العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-03-17, 05:47 AM   رقم المشاركة : 1
امـ حمد
عضو ذهبي







امـ حمد غير متصل

امـ حمد is on a distinguished road


كل يوم يمضي ينقص من أعمارنا ويدني من أجالنا

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تفسير حديث(لا تزول قدما عبد يوم القيامة)
رَوى ابنُ حِبَّانَ والترمذي،أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم،قال(لا تزولُ قَدَمَا عبدٍ يومَ القيامةِ حتَّى يُسألَ عن أربعٍ،عَن عُمُرِه فيما أفناه،وعن جسدِهِ فيما أبلاه،وعن عِلمِهِ ماذا عَمِلَ فيه،وعن مالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وفيما أنفقَهُ) رواه الترمذي،

المعنى أنَّ الإنسانَ لا تزولُ قدمَاهُ عن موقفِ الحسابِ يومَ القيامةِ حتى يُسألَ عن أربعٍ،

يُسألُ عن عُمُرِهِ فيما أفناهُ،أي،ماذا عملتَ منذُ بلغتَ، أدَّيتَ ما فرضَ اللهُ عليكَ واجتنبتَ ما حرَّمَ الله عليك،فإنْ كانَ قد فَعَلَ ذلكَ نجا وسَلِم،وإن لم يكن فعل ذلك هلك،

ويسأل عن جسده فيما أبلاه،فإن أبلاهُ في طاعةِ اللهِ سعد ونجا مع النَّاجين،وإنْ أبلَى جَسَدَهُ في معصِيَةِ اللهِ خسر وهلك،ويُسأَلُ عَنْ عِلْمِهِ ماذَا عملَ فيه،أي يُسألُ هل تعلّمتَ عِلْمَ الدِينِ الذي فَرضَهُ اللهُ عليك،فمنْ تعلم وعمِلَ بِهِ سَعِدَ ونَجا،ومنْ أهْملَ العملَ بعدَ أنْ تعلّمَ خَسِرَ وخابَ وهلكَ،وكذلكَ منْ لا يتعلّمُ فهوَ أيضاً من الهالكين،

وأمّا قولُه،وعنْ مالِهِ منْ أينَ اكتسبَهُ وفيم أنفقَه،فمعناه،أنّ الإنسانَ يُسألُ يومَ القِيامةِ عنِ المالِ الذي في يدِهِ في الدُنيا،فإنْ كانَ أخَذَهُ من طريقِ غيرِ الحرامِ لا يكونُ عليهِ مؤاخذة،لكنْ بِشَرطِ أنْ يَكونَ ما أنفقَهُ فيهِ أمرٌ أباحَهُ الشرعُ،

فالنّاسُ في أمرِ المالِ ثلاثَةُ أصنَافٍ،ثنانِ هالكانِ،وواحدٌ ناجٍ فالهالكانِ،أحدُهُما الذي جمعَ المالَ منْ حرامٍ،

والآخرُ الذي جمعَهُ منْ حلالٍ ثمّ صرفَهُ في الحرامِ،

وكذلِكَ الذي يصرِفُهُ في الحلالِ للرياءِ هالِك،

======================


فوائد الحديث،
الفائدة الأولى، حساب يوم القيامة يدعونا لمحاسبة أنفسنا للإجابة على هذه الأسئلة؛ فإنه من حاسب نفسه اليوم هان عليه الحساب غدًا؛ قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ [الحشر: 18]، قال ابن كثير رحمه الله في تفسيرها: أي: حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وانظروا ماذا ادخرتم لأنفسكم من الأعمال الصالحة ليوم معادكم وعرضكم على ربكم؛ اهـ[2]، وقال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وَزِنُوا أنفسكم قبل أن توزنوا؛ فإنه أهون عليكم في الحساب غدًا أن تحاسبوا أنفسكم، وتزينوا للعرض الأكبر: ﴿ يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ ﴾ [الحاقة: 18])[3]، وقال الحسن البصري رحمه الله تعالى: (إن المؤمن قوَّام على نفسه، يحاسب نفسه لله عز وجل، وإنما خف الحساب يوم القيامة على قوم حاسبوا أنفسهم في الدنيا، وإنما شق الحساب يوم القيامة على قومٍ أخذوا هذا الأمر من غير محاسبة)[4].
الفائدة الثانية،كان السلف رحمهم الله من أحرص الناس على
محاسبة أنفسهم مع ما هم عليه من التقوى والعمل الصالح؛ روى أسلم مولى عمر بن الخطاب رضي الله عنه: أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه دخل على أبي بكر الصديق رضي الله عنه وهو يجبذ لسانه، فقال له عمر: مَهْ غفر الله لك! فقال أبو بكر: إن هذا أوردني الموارد؛ رواه مالك[5]، وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: سمعت عمر بن الخطاب وخرجت معه حتى دخل حائطًا، فسمعته وهو يقول - وبيني وبينه جدارٌ - وهو في جوف الحائط: عمر بن الخطاب أمير المؤمنين! بخ بخ، والله (بُنَيَّ الخطاب) لتتقين الله أو ليعذبنك؛ رواه مالك[6].
الفائدة الثالثة: دل الحديث على أن الغاية من تعلم العلم هي العمل
به؛ لذا رفع الله تعالى درجة العلماء على غيرهم، فقال تعالى: ﴿ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ﴾ [المجادلة: 11]، وهم أهل الخشية؛ كما قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ﴾ [فاطر: 28]، أما تعلُّمه لغير هذا الغرض فإنه يصير وبالًا على صاحبه يوم القيامة؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من تعلم علمًا مما يبتغى به وجه الله، لا يتعلمه إلا ليصيب به عرَضًا من الدنيا - لم يجد عَرْفَ الجنة يوم القيامة))، يعني: ريحها؛ رواه أحمد[7].

[1] رواه الترمذي في كتاب صفة القيامة والرقائق والورع، باب ما جاء في شأن الحساب والقصاص 4/ 612 (2417)، والدارمي في المقدمة، باب من كره الشهرة والمعرفة 1/ 144، وأبو يعلى 13/ 428 (7434)، والروياني في مسنده 2/ 337 (1313)، وأبو نعيم في حلية الأولياء 10/ 232، وزيادة (أربع) لهما، قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وصححه الألباني في الصحيحة (946)، وصحيح الجامع (7300)، وصحيح الترغيب والترهيب (126).
[2] تفسير ابن كثير 4/ 343.
[3] رواه أحمد في الزهد ص 120، وابن أبي الدنيا في محاسبة النفس رقم (22) و(16)، وأبو نعيم في حلية الأولياء 1/ 52، وابن أبي شيبة 7/ 96 (34459)، وابن المبارك في الزهد ص103، وعلقه الترمذي فقال: يروى عن عمر 4/ 638.
[4] رواه ابن المبارك في الزهد ص103، وابن أبي الدنيا في محاسبة النفس ص18، وأبو نعيم في حلية الأولياء 2/ 157.
[5] رواه مالك في الموطأ 2/ 988 (1788)، وابن أبي شيبة في مصنفه 7/ 432 (37047)، وابن أبي عاصم في الزهد 1/ 25 (22).
[6] رواه مالك في الموطأ 2/ 992 (1800)، ومن طريقه رواه أحمد في الزهد ص115، وابن سعد في الطبقات الكبرى 3/ 292، وابن أبي الدنيا في المحاسبة رقم (3).
[7] رواه أحمد 2/ 338، وأبو داود في كتاب العلم، باب في طلب العلم لغير الله 3/ 323 (3664)، وابن ماجه في المقدمة، باب الانتفاع بالعلم والعمل به 1/ 92 (252)، وصححه ابن حبان 1/ 279 (78)، وقال الحاكم في المستدرك على الصحيحين 1/ 160: هذا حديث صحيح سنده، ثقات رواته، على شرط الشيخين،
=============











شرح حديث: (لا تزول قدما عبد حتى يسأل عن أربع)
وهذا الحديث رواه الترمذي من حديث أبي ذر.
وحديث أبي برزة قد رواه الترمذي أيضاً، وفيه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تزول قدما عبد حتى يسأل عن عمره فيم أفناه)، ففي يوم القيامة تزول الأقدام من الموقف وبعد ذلك إما الجنة وإما النار.
ويسأل العبد يوم القيامة عن عمره ماذا عمل فيه؟ والسؤال ليس عن سنة واحدة، أو شهر واحد أو أسبوع أو ساعة أو دقيقة، إنما هو عن العمر بكامله، فالعمر الذي يعيشه الإنسان يعيشه كأنه نوم أحلام، ولا ينتبه إلا عندما تأتيه الوفاة، وهو ولم يعبد الله تبارك وتعالى، فيقول: {رَبِّ ارْجِعُونِ} [المؤمنون:99] فلا رجوع مرة أخرى إلى الدنيا.
فهنا يسأل عن هذا العمر بكامله: كم عبدت الله سبحانه؟ وكم عصيت الله سبحانه؟ وهذا العمر أفنيته في ماذا؟ (وعن علمه ماذا عمل به)، أي: ما هو الذي تعلمته من العلوم النافعة أو العلوم الضارة؟ هل شغلت نفسك بسفاهات وتفاهات الأمور، شغلت نفسك بما ينفعك في الدنيا وفي الآخرة؟ وهل عملت بما علمت؟ أم تركت هذا العلم وراءك؟ وهل تعلمت الكتاب والسنة وأحكام الفقه وعرفت أوامر الله سبحانه؟ وكيف صنعت في هذا الذي تعلمته؟ وتعلمت العلوم الدنيوية النافعة فهل انتفعت بها، ونفعت بها غيرك؟ أم أنك حجرتها على نفسك ولم تنفع بها أحداً من الخلق؟ فكل علم تعلمه الإنسان مسئول عنه يوم القيامة.
والإنسان الذي يتعلم شيئاً تافهاً ليضيع الوقت فيه ويسد به فراغه، حتى يضيع فيه الصلاة، فإنه سيسأل عن هذا الوقت بكماله يوم القيامة؟ وقوله صلى الله عليه وسلم: (وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه)، والمال فيه آلام، فيسأل العبد عن ماله، هل هو من حلال أو من حرام؟ هل أنفقه هل في حل أم في حرمة؟ وقوله صلى الله عليه وسلم: (وعن جسمه فيم أبلاه)، أي: يسأل عن قوته وشبابه وقدرته فيم أبلاهن؟ هل في طاعة الله عز وجل وعبادته في الصلاة والصوم؟ هل أخرج عرقه في طاعة الله سبحانه؟ أم أنه ضيع ذلك في المعاصي، وأتلف بدنه فيما يسمه ويفسده ويتلفه ويهلكه؟

أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن طالت أعمارهم وحسنت أعمالهم وان يرزقنا حسن الأستفادة من أوقاتنا ..








 
قديم 22-03-17, 08:19 PM   رقم المشاركة : 2
امـ حمد
عضو ذهبي







امـ حمد غير متصل

امـ حمد is on a distinguished road


بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تفسير حديث(لا تزول قدما عبد يوم القيامة)
رَوى ابنُ حِبَّانَ والترمذي،أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم،قال(لا تزولُ قَدَمَا عبدٍ يومَ القيامةِ حتَّى يُسألَ عن أربعٍ،عَن عُمُرِه فيما أفناه،وعن جسدِهِ فيما أبلاه،وعن عِلمِهِ ماذا عَمِلَ فيه،وعن مالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وفيما أنفقَهُ) رواه الترمذي،
المعنى،أنَّ الإنسانَ لا تزولُ قدمَاهُ عن موقفِ الحسابِ يومَ القيامةِ حتى يسأل عن أربعٍ،
يُسألُ عن عُمُرِهِ فيما أفناهُ،
أي،ماذا عملتَ منذُ بلغتَ، أدَّيتَ ما فرضَ اللهُ عليكَ واجتنبتَ ما حرَّمَ الله عليك،فإنْ كانَ قد فَعَلَ ذلكَ نجا وسَلِم،وإن لم يكن فعل ذلك هلك،
ويسأل عن جسده فيما أبلاه،
فإن أبلاهُ في طاعةِ اللهِ سعد ونجا مع النَّاجين،وإنْ أبلَى جَسَدَهُ في معصِيَةِ اللهِ خسر وهلك،
ويُسأَلُ عَنْ عِلْمِهِ ماذَا عملَ فيه،
أي يُسألُ هل تعلّمتَ عِلْمَ الدِينِ الذي فَرضَهُ اللهُ عليك،فمنْ تعلم وعمِلَ بِهِ سَعِدَ ونَجا،ومنْ أهْملَ العملَ بعدَ أنْ تعلّمَ خَسِرَ وخابَ وهلكَ،وكذلكَ منْ لا يتعلّمُ فهوَ أيضاً من الهالكين،
وأما يسأل عنْ مالِهِ منْ أينَ اكتسبَهُ وفيم أنفقَ،
فمعناه،أنّ الإنسانَ يُسألُ يومَ القِيامةِ عنِ المالِ الذي في يدِهِ في الدُنيا،فإنْ كانَ أخَذَهُ من طريقِ غيرِ الحرامِ لا يكونُ عليهِ مؤاخذة،لكنْ بِشَرطِ أنْ يَكونَ ما أنفقَهُ فيهِ أمرٌ أباحَهُ الشرعُ،
فالنّاسُ في أمرِ المال ثلاثة أصناف،ثنانِ هالكانِ،وواحدٌ ناجٍ،
فالهالكانِ،
أحدُهُما الذي جمعَ المالَ منْ حرامٍ،
والآخرُ الذي جمعَهُ منْ حلالٍ ثمّ صرفَهُ في الحرامِ،
وكذلك الذي يصرفُه في الحلالِ للرياءِ والسمعة،فهوهالِك،
فوائد الحديث،
الفائدة الأولى،
حساب يوم القيامة يدعونا لمحاسبة أنفسنا،فإنه من حاسب نفسه اليوم هان عليه الحساب غداً،
قال الله تعالى﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾الحشر،
قال ابن كثير رحمه الله في تفسيرها،
أي،حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وانظروا ماذا ادخرتم لأنفسكم من الأعمال الصالحة ليوم معادكم وعرضكم على ربكم،
وقال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه(حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وَزِنُوا أنفسكم قبل أن توزنوا،فإنه أهون عليكم في الحساب غداً أن تحاسبوا أنفسكم، وتزينوا للعرض الأكبر﴿ يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ﴾الحاقة،رواه أحمد،
وقال الحسن البصري رحمه الله تعالى(إن المؤمن قوَّام على نفسه، يحاسب نفسه لله عز وجل، وإنما خف الحساب يوم القيامة على قوم حاسبوا أنفسهم في الدنيا، وإنما شق الحساب يوم القيامة على قومٍ أخذوا هذا الأمر من غير محاسبة)رواه ابن المبارك،
الفائدة الثانية،
كان السلف رحمهم الله من أحرص الناس على محاسبة أنفسهم مع ما هم عليه من التقوى والعمل الصالح،
روى أسلم مولى عمر بن الخطاب رضي الله عنه،أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه،دخل على أبي بكر الصديق رضي الله عنه ،وهو يجبذ لسانه، فقال له عمر،مَهْ غفر الله لك،فقال أبو بكر،إن هذا أوردني الموارد)رواه مالك،
الفائدة الثالثة،
دل الحديث على أن الغاية من تعلم العلم هي العمل به،لذا رفع الله تعالى،درجة العلماء على غيرهم،فقال تعالى﴿يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ﴾المجادلة،
وهم أهل الخشية،كما قال تعالى﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ﴾ فاطر،
أما تعلُّمه لغير هذا الغرض فإنه يصير وبالاً على صاحبه يوم القيامة،
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(من تعلم علماً مما يبتغى به وجه الله،لا يتعلمه إلا ليصيب به عرَضاً من الدنيا،لم يجد عرف الجنة يوم القيامة) والعرف الريح،رواه بو داود،أحمد،والترمذي،وصححه الألباني،
فالعمر الذي يعيشه الإنسان يعيشه كأنه نوم أحلام، ولا ينتبه إلا عندما تأتيه الوفاة،وهو ولم يعبد الله تبارك وتعالى، فيقول(رَبِّ ارْجِعُونِ)المؤمنون،
فلا رجوع مرة أخرى إلى الدنيا،
فهنا يسأل عن هذا العمر بكامله،كم عبدت الله سبحانه وتعالى،
وكم عصيت الله سبحانه،وهذا العمر أفنيته في ماذا،
وعن علمه ماذا عمل به،أي،ما هو الذي تعلمته من العلوم النافعة أو العلوم الضارة،هل شغلت نفسك بسفاهات وتفاهات الأمور،شغلت نفسك بما ينفعك في الدنيا وفي الآخرة،وهل عملت بما علمت،أم تركت هذا العلم وراءك،وهل تعلمت الكتاب والسنة وأحكام الفقه وعرفت أوامر الله سبحانه،وكيف صنعت في هذا الذي تعلمته؟ وتعلمت العلوم الدنيوية النافعة فهل انتفعت بها، ونفعت بها غيرك،أم أنك حجرتها على نفسك ولم تنفع بها أحداً من الخلق،فكل علم تعلمه الإنسان مسئول عنه يوم القيامة،
والإنسان الذي يتعلم شيئاً تافهاً ليضيع الوقت فيه ويسد به فراغه، حتى يضيع فيه الصلاة، فإنه سيسأل عن هذا الوقت بكماله يوم القيامة،
وقوله صلى الله عليه وسلم(وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه)والمال فيه آلام، فيسأل العبد عن ماله، هل هو من حلال أو من حرام،هل أنفقه هل في حل أم في حرمة،وقوله صلى الله عليه وسلم(وعن جسمه فيم أبلاه)أي،يسأل عن قوته وشبابه وقدرته فيم أبلاهن،هل في طاعة الله عز وجل وعبادته في الصلاة والصوم،هل أخرج عرقه في طاعة الله سبحانه،أم أنه ضيع ذلك في المعاصي،وأتلف بدنه فيما يسمه ويفسده ويتلفه ويهلكه،



أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن طالت أعمارهم وحسنت أعمالهم وان يرزقنا حسن الأستفادة من أوقاتنا.






 
قديم 22-03-17, 08:28 PM   رقم المشاركة : 3
امـ حمد
عضو ذهبي







امـ حمد غير متصل

امـ حمد is on a distinguished road


بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


شرح حديث: (لا تزول قدما عبد حتى يسأل عن أربع)
وهذا الحديث رواه الترمذي من حديث أبي ذر.
وحديث أبي برزة قد رواه الترمذي أيضاً، وفيه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تزول قدما عبد حتى يسأل عن عمره فيم أفناه)، ففي يوم القيامة تزول الأقدام من الموقف وبعد ذلك إما الجنة وإما النار.
ويسأل العبد يوم القيامة عن عمره ماذا عمل فيه؟ والسؤال ليس عن سنة واحدة، أو شهر واحد أو أسبوع أو ساعة أو دقيقة، إنما هو عن العمر بكامله، فالعمر الذي يعيشه الإنسان يعيشه كأنه نوم أحلام، ولا ينتبه إلا عندما تأتيه الوفاة، وهو ولم يعبد الله تبارك وتعالى، فيقول: {رَبِّ ارْجِعُونِ} [المؤمنون:99] فلا رجوع مرة أخرى إلى الدنيا.
فهنا يسأل عن هذا العمر بكامله: كم عبدت الله سبحانه؟ وكم عصيت الله سبحانه؟ وهذا العمر أفنيته في ماذا؟ (وعن علمه ماذا عمل به)، أي: ما هو الذي تعلمته من العلوم النافعة أو العلوم الضارة؟ هل شغلت نفسك بسفاهات وتفاهات الأمور، شغلت نفسك بما ينفعك في الدنيا وفي الآخرة؟ وهل عملت بما علمت؟ أم تركت هذا العلم وراءك؟ وهل تعلمت الكتاب والسنة وأحكام الفقه وعرفت أوامر الله سبحانه؟ وكيف صنعت في هذا الذي تعلمته؟ وتعلمت العلوم الدنيوية النافعة فهل انتفعت بها، ونفعت بها غيرك؟ أم أنك حجرتها على نفسك ولم تنفع بها أحداً من الخلق؟ فكل علم تعلمه الإنسان مسئول عنه يوم القيامة.
والإنسان الذي يتعلم شيئاً تافهاً ليضيع الوقت فيه ويسد به فراغه، حتى يضيع فيه الصلاة، فإنه سيسأل عن هذا الوقت بكماله يوم القيامة؟ وقوله صلى الله عليه وسلم: (وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه)، والمال فيه آلام، فيسأل العبد عن ماله، هل هو من حلال أو من حرام؟ هل أنفقه هل في حل أم في حرمة؟ وقوله صلى الله عليه وسلم: (وعن جسمه فيم أبلاه)، أي: يسأل عن قوته وشبابه وقدرته فيم أبلاهن؟ هل في طاعة الله عز وجل وعبادته في الصلاة والصوم؟ هل أخرج عرقه في طاعة الله سبحانه؟ أم أنه ضيع ذلك في المعاصي، وأتلف بدنه فيما يسمه ويفسده ويتلفه ويهلكه؟

أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن طالت أعمارهم وحسنت أعمالهم وان يرزقنا حسن الأستفادة من أوقاتنا ..









 
قديم 22-03-17, 08:30 PM   رقم المشاركة : 4
امـ حمد
عضو ذهبي







امـ حمد غير متصل

امـ حمد is on a distinguished road


بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تفسير حديث(لا تزول قدما عبد يوم القيامة)
رَوى ابنُ حِبَّانَ والترمذي،أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم،قال(لا تزولُ قَدَمَا عبدٍ يومَ القيامةِ حتَّى يُسألَ عن أربعٍ،عَن عُمُرِه فيما أفناه،وعن جسدِهِ فيما أبلاه،وعن عِلمِهِ ماذا عَمِلَ فيه،وعن مالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وفيما أنفقَهُ) رواه الترمذي،
المعنى،أنَّ الإنسانَ لا تزولُ قدمَاهُ عن موقفِ الحسابِ يومَ القيامةِ حتى يسأل عن أربعٍ،
يُسألُ عن عُمُرِهِ فيما أفناهُ، أي،ماذا عملتَ منذُ بلغتَ، أدَّيتَ ما فرضَ اللهُ عليكَ واجتنبتَ ما حرَّمَ الله عليك،فإنْ كانَ قد فَعَلَ ذلكَ نجا وسَلِم،وإن لم يكن فعل ذلك هلك،
ويسأل عن جسده فيما أبلاه، فإن أبلاهُ في طاعةِ اللهِ سعد ونجا مع النَّاجين،وإنْ أبلَى جَسَدَهُ في معصِيَةِ اللهِ خسر وهلك،
ويُسأَلُ عَنْ عِلْمِهِ ماذَا عملَ فيه، أي يُسألُ هل تعلّمتَ عِلْمَ الدِينِ الذي فَرضَهُ اللهُ عليك،فمنْ تعلم وعمِلَ بِهِ سَعِدَ ونَجا،ومنْ أهْملَ العملَ بعدَ أنْ تعلّمَ خَسِرَ وخابَ وهلكَ،وكذلكَ منْ لا يتعلّمُ فهوَ أيضاً من الهالكين،
وأما يسأل عنْ مالِهِ منْ أينَ اكتسبَهُ وفيم أنفقَ، فمعناه،أنّ الإنسانَ يُسألُ يومَ القِيامةِ عنِ المالِ الذي في يدِهِ في الدُنيا،فإنْ كانَ أخَذَهُ من طريقِ غيرِ الحرامِ لا يكونُ عليهِ مؤاخذة،لكنْ بِشَرطِ أنْ يَكونَ ما أنفقَهُ فيهِ أمرٌ أباحَهُ الشرعُ،
فالنّاسُ في أمرِ المال ثلاثة أصناف،ثنانِ هالكانِ،وواحدٌ ناجٍ،
فالهالكانِ، أحدُهُما الذي جمعَ المالَ منْ حرامٍ،
والآخرُ الذي جمعَهُ منْ حلالٍ ثمّ صرفَهُ في الحرامِ،
وكذلك الذي يصرفُه في الحلالِ للرياءِ والسمعة،فهوهالِك،
فوائد الحديث،
الفائدة الأولى، حساب يوم القيامة يدعونا لمحاسبة أنفسنا،فإنه من حاسب نفسه اليوم هان عليه الحساب غداً،
قال الله تعالى﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾الحشر،
قال ابن كثير رحمه الله في تفسيرها، أي،حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وانظروا ماذا ادخرتم لأنفسكم من الأعمال الصالحة ليوم معادكم وعرضكم على ربكم،
وقال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه(حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وَزِنُوا أنفسكم قبل أن توزنوا،فإنه أهون عليكم في الحساب غداً أن تحاسبوا أنفسكم، وتزينوا للعرض الأكبر﴿ يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ﴾الحاقة،رواه أحمد،
وقال الحسن البصري رحمه الله تعالى(إن المؤمن قوَّام على نفسه، يحاسب نفسه لله عز وجل، وإنما خف الحساب يوم القيامة على قوم حاسبوا أنفسهم في الدنيا، وإنما شق الحساب يوم القيامة على قومٍ أخذوا هذا الأمر من غير محاسبة)رواه ابن المبارك،
الفائدة الثانية،كان السلف رحمهم الله من أحرص الناس على محاسبة أنفسهم مع ما هم عليه من التقوى والعمل الصالح،
روى أسلم مولى عمر بن الخطاب رضي الله عنه،أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه،دخل على أبي بكر الصديق رضي الله عنه ،وهو يجبذ لسانه، فقال له عمر،مَهْ غفر الله لك،فقال أبو بكر،إن هذا أوردني الموارد)رواه مالك،
الفائدة الثالثة،دل الحديث على أن الغاية من تعلم العلم هي العمل به،لذا رفع الله تعالى،درجة العلماء على غيرهم،فقال تعالى﴿يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ﴾المجادلة،
وهم أهل الخشية،كما قال تعالى﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ﴾ فاطر،
أما تعلُّمه لغير هذا الغرض فإنه يصير وبالاً على صاحبه يوم القيامة،
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(من تعلم علماً مما يبتغى به وجه الله،لا يتعلمه إلا ليصيب به عرَضاً من الدنيا،لم يجد عرف الجنة يوم القيامة) والعرف الريح،رواه بو داود،أحمد،والترمذي،وصححه الألباني،
فالعمر الذي يعيشه الإنسان يعيشه كأنه نوم أحلام، ولا ينتبه إلا عندما تأتيه الوفاة،وهو ولم يعبد الله تبارك وتعالى، فيقول(رَبِّ ارْجِعُونِ)المؤمنون،
فلا رجوع مرة أخرى إلى الدنيا،
فهنا يسأل عن هذا العمر بكامله،كم عبدت الله سبحانه وتعالى،
وكم عصيت الله سبحانه،وهذا العمر أفنيته في ماذا،
وعن علمه ماذا عمل به،أي،ما هو الذي تعلمته من العلوم النافعة أو العلوم الضارة،هل شغلت نفسك بسفاهات وتفاهات الأمور،شغلت نفسك بما ينفعك في الدنيا وفي الآخرة،وهل عملت بما علمت،أم تركت هذا العلم وراءك،وهل تعلمت الكتاب والسنة وأحكام الفقه وعرفت أوامر الله سبحانه،وكيف صنعت في هذا الذي تعلمته؟ وتعلمت العلوم الدنيوية النافعة فهل انتفعت بها، ونفعت بها غيرك،أم أنك حجرتها على نفسك ولم تنفع بها أحداً من الخلق،فكل علم تعلمه الإنسان مسئول عنه يوم القيامة،
والإنسان الذي يتعلم شيئاً تافهاً ليضيع الوقت فيه ويسد به فراغه، حتى يضيع فيه الصلاة، فإنه سيسأل عن هذا الوقت بكماله يوم القيامة،
وقوله صلى الله عليه وسلم(وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه)والمال فيه آلام، فيسأل العبد عن ماله، هل هو من حلال أو من حرام،هل أنفقه هل في حل أم في حرمة،وقوله صلى الله عليه وسلم(وعن جسمه فيم أبلاه)أي،يسأل عن قوته وشبابه وقدرته فيم أبلاهن،هل في طاعة الله عز وجل وعبادته في الصلاة والصوم،هل أخرج عرقه في طاعة الله سبحانه،أم أنه ضيع ذلك في المعاصي،وأتلف بدنه فيما يسمه ويفسده ويتلفه ويهلكه،



أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن طالت أعمارهم وحسنت أعمالهم وان يرزقنا حسن الأستفادة من أوقاتنا.







 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:47 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "