العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديات الخاصة > منتدى مقالات الشيخ سليمان بن صالح الخراشي رحمه الله

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-12-15, 04:16 PM   رقم المشاركة : 1
سليمان الخراشي
حفظه الله







سليمان الخراشي غير متصل

سليمان الخراشي is on a distinguished road


بين الرحالة الصوفي ابن بطوطة وشيخ الإسلام ابن تيمية - تعقيب على هامش للأستاذ مجد مكي

بسم الله الرحمن الرحيم


رحم الله شيخ الإسلام ابن تيمية الذي صبر وكابد في سبيل نشر مذهب السلف ، وتحرير الأمة من البدع والمحدثات التي رانت على قلوب أهل زمانه ، حتى كادت تطمس الحق ، مواجهًا في سبيل هذا سيلاً من التهم والأكاذيب .
وقد ابتدأت تلك الأكاذيب في حياته رحمه الله ، حيث يقول في مقدمة رسالته " التسعينية " ( 1 / 10 – 11 ) حاكيًا عن مناظرته مع علماء السوء في عصره الذين حكموا بسجنه بسبب عقيدته السلفية : ( جاءنا هذان الرسولان بورقة كتبها لهم المُحكّم من القضاة ، أبو الحسن علي بن مخلوف المالكي ، وهي طويلة ، طلبت منهم نسخها ، فلم يوافقوا ، وتأملتها فوجدتها مكذوبة عليّ إلا كلمة واحدة .. قلت : ليس هذا في كلامي ولا في خطي ) .

ولازالت الأكاذيب تلاحق الشيخ إلى زماننا هذا ؛ كما تجده في كتابات سعيد فودة وحسن السقاف وحسن فرحان وغيرهم من المعادين له رحمه الله .


ومن خلال تأملي في الأكاذيب والتهم التي أُلصقت بالشيخ ، وجدتها على صنفين :

الأول : أكاذيب وتُهم ( يتعمد ) أصحابها ترويجها عن الشيخ ؛ لتشويه سمعته وعقيدته ؛ كي لايتأثر بها المسلمون ؛ فينفضّوا عن بدعهم . منها مثلاً : كذبهم عليه بأنه يمنع زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم ! وهم يعلمون أنه يمنع " شد الرحل " لمجرد زيارة القبر النبوي ؛ استجابة لحديث : " لا تُشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد .. " ، فهو رحمه اللَّه لم يحرم زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم ولا زيارة غيره من القبور إذا وقعت هذه الزيارة وفق الأدلة الشرعية . فلو قال هؤلاء الكذبة للمسلمين عقيدته الحقيقية ، وأنه يمنع شد الرحل لا الزيارة ، سيعلم المسلمون أنه موافق للنصوص الشرعية في عقيدته ، فلهذا يلجأ أصحاب الكذب إلى الافتراء عليه بأنه يمنع زيارة القبر النبوي ؛ متيقنين أن هذا سيُغضب المسلمين منه ، فيظنون به الظنون ، وينفضّون من حوله .


الصنف الثاني من الأكاذيب :
هو ناتج عن قصور فهم أصحابه لكلام أوآراء الشيخ ، وقد رددت على واحدٍ من هؤلاء هنا :


http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=172745

قلت : ومن جملة أكاذيب الصنف الأول : كذبة الرحالة الصوفي ابن بطوطة عليه في رحلته المشهورة ( 1 / 316 تحقيق د التازي ) ، التي ادعى فيها أنه عند زيارته لدمشق وجد ابن تيمية يعظ الناس على منبر الجامع ، قائلاً : إن الله ينزل إلى سماء الدنيا كل ليلة كنزولي هذا – ثم نزل درجة من درجات المنبر !!

وقد رد كثيرٌ من العلماء والباحثين على هذه الكذبة الرخيصة من هذا الصوفي القبوري ؛ كالشيخ راغب الطباخ ، والشيخ بهجة البيطار ، والعلامة كرد علي في " مجلة المجمع العلمي بدمشق " ( 2 / 274 ) ، والشيخ أحمد بن حجر آل بوطامي ، والشيخ الألباني ، والدكتور التازي محقق رحلة ابن بطوطة ، والدكتور محمد الخُميّس ، والدكتور عبدالله الغصن ، والشمس الأفغاني في " جهود علماء الحنفية " ( ص 1797 ) ، والأستاذ عبدالقادر الجعيدي في رسالته المهمة " صفة النزول الإلهي ، ورد الشبهات عنها " ( ص 612 ) ، وغيرهم . بل ردها بعض خصوم ابن تيمية ؛ كأحمد الغماري ، انظر مقدمة " تشنيف الأسماع " ط2 ؛ لمحمود سعيد ممدوح ( 1 / 14 ) .

طالع – على سبيل المثال - رد الشيخ البيطار هنا :

http://www.alukah.net/sharia/0/92458/

وقد أبان الحافظ ابن حجر في الدرر الكامنة ( 1 / 154 ) أن هذه الكذبة قد سبق إليها قبل ابن بطوطة : الشيخُ الصوفي نصر المنبجي ، أحد ألد أعداء شيخ الإسلام في عصره ، قال : ( ذكروا أنه – أي ابن تيمية – ذكر حديث النزول ، فنزل عن المنبر درجتين ، فقال : كنزولي هذا ، فنُسب إلى التجسيم ) ! وانظر " فهرس الفهارس " للكتاني ( 1 / 277 ) .
ثم جاء الحصني المتوفى سنة 829هـ ، فادعى في كتابه " دفع شُبه من شبّه .. " ( ص 48 ) أن شيخ الإسلام قال في الكلام على حديث النزول : ( إن الله ينزل إلى سماء الدنيا إلى مرجة خضراء ، وفي رجليه نعالان من ذهب ) !!

قلت : وقد كان من جملة الردود التي ذكرها العلماء والباحثون : أن دخول هذا الرحالة الصوفي لدمشق يُصادف وجود ابن تيمية في السجن ، وأن مضمون هذه الكذبة – وهو الأهم - مناقض لاعتقاد شيخ الإسلام ، الذي هو اعتقاد السلف ، وهو إثبات صفات الله دون تمثيل أو تعطيل ، وهو الذي يجهر به الشيخ كثيرًا في معظم كتبه .

ومن جملة المفارقات أن لشيخ الإسلام شرحًا مستقلاً لحديث النزول ، يقول فيه ( ص 459 ) مبطلاً كذب الأعداء :

( والذي يجب القطع به : أن الله ليس كمثله شيء في جميع ما يصف به نفسه ، فمن وصفه بصفات المخلوقين في شيء من الأشياء فهو مخطئ قطعًا ؛ كمن قال إنه ينزل فيتحرك وينتقل كما ينزل الإنسان من السطح إلى أسفل الدار ) .

الذي دعاني إلى كتابة هذا المقال : أن الأستاذ الباحث مجد مكي – وفقه الله لما يُحب – قام حديثًا بجمع مقالات العلامة راغب الطباخ ، وأصدرها في جزءين ، وكان من ضمنها ( 1 / 223 – 227 ) المقال الذي دافع فيه الطباخ عن ابن تيمية ضد الفرية التي أطلقها عليه ابن بطوطة ، وقد أجاد فيه ، إلا أن الأستاذ مجد علّق في الهامش بنقل جزء من مقالٍ للأستاذ التازي محقق رحلة ابن بطوطة نشره في مجلة " العربي " ، العدد 553 (ديسمبر 2004) ، ذكر فيه أنه بعد البحث ثبت عنده أن ابن بطوطة دخل دمشق مرتين لا مرة واحدة ، وأنه في المرة الثانية كان ابن تيمية يتمتع بحريته ، وختم التازي قائلاً :

( إن الذي أريد أن أقوله بوضوح بعد وجود ما يثبت حضور ابن بطوطة بدمشق عام 727 هـ = 1327م, هو أن الرحالة المغربي يمسي معتبرًا مصدرًا معاصرًا من مصادر الحديث عن ابن تيمية ، وأنه لا يجوز لنا أن نهمل معلومات الرحلة, بل علينا أن نقرأها قراءة جديدة انطلاقًا مما قدمناه, وانتهاء إلى أن الهدف يبقى دائما هو البحث عن الحقيقة ، والحقيقة وحدها )
!!

قلت :
هذا الكلام الذي نقله الأستاذ مجد عن التازي ، وهذه الخاتمة الغريبة ، سوف تُشوش على مقال الشيخ الطباخ ، وسيفهم منها بعض القراء أنه مادامت هناك إمكانية للقاء ابن بطوطة بابن تيمية ؛ إذن سيكون كلامه عنه ثابتًا وصحيحًا !!

لهذا ؛ كان الأولى بالأستاذ مجد عفى الله عنه أحد أمرين :

الأول :
إما أن يحذف هذا الهامش بالكلية ، كي لا يشوش على رد الشيخ الطباخ ؛ لأن إضافته لا تخدم مضمون المقال ؛ بل ستُفهم بعض القراء عكسه – كما سبق - .

الثاني :
أن يقول : أنا أريد إضافة فائدة للقارئ بنقلي لكلام التازي ؛ فيلزمه حينئذٍ أن يُتبع كلام التازي بقوله مثلاً : ( وسواء ثبتت لقيا ابن بطوطة بابن تيمية ؛ فإن هذا المنقول عن شيخ الإسلام يخالف عقيدته التي يذكرها في كتبه ، والتي هي عقيدة السلف ، التي هي إثبات صفات الله دون تمثيل أو تعطيل ) . ويُشير إلى بعض ما جاء في شرح حديث النزول ، بتحقيق د الخُميّس ، مثلاً .

وهو موجود هنا :

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=209070

هذا المؤمّل من الأستاذ مجد أن يفعله في الطبعة القادمة ؛ ليشمله قوله صلى الله عليه وسلم : " مَنْ رَدَّ عَنْ عِرْض أَخِيهِ رَدَّ اللَّه عَنْ وَجْههِ النَّارَ يَوْم الْقِيَامَة" ، فكيف إذا كان المردود عنه إمامًا من أئمة المسلمين ؟ وحذرًا من قوله تعالى : ( وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا ) .


إضافة ( 1 )

قد يتساءل البعض عن سبب الكذبة السابقة من ابن بطوطة وغيره على شيخ الإسلام ، وهو – في نظري – بسبب عقيدتهم الأشعرية التي لم يفهم أصحابها من آيات وأحاديث الصفات إلا " التشبيه " ! فلهذا يصمون أتباع السلف بالمشبهة أو المجسمة ! لأنهم أثبتوا معاني الصفات كما أثبتها الله ورسوله صلى الله عليه وسلم مع تفويض الكيفية ، ثم راحوا يشوهون سمعة أعلام أهل السنة بمثل تلك الحكايات الباردة التي يعلمون كذبها ، ولكنهم يظنونها ستصرف المسلمين عن التأثر بأهل السنة . فهؤلاء الأشاعرة في الحقيقة قد وقعوا في بدعتين ؛ شبهوا أولاً ، ثم عطلوا ثانيًا ، ثم تحيروا بين مذهبين باطلين :

الأول : التأويل ؛ وهو قول معظم متأخريهم ، حيث اجترؤا به على تحريف نصوص الصفات إلى معانٍ مُتكلّفَة ؛ ففتحوا الباب لغيرهم من المبتدعة الآخرين " كالمعتزلة والباطنية والفلاسفة " لتأويل أمور أخرى من الشريعة . انظر جنايتهم وغيرهم على الشريعة في هذه الرسالة العلمية : " جناية التأويل "

http://www.ajurry.com/vb/showthread.php?t=30300

المذهب الثاني :
تفويض ( معاني ) الصفات ؛ وينسبونه للسلف ! حيث زعموا أن الله عزو وجل خاطب نبيه صلى الله عليه وسلم ، والصحابة رضي الله عنهم في أشرف العلوم " صفات الخالق " بكلام لا يُفهم ! بل شبيه بالأعجمي .

وانظر لبيان بطلان هذا المذهب البدعي : هذه الرسالة المهمة : " براءة أئمة السلف من التفويض في صفات الله عز وجل " :

http://www.saaid.net/book/open.php?cat=88&book=10995


إضافة ( 2 )

وصفي لابن بطوطة بالصوفي القبوري ؛ هو بسبب أنه حشا رحلته بزيارة الأضرحة والقبور وتعظيمها ؛ فلها النصيب الأكبر من رحلته ؛ كما يعلمه من قرأ تلك الرحلة التافهة ، التي لم يأبه لها المحققون ؛ نظرًا لكثرة الأكاذيب والخرافات فيها .

قال الشمس الأفغاني - رحمه الله - في رسالته " جهود علماء الحنفية .. " ( ص 1797 ) عنها : ( الكتاب مكتظ بالخرافات القبورية ، والتبركات الشركية والبدعية ، والتنويه بالعمائر والقبب ، والمساجد على القبور في أنحاء العالم ، والثناء عليها من دون إنكار ، بل بإيمان وإقرار ) . " جهود الحنفية

وهنا مقالٌ مهم بعنوان : " البعد الصوفي في حياة ابن بطوطة من خلال رحلته " للأستاذ عبدالسلام شقور ، قال فيه : (إن ابن بطوطة لم يسلك في رحلته طريق العلماء، و هو ما جعل القدماء يعرضون عن رحلته، و لا يولونها اهتماما يذكر. ولعل مما جعل القدماء ينصرفون عن رحلة ابن بطوطة أيضا تلك المغربات التي وردت أخبارها في الرحلة، و قد اتهمه بالكذب أقوام، أضف إلى ما وقع له في رحلته من خلط في إسناد بعض المرويات) ، وقال : (ولعله اتضح لنا كيف كانت رحلة ابن بطوطة بحثا دؤوبا عن الأولياء ) .

تابع هنا :

http://www.habous.gov.ma/daouat-alhaq/item/7779


إضافة ( 3 )


صادف أثناء كتابتي لهذا المقال أنني كنت أقرأ في رسالة " الأثمار الجنية في الأسماء الحنفية " ؛ للشيخ ملا قاري رحمه الله ، وقد جاء فيها ( ص 214 ) أن الإمام البخاري رحمه الله سئل عن صبيين شربا من لبن شاة أو بقرة ؛ فأفتى بثبوت الحُرمة بينهما !! فأخرجه أهل البلد منها ! وقد أجاد محقق الكتاب : الأستاذ محمد زاهد جول في الإشارة إلى من رد على هذه الكذبة المفتراة على إمام المحدثين . فليت أحد الباحثين يؤلف كتابًا بعنوان : " أكاذيب على الأعلام " مثلاً ، ويورد فيه أمثال هذه الحكايات المكذوبة ، مع تفنيدها .


إضافة ( 4 )

قام الأستاذ مجد – مشكورًا – بجمع تراجم الأعلام التي وردت في مجلة " حضارة الإسلام " السورية ، وأصدرها في مجلدين ، وقد ورد في ترجمة الشاعر الحيدر آبادي ( 1 / 451 ) قوله شعرًا :

رسول الله يحمي كلّ مرء
أصابته من الدهر الرماح
فعطفًا يارسول الله عطفًا
عليّ برحمة فيها نجاح !

وقد فات الأستاذ مجد التعليق على هذا الكلام المحرّم ، فلعله يتدارك هذا في الطبعة القادمة ، ويُعلق في الهامش بقوله مثلاً : ( هذا من الغلو غير الجائز في حق رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ فالدعاء عبادة لا تجوز إلا لله عز وجل ) .
وليعلم – وفقه الله – أن مثل هذه التعليقات ، وإن كانت يسيرة ، فإنها تنشر الوعي بين المسلمين ؛ ولا تجعلهم يستمرؤون أمثال هذه المخالفات العقدية .

وللفائدة :

فالاستغاثة الشركية غير التوسل البدعي ، الذي قد يذكر البعض الخلاف فيه ، ومن الخطأ الخلط بينهما في المعنى أو في الحكم ؛ كما يظنه البعض – جهلاً - ، وكما يفعله بعض القبوريين – عمدًا - ؛ حيث يُجوزون الاستغاثة الشركية ، مستدلين عليها بأدلة التوسل البدعي ! تلبيسًا على الناس .

فالاستغاثة بالأموات ودعاؤهم من دون الله أو مع الله ؛ شرك أكبر يُخرج من ملة الإسلام‏,‏ سواء كان المستغاث به نبيًا أم غير نبي‏ ؛ كمن يدعو : يارسول الله أغثني ، أو مدد يا رسول الله ، أو ياجيلاني ارزقني .. الخ.

أما التوسل البدعي ؛ فصاحبه يستغيث بالله وحده ، ولكنه يتوسل في دعائه بالنبي صلى الله عليه وسلم ؛ فيقول مثلاً : يارب بجاه نبيك اغفر لي أو ارزقني . فهذا بدعة وليس شركًا .

وهنا بحثٌ محَكّم عن " حكم الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم :
http://www.mahaja.com/oldlibrary/play-2314.html

وهنا عن التوسل :

http://www.minhajnobowa.net/articles/show/138

وفق الله الأستاذ مجد لما يُحب ويرضى ، ويسّر له إصدار الأعمال العلمية المميزة ، والله الهادي ..






  رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:41 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "