العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-07-15, 05:39 PM   رقم المشاركة : 1
امـ حمد
عضو ذهبي







امـ حمد غير متصل

امـ حمد is on a distinguished road


وتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فالغيبة،هي ذكر الغائب بما يكره،
أما النميمة،هي نقل كلام الآخرين بما يفسد العلاقات بين الناس فالأخيرة فيها تعمد الإفساد والتفريق بين الناس ففي الحديث الشريف(لا يدخل الجنة نمام)الراوي،حذيفة بن اليمان ،صحيح مسلم،
وأن كلتيهما مذمومتان وإحداهما تؤدي إلى الأخرى(وتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ)النور،قد نأخذ سنوات طويلة لأجل أن نبني علاقات اجتماعية قوية،صداقة،نتعارف فيما بيننا ولكن ربما لا يأخذ الأمر منا سوى بضع أيام لكي تتحطم الكثير من تلك العلاقات حين نسمع كلمة ربما غير صحيحة،
ونطلق لأنفسنا العنان أن نسيء الظن بالآخرين،أن نصدق كل ما قيل عنهم،أن فلانًا من الناس بعد كل العشرة الطويلة قد قال عني كذا وقال عني ذاك، وهذا لا يليق ولا يصح، وإذا بتلك العلاقة التي أخذت سنوات لأجل أن تُبنى وتتعزز في نفوسنا تتحطم وتتهاوى في لحظات أو ربما ساعات،
يا ترى هذه الممارسات الاجتماعية غير الصحيحة التي باتت واضحة،سرعان ما نصدّق الكلام السيء،
ولكن ربما نأخذ وقتاً طويلاً لكي نصدّق كلاماً حسناً أو جيداً لماذا صار توقع الشر من الآخرين أسبق إلى نفوسنا من توقع الخير،في حين أن الأصل في الإنسان أنه بريء حتى تثبت إدانته وليس العكس، الناس ليسوا في الأصل على اتهام ولا على تهمة إلى أن تثبت البراءة لدينا تجاههم،
ولكن تأملوا دقة التعبير في القرآن العظيم (إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ) وكأن الإنسان حين يستمع لذلك الخبر السيء أو لذلك الكلام الرديء عن الآخرين في بعض الأحيان لا يعطي لنفسه حتى مجرد فرصة أن يستمع الخبر ويتأكد من صحته وإنما يقفز مباشرة إلى عملية نقل للمعلومة أو الخبر دون التريث دون التأكد من صحة المعلومة التي وصلت إلي،
ياترى كم من المرات نقفز إلى تصديق الخبر ونحن لسنا على علم ولا يقين بأنه صحيح،والقرآن يقول لنا في أكثر من موضع (وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا)الإسراء،
الكلمة مسؤولية فكم من بيوت وأُسر وصداقات وعلاقات قوية متينة،
فسد بسبب كلمة قد قيلت وكلمة قد تم نقلها وتداولها وإشاعة تم عرضها في مجالس متعددة فإذا بتلك العلاقات تنهار كأنها لم تكن،
نقل الأخبار يفعل فعله في حياتنا كأفراد وكمجتمعات،
فلماذا ذلك الإقبال الشديد على نشر المعلومة دون التأكد منها،
ليس هو من قال بالكذبة الأولى ابتداء ولكنه ساهم في نشر تلك الأخبار المشوشة السيئة،
وخاصة ونحن نعيش في عالم الاتصالات وعالم التواصل، الخبر الذي يقوله إنسان في شرق الأرض في دقائق أو أقل يصل إلى غرب الأرض،والوسائل كل الوسائل متاحة وهذا الأمر يزيد من عظم المسؤولية التي تقع على عاتق الأفراد والمجتمعات في نقل الأخبار وتداولها،
لماذا أصبحنا لا نهتم لتلك المسؤولية،ونشعر أن الأمر عادي مع شيوع هذه الوسيلة في الواتس آب،
أين المسؤولية في ذلك،وأين الخُلُق القرآني العظيم(وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ)
الكلمة مسؤولية لا ينبغي أن أقول شيئاً ليس لي به علم على اعتبار أني مجرد ناقل،يمكن أن تكون مكذوبة،
ممكن يتعلق الأمر بشيء من القضايا الأسرية والقضايا الاجتماعية وما يتعلق بأعراض الناس،
كم من العلاقات أفسدناها وهدمناها،وانتهينا منها بسبب تصديق الأخبار الكاذبة أو على الأقل التي لم نتأكد من صحتها،
فأين منطق العقل،أين نحن من القرآن الكريم،حين يقول (وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ) هذا معنى أن نعرض تصرفاتنا وسلوكياتنا على القرآن العظيم، أن نعيد من جديد للقرآن فعله في حياتنا ليغيّر فينا،لنتعقّل قبل أن نقول الكلمة ونمرر الكلمة، لنتوقف لحظات ونستحضر أننا سنسأل عن تلك الكلمة وتلك الرسائل التي نمرر دون النظر فيها،
آن الأوان أن نسترجع(إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ)النور،
إحدى المهلكات والموبقات التي تندرج تحت قوله تعالى(وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ)النور،
ألا وهي الغيبة،والغيبة كما عرفها الرسول صلى الله عليه وسلم،هي أن تذكر أخاك بما يكره، فإذا تأملنا كم من الأشياء التي نكره أن تلصق بنا أو نوصف بها سواء عن حق أو عن باطل لامتنعنا عن الأغلب الأعم مما نقول، ولما تحدثنا عن إخواننا إلا قليلاً،
فقد قال صلى الله عليه وسلم،عن وصف الغيبة(أتدرون ما الغيبة)قالوا،اللهُ ورسوله أعلم،قال(ذكرُك أخاك بما يكره)قيل،أفرأيت إن كان في أخي ما أقول،قال،إن كان فيه ما تقول،فقد اغتبتَه،وإن لم يكنْ فيه،فقد بهتَّه،الراوي، أبو هريرة،صحيح مسلم،
وقد ورد النهي المؤكد عن ارتكابها في قوله تعالى(وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّـهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ)الحجرات،
وياله من وصف يأباه كل إنسان يحمل أبسط القيم الإنسانية،فإذا نظرنا للنتائج السلبية المترتبة على ممارسة الغيبة،سنجد أنها من أقوى معاول الهدم في العلاقات الإنسانية لما تسببه من إفساد للقلوب وتسميم للنفوس وتحويل مشاعر الحب والمودة والتعاون إلى بغض وتنافر وفرقة بما يخالف تماماً مقاصد الشريعة التي تدعو إلى التآلف والتعاون على البر والتقوى،فالإنسان سريع التأثر بما يقال له عن الآخرين حتى أن الرسول نفسه صلى الله عليه وسلم،كان ينهى من حوله عن ذكر أصحابه بسوء لئلا يتأثر قلبه،فأين نحن من حكمة وفراسة النبي صلى الله عليه وسلم،
فيحذر كل مسلم ما حذر منه المصطفى صلى الله عليه وسلم،من هذه الأمور وينتبه لذلك لأن في ذلك ضرر في تفتيت الأسر والجماعات، وفيه تخريب للبيوت، وتمزيق الأسر وتشتيت للأولاد والأسر ونحو ذلك،
وهذا شيء كل واحد يشاهده، ربما وقع طلاق بسبب ماذا،كلمة نقلها فلان عن فلان، ربما حصل هجر من فلان لأخيه أو لوالده أو لوالدته بسبب كلام تافه،
فليحذر كل مسلم عن هذه الأمور، ذلك لأن لها أضرارها السيئة،
أسأل الله سبحانه وتعالى،أن يجعلنا من عباده الصالحين، وأن يبعدنا عن كل ما فيه ضرر،وأعاذنا الله وإياكم من الغيبه والنميمه.






 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:08 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "