العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديات العلمية > منتدى عقيدة أهل السنة والجماعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-05-14, 05:03 PM   رقم المشاركة : 41
أبو فراس السليماني
عضو ماسي








أبو فراس السليماني غير متصل

أبو فراس السليماني is on a distinguished road


Thumbs up ركائز العبودية الصحيحة

الفصل السادس‏:‏
في بيان ركائز العبودية الصحيحة

إن العبادة ترتكز على ثلاثة ركائز هي‏:‏

الحبُّ والخوفُ والرجاء‏.‏
فالحب مع الذّل،
والخوف مع الرجاء،
لابد في العبادة من اجتماع هذه الأمور،


قال تعالى في وصف عباده المؤمنين‏:‏
‏{ ‏يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ‏ }‏

‏[‏المائدة/54‏]‏،

وقال تعالى‏:‏
‏{‏ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ‏ }‏

‏[‏البقرة/165‏]‏‏.‏


وقال في وصف رُسُله وأنبيائه‏:‏
‏{‏ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ
وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا
وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ‏ }‏

‏[‏الأنبياء/90‏]‏‏.‏


وقال بعض السلف‏:‏

من عبد الله بالحب وحده
فهو زنديق،

ومن عبده بالرجاء وحده
فهو مرجئ،

ومن عبده بالخوف وحده
فهو حَرُوري ‏،

ومن عبده بالحب والخوف والرجاء
فهو مؤمن مُوحِّد‏.

‏ ذكر هذا شيخُ الإسلام في رسالة ‏(‏العبودية‏)‏


وقال أيضًا‏:‏

‏(‏فدين الله‏:‏ عبادته وطاعته والخضوع له،

والعبادة أصل معناها‏:‏ الذل‏.‏

يقال‏:‏ طريقٌ مُعبَّدٌ،
إذا كان مُذللًا قد وطئته الأقدام‏.‏

لكن العبادة المأمور بها تتضمن
معنى الذل،
ومعنى الحب،

فهي تتضمن
غاية الذل لله تعالى،
بغاية الحب له،

ومن خضَعَ لإنسان مع بغضه له
لا يكون عابدًا له،

ولو أحبّ شيئًا ولم يخضع له
لم يكن عابدًا له،

كما يُحبُّ الرجل ولده وصديقه،

ولهذا لا يكفي أحدهما في عبادة الله تعالى،

بل يجب أن يكون الله
أحب إلى العبد من كل شيء،

وأن يكون الله
أعظم عنده من كل شيء،

بل لا يستحق المحبة والخضوع التام
إلا الله‏.‏‏.‏‏.‏‏)‏

انتهى ‏‏‏.‏


هذه ركائز العبودية التي تدور عليها،

قال العلامة ابن القيم في النونية‏:‏

وعبادةُ الرحمن غايةُ حُبِّه ** مع ذُلِّ عابده هُما قطبــان

وعليهما فَلكُ العبادة دائرٌ ** ما دار حتى قامتِ القُطبــان

ومَدارهُ بالأمر أمرِ رَسوله ** لا بالهوى والنفسِ والشيطانِ


شبَّه - رحمَهُ الله - دورانَ العبادة
على المحبة والذل للمحبوب،
وهو الله جل وعلا؛
بدوران الفلك على قطبيه،

وذكر أن دوران فلك العبادة
بأمر الرسول صلى الله عليه وسلم

وما شرعه، لا بالهوى،
وما تأمر به النفس والشيطان،
فليس ذلك من العبادة‏.‏

فما شرعه الرسول صلى الله عليه وسلم
هو الذي يدير فلك العبادة،

ولا تُديره البدع والخرافات
والأهواء وتقليد الآباء‏.‏






من مواضيعي في المنتدى
»» شروط الدعاء وموانع الإجابة
»» وَدَعُـوني أَجُرُّ ذَيلَ فــخَـارٍ *** عِندَما تُـخْـجِـلُ الجـبـانَ العُـيُـوبُ
»» هذه مفاهيمنا - ردًا على شركيات وضلالات محمد علوي مالكي
»» لبيك يا أماه / للشيخ صالح المغامسي
»» إندونيسي يموت ساجداً بلباس الإحرام
 
قديم 19-05-14, 05:19 PM   رقم المشاركة : 42
أبو فراس السليماني
عضو ماسي








أبو فراس السليماني غير متصل

أبو فراس السليماني is on a distinguished road


Lightbulb توحيد الأسماء والصفات

3 ـ توحيد الأسماء والصفات

أولًا‏:‏
الأدلة من الكتاب والسنة والعقل
على ثبوت الأسماء والصفات


أ ـ الأدلة من الكتاب والسنة


سبق أن ذكرنا أن التوحيد ينقسم إلى ثلاثة أقسام‏:‏
توحيدُ الرُّبوبية،
وتوحيد الألوهية،
وتوحيد الأسماء والصفات،

وذكرنا جملة من الأدلة على النوعين الأولين‏:‏
توحيد الربوبية،
وتوحيد الألوهية‏.‏

والآن نذكر الأدلة على النوع الثالث‏:
‏ وهو توحيد الأسماء والصفات‏.‏

فإليك شيئًا من أدلة الكتاب والسنة‏:‏

فمن أدلة الكتاب قوله تعالى‏:‏

‏{‏ وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى
فَادْعُوهُ بِهَا
وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ
سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ‏ }‏

‏[‏الأعراف/180‏]‏‏.‏


أثبت الله سبحانه في هذه الآية لنفسه الأسماء،
وأخبر أنها حُسنى‏.‏
وأمر بدعائه؛

بأن يُقال‏:
‏ يا الله، يا رحمن،
يا رحيم، يا حي يا قيوم،
يا رب العالمين‏.‏


وتوعّد الذين يُلحدون في أسمائه؛
بمعنى أنهم يميلون بها عن الحق؛
إما بنفيها عن الله،
أو تأويلها بغير معناها الصحيح،
أو غير ذلك من أنواع الإلحاد‏.‏
توعدهم بأنه سيُجازيهم بعملهم السيئ‏.‏


وقال تعالى‏:‏

‏{ ‏اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ
لَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى‏ }‏

‏[‏طه/8‏]‏،

‏{‏ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ
عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ
هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ *

هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ
الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ
الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ
الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ

سُبْحَانَ اللَّهِ
عَمَّا يُشْرِكُونَ *

هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ
لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى
يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ
وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ‏}‏

‏[‏الحشر/22-24‏]‏‏.‏

فدلّت هذه الآيات على إثبات الأسماء لله‏.‏







من مواضيعي في المنتدى
»» وَدَعُـوني أَجُرُّ ذَيلَ فــخَـارٍ *** عِندَما تُـخْـجِـلُ الجـبـانَ العُـيُـوبُ
»» من الأخلاق المذمومة : الجُبْن
»» محاضرات ودروس فـضيلة الشيخ أ. د . عـبـد الـقـادر عـطـا صـوفـي
»» أسئلة متنوعة عن الأولياء والقبور / أجاب عليها الشيخان ابن باز وابن عثيمين رحمهما الله
»» الشيخ عبد القادر الجيلاني و آراؤه الاعتقادية و الصوفية
 
قديم 19-05-14, 05:40 PM   رقم المشاركة : 43
أبو فراس السليماني
عضو ماسي








أبو فراس السليماني غير متصل

أبو فراس السليماني is on a distinguished road


Lightbulb الأدلة من الكتاب والسنة والعقل على ثبوت الأسماء والصفات

2 ـ ومن الأدلة على ثبوت أسماء الله
من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم‏:‏

ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏( ‏إن لله تسعةً وتسعين اسمًا،
مائة إلا واحدًا،
من أحصاها دخل الجنة‏ )‏

‏[‏متفق عليه‏]‏‏.

‏ وليست أسماءُ الله منحصرة في هذا العدد،

بدليل ما رواه عبد الله بن مسعود رضي الله عنه
أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏

( ‏أسألُكَ بِكُلِّ اسمٍ هو لَكَ،
سمَّيتَ به نفسك،
أو أنزلتَهُ في كتابكَ،
أو علَّمتهُ أحدًا من خلقك،
أو استأثرت به في علم الغيب عندك،
أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي‏ )‏

الحديث

‏[‏رواه أحمد في المسند وصححه ابن حبان]


- وقد دلّ على عدم حصر أسماء الله
في تسعة وتسعين‏.

‏ فيكون المراد بالحديث
- والله أعلم -

أن من تعلم هذه الأسماء التسعة والتسعين
ودعا الله بها وعبده بها دخل الجنة
ويكون ذلك خاصية لها ‏]‏‏.‏


وكل اسم من أسماء الله،
فإنه يتضمن صفة من صفاته؛

فالعليمُ يدل على العلم،
والحكيم يدل على الحكمة،
والسَّميعُ البصير
يدلان على السمع والبصر،

وهكذا كلُّ اسم
يدل على صفة من صفات الله تعالى،






من مواضيعي في المنتدى
»» Meaning of life \ معنى الحياة / فيديو رائع مترجم
»» لبيك يا أماه / للشيخ صالح المغامسي
»» الأحباش : فرقة ضالة ، فاحذرها - د.عبدالله بن عبدالرحمن الشامي
»» وجوب شكر الله تعالى - فضيلة الشيخ أ. د. صالح بن عبد العزيز سِندي
»» فضائل وثمرات الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
 
قديم 19-05-14, 05:56 PM   رقم المشاركة : 44
أبو فراس السليماني
عضو ماسي








أبو فراس السليماني غير متصل

أبو فراس السليماني is on a distinguished road


Lightbulb الأدلة من الكتاب والسنة والعقل على ثبوت الأسماء والصفات

وقال تعالى‏:‏

{ ‏قُلْ هُوَ
اللَّهُ أَحَدٌ *
اللَّهُ الصَّمَدُ *
لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ *
وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ‏ }

‏[‏سورة الإخلاص‏]‏‏.‏


عن أنس رضي الله عنه قال‏:
‏ كانَ رجلٌ من الأنصار يؤمهم في مسجد قُباء،
فكان كلما افتتح سورة
يقرأ بها لهم في الصلاة مما يقرأ به؛

افتتح بـ‏( ‏قل هو الله أحد‏ )‏،
حتى يفرغ منها،
ثم كان يقرأ سورة أخرى معها،

وكان يصنعُ ذلك في كل ركعة،
فكلَّمهُ أصحابهُ فقالوا‏:‏
إنك تفتتح بهذه السورة،
ثم لا ترى أنها تجزئك حتى تقرأ بالأخرى‏!‏
فإما أن تقرأ بها،
وإما أن تدعها وتقرأ بأخرى،

فقال‏:‏ ما أنا بتاركها،
إن أحببتم أن أؤمكم بذلك فعلتُ،
وإن كرهتم تركتكم،

وكانوا يرون أنه من أفضلهم،
وكرهوا أن يؤمهم غيره،

فلما أتاهم النبي صلى الله عليه وسلم أخبروه الخبر‏.

‏ فقال‏:‏
‏( ‏يا فُلانُ،
ما يمنعُك أن تفعلَ ما يأمرك به أصحابُك‏؟‏
وما حملَكَ على لُزوم هذه السُّورة في كل ركعة‏ )‏‏؟‏

قال‏:‏
إنِّي أُحبُّها،

قال‏:
‏ ‏( ‏حبُّكَ إياها أدخَلَكَ الجنَّة ‏)‏

‏[‏رواه البخاري في صحيحه‏]‏‏.‏


وعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ
أن النبي صلى الله عليه وسلم

بعثَ رجلًا على سرية

وكان يقرأ لأصحابه في صلاتهم،
فيختمُ بـ‏( ‏قل هو الله أحد ‏)‏،

فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم
فقال‏:‏
‏(‏سلوه‏:‏ لأي شيء يفعلُ ذلك‏)‏‏؟‏

فسألوه، فقال‏:‏
لأنها صفةُ الرحمن،
وأنا أحب أن أقرأ بها،

فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم‏:‏
‏( ‏أخبروه
أن الله تعالى يحبه ‏)‏

‏[‏رواه البخاري في صحيحه‏]‏‏.‏

يعني أنها اشتملت على صفاتِ الرَّحمن‏.‏

وقد أخبر سبحانه أنَّ له وجهًا،
فقال‏:‏

{ ‏وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ‏ }

‏ ‏[‏الرحمن/27‏]‏‏.‏


وأن له يدين،
فقال‏:‏ ‏{ ‏لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ‏}

‏[‏ص/75‏]‏،

{ ‏بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ ‏}

‏[‏المائدة/64‏]‏‏.‏

وأنه يرضى ويحب
ويغضب ويسخط،

إلى غير ذلك
مما وصف الله به نفسه،
أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم‏.‏






من مواضيعي في المنتدى
»» الحب الحقيقي للحسن بن علي رضي الله عنهما ؟
»» Meaning of life \ معنى الحياة / فيديو رائع مترجم
»» النعامة الصوفية
»» أسئلة متنوعة عن صيام رمضان / أجاب عليها الشيخان ابن باز وابن عثيمين رحمهما الله
»» قول الصوفية للقرآن ظاهر وباطن
 
قديم 19-05-14, 06:08 PM   رقم المشاركة : 45
أبو فراس السليماني
عضو ماسي








أبو فراس السليماني غير متصل

أبو فراس السليماني is on a distinguished road


Lightbulb الأدلة من الكتاب والسنة والعقل على ثبوت الأسماء والصفات

ب ـ وأما الدليل العقلي

على ثبوت الأسماء والصفات
التي دلَّ عليها الشرع
فهو أن يُقال‏:‏

1- هذه المخلوقات العظيمة على تنوعها،
واختلافها،
وانتظامها في أداء مصالحها،
وسيرها في خططها المرسومة لها،
تدل على عظمة الله وقُدرته،
وعلمه وحكمته،
وإرادته ومشيئته‏.‏


2- الإنعام والإحسان،
وكشف الضر،
وتفريج الكربات؛
هذه الأشياء تدلّ على الرحمة والكرم والجود‏.‏


3- والعقاب والانتقام من العصاة؛
يدلان على غضب الله عليهم
وكراهيته لهم‏.‏


4- وإكرامُ الطائعين وإثابتهم؛
يدلان على رضا الله عنهم
ومحبته لهم‏.‏






من مواضيعي في المنتدى
»» شرح الأصول الثلاثة - لفضيلة الشيخ أ . د. صالح سِندي
»» أبطال ملحمة القصير / للشاعر عبدالرحمن العشماوي
»» وَدَعُـوني أَجُرُّ ذَيلَ فــخَـارٍ *** عِندَما تُـخْـجِـلُ الجـبـانَ العُـيُـوبُ
»» ابن عربي ضالٌّ كما يؤكد أكابر أئمة الإسلام
»» ألفاظ صحيحة وألفاظ خاطئة
 
قديم 19-05-14, 06:16 PM   رقم المشاركة : 46
أبو فراس السليماني
عضو ماسي








أبو فراس السليماني غير متصل

أبو فراس السليماني is on a distinguished road


Thumbs up منهجُ أهل السّنَّة والجماعة في أسماء الله وصفاته

ثانيًا‏:‏

منهجُ أهل السّنَّة والجماعة
في أسماء الله وصفاته

منهج أهل السُّنَّةِ والجماعة؛
من السلف الصالح وأتباعهم‏:

‏ إثباتُ أسماءِ الله وصفاته،
كما وردت في الكتاب والسنة،
وينبني منهجهم على القواعد التالية‏:‏


1- أنهم يُثبتون أسماء الله وصفاته؛
كما وردت في الكتاب والسنة على ظاهرها،
وما تدل عليه ألفاظها من المعاني،

ولا يؤولونها عن ظاهرها،
ولا يُحرفون ألفاظها ودلالتها عن مواضعها‏.‏


2- يَنفونَ عنها مشابهة صفات المخلوقين،
كما قال تعالى‏:‏ ‏

{ ‏لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ
وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ‏ }‏

‏[‏الشورى/11‏]‏‏.‏

3- لا يتجاوزون ما ورد في الكتاب والسنة؛
في إثبات أسماء الله وصفاته،

فما أثبته الله ورسوله من ذلك أثبتوه،
وما نفاهُ الله ورسولُه نفوه،
وما سَكتَ عنه الله ورسوله سكَتُوا عنه‏.‏


4- يعتقدون أنَّ نصوصَ الأسماءِ والصفات
من المحكم الذي يُفهم معناه ويُفسَّر،
وليست من المتشابه؛

فلا يُفَوِّضون معناها،
كما يَنسبُ ذلك إليهم مَن كَذَبَ عليهم،
أو لم يعرف منهجهم
من بعض المؤلفين والكتاب المعاصرين‏.‏


5- يُفوّضونَ كيفية الصفات إلى الله تعالى،
ولا يبحثون عنها‏.‏






من مواضيعي في المنتدى
»» حكم الاحتفال بالمولد النبوي - لفضيلة الشيخ محمد صالح المنجد
»» مجموع مؤلفات الشيخ العلامة عبد الرحمن السعدي - [23 مجلد]
»» التعريف الميسَّر بالطُرُق الصوفية
»» جواب الشيخ سفر الحوالي عن سؤال : الغلو أخطر أم الإرجاء ؟
»» كل هؤلاء مسئولون يوم القيامة عن انفلات النساء في بلاد الحرمين
 
قديم 19-05-14, 06:34 PM   رقم المشاركة : 47
أبو فراس السليماني
عضو ماسي








أبو فراس السليماني غير متصل

أبو فراس السليماني is on a distinguished road


Arrow الرّدُّ على من أنكَرَ الأسماءَ والصّفاتِ، أو أنكر بعضها

ثالثًا‏:‏

الرّدُّ على من أنكَرَ الأسماءَ والصّفاتِ،
أو أنكر بعضها


الذين يُنكرون الأسماءَ والصفاتِ ثلاثة أصناف‏:‏

1- الجهمية‏:‏

وهم أتباع الجهمِ بن صفوان،
وهؤلاء يُنكرون الأسماء والصفات جميعًا‏.‏

2- المعتزلة‏:‏

وهم أتباعُ واصل بن عطاء؛
الذي اعتزل مجلس الحسن البصري،

وهؤلاء يُثبتون الأسماءَ
على أنها ألفاظ مُجرَّدة عن المعاني،
وينفون الصفات كلها‏.‏


3- الأشاعرة والماتريدية ‏ومن تبعهم،

وهؤلاء يثبتون الأسماءَ وبعضَ الصِّفات،
وينفون بعضها،

والشُّبهة التي بنوا عليها جميعًا مذاهبهم‏:‏

هي الفرارُ من تشبيه الله بخلقه بزعمهم؛
لأن المخلوقين يُسَمَّون ببعضِ تلك الأسماء،
ويوصفون بتلك الصفات،

فيلزمُ من الاشتراك في لفظ الاسم والصفة ومعناهما‏:‏
الاشتراك في حقيقتهما،

وهذا يَلزمُ منه تشبيه المخلوق بالخالق في نظرهم،

والتزموا حيال ذلك أحد أمرين‏:‏

أ ـ إما تأويلُ نصوص الأسماء والصفات عن ظاهرها،

كتأويل الوجه بالذات،
واليد بالنعمة‏.‏


ب ـ وإما تفويض معاني هذه النصوص إلى الله،

فيقولون‏:
‏ الله أعلم بمراده منها؛
مع اعتقادهم أنها ليست على ظاهرها‏.‏









من مواضيعي في المنتدى
»» بيان حال ابن عطاء الله السكندري وكتابه الحكَم الإلهية
»» أبطال ملحمة القصير / للشاعر عبدالرحمن العشماوي
»» ويحك أتدري ما الله ؟
»» قصيدة سيدنا حسان بن ثابت رضي الله عنه يمدح المصطفى عليه السلام
»» جواب الشيخ سفر الحوالي عن سؤال : الغلو أخطر أم الإرجاء ؟
 
قديم 19-05-14, 06:50 PM   رقم المشاركة : 48
أبو فراس السليماني
عضو ماسي








أبو فراس السليماني غير متصل

أبو فراس السليماني is on a distinguished road


Lightbulb الرّدُّ على من أنكَرَ الأسماءَ والصّفاتِ، أو أنكر بعضها

وأول من عُرفَ عنه إنكار الأسماء والصفات‏:‏

بعضُ مشركي العرب،

الذين أنزل الله فيهم قوله تعالى‏:‏

‏{‏ كَذَلِكَ أَرْسَلْنَاكَ فِي أُمَّةٍ
قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهَا أُمَمٌ
لِّتَتْلُوَ عَلَيْهِمُ الَّذِيَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ
وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَـنِ ‏}‏

‏[‏الرعد/30‏]‏‏.‏


وسببُ نزول هذه الآية‏:‏

أنَّ قريشًا لما سمعت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم
يذكر الرحمن؛
أنكروا ذلك،
فأنزل الله فيهم‏:‏
‏{ ‏وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَـنِ‏ }‏‏.‏


وذكر ابن جرير أن ذلك كان في صلح الحديبية؛
حين كتب الكاتبُ في قضية الصلح
الذي جرى بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏بسم الله الرحمن الرحيم‏"

‏ فقالت قريش‏:‏
أما الرحمن فلا نَعرفهُ‏.‏

وروى ابنُ جرير أيضًا عن ابن عباس‏:
‏ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو ساجدًا يقول‏:

‏ ‏"‏يا رحمن يا رحيم‏"‏

فقال المشركون‏:‏
هذا يَزعمُ أنه يدعو واحدًا،
وهو يدعو مثنى‏.

‏ فأنزل الله‏:‏ ‏
{ ‏قُلِ ادْعُواْ اللَّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَـنَ
أَيًّا مَّا تَدْعُواْ
فَلَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى‏ }

‏ ‏[‏الإسراء/110‏]‏‏.‏


وقال تعالى في سورة الفرقان‏:‏

‏{‏ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ
قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ}‏

‏[‏الفرقان/60‏]‏‏.‏







من مواضيعي في المنتدى
»» ويحك أتدري ما الله ؟
»» ألفاظ صحيحة وألفاظ خاطئة
»» عظمة الله سبحانه وتعالى / لابن القيم رحمه الله تعالى
»» الصوفية عبدة أضرحة !!
»» مقالات شرك العبادة - فضيلة الشيخ لطف الله خوجه
 
قديم 19-05-14, 06:55 PM   رقم المشاركة : 49
أبو فراس السليماني
عضو ماسي








أبو فراس السليماني غير متصل

أبو فراس السليماني is on a distinguished road


Arrow الرّدُّ على من أنكَرَ الأسماءَ والصّفاتِ، أو أنكر بعضها

فهؤلاء المشركون هُم سلف الجهمية،
والمعتزلة والأشاعرة،

وكل من نفى عن الله ما أثبتَهُ لنفسه،
أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم
من أسماء الله وصفاته‏.‏

وبئسَ السلف لبئس الخلف‏.‏


والرد عليهم من وجوه‏:‏

الوجه الأول‏:‏

أن الله سبحانه وتعالى أثبتَ لنفسه الأسماءَ والصفاتِ،
وأثبتها له رسوله صلى الله عليه وسلم،

فنفيُها عن الله أو نفي بعضِها‏:‏
نفيٌ لما أثبته الله ورسوله،
وهذا محادة لله ورسوله‏.‏






من مواضيعي في المنتدى
»» ابـتـســـم / للشيخ عائض القرني
»» صفا بين السيستانية والنايلساتية
»» كل هؤلاء مسئولون يوم القيامة عن انفلات النساء في بلاد الحرمين
»» مجموع مؤلفات الشيخ العلامة عبد الرحمن السعدي - [23 مجلد]
»» ذم الغناء وشطحات الصوفية / قصيدة للإمام ابن القيم رحمه الله تعالى
 
قديم 19-05-14, 07:11 PM   رقم المشاركة : 50
أبو فراس السليماني
عضو ماسي








أبو فراس السليماني غير متصل

أبو فراس السليماني is on a distinguished road


Arrow الرّدُّ على من أنكَرَ الأسماءَ والصّفاتِ، أو أنكر بعضها

الوجه الثاني‏:‏

أنه لا يلزم من وجود هذه الصفات في المخلوقين،
أو من تسمِّي بعض المخلوقين
بشيء من تلك الأسماء
المشابهة بين الله وخلقه،


فإن لله سبحانه أسماءً وصفات تخصه،
وللمخلوقين أسماء وصفات تخصهم،


فكما أن لله سبحانه وتعالى ذاتًا
لا تشبه ذوات المخلوقين،

فله أسماء وصفات
لا تشبه أسماءَ المخلوقين وصفاتهم،


والاشتراك في الاسم والمعنى العام
لا يوجب الاشتراك في الحقيقة،

فقد سمَّى الله نفسَهُ عليمًا، حليمًا،
وسمَّى بعض عباده عليمًا،

فقال‏:‏
‏{ ‏وَبَشَّرُوهُ بِغُلامٍ عَلِيمٍ ‏}‏

‏[‏الذاريات/28‏]‏

يعني إسحاق،


وسمى آخر حليمًا،

فقال‏:
‏ ‏{ ‏فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ‏ }‏

‏[‏الصافات/101‏]

‏ يعني إسماعيل،

وليسَ العليم كالعليم،
ولا الحليم كالحليم،


وسمَّى نفسه فقال‏:‏
‏{ ‏إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا‏ }‏

‏[‏النساء/58‏]‏

وسمَّى بعض عباده سميعًا بصيرًا،

فقال‏:‏

‏{ ‏إِنَّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ
فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا ‏}‏

‏[‏الإنسان/2‏]‏،

وليس السميعُ كالسَّميع
ولا البصيرُ كالبصير‏.‏


وسمَّى نفسه بالرؤوف الرحيم فقال‏:‏

‏{ ‏إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ‏}

‏ ‏[‏الحج/65‏]‏،


وسمَّى بعضَ عباده رؤوفًا رحيمًا،

فقال‏:‏ ‏{ ‏لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ
عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ
حَرِيصٌ عَلَيْكُم
بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ‏}‏

‏[‏التوبة/128‏]‏،

وليس الرؤوف كالرؤوف،
ولا الرحيمُ كالرَّحيم‏.‏


وكذلك وصف نفسَهُ بصفاتٍ،
ووصَفَ عباده بنظير ذلك،

مثل قوله‏:‏
{‏ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ ‏}

‏[‏البقرة/255‏]‏

فوصف نفسَهُ بالعلم، ووصف عباده بالعلم،

فقال‏:
‏ ‏{‏ وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلًا‏ }

‏[‏الإسراء/85‏]‏،

وقال‏:‏
{‏ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ ‏}

‏[‏يوسف/76‏]‏،

وقال‏:‏ ‏
{ ‏وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ‏}

‏ ‏[‏القصص/80‏]‏،


ووصف نفسه بالقوة فقال‏:‏

{‏ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ‏}

‏[‏الحج/40‏]‏،

{ ‏إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ‏}

‏[‏الذاريات/58‏]‏،


ووصف عبادهُ بالقوة
فقال‏:‏
{‏ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ
ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً
ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً ‏}

‏[‏الروم/54‏]‏،
إلى غير ذلك‏.‏

ومعلومٌ أن أسماء الله وصفاته
تخصه وتليق به،

وأسماء المخلوقين
تخصهم وتليق بهم،

ولا يلزمُ من الاشتراك في الاسم والمعنى
الاشتراك في الحقيقة؛

وذلك
لعدم التماثل بين المُسَمَّيين والموصوفين،


وهذا ظاهر،

والحمد لله‏.‏






من مواضيعي في المنتدى
»» ذم الغناء وشطحات الصوفية / قصيدة للإمام ابن القيم رحمه الله تعالى
»» الجامع الكبير لمقالات فضيلة الشيخ لُطف الله بن مُلا عبد العظيم خوجه
»» ابن عربي ضالٌّ كما يؤكد أكابر أئمة الإسلام
»» حكم وفوائد وأمثال وشوارد
»» كتاب العبادة - للعلامة عبد الرحمن المعلمي اليماني رحمه الله تعالى
 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:53 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "