العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-07-15, 05:57 AM   رقم المشاركة : 1
امـ حمد
عضو ذهبي







امـ حمد غير متصل

امـ حمد is on a distinguished road


القدر سر من أسرار الله تعالى

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
القدر سر من أسرار الله تعالى
في حديث ابن مسعود، ولكن هذه الكتابة وهذا القدر لا يمنع من العمل،قال عليه الصلاة والسلام(ما منكم من أحد إلا وقد علم مقعدة من الجنة ومقعده من النار، فقالوا،يا رسول الله ففيم العمل،يعني إذا كانت مقاعدنا معلومة فلم العمل،قال،اعملوا فكل ميسر لما خلق له،أما أهل السعادة فييسروا لعمل أهل السعادة، وأما أهل الشقاوة فييسروا لعمل أهل الشقاوة،ثم تلا قوله-تعالى(فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى،وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى،فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى،وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى،وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى،فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى)الليل،
فأمر القضاء والقدر لا يحتاج إلى مثال لأن كل كائنة في الوجود فهي بقضاء الله وقدره فخلق الإنسان مثلاً وحياته وموته وسعادته، أو شقاؤه وسلامته،ورزقه أو حرمانه وعمره كل هذا بقضاء وقدر،إن الإيمان بالقدر راحة في الدنيا والآخرة،
الإيمان بالقدر فرض لازم،وهو أن يعتقد أن الله تعالى،خالق أعمال العباد خيرها وشرها،وكتبها في اللوح المحفوظ قبل أن يخلقهم، والكل بقضائه وقدره وإرادته، غير أنه يرضى الإيمان والطاعة ووعد عليهما الثواب، ولا يرضى الكفر والمعصية وأوعد عليهما العقاب،
والقدر سر من أسرار الله تعالى،لم يطلع عليه ملكاً مقرباً ولا نبياً مرسلاً،ولا يجوز الخوض فيه والبحث عنه بطريق العقل، بل يجب أن يعتقد أن الله تعالى،خلق الخلق فجعلهم فرقتين(فرقة خلقهم للنعيم فضلاً،وفرقة للجحيم عدلاً)
وسأل رجل علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال،أخبرني عن القدر،قال(طريق مظلم لا تسلكه،وأعاد السؤال فقال،بحر عميق لا تلجه،وأعاد السؤال فقال،سر الله قد خفي عليك فلا تفتشه)رواه الترمذي،
والقدر لغة،بمعنى التقدير،بأنه علم الله تعالى بما تكون عليه المخلوقات في المستقبل،
أما القضاء، فهو بمعنى الحكم، ويُعرف بأنه،إيجاد الله تعالى الأشياء حسب علمه وقدرته،وما أجمل جواب الإمام أحمد عندما سئل عن القدر، فقال(القدر قدرة الرحمن)
والإيمان بالقدر يشمل درجتين،
الدرجة الأولى،الإيمان بأن الله تعالى،علم ما الخلق عاملون بعلمه، وعلم جميع أحوالهم من الطاعات والمعاصي والأرزاق والآجال، ثم كتب الله تلك المقادير في اللوح المحفوظ، قال تعالى(لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا)
عن عبد الله بن عمرو قال،قال صلى الله عليه وسلم(كتب الله تعالى مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة وعرشه على الماء)رواه مسلم،
الدرجة الثانية،فهي الإيمان بمشيئة الله النافذة وقدرته الشاملة، وهو الإيمان بأن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن،
وأنه ما في السماوات وما في الأرض من حركة ولا سكون إلا بمشيئته سبحانه، ومع ذلك فقد أمر العباد بطاعته وطاعة رسله ونهاهم عن معصيته، وهو سبحانه يحب المتقين والمحسنين والمقسطين، ويرضى عن الذين آمنوا وعملوا الصالحات، ولا يحب الكافرين، ولا يرضى عن القوم الفاسقين،ولا يرضى لعباده الكفر ولا يحب الفساد والمفسدين،وللعباد قدرة على أعمالهم ولهم إرادة والله خالقهم وخالق قدرتهم وإرادتهم،
ذاك ما يحتاج إليه المؤمن في القضاء والقدر، فيكفيه أن يعلم معناه ودرجاته وأن يؤمن به، وأن الله عليم بكل شيء وخالق كل شيء، وما لم يشأ لم يكن، وأنه عادل لا يظلم أحداً، وأنه حكيم منزه من العبث،وما علم الله حاجتنا إليه بينه لنا، وما طواه عنا لا يجوز أن نتكلف البحث عنه فنختلف ونهلك، فإن عقولنا محدودة خلقها الله للإسهام في عمارة الدنيا وليست وظيفتها اكتشاف الغيب الذي استأثر بعلمه خالقها،
ونهى النبي صلى الله عليه وسلم،عن الخوض في القدر والعمق فيه،
وللإيمان بالقدر فوائد منها،أنه من تمام الإيمان ولا يتم الإيمان إلا بذلك،
وأنه من تمام الإيمان بالربوبية لأن قدر الله من أفعاله،
رد الإنسان أموره إلى ربه، لأنه إذا علم أن كل شيء بقضائه وقدره فإنه سيرجع إلى الله في دفع الضراء ورفعها، ويضيف السراء إلى الله، ويعرف أنها من فضل الله عليه،
أن الإنسان يعرف قدر نفسه ولا يفخر إذا فعل الخير،
هون المصائب على العبد لأن الإنسان إذا علم أنها من عند الله هانت عليه المصيبة، كما قال تعالى(وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ)التغابن،
قال علقمة رحمه الله،هو الرجل تصيبه المصيبة فيعلم أنها من عند الله فيرضى ويسلم،
إضافة النعم إلى مسديها، لأنك إذا لم تؤمن بالقدر أضفت النعم إلى من باشر الإنعام، وهذا يوجد كثيراً في الذين يتزلفون إلى الملوك والأمراء والوزراء، فإذا أصابوا منهم ما يريدون جعلوا الفضل إليهم ونسوا فضل الخالق، صحيح أنه يجب على الإنسان أن يشكر الناس لكن يعلم أن الأصل كل الأصل هو فضل الله عز وجل جعله على يد هذا الرجل،
أن الإنسان يعرف به حكمة الله عز وجل، لأنه إذا نظر في هذا الكون وما يحدث فيه من تغييرات باهرة عرف بهذا حكمة الله عز وجل،بخلاف من نسي القضاء والقدر فإنه لا يستفيد هذه الفائدة،
إن الإيمان بالقدر سبب لثبات الإيمان، ورسوخ اليقين، ومتانة الدين؛ فلا يتغير حال صاحبه في الرخاء والسراء عن حاله في الشدة والضراء،لأن الإيمان بالقدر يزيل من قلبه الأشر والهلع﴿إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا،إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا،وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا،إِلَّا الْمُصَلِّينَ ﴾المعارج،
والمؤمن بالقدر حسن التعامل مع الله تعالى، كثير اللجوء إليه، عظيم الخوف منه والرجاء فيه،لعلمه أن النفع والضر بيد الله تعالى، وأن الخلق مهما بلغت قوتهم لا ينفعون ولا يضرون إلا بأمره سبحانه،
ما أحوجنا إلى الإيمان واليقين، والرضا والتسليم بمقادير رب العالمين،فإن ذلك يورث هداية القلب وطمأنينته، وهناء العيش وطيبه، وراحة البال واستقامته ﴿ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾التغابن،
فما من أمر وقع،ولا مخلوق خلق، إلا والله تعالى قد علم ذلك قبل وقوعه، وكتبه منذ الأزل، وشاءه سبحانه، وأجراه على وفق علمه ومشيئته،ولذا كان من أسمائه الحسنى، القادر والقدير والمقتدر، وكانت القدرة من صفاته العلى،






 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:58 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "