قد بينا في كتابنا الكبير أنه عليهالسلام لم يكن راضيا بالتحكيم وقد غلبه عليه أكثر أصحابه حتى أذن لهم به كرها لما قامت الفتنة ولم يكن تسكينها إلا بذلك فإن معاوية ......... لما أحس بالغلبة لأمير المؤمنين عليهالسلام ليلة الهرير فزع إلى عمرو بن العاص في ذلك وهو لما كان يعلم (قلة عقل أكثر أصحاب أمير المؤمنين عليهالسلام) رأى له أن يكيدهم برفع المصاحف ليمهلوا في الحرب وتقع الفتنة والاختلاف بين أصحابه عليهالسلام وكان الأشتر رضياللهعنه صبيحة تلك الليلة قد أشرف على الظفر وظهرت له أمارات الفتح فلما أصبحوا رفعوا المصاحف على أطراف الرماح
اسم الکتاب : مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول المؤلف : العلامة المجلسي الجزء : 4 صفحة : 75
اسم الکتاب : مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول المؤلف : العلامة المجلسي الجزء : 4 صفحة : 76
وكان عددها خمسمائة مصحف ورفعوا مصحف المسجد الأعظم على ثلاثة رماح مشدودة يمسكها عشرة رهط ونادوا بأجمعهم : الله الله معشر العرب في النساء والبنات ، الله الله في دينكم ، هذا كتاب الله بيننا وبينكم! فاختلف أصحابه عليهالسلام فقالت طائفة : القتال القتال ، وقال أكثرهم : المحاكمة إلى الكتاب ولا يحل لنا القتال وقد دعينا إلى حكم الكتاب ، فقال عليهالسلام : أيها الناس إني أحق من أجاب إلى الكتاب ، ولكن معاوية وعمرو بن العاص وابن أبي معيط ليسوا بأصحاب دين ولا قرآن ، إني أعرف بهم منكم ويحكم إنها كلمة حق يراد بها باطل ، وإنهم رفعوها للخديعة والمكر والوهن ، أعينوني ساعة واحدة فقد بلغ الحق مقطعة ولم يبق إلا أن يقطع دابر القوم الذين ظلموا.
( فجاء عشرون ألفا من أصحابه عليهالسلام ونادوه باسمه دون أمير المؤمنين : أجب القوم إلى كتاب الله إذا دعيت وإلا قتلناك كما قتلنا عثمان!)