العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديـــــــــــــات الحوارية > الــــحــــــــــــوار مع الاثني عشرية > مقالات الأستاذ المهتدي عبد الملك الشافعي

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 01-06-14, 06:59 AM   رقم المشاركة : 1
عبد الملك الشافعي
شيعي مهتدي






عبد الملك الشافعي غير متصل

عبد الملك الشافعي is on a distinguished road


وقفة إنصاف:إن كان فرار بعض الصحابة من القتال عيباًً فما تقولون في فرار عمار بن ياسر؟!

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ، وبعد فينما كنت أتابع برنامج تحت المجهر لشيخنا الفاضل عبد الرحمن دمشقية حول الطعن ببعض الصحابة بحجة فرارهم من المعركة ، استوقفتني رواية مهمة في مصادر الشيعة مفادها فرار عمار بن ياسر رضي الله عنه - أبرز الصحابة المنتجبين عند الشيعة - من القتال مع علي رضي الله عنه ضد المغتصبين للخلافة لأكثر من مرة ..
فقررت إيرادها في هذا الموضوع لنرى كيف يعتذرون لعمار في فراره من القتال ، ولماذا لم يطبقوا هذا العذر مع باقي الصحابة رضي الله عنهم ؟!
فإليكم إخواني تفصيل ذلك فيما يلي:
أولاً: نص الرواية
إن الأصل في هذه الرواية هو الكشي ونقلها شيخ الطائفة محمد بن الحسن الطوسي في تلخيصه المسمى ( اختيار معرفة الرجال ) ( 1 / 38-39 ) :[ 18 - محمد بن إسماعيل ، قال حدثني الفضل بن شاذان ، عن ابن أبي عمير عن وهيب بن حفص ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام ، قال : جاء المهاجرون والأنصار وغيرهم بعد ذلك إلى علي عليه السلام فقالوا له : أنت والله أمير المؤمنين وأنت والله أحق الناس وأولاهم بالنبي عليه السلام هلم يدك نبايعك فوالله لنموتن قدامك ! فقال علي عليه السلام : إن كنتم صادقين فاغدوا غداً علي محلقين فحلق علي عليه السلام وحلق سلمان وحلق مقداد وحلق أبو ذر ولم يحلق غيرهم . ثم انصرفوا فجاؤوا مرة أخرى بعد ذلك ، فقالوا له أنت والله أمير المؤمنين وأنت أحق الناس وأولاهم بالنبي عليه السلام هلم يدك نبايعك فحلفوا فقال : إن كنتم صادقين فاغدوا علي محلقين فما حلق إلا هؤلاء الثلاثة قلت : فما كان فيهم عمار ؟ فقال : لا . قلت : فعمار من أهل الردة ؟ فقال : إن عمارا قد قاتل مع علي عليه السلام بعد ] .

ثانياً: تصحيح الرواية:
1- صححها الخوئي فقال عنها في كتابه ( معجم رجال الحديث ) ( 19 / 341 ) :[ وصحيحته الأخرى عن أبي جعفر عليه السلام ، قال : جاء المهاجرون والأنصار وغيرهم بعد ذلك إلى علي عليه السلام ، فقالوا له : أنت والله أمير المؤمنين ، وأنت والله أحق الناس وأولاهم بالنبي ، هلم يدك نبايعك ، فوالله لنموتن قدامك ، فقال علي عليه السلام : إن كنتم صادقين فاغدوا غدا علي محلقين فحلق أمير المؤمنين ، وحلق سلمان ، وحلق مقداد ، وحلق أبو ذر ، ولم يحلق غيرهم ].

2- اعترف بصحتها شيخهم علي الكوراني فقال في كتابه ( جواهر التاريخ ) ( 4 / 328 ) :[ وهذا سند صحيح باتفاق علمائنا ، وقد نص على صحة الحديث وغيره في الباب : السيد الخوئي " قدس سره " في معجم رجال الحديث : 19 / 341 .. وبذلك تعرف خطأ اعتذار بعضهم عن الحديث أو محاولة تضعيفه مع أن سنده في أعلى درجات الصحة ، ومضمونه مستفيض ، حيث رواه الكشي : 1 / 38 : ( محمد بن إسماعيل ،

3- احتج بالرواية آيتهم العظمى جعفر السبحاني فقال في كتابه ( أضواء على عقائد الشيعة الإمامية ) ( ص 526 ) :[ ويؤيد ذلك : ما رواه وهب بن حفص ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) : " جاء المهاجرون والأنصار وغيرهم بعد ذلك إلى علي ( عليه السلام ) فقالوا له : أنت والله أمير المؤمنين وأنت والله أحق الناس وأولاهم بالنبي ( صلى الله عليه وآله ) هلم يدك نبايعك فوالله لنموتن قدامك . فقال علي ( عليه السلام ) : إن كنتم صادقين فاغدوا غدا علي محلقين . فحلق أمير المؤمنين وحلق سلمان وحلق المقداد وحلق أبو ذر ولم يحلق غيرهم ].


ثالثاً: ما يستفاد من الرواية
1- إن عماراً لم يمتثل أمر علي رضي الله عنه بالحلق وهو كناية عن فراره من القتال.

2- الذي يؤكد أن عماراً لم يمتثل للحلق ثم القتال ما ورد في الرواية بعدم كونه ممن حلقوا رؤوسهم استعداداً للقتال بقوله ( قلت : فما كان فيهم عمار ؟ فقال : لا ).

3- أن هذا الفرار من القتال لم يصدر منه مرة واحدةً فقط بل مرتين بدليل ما ورد في الرواية ( ثم انصرفوا فجاؤوا مرة أخرى بعد ذلك .. فما حلق إلا هؤلاء الثلاثة ).

4- الذي يؤكد على أن عماراً لم يمتثل أمر الحلق فراراً من القتال ما فسر به الرواية مرجعهم وآيتهم العظمى جعفر السبحاني في تعليقه على هذه الرواية في كتابه ( أضواء على عقائد الإمامية ( ص 526 ) فقال:[ وهذه الرواية قرينة واضحة على أن المراد هو نصرة الإمام ( عليه السلام ) لأخذ الحق المغتصب ، فيكون المراد من الردة هو عدم القتال معه ].

5- بعد أن سأل أبو بصير الإمام الباقر عن عمار وهل يُصَنَّف بكونه من أهل الردة حيث قال أبو بصير ( قلت : فعمار من أهل الردة ؟ ) لم يأتِ جواب الباقر بالنفي بل فرَّ من الجواب المباشر بما يفهم منه إقراره بأنه من أهل الردة ، وإلا فلا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة في تبرئة صحابي مثل عمار رضي الله عنه.

6- بما أن الإمام الباقر قد عدَّ قتال عمار مع علي رضي الله عنه - في الجمل وصفين - مكفِّراً له عن جُرْم فراره من القتال مرتين ..
فنقول إن كان قتاله لاحقاً يُعَدُّ عند المعصوم مكفِّراً لجُرْم فراره عن القتال مرتين ، فكذلك عمر - لو سلمنا بفراره - فإن خروجه لغزوة العسرة في تبوك مع النبي صلى الله عليه وسلم يُعَدُّ تكفيراً لجُرْم الفرار ..
فإن كان تكفير جُرْم عمار قد عُلِمَ بإخبار الباقر عندكم ، فإن تكفير جُرْم عمر قد عُلِمَ بإخبار الله تعالى بقوله ( لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ) [سورة التوبة : 117]






التوقيع :
حسابي في تويتر / المهتدي عبد الملك الشافعي / alshafei2019
رابط جميع مواضيع المهتدي من التشيع .. عبد الملك الشافعي :

وأرجو ممن ينتفع من مواضيعي أن يدعو لي بالتسديد والقبول وسكنى الحرم
من مواضيعي في المنتدى
»» مرجعهم التكفيري كاشف الغطاء يفتي بترك جثث المسلمين طعاماً للكلاب أو تُرمى في الخلاء
»» وقفات نقدية تدعو للتأمل وإعادة النظر في حديث الغدير
»» تناقض موقف علماء الإمامية من محمد بن عبد الله بن الحسن ( ذو النفس الزكية )
»» عقيدتهم بضرورة الإمام - ولو مستتراً- ليعصمهم من الضلال تتناقض مع واقع الشيعة بالغيبة
»» جهَّز الله تعالى الأئمة بسلاحٍ فتّاك للتخلص من أعدائهم ثم منعهم من استخدامه !!!
  رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:40 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "