يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك(ما انزل من القران في تقريع أهل الكتاب)

[أبو جنى1]

{يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس *إن الله لا يهدي القوم الكافرين }
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^ ^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^

زعمت الشيعة الاثني عشرية ان قوله تعالى { بلغ ما انزل إليك من ربك } نزلت في تنصيب علي بن ابي طالب خليفة من بعد الرسول قياما بمهامه وتكفله بمسؤولياته استمرارا لدور النبوة !
واستدلوا على ذلك بروايات ضعيفة لا تصح تشير الى سبب نزول الاية وأعرضوا عن الروايات الاخر التي لا تخدم معتقدهم !
وفسروا الاية بروايات غدير خم كسببا للنزول مع ان الاية لم تنزل في يوم عرفة او بعده بل نزلت قبل اجلاء كل اليهود من المدينة وابعاد خطرهم وخطر غيرهم والدليل واضح في سياق الايات التي قبلها وبعدها ، فالشيعة تنكر وجود تناسب بين هذه الايات بحجة ان ايات السورة الواحدة قد تأتي متنوعة !
مع ان الايات محل بحثنا مترابطة ومتاصرة تفسر بعضها بعضا غير متنوعة ! وبهذا جعلوا أية التبليغ اجنبية عن سابقها ولاحقها ، وحتى الايات المتنوعة في السورة الواحدة بينهما تناسب مباشر او غير مباشر ، فهم أنكروا السياق كما أنكروا في أية التطهير واكمال الدين والصادقين !

فنقول : نادى الله رسوله من مقام رسالته الذي يتطلب ابلاغ كل ما أُمر به في شأن كفر أهل الكتاب وأعراضهم عن عما انزله الله على نبيه محمد عليه صلوات ربه من الكتاب في إقامة التوارة والانجيل اللذان يؤكدان نبوة نبينا محمد وصدق رسالته ،
وبيان فساد حالهم وسوء اعتقادهم ، فان لم يبلغ الرسول ذلك مؤقتا حتى تستعد له مسامعهم بدون تعنت ويأمن مكرهم واذيتهم مراعاة لظروف فما يكون قد بلغ ،فعليه صلوات ربه أمر بمواجهتهم وإعلان كفرهم وانحرافهم عن دين الحق ،فطمنه الله بعصمته من أين يصل اليه الناس بقتله ومنعه من إكمال الدين وتحقيق نصر الله على أعداءه .

فالآيتين السابقتين لأية التبليغ تؤكد هذا
{ ولو أن أهل الكتاب آمنوا واتقوا لكفرنا عنهم سيئاتهم ولادخلناهم جنات النعيم . ولو أنهم أقاموا التوراة والانجيل وما انزل اليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت ارجلهم منهم أمة مقتصدة وكثير منهم ساء ما يعلمون }
فَلَو ان اليهود والنصارى آمنوا بالله ونبيه وكتابه وامتثلوا ذلك لسترت سيئاتهم وذهبت ولدخلوا الجنة كما انهم لو أقاموا التوارة والانجيل بشكل الصحيح من غير اعوجاج واتبعوا ما جاء فيهما من أوامر ونواهي واحكام وبشرات مزدانة بالشواهد على ما أوحي به للرسول محمد عليه صلوات ربه ولَم يحرفهما وآمنوا بما انزل على الأنبياء لرزقوا من كل السبل ولاغدقت عليهم النعم ،وفيهم جماعة قليلة مستقيمة اعتدلت في طريقها الى الحق لكن الكثرة اصحاب اعمال سيئة منحرفون عن الاستقامة .

ثم قال جل في علاه :
{ يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس *إن الله لا يهدي القوم الكافرين* . قل يا أهل الكتاب لستم على شئ حتى تقيموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليكم من ربكم وليزيدن كثيرا منهم ما أنزل إليك من ربك طغيانا وكفرا فلا تأس على *القوم الكافرين* }

والكفار في أية التبليغ { ان الله لا يهدي القوم الكافرين } هم أنفسهم في قوله تعالى {وليزيدن كثيرا منهم ما انزل إليك من ربك طغيانا وكفرا فلا تأس على القوم الكافرين } تبين مكابرتهم وشدة عنادهم وعدم افادة التبليغ نفعا لهم فلا تأسف عليهم وتحزن لرسوخهم في الكفر وهو هؤلاء الذي طبع على قلوبهم فلا يهديهم الله فشرهم مصروف عنك فبلغ ولا تهتم بردة فعلهم .
ونفي هداية الكافرين وانغماسهم في الكفر لدليل قاطع حاسم ان الاية لم انزل في تبليغ من يخلف النبي عليه صلوات ربه ، والسياق بين من هم الكافرون.

فلا يسوغ لهم ان يفسروها بناء على روايات غير صحيحة وان صحت سندا على سبيل الفرض وجب ردها لان قرينة السياق له اكبر دليل على تفسيرنا وخطأ تفسيرهم
اما بالنسبة لرواية غدير خم وان قال بعض علماء اهل السنة بتواترها واعتقد جمهورهم بصحتها
فان متنها لا يدل على التنصيب وولاية السلطة !
او الإمامة والخلافة ولا يدل لفظ ولي على هذا على هذا المفهوم آنذاك والا لحتج بها علي بن ابي طالب على الصحابة ولاحتج بقية اهل البيت وانصاره عليهم
فَلَو كان التنصيب معلوم من الدين بالضرورة وجاء به التنزيل الحكيم والسنة النبوية المتواترة لم يقع خلاف ولتصدى المؤمنون الذين نصروا دين الله ونصروا رسوله وضحوا بالغالي والنفيس لمن ينكر ذلك ويشق عليهم امر دينهم .

ولو تمعنت الاثني عشرية هذه الايات الكريمات بعين باصرة لاهتدوا والله الهادي الى سواء السبيل .