السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وخير الصلاة على نبينا محمد واله الطيبين الطاهرين
اختلفت أراء المورخيين وتضاربت أقوالهم
حول التصدع والانقسام الذي حصل بين صفوف الإسماعيلية الفاطمية بعد وفاة الخليفة الفاطمي الإمام المستنصر بالله عليه السلام في 18ذي الحجة سنة 487 هجري بعد إن قام في الخلافة 60 عام
توصل خلالها إلى ما لم يتوصل إليه أحد قبله من الأئمة الذين تولوا شؤون مصر في العهد كما بلغت الدعوة الذروة وانتشرت في اغلب اللاد العربية على أيدي دعاة وفلاسفة وعلماء
ويرجع سبب هذا الانقسام
إلى أن الإمام المستنصر بالله
كان قد نص على إمامة وخلافة ابنه الأكبر الإمام نزار عليه السلام الذي ولاه عهده سنة 480 هجري
ولما داهم الإمام المستنصر وشعر بدنو أجله
شرع في أخذ البيعة لابنه نزار عليه السلام
ولكن الوزير الأفضل بن بدر الجمالي الذي كان يتمتع بنفوذ كبير في طول البلاد وعرضها
أخذ يماطل ويسوف
حتى توفي الإمام المستنصر عليه السلام قبل أن تتم مبايعة الامام نزار عليه السلام
فأغتنم الأفضل هذه الفرصة وحال بين الإمام نزار وبين حقه الشرعي في الخلافة والإمامة وعقد اجتماعا ضم الأمراء وكبار رجال الدولة من الذين يستهدفون الأمور الدنيوية الزمنية ويجهدون من أجل الجاه والصولجان فرفضوا إن يتبعوا الحق وصموا وأغلقوا أعينهم عنه فعملوا بموجب إرشادات الأفضل الذي اثأر مخاوفهم من الامام نزار عليه السلام ومناهم بالمناصب و الهدايا
بعد إن فرض عليهم تنحية نزار عن الخلافة والامامة وتولية أخيه أبي القاسم أحمد وكان طفلا صغير وهو ابن أخت الأفضل
فعارضه في ذلك الأمير عبد الله بن المستنصر ومحمد بن مصال اللكي
كان الأفضل يخفي في أعماقه حقد دفين على الإمام نزار ويخشى تسلمه للخلافة فيقصيه عن وزارته لما كان يتسم به من صفات سيئة ونفوز في البلاد
فبادر إلى مبايعة أبي القاسم أحمد ولقبه { المستعلي بالله}
وكلف قاضي القضاة علي بن نافع الكحال بأخذ البيعة له من كبار رجال الدعوة الأمر الذي جعلعدد كبير من الدعاة ومريدي المذهب الإسماعيلي إلى عدم الاعتراف بامامة المستعلي والمناداة بإمامة صاحب الحق والنص الامام نزار عليه السلام
وبذلك انقسمت الاسماعيلية إلى فرقتين :
1:الاولى ظلت على تمسكها بالنص للإمام نزار عليه السلام فسميت النزارية
2: سارت وراء المستعلي فعرفت بالمستعلية
وتشير المصادر التاريخية إلى أسباب أقصاء الامام نزار عليه السلام فتقول ::::
ان الأفضل كان على خلاف مع الإمام نزار عليه السلام وخاف إذا ما أصبح خليفة ان ويبغده عن الوزارة بسبب مابينهم من خلاف فسعى إلى خلعه وتعيين أخاه المستعلي
ولما لمس الإمام نزار عليه السلام إن حقه قد اغتصب بالحيلة والقوة سار إلى الإسكندرية برفقة أخيه عبد الله وابن مصال ونخبة من العلماء والدعاة فاستقبله والي الاسكطندربة ناصر الدولة افتكين والقاضي جلال الدين ابن عمار ومن ثم اخذ اخذ البيعةمن جميع أهل الاندلس ولقب ((المصطفى لدين الله))واتته البيعة من بلاد فارس والشام فلما علم الافضل بذلك خرج لمقاتلة نزار على راس جيش لجب فدارت الدائرة على الافضل ورجع مهزوم ثم اخذ يعد العدة لقتال نزار ونجح باستمالة بعض العربان من اتباع الإمام نزار ولما تم له ذلك جمع الجيش وعاد للاسكندرية ففتحا بعد صراع مرير سفكت خلاله دماء طاهرة من الطرفين
وقيل انه قبض على حاكمها أفتكين وعلى جلال الدين بن عمار وعدد من رجالات الدعوة اما ابن مصال استطاع الافلات اثناء الحصار وفر إلى المغرب عن طريق البحر
وقيل انه قبض على الامام نزار وسلم إلى المستعلي الذي امر ان يبنى عليه جدار فمات
وقيل في رواية أخرى ان نزار قتل في القاهرة سنة 488 هجري
لكن النصوص التاريخية الاسماعيلية النزارية التي عثر عليها في ايران وسورية لاتؤيد هذه المزاعم وتوكد بأن الامام نزار قد اجبره اتباعه ومريدوه أثناء الحصار ان يغادر الاسكندرية سرا يرافقه اب مصال اللكي وخمسة من الفدائيين الذين وصلوا إلى الاسكندرية موفدين من قبل الحسن الصباح
وهذا ما اشار به الشيخ الاسماعيلي المغربي محمد بن ابي المكارم :
((عندما اشتد الحصار على الاسكندرية من قبل الجاحد الارمني غادرها مولانا الامام نزار مع اهل بيته نحو سجلماسة حيث مكث عند عمته بضعة شهور حتى عادت اليه الرسل التي أوفدها لابلاغ الحسن الصباح عن مكان أقامته فسار إلى جبال الطالقان مع اهل بيته حيث استقر في ((آلموت))بين رجال دعوته المخلصيين
وهذا يعطي دليل قاطع على ان ماقيل عن القضاء على الامام نزار في القاهرةمحض اختلاق وكذب قصد به الطعن في صحة نسب الائمة النزارية أصحاب الحق والنص الذين ظهروا في آلموت ويعود السبب في القول بموت الامام نزار في القاهرة مع ابنائه ان سلالته قد انتهت وان أئمة الموت هم من نسل الصباح أو كيا بذرك اوميد والترويج لهذا الدعاء المدبر من قبل الافضل واتباعه بقصد ابعاد الاسماعيليون الذين تهافتوا على الامام نزار عندما استقر به المقام في ((آلموت))
وقد تمكن الافضل من استاصال شأفة النزارية في مصر ويثبت دعائم الخلافة المستعلية
كان المستعلي صغيرا فترك شوون الحكم والسياسة إلى خاله الافضل وعكف إلى الامور الدنيوية
وفي عهده بدات الحروب الصليبية
بعد موت المستعلي جلس على الحكم ولده الآمر بأحكام الله وكان عمره 5سنوات فجعل الافضل نفسه كفيل له واستولى على زمام الدولة إلى ان قتل في اليوم السابق لعيد الفطر سنة 515 هجري فخلفه بالوزارة مأمون البطائحي الذي استبد بالسلطة كلها
كان الامر مسلوب الادارة لاحول له ولا قوة مما أهاب ببعض الفدائية الاسماعيلية النزارية إلى اغتياله
كان الامر لم ينجب أطفال فوثب على الخلافة عمه الحافظ عبد المجيد بن المستنصر معتبرا نفسه حسب العرف الإسماعيلي إمام مستودع وسرعان مادعا للامامته
لكن الاسماعيلية المستعلية وخاصة اليمن زعموا بان الامر عندما قتل كانت احدى زوجاته حامل ثم وضعت ذكرا سموه ((الطيب))وقدتمكن احد دعاته من اخفائه عن الحافظ وارسله إلى الملكة الحرة أروى الصليحية باليمن
فا نقسمت المستعلية إلى مستعلية مجيدية اتباع عبد المجيد ومستعلية طيبية أتباع الطيب بن الآمر
ملاحظة
((ان تناولي لهذا الموضوع هو للمحاولة للتقريب بين أشقائنا الأخوة المستعلية وليس للتفريق أرجوا تقبل المشاركة))