاك الله خيرا







 
قديم 17-04-17, 06:52 PM   رقم المشاركة : 3
امـ حمد
عضو ذهبي







امـ حمد غير متصل

امـ حمد is on a distinguished road


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد السباعى مشاهدة المشاركة
   جزاك الله خيرا


بارك الله في حسناتك اخوي
وجزاك ربي جنة الفردوس






 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:36 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "