العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-08-15, 03:33 AM   رقم المشاركة : 1
امـ حمد
عضو ذهبي







امـ حمد غير متصل

امـ حمد is on a distinguished road


مايتكلم إلا لديه رقيب عتيد

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال تعالى(إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ )قّ،أي ما يتكلم من كلام فيلفظه من فيه إلا لديه، رقيب، أي،ملك يرقب قوله ويكتبه،
والرقيب الحافظ المتتبع لأمور الإنسان الذي يكتب ما يقوله من خير وشر، فكاتب الخير هو ملك اليمين، وكاتب الشر ملك الشمال،
وقال تعالى(وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإنسان وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إليه مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ،إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ،مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ،وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ،وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ،وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ،لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ سورة)ق،
يخبر الله تعالى،عن قدرته على الإنسان بأنه خالقه وعلمه محيط بجميع أموره،حتى إنه تعالى يعلم ما توسوس به نفوس بني آدم من الخير والشر،
وقد ثبت في الصحيح عن رسول الله،صلى الله عليه وسلم،أنه قال(إن الله تعالى تجاوز لأمتي ما حدّثت به أنفسها ما لم تقل أو تعمل)رواه النسائي،وصححه الألباني،
وقوله،عز وجل(وَنَحْنُ أَقْرَبُ إليه مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ) يعني ملائكته تعالى أقرب إلى الإنسان من حبل وريده إليه،
بإقدار الله،جل وعلا،لهم على ذلك،والشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، كما أخبر بذلك الصادق المصدوق،
قوله،تبارك وتعالى(وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ)وأصل الوسوسة هي الصوت الخفي،والمقصود أن مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ يعني ما يُحدث به نفسه،التي تجري في داخل النفس لا يطلع عليها أحد من الناس،الله تبارك وتعالى،يعلمها ويطلع عليها، ولا يخفى عليه منها خافية،
وقال تعالى(وَنَحْنُ أَقْرَبُ إليه مِنْ حَبْلِ الْوريد)يعني ملائكته،
والمراد بحبل الوريد كما يقول الحافظ ابن القيم ،هو الذي بين الحلقوم والودجين، يعني كل إنسان له عرقان معروفان على جانبي العنق، يعني،أن الإنسان له حبلان عن اليمين وعن الشمال،
كقوله تبارك وتعالى(يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ ) القلم،
الساق، أي الكرب، فسره أهل السنة ،رواه البخاري،
(وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ)أن معنى سائق وشهيد،سائق يسوقها من الملائكة، وشهيد يشهد عليها من الملائكة، فكل هؤلاء من الملائكة، ولكن الشهيد من أنفسهم، يعني الأيدي والأرجل الجوارح التي تشهد عليهم كما أخبر الله ،تبارك وتعالى،إن السائق هو القرين من الشياطين،لكونه يتبعها فكأنه سائق لها،فهذا الذي يتبعها وهو القرين بمنزلة السائق،فظاهر القرآن يدل على أنه يسوقها، تساق كما يؤخذ المجرم أو الجاني،
يقول تعالى مخبراً عن الملك الموكل بعمل ابن آدم أنه يشهد عليه يوم القيامة بما فعل ويقول( هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ)أي ،معتد محضر بلا زيادة ولا نقصان،إن الملك يخاطب العبد، يقول له، تفضل هذا عملك هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ هذا الرصيد، هذا الذي كنت أكتبه وأسجله، هذا الديوان، هذا العمل حاضر من غير زيادة ولا نقصان،
فكما قال بعض السلف،ولذلك الإنسان لا يتساهل بالصغائر ويقول، الله غفور رحيم،
وعن مجاهد،أن الملك يقول للرب،هذه الأمانة يا رب هذا الذي وكلتني به هذا عمله، سجلته عليه من غير زيادة ولا نقصان،
في رواية عن مجاهد،أن ذلك القائل هو قرينه من الشياطين، يقول،هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ يخاطب الإنسان، يقول،هذا الذي هيأته لك بإغوائي وإضلالي وتزييني للمعصية والمنكر والباطل،هذا الذي أغويتك به، تفضل واجه المصير وحدك ودافع عن نفسك،
والقائل هو القرين من الإنس،الصاحب،يقول ذلك يتبرأ منه بتلك الحال، ويقول،هذا الذي قدتك إليه واجه مصيرك وعملك،
فعند ذلك يحكم الله تعالى في الخليقة بالعدل فيقول(أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ)
فلما أدى الشهيد عليه أمرهما الله تعالى بإلقائه في نار جهنم، وبئس المصير،
لأنه كثير الكفر والتكذيب بالحق عنيد معاند، معارض له بالباطل مع علمه بذلك،لا يؤدي ما عليه من الحقوق ولا بر فيه ولا صلة ولا صدقة،
وهو في حال من التعدي والتجاوز مجترئ على حدود،الله،تبارك وتعالى،
وهكذا في سائر أموره، مع ما في قلبه من الريب والشك فهو ليس على يقين من أمر الآخرة ولا له إيمان ثابت يردعه،
ولهذا الله،تبارك وتعالى،قال في سورة الماعون(أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ)الماعون،
فجعل التكذيب في الدين سبباً لما بعده،لأنه لا يرجو عائدة في الآخرة،
قال الإمام ابن كثير(إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) أي،إلا ولها من يراقبها ويكتبها،لا يترك كلمة ولا حركة، كما قال تعالى(وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كِرَامًا كَاتِبِينَ يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ).
قال رسولُ اللـه صلى اللـه عليه وسلم قال(لا يستقيمُ إيمانُ عبدٍ حتى يستقيمَ قلبُه، ولا يستقيمُ قلبُه حتى يستقيمَ لسانُه)رواه أحمد،
وإياك والغفلة عن لسانك فإنه أعظم جوارحك جناية عليك وأكثر ما تجد في صحيفة أعمالك يوم القيامة من الشر ما أملاه عليك لسانك،
حال السلف الصالح مع اللسان،قال الحسن،اللسان أمير البدن إذا جنى على الأعضاء شيئا جنت،وإذا عف عفت
حفظ اللسان من صفات المتقين،قال أحد التابعين،جلسنا مع عطاء بن أبي رباح ثلاثين سنة في الحرم ما كان يتكلم إلا بذكر الله أو بآيات الله،أو بأمر بمعروف أو نهي عن منكر،أو بحاجة لا بد منها، فقلنا له في ذلك،فقال،مالكم،أتنسون أن عليكم من يحفظ أنفاسكم ومن يسجل كلماتكم ويحاسبكم به أمام الله،
والأمور التي يُحفظ منها اللسان،يحفظ اللسان من اللعن والبذاءة والفحش،ومن الإسراف في المزاح الذي لا يرضي الله عز وجل، ومن كثرة اللغو بغير ما يرضي الله عز وجل، ومن الغيبة، والنميمة،والاستهتار والاستهزاء، خاصة بآيات الله ورسله وكتبه وكذلك الأخيار،والعلماء،وطلبة العلم، والدعاة،فإن هذا من النفاق،
كـيف يُحفـظ اللسان،استغلال اللسان في طاعة الله، واستشعار ما عند الله من الفضل إذا سخر الإنسان لسانه في طاعة الله،فإن الكلمة الطيبة تقربك إلى الجنة وتبعدك من النار، فقد ثبت في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم،أن العبد يتقي النار بشق تمرة وبكلمة طيبة،
وأن تسأل الله جل وعلا أن يحفظ لسانك عن اللغو وأن يرزقك قولاً سديداً، فإن بذلك صلاح العمل وغفران الذنوب،كما قال تعالى (يأيها الذين ءامنوا اتقوا اللـه وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعما لكم ويغفر لكم ذنوبكم)
وفي الدعاء المأثور (اللـهم اهدني وسددني)
في اللسان آفتان عظيمتان،قال ابن القيم،وفي اللسان آفتان عظيمتان إن خلص من إحداهما لم يخلص من الأخرى،
آفة الكلام،وآفة السكوت،وقد يكون كل منهما أعظم إثماً من الأخرى في وقتها،
آفة الكلام،والمتكلم بالباطل شيطان ناطق،عاص لله،
فآفة السكوت،فالساكت،عن الحق شيطان أخرس،عاص لله،مراء،مداهن،إذا لم يخف على نفسه،
وأهل الوسط،وهم أهل الصراط المستقيم كفُّوا ألسنتهم عن الباطل ،وأطلقوها فيما يعود عليهم نفعه في الآخرة،تفسير ابن كثير،
اللهم إنا نسألك أن تحفظ ألسنتنا من الكذب،واجعلنا من الذين يقولون للناس حسناً،
واحفظ أعيننا من الخيانة، واجعلنا من عبادك الصالحين،وطيب أقوالنا وأعمالنا،ونوايانا يارب العالمين,واأسعدنا في الدنيا والآخرة.






 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:00 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "