الفتوى
فالاحتفال بذكرى الزواج، بغض النظر عن كيفية هذا الاحتفال، لا أصل له في عادات المسلمين، وإنما هو من عادات غير المسلمين، فالواجب على المسلم اجتناب ذلك،
وقد سئل الشيخ ابن عثيمين عن حكم احتفال الزوجين فيما بينهما بيوم الزواج، فأجاب: أرى أن ذلك لا يجوز، لأنهم يتخذون هذا عيداً،كلما جاء ذلك اليوم اتخذوه عيداً يتبادلون فيه الهدايا والفرح وما أشبه ذلك،وأن يجعلوه كلما مر هذا اليوم من كل سنة فعلوا هذا الاحتفال فلا يجوز،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( مَنْ الْتَمَسَ رِضَا اللَّهِ بِسَخَطِ النَّاسِ كَفَاهُ اللَّهُ مُؤْنَةَ النَّاسِ، وَمَنْ الْتَمَسَ رِضَا النَّاسِ بِسَخَطِ اللَّهِ وَكَلَهُ اللَّهُ إِلَى النَّاسِ) رواه الترمذي وصححه الألباني
فتاوى نور على الدرب لابن عثيمين،
فإن الاحتفال بمناسبة أعياد الميلاد، عادة دخيلة على المسلمين، ففعلها تقليد لأعداء الله تعالى وتشبه بهم، ومن تشبه بقوم فهو منهم، فلا يجوز الاحتفال بها بأي نوع من أنواع الاحتفال، سواء كان خفيفاً أو كبيراً، لما في ذلك من التشبه بالمشركين الذين أمرنا الله تعالى بمخالفتهم والابتعاد عن اتباع ما سنوه من سنن،
وقد ثبت في سنن أبي داود بسند صحيح عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال( ومن تشبه بقوم فهو منهم)
وقد ثبت عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)
أي أن أي أمر يحدث في هذا الدين ولم يكن على هدي سيد المرسلين فهو أمر مردود على صاحبه، وأعياد الميلاد لم تكن من هدي النبي صلى الله عليه وسلم، ولا صحابته الكرام،
ولا عرفت مثل هذه الأعياد، مما يدل على أنها محرمة وليس لها أصل في الإسلام،
وبدلا من أن يحتفل الإنسان بعيد مولده كان الأولى به أن يتذكر أنه كلما مر عليه يوم من أيامه فإنما هو يقترب من النهاية أي الموت، فما بالك إذا كان الذي مر عاماً كاملاً، فلتكن له عبرة بانقضاء الأيام والسنين والشهور والأعوام،
نسأل الله أن يمسكنا بدينه ويبعدنا عن اتباع العادات والأهواء.
مركز الفتوى إسلام ويب