العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-04-15, 05:45 AM   رقم المشاركة : 1
امـ حمد
عضو ذهبي







امـ حمد غير متصل

امـ حمد is on a distinguished road


ضاقت واشتدت ثم فرجت

بسم الله الرحمن الرحيم
السـلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ضـاقت واشتدت ثم فـرجت
يا أيّها الإنسان،بعد الجوع شبع، وبعد الظمإ ريّ،وبعد السهر نوم،وبعد المرض عافية،سوف يصل الغائب، ويهتدي الضالّ،ويفكّ العاني، وينقشع الظلام (فعسى الله أن يأتي بالفتح أو بأمر من عنده)
بشّر الليل بصبح صادق سوف يطارده على رؤوس الجبال،
بشّر المهموم بفرج مفاجئ يصل في سرعة الضوء ولمح البصر، إذا رأيت الصحراء تمتد وتمتد، فاعلم أن وراءها رياضاً خضراء وارفة الظلال،
إذا رأيت الحبل يشتد ويشتد، فاعلم أنه سوف ينقطع،
مع الدمعة بسمة،ومع الخوف أمن،ومع الفزع سكينة،
فلا تضق ذرعاً،فمن المحال دوام الحال،وأفضل العبادة انتظار الفرج،
الأيام دول، والدهر قُلّب، والليالي حبالى،والغيب مستور، والحكيم كل يوم هو في شأن، ولعل الله يحدث بعد ذلك أمرا، وإن مع العسر يسراً،إن مع العسر يسراً،
في الحديث الذي رواه الترمذي(أفضل العبادة انتظار الفرج) وكما قال سبحانه(أليس الصبح بقريب)صبح المهمومين والمغمومين لاح، فانظر إلى الصباح وارتقب الفتح من الفتّاح،
تقول العرب(إذا اشتد الحبل انقطع)والمعنى،إذا تأزمت الأمور،فانتظر فرجاً ومخرجاً،
وقال سبحانه وتعالى(ومن يتق الله يجعل له من أمره يسراً)
وقوله تعالى(فإن مع العسر يسرا،إن مع العسر يسرا)
وفي الحديث الصحيح(واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب)
يقول بعض المؤلفين،إن الشدائد،مهما تعاظمت وامتدت،لا تدوم على أصحابها،ولا تخلد على مصابها،بل إنها أقوى ما تكون اشتداداً وامتداداً واسوداداً،أقرب ما تكون انقشاعاً وانفراجاً،عن يسر وفرج وهناءة،وحياة رخيَّة مشرقة وضّاءة، فيأتي العون من الله والإحسان عند ذروة الشدة والامتحان،وهكذا نهاية كل ليل غاسق فجر صادق،
قد تتوالى المصائب والمحن على المرء,فلا يصحو من مصيبة الا والاخرى متشبثة بها،وقد لا يرى الفرح والسرور الا نادراً،
ولله در الشافعي رحمه الله،حين تحدث عن قلة السرور وكثرة الغموم فقال،محن الزمان كثيرةٌ لا تنقضي،،،،وسرورها يأتيك كالأعياد،
ولأن المصائب قدلا تأتي فرادى قال في ذلك،
تأتي المكاره حين تأتي جملةً،،،،وأرى السرور يجيء في الفلتات،
نعم قد تتكالب المصائب على الانسان وتتوالى عليه مجتمعة
و ربما يفقد المرء معها توازنه بعض الشي،ولكن الإنسان المؤمن مهما تكاثرت عليه الشدائد والمحن،نجده واثق برحمة ربه عز وجل متوكل عليه،متيقن من إنفراج الشدة وزوالها حتى في أشد الظروف،
قال الشاعر،ولرب نازلةٍ يضيق بها الفتى،،،،ذرعاً وعند الله منها المخرج،
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها،،،،فرجت وكنت أظنها لا تفرج
والمسلم لاينسى أن العطاء قد يكون في المنع وأن وراء كل محنة منحة،
ونحن نعلم يقيناً ان الله سبحانه لم يبتلينا ليعذبنا، بل ليرحمنا،
فمهما كان الإبتلاء شديداً فلا بد أن يكون وراءه خيراً كثيراً،
قد تخفى علينا الحكمة منه ولا نعلم بذلك إلا بعد مرور تلك الشدة والإبتلاء،
وخير مثال على ذلك قول ابن القيم رحمه الله حين تحدث عن أناس وجدوا في المصائب جمالاً،كما وجدوها في النعم،حيث أن كله من الله سبحانه وتعالى،
وقال رحمه الله ابن القيم،وكل ما يصدر عن الله جميل وإذا كنا لا نرى الجمال في المصيبة،وأجمل من ذلك كله قول الحق سبحانه وتعالى(فَعَسَى أَن تَكرَهُوا شَيئاً وَيَجعَلَ اللهُ فِيهِ خَيراً كَثِيراً)
وقوله سبحانه وتعالى(وَعَسَى أَن تَكرَهُوا شَيئًا وَهُوَ خَيرٌ لكُم وَعَسَى أَن تُحِبوا شَيئًا وَهُوَ شَر لكُم وَاللهُ يَعلَمُ وَأَنتُم لاَ تَعلَمُونَ)
عن سعد بن أبي وقاص قال،قلت( يا رسول الله،أي الناس أشد بلاء ،قال الأنبياء،ثم الأمثل، فالأمثل، فيبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان في دينه صلباً اشتد بلاؤه،وإن كان في دينه رقة ابتلي على حسب دينه، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه من خطيئة) سنن ابن ماجه،رواه الترمذي،
ونجد المسلم الحق متوكل على ربه دائماً يتذكر عند الشدائد والمحن أن كل شيء بقضاء وقدر،
وقوله،صلى الله عليه وسلم(عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير،وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن،إن أصابته سراء شكر، فكان خيرا له،وإن أصابته ضراء صبر،فكان خيرا له)رواه الإمام مسلم،
الصبر من أفضل صفات المؤمنين وأعلاها منزلة والفائز هو من تحلى به،فرغم مرارته إلا أن ثماره حلوة رائعة،
(وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ)بصلاة الله ورحمته وهدايته،وبعظم الأجر، وبالهداية والثبات،
قال تعالى(وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ )
وقد قال صلى الله عليه وسلم(ما من مسلم يدعو الله إلا كتب له الله إحدى ثلاث أن يعجل له دعوته فى الدنيا،أو أن يدخرها له فى الآخرة، أو أعطاه مثلها)
من منا لم يمـر بضيق أو حزن أوهم، بل هناك من يشتد عليه الأمر حتى يظن أنه هالك لا محالة،فتظلم الدنيا أمام ناظـريه,ويـدب اليأس في قلبه وقـد ينتظر
في مكانه حتى يأتيه الهـلاك,ولا يملك في هذا الوقت إلا سلاحاً واحداً،لا يملك سواه, وهو الدعـاء وسؤال من لا يخيب فيه الرجاء،فيدعو, ويدعو ,ويدعو, بقلب خاشع وعين دامعة ورجاء متصل،وفي غمرة هذا اليأس يبصـر شعاع من نور يضيء له ما أمـامه ،وحتى ما بداخله, يشعر بانشراح في الصدر وحبور في القلب
وزوال لكل هم وغم,, ويعلم عندها،أن فرج الله قـد حـل( حتى إذا استيئس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنـا )
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها،،،،فرجت وكان يظنها لا تفرج
أبشروا,إنكم تدعون من إذا رفعتم أكف الضراعة إليه يستحي أن يردهما صفرين خائبين,إنمـا تدعون قريباً سميعاً مجيبأ,تأكـدوا أن ما أصابكم من بلاء،فإن فيه خير لكم
قد لا تعلمونه ولكن الله يعلمه، فيا يامن حرمت زينة الحياة الدنيا,
ويامـن ذقتم ألم الظالم،وسدت بوجهكم الدروب،والأبواب,عليكم بالدعاء فإن سدت كل الأبواب في وجوهكم فأبواب الله مشرعة في كل آن وحين،
ولا تيأس ولا تجزع مهما طال الكرب,وأحسن ظنك بربك فلا والله لا يخيبك،
إن الشدائد لا تزيـد المرء إلا قـوة وصـلابة لمواجهة
الأزمـات،قال،صلى الله عليه وسلم( سلوا الله من فضله فإن الله يحب أن يسأل وأفضل العبادة انتظار الفرج )إسنادة صحيح،
والفرج آتٍ ولا ريب،مهما طال الليل وأظلم فلابد للفجر أن يقدم، ستشرق الشمس حتماً ولكن ارفعوا أكف الضراعة إلى مولاكم , وادعوه وانتم موقنون،
ان تكون مظلوم فَهو أمرُ قاسي وطعمه أَشّد مِن المُر نفسه،ولَكن نجد الحلاوة فِي مُناجاة الله وشكواَنا اِليه،تتنهد بعُمق،فتشعر بالسعادة لانك شكوت من اِليه المشتكى
قال الإمام الغزالي رحمه الله،إذا رأيت الله يحبس عنك الدنيا ويكثر عليك الشدائد والبلوى،فاعلم أنك عزيز عنده،وأنك عنده بمكان،وأنه يسلك بك طريق أوليائه وأصفيائه،وأنه يراك،أما تسمع قوله(وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا )أي اصبر على أذاهم ولا تبالهم واللّه يعصمك من الناس،ولا يضق صدرك(فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا)إنك بعين الله،ورعايته وحفظه، وتأيده،وعين النصر،والتوفيق،
يقول جل ثناؤه، فإنك بمرأى منا نراك ونرى عملك,ونحن نحوطك ونحفظك,فلا يصل إليك من أرادك بِسُوءٍ، فالصبر في القرآن دليل معرفة الله عز وجل، الذي يعرف الله يصبر، والذي لا يعرفه لا يصبر،
الصبر المحمود أن تصبر لله،الصبر الذي يرفع من قيمة الإنسان،ويكون باعثه إرضاء الله عز وجل، هذا صبر الأقوياء،الإنسان يمتلئ غيظاً فيصبر فيكظم غيظه،كظم الغيظ صبرٌ،

اللهم انصر كل مظلوم امام مرأى الظالم،ليعلم يقيناً انك تمهل ولا تهمل،
اللهم أنت الرجاء والأمل،فرج الهموم ونفس الكروب،قال النبي صلى الله عليه وسلم(اتق دعوة المظلوم فإنها ليس بينها وبين الله حجاب)رواه البخاري.






 
قديم 28-01-20, 04:49 PM   رقم المشاركة : 2
محمد السباعى
عضو ماسي






محمد السباعى غير متصل

محمد السباعى is on a distinguished road


جزاك الله خيرا







 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:43 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "