العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-08-15, 04:35 AM   رقم المشاركة : 1
امـ حمد
عضو ذهبي







امـ حمد غير متصل

امـ حمد is on a distinguished road


احذر من الفجور في الخصومة

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
احذر من الفجور في الخصومة
ويقول،صلى الله عليه وسلم(أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها،إذا حدث كذب،وإذا وعد أخلف،وإذا خاصم فجر وإذا عاهد غدر)رواه الشيخان من حديث عبد الله بن عمر،رضي الله عنهما،
قال النووي،قوله(وإن خاصم فجر)أي مال عن الحق,وقال الْبَاطِل والكذب،
الواحدة من هذه الخصال الذميمة كفيلة بإهلاك العبد ما لم يتب،فما بالك لو اجتمعن كلهن في إنسان،إنها ستكون ظلمات من فوقها ظلمات والعياذ بالله،
وكل خصلة منهن تدل علي الباطل والميل عن الحق لذا كان ذكرها في حديث واحد ووصفها بالنفاق من بلاغة النبي صلى الله عليه وسلم،فالخيانة للأمانة والكذب،وخلف العهد وغدره والفجور في المخاصمة كلها باطل وظلم ومنافاة للحقائق وتزييف وخداع،
قال المناوي(وإذا خاصم فجر )والفجور في الخصومة هو أَن يخرج الفاجر عن الحق عمداً حتى يصير الحق باطلاً والباطل حقاً، وصاحب هذا الفجور لا بد أن يكذب لإسقاط من يريد،
كما يفعل بعض الأصحاب،وأهل الصحافة في زمننا هذا،والكذب طريق إلى الفجور،كما قال النبي،صلى الله عليه وسلم(إياكم والكذب،فإن الكذب يهدي إلى الفجور،وإن الفجور يهدي إلى النار)شرح صحيح البخاري،
قَالَ الْحَافِظُ ابْنُ رَجَب،رَحِمَهُ الله،فَإِذَا كَانَ الْرَّجُلُ ذَا قُدْرَةٍ عِنْدَ الخصومة سواء كانت خصومته في الدِين أو في الدنيا على أَن ينتصر للباطل،ويخيل للسامعِ أنه حق،ويوهن الحق ويخرجه في صورة الباطل،كان ذلك من أقبح المحرمات،وأخبث خصال النفاق،
وفي سنن أبي داود عن ابن عمر،رضي الله عنهما،عن النبي،صلى الله عليه وسلم،قال(من خاصم فى باطل وهو يعلمه لم يزل فى سخط اللّهِ حتى ينزع ومن قال فى مؤمن ما ليس فيه أَسكنه اللَّه ردغة الخبال حتى يخرج مما قال)أخرجه أبو داود،وأحمد،وقال الشيخ الألباني صحيح،
وَقَدْ أَمَرَ الله تَعَالَى بِالْعَدْلِ فِي الْأَقْوَالِ، فَقَالَ سُبْحَانَه(وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَو كَانَ ذَا قُرْبَى)الْأَنْعَام،
وَمُنَافِقُو زَمَانِنَا هُمْ أَبْعَدُ النَّاسِ عَنْ العَدْلِ
فمن خصال النفاق،مخالفة الشر ع،وتعدي حدوده،وحدود المروءة،
ومن صور التعدي في الخصومة وأنواع الفجور،الكذب،والسعي بالافساد بين الاصحاب،كفران العشير،والافتراء والبهتان،إفشاء السر،ونكران الجميل،تتبع الزلات والهفوات،كتم الشهاده،وقلب الحقائق والمزاح إلى جد وطعن ولمز في الآخر،
فقد يقع الخلاف بين المتحابين من الناس, لكن ما لا يحمد عقباه وتصوره، أن تتكشف الأسرار التي يحفظونها بينهم, فتقع الفتن وتندلع الخصومة بينهم,بل وتقلب الأمور فهل يجوز شرعاً أن يفشي المسلم أو المسلمة ما اؤتمن عليه أثناء بحبوحة الأخوة والصداقة القوية،
لقد حذر عليه السلام المسلم من غدر أخيه المسلم، بأن يخرج ما أطلع عليه, مما لم يظهر أمره للناس, وقد يصاب المسلم بالأذى الشديد نتيجة فجور أحد المتخاصمين, لذا جعل النبي محمد عليه السلام،من أجمل صفات المسلم ألا يفجر بأخيه, لا بل وحرم الفجور بكل صوره وأشكاله،
مثال،المرأة مع زوجها،فهي إن أحسن لها الزوج الدهر ثم وجدت منه إساءة قالت،ما رأيت منك خيراً قط ، وهذا هو الذي أسماه النبي صلى الله عليه وسلم بـ( كفران العشير ) كما في صحيح مسلم من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب
وفي الحديث الصحيح، أنه عليه السلام قال( ورأيت النار فلم أر كاليوم منظراً قط ورأيت أكثر أهلها النساء،قالوا بم يا رسول الله قال،بكفرهن،قيل أيكفرن بالله،قال،بكفر العشير،وبكفر الإحسان،لو أحسنت إلى إحداهن الدهر،ثم رأت منك شيئاً قالت،ما رأيت منك خيراً قط ) صحيح مسلم،
فهذا مخالف الشرع والتعدي في الخصومة ، ولا يسلم منه إلا القليل من النساء،
والصديق مع صديقه،لماذا عندما نكون إخوة في الله واصحاب وأصدقاء ويحدث اختلاف فى وجهات النظر،يبدء الطرف الآخر بالخصام والفجور،
يتعاملون بالعدائيه الشديده،بدون النظر لأى خلفية إخوة في الله وموده سابقه،او إحترام كنا نتفق عليه،
وذلك أنك تجد اثنين متآخيين يلقى أحدهما الآخر فيبش كل منهما في وجه صاحبه،ويأتمن أحدهما الآخر على سره،ويطلعه على بعض أمور بيته،بحكم الأخوة التي بينهما،
فما إن يختصما أو يختلفا في أمر إلا تجد هذا الخصم يسارع بإفشاء سر صاحبه الذي ائتمنه عليه،
فهذا لا يصدر إلا عن دناءة في المروءة،وقلة في الديانة ، مع نوع نفاق،ثم هو ظلم لأخيه المسلم وصاحبه وصديقه ، وخيانة للأمانة التي استرعيها واتمن عليها،
وهو وصاحبه خصمان بين يدي الله تعالى ،
والخصومة مع الأعداء اشد منها مع الأصدقاء،وفي الجيران أشد منها بين الأسرة الواحدة،
وبين أبناء العمومة أشد منها بين الأشقاء،وهكذا بين الأقرب والأقرب ولأجل هذا جاءت الشريعة الغراء ذامة للخصومة فاضة للنزاع محذرة من التجاوز فيهما والخروج عن الإطار المشروع له،
والخصومة قد تكون في أمر دنيوي ،و قد تكون في أمر من أمور الدين ، فحفظ الأسرار واجب سواء كان في أمر دنيوي أو أمر ديني لأن هذا حق للمسلم ، لا يجوز التعدي عليه أو التعرض له،
وقوله(وإذا خاصم فجر) أي،يتكلم بالكلام الباطل،والأصل أن يمسك المرء لسانه عند الخصومة فلا يتعدى ولا يتجاوز الحد إلى أن يكون ظالماً لمن يحدثه ومن يخاصمه فيكون فاجراً بالخصومة،
ومن صور التعدي في الخصومة،تحميل كلام المتكلم على غير قصده الذي أراده،فيأتي هذا الطاعن ويسيء في فهم هذا الكلام لأجل إيقاع التهمة بهذا المتكلم أو المتحدث ،
وقد قال عمر رضي الله تعالى عنه،لا تظنن بكلمة خرجت من أخيك سوءاً، وأنت تجد لها من الخير محملاً ،
وهذا هو عين الظلم ، فإن الله أمر بالعدل والإحسان في كل شيء ، فالظلم أيا كان نوعه ، ومع من كان فهو محرم ،
فيجب على المسلم حفظ العهد ولزوم الوفاء به، وأعلم أن الغدر فيه من أعظم الخصال، سواء كانت عهوداً أو عقوداً، فإنه يجب الوفاء بها في العهود بين الناس وبين الرجل وزملائه وإخوانه،وزوجته،إن الوفيَّ يحفظ الجميل ولا ينساه ولو بعد عشرات السنين،


اللهم اجعلنا من الصادقين الذين يوفون بعهودهم ووعودهم،ولا تجعلنا من الذين يكذبون فيما يعدون،واحشرنا مع سيد الأوفياء، واختم لنا بحسن الخاتمة أجمعين.







 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:08 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "