المقامات الصوفية وموسيقى البلوز
وبين دانيليان الذي ينتمي إلى المذهب التيجاني الصوفي الذي انتقل إلى أمريكا من غرب وشمال إفريقيا أنه يستمتع بنغمات إسلامية موسيقية عندما يجتمع مع مشايخ مذهبه ومئات الناس من حولهم في ولاية نيوجيرسي الأمريكية ليمارسوا طقوسهم وابتهالاتهم الصوفية، وهو دائما يرى العلاقة الواضحة بين المقامات الصوفية وبين موسيقى البلوز.
ويرى الباحثون الأمريكيون أن البلوز تطورت في أمريكا في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين في الولايات جنوبية مثل الميسيسيبي ولويزيانا وألاباما واختلطت لاحقا بالموسيقى الأوروبية وفقدت عناصرها الأفريقية والإسلامية الأصلية. ويبدو أن البلوز كانت مرتبطة بالحزن والمآسي لدى العبيد على مر العصور حيث يروي دبليو سي هاندي، الملقب بـ "أبو البلوز" بسبب تاريخه الطويل في كتابة وتلحين أغاني البلوز، في مذكراته عن اللحظة التي صنعت تاريخه أنه كان مسافراً على القطار عام 1903 عندما جلس بجانبه رجل اسود بملابس بالية وحذاء مقطوع تظهر أصابع رجله خارجة منها، وبدأ الرجل يعزف على عود معه نوتات لأول مرة يسمعها هاندي حتى أنها أحزنت من كان في المقطورة.
ويصف هاندي ذلك الرجل " كان الرجل يضغط بسكينه على عوده ويغني عن القطار وعن سفره وترحاله، وهذا كان ديدن مغني البلوز، يغنون عن أي شيء بطريقة محزنة مثل القطارات والبواخر والحيوانات وحتى عن أسيادهم الظلمة". وبينما كان هاندي يعتقد أن تقنية الضغط على العود جاءت من جزر هاواي إلا أن كوبك يؤكد أنها تقنية قدمت إلى أمريكا من غرب إفريقيا قائلاً أنها دليلا آخرا على تأثير الفن الإسلامي على البلوز.
الـــمـــصـــدر : العربية نت