ليس دفاعًا عن الدروز .. بل دفاعًا عن الحقّ والتاريخ أورد مقتطفات من أقوال في الموحدين الدروز ..
قال أمير الشعراء أحمد شوقي :
سلام من صبا بردى أرق
ودمع لا يكفكف يا دمشق
وما كان الدروز قبيل شر
وإن أخذوا بما لا يستحقوا
ولكن ذداة وقراة ضيف
كينبوع الصفا خشنوا ورقوا
لهم جبل له شعــــاف
موارد في السحاب الجزن بلق
لكل لبؤة ولكل شبــل
نضال دون غايتــــه ورشق
كأن في السمؤال فيه شيئا
فكل جهاته شرف وخلـــــق
وللحرية الحمراء باب
بكل يد مضرجة يدق
أما الشاعر مارون عبود فقد قال :
قالوا الدروز، فقلت جيل مع
(العقل) دين، (والوفاء (الموثَّق
و (الصدق) شرعتهم، فإن عاهـدتهـم برّوا ،
وإن نطـقوا بأمرٍ يصدقـوا
خلق الأسود متى تمسُّ حماهـم
وسخاء حاتم طيّء إن يطرقوا
تمَّت مروءتهم، فإن نـاديتـهم
طاروا إليك عصائباً تتدفَّـق
ربضوا بباب الشرق خير ضراغم
تحمي العرين، فأين منه الأبلق
غنَّت سيوفهم أناشيداً شجـت
قلب العروبة واستعزَّ المشرق
فإذا مشت بيض العمائم للوغى
حُمَّ القضاءُ، فكلُّ شيخٍ بيرق
وفتاهم يلقى الجموع مجازفـاً
فكأنَّما تحت العبـاءة فيلـق
تتلـثَّم الآفـاق من نـيرانهم
وسيوفهم ككواكبٍ تتألَّـق
وتضيء أوجههم إذا طايبتـهم
وتخالهم جنَّـاً إذا ما أطبقـوا
فإذا سُئلت عن الدروز فقل: هم
قوم لهم في كلِّ حال منطـق
إن تستفزّهم، فقل خاب الرجـا
العقل يعقد ، والسيوف تطلق
قالوا الدروز، فقلت: شعب معرق
العقل دين، والوفاء الموثـق
يستلهمون البـرَّ في ( خلواتهـم
متنسِّكين)، وإن جنفت استغرقوا
وإذا الكريهة شمَّرت عن ساقهـا
كرّوا وفي أفق البطولة حلَّقـوا
ما قصَّرت عن غاية فرسانهـم
فاستنطِقوا تاريخَهم تستوثِقـوا
يمشي الدم العربيُّ في أعراقـهم
صِرفاً صراحاً، والدليل المنطـق
لم لا تُصان أصولهم وفروعـهم
والباب في وجه البريَّـة مُغلـق
فهم ذوو الجبل الطويل نِجـاده
حلّـوا رباه وفي ذراه تعلَّقـوا
تتدهور الأريـاح عن جبهاتـه
وعلى ذوائبه الصواعـق تزلـق
لاذوا به مستعصمين، ومذ غـدا
حصناً لهم ، عزّوا به، وتفوقـوا
وتألبوا عُصـباً تصـون ذمـاره
فرعت سيادته قـلوب تخفـق
فإذا تعرَّض للمطامـع أرعـدوا
وإذا تشير إليه كـفّ أبرقـوا
السيف يخطب عنهم إن هوجموا
والصدق في ندواتهم إن ينطقوا
قالوا الدروز، فقلت: شعب معرق
العقل دين، والوفـاء المنطـق
سبع وعشرون انقضت في ظلِّهم
للّه ظلّـهم المنيـف المـورق
فإذا أقول عشيرتي ، فهو الوفـا
يملي عليَّ، فما هنـاك تمـلّق
فأنا (مواطنهم) بفضـلٍ منهـم
والفضل يعرفـه الدروز السبَّق
قد هوَّن الموت اعتقادهم، فمـا
أجسادهم إلاّ تـراث ينـفق
فإذا هززتَ هززتَ رمحـاً طيِّعاً
وإذا سللتَ سللتَ سيفاً يفلق
وإذا تنمَّـر طارئ صاحوا بـه:
أبشر فإنَّ السيـف حيٌّ يرزق
نحن الألى هـان المـمات عليهم
الروح تبقى ، والقميـص يمزَّق
رقٌ
وقال معروف الرصافي :
لله در بني معروف إذا صبروا
على التجالد ما كلوا ولا سئموا
ولازموا الفقر عاشوا في مجاهله
عيش القناعة لا حلو ولا دسم
بذاك حب الأوطان يأمرهم
إذا هم بسيماء حب الوطن اتسموا
كانوا أشد مضاءا من صوارمهم
فليس يثنيهم شان إذا هجموا
وقال الشاعر إلياس فرحات
يا سائلي عنهم أتجهلهم ..!
وهم الذين على العلا جبلوا
وهم بنو معروف همتهم
بين الكواكب والورى مثـــل
البأس يركب كلما ركبوا
والحزم ينزل حيثما نزلوا
والعدل يجعل شيخهم حملا
فاذا ظلمت أستأسد الحمل
هم ناب سوريا ومخلبها
هي اللبؤه والعــدو همل